السياسة السعودية تجاه الإخوان المسلمين
السيناريو الثالث: تحسن العلاقات بين السعودية وإخوان مصر
ومن شروطه: تغير السياسات السعودية على الصعيدين العربي والإقليمي، ربما بسبب عدم وصول الأمير محمد بن سلمان إلى العرش، واستعادة جناح “السديري” سياسات التهدئة الإقليمية، كما كانت في عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز.
في المقابل، فإن تحقّق هذا السيناريو يستلزم بعض الشروط ومنها: عودة المسار الديمقراطي في مصر، وعودة الجيش إلى ثكناته، والتفرغ لمهمة “حماية” أمن البلاد بدلًا من “السيطرة على مقاليد الحكم وشؤون الاقتصاد، وانتهاء فكرة “إقصاء الإخوان المسلمين”، وإتاحة الفرصة أمامهم للعمل مجددًا في السياسة ومختلف مجالات النشاط النقابي والاجتماعي والاقتصادي والخيري والدعوي… إلخ.
وقد يكون من شروط هذا السيناريو حصول ثورة جديدة في مصر تستعيد المسار الديمقراطي والحكم المدني، وانتهاء أدوار دول الثورات المضادة، وربما انكفاء الدور الإسرائيلي أو انحساره إلى أضيق نطاق ممكن، مع حدوث تحولات حقيقية في سياسات القوى الدولية تجاه إقليم الشرق الأوسط عمومًا، ومصر خصوصًا.
ورغم أنه السيناريو الأكثر تحقيقًا لمصالح شعوب العالم العربي، فإنه لا يملك احتمالية كبيرة، ولذا فإن تحققه على أرض الواقع يبدو مستبعدًا حتى الآن، ولا توجد مؤشرات حقيقية لوضعه ضمن قائمة السيناريوهات المحتملة في المدى المنظور.
مرّت علاقة السعودية بحركة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني المصرية بعدد من المراحل، لكن سمتها الأساسية كانت هي التوتر.
إن تحديد العامل الأكثر تأثيرًا في موضوع إقصاء الإخوان من الحكم يبقى أمرًا جدليًّا. ورغم أن العامل الخليجي/الإقليمي لعب دورًا محرّكًا في ذلك، فإن العامل الدولي لم يمارس ضغوطًا لمنع السعودية والإمارات وإسرائيل من تحقيق أهدافها في هذا الصدد، كونها تتوافق في التحليل الأخير مع رؤية الولايات المتحدة الأمريكية في إعادة تشكيل النظام الإقليمي في الشرق الأوسط، لتحقيق ثلاثة أهداف مترابطة؛ أولها أن تكون إسرائيل هي محور هذا النظام. وثانيها إقصاء الحركات الإسلامية وكل قوى التغيير الديمقراطي السلمي باختلاف مشاربها. وثالثها التضييق على أدوار الدول الداعمة للتغيير في المنطقة، أي تركيا وقطر.
يبقى أن هذا الصراع على إعادة تشكيل النظام الإقليمي مفتوحٌ على سيناريوهات متعددة، في ظل المرحلة الانتقالية التي يعيشها إقليم الشرق الأوسط.
ورغم أن الحركات الإسلامية قد تكون خسرت جولةً مهمّة في هذا الصراع، فإنه يصعب تصور الوصول إلى حالة من استقرار العالم العربي مع الاستبعاد التام لدور هذه الحركات، التي يبقى عودة دورها في صورٍ جديدة محتملًا، خصوصًا في حال اندلاع موجة أخرى من الثورات العربية
لقراءة الدراسة كاملة الرابط