الميديا

كيف يستجيب الجيش المصري للثورة القادمة؟

يقول زولتان براني مؤلف كتاب “كيف تستجيب الجيوش للثورات؟ ولماذا؟”: “أعتقد أننا قد نكون قادرين على التوصل إلى توقع عقلاني بشأن استجابة جيش ما تجاه الثورة إذا ما كانت لدينا المعرفة الكافية بذلك الجيش وبالدولة التي يخدمها وبالمجتمع الذي يأتي منه وبالبيئة الدولية التي يتواجد فيها كل ذلك. إذا ما حصلنا على هذه المعرفة، فأنه سيمكننا أن نقدم توقعا_ تتراوح دقته حسب السياقات المختلفة_ عن كيفية تصرف الجيش. وبالنظر إلى أن استجابة الجيش للثورة هي أهم عامل في تحديد مصيرها، فإن ذلك سيضعنا في موقع يسمح لنا بالتنبؤ بمخرجات الثورة ونتائجها بشكل عام” . وقد قام براني في كتابه الصادر في عام 2016، بوضع إطار نظري شامل ضم فيه العوامل التي يرى أن لها تأثير في قرار الجيوش في كيفية التعامل مع الثورات الشعبية، ثم قام باستخدام هذا الإطار النظري في تحليل استجابة الجيش الإيراني للثورة الشعبية في 1979، وجيش بورما، والجيش الصيني وجيوش أوربا الشرقية، وأخيرا، الجيوش العربية بعد الربيع العربي.

وباستخدام نفس هذا الإطار النظري، فلنتخيل السيناريو التالي: لا يتوقع أغلب المتابعين حدوث ثورة شعبية قريبا في مصر، ولكن لنفترض أن ثورة شعبية قامت في مصر شملت أغلب مدنها الرئيسية، وأن المتظاهرين كانوا بمئات الآلاف في الشوارع، وبغض النظر عن سبب هذه المظاهرات ولماذا قامت فإن النظام في مصر يبدو مهددا والشرطة المدنية وقوات الأمن المركزي وقوات العمليات الخاصة منهكة أو غير قادرة على كبح هذه المظاهرات وإيقافها والخطوة التالية ستكون في استدعاء الجيش إلى الشارع مرة أخرى ليس لمساعدة قوات الشرطة بل ليكون هو الفاعل الأساسي للتعامل مع هذه المظاهرات الشعبية. تتابع دول العالم المختلفة الأحداث بترقب شديد، والكل يسلط الضوء على موقف الجيش المصري كيف سيتعامل مع هذه الاحتجاجات الشعبية الواسعة لأن موقفه سيحدد بشكل كبير مسار الأحداث التالية، فهل يمكننا الخروج بتحليل متماسك ومنطقي يتوقع كيف يمكن أن يتصرف الجيش حيال هذه المظاهرات الشعبية الواسعة؟ وأصبح السؤال الأهم الذي يطرحه كثيرون: ماذا عن الجيش في مصر؟

وسعياً للإجابة على هذا السؤال جاءت هذه الدراسة

للباحث أحمد محسن

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

المعهد المصري للدراسات الرابط

أحمد محسن

باحث مصري يعد للحصول على درجة الدكتوراه في السياسات العامة، جامعة ابن خلدون، تركيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى