نحن والعالم عدد 12 ديسمبر 2024
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، في الفترة من 6 ديسمبر 2024 إلى 12 ديسمبر 2024.
يهتم التقرير بشكل خاص بالتطورات المتعلقة بالساحتين الإيرانية والتركية، وكذلك على الساحة الإفريقية، خاصة منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى بعض التطورات الدولية الأكثر أهمية بالنسبة لمنطقتنا، وتطورات الشأن الأمريكي.
رصدنا خلال هذا التقرير سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وأهم التطورات المتعلقة بهذا الشأن.
سوريا
المعارضة السورية تعلن سقوط نظام بشار الأسد ودخول دمشق: حقبة جديدة لسوريا
دمشق – 8 ديسمبر 2024
أعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بعد دخول قواتها العاصمة دمشق في الساعات الأولى من صباح الأحد 8 ديسمبر. جاء ذلك عقب سلسلة من الانتصارات المتتالية حققتها المعارضة خلال 12 يوماً، مما أدى إلى انهيار النظام الحاكم منذ أكثر من خمسين عاماً.
في بيان بثته “غرفة عمليات فتح دمشق” على التلفزيون الرسمي، أعلنت المعارضة “تحرير دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”، مؤكدة إطلاق سراح جميع المعتقلين من سجون النظام. ودعا البيان الشعب السوري إلى الحفاظ على ممتلكات الدولة ومراعاة أمن المواطنين، مشدداً على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية.
انتقال سلمي للسلطة
في خطوة مثيرة، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد غادر سوريا بعد مفاوضات مع أطراف الصراع المسلح، مشيرة إلى أنه أعطى تعليمات بانتقال سلمي للسلطة. وكشفت مصادر أن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو حيث مُنحوا اللجوء لأسباب إنسانية.
داخل دمشق، تمكن مواطنون من دخول مقر إقامة الأسد في حي المالكي، حيث انتشرت مقاطع مصورة تظهر محتويات المنزل مبعثرة وصورة للرئيس السابق ملقاة على الأرض.
إدارة انتقالية
أعلن قائد العمليات العسكرية للمعارضة، أحمد حسين الشرع (المعروف باسم أبو محمد الجولاني)، أن محمد غازي الجلالي، رئيس حكومة النظام السابق، سيتولى الإشراف المؤقت على المؤسسات العامة لضمان تسليم سلس للسلطة وحفظ الأمن.
من جانبه، أكد “الائتلاف الوطني السوري” عزمه تشكيل هيئة حكم انتقالية تضم كافة القوى الوطنية، متطلعاً لبناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة والمجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار (إلا أنه لا يبدو أن الائتلاف يمكنه القيام بذلك في ضوء تصدر هيئة تحرير الشام بالمشهد واتخاذها الخطوات اللازمة لإدارة المشهد).
ردود أفعال دولية وإقليمية
رحب وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بتطورات الأحداث، مؤكداً استعداد تركيا لدعم إعادة بناء سوريا وضمان عودة ملايين اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
بدورها، أعلنت إيران احترامها وحدة سوريا وسيادتها الوطنية، مؤكدة استمرار المشاورات مع الأطراف المؤثرة لدعم الاستقرار.
على الجانب الآخر، أثارت التطورات قلقاً إسرائيلياً، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انهيار اتفاق “فض الاشتباك” لعام 1974 حول الجولان، وأمر بالسيطرة على المنطقة العازلة بعد انسحاب القوات السورية منها.
تحديات المستقبل
بينما احتفلت العديد من الدول الغربية بسقوط الأسد، حذر مراقبون من التحديات التي ستواجه سوريا خلال الفترة الانتقالية، مؤكدين ضرورة إدارة المرحلة بحكمة لضمان استقرار البلاد وتجنب الفوضى.
نهاية حقبة
بهذا الإعلان، طويت صفحة حكم عائلة الأسد التي استمرت لأكثر من خمسة عقود. حَكم بشار الأسد سوريا منذ عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، الذي أدار البلاد بقبضة أمنية (لعقود ثلاثة). الثورة السورية، التي اندلعت عام 2011، قوبلت بالقمع الدموي، مما أدى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، لتفتح اليوم صفحة جديدة في تاريخ سوريا. (بي بي سي)
إسرائيل تستغل انهيار النظام السوري وتوسع سيطرتها في الجولان
أعلنت إسرائيل توسيع سيطرتها على المنطقة العازلة في الجولان السوري، مستغلة الفراغ العسكري الناتج عن إسقاط المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد. جاء ذلك في تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أكد انهيار اتفاقية فك الارتباط لعام 1974 عقب انسحاب القوات السورية من مواقعها على الحدود.
في بيان باللغة العبرية، قال نتنياهو: “نحن ملتزمون بحماية حدودنا، وقد انهارت الاتفاقية التي استمرت قرابة 50 عاماً مع انسحاب الجيش السوري من المنطقة العازلة”. وأضاف: “أوعزتُ إلى الجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع المحيطة بها لمنع أي تموضع معادٍ قرب حدودنا”.
موقف متناقض
في بيان باللغة الإنجليزية، وصف نتنياهو الخطوة بأنها “مؤقتة”، مشيراً إلى أنها تهدف فقط إلى منع تمركز أي قوة معادية في المنطقة. ولم توضح الحكومة الإسرائيلية ما إذا كان الموقف الرسمي يتماشى مع تصريحاته بالعبرية أم بالإنجليزية، في حين نشرت وسائل إعلام محلية صوراً لجنود إسرائيليين يرفعون علم إسرائيل في المنطقة.
ما هي اتفاقية فك الارتباط لعام 1974؟
تم توقيع الاتفاقية بين سوريا وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وهدفت إلى إنهاء الأعمال العسكرية بعد حرب 1973. تضمنت الاتفاقية إنشاء منطقة عازلة تخضع لسيادة سوريا، وتقوم قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (يوندوف) بالإشراف على تنفيذها.
الموقع الجغرافي وأهمية الجولان
المنطقة العازلة تمتد بطول 75 كيلومتراً وبعرض يتراوح بين 200 متر و10 كيلومترات، وتضم عدة قرى سورية مثل القنيطرة، جباتا الخشب، وبئر العجم. تعتبر مرتفعات الجولان ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل، حيث توفر إشرافاً على الأراضي السورية وحتى العاصمة دمشق، إضافة إلى كونها مصدراً رئيسياً للمياه، إذ تساهم بثلث احتياجات إسرائيل المائية.
ردود أفعال متباينة
الخطوة الإسرائيلية أثارت انتقادات واسعة، حيث يرى مراقبون أن هذا التحرك يعزز الاحتلال الإسرائيلي للجولان، الذي بدأ عام 1967 وأُقر ضمه لاحقاً في خطوة رفضها المجتمع الدولي. في المقابل، تسعى إسرائيل لتبرير تحركاتها باعتبارها دفاعية ومؤقتة، لكنها تواجه تحديات في إقناع المجتمع الدولي بموقفها.
مخاوف من تداعيات أوسع
مع تراجع دور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يوندوف) نتيجة التغيرات الميدانية، وتزايد النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، تبرز مخاوف من تداعيات طويلة الأمد تؤثر على الاستقرار الإقليمي، وسط دعوات لإعادة النظر في الوضع القانوني للجولان السوري المحتل وضمان سيادة سوريا على أراضيها. (الأناضول)
إسرائيل تستهدف تدمير مقدرات الجيش السوري
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية نفذت واحدة من أضخم العمليات الجوية في تاريخها، مستهدفة مقدرات الجيش السوري. ووفق مصدر أمني إسرائيلي، شملت العملية تدمير طائرات وسفن حربية ومنشآت إستراتيجية لمنع وصولها إلى المعارضة.
وأكدت مصادر أمنية إقليمية توغل القوات الإسرائيلية بعمق يصل إلى 25 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق، كما وصلت إلى منطقة قطنا، الواقعة شرق المنطقة المنزوعة السلاح بهضبة الجولان.
في تطور مرتبط، استغلت القوات الإسرائيلية انسحاب الجيش السوري لتعزيز وجودها في مناطق إستراتيجية بمحافظة القنيطرة، حيث أقامت سواتر ترابية على عمق 3 كيلومترات. وتظهر خرائط خاصة سيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ وعدة قرى في المنطقة المنزوعة السلاح، وصولاً إلى عمق 18 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، ما يعد خرقاً لاتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.
تصعيد الغارات
شهدت العاصمة دمشق ومحيطها انفجارات عنيفة نتيجة سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية، من بينها ميناءا اللاذقية والبيضا، حيث دُمرت قطع بحرية تابعة للجيش السوري. كما تعرض مطار المزة العسكري ومواقع أخرى لهجمات أوقعت خسائر كبيرة في الطائرات والبنية التحتية.
وبحسب هيئة البث العبرية، شنت إسرائيل أكثر من 250 هجوماً منذ سقوط النظام السوري، استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مستودعات أسلحة، ومنظومات صواريخ.
في درعا، استهدف القصف الإسرائيلي مواقع عسكرية بينها مقر اللواء “132”، مع تدمير مخازن الأسلحة. وأفاد ناشطون بتسجيل أكثر من 100 غارة على مواقع مختلفة، من بينها مركز البحوث العلمية في برزة بدمشق.
هذا التصعيد يأتي ضمن مساعٍ إسرائيلية لإضعاف أي تهديد محتمل من الأسلحة الإستراتيجية السورية بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد. (الجزيرة)
صحف عالمية: سقوط نظام الأسد يهز الشرق الأوسط: آمال وتحديات لسوريا الجديدة
أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا موجة من ردود الفعل العالمية، حيث تناولت الصحف الدولية الأحداث الأخيرة باعتبارها نقطة تحول كبرى في الشرق الأوسط. ورصدت وسائل الإعلام التحولات الجيوسياسية المحتملة التي قد تترتب على انهيار النظام السوري.
تحولات غير متوقعة في سوريا
في مقال بصحيفة واشنطن بوست، وصف الكاتب ماكس بوت انهيار النظام بأنه لحظة “لا يمكن التنبؤ بها” في مسار التاريخ. واعتبر أن الصراع الذي بدأ عام 2011 كان يُنظر إليه كأزمة مستدامة دون أفق للتغيير. لكنه أكد أن الأسد فشل في استغلال الدعم الروسي والإيراني لتوطيد حكمه أو تعزيز شرعيته، بينما نجحت المعارضة، بقيادة أبو محمد الجولاني، في كسب تأييد فئات أوسع من السوريين.
وأشار الكاتب إلى تأثير الصراعات الدولية، مثل الحرب في أوكرانيا وحرب إسرائيل مع حماس، على قدرة روسيا وإيران على تقديم الدعم للنظام، مما ساهم في انهياره السريع.
وأضاف بوت أن مستقبل سوريا يحمل تحديات كبرى، مثل صراع الفصائل الثورية، ومساعي تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة الجولاني، وسط مخاوف من أن تكرار تجربة “استبدال دكتاتور بآخر” قد يعمق الانقسامات.
رسائل استراتيجية لإيران وروسيا
في جيروزاليم بوست، اعتبر الكاتب يهوذا واكسلباوم سقوط الأسد تحذيراً للدول التي تعتمد على التحالف الروسي-الإيراني. وقال إن انهيار النظام يعكس تراجع قدرة موسكو وطهران على دعم حلفائهما.
وأضاف أن إسرائيل قد تستفيد من هذا التغيير الجيوسياسي من خلال تعزيز سيطرتها في الجولان، وقطع الممرات الشمالية لإيران نحو حزب الله. كما دعا إلى زيادة الدعم الأمريكي للأكراد في شمال سوريا لمواجهة نفوذ الجماعات المتطرفة.
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة يمكنها استغلال الموقف لإضعاف روسيا عالمياً من خلال زيادة دعمها لأوكرانيا، مؤكداً أن تحجيم النفوذ الروسي في الشرق الأوسط هو مصلحة استراتيجية للغرب.
أمل هش في بناء سوريا الجديدة
من جانبها، تناولت الجارديان البريطانية سقوط الأسد في افتتاحية بعنوان “أمل مضطرب وهش في سوريا”، حيث اعتبرت أن الانهيار المفاجئ للنظام فرصة لبناء دولة جديدة، لكنها حذرت من احتمال تحول الطاقة المنطلقة من هذا الحدث إلى انقسامات أعمق.
وأشادت الصحيفة بالدور الذي لعبته هيئة تحرير الشام، بقيادة أبو محمد الجولاني، في تقديم خطاب أكثر اعتدالاً يسعى إلى بناء شرعية وطنية، معتبرةً ذلك عاملاً أساسياً في تغيير ديناميكيات الصراع.
ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى دعم جهود إعادة الإعمار والمصالحة السياسية في سوريا، مشيرةً إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات قد تلعبان دوراً محورياً في تمويل هذه الجهود.
مستقبل سوريا: تحديات وآمال
مع سقوط النظام السوري، تبقى الأسئلة الكبرى حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية وبناء نظام سياسي جديد يشمل جميع الأطراف دون العودة إلى الاستبداد أو الانقسامات.
وتؤكد الصحف الدولية أن الشعب السوري، الذي عانى طويلاً من القمع والصراعات، بحاجة إلى دعم ملموس من المجتمع الدولي لتحقيق تطلعاته نحو السلام والاستقرار. (بي بي سي)
فايننشال تايمز: تفاصيل العشاء الأخير.. كيف تخلت إيران وروسيا عن الأسد؟
قبل أسبوع من سقوطه المفاجئ، تلقى الرئيس السوري السابق بشار الأسد، البالغ من العمر 59 عاماً، رسالة مصيرية من طهران. جاءت الرسالة عبر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي زار دمشق في زيارة أخيرة، حيث شارك الأسد عشاءه الأخير في شوارع العاصمة، لكنه حمل معه تحذيراً حاسماً: إيران لم تعد قادرة على دعمه.
طهران تتخلى عن حليفها القديم
وفقاً لمصدر مقرب من الحكومة الإيرانية، أبلغ عراقجي الأسد أن “دعمه أصبح عبئاً ثقيلاً على إيران”. وأكد المصدر لصحيفة فاينانشيال تايمز أن طهران كانت محبطة من الأسد منذ عام تقريباً، معتبرة أن استمراره في الحكم أصبح مكلفاً بشكل لا يمكن تحمله، في ظل أزمات إيران الداخلية والدولية.
وعلى الرغم من تطمينات الأسد بأن انسحاب قواته من حلب كان “تكتيكياً”، وأنه لا يزال يسيطر على الوضع، إلا أن الفصائل المسلحة تقدمت بسرعة كبيرة، حيث سيطرت على حماة، حمص، وأخيراً العاصمة دمشق، ما أدى إلى انهيار النظام بشكل كامل.
تركيا: اللاعب العسكري الحاسم
على الجانب الآخر، لعبت تركيا دوراً محورياً في دعم الفصائل المسلحة التي أطاحت بالأسد. فقد وفرت الاستخبارات التركية، وفق مصادر مطلعة، دعماً لوجستياً وميدانياً مكّن الفصائل من تنفيذ هجوم مباغت على دمشق.
كما ساعدت الطائرات التركية المسيّرة في رسم خرائط تفصيلية للمنشآت العسكرية، ما منح الفصائل تفوقاً تكتيكياً. وأكدت المصادر أن تركيا دعمت بعض الفصائل المسلحة بالسلاح، بما في ذلك تلك التي تنسق مع “هيئة تحرير الشام”، رغم نفيها الرسمي لأي تورط مباشر في الهجوم.
في المقابل، حصلت أنقرة على ضمانات من الفصائل بعدم التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة من الولايات المتحدة، ما يعكس استمرار التوترات التركية-الكردية.
روسيا بين التحالفات والأعباء
أما روسيا، الحليف الرئيسي الآخر للأسد، فقد بدت عاجزة عن تقديم دعم كبير في مواجهة انهيار النظام. أدى انشغال موسكو بحربها في أوكرانيا إلى استنزاف مواردها العسكرية، ما دفعها لعقد تفاهمات مع الفصائل المسلحة.
وبحسب مصدر في الكرملين، حصلت روسيا على ضمانات بعدم استهداف قواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس، إلى جانب المرافق الدبلوماسية. ورأى المحلل العسكري البريطاني جون فورمان أن بقاء هذه القواعد كان مسألة وقت فقط في حال استمرار تقدم الفصائل.
وأكد فورمان أن فقدان هذه القواعد يعني تقليص نفوذ روسيا في البحر المتوسط وشمال إفريقيا، ما أجبرها على التخلي عن الأسد في لحظة حرجة.
مستقبل غامض للأسد
مع سقوط دمشق، غادر الأسد وعائلته إلى موسكو ليواجه مستقبلاً مجهولاً، بعد أن تخلى عنه حلفاؤه التقليديون. إيران، التي اعتبرته عبئاً، وروسيا، التي استنزفتها معاركها على جبهات أخرى، لم تريا فيه سوى زعيم لم يعد مفيداً لاستراتيجياتهما.
هكذا، انتهت حقبة الأسد في سوريا، تاركة البلاد أمام تحديات جديدة وفرصة لإعادة بناء مستقبلها بعيداً عن الاستبداد والانقسامات. (فايننشال تايمز)
رحيل الأسد: كيف رتبت موسكو خروجه الآمن؟
وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط، وفي خضم تصاعد الهجوم العسكري من قِبل الفصائل المعارضة في سوريا، قدمت موسكو نصيحة حاسمة للرئيس السوري بشار الأسد: “إطلاق مبادرة سياسية عاجلة للحوار مع المعارضة قبل فوات الأوان“. ولكن، ومع تسارع الأحداث على الأرض، أصبح من الواضح أن الوقت قد تأخر، ودخلت البلاد في منعطف مصيري انتهى بترتيب خروج آمن للأسد وعائلته.
معلومات استخباراتية وتحركات عاجلة
المستشار الروسي رامي الشاعر، المقرب من دوائر اتخاذ القرار في موسكو، كشف للشرق الأوسط أن روسيا كانت تمتلك معلومات دقيقة حول توقيت الهجوم وأهدافه. ومع تأكيدات بأن الفصائل المعارضة لن تتراجع عن خططها، بادرت موسكو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتفادي سيناريو حرب أهلية شاملة.
وأضاف الشاعر أن الاتصالات جرت على نطاق واسع بين روسيا، تركيا، وإيران، حيث ركزت المناقشات على كيفية تقليص الأضرار وضمان تحول سياسي سلس.
دور الحاضنة الشعبية
وفقاً للشاعر، لم يكن الهجوم العسكري وحده هو ما أقلق موسكو، بل أيضاً الدعم الشعبي الكبير الذي حظيت به المعارضة. وأوضح أن التقارير الاستخباراتية الروسية أشارت إلى أن 80% من السوريين كانوا يؤيدون التحرك ضد النظام، وهو ما جعل من الصعب على الأسد استعادة السيطرة.
وأشار إلى أن حالة التذمر داخل الجيش السوري، لا سيما بسبب تردي الأوضاع المعيشية، زادت من هشاشة النظام، مما دفع موسكو إلى الضغط على الأسد لاتخاذ خطوات عاجلة، بما في ذلك إصدار أوامر بعدم مقاومة الهجوم.
انسحاب الجيش وضمان الخروج الآمن
مع تقدم الفصائل المعارضة نحو حلب، وبعدها حمص، تصاعدت الضغوط الروسية على الأسد لتجنب مواجهة عسكرية كارثية. وتم التنسيق بين موسكو وأنقرة وطهران لضمان انسحاب منظم لقوات الجيش السوري.
وأوضح الشاعر أن وزير الدفاع السوري أصدر أوامر للجنود بخلع زيهم العسكري والعودة إلى منازلهم، في خطوة وُصفت بأنها جزء من ترتيبات لحقن الدماء.
وفي الوقت نفسه، عقدت مجموعة آستانة اجتماعاً في الدوحة، ركز على إدارة المرحلة الانتقالية وتجنب انزلاق البلاد نحو اقتتال طائفي مدمر.
منح اللجوء للأسد: خطوة مؤقتة
أكد الشاعر أن روسيا قررت منح اللجوء للأسد وعائلته كجزء من تسوية تضمن خروجه الآمن ووقف التصعيد. وقال: “منح اللجوء لا يعني استمرار الإقامة الدائمة في موسكو، بل كان خطوة ضرورية لتجنب انهيار شامل في البلاد“.
وفيما واجه القرار انتقادات واسعة، أوضح الشاعر أن الهدف الرئيسي كان تفادي وقوع سوريا في أتون حرب أهلية طويلة الأمد، مضيفاً أن موسكو تأمل أن يفهم السوريون مستقبلاً دوافع هذه الخطوة.
مستقبل سوريا: نحو تحول سياسي؟
مع خروج الأسد، تبدو سوريا على أعتاب مرحلة جديدة. وترى موسكو أن الانتقال إلى نظام حكم يعكس تطلعات الشعب السوري هو الخطوة المقبلة. ومع ذلك، انتقد الشاعر تأخر النظام السابق في التعامل بجدية مع مسار التسوية السياسية، مشيراً إلى أن هذا التأخير كان أحد أسباب تصاعد الأزمة.
إنقاذ سوريا للمرة الثانية؟
ختاماً، شدد الشاعر على أن التحرك الروسي الأخير أنقذ سوريا من كارثة محتملة، تماماً كما حدث عندما تدخلت موسكو قبل أعوام لمنع سقوط دمشق. وقال: “ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة لتحقيق سلام دائم في سوريا، ويجب على الأطراف السورية استثمارها بحكمة“.(الشرق الأوسط)
الحكومة الانتقالية في سوريا تعقد أولى اجتماعاتها برئاسة محمد البشير: مرحلة جديدة تبدأ بعد سقوط الأسد
بدأت الحكومة الانتقالية في سوريا أولى خطواتها الرسمية بعقد اجتماعها الأول في العاصمة دمشق، برئاسة رئيس الوزراء المكلف محمد البشير، وبحضور رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي.
الاجتماع، الذي انعقد في مبنى رئاسة الوزراء، يأتي ضمن جهود رسم ملامح المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تركيز على نقل الصلاحيات التنفيذية
أكد البشير خلال تصريح صحفي أن الاجتماع ركز على آلية نقل الصلاحيات التنفيذية إلى الحكومة الانتقالية، مشيراً إلى أن الفترة الانتقالية تهدف إلى إعادة تنظيم مؤسسات الدولة وضبط الأمن وتقديم الخدمات الأساسية. كما أوضح أن هذه الفترة، المحددة مبدئياً حتى الأول من مارس المقبل، ستشهد الإشراف على قضايا الإدارة العامة لضمان الانتقال السلس للسلطة.
حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب
وفقاً لمصادر مطلعة، تتضمن خطط الحكومة الانتقالية حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين مكافحة الإرهاب التي ارتبطت بحقبة الأسد. كما سيتم النظر في إعادة هيكلة الجيش السوري وترتيب أوضاعه بما يتناسب مع المرحلة الجديدة.
وأكدت الحكومة أن أولوياتها تشمل ضبط الأمن وتوفير الخدمات الضرورية للسوريين، بما يسهم في استعادة الثقة بين المواطنين والدولة بعد سنوات من النزاع والانقسام.
تنسيق انتقال السلطة
جاء الاجتماع بعد لقاء جمع محمد البشير بقائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بـ “الجولاني”، الذي بحث معه تفاصيل انتقال السلطة. ويعد هذا اللقاء جزءاً من جهود تنسيق المرحلة الانتقالية بين الفصائل المعارضة التي ساهمت في الإطاحة بالنظام.
تأييد شعبي ودعم سياسي
على الصعيد السياسي، أعلن مجلس الشعب دعمه للجهود الرامية إلى بناء “سوريا الجديدة”، مؤكداً التزامه بإرادة الشعب لتحقيق وحدة البلاد. بدوره، صرّح الأمين العام لحزب البعث السابق إبراهيم الحديد بأن الحزب سيظل داعماً للمرحلة الانتقالية التي تهدف إلى الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً ومؤسسات.
من هو محمد البشير؟
محمد البشير، المكلف بتشكيل الحكومة الانتقالية، من مواليد عام 1983 في جبل الزاوية بمحافظة إدلب. شغل سابقاً منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ بين عامي 2022 و2023، وشغل بعدها منصب رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب. وقد عُرفت حكومة الإنقاذ بسيطرتها على إدلب وأجزاء من ريف حماة وحلب إبان فترة المعارضة المسلحة.
سوريا تدخل مرحلة جديدة
بعد عقود من حكم الأسد، تسير سوريا الآن نحو مرحلة انتقالية تسعى إلى استعادة الاستقرار السياسي والاجتماعي، وسط تطلعات شعبية لبناء دولة ديمقراطية قادرة على تجاوز تحديات الماضي.
تركيا
أردوغان: نصف قلبنا غازي عنتاب وهطاي والآخر حلب ودمشق
هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشعب السوري بسقوط نظام حزب البعث، وأعرب عن وقوفه بجانب السوريين قائلا: “نصف قلبنا غازي عنتاب وهطاي وشانلي أورفة والنصف الآخر عفرين وحلب وحماة وحمص ودمشق”.
تصريحات الرئيس أردوغان جاءت في خطاب للشعب عقب اجتماع للحكومة، الاثنين 9 ديسمبر، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وأوضح أردوغان، أنه اعتباراً من يوم أمس (الأحد) انتهى في سوريا عهد مظلم وبدأ عصر مشرق.
وأضاف أن موقف تركيا تجاه سوريا لم يكن على الإطلاق بناء على المصلحة وإنما من نافذة الإنسانية.
وأعرب عن اعتقاده بأن رياح التغيير القوية التي تهب على سوريا ستؤدي لنتائج مفيدة للشعب السوري كافة وخاصة المهاجرين.
وتابع: “سيظل الشعب التركي يحمل إلى الأبد مجد احتضان المظلومين السوريين في أيامهم المظلمة كوسام شرف”.
وأردف: “النظام القديم (نظام الأسد) رفض بغطرسة دعواتنا لحل الصراع السوري من خلال الحوار ولم يقدّر قيمة يدنا التي مُدت له”.
ولفت إلى أن رئيس النظام السوري المنهار بشار الأسد هرب تاركا وراءه بلداً قُتل فيه زهاء مليون شخص وتهجر 12 مليون إنسان ومدنا تحولت إلى أنقاض.
وأعرب عن أمله أن تتزايد عمليات العودة الطوعية والآمنة والكريمة والمنتظمة للسوريين إلى بلادهم، مع استمرار الاستقرار في سوريا.
تركيا تحارب الإرهاب ولا أطماع لها
وأكد أردوغان ان تركيا ليس لديها أطماع في أراضي دولة أخرى، وأن هدفها الوحيد من عملياتها (العسكرية) خارج الحدود هو حماية الوطن والمواطنين من الهجمات الإرهابية.
واستطرد قائلا: “تنظيما بي كي كي الإرهابي وداعش هما خصمان لنا ويجب حماية وحدة الأراضي السورية”.
وبشأن مواقف أوساط معارضة في تركيا ضد اللاجئين السوريين قال أردوغان: “العقلية القذرة التي غذّت كراهية اللاجئين في بلدنا خسرت مع نظام الأسد الظالم”.
وذكر أردوغان أن حقيقة “عدم دوام الظلم” تجلت بأبهى صورة في سوريا.
وتابع: “بينما أصبحت حلب وحماة وحمص ومن بعدها دمشق تحت سيطرة أصحاب سوريا الأصليين، انهارت تماما دكتاتورية البعث التي عاشت بالدم والقمع والطغيان لمدة 61 عاما”.
ورحب أردوغان بتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب من إرهابيي “بي كي كي/واي بي جي”.
وأردف: “إن ترك النظام القديم في سوريا عند انسحابه بعض المدن للتنظيم الإرهابي الانفصالي، يؤكد مرة أخرى التحالف القذر بينهما”.
و أشار إلى أن نظام الأسد لم يتخل عن موقفه “المناهض لتركيا” طوال سنوات الحرب الأهلية.
وأكد أن تركيا أوفت بما يترتب عليها بمقتضيات الجيرة منذ بداية الصراع السوري، وأن أنقرة أيّدت دائماً الحرية والحوار والعدالة وإحلال السلام في سوريا بأقرب وقت ممكن.
ولفت أردوغان إلى أنه على الرغم من الموقف العدائي للنظام المنهار، إلا أن تركيا دعمت حماية سلامة أراضي سوريا والمحافظة على وحدتها في جميع الظروف.
واستطرد: “بالطبع، لم نتردد أبداً في رفع صوتنا وإظهار رد فعلنا ضد الظلم والقمع، لكننا لم نحول ذلك إلى عداء أعمى”.
وأضاف: كل من يتابع الأحداث في سوريا منذ 13 عاماً، يشهد على نضال تركيا من أجل إحلال سلام عادل في هذا البلد”.
سوريا يعيش فيها الجميع بسلام
وأوضح أن هدف تركيا وحلمها الأكبر هو رؤية سوريا التي يعيش فيها جميع السوريين بسلام، بغض النظر عما إذا كانوا عربا أو تركمانا أو أكرادا أو سنة أو علويين أو مسيحيين.
وشدد على وجوب عدم نسيان أن سوريا المستقرة ستكون مصدر أمن لكل من مواطنيها والدول الأخرى في المنطقة، وأن أمن دول الجوار مرهون بأمن سوريا واستقرارها.
وأكد انه لا يحق لأحد أن يلحق ألماً ومتاعب ومعاناة جديدة بالسوريين الذين يتعرضون لكل أنواع القمع منذ 13 عاما.
وخاطب الرئيس أردوغان الشعب السوري قائلا: “إخوتي السوريين الأعزاء، تركيا وشعبها معكم اليوم، كما كانت بالأمس، وستكون كذلك غداً”.
وتابع: “رغم شح الإمكانات، سطرتم ملحمة بدمائكم وأرواحكم وأسنانكم وأظافركم”.
وأردف: “لم ترضخوا أبداً للظلم والظالمين. ولم تصبكم خيبة الأمل. منذ اليوم الأول كنتم تقولون: الله أكبر، هو الرحمن الرحيم، قلتم هو رب العالمين؛ لقد وثقتم به وحده، وطلبت المساعدة منه فقط”.
وأكمل :”وقعتم، لكنكم نهضتم مجددا بقوة أكبر بكثير. وبذلك، كتبتم قصة بطولة رائعة ستُنقل بفخر من جيل إلى جيل”.
واستطرد قائلاً: “أيها الإخوة، لا تنسوا، من صبر ظفر، أنتم أصحاب هذا النصر المجيد الذي تعاظم مع كل هزيمة”.
وأضاف: “لمدة 13 عاماً، كنا أنصارا للمهاجرين السوريين، الذين بلغ عددهم 3 ملايين و700 ألف، لكن عددهم انخفض الآن إلى 2.9 مليون”.
وأشار إلى أن تركيا التي وجد فيها المظلومون الأمان على مدى قرون، أصبحت أيضاً ملجأ آمناً ورحيماً للسوريين المضطهدين، مبيناً أن “هذه الاستضافة ستُكتب بأحرف من ذهب في تاريخ البشرية”.
وتابع: “لقد نجحت تركيا في اجتياز اختبار صعب في فترة صعبة. وسيفخر الشعب التركي إلى الأبد بمجد احتضان المضطهدين السوريين في أيامهم القاسية. واليوم، أود مرة أخرى أن أشكر كل فرد في شعبي النبيل على دعمهم للمظلومين، بغض النظر عن استفزازات المعارضة”.
ولفت إلى أن شوق السوريين إلى وطنهم والذي استمر منذ 13 عاماً، سينتهي تدريجياً.
وأشار في هذا السياق إلى أنه سيتم افتتاح معبر يايلاداغي الحدودي قريبا من أجل منع الاكتظاظ في المعابر الأخرى وتسهيل الحركة.
الشعب السوري سيقرر حاضر سوريا ومستقبلها
وقال الرئيس أردوغان إن “تركيا تقرأ الأحداث بعقلية متبلورة للدولة نتيجة آلاف السنين من الخبرة، وتنظر إلى الوضع في سوريا من منظور واسع”.
وأكد الرئيس التركي مجدداً أن بلاده لا تطمع في أراضي وسيادة دولة أخرى، وأن هدفها الوحيد هو حماية حدود البلاد وأمن مواطنيها من الهجمات الإرهابية.
وتابع: “سوريا ملك للسوريين بكل هوياتهم العرقية والدينية والطائفية”.
وأردف: “الشعب السوري هو الذي سيقرر حاضر سوريا ومستقبلها. وواجبنا، كجيران وإخوة، هو أن ندعم بقوة جهود الشعب السوري لإعادة تجميع صفوفه واستعادة بلاده وجعلها مزدهرة مرة أخرى”. (الأناضول)
ما هي أهمية منبج بالنسبة لتركيا؟
كتب الدكتور مراد أصلان، أستاذ جامعة حسن قاليونجو وباحث أول في مؤسسة “سيتا” (SETA)، مقالاً لوكالة الأناضول حول تأثيرات تطهير “الجيش الوطني السوري” (SMO) مدينة منبج من قبضة تنظيم PKK/YPG الإرهابي.
سوريا، التي تتجسد فيها المآسي الإنسانية من خلال صور السجون، دخلت مرحلة جديدة بعد أن تمكنت جميع فصائل المعارضة من التنسيق للوصول إلى دمشق وتثبيت الأمن. المعارضة التي فرضت سيطرتها الكاملة على الضفة الغربية لنهر الفرات، تهدف الآن إلى ضمان النظام في المدن وبدء عملية الانتقال السياسي، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات أولية نحو تطبيع الحياة في البلاد. ومن أجل تسهيل هذا الانتقال، تم إصدار تعليمات بعدم التدخل في مؤسسات الدولة، وهو أمر بالغ الأهمية لتجنب انهيار الدولة وتفشي الاضطرابات في تقديم الخدمات للمواطنين. بمعنى آخر، تم البدء في عملية انتقالية مستقرة بدلاً من الفوضى.
ورغم أن سيطرة المعارضة على دمشق قد أسفرت عن سقوط نظام البعث، إلا أن إقامة “حكم السوريين” في عموم سوريا لم تكتمل بعد. إن الهجمات التي شنتها إسرائيل في إطار “الفرص” على بعض الأهداف، ومحاولتها انتزاع مزيد من الأراضي من هضبة الجولان، هي محاولات غير مبررة. من جهة أخرى، تواصل المعارضة تركيزها على توحيد الدولة، مع تأجيل التعامل مع ملف إسرائيل إلى المستقبل.
ولا يجب أن ننسى أن إيران اضطرت للخروج من سوريا، بينما دخلت روسيا في مرحلة من التعافي. ومع نهاية فترة دعم بشار الأسد بلا شروط من قبل النظام الإيراني، يوشك السوريون على إنهاء مرحلة “العيش كمنبوذين في وطنهم”. بعد الرسالة التي أصدرها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، من الواضح أن الولايات المتحدة ستتبع خياراً مشابهاً لإيران وروسيا.
لم يتم حل الوضع بعد في شرق الفرات ورغم التقدم الذي أحرزته المعارضة في مناطق غرب الفرات، لا تزال الأوضاع في شرق الفرات غير محسومة. تم تأمين السيطرة على مدينة منبج إلى حد كبير، لكن محافظة دير الزور التي تحتوي على مصادر النفط قد تثير صراعات جديدة. من المحتمل أن يستمر الصراع المسلح لفترة أخرى في بعض أجزاء منبج ودير الزور بسبب استهداف التنظيم الإرهابي PKK للمدنيين. تلعب المصادر الاقتصادية والموقع الجغرافي لمنبج، بالإضافة إلى احتياطات النفط في دير الزور، دوراً في استمرار النزاع.
من المهم التركيز على قضية منبج بالنسبة لتركيا في هذا السياق. يجب التأكد من إنهاء وجود تنظيم PKK الإرهابي في المدينة وضمان الانسجام الاجتماعي بين العشائر على أساس الهوية السورية. دون ذلك، قد تنتقل سوريا إلى مستقبل تكون فيه منقسمة ومشوهة.
مدينة منبج تتمتع بالقدرة على الاكتفاء الذاتي في مجالات المياه والطاقة والمنتجات الزراعية. ورغم الصراعات التي شهدتها سوريا، فإن المدينة تقدم مزايا لوجستية للجهات المسيطرة عليها بفضل إمكاناتها الاقتصادية. تغيرت التركيبة السكانية للمدينة، حيث اضطر العديد من السكان العرب والأتراك في المدينة للهجرة إلى تركيا بسبب ظهور تنظيم داعش وPKK في المنطقة، لكن ذلك لم يغير الطابع العشائري للمدينة.
ورغم التصريحات التي تم إصدارها تحت ضغوط أمريكية، فإن أمريكا لم تلتزم أبداً بإعادة المدينة إلى سكانها الشرعيين بعد أن منحها إلى داعش ثم إلى PKK، من خلال اتفاقات مع تركيا. وبالأسلوب ذاته، تعاونت روسيا مع قوات PKK في منبج كما فعلت الولايات المتحدة.
أهمية منبج لتركيا: تتمتع منبج بأهمية خاصة بالنسبة لتركيا من عدة جوانب. أولاً، كونها تقع مباشرة جنوب الحدود التركية، فإن المدينة تشكل نقطة انطلاق لأي تهديد محتمل ضد تركيا، أو قد تمثل فرصة لإعادة إعمار المنطقة. إذا كانت المدينة تحت سيطرة PKK، فقد تؤدي إلى تحضير وتنفيذ هجمات على الحدود التركية أو القوات الأمنية هناك. لكن إذا كانت تحت سيطرة المعارضة، فقد تتحول إلى فرصة لتطوير اقتصاد المنطقة.
ميزة أخرى لمنبج تكمن في أنها تتحكم في أقرب نقاط عبور نهر الفرات إلى تركيا. لذا، فإن السيطرة على المدينة ستوفر ميزة في مكافحة PKK المنتشرة في المنطقة. من الناحية العسكرية، ستمنح السيطرة على منبج مزيداً من الفعالية في العمليات المستقبلية ضد PKK في شرق الفرات.
من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، تصبح منبج، إلى جانب مدينة الباب، مركز جذب اقتصادي محتمل. السيطرة على المدينة من قبل الجيش الوطني السوري ستتيح فرصاً لاستعادة الأوضاع في المنطقة، وستسهم في العودة الطوعية والمشرفة للنازحين السوريين، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص من منبج في شمال غرب سوريا أو في تركيا.
في النهاية، إن السيطرة على منبج تمثل خطوة هامة على مستوى الأمان بالنسبة لتركيا، مماثلة لأهمية السيطرة على حلب وحماة وحمص ودمشق. كما أن الهدف من تطهير شرق الفرات من وجود PKK وعودة سوريا إلى حالة من الاستقرار الكامل يبقى الهدف الأهم.
إيران
مركز أبحاث رابطة الشرق الأوسط: تغيير النظام في إيران محور محتمل لسياسة ترامب المقبلة
أكد تقرير صادر عن مركز أبحاث رابطة الشرق الأوسط (MEF) أن سياسة “الضغط الأقصى” التي انتهجتها إدارة دونالد ترامب السابقة لم تُحدث تغييرات جوهرية في السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية. واعتبر التقرير أن إستراتيجية شاملة تهدف إلى تغيير النظام هي الخيار الوحيد الكفيل بمنع “طموحات إيران الإقليمية”.
توقعات بالتركيز على تغيير النظام
وأشار التقرير إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط تحت إدارة ترامب الجديدة، حال عودته إلى البيت الأبيض، قد تتمحور حول تغيير النظام في إيران. وأوضح أن حجر الزاوية في هذه السياسة يجب أن يكون مواجهة نفوذ الجمهورية الإسلامية ووكلائها الإقليميين في الشرق الأوسط.
إرث سياسة الضغط الأقصى
أوضح مركز الأبحاث أن حملة “الضغط الأقصى” بين عامي 2016 و2020 ألحقت أضراراً اقتصادية كبيرة بإيران، لكنها أخفقت في تحقيق تغييرات ملموسة في سياستها الإقليمية. وشملت هذه الحملة عقوبات واسعة النطاق، مواجهة البرنامج النووي، دعم حركات المعارضة الداخلية، وتعطيل شبكات الوكلاء الإيرانيين.
تعزيز الحملة في الولاية الجديدة؟
توقع المركز أن تشهد حملة الضغط الأقصى تعزيزاً أكبر في حال عودة ترامب للرئاسة. وذكرت تقارير أن أوامر تنفيذية لإعادة هذه السياسة قد تُوقع في اليوم الأول لتنصيب ترامب، وفقاً لتقرير نشرته فاينانشيال تايمز.
انتقادات للسياسة
من جانبه، كتب محمد جواد ظريف، نائب رئيس الحكومة الإيرانية السابقة، مقالاً في مجلة فورين أفيرز، أكد فيه أن سياسة الضغط الأقصى لن تنجح، ودعا ترامب إلى تبني اتفاقية تحقق مصالح مشتركة للطرفين.
الوضع في سوريا ولبنان والعراق
ناقش التقرير الأوضاع في سوريا، لبنان، والعراق، بالإضافة إلى مقترحات للتعامل مع النفوذ الإيراني في هذه المناطق. وأشاد المركز بتجربة الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية (YPG)، داعياً إلى تعزيز دعم الأكراد في إيران والعراق.
نبذة عن مركز الأبحاث
تأسس مركز أبحاث رابطة الشرق الأوسط عام 1990، وأصبح منظمة مستقلة غير ربحية في 1994. يصدر المركز مجلة “فصلية الشرق الأوسط”، التي تُعنى بتحليل قضايا المنطقة وتقديم مقترحات لسياسات الولايات المتحدة فيها.
ختام التقرير
خلص التقرير إلى أن العودة إلى سياسة الضغط الأقصى لن تكون كافية لتحقيق تغيير جذري في سياسات إيران، ما لم يتم تبني نهج أكثر شمولاً يركز على تغيير النظام وضمان الاستقرار الإقليمي. (إيران انترناشونال)
بعد سقوط نظام الأسد.. ماذا عن الوجود الإيراني في سوريا؟
تستمر تداعيات سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بسرعة، حيث لم تمر ساعات على إعلان الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق حتى بدأت القوات الإسرائيلية في السيطرة على مناطق من المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، بما في ذلك احتلال منطقة جبل الشيخ. وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، على الحدث قائلاً إنه “عملية محدودة وخطوة مؤقتة”.
مع اختفاء الرئيس بشار الأسد وقواته، إلى جانب اختفاء الأمن الإيراني، بدأ العديد من التساؤلات تطرح حول مستقبل سوريا، وخاصة فيما إذا كانت إيران ستحتفظ بنفوذ داخل الأراضي السورية في الفترة القادمة.
من غزة إلى دمشق
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العميد محمود محيي الدين، في تصريحات خاصة لـ “العربية.نت” و “الحدث.نت”، أن الأوضاع في الشرق الأوسط بدأت في التصعيد منذ 7 أكتوبر من العام الماضي مع اندلاع الأحداث في غزة وبدء العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في المنطقة.
وأضاف محيي الدين أن التطورات السريعة في سوريا نتجت عن توافقات إقليمية تحت إشراف أميركي، حيث تم تمرير هذه التوافقات من خلال التنسيق بين أجهزة الاستخبارات وإشراف القيادة المركزية الأميركية.
نهاية التواجد الإيراني في سوريا
وفيما يخص انسحاب الميليشيات الإيرانية من سوريا، أكد الخبير الأمني أنه لم يكن انسحاباً تكتيكياً كما يعتقد البعض، بل أن التواجد الإيراني في سوريا قد انتهى بشكل نهائي. وأشار إلى أن إيران فشلت في إخراج حليفها بشار الأسد، وأن روسيا هي من تولت هذه المهمة في النهاية.
أهداف إسرائيلية واضحة
أما بالنسبة للموقف الإسرائيلي، أشار محيي الدين إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف معلنة، وأبرزها ضم هضبة الجولان بشكل كامل، وهو ما اعترف به الرئيس الأمريكي ترامب (في العام 2019). وأوضح أن هضبة الجولان تمتد من بحيرة طبرية إلى عمق 24 كيلومتراً في الأراضي السورية، حيث تحتل إسرائيل جزءاً منها في الجنوب، بينما كانت قوات الدفاع الجوي السوري تحتل الجزء الأعلى منها حتى انسحبت في الأيام الأخيرة. هذا التوغل الإسرائيلي أدى إلى احتلال عمق 18 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، مما يعادل 235 كيلومتراً مربعاً، وهي مساحة توازي ثلثي قطاع غزة، مما يشكل خسارة كبيرة لسوريا.
احتلال دائم
أضاف محيي الدين أن هذا التطور يجعل العاصمة السورية دمشق مهددة من إسرائيل بشكل دائم، مشيراً إلى أن التصريحات الإسرائيلية حول أن التوغل هو “احتلال مؤقت” غير دقيقة. وأكد أن “خلال أسبوع، سيكون الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية ثابتاً، وخلال خمس سنوات سيصبح احتلالاً دائماً ونهائياً”. (العربية)
حسين موسويان: فرصة تاريخية أمام ترامب لحل الأزمة مع إيران وصناعة التاريخ
عشية استئناف المفاوضات النووية بين إيران وثلاث دول أوروبية، وصف الدبلوماسي الإيراني السابق وعضو فريق التفاوض النووي السابق، حسين موسويان، هذه الجهود بأنها “محكوم عليها بالفشل”. وأكد في مقال نشره على موقع “نشرة العلماء النوويين”، أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يمتلك فرصة ذهبية لصناعة التاريخ من خلال التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران.
فشل الضغط الأوروبي
وأشار موسويان، في مقاله، إلى قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، مؤكداً أن “أوروبا تحاول إحياء المفاوضات النووية مع إيران، لكن مع تآكل الضغوط التي كانت تستخدمها كرافعة، فإن احتمالات النجاح ضئيلة”.
وحذر موسويان من أنه في حال عودة ترامب إلى سياسة “الضغط الأقصى”، مع استمرار التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، قد تدفع طهران باتجاه تطوير قدراتها النووية وصولاً إلى عتبة إنتاج الأسلحة النووية.
اتهامات وسجال حول موسويان
في الأوساط الغربية، يُعتبر موسويان أحد أبرز الشخصيات المرتبطة بجماعات الضغط الإيرانية. أثارت مشاركته في فعاليات أكاديمية وسياسية جدلاً واسعاً، حيث طلبت عدة منظمات، بينها التحالف ضد المدافعين عن نظام الجمهورية الإسلامية والرابطة العلمية للباحثين الأميركيين، من جامعة برينستون إنهاء علاقتها به بسبب “تاريخه المرتبط بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان”.
كما واجه موسويان اتهامات بالضلوع في اغتيال 24 من معارضي النظام الإيراني في أوروبا خلال التسعينيات. وفي يوليو الماضي، طالب ناشطون إيرانيون في ألمانيا بإنهاء تعاون مؤسسة كوربر للأفكار السياسية معه.
فرصة ترامب لصناعة التاريخ
وفي مقاله، قال موسويان إن “الكرة الآن في ملعب ترامب”، مشيراً إلى أن حل الأزمة النووية يعتمد على طبيعة التفاعل بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية خلال رئاسة ترامب.
وأضاف أن أمام ترامب فرصة تاريخية لتحقيق ما وصفه بـ”إنهاء 40 عاماً من العداء بين الغرب وإيران”، مشيراً إلى إمكانية تحقيق هذا الهدف عبر ثلاثة محاور:
- إجراء مفاوضات مباشرة ورفيعة المستوى بين واشنطن وطهران.
- التوصل إلى اتفاق نووي شامل ومربح للطرفين.
- توسيع نطاق المفاوضات لتشمل القضايا الإقليمية والصراعات في الشرق الأوسط.
وختم موسويان مقاله بالتأكيد على أن اتباع هذه المبادئ قد لا ينهي الأزمة النووية فحسب، بل يُسهم في تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة وصناعة تحول تاريخي في العلاقات بين إيران والغرب. (إيران إنترناشونال)
أمريكا:
ترامب يدرس ترشيح ديسانتيس لمنصب وزير الدفاع بدلاً من هيجسيث بسبب مزاعم جدلية
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، يفكر في تعيين حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس DeSantis، وزيراً للدفاع بدلاً من بيت هيجسيث، مقدم البرامج السابق في قناة فوكس نيوز. يأتي ذلك وسط تزايد التدقيق بشأن مزاعم اعتداءات جنسية تواجه هيجسيث.
بدائل محتملة
وأفادت الصحيفة بأن ترامب قد يلجأ إلى مرشح آخر غير ديسانتيس في حال تعذر ترشيح هيجسيث لرئاسة وزارة الدفاع. وأشار مقربون من الرئيس المنتخب إلى أن المناقشات حول هذا المنصب لا تزال مستمرة مع احتمال ظهور أسماء جديدة.
إجراءات الانتقال
في سياق متصل، وقع الفريق الانتقالي لترامب اتفاقاً مع وزارة العدل الأميركية، يمهد لبدء التحقق من خلفيات مرشحي الإدارة المقبلة وموظفيها.
ويتيح هذا الاتفاق للمسؤولين الانتقاليين الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة قبل يوم التنصيب، مما يضمن لهم الوصول إلى المعلومات السرية المتعلقة بالبرامج الحكومية الحالية. كما يمهد الطريق لإجراء التحقيقات التي يتطلبها المشرعون لتأكيد أهلية المرشحين للمناصب الوزارية قبل التصويت عليهم في مجلس الشيوخ.
استعدادات المرحلة المقبلة
يُعد منح التصاريح الأمنية خطوة أساسية تضمن جاهزية فريق ترامب للتعامل مع الملفات الحساسة فور توليهم المسؤوليات الرسمية، وسط تأكيدات من مصادر مقربة بأن عملية اختيار أعضاء الإدارة تتسم بالدقة لضمان التوافق مع أولويات المرحلة القادمة. (العربية)
وفي الوقت نفسه، ذكرت شبكة “سي إن إن” أن السيناتور جوني إرنست من ولاية أيوا هو أحد الخيارات التي يتم النظر فيها ليحل محل بيت هيجست وقيادة وزارة الدفاع.
كما اقترح بعض حلفاء ترامب السيناتور بيل هاجرتي من ولاية تينيسي كخيار لقيادة وزارة الدفاع.
ومع ذلك، فإن حاكم فلوريدا ديسانتيس، وهو محافظ معروف خدم في الجيش الأمريكي، يتقاسم وجهات النظر مع ترامب وهيجست حول القضاء على ما يسمى بسياسات “الصحوة” في الجيش الأمريكي.
يشير مصطلح “الصحوة” إلى سياسة التنوع التي يتبعها الجيش الأمريكي، وهو ما يعني الجهود المبذولة لزيادة التنوع في هيكل القوى العاملة في الجيش من حيث العرق والإثنية والجنس والدين والمؤشرات الاجتماعية الأخرى. والهدف من هذه السياسات هو إنشاء جيش أكثر شمولاً يعكس تنوع سكان أميركا.
ضمن هذه السياسات، وتشمل برامج لتعزيز المساواة بين الجنسين، ودعم الأقليات، أو تدريب الجنود بشكل يراعي الثقافة.
ومع ذلك، فإن دي سانتس هو أحد المحافظين الذين يعتقدون أن هذه الإجراءات تركز كثيراً على القضايا الاجتماعية وقد تؤثر على كفاءة الجيش أو نظامه أو تقاليده.
ووفقا لأشخاص مقربين من فريق ترامب الانتقالي، يعتقد حلفاء ترامب بشكل متزايد أن هيجست قد لا يكون قادرا على تمرير مجلس الشيوخ بمزيد من عمليات التحقق من الخلفية.
وبحسب مصادر في حديث مع صحيفة وول ستريت جورنال، فإن الـ 48 ساعة المقبلة حاسمة للغاية بالنسبة لمصير هيجست السياسي وفرص وصوله إلى منصب وزير الدفاع.
كان DeSantis سابقاً مدرجاً في قائمة مرشحي وزارة الدفاع التي قدمها مسؤولو الفريق الانتقالي إلى ترامب، لكن ترامب اختار هيجست في النهاية.
والآن بعد أن أصبح ترشيح هيجست في مأزق بسبب فحص خلفيته، عادت تلك القائمة إلى الظهور، وأصبح DeSantis أحد خيارات ترامب.
ومع ذلك، وفقاً لمصادر وول ستريت جورنال، قد يقرر ترامب عدم اختيار DeSantis وتسمية خيار آخر إذا فشل ترشيح هيجست.
تاريخ DeSantis وترامب من الرفقة والخلافات
وكان ديسانتيس معروفاً سابقاً بأنه أحد حلفاء ترامب، لكن قراره بخوض الانتخابات ضد الرئيس السابق في الانتخابات التمهيدية لعام 2024 أثار شرخاً بين الاثنين.
واتهم ترامب ديسانتيس بالخيانة الزوجية، لكن منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية، حاول الصديقان المشتركان إصلاح علاقتهما.
حضر كل من ترامب وديسانتيس حفل تأبين لضباط الشرطة الذين سقطوا في مقاطعة بالم بيتش بولاية فلوريدا يوم الثلاثاء.
وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فإن بعض الأشخاص المقربين من ترامب يعارضون بشدة ديسانتيس، الأمر الذي قد يقضي على أي فرصة لديه ليحل محل هيجست.
وعندما ترشح لمنصب حاكم فلوريدا في عام 2018، كان ديسانتيس ممثلاً غير معروف عن منطقة قريبة من جاكسونفيل، والتي هزمت، بدعم من ترامب، منافسه، المرشح الجمهوري الشعبي.
جعلته جائحة كوفيد-19 شخصية وطنية لأنه عارض القيود التي فرضها المرض.
وبعد الفوز القوي في إعادة انتخابه عام 2022، فكر ديسانتيس في دخول الساحات العليا وتشكلت فجوة بينه وبين ترامب. وحتى قبل أن يدخل الحاكم الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في مايو 2023، وصفه ترامب بـ “disanctimonius” ووصفه بأنه غير مخلص.
بدأ DeSantis أيضاً في انتقاد ترامب ووصفه بأنه لا يمكن الفوز به. ولكن بعد مرور بعض الوقت، واجهت حملة ديسانتيس مشاكل، وانسحب قبل الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير مباشرة وأيد ترامب. (إيران إنترناشونال)
جراهام: ترامب بحاجة إلى اتفاق في غزة قبل بداية ولايته لضمان استقرار المنطقة
صرّح السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، ليندسي جراهام، أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يجب أن يحقق وقفاً لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك قبل توليه منصبه رسمياً. وجاءت تصريحات جراهام، الذي يعد مستشاراً رئيسياً لترامب في قضايا السياسة الخارجية والشرق الأوسط، خلال مقابلة مع موقع Axios.
تصميم ترامب على تحقيق الاستقرار
قال جراهام: ترامب مصمم أكثر من أي وقت مضى على ضمان إطلاق سراح الرهائن ودعم اتفاق لوقف إطلاق النار. إنه يريد أن يرى هذا يتحقق الآن”
وأضاف أن ترامب يضع قضية الرهائن على رأس أولوياته، مؤكداً: “يريد ترامب إنهاء القتل ووقف الحرب. آمل أن تتعاون إدارة بايدن مع فريق ترامب الانتقالي لتحقيق هذا الهدف”.
وأشار جراهام إلى أن “الخوف من ترامب” قد يساهم في دفع العملية الدبلوماسية قدماً، قائلاً:
“إذا كنت شخصاً سيئاً ولا تخشى ترامب، فأنت على الأرجح شخص غير حكيم، لأن الأشخاص السيئين والأغبياء لا يدومون طويلاً”.
أهمية القضية الفلسطينية في انتقال السلطة
تشير تقارير إلى أن قضية غزة قد تُترك لإدارة ترامب الجديدة، حيث لم تحقق إدارة الرئيس الحالي جو بايدن تقدماً ملموساً في التوصل إلى اتفاق خلال الأسابيع الأخيرة.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن ترامب قد يتبع نهجاً مختلفاً بشأن غزة، بما في ذلك كيفية حكمها بعد الحرب. وأكد جراهام أن ترامب يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار قبل بداية ولايته، ليتسنى له التركيز على أهداف أخرى، مثل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وبناء تحالف إقليمي ضد إيران.
الوضع الحالي في غزة
- تحتجز حماس 101 رهينة، بينهم سبعة مواطنين أميركيين.
- وفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 44 ألف فلسطيني خلال أكثر من عام من الحرب.
التحركات الدبلوماسية
عاد جراهام مؤخراً من زيارة إلى الشرق الأوسط، حيث التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأكد أن إصلاح المجتمع الفلسطيني بمساعدة الدول العربية هو السبيل الأمثل لمنع عودة حماس للسلطة، محذراً من خطط بعض السياسيين الإسرائيليين المتشددين، مثل وزير المالية بتسالئيل سموتريتش، التي تدعو إلى احتلال غزة أو تقليص عدد سكانها بشكل كبير.
بايدن وترامب: تعاون أم تنافس؟
أفادت تقارير بأن بايدن وترامب ناقشا قضية الرهائن ووقف إطلاق النار في اجتماع استمر ساعتين بالبيت الأبيض. كما تناول مستشارو الأمن القومي في الإدارتين القضية نفسها في لقاءات منفصلة، مما يعكس جدية الجهود المبذولة لحل الأزمة.
تصريحات من الجانبين
- قال المتحدث باسم فريق ترامب الانتقالي:
“الشعب الأميركي اختار ترامب لاستعادة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، وسيعمل لتحقيق ذلك بعد عودته إلى البيت الأبيض”.
- أما البيت الأبيض، فأكد أن بايدن سيواصل الضغط لإطلاق سراح الرهائن حتى آخر يوم من ولايته، حتى لو نُسبت الفضل في النهاية لإدارة ترامب.
تحركات مرتقبة
من المتوقع أن يتوجه وفد من حماس إلى القاهرة لمناقشة مبادرات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع المسؤولين المصريين.
النائب بريان ماست يفوز بدعم لجنة التوجيه للحزب الجمهوري لقيادة لجنة الشؤون الخارجية
فاز النائب بريان ماست (جمهوري من فلوريدا) بدعم لجنة التوجيه للحزب الجمهوري في مجلس النواب ليصبح رئيساً لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس المقبل، وذلك بعد أن تفوق على مجموعة من المرشحين البارزين مثل داريل إيسا (جمهوري-كاليفورنيا)، جو ويلسون (جمهوري-ساوث كارولاينا)، و آن واجنر (جمهوري-ميسوري).
على الرغم من أن ماست كان يُعتبر مرشحاً غير متوقع قبل الاجتماع، إلا أن مصادر داخل اللجنة أكدت أن عرضه خلال الجلسة كان مثيراً للإعجاب، ما مكنه من الحصول على الدعم اللازم للمنصب. سيحل ماست محل مايكل مكول (جمهوري من تكساس)، الذي ينتهي فترة ولايته من هذا المنصب.
يعد ماست، وهو محارب قديم وحليف قوي للرئيس دونالد ترامب، حالياً، رئيساً للجنة الفرعية للرقابة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب. وقد تبنى موقفاً قريباً من مواقف ترامب في ما يتعلق بمساعدات أوكرانيا، متفوقاً في ذلك على واجنر وويلسون.
يأخذ ماست هذا المنصب في وقت صعب، حيث تشهد المنطقة تصاعداً في الصراعات، بما في ذلك الحرب في غزة والانهيار المستمر لنظام الأسد في سوريا، بالإضافة إلى الحرب الروسية في أوكرانيا والقلق المتزايد بشأن نفوذ الصين على الحلفاء الآسيويين.
رغم أن ماست يحتاج إلى تأكيد من المؤتمر الكامل، فمن غير المحتمل أن تعارضه اللجنة بعد توصية لجنة التوجيه. (أكسيوس)
متابعات إفريقية
دونالد ترامب سيضع أمريكا في المرتبة الأولى: ماذا يعني ذلك بالنسبة لأفريقيا؟
من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة تحولاً كبيراً في الشؤون الداخلية والخارجية مع عودة دونالد ترامب إلى منصب الرئيس في يناير 2025.
تثير رئاسة ترامب الثانية – “ترامب 2” – نقاشات واسعة حول تأثيراتها المحتملة في جميع أنحاء العالم. يعتقد البعض أن هذه الفترة قد تساهم في تحسين الأوضاع في بعض البلدان، وتساعد في إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، في حين يخشى آخرون أن تؤدي إلى اضطرابات شديدة. كما يشعر بعض المراقبين الأفارقة بالقلق من أن ترامب قد يقلل من اهتمام الولايات المتحدة بالقارة، كما حدث خلال فترته الرئاسية الأولى.
وفقاً لأبحاثنا في المركز الأفريقي لدراسة الولايات المتحدة بجامعة بريتوريا، نرى أن “ترامب 2” قد يمثل مزيجاً من الفرص والمخاوف بالنسبة لأفريقيا.
على سبيل المثال، قد تكون السياسة المعاملاتية التي يفضلها ترامب، مع تركيزه على العلاقات الثنائية الانتقائية التي تستند إلى احتياجات الولايات المتحدة الاستراتيجية، مفيدة لبعض البلدان الأفريقية في مجالات العلاقات الخارجية، الاستثمار، والتجارة. ومع ذلك، قد يشكل ذلك تهديداً للنفوذ الأفريقي في الشؤون العالمية، ويضر بالمساءلة السياسية، ويؤثر على الديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلاً عن مواجهة تحديات في قضايا الهجرة الأفريقية إلى الولايات المتحدة.
سياسة “أمريكا أولاً”
يستند توجه ترامب إلى سياسة “أمريكا أولاً”، مما يعني أن المصالح الأمريكية ستظل في المقام الأول، على حساب التزامات الولايات المتحدة تجاه الدول الأخرى. ويشمل ذلك، في العلاقات الخارجية، التركيز على الفوائد التي تعود على الولايات المتحدة، وهو ما قد يضر بالدول الأفريقية التي لا تمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لأمريكا. على سبيل المثال، في فترته الأولى، تحولت الولايات المتحدة إلى الصفقات التجارية الثنائية بدلاً من التفاعل مع المبادرات متعددة الأطراف مثل قانون “أجوا” (الذي يسهل دخول بعض المنتجات الأفريقية إلى السوق الأمريكية مع إعفاء من الرسوم الجمركية).
الهجرة
سياسة الهجرة التي اقترحها ترامب تثير القلق في أفريقيا، حيث ستفرض قيوداً شديدة على المهاجرين، بما في ذلك الأفارقة، مما قد يعقّد حتى الهجرة الشرعية إلى الولايات المتحدة. يذكر أن أفريقيا كانت قد أرسلت نحو 3 ملايين مهاجر إلى الولايات المتحدة وكندا بين عامي 1990 و2020. في حين أن أفريقيا تمثل نسبة صغيرة من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، فإن سياسة ترامب قد تؤثر سلباً على علاقة القارة مع أمريكا.
العلاقات الثنائية
من جانب آخر، يخشى البعض أن تضعف وجهة نظر ترامب التبادلية تجاه إفريقيا، مما قد يلغي سياسات الرئيس جو بايدن بشأن الشراكات المتساوية مع القارة. على خلاف سابقيه، لم ينظم ترامب قمة بين زعماء الولايات المتحدة وأفريقيا، ما يعكس تفضيله للتعامل مع الدول الأفريقية بشكل انتقائي.
الديمقراطية وحقوق الإنسان
هناك أيضاً مخاوف بشأن كيفية تعامل ترامب مع الديمقراطية وحقوق الإنسان في أفريقيا. فقد أظهر دعماً لأنظمة استبدادية في مختلف أنحاء العالم، مما قد يشجع على تفشي الاستبداد في دول أفريقية حيث المؤسسات الديمقراطية هشة.
تغير المناخ
ترامب، الذي شكك في ظاهرة تغير المناخ خلال فترته الأولى، قد يواصل تجاهل القضايا البيئية، مما يضر بأفريقيا التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة وتواجه تحديات بيئية خطيرة. سيؤثر ذلك على تمويل مشاريع التكيف مع التغير المناخي، ويمكن أن يعيق العمل المناخي العالمي.
التعاون في البنية التحتية
على الرغم من هذه المخاوف، قد تشهد بعض البلدان الأفريقية في عهد “ترامب 2” فرصاً في مجال البنية التحتية، خاصة مع مبادرات مجموعة السبع التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار في البنية التحتية عالية الجودة.
التحول في مجلس الأمن الدولي
من جهة أخرى، يعد دعم الولايات المتحدة لمقعدين دائمين لأفريقيا في مجلس الأمن الدولي، وهو ما وعدت به إدارة بايدن، أمراً غير مؤكد في عهد ترامب، مما يخلق حالة من عدم اليقين في هذا الملف.
أمل في المستقبل
رغم تلك المخاوف، قد تنشأ فرص جديدة لأفريقيا في ظل “ترامب 2”. قد تضطر القارة إلى الاعتماد أكثر على مواردها الذاتية، سعياً نحو تنمية ذاتية بعيداً عن المساعدات الأميركية. كما أن تحول الأولويات الأمريكية قد يدفع القادة الأفارقة إلى اتخاذ قرارات استباقية بشأن استراتيجيات التنمية وتحقيق الاستقرار السياسي. في عالم متعدد الأقطاب، تتمتع الدول الأفريقية بفرصة لبناء تحالفات متنوعة ومتوازنة تعود بالفائدة عليها. (أفروبوليسي)
فوز مرشح المعارضة جون ماهاما بالانتخابات الرئاسية في غانا
فاز مرشح المعارضة في غانا جون دراماني ماهاما في الانتخابات الرئاسية، فيما أقر مرشح الحزب الحاكم بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي شهدت منافسة حامية الوطيس في ظل أسوأ أزمة غلاء معيشة تواجهها البلاد الواقعة في غرب أفريقيا.
وقال محمودو باوميا، في مؤتمر صحفي قبل الإعلان الرسمي عن نتيجة الانتخابات، إن شعب غانا صوّت من أجل التغيير، وهو يحترم هذا القرار “بكل تواضع”.
وأضاف باوميا “لقد اتصلت للتو بفخامة جون ماهاما لتهنئته كرئيس منتخب لجمهورية غانا”.
وبدأت الاحتفالات في أجزاء من البلاد بما في ذلك العاصمة الغانية أكرا.
يشار إلى أن باوميا كان مرشح “الحزب الوطني الجديد” الحاكم، الذي كافح لحل الأزمة الاقتصادية في عهد الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو أدو.
وشغل ماهاما، البالغ من العمر 65 عاما، منصب رئيس غانا في الفترة من يوليو/تموز 2012 إلى يناير/كانون الثاني 2017.
وتعهد الرئيس الفائز، خلال حملته الانتخابية، “بإعادة ضبط” أوضاع البلاد على مختلف الأصعدة وحاول استمالة الشباب الغانيين الذين وجدوا في التصويت سبيلا للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وخلال الانتخابات التي جرت السبت، صوّت الناخبون لاختيار نوابهم أيضا.
وهيمنت الصعوبات الاقتصادية في غانا على الانتخابات، في وقت تواجه البلاد تضخما ومستوى دين عاليا، ما اضطرّها إلى اقتراض 3 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي.
وتعتبر غانا أكبر منتج للذهب في القارة ومصدرا رئيسيا للكاكاو، ونموذجا للاستقرار في منطقة هزّتها الانقلابات والتحديات الدستورية وحركات التمرّد. (الجزيرة)
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.