fbpx
سياسةالشرق الأوسطترجمات

تقارير متابعة: قضية ريجيني في الإعلام الإيطالي (10)

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

في ظل الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير 2011 وفي نفس الوقت الذكري الخامسة لاختطاف الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في الخامس والعشرين من يناير 2016، ومن ثَمَّ تعذيبه وقتله على يد ضباط مصريين من جهاز الأمن الوطني، حسبما جاء في بيان مكتب المدعي العام الإيطالي، لا تزال حملة الإعلام الإيطالي ماضية من أجل مناصرة قضية ريجيني. حيث كانت قد بدأ تصاعدها بعد بيان مكتب المدعي العام الإيطالي الذي أعلن فيه إنهاء التحقيقات في قضية اختفاء ومقتل الطالب جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016، مع تسمية أربعة من عناصر الأمن المصري كمتهمين مشتبه بهم؛ ثم هدأت قليلاً لتتصاعد من جديد بعد بيان النيابة العامة المصرية حول عدم إقامة الدعوى الجنائية في قضية مقتل ريجيني “لعدم معرفة الفاعل” واستبعاد اتهام 5 عناصر أمنية في الواقعة، وها هي تتصاعد مرة أخرى في ذكرى ثورة 25 يناير المجيدة، وكذلك مرور خمس سنوات على مقتل ريجيني في مصر، دون محاسبة القتلة.

وجاءت حملة الإعلام الإيطالي في دعماً لقضية ريجيني، في جانب منها، من خلال نشر العديد من المقالات والتقارير الصحفية، والتي نتناول أبرزها في هذا التقرير. وكنا قد نشرنا من قبل الجزء الأول: “تقارير متابعة: قضية ريجيني في الإعلام الإيطالي (1)” بتاريخ 15 ديسمبر 2020، والجزء الثاني بتاريخ 16 ديسمبر، و الجزء الثالث بتاريخ 17 ديسمبر؛ والجزء الرابع  بتاريخ 18 ديسمبر، والجزء الخامس بتاريخ 22 ديسمبر، والجزء السادس بتاريخ 4 يناير 2021، والجزء السابع بتاريخ 5 يناير، والجزء الثامن بتاريخ 22 يناير، والجزء التاسع بتاريخ 25 يناير، حيث قام المعهد المصري بترجمة هذه التقارير/ المقالات من الصحافة الإيطالية. وفيما يلي الجزء العاشر منها:

ملخص:

يتضمن هذا المحتوى ثلاث مقالات / تقارير، التقرير الأول نشرته صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية عن نص مقابلة أجراها كل من كارلو بونيني وجوليانو فوشيني مع روبيرتو فيكو، رئيس البرلمان الإيطالي، حيث تحدث روبرتو فيكو بإسهاب عن قضية ريجيني والخطوات التي يتخذها البرلمان الإيطالي والحكومة من أجل الوصول إلى الحقيقة. وجاء التقرير الثاني أيضاً من  صحيفة لاريبوبليكا بمناسبة ذكرى اختطاف وتعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني على يد عملاء للأمن الوطني المصري، حسبما أعلن ذلك مكتب الادعاء في روما. وشمل التقرير تصريحات لرئيس الدولة الإيطالية ومفوض العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي و آخرين بهذه المناسبة، حيث حذّر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا مصر قائلاً: “على مصر أن تقدم جواباً كافياً للحقيقة، فلن تمر هذه الجريمة دون عقاب”. أما التقرير الثالث فهو من صحيفة لاريبوبليكا أيضاً بعنوان: “قصة جوليو ريجيني في حلقات ’عظام الحبار‘: قصة عالمية تُروى للشباب”، عن تضمين قصة ريجيني ضمن حلقات البرنامج الإيطالي الشهير والموجه للأجيال الجديدة، “عظام الحبار”، حيث اشتق البرنامج اسمه من ملحمة شعرية إيطالية شهيرة. حيث يساهم نائب مدير لاريبوبليكا كارلو بونيني في إعادة بناء القصة بما يتناسب مع العمر الذي يستهدفه البرنامج، ويتم الاستشهاد بمقاطع لوالدي الباحث الشاب المغدور.

المقالات المنشورة في الصحافة الإيطالية:

1- صحيفة لاريبوبليكا: نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية بتاريخ 25 يناير 2021 مقابلة أجراها كل من كارلو بونيني وجوليانو فوشيني مع روبيرتو فيكو، رئيس البرلمان الإيطالي، وذلك تحت عنوان: “روبرتو فيكو: بعد الإساءة إليه من النيابة في القاهرة، الآن نقول باسم جوليو: أوقفوا بيع الأسلحة لمصر”، والتي جاء فيها:

اليوم، تحل الذكرى السنوية الخامسة لاختطاف ومن ثم تعذيب وقتل جوليو ريجيني، وإن كانت حتى أكثر رمزية من سابقاتها، حيث سيكون رئيس البرلمان الإيطالي، روبرتو فيكو، هنا معنا، في مسرح الدولة التي عاش فيها جوليو، للمشاركة في حفل مع العائلة وإن كان مغلقاً أمام الجمهور لأسباب تتعلق بجائحة كورونا (ومن المفترض أن تبث المقابلة صحيفة لاريبوبليكا على موقعها ابتداءً من الساعة 5.30 مساء الخامس والعشرين من يناير. وفي هذه المقابلة، يقدم لنا السيد فيكو بأية روح وبأية نظرة ستتقبل عائلة ريجيني هذا الأمر.

بونيني/فوشيني: مضت خمس سنوات على مقتل جوليو وقد توصل القضاء الإيطالي إلى نتيجة لم يكن ليتوقعها أو ليتقبلها القضاء المصري، من حيث تحميل مسئولية ما حدث لريجيني لأربعة من ضباط الأمن الوطني بالقاهرة والإعداد لمحاكمتهم. هل تعتبر هذه النتيجة هي نهاية المطاف؟

– روبيرتو فيكو: إنها مرحلة مهمة بفضل العمل الجاد والدؤوب لمسؤولينا (الادعاء العام). أريد أن أشكرهم مرة أخرى لأنهم في السنوات الأخيرة لم يستسلموا أبداً، وحتى في مواجهة عدم التعاون الواضح من المحققين المصريين فإنهم استمروا في العمل، من خلال جمع المعلومات لإيضاح الحقيقة. بالطبع لا ينتهي الأمر هنا. فنحن نريد الوصول للحقيقة وتحقيق العدالة. وسنمضي حتى النهاية.

بونيني/فوشيني: قطع البرلمان العلاقات الدبلوماسية مع مصر. هل يمكن الاعتقاد بأن العلاقات بين إيطاليا ومصر ستبقى طبيعية بانتظار المحاكمة المنتظرة؟

– روبيرتو فيكو: كان قطع العلاقات الدبلوماسية بين مجلس النواب الإيطالي ونظيره المصري رسالة قوية شاركت فيها جميع الكتل البرلمانية. ولا توجد حتى الآن ظروف مواتية لعودة العلاقات بين برلماناتنا إلى سابق عهدها.

بونيني/فوشيني: اليوم، وزير الخارجية، لويجي دي مايو، سيكون في بروكسل لحضور مجلس وزراء الخارجية الأوروبي. وهي مبادرة لتغيير ميزان القوى بين إيطاليا ومصر فيما يخص قضية ريجيني. هل هو ضغط الشارع؟

– روبيرتو فيكو: إنه طريق ضروري. لقد عملت بجد في جميع خطاباتي لإشراك البرلمانات الأخرى. وغالباً في جميع المحادثات مع نظرائي تناولت هذه القضية، لأنني مقتنع بضرورة النظر إليها على المستوى الأوروبي، فقد كان جوليو مواطناً أوروبياً، ومسألة حقوق الإنسان ضرورية لطبيعة ومعنى الاتحاد الأوروبي. اعتمد البرلمان الأوروبي نفسه حلولاً صارمة تجاه مصر. إن نقل قضية جوليو ريجيني إلى قلب الاتحاد الأوروبي يعني التغلب على الأنانية. يجب أن تبدأ أوروبا في التفكير والعمل معاً كمجتمع واحد حقيقي، وأن تتضامن الدول الأوروبية مع بعضها البعض على غرار هذا المجتمع أيضاً. يجب أن نقوم بالمزيد وأن نكون أكثر تماسكاً.

بونيني/فوشيني: إذا نجحت مبادرة اليوم، فهل تعتقد أن أداة العقوبات على مصر قابلة للتطبيق؟ وبالإضافة إلى ذلك، هل تعتبره عملياً أيضاً في ضوء الغموض الذي تُظهره بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا؟

– روبيرتو فيكو: نحن بحاجة إلى البدء من نقطة الغموض الذي يكتنف بعض الدول الأوروبية، ولكن للقيام بذلك نحتاج إلى استراتيجية شاملة لتعزيز السياسة الخارجية الأوروبية. نحن بحاجة إلى قوة الإرادة والسلطة وروح المجتمع للتحدث بصوت واحد. لقد كنت أجادل في هذا الأمر لبعض الوقت فيما يتعلق بقضية ريجيني، لكن من الواضح أنني نفس الأمر يعتري العديد من الملفات الأخرى ذات الأهمية الهائلة. أنا أفكر، قبل كل شيء، بالموقف الإيطالي من القضية الليبية (وعلى سبيل المثال تواصل المسؤولين الإيطاليين مع الجنرال حفتر المتهم بارتكاب العنف).

بونيني/فوشيني: تقدمت عائلة ريجيني بشكوى إلى المدعي العام في روما لانتهاك قانون بيع الأسلحة. هل تعتقد أن لهذا أساساً قانونياً؟

– روبيرتو فيكو: بيع الأسلحة لمصر كان صورة لم نكن نرغب في رؤيتها. فيما يتعلق بانتهاك القانون الذي يحدد معايير بيع الأسلحة، فإن القضاء سيقوم بتقييمها، لكنني شخصياً سأدعو إلى مراجعة القانون وإدخال بنود أكثر صرامة عليه.

بونيني/فوشيني: شكَّل البرلمان لجنة تحقيق في قضية ريجيني. ما هو الوقت المتوقع للانتهاء من عملها؟

– روبيرتو فيكو: قبل أسابيع قليلة مدَّدنا فترة عمل اللجنة التي ستكون قادرة على العمل حتى شهر أكتوبر. يقوم الرئيس بالازوتو (النائب إيراسمو بالازوتو رئيس اللجنة البرلمانية التي تحقق في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر) وجميع القوى السياسية بتنفيذ مهمة حساسة بجدية والتزام كبيرين. وأعتقد أن العمل على صياغة التقرير النهائي سيبدأ في الأشهر القليلة المقبلة.

بونيني/فوشيني: ما هو تقييمك لآخر رد جاء من النائب العام بالقاهرة؟

– روبيرتو فيكو: أحدث الردود من مكتب النائب العام بالقاهرة تشعرك بالاستفزاز وتمثل إهانة لاستخباراتنا.

بونيني/فوشيني: بأثر رجعي، إذا كنت ستشير إلى خطأ ارتكبته بلادنا في السنوات الأخيرة، فما الخطأ الذي تشير إليه؟

– روبيرتو فيكو: هذا ليس بالسؤال البسيط. اعتقد أن تقرير لجنة التحقيق يمكن أن يساهم في إجابة هذا السؤال. لكني أقول إننا لم نعد نستطيع تحمل هذا الغموض الذي يعتري علاقاتنا مع مصر.

بونيني/فوشيني: بعد خمس سنوات من وفاة جوليو، ما هو الالتزام الموثوق والصادق الذي تعتقد أنه من الممكن القيام به مع عائلته ومع ذلك القاسم العريض من الرأي العام الذي يستمر في المطالبة بالحقيقة والعدالة؟

– روبيرتو فيكو: التزام الجميع بعدم ترك قضية ريجيني تدخل في طي النسيان مع مرور الوقت، لإبقائها حية دائماً، وحية تماماً في أذهاننا، بحيث توجّه أفعالنا. إنني أشير بوضوح إلى ممثلي المؤسسات وإلى كل المجتمع المدني. وقد تحدثت مع الجالية الإيطالية في القاهرة حول هذا الأمر بالتحديد عندما ذهبت إلى مصر في سبتمبر قبل عامين: إن تذكر ما حدث لجوليو يعني تذكر المخاطر التي نواجهها جميعاً في بلد لا تُحترم فيه الحقوق الأساسية للبشر.

بونيني/فوشيني: في التحقيق الإيطالي، هناك شهادات رئيسية أدلى بها مواطنون مصريون فروا إلى الخارج. هل ترى أنه من المناسب حمايتهم؟ وكيف؟ هل بمنحهم المواطنة؟ أم حق اللجوء؟

– روبيرتو فيكو: لن أخوض في تفاصيل الأدوات التي يمكن تفعيلها، ولكن نظراً لأنها مسألة حساسة للغاية، فأنا على يقين من أنه سيتم بذل أقصى قدر من الاهتمام لحماية أولئك الذين خاطروا بحياتهم من أجل المساهمة في الوصول للحقيقة.

2- صحيفة لاريبوبليكا: نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية بتاريخ 25 يناير 2021 تقريراً خاصاً عن ذكرى اختطاف وتعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، على يد عملاء للأمن الوطني المصري، حسبما أعلن مكتب الادعاء في روما، وجاء التقرير بعنوان: ” قضية ريجيني، تحذير الرئيس ماتاريلا: على مصر أن تقدم جواباً كافياً للحقيقة، فلن تمر الجريمة دون عقاب”، وذلك على النحو التالي:

بعد خمس سنوات من اختطافه في القاهرة، يتذكر سيرجيو ماتاريلا، رئيس الجمهورية الإيطالية، جوليو ريجيني قائلاً إنه يشعر بأنه: “قريب من الآباء الذين يناضلون من أجل العدالة”. أما جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي فيقول: “إنها قضية خطيرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي .. وتسلط الضوء بشدة على مصر”. ويقول لويجي دي مايو، وزير الخارجية الإيطالي: “الحوار لا ينبغي أن يكون على حساب حقوق الإنسان”. أما إيراسمو بالازوتو، رئيس اللجنة البرلمانية التي تتولى التحقيق في مقتل ريجيني، فيقول: “لقد مرت خمس سنوات من التضليل”.

قال رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا بمناسبة مرور خمس سنوات على اختطاف جوليو ريجيني في القاهرة: “لقد أدت جهود المدعي العام في روما، رغم العديد من الصعوبات التي قابلها، إلى إنهاء التحقيقات التي رسمت صورة محددة للمسؤولية الجسيمة عن هذا الأمر، والتي ستخضع قريباً لتقيق المحكمة، فيما يتعلق بالعقوبات المترتبة على المذنبين. وعلى القاهرة تقديم إجابة كاملة وكافية حول القضية. وعلى دبلوماسيتنا أن تحث السلطات المصرية على ذلك دون هوادة من أجل تحقيق هذه الغاية “.

ويتابع ماتاريلا قائلاً: “لفد مرت خمس سنوات على اختطاف جوليو ريجيني في القاهرة، ثم تعرض للتعذيب والقتل الوحشي على أيدي معذبيه الذين لا يرحمون. شاب إيطالي ملتزم بإكمال دراسته، رأى خطط حياته وقد تمزقت بقسوة مع مثل هذه الضراوة التي أحدثت جرحاً عميقاً في روح كل الإيطاليين”. وفي يوم ذكرى اختطاف ريجيني ثم تعذيبه وقتله، يقول رئيس الدولة، “أود أولاً وقبل كل شيء أن أجدد مشاعر التقارب والتضامن مع والدي جوليو ريجيني، الذين استطاعوا في السنوات الأخيرة بذل كل طاقاتهم للحصول على الحقيقة، في أشد الآلام القاسية عليهم. لابد أن يتحمل المتورطون كل المسؤولية، وبالتالي يتأكد مبدأ العدالة الذي يشكل المبدأ الأساسي للتعايش بين البشر، وهو الحق الذي لا يقبل العبث به من قِبل أي أحد”.

ويختتم ماتاريلا حديثه قائلاً: “في هذه الذكرى السنوية المؤلمة، أجدد أملي في التزام مشترك ومتقارب للوصول إلى الحقيقة وتقديم أولئك الذين ارتكبوا الجريمة إلى العدالة، كما طُلبت عن حق وبتضامن الاتحاد الأوروبي.. وهو التزام مطلوب من قبل مؤسسات الجمهورية، من قبل الرأي العام الأوروبي بأكمله، ينتظره جميع أفراد الأسرة “.

كما تحدث الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن قضية ريجيني، الذي شكر في مجلس وزراء الخارجية، لويجي دي مايو، وزير الخارجية الإيطالي، على طلبه من الاتحاد الأوروبي مناقشة قضية جوليو ريجيني، “نظراً لأنها مسألة خطيرة، ليس فقط بالنسبة لإيطاليا ولكن بالنسبة للاتحاد الأوروبي بأسره”. وفي حديثه عن جريمة القتل “الوحشية” لريجيني، أشار بوريل إلى أنه طُلب من مصر منذ ذلك الحين تسليط الضوء على القضية والتعاون فيها. وخلص إلى القول: “نحن قريبون” من إيطاليا وعائلة ريجيني في طلب تسليط الضوء على القضية من جديد.

وأفادت مصادر بتأييد واسع من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للموقف الإيطالي من قضية جوليو ريجيني ومصر. حيث تدخلت لوكسمبورغ وبلجيكا واليونان وقبرص وإستونيا وبلغاريا ومالطا للتعبير عن تضامنها، وأعلنت عن استعدادها للمساعدة.

ويؤكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، قائلاً: “منذ خمس سنوات، نطالب نحن وعائلة جوليو بالعدالة، لكنها لم تصل بعد. فقد أنهى مكتب المدعي العام في روما مؤخراً التحقيقات التي حددت المسؤوليات الجسيمة التي سيتم النظر فيها من قِبل القضاء قريباً. اسمحوا لي أن أكون واضحا، إيطاليا تعتبر مصر محاورا حاسما في البحر الأبيض المتوسط ​، وتعتقد أن مهمتنا في أوروبا هي بدء حوار صريح وبناء وشفاف مع القاهرة، ولكن لا يمكن أن يتم ذلك على حساب حقوق الإنسان”.

ويعلق سكرتير الحزب الديمقراطي نيكولا زينغاريتي على ذلك، قائلاً: “إننا ننضم إلى النداء الذي ردده الرئيس ماتاريلا اليوم وأكد فيه دعمه الكامل لمكتب المدعي العام في روما، ولن نتوقف أبداً عن مطالبة السلطات المصرية بالحقيقة والعدالة بالنسبة لجوليو، ولعائلته، ولإيطاليا “.

أما إيراسمو بالازوتو، رئيس لجنة التحقيق البرلمانية في وفاة جوليو ريجيني فقد كتب في مذكرة يقول: “منذ خمس سنوات، في مثل هذا اليوم، في القاهرة، الساعة 7.41 مساءً، أرسل جوليو ريجيني الرسالة الأخيرة وبعد بضع دقائق كان هاتفه المحمول قد تم السيطرة عليه، للمرة الأخيرة، من داخل محطة مترو الدقي. هذه هي الدقائق الأخيرة، أو الفصل الأول من جحيم طويل أوقعه النظام المصري بوحشية على الباحث الإيطالي الشاب “.

وتابع يتابع بالازوتو يقول: “الجحيم الذي تجاوز بشكل رهيب خطف جوليو وتعذيبه وقتله الهمجي، لأنه طال أمده من خلال عمليات الحذف والتوجيهات الخاطئة والأكاذيب المتعمدة وغير البريئة. هذه الرحلة الجهنمية مستمرة حتى اليوم، بعد خمس سنوات على ذلك اليوم اللعين يوم 25 يناير 2016 الذي اختُطف فيه ريجيني، رحلة العذاب التي يمكن أن نعتبرها مغلقة، على الأقل على المستوى القضائي، فقط في اليوم الذي تقرر فيه مصر التعاون لحل القضية”.

ويختتم بالازوتو بالقول: “في مواجهة هذه الجريمة الكبيرة والوحشية، لا يسعنا إلا أن نواصل الالتزام، كل يوم، بالسعي للوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة من خلال دعم المعركة الحضارية العظيمة التي يخوضها والدا جوليو كل يوم. لهذا السبب، اليوم في الساعة 19.41، أدعو الجميع.. الجميع للانضمام إلى المبادرة التي أطلقتها عائلة ريجيني للمطالبة من خلال اللافتات والصور والأساور والمشاعل ومقاطع الفيديو من أجل الحقيقة وتحقيق العدالة لجوليو “.

وكتب إيتوري روساتو، نائب رئيس البرلمان ورئيس حزب “إيطاليا حية”، في منشور على موقع فيسبوك، يقول فيه: “إن لأم ريجيني وأبيه وأسرته وأصدقائه وبلدنا الحق في معرفة الحقيقة ولا يوجد سبب للدولة يمكن أن يكون أكثر أهمية من هذا الحق”.

أما أنجيلو توفالو، وكيل وزارة الدفاع، فيقول: “من الضروري توضيح المسئوليات وتحديد المتورطين وتحقيق العدالة. فهذا واجب تجاه الأسرة وإيطاليا والاتحاد الأوروبي”.

3- صحيفة لاريبوبليكا: نشرت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية بتاريخ 25 يناير 2021 تقريراً بعنوان: “قصة جوليو ريجيني في حلقات ’عظام الحبار‘: قصة عالمية تُروى للشباب”، عن برنامج إيطالي شهير موجه للأجيال الجديدة، ويخصص بعض حلقاته لتناول مأساة الباحث الإيطالي الشاب جوليو ريجيني وذلك على النحو التالي:

في الحلقة الثالثة التي ستُعرض يوم الثلاثاء 26 يناير على قناة راي بلاي، يستعرض كارلو بونيني نائب مدير لاريبوبليكا ما حدث للباحث الشاب الذي قُتل في القاهرة قبل خمس سنوات.

يأتي اغتيال جوليو ريجيني في قلب الحلقة الثالثة من المسلسلة الشهيرة “عظام الحبار”، المسلسل الواقعي الذي تنتجه 42-باراليللو ويتوفر ابتداءً من الثلاثاء 26 يناير على قناة “راي بلاي”. يقوم نائب مدير لاريبوبليكا كارلو بونيني، الذي كان أول من فهم خطورة اختفاء طالب الدكتوراه في جامعة كامبريدج،جوليو ريجيني، والذي حدث في 25 يناير قبل خمس سنوات في القاهرة، والخاتمة المأساوية التي تعرض لها. حيث تم العثور على الجثة بعد تسعة أيام من اختفائه. تعيد الحلقة الوقائع في محاولة لإعادة بناء حقيقة جوليو ريجيني، في قصة مؤلمة مصحوبة بشهادة والد الشاب ووالدته، التي ترتبط ذكرياتهما بالبحث عن الحقيقة وطلب العدالة.

تهدف السلسلة الوثائقية “عظام الحبار” إلى إنعاش ذاكرة الأجيال الجديدة وستستمر حتى الصيف على قناة “راي بلاي” لاستكشاف الماضي الجمعي في ضوء تجربة من الحياة في ظل جائحة كورونا التي يمر بها العالم. وهذه السلسلة مصممة للتعمق، فهي لا تستكشف الحقائق فحسب، بل تتطرق للسياق الذي تأتي فيه، وهي مخصصة للجمهور الأصغر سناً، كما قالت مديرة موقع “راي بلاي”، إيلينا كاباريلي: “إنه مشروع طموح يستهدف إعادة القيم إلى الذاكرة الحديثة، وتحويلها إلى شيء نابض بالحياة للأجيال الجديدة. هدفنا هو مواكبة التسارع المتزايد للمعلومات، لتقديم انعكاسات ووجهات نظر لقراءة التراث، ومن خلال شهود استثنائيين، ولكن قبل كل شيء بفضل أسلوب سردي حديث سواء في اللغة أو في الشكل”.

ويوضح ماورو باريسوني، مدير تحرير 42-باراليللو المنتجة لسلسلة “عظام الحبار” التي ستتناول قصة ريجيني هي أول سلسلة غير خيالية مصممة لإعادة ربط الجيل بذاكرة الأمة من خلال استخدام لغة مماثلة للغة الشباب وقريبة منهم”. “إننا نمنح مساحة لشهود الأحداث، تدفعهم إلى سرد ما عاشوه بطريقة حميمة وعاطفية، كما لو كانوا جالسين في غرفة المعيشة يتحدثون مع أولادهم أو في مكالمات الفيديو على هواتفهم الذكية.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close