قلم وميدان

مواقف وشهادات: عصام سلطان والاخوان


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


حالة ترقب حذرة بعد نشر مقال للبرلمانى والمحامي عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط المعتقل بسجن العقرب، الذى كتب مقالة بعنوان “شاهد على الإخوان”، تم نشرها بتاريخ 15 أغسطس 2017، والذى بدأ كلامه فيها بعرض المعاناة التى يعيشها المعتقلون داخل الزنزانة وخاصة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، وتأكيده على أن نظام السيسي حاول بجميع الوسائل إخضاع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين داخل السجن ولكنه فشل فشلاً ذريعًا فى كسر أو إخضاع أى من أفراد الجماعة داخل المعتقل .

حتى أنه وصف أن الإجرام قد وصل إلى منع العلاج بأنواعه، حتى المسكنات ممنوعة وأكد سلطان أن النظام استخدم كل وسائل التعذيب والبطش، بدءاً من منع الطعام والشراب والعلاج والزيارة والكتب والتريّض، وانتهاء باستخدام السلاح الحيّ والمواد الحارقة والكلاب البوليسية، كل ذلك في إطار برنامج مدروس لإخضاع الإخوان، وحتى الآن لم أرَ أحداً ما خضع أو تراجع، هكذا كما أوضح تماما في مقاله.

ووصف كيف يقضى الإخوان أوقاتهم داخل الزنزانة بين الصلاة والصيام والقيام وقراءة وحفظ القرآن الكريم والمحاضرات اليومية بين المغرب والعشاء والمسابقات والخواطر وذلك منذ 4 سنوات داخل الزنازين.

كتب سلطان، وهو يفتخر بصمود الإخوان شبابا وشيوخا داخل الزنزانه وعرض نقاش دار بينه وبين بعض قيادات الإخوان وخاصة فى عرض التجربة التركية وانشقاق (أردوغان وعبد الله جول وداوود أوغلو) وتفوقهم على معلمهم أربكان، الشاهد فى هذه النقطة ليس اعتراض أحد قيادات الإخوان على تجربة حزب العدالة والتنمية، ولا توقع سقوطه من قبل أحد القيادات.

الشاهد هنا وعى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع لخطورة هذه التصريحات التى كما قال، لا تعبر عن رأى جماعة الإخوان ووعيه وحرصه على ما يحسب على الجماعة حتى وهو داخل الزنزانة وفى ظل ظروفه الصحية الصعبة.

وحياء عصام سلطان فى تجنب الحوار مع فضيلة المرشد فى مماراسات الإخوان بعد الثورة، لكن هناك العديد من النقاط التى تكلم فيها سلطان بشكل مختصر ولكنه ألقى الضوء عليها لعلها تجد من يعمل عليها، ومن بين هذه النقاط:

1-ماذا يتدارس الإخوان داخل الأسر؟ وهنا أضيف من عندى سؤالاً يطرحه النساء والرجال والأطفال وبعد 4 سنوات من الإنقلاب العسكرى، هل تغيرت مناهج الإخوان نظرا للظروف التى تمر بها الجماعة وتمر بها البلاد بل والأمة كلها؟

2-فكرة التعلم من الماضى وعدم استنساخ المنهجية فما حدث مع عبد الناصر، تكرر وحدث مع الخائن عبد الفتاح السيسي بل أسوأ من عهد ناصر بكثير، وذلك لأنهم اعتمدوا منهجيتهم القديمة دون الإلمام والدراسة لواقع السياسة.

3-ألقى سلطان أيضا الضوء على نقطة شديدة الأهمية وهي التعامل مع السياسة وكأنها فكر دعوى أو نشاط تربوى وتصدير فكرة إحسان الظن لأنها من بطبيعة الحال منبثقة من منطلق دعوى فى حين أن السياسة ليس لها أى علاقة بحسن النوايا أو سوئها فالسياسة نتائج فقط ولا يوجد بها إلتماس أعذار وهذا الذي لا يفهمه الكثيرون حتى الآن.

 

ختاما:

تأتى شهادة سلطان وغيرها من الشهادات كاشفة عن العديد من الأمور التى ترقى لدرجة الحقائق، وهو ما يتطلب التعامل معها بواقعية وموضوعية وليس بردود أفعال غاضبة وعصبية، ولذلك واجب على المهتمين والمؤثرين داخل جماعة الإخوان التعامل الجاد مع تلك النقاط الهامة وغيرها الكثير والكثير التى من شأنها تغيير واقع كامل، تغيير وتفكيك أزمات تراكمت حتى تعقدت، وتزداد تعقيدا كل يوم وليس الحل أبدا فى مهاجمة الناصحين أو غض الطرف عن دورهم فى التغيير أو تحيدهم.

وأخيراً تأتي أهمية التأكيد على أن نمطية التعامل مع المحن وفقه السجون والإبتلاءات لن تساهم في تمكين ولا نصر، هذا واقع راهن نعيشه في التجربة المصرية منذ ثورة يناير 2011، وحتى اليوم، والتاريخ يثبت ذلك، ويبقى الثابتون فى الزنازين رموزاً في المقاومة والنضال، ويجب على الجميع، التعاطى مع ثباتهم بما يليق بهم، وبدورهم وصمودهم (1).

———————

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.


لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى