تقاريرعسكريعلاقات مدنية عسكرية

المؤسسة العسكرية في مصر: تطوارات ما بعد انقلاب 3 يوليو


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


مقدمة :

شهدت الفترة بعد الانقلاب العسكري الذى قام به السيسي على الرئيس محمد مرسي فى 3/7/ 2013 عدة تطورات داخل المؤسسة العسكرية وتنوعت تلك التطورات لتشمل استبعاد قيادات عسكرية من مناصبها ومحاكمة بعض الضباط بتهم الانقلاب على الحكم ووجود بعض الأخبار التي تدل على وجود خلاف ما بين قائد الإنقلاب عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع الحالي صدقى صبحي. ويرصد هذا التقرير أهم الأحداث التي حدثت بعد الانقلاب العسكري وحتى نهاية ديسمبر 2015

أولا: استبعاد الشخصيات:

استبعد السيسي فى الفترة ما بعد الإنقلاب العسكري عدة شخصيات وصفتها التقارير بأنهم شخصيات ضحى بهم السيسي وهم مشاركين معه فى الانقلاب وهم:

1-فى 17/3/2014 إزاحة اللوء أحمد وصفي من قيادة الجيش الثاني الميداني الي رئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة وربطت بعض التقارير هذة الإزاحة بعد التصريح الذى أدلى به أحمد وصفي بأن ما حصل فى 3/7/2013 يوصف بأنه انقلاب إذا اصبح السيسي رئيس للجمهورية.

2-فى1/7/2014  تغيير العقيد أحمد على المتحدث باسم القوات المسلحة وتعيين العميد محمد سمير، بدلا منه.

3-في 20/12/2014 إقالة اللواء محمد فريد تهامي مدير المخابرات العامة. وتعيين اللواء خالد فوزي بدلا منه.

4-في 31/1/2015 بعد سلسلة من الهجمات العنيفة التي استهدفت مقرات الجيش والشرطة المصرية في شمال سيناء نهاية شهر يناير 2015 انتفض عبد الفتاح السيسي وعقد اجتماعا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وأعلن عن إعادة هيكلة قوات الجيش في سيناء وتشكيل قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب وتعيين الفريق أسامة عسكر قائدا لها بعد أن كان قائدا للجيش الثالث الميداني وخرج على أثر ذلك المنصب الجديد من عضوية المجلس العسكري.[1]

5-في 5/3/2015 اقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وتعيين اللواء مجدي عبدالغفار.

6- في 13/4/2015 تعيين اللواء أركان حرب محمد فرج الشحات مديرًا للمخابرات الحربية والاستطلاع خلفا للواء صلاح البدري الذي تم تعيينه مساعدا لوزير الدفاع.[2]

7-في 13/4/2015 تعيين اللواء بحري أسامة منير ربيع قائدا للقوات البحرية خلفا للفريق أسامة الجندي الذى عين نائباً لرئيس هيئة قناة السويس.

8- في 13/4/2015 تعيين اللواء أركان حرب ناصر العاصي قائدا للجيش الثاني الميداني خلفا للواء محمد الشحات. الذي شغل منصب مدير المخابرات الحربية.

9- فى 29/6/2015 إغتيال للنائب العام المصري “هشام بركات” ورجحت تقارير وأخبار ان نظام السيسي هو الفاعل الرئيسي وراء الحادث.[3]

10-في 19/9/2015 تعيين اللواء محمد العصار الذى كان يشغل مساعد وزير الدفاع ورئيس هيئة التسليح المسئولة عن التعاقد على صفقات الأسلحة ودخولها وخروجها من الخدمة وأحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وزيرا للأنتاج الحربي وخروجة كونه أحد أعضاء المجلس العسكري. يذكر أنه أحيل للتقاعد في عام 2003، إلا أن المشير حسين طنطاوي استحدث له منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح ليعود إلى الخدمة مرة أخرى في المنصب الذي شغله في عهد كل من حسني مبارك ومحمد مرسي وعبد الفتاح السيسي.  و أسندت إليه مهام اتصالات القوات المسلحة مع مسئولي الدول الأجنبية[4]

11-في 31/12/2015 قرر السيسي إحالة 12 من وكلاء المخابرات العامة للمعاش بناءً ونشرت الجريدة الرسمية، الخميس 31 ديسمبر، أنه بداية من 2 يناير المقبل يحال إلى المعاش كلا من: أحمد حسين السيد عبدالحميد. أسامة جابر محمد عبدالله. إبراهيم صلاح الدين محمد الجارحى. هشام محمد أبوخليل محمد تهامي محمد. محمد إبراهيم إبراهيم دبور. شريف مصطفى كامل عبدالناصر حسن. محمود زكي حسين محمود زكي. طارق أحمد يوسف حبيب. ثروت محمود منير توفيق حمدي محمد كامل كمال الدين حسين عبدالرحمن. مايسة محمد إبراهيم العشماوي.محمود محمد عبداللطيف بدوي. وتتضمن المادة الثانية من القرار إحالة عز الدين عبدالرحمن محمود فوزي إلى المعاش لعدم لياقته صحيا للخدمة.[5]

ثانيا: العلاقات بين السيسي وصدقي صبحي:

1- فى 4/5/2015 ظهر السيسي للمرة الأولى بالبدلة العسكرية منذ تولية رئاسة الجمهورية على اراضي سيناء وذلك بعد أحداث سيناء الذى قتل على أثرها المئات من الضباط والجنود وغاب وزير الدفاع المصري صدقي صبحي عن مشاركة السيسي في هذه الزيارة في وقت رافقه في الزيارة صهره رئيس الأركان محمود حجازي، وكان هذا الأخير رافق صبحي في زيارة جرحى هجمات سيناء قبل زيارة السيسي بيومين وهي الزيارات التي غاب عنها السيسي[6].

وتعددت الزيارات المنفصلة لكل من السيسي وصبحي سواء لسيناء، أو للجرحى بالمستشفيات، مع غياب السيسي عن حضور اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد الأحداث بيوم  وترؤس صبحي له وكلها أمور لم تكن معهودة، منذ انقلاب 3 يوليو 2013 حيث ظلا يظهران جنبا إلى جنب كل الفترة السابقة.

2- في3/7/2015: نشرت صحيفة “فيتو” القريبة من جهاز المخابرات التي يمتلكها رجل الأعمال نجيب ساويرس تقريراً بعنوان: “صدقي صبحي وزير دفاع بدرجة مقاتل” أشادت فيه بالسجل العسكري والسياسي لصبحي.[7]

3- منذ إذاعة التسريبات فى أواخر عام 2014 لم يصدر أى تسريبات لصدقى صبحى بل كانت معظم التسريبات للسيسي وحجازى وممدوح شاهين وعباس كامل واحمد على المتحدث الرسمي وقتها واسامة الجندي والنائب العام هشام بركات.

4- معلومات تفيد ان ذهاب صدقى صبحى الى الحج[8] منذ أشهر كان بهدف أقامة عدة لقاءات سرية أثناء الحج مع مسئولين بعد علمة ان السيسي يفكر حاليا فى الاطاحة به ومن ضمن المسئولين التى اجتمع بها صدقى اثناء تواجدة فى السعودية وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان[9].

5- رصدت التقارير أن التحركات الخارجية لصدقى صبحى محدودة عكس تحركات محمود حجازى صهر السيسي الذى يتحرك بشكل مستمر ومكثف.

6- أشارت بعض التقارير إلى أن أول المواد التي ستتطرح فى مجلس النواب للتعديل هي مادة تحصين وزير الدفاع التي ربما تكون هى العاقبة الحالية التي تقف أمام السيسي فى الإطاحة بصدقي صبحي بشكل دستوري وليس عن طريق ازاحة بالقوة.

ثالثا: أهم القضايا والمحاكمات للضباط داخل القوات المسلحة:

1- فى تاريخ 16/6/2015 تم القبض على 26 ضابطا مصريا برتب مختلفة منهم 4عقداء متقاعدين ووجهت لهم تهم:

أ- ارتكاب جريمة محاولتهم بالقوة قلب وتغيير دستور البلاد، واحتلال شيء من المباني العامة ومرافق ومؤسسات الدولة ومنها: مقر وزارة الدفاع وإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ومبنى الإذاعة والتليفزيون، ومدينة الإنتاج الإعلامي، ووزارة الداخلية وقطاع الأمن الوطني.

ب- الاتفاق على عدم طاعة رئيس الجمهورية ومناهضة السياسة العامة التي تتبعها الدولة في المجال الداخلي والخارجي.

ج- الانتماء لجماعة على خلاف القانون وهي “الإخوان المسلمين”، والعمل على تعطيل مؤسسات الدولة في ممارسة أدائها الوطني.

د- اتهام الرائد مصطفى محمد مصطفى، بصفته موظفا عاما أفشى سرًا من أسرار الدولة.

وشملت قائمة أسماء ورتب الضباط:

– العميد الدكتور ياسين عبد الحميد محمد، رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى كوبري القبة العسكري.

– العقيد تامر إبراهيم.

– الرائد أمجد سمير من الدفعة 94 حربية في سلاح المشاة وحاصل على دورة أركان حرب، وقد سافر كمراقب دولي للأمم المتحدة، وممثل للقوات المسلحة المصرية في دولة نيبال، وعمل كمدرس بالكلية الفنية العسكرية.

– الرائد محمد الروبي، من الدفعة 96 حربية ويعمل في سلاح المدرعات، وحاصل على دورة أركان حرب، وحاصل على فرقة اللغة الإسبانية.

– الرائد نبيل عمر، من الدفعة 96 حربية، يعمل في سلاح المشاة ومدرس بالكلية الحربية لسنوات.

– الرائد أحمد الرشيدي، من الدفعة 96 حربية، عمل في سلاح المشاة، وحاصل على فرقة الرماية الدولية.

– الرائد محمد حامد، من الدفعة 97 حربية، عمل في سلاح المشاة، وحاصل على دورة أركان حرب والعديد من فرق الرماية.

– الرائد محمد عزمي، خريج الكلية الفنية العسكرية.

– المقدم لؤي محمد.

– المقدم محمد موسى.

– المقدم هاني أحمد فؤاد.

– الرائد محمد سليم، ما يعادل الدفعة 97 حربية، هو ضابط متخصص بسلاح الاستطلاع ومدرس لغة إنجليزية في معهد لغات القوات المسلحة، وحاصل على فرقة اللغات في أميركا.

– الرائد عبد القادر الجابري، من الدفعة 97 حربية، يعمل في سلاح المشاة وحاصل على العديد من فرق الرماية، وعمل كمدرس رماية بالكلية الحربية.

– الرائد محمد عبد العزيز، ما يعادل الدفعة 97 حربية، يعمل ضابطا متخصصا بسلاح المشاة، ومدرب لياقة وألعاب قوى بالمدرسة العسكرية الرياضية.

– الرائد أحمد عبد التواب، من الدفعة 43 فنية عسكرية، يعمل في سلاح الحرب الإلكترونية، وسافر مأمورية جنوب إفريقيا لاستلام أجهزة حرب إلكترونية نظرا لتفوقه.

– الرائد مصطفى محمد سيد، من الدفعة 98 حربية، سلاح المشاة ويعمل بالتنظيم والإدارة.

– النقيب أحمد جبر، من الدفعة 100 حربية، ويعمل في سلاح المدفعية، وحاصل على فرقة شرطة عسكرية بتقدير امتياز، وحاصل على فرقة الأمن الحربي بامتياز، وحاصل على فرقة قوات خاصة من أميركا بامتياز، وعمل بالحراسات الخاصة.

– الرائد تامر خليفة، من الدفعة 43 فنية عسكرية، ويعمل في سلاح الحرب الإلكترونية.

– الرائد طيار مؤمن محمد، يعد من أكفأ الطيارين وأخو اللواء توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية.

– الرائد محمود شوقي، من الدفعة 94 حربية، يعمل في سلاح المدفعية، وقائد كتيبة.

– الرائد خالد علي، يعمل في الدفعة 42 فنية ويعمل في سلاح الحرب الكيميائية، ومدرسا بالكلية الفنية العسكرية وحاصل على الماجستير.

– الرائد عبد الظاهر عبد الفتاح.

– الرائد مجاهد عبد الحميد.

– الرائد محمد يوسف.

– النقيب أسامة عبد الستار جابر، من الدفعة 98 حربية، واستقال بعد الانقلاب العسكري قبل رتبة الرائد بستة أشهر، وسافر للخارج ومع ذلك تم إدراجه بالقضية، وكان يعمل في سلاح الأسلحة والذخيرة، وحاصل على فرقة التعامل مع الذخائر والنسف من أميركا، وحاصل على دورة اللغة الإنجليزية من معهد لغات القوات المسلحة، وحاصل على فرقة مراقبة الجودة من هيئة التسليح بالقوات المسلحة[10].

2- فى 16/8/2015 أصدرت المحكمة العسكرية مصرية حكمها في القضية ووجّهت المحكمة للمتهمين عدداً من الاتهامات، منها الانقلاب بالقوة على نظام الحكم، ونشر أفكار جماعة “الإخوان المسلمين” داخل صفوف الجيش المصري. وتراوحت الأحكام بين 25 عاماً و15 عاماً و10 أعوام.[11] يذكر ان القياديين فى جماعة الإخوان حلمي الجزار ومحمدعبدالرحمن المرسي من ضمن المتهمين فى هذة القضية.

2- فى 22 /12/2015 كشفت مصادر أن القضاء العسكري أصدر في سرية تامة، حكماً بالإعدام على ثلاثة ضباط في الجيش. وأوضحت المصادر، أن الضباط الثلاثة وُجّهت لهم اتهامات عدة، منها التورط بالتحضير لانقلاب عسكري، والتخطيط لاغتيال السيسي. وقالت المصادر إن مخطط الضباط الثلاثة، وفقاً للاتهامات، كان ينص على قتل السيسي وخلق حالة من الفوضى، والتمهيد إلى حراك في الشارع تقوده أطراف من القوات المسلحة، مؤكدة أنه “تم ضبط تفاصيل المخطط، وكمية من المتفجرات” مع الضباط المتهمين في تلك الواقعة. لكن مصدراً آخر أوضح أن “الضباط الثلاثة كانوا يجهزون لتفجير طائرة رئيس الجمهورية خلال إحدى السفريات التي يقوم بها إلى الخارج”.[12] وأشارت المصادر إلى أن عدد الضباط المتواجدين فى تلك القضية هم 80 ضابطا برتب مختلفة.

3-فى 21/12/2015 نشر موقع البوابة نيوز أن جهاز الاستخبارات الروسي أبلغ الأجهزة الأمنية في مصر بوجود تحركات مشبوهة وغير عادية على الأراضي المصرية تمهيدًا لتنفيذ مجموعة عمليات كبرى لاغتيال شخصية مهمة جدًا قبل 25 يناير، يرجح أن يكون السيسي نفسه، وطلبت منه تقليل حركته ما أمكن بعيدًا عن مقر إقامته، والاعتماد على هليكوبتر عسكرية لتنقلاته بدلًا من استخدام المواكب الرئاسية.  وأضاف الموقع أن الاستخبارات المصرية اهتمت بـ”التحذير الروسي” على نحو كبير وجاد، وطلبت من نظيرتها الروسية “معلومات أكثر دقة” عن المخطط، لكن الرد الروسي جاء مقتضبًا، ولم يوضح طبيعة المخطط. وأن الأجهزة الأمنية أمرت على الفور بتغيير طاقم الحراسة الشخصي للسيسي وتشكيل طاقم آخر سري، يظل قريبًا منه، في سائر تنقلاته الداخلية والخارجية ([13]).


ا غامض لرجل السيسي المكلف بمحاربة الإرهاب في سيناء/عربي21 الرابط

[2]  دماء جديدة في قيادات الجيش المصري/الوطن الرابط

[3]  أحمد منصور: نظام السيسي تخلص من النائب العام/ الرابط

[4]  تعرف على اللواء العصار وزير الانتاج الحربي الجديد/ الرابط

[5] السيسي يحيل 13 وكيلا فى المخابرات العامة الى المعاش/الرابط

[6]  عربي 21، الرابط

[7]  بوابة فيتو، الربط

[8] صدقى صبحى يغادر متوجها لتأدية فريضة الحج/الرابط

[9]  وردت هذة المعلومة على قناة مكملين الفضائية في أحد برامجها.

([10]) الرابـط

[11] الأحكام الصادرة على الضباط /الرابط

 الإعدام لـ3 ضباط بالجيش المصري بتهمة التخطيط لاغتيال السيسي/ الرابط:[12]

([13]) البوابة نيوز


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


محمود جمال

باحث متخصص في الدراسات العسكرية والأمنية والعلاقات المدنية العسكرية. مدير وحدة العلاقات المدنية العسكرية ووحدة الرصد والتوثيق بالمعهد المصري للدراسات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى