نحن والعالم عدد 17 أكتوبر 2024
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، في الفترة من 10 أكتوبر حتى 17 أكتوبر 2024.
يهتم التقرير بشكل خاص بالتطورات المتعلقة بالساحتين الإيرانية والتركية، وكذلك على الساحة الإفريقية، خاصة منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى بعض التطورات الدولية الأكثر أهمية بالنسبة لمنطقتنا.
تركيا
أردوغان يجدد دعوته لوضع دستور جديد لتركيا
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جميع الأحزاب التركية إلى التوافق بشأن وضع دستور جديد للبلاد.
دعوة أردوغان جاءت عقب اجتماع وزاري برئاسته يوم 14 أكتوبر 2024 استمر لنحو 3 ساعات.
وقال أردوغان نأمل أن تستجيب جميع الأحزاب السياسية بشكل بناء لدعوتنا لوضع دستور.
وأضاف ليس لدى تحالف الشعب وحزب العدالة والتنمية أي مشكلة مع المواد الأربعة الأولى من الدستور التركي.
وكانت المواد الأربعة الأولى من الدستور قد أثارت بلبلة بين الأحزاب عقب دعوة رئيس حزب “هدى بار” زكريا يابيجي أوغلو لإزالتها، حين قال: “نحن ضد المادة الرابعة من الدستور”.
وتنص المادة الأولى من الدستور التركي على أن تركيا “جمهورية”، فيما يأتي في المادة الثانية أن الجمهورية التركية دولة قانون ديمقراطية علمانية اجتماعية في إطار فهم السلام الاجتماعي والتضامن الوطني ومفهوم العدالة، تحترم حقوق الإنسان وتتمسك بقومية أتاتورك. فيما تنص المادة الثالثة على أن الدولة التركية كل لا يتجزأ، ولغتها التركية، وعلمها هو العلم الأحمر الذي فيه هلال أبيض ونجمة بيضاء ونشيدها الوطني هو نشيد الاستقلال، وعاصمتها أنقرة.
أما المادة الرابعة محل الجدل، فتنص على أن المواد الثلاثة الأولى هي مواد غير قابلة للتعديل أو التغيير أو اقتراح التغيير.
ولفت أردوغان إلى عزمه بشكل جدي لتخفيف حدة المناخ السياسي الداخلي في تركيا، وإخراجها من الأزمة التي تعصف بالمنطقة برمتها بحسب تعبيره.
وأضاف: “ليس من الممكن للمؤسسة السياسية أن تستمر في عاداتها القديمة بينما يندلع صراع جديد كل يوم خارج حدودنا”… “يجب تعزيز الحوار السياسي الداخلي وتعظيم القواسم المشتركة قدر الإمكان”.
وأكد أردوغان إلى أنه لن يسمح بتأجيج التوترات في الداخل التركي، ولن يوافق على محاولات إخراج تركيا من المعادلة الإقليمية من خلال محاصرتها استنادا إلى ديناميكياتها الداخلية، وقال: “لدينا الإرادة الكاملة للقضاء على أي تهديد لتركيا والديمقراطية التركية بما في ذلك الإرهاب الانفصالي”.
ووجه الرئيس التركي كلامه إلى الأحزاب التركية قائلا: “بينما تشتعل النيران في منطقتنا وتقترب هذه النار من حدود بلادنا، يجب على الجميع أن يعودوا إلى رشدهم. إن مناخ الانفراج لا يعني أننا سوف نغض الطرف عن الاستفزاز.” (NTV)
مخاوف تركية من وصول إسرائيل إلى الأناضول
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردا على سؤال صحفي حول تصريحات إسرائيلية بإمكانية غزو دمشق بعد لبنان: “إن قيام إسرائيل بمثل هذه الخطوة يعني وصولها إلى الحدود التركية والتفكك الكامل للخريطة السورية”.
وأضاف أردوغان: “إسرائيل ستأتي إلى الشمال السوري بعد احتلالها دمشق، إلا أنها ستواجه مقاومة عادلة ونبيلة من الرجال الشجعان الذين يدافعون عن أرضهم”.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا أكدت دائما ومنذ بداية الأزمة السورية احترامها لوحدة أراضي سوريا، كما أكد أن أنقرة استخدمت كافة الوسائل الدبلوماسية لضمان حماية السيادة السورية وتخفيف التوتر في المنطقة وإرساء أساس لحل الأزمة.
وذكر أن أنقرة ستواصل العمل من أجل استعادة وحدة سوريا وتحقيق الاستقرار وتتابع بدقة الخطوات التي ستتخذها روسيا لأنها تعمل بشكل مشترك مع النظام السوري.
وأضاف: ” في حين تتحرك روسيا وإيران وسوريا في آلية ثلاثية، على الجانب الآخر هناك قوات تحالف مكون من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا تقوم بحماية تنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي”. مؤكدا ضرورة أن تتخذ روسيا وإيران وسوريا إجراءات أكثر فعالية إزاء هذا الوضع الذي يشكل أكبر تهديد لسلامة الأراضي السورية.
وختم قائلا: “بحاجة إلى إنقاذ المنطقة من خلال التضامن، وترك حسابات المصالح الضيقة جانبا.” (الجزيرة نت)
ماذا قالت وسائل الإعلام البلقانية عن زيارة أردوغان إلى ألبانيا وصربيا؟
حظيت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ألبانيا وصربيا، باهتمام إعلامي واسع في منطقة البلقان.
ووصل الرئيس أردوغان، الخميس، العاصمة الصربية بلغراد، في مستهل زيارة رسمية، بعد اختتام زيارته إلى ألبانيا.
** ألبانيا
وأفردت وكالة التلغراف الألبانية للأنباء مساحات واسعة لزيارة أردوغان، حيث أشارت إلى توقيع 4 مذكرات تفاهم بين البلدين.
وقال موقع “بلقان ويب” في عنوان إن “أردوغان يدين من تيرانا الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان”.
** صربيا
ونقلت وكالة الأنباء الصربية الرسمية “تانيوج” في خبرها عن أردوغان قوله: “إننا نعيش عصرا ذهبيا في علاقاتنا مع صربيا”.
وأكدت إذاعة وتلفزيون صربيا تصريحات أردوغان بشأن الاقتصاد، وسلطت الضوء على كلامه عن تحسين العلاقات بين البلدين في مجال الصناعة.
** البوسنة والهرسك
ونشر موقع “دنيفني آفاز” الخبر تحت عنوان “أردوغان في بلغراد يؤكد عزمه الحفاظ على الاستقرار في البوسنة والهرسك”.
وركز موقع “بورتال كليكس” على تصريحات أردوغان عن ضرورة “الحفاظ على السلام والاستقرار في البلقان”.
** كرواتيا
نقلت الإذاعة والتلفزيون بكرواتيا لقرائها تصريح أردوغان الذي زار صربيا بعد ألبانيا، بأن أنقرة ستتعاون مع بلغراد في مجال الصناعات الدفاعية للحفاظ على السلام.
** كوسوفو
تصدرت أخبار التبرع بطائرة مسيرة انتحارية لألبانيا، والتي أُعلن عنها في نطاق زيارة أردوغان إلى ألبانيا، عناوين الصحف في كوسوفو.
وخصصت وكالة “كوسوفو برس” تغطية واسعة النطاق لزيارة أردوغان للمنطقة.
وعنونت الوكالة خبرها بدعوة أردوغان لرئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوتشيتش بشأن الحوار مع كوسوفو. (AA)
وزار الرئيس أردوغان ألبانيا وصربيا يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الماضي.
وبحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، استعرض أردوغان مع نظيريه العلاقات الثنائية بكافة أبعادها.
كما ترأس أردوغان اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وألبانيا.
كما افتتح الرئيس التركي في العاصمة الألبانية تيرانا بمشاركة رئيس الوزراء الألباني مسجد “نمازكاه” الأكبر في البلقان والذي مولت تركيا إنشاءه.
من جهة أخرى توجه أردوغان إلى بلغراد وشارك في منتدى الأعمال الصربي التركي مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش.
وقال أردوغان خلال منتدى الأعمال إن حجم التجارة الثنائية بين تركيا وصربيا سجل رقما قياسيا للعام الثاني على التوالي متجاوزا ملياري دولار.
كما أكد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، على أهمية مكانة تركيا في منطقة البلقان باعتبارها “صاحبة القوة والدور الأكبر” بالمنطقة.
والتقى أردوغان خلال زيارته بالزعماء السياسيين والدينيين لإقليم سنجق، ذو الأغلبية المسلمة في صربيا.
وقد أولت تركيا زيارة البلدين اهتماما كبيرا، وذلك في إطار التوجه التركي لبناء علاقات استراتيجية في منطقة البلقان ذات الأهمية الكبيرة لديها، حيث أن بناء مثل هذه العلاقات، خاصة مع أطراف مثل صربيا، من الممكن أن يساهم مستقبلاً في نزع فتيل النزاعات الدامية المحتملة، على غرار ما حدث في التسعينيات من القرن الماضي، مما تراه تركيا ذا تأثير مباشر على أمنها القومي.
إيران
طهران تحذر دول الخليج من استخدام مجالها الجوي لتوجيه ضربات نحو إيران
قال مسؤول إيراني كبير إن طهران أبلغت دول الخليج بأنه سيكون “من غير المقبول” أن تسمح باستخدام مجالها الجوي أو قواعد عسكرية ضد بلاده، وإن أي تحرك من هذا القبيل سيستدعي ردا.
وذكر المسؤول أيضا أنه لم تتم حتى الآن مناقشة أي إجراء ستتخذه دول الخليج لتحقيق توازن في سوق النفط في حالة استهداف إسرائيل لمنشآت الطاقة الإيرانية.
جاءت التصريحات وسط مخاوف من رد إسرائيلي محتمل على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران أول أكتوبر، وفي وقت يزور فيه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السعودية ودولا خليجية أخرى، من بينها قطر، لإجراء محادثات .
وتأتي التصريحات أيضا عقب محادثات بين إيران ودول الخليج العربية الأسبوع الماضي على هامش مؤتمر يتعلق بآسيا في قطر، والذي سعت دول الخليج خلاله إلى طمأنة إيران بشأن حيادها في أي صراع بين طهران وإسرائيل.
وقال المسؤول الإيراني الكبير لرويترز “أوضحت إيران أن أي تحرك لأي من دول الخليج الفارسي ضد طهران، سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعده طهران فعلا صادرا عن المجموعة بأكملها، وسترد طهران وفقا لذلك”.
وأضاف “شددت الرسالة على ضرورة الوحدة الإقليمية في مواجهة إسرائيل، وعلى أهمية تحقيق الاستقرار”.
وأوضحت أيضا أن “أي مساعدة لإسرائيل، مثل السماح باستخدام المجال الجوي لأي دولة في المنطقة من أجل تحركات ضد إيران، غير مقبولة”. (صوت بيروت)
في وقت سابق، قال مصدران لرويترز إن دول الخليج سعت إلى طمأنة طهران بشأن حيادها في الصراع بين إيران وإسرائيل خلال اجتماعات في الدوحة هذا الأسبوع وسط مخاوف من أن تصعيدا أوسع نطاقا للعنف قد يهدد منشآت النفط.
من جهته أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن طهران قدمت تطمينات رسمية لدول المنطقة بأن الكلام عن تهديدات إيرانية لدول الخليج باستهداف منشآتها النفطية في حال تعرضت منشآت إيران النفطية لضربات إسرائيلية عارٍ عن الصحة، موضحاً أن طهران لن تهاجم أو تعتدي على أي دولة لا تتعاون مع إسرائيل في مهاجمتها ولا تسمح للقوات الأميركية أو قواعدها بدعم الهجوم المرتقب ضد طهران. (الجريدة)
هل ترى طهران أن إسرائيل أجلت الرد على ضرباتها؟
أكد الكاتب الإيراني غلام رضا صادقيان أنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا عدم الرد على إيران، وهما يماطلان اليوم بحجج مختلفة لكسب الوقت ونسيان الامر في الراي العام.
وفي مقال له في افتتاحية صحيفة “جوان” الأصولية، أضاف صادقيان أنَّ الحديث عن نشر نظام “ثاد” للدفاع الجوي” ليس سوى مراوغة للتهرب من الرد وشراء الوقت وتبرير المماطلة في الرد.
وتابع الكاتب: “نظام ثاد الذي أُعلن عنه عام 2017 أُعطي لإسرائيل، وربما لم يكن جاهزاً للعمل أو غير قادر على اعتراض الصواريخ الباليستية الإيرانية، ولا يوجد أي سبب للحديث عنه اليوم سوى المماطلة والمراوغة”.
ولفت صادقيان إلى أنَّ الحديث عن خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة هو محض خيال ومراوغة، لأن إسرائيل لا يمكن فصلها عن الولايات المتحدة، على حد تعبير الكاتب، وهي أشبه بأسنان أو مخالب الذئب الذي تمثله واشنطن.
ولفت الكاتب إلى أنَّ واشنطن وحلفاءها أدركوا أنهم إذا تصرفوا بغباء ضد إيران فإنّ رد الفعل الإيراني سيكون أكبر، ولذلك فهي تحتاج إلى الكثير من الحسابات، لا سيما مع تعاظم قوة محور المقاومة وما يوجهه من ضربات موجعة لإسرائيل.
في ذات السياق، اعتبر الكاتب الإيراني محمد صفري أنَّ منظومة صواريخ “ثاد” لن تخلّص إسرائيل من الصواريخ والضربات الإيرانية أبداً.
وفي مقال له في صحيفة “سياست روز” الأصولية، أضاف الكاتب أنَّ هناك شكوكاً عن قدرة نظام “ثاد” على إثبات نفسه ضد صواريخ فتاح الإيرانية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بناءً على التحقيق الذي أجري على هذه الصواريخ وأثبت عدم قدرتها على اعتراض الصواريخ الفرط صوتية. (جادة إيران)
ويثير إعلان الولايات المتحدة الأحد عزمها تزويد إسرائيل بمنظومة “ثاد” المتطورة المضادة للصواريخ الباليستية، مرفقة بقوات أمريكية لتشغيلها، عدة تساؤلات حيال دوافع هذا القرار وتوقيته، خصوصا وأن واشنطن لم تزود سوى بضعة حلفاء بهذا النوع من السلاح.
في هذا السياق، قال الرئيس جو بايدن إنه سيرسل المنظومة “للدفاع عن إسرائيل” التي تدرس ردها على الضربة الإيرانية الأخيرة، حسبما نقلت رويترز.
وثاد هي منظومة أمريكية متطورة تم إنشاءها في 2008 ودخلت الخدمة لاحقا على مستوى الدفاعات الجوية للقوات الأمريكية. تتخطى سرعة صواريخها سرعة الصوت بأكثر من 7 أضعاف وهي بذلك صواريخ فرط صوتية قادرة على مواجهة مجموعة من الصواريخ، خصوصا وأن كل بطارية منها تضم أكثر من 45 صاروخا يمكن إطلاقها دفعة واحدة. كما تعتمد المنظومة على رادارات متطورة جدا حتى إنها تعد بحد ذاتها بمثابة مركز للقيادة والتحكم ما يسمح لها بالعمل بشكل آلي لمواجهة كافة الأخطار وتحديدا الصواريخ الفرط صوتية.
ولم تمنح الولايات المتحدة هذا النظام لكثير من الدول الحليفة. لكن هو موجود لدى بعض الدول في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية. ويستخدم أيضا لحماية مناطق حساسة وحيوية وخصوصا القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة عبر مختلف مناطق العالم. (فرانس24)
وبالعودة إلى بعض الرؤى الإيرانية، قال المحلل السياسي صباح زنغنة إنّ التطوّرات التي جرت في المنطقة أثبتت أنّ الجيش الإسرائيلي وقدراته الدفاعية أضعف بكثير مما أدعاه النظام الإسرائيليون.
وفي مقال له في صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية، أضاف الكاتب أنه لم تعد هناك ثقة داخل إسرائيل بكلام رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث بدا أنّ كل الشعارات التي كانت تطلقها إسرائيل أمام المستثمرين الأجانب وأمام المستوطنين فارغة وكاذبة.
وتابع الكاتب: “الولايات المتحدة ترى هذه الأيام أن هذا النظام عبئاً ثقيلاً دمّر هيبتها ومكانتها في المنطقة، وبدلاً من أن تكون صديقة للأميركيين، أصبحت إسرائيل عبئاً عليهم وتسبّبت بضغوط كبيرة على واشنطن. لذلك، إذا أرادت إسرائيل تنفيذ تهديدات أخرى ضد دولة كبيرة مثل إيران، ستدخل في دوامة لن تتمكّن من مواجهتها، وسيكون عليها أن تطلب المساعدة المادية والعسكرية والإعلامية من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا وألمانيا، وهو ما سيُثقل على الغرب.
وفي مسار متصل، استبعد الدبلوماسي الإيراني السابق عبد الرضا فرجي راد نشوء حرب شاملة في المنطقة، معتبراً أنَّ التطوّرات الراهنة مضبوطة بين الأطراف ولا تسير نحو تصعيد كبير.
وأضاف السفير الإيراني السابق لدى النرويج والمجر أنّ الولايات المتحدة لا تريد صراعاً شاملاً في المنطقة، وقد هدّأت إسرائيل إلى حد ما، لأنّ الحرب ليست في صالح الديمقراطيين وستؤثر على سوق الطاقة.(جادة إيران)
آراء إيرانية: ماذا تحمل جعبة طهران للرد على إسرائيل؟
قسّم الكاتب الإيراني محمد بورغلامي، في مقال في صحيفة «خراسان» الأصولية، النهج الإيراني للتعامل مع إسرائيل إلى خمسة عناصر هي: «لا ينبغي لإيران أن تكون البادئ بالحرب المباشرة؛ يجب أن يزيد الضغط يوماً بعد يوم على إسرائيل، ولذلك فإن تسليح وتجهيز محور المقاومة قدر الإمكان هو أولوية استراتيجية؛ انعدام أمن إسرائيل يجب أن يتزايد يوماً بعد يوم، ومن هنا فلا بد من منع المستوطنين من العودة إلى منازلهم؛ خلق حلقات من نار حول إسرائيل، على أن يؤدي مجموع هذه السياسات والاستراتيجيات إلى شيء واحد: انهيار النظام الإسرائيلي من الداخل، وتكثيف نطاق الاحتجاجات والاضطرابات».
على أن المبادرة الإيرانية بضرب إسرائيل بالصواريخ بشكل مباشر من أراضي الجمهورية الإسلامية، كرد على عملية اغتيال أمنية إسرائيلية في طهران وعمليات اغتيال لمسؤول عسكري إيراني وحلفاء غير إيرانيين على الأراضي اللبنانية، قد يقود في مكان وزمان ما إلى اتهام إيران بأنها هي البادئة بـ«الحرب المباشرة»، الأمر الذي سيتناقض حينه مع البند الأول في الاستراتيجية المشار إليها.
صحيح أن شكل وحجم الخطوة الإسرائيلية المقبلة تجاه إيران، هو الكفيل باختبار مدى فاعلية الاستراتيجيات المسبقة وقدرتها على التعامل مع الأحداث غير المتوقعة وغير المرغوب فيها، إلا أن سفير إيران السابق لدى المجر والنرويج، عبد الرضا فرجي راد، يستبعد نشوب حرب شاملة في المنطقة.
على الجانب الآخر، ومن باب توقع الأسوأ، لوح موقع «إيران نوانس»، المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، في مقال نُشر باللغتين الفارسية والإنكليزية، إلى الخيارات التي قد تتخذها طهران في حال تعرضت منشأتها النووية لضربة إسرائيلية.
وتحت عنوان عواقب الهجوم على المراكز النووية لإيران، أكد الموقع أن «هجوماً كهذا يحمل في طيّاته عواقب عميقة وربما محفوفة بالمخاطر»، داعياً إلى دراسة تلك العواقب بصورة جادة، علماً أن من بينها، وفق «إيران نوانس»، توسيع وتطوير البرنامج النووي الإيراني.
وذكر، في هذا السياق أن «الضغوط والتخريب والاغتيالات التي تهدف إلى إعاقة التقدم النووي الإيراني كثيراً ما تسفر عن تأثير معاكس، مما يوفر قوة دافعة لمزيد من التطوير». ولفت في المرتبة الثانية إلى أن «أي عدوان عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية قد يجبر طهران على الانسحاب من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية»، منبهاً إلى أن «مثل هذا الانسحاب من شأنه أن يخلّف عواقب خطيرة، حيث يقوض النظام العالمي لمنع الانتشار النووي ويثير قلقاً واسع النطاق بين الحكومات الغربية». وتابع: «لقد ناقش الخبراء منذ فترة طويلة تداعيات إضعاف معاهدة حظر الانتشار النووي، مؤكدين أن خروج إيران يمكن أن يؤدي إلى تأثير الدومينو، مما يشجع الدول الأخرى على متابعة القدرات النووية من دون رادع».
كذلك، حذر الموقع من أن «الهجوم على إيران من المرجح أن يدفع إلى إعادة تقييم عقيدتها النووية بشكل أساسي. وسوف يجد المدافعون عن مراجعة الحسابات النووية داخل إيران أن حججهم أصبحت أكثر قوة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحويل السياسة الوطنية نحو اتجاه مختلف عن الاتجاه الحالي». واعتبر أن «هذا السيناريو لن يفشل فقط في تخفيف المخاوف الأمنية الغربية والإقليمية، بل قد يحولها إلى كابوس وجودي لهم ولحليفتهم في المنطقة، إسرائيل»، مضيفاً أن «تمكين التوجهات البديلة داخل إيران يمكن أن يؤدي إلى ظهور ظروف جديدة في الشرق الأوسط، مما يضع توازناً ونظاماً جديدين في المنطقة». وبالإضافة لما سبق، ألمح «إيران نوانس» إلى أن «الانتقام الإيراني من أي عدوان يستهدف منشآتها النووية أو بنيتها التحتية أو مواطنيها قد يكون مكثّفاً ومتعدّد الأوجه، ومن المحتمل أن يشمل تكتيكات حربية تقليدية وغير متماثلة». ويقود مضمون العواقب المذكورة إلى خلاصة مفادها أن إيران قد تكون على استعداد من جهة لإحداث تغيير في سلوكها مع إسرائيل، بالذهاب إلى خطوات أقرب إلى استراتيجية الحرب المباشرة بين الطرفين منها إلى استراتيجية مراكمة النقاط؛ ومن جهة أخرى، إلى أن قيام إسرائيل بعمل يستهدف برنامج إيران النووي سيقود إلى طريقة تعاط مختلفة من قبل طهران تجاه «المجتمع الدولي». ويعيد هذا الأمر الاعتبار إلى حقيقة أن السياسة في أكثر الأحيان تضع أصحاب القرار فيها أمام الاختيار ما بين السيئ والأسوأ، وأن المساحة الرمادية التي كانت تلعب فيها إيران من سنوات، تقترب رويداً رويداً من خط النهاية، وأن على طهران أن تعود مرة أخرى إلى اتخاذ القرار حول أيٍّ من كؤوس السم عليها أن تتجرع.
محللون إيرانيون يدعون إلى توسيع دائرة الحرب لتشمل الأردن والبحرين وتركيا
انتقد محللون سياسيون إيرانيون تأخر إيران في الرد على الاغتيالات والضربات الإسرائيلية الأخيرة، باعتبار أن الضربة المتوسطة في موعدها، خير من الضربة شديدة القوة والمتأخرة.
واعتبر المحللون أن على طهران فتح مناطق وصفوها “بالرمادية” لا تستطيع إسرائيل الانشغال بها.
جاء ذلك في ندوة تم بثها موقع TamamRokh Mediaعلى تلغرام بعنوان “بعد نصر الله”، وشارك فيها المحللان الإيرانيان علي صمد زاده، ومهدي خراتيان.
واعتبر المتحاورون أن بين طهران والطرفين الأمريكي والإسرائيلي مناطق حرب رمادية في العراق وسوريا، ولا بد من إضافة مناطق رمادية أخرى إلى مناطق النزاع حيث تستطيع طهران حساب المعادلات فيها، ولا يستطيع الطرف الأخر أن يتحمل تبعات النزاع في تلك المنطقة مما يؤدي إلى تغيير المعادلة لصالح إيران.
وكان من بين المناطق التي تمت الإشارة إليها، البحرين والأردن، ويقصد استهداف قواعد أمريكية وإسرائيلية في هذه الأراضي.
وخلص المتحاورون إلى أنه يجب أن ترد إيران على الضربة التي تتلقاها صنعاء من أمريكا وبريطانيا في القوقاز. لأن البريطانيين قد حسبوا جميع الضربات التي يمكن أن يوجهها أنصار الله في جغرافيا البحر الأحمر حتى الخليج العربي، ثم دخلوا الحرب. يجب أن يتلقوا ضربة في نقطة لم يحسبوها، حيث أن الشريك الرئيسي المستفيد من إنتاج ونقل النفط من أذربيجان إلى إسرائيل هو شركة بريتيش بتروليوم، وذلك في دعوة صريحة لاستهداف المنشآت النفطية في أذربيجان وكذلك على الخط الناقل للبترول من خلال تركيا إلى إسرائيل.
كما حرض المتحاورون ضد تركيا “العضو في حلف الناتو”، واعتبروا أن جزءاً من هدف جهاز الاستخبارات التركي إضعاف “الشيعة” في لبنان من خلال جمع المعلومات الميدانية ضد حزب الله. وحرضوا كذلك ضد قطر التي شاركت، حزب زعمهم، في الدفاع عن إسرائيل ضد ضربة الوعد الصادق 2 الإيرانية.
وخلص المتحاورون إلى أن جميع الفواعل في المشهد الحالي من ضمنها قطر والسعودية والبحرين والأردن وتركيا يعملون من خلال أجهزة الاستخبارات الخاصة بهم ضد إيران، بما يشرعن استهدافهم في إطار الردود الإيرانية، من وجهة نظرهم.
استراتيجية الردع الإيرانية.. بين النووي أو الصاروخي
دخل الصراع بين إسرائيل ومحور المقاومة إلى مرحلة جديدة بات الردع فيها هو العنوان الأبرز لكلا الطرفين في ظل الضربات الكبيرة التي يتبادلها الجانبان بين حين وآخر.
وسط احتدام الصراع وانتقاله إلى مقدمات الحرب المباشرة في ظل ترقب رد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، يرى كثيرون أنَّ إيران بدأت بتغيير منظومة الردع لديها من الاعتماد على فصائل المقاومة كخطوط تماس أولى إلى الاعتماد على القدرات الصاروخية والجوية الإيرانية لردع أعداء إيران، ومن هنا تتجه الأنظار إلى إحداث تغيير في العقيدة النووية لتثبيت وتحسين مستوى الردع العسكري لطهران في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المتكررة، فهل تقوم إيران بتغيير عقيدتها النووية، أو تغيير نظام وسياسة الردع العسكرية لديها لتلائم الواقع العسكري والأمني الجديد في المنطقة والعالم؟
استراتيجية الردع الإيرانية
شكل النفوذ الإقليمي الإيراني المتمثل بالتحالف مع قوى المقاومة غير النظامية في المنطقة طوال السنوات الماضية أحد أبرز أسس الردع الإيراني ضمن استراتيجية الدفاع عن الأمن القومي الإيراني في مقابل إسرائيل. لكن تسلسل الأحداث بمبادرة من إسرائيل انتهى بالهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وهو ما قد يدفع الأخيرة إلى تغيير استراتيجيتها من إعطاء الأولوية للنفوذ الخارجي إلى التركيز على القدرات الصاروخية والمسيرات التي ضاعفت من بنائها داخل البلاد خلال السنوات الماضية. هذا ما يؤشر له استاذ العلاقات الدولية الإيراني آرش رئيسي نجاد باستبدال الرموز الرئيسية للمنظومة الدفاعية الإيرانية من رمزية قاسم سليماني أو قوة القدس (والذي يمثل ردع إيران خارج حدودها) إلى العميد امير علي حاجي زاده (الذي يمثل الردع من داخل إيران، باعتباره قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني).
وبحسب رئيسي نجاد فإن “استراتيجية الردع الإيرانية بدأت تتحول تدريجياً بسبب عاملين جيوسياسيين أولهما هوس الغرب بنزع سلاح إيران بالكامل، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة. أما الثاني فهو محاولة تل أبيب جر أميركا إلى حرب مع إيران، وهو ما أوصل الصراع إلى منعطف الهجمات المباشرة الحالية”.
التغييرات المتوقعة في سياسة الردع الإيراني لم تبق في أذهان المراقبين والمحللين، بل بدت واضحة على لسان المسؤولين الإيرانيين حيث شدد حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، حسن خميني على ضرورة رفع مستوى الردع العسكري لإيران إلى مستوى أعلى.
وشدد حسن خميني في كلمة له خلال لقاء تلفزيوني الأحد 06 تشرين الأول/أكتوبر 2024 على وجوب رفع مستوى الردع العسكري الإيراني إلى مستوى أعلى لأن العالم وصل إلى وضع أصبح من الضروري فيه تعزيز الردع للدول.
خميني المحسوب على التيار الإصلاحي أوضح أن الردع يجب أن يكون في القوة وليس في الابتسامة، منوهاً على الحاجة إلى الردع الاقتصادي إلى جانب الردع العسكري.
ولفت حفيد آية الله الخميني إلى أنَّه في سبيل تحقيق “الردع الفعال”، يتعين على إيران أن تلبي مجموعة من المتطلبات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية التي لا تقتصر على القدرة النووية.
السلاح النووي كقوة ردع؟
الخطوات المتخذة من قبل طهران مؤخراً التي تحمل مؤشرات التغيير في استراتيجية الردع الإيرانية وإن كانت برأي الخبير الإيراني في الشؤون الدولية أمين مقدم “أدت إلى إحياء قوة الردع الإيرانية على مستوى عالٍ”. إلا أنها لم تستطع أن تغطي على وجهات النظر الداعية لضرورة الردع بالسلاح النووي. في هذا السياق، أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران فردين قريشي أن خطط إسرائيل وإجراءاتها العدائية ضد إيران تشير إلى أهمية وضرورة الحاجة لتعزيز النظام الأمني وسد الثغرات الأمنية والردع الفعال في إيران.
وأضاف قريشي في مقال نشره على حسابه في منصة انستغرام أنَّ النقطة الأهم في هذا الصدد هي ضرورة خلق التوازن بين التزامات البلاد الدولية وقدراتها في مجال الردع العسكري، حيث أن قوة الردع الإيرانية اليوم لا تتناسب مع توسع العمق الاستراتيجي الإيراني.
وتابع الأستاذ في جامعة طهران: “لا شك أن أداة الردع العسكري الأكثر فعالية في العالم الحالي هي حيازة الأسلحة النووية، حيث تتمتع الدول الحائزة للأسلحة النووية بأمن دولي أكبر بكثير مقارنة بالدول الأخرى، والحقيقة أن مجال العلاقات الدولية هو مجال القوة والاعتماد على النفس، وفي هذا الإطار، فإن أعلى مستوى للدفاع العسكري هو الدفاع النووي، وإذا لم نعد نرى في العالم الحالي حروباً بمستوى الحربين العالميتين الأولى والثانية، فذلك بسبب امتلاك القوى العظمى الأسلحة النووية وإنشاء نظام الردع النووي، وبناءً على ذلك، فإن الحصول على الأسلحة النووية يجب أن يكون من أهم أولويات البلاد في مجال الردع العسكري، ويمكننا أن نكون على يقين من أننا لو كنا مسلحين بأسلحة نووية، فلن تجرؤ إسرائيل اليوم بسهولة على اللعب بأمننا القومي في طهران أو توجيه ضربات قوية لحلفاء إيران في المنطقة، ويبدو أن هذه النقطة محل اتفاق العديد من خبراء العلوم السياسية والعلاقات الدولية للبلاد”.
على النقيض من هذا التوجه، رأى المحلل السياسي الإيراني رضا نصري أنَّه في ظل الظروف الحرجة للحرب، فإن إعلان إيران أنها سنتجه نحو بناء قنبلة نووية لن يؤدي إلا إلى إضفاء الشرعية على أي هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأضاف نصري في مقابله له مع موقع “انتخاب” أنَّه لا يوجد أي دولة صنعت قنبلة ذرية علناً، وتحت مجهر أجهزة الأمن والتجسس المختلفة!، وإنما كل دولة وصلت إلى صناعة القنبلة الذرية كانت قد فعلت ذلك سرا.
في خلفية ما سبق، يبدو من المنطقي التساؤل عن جدوى الاستثمار الإيراني في ما يسمى بالنفوذ الإقليمي خلال العقود الماضية، حيث وجدت طهران نفسها مضطرة لاستخدام قدراتها الصاروخية من داخل أراضيها للدفاع عن مصالحها الإقليمية التي تقول الحسابات الواقعية إن شبكة الحلفاء والنفوذ الإقليمي يجب أن تؤمنها. (جادة إيران)
أما مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فقالت إنه بغض النظر عما إذا كانت هذه الحرب ستحدث أم لا، فإن تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل أدى بالفعل إلى معادلة قوة إقليمية جديدة ستستمر إلى ما هو أبعد من هذه المواجهة المحددة.
وخلصت الصحيفة إلى أن بعد الضربة العسكرية الثانية لطهران على إسرائيل، ظهرت 7 نتائج استراتيجية بعيدة المدى وواضحة لمعالم الصراع الإيراني الإسرائيلي.
ومن بين هذه الاستراتيجيات نهاية استراتيجية المنطقة الرمادية التي كانت تعطي طهران لها الأولوية في الصراع مع إسرائيل، وهي شكل من أشكال الصراع “غير المباشر” بواسطة الحلفاء كحزب الله وجماعة أنصار الله الحوثي، بالإضافة إلى نهاية ما كان يعرف “بالصبر الاستراتيجي الإيراني”، فمنذ نهاية الحرب الدموية التي استمرت ثمان سنوات مع العراق، تبنى القادة العسكريون الإيرانيون استراتيجية سرية تقوم على امتصاص الألم الكبير مع الانتقام في الوقت الذي يختارونه.
كما أسست إيران الآن سياسة واضحة علناً بشأن الردع. فقد أظهر الانتقام القوي من جانب الحرس الثوري الإيراني إرادة إيران وقدرتها على تنفيذ هجوم مدمر على إسرائيل. وعلى النقيض من الضربة الأولى في أبريل/نيسان، حيث تم اعتراض معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، أثبتت الضربة الصاروخية الثانية نجاحها بشكل أكبر، حيث اخترقت أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتقدمة. وعلى الرغم من امتلاك إسرائيل لأحد أكثر المجالات الجوية دفاعاً في العالم، والمجهزة بأكثر تكنولوجيا مضادة للصواريخ تطوراً، فقد تمكنت عدة صواريخ إيرانية من ضرب مطارات رئيسية في إسرائيل.
أما بالنسبة للسلاح النووي، فقد تم فتح الباب على مصراعيه لتحول إيران جذريا في سياستها النووية، وامتلاك سلاح نووي يمكن أن يكون بمثابة وسيلة استراتيجية لاستعادة قوة الردع الكاملة للبلاد. (فورين بوليسي)
صحيفة أميركية: عائدات النفط غير القانونية لإيران بلغت 200 مليار دولار خلال إدارة بايدن
أفادت صحيفة “واشنطن فري بيكون” بأن عائدات مبيعات النفط غير القانونية لإيران شهدت قفزة كبيرة خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن؛ حيث وصلت إلى نحو 200 مليار دولار. ووفقاً لتقديرات الخبراء وأرقام الحكومة الأميركية، فإن هذا الارتفاع الكبير يعود إلى التراخي في تطبيق العقوبات، مما مكّن النظام الإيراني من الحصول على الأموال اللازمة لتمويل الحرب ضد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة، يوم أمس الاثنين، 14 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أن الأرقام الكاملة لانخفاض تأثير العقوبات باتت واضحة فقط في الأيام الأخيرة، عقب صدور تقرير حكومي أميركي بشأن تجارة النفط الإيرانية.
ووفقاً للقانون، الذي أقره الكونغرس في إبريل (نيسان) الماضي، فإن إدارة معلومات الطاقة الأميركية ملزمة بنشر العائدات النفطية الإيرانية بشكل علني، بعد أربع سنوات من العقوبات المتفرقة خلال رئاسة بايدن.
وكشف التقرير، الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي، أن إيران جنت 144 مليار دولار من مبيعات النفط الخاضعة للعقوبات، خلال السنوات الثلاث الأولى من حكم بايدن. وفي عام 2021 وحده، بلغ دخل إيران 37 مليار دولار من النفط، مقارنة بـ 16 مليار دولار فقط في عام 2020، آخر سنة في إدارة ترامب. وفي عامي 2022 و2023، بلغت العائدات 54 مليار دولار و53 مليار دولار على التوالي.
واستشهدت “واشنطن فري بیكون” بتقرير لمنظمة “اتحاد ضد إيران نووية” يفيد بأن إيران استمرت في تحقيق مبيعات نفط تاريخية مرتفعة خلال عام 2024. وأوضحت أن هذه العائدات ساعدت النظام الإيراني في تسليح وكلائه الإرهابيين، مثل حماس وحزب الله، كما أفادت الصحيفة.
وفي مواجهة انتقادات متزايدة من الجمهوريين والديمقراطيين، أعلنت إدارة بايدن، في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، حزمة جديدة من العقوبات على صادرات النفط الإيرانية. وأعطت هذه العقوبات الحكومة الأميركية صلاحيات واسعة لفرض عقوبات على أي شخص يعمل في قطاعي النفط أو البتروكيماويات في إيران.
من جانبها، دعت مديرة برنامج تتبع ناقلات النفط الإيرانية في منظمة “اتحاد ضد إيران نووية”، كلير يونغمان، إلى تطبيق أكثر صرامة للعقوبات، مشيرة إلى ضرورة محاسبة السفن المتورطة في تصدير النفط الإيراني غير القانوني.
وأوضحت الصحيفة أيضاً أن التوجه نحو فرض عقوبات أقوى يحظى الآن بدعم بعض المشرعين الديمقراطيين، بعد فترة طويلة من تحذيرات الجمهوريين. وبدأت السيناتور الجمهوري، جوني إرنست، جهوداً لتمرير قانون لفرض عقوبات أكثر صرامة على تجارة النفط الإيرانية، وحصلت على دعم سبعة ديمقراطيين في الكونغرس الأميركي.
وأكدت إرنست، التي أشارت إلى تزايد الهجمات المدعومة من إيران على السفن الدولية في الأشهر الأخيرة، أن هذه التشريعات تهدف إلى قطع تدفق الأموال إلى النظام الإيراني ووكلائه الإرهابيين.
وبموجب قانون العقوبات الجديد، ستحصل وحدة التحقيقات بوزارة الأمن الداخلي على 150 مليون دولار، لتعزيز جهودها في استهداف ناقلات النفط الإيرانية غير القانونية. (إيران انترناشونال)
“بلومبرغ”: هجوم إيران الأخير يلحق أضراراً تصل إلى 53 مليون دولار بممتلكات الإسرائيليين
أظهرت بيانات صادرة عن هيئة الضرائب الإسرائيلية أن الهجوم الأخير، الذي شنته إيران، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، تسبب في خسائر تتراوح بين 150 و200 مليار شيكل (ما يعادل 40 إلى 53 مليون دولار) في الممتلكات الخاصة للمواطنين الإسرائيليين.
وذكرت وكالة “بلومبرغ”، اليوم الأحد 13 أكتوبر، أن هذه الخسائر تُعد الأشد منذ اندلاع النزاع الحالي، في السابع من أكتوبر 2023.
وكانت إيران قد استهدفت الأراضي الإسرائيلية بنحو 200 صاروخ باليستي، مساء الأول من أكتوبر الجاري، وهو ثاني هجوم مباشر تشنه طهران على إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، قدّم المواطنون الإسرائيليون نحو 2500 طلب تعويض عن الأضرار الناجمة عن هذا الهجوم.
وتتعلق أكثر من نصف هذه الطلبات بأضرار لحقت بالمباني السكنية وبعض الشركات في المناطق الشمالية من العاصمة تل أبيب.
ووفقاً لبيانات شركات التأمين، فإن مدينة “هود هشارون” كانت واحدة من المناطق الأكثر تضرراً في هذا الهجوم؛ حيث تضرر أكثر من ألف منزل.
كما تضررت مجموعة تجارية وسكنية قرب ساحل شمال تل أبيب؛ حيث لحقت أضرار بعشرات الشقق السكنية ومطعم واحد. وأسفرت الهجمات عن أضرار في مواقع أخرى بوسط إسرائيل، بما في ذلك إصابة مدرسة كانت خالية وقت الهجوم. (إيران انترناشونال)
الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي العميق والطويل الأمد في إيران
نجحت إسرائيل، خلال الأشهر الأخيرة، في استهداف عدد كبير من قادة حزب الله اللبناني وقتلهم، ومن بين هذه العمليات، كان مقتل الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، ونائبه هاشم صفي الدين، مما شكّل تحولاً بارزاً دفع الكثيرين إلى التساؤل حول كيفية تحقيق إسرائيل هذا الاختراق الاستخباراتي.
والسؤال الرئيس هو: هل حققت إسرائيل هذا النجاح من خلال اختراق شبكات استخبارات حزب الله، أم أن هذه المعلومات جاءت من خلال الشبكات الأمنية والاستخباراتية التابعة للنظام الإيراني؟
وتشير الأدلة والقرائن العديدة إلى أن الخيار الثاني هو الأرجح.
وكشف المستشار السابق لقاسم سليماني، وأحد المطلعين على هيكليات قيادة فيلق القدس، مسعود أسد اللهي، عن نقطة مهمة؛ حيث أفاد بأن أجهزة “البيجر”، التي استخدمها حزب الله، وانفجرت لاحقاً بشكل مريب، تم شراؤها عبر إيران وتسليمها لحزب الله دون إجراء الفحوصات الأمنية اللازمة. هذا الكشف أثار ردود فعل واسعة، وسعى بعض المصادر إلى نفيه؛ ومع ذلك، لم يتراجع أسد اللهي عن تصريحاته وأكد صحة معلوماته.
ونظراً لتاريخه في التعاون الوثيق مع قاسم سليماني في سوريا ومعرفته العميقة بهياكل استخبارات الحرس الثوري وحزب الله، يُعتبر أسد اللهي مصدراً موثوقاً في هذا المجال.
وتكشف تصريحاته عن وجود اختراق إسرائيلي طويل الأمد وعميق في أجهزة الاستخبارات الإيرانية، مما أتاح لإسرائيل الوصول إلى معلومات حساسة والتخطيط لعمليات معقدة ضد قادة حزب الله؛ فقد نجا حسن نصر الله من محاولات الاغتيال الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة عقود، لكن في النهاية تم اكتشافه واغتياله خلال اجتماع مع نائب قائد العمليات في الحرس الثوري، عباس نيلفروشان. هذا الحادث يمثل دليلاً إضافياً على الاختراق الإسرائيلي العميق للمستويات العليا من المؤسسات الأمنية الإيرانية.
ولم يكن الاختراق الإسرائيلي لهياكل الأمن في إيران أمراً جديداً، ففي عام 2020، تمكنت إسرائيل من تتبع قاسم سليماني في دمشق. وعلى الرغم من أنه غيّر شريحة هاتفه المحمول عدة مرات في يوم واحد، فقد نجحت إسرائيل في تحديد موقعه وإبلاغ الولايات المتحدة، مما أدى إلى استهداف سليماني في هجوم أدى إلى مقتله وقائد الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، في مطار بغداد.
وبعد ذلك بوقت قصير، اُغتيل المسؤول الرئيس عن البرنامج النووي الإيراني، محسن فخري زاده، باستخدام مدفع رشاش آلي على طريق آبسرد دماوند في طهران، كما قُتل المسؤول اللوجستي للحرس الثوري في سوريا ولبنان، رضي موسوي، وقائد الحرس الثوري في لبنان، محمد رضا زاهدي، في عمليات إسرائيلية أخرى.
هذه السلسلة من العمليات تُظهر أن إسرائيل، قبل اختراقها حزب الله، تمكنت من التسلل بعمق إلى الهياكل الاستخباراتية للنظام الإيراني. (إيران انترناشونال)
أول لقاء يجمع بين الرئيسين الروسي والإيراني في ظل توترات الشرق الأوسط
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في عشق آباد عاصمة تركمانستان، الجمعة 11 أكتوبر، في أول لقاء وجهاً لوجه بينهما منذ انتخاب بزشكيان في أواخر يوليو/تموز.
وخلال اللقاء على هامش المنتدى الدولي لزعماء دول آسيا الوسطى، أشاد بوتن بعلاقات روسيا مع إيران ووصفها بأنها “صادقة واستراتيجية”.
ونقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي عن بوتن قوله لبيزيشكيان “إن العلاقات مع إيران تشكل أولوية بالنسبة لنا”. كما وصف مواقف إيران وروسيا بشأن التطورات الدولية بأنها “وثيقة للغاية”.
وقال إن “موسكو وطهران تتعاونان بشكل نشط مع بعضهما البعض على الساحة الدولية، وغالبا ما تتفقان في تقييماتهما للأحداث العالمية”.
وأدلى بيزيشكيان بتصريحات مماثلة، قائلاً: “مواقفنا في العالم أقرب إلى بعضها البعض من البلدان الأخرى”، بحسب قناة “برس تي في” الإيرانية الحكومية.
وفي حديثه عن التطورات الإقليمية، أدان بزشكيان العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، محذرا من أن “الوضع في المنطقة حرج”.
ووجه بوتن دعوة لبيزيشكيان لحضور قمة البريكس المقبلة في مدينة قازان الروسية يومي 23 و24 أكتوبر/تشرين الأول، وهنأ إيران على أن تصبح عضوا كامل العضوية في الكتلة العام الماضي.
ويتزامن اجتماع تركمانستان مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط، وسط احتمال قيام إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران ضد إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.
في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أطلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني نحو 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل – وهو الهجوم الثاني من نوعه هذا العام – فيما قالت طهران إنه رد على اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ونائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر/أيلول، فضلا عن مقتل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو/تموز.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم. وقال نتنياهو في بيان له بعد وقت قصير من الهجوم: “ارتكبت إيران خطأً فادحاً الليلة – وستدفع ثمنه”.
وفي الوقت نفسه، حذرت روسيا، التي أقامت علاقات عسكرية قوية مع إيران في السنوات القليلة الماضية، يوم الجمعة من شن إسرائيل هجوماً على المنشآت النووية المدنية الإيرانية، قائلة إن ذلك من شأنه أن يرقى إلى “استفزاز خطير”. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي في لاوس اليوم إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تجد أي مؤشرات على أن إيران بدأت في تحويل برنامجها النووي إلى برنامج عسكري.
وأكد أنه “إذا تم تنفيذ أي خطط أو تهديدات بمهاجمة المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن ذلك سيكون في الواقع استفزازاً خطيراً للغاية”.
وقد عززت موسكو وطهران العلاقات العسكرية والاقتصادية في مواجهة العقوبات التي فرضها الغرب عليهما وعزلتهما السياسية المتزايدة منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وفي صفقة بقيمة 1.7 مليار دولار تم توقيعها في أواخر عام 2022، وافقت إيران على تزويد روسيا بمئات الطائرات بدون طيار لهجومها على أوكرانيا.
وأكدت واشنطن مؤخرا أن روسيا تسلمت أسلحة متطورة من إيران. وفي مؤتمر صحفي عقده في لندن في العاشر من سبتمبر/أيلول، اتهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طهران بإرسال صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى موسكو لاستخدامها في حربها في أوكرانيا. وتزامنت تصريحاته مع فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على السفن والشركات التي يُزعم تورطها في نقل الأسلحة من إيران إلى روسيا.
وفي الوقت نفسه، أبرمت إيران صفقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لشراء مقاتلات سوخوي سو-35، وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز ميل مي-28، وطائرات تدريب نفاثة من طراز ياك-130، حسبما أعلن نائب وزير الدفاع الإيراني مهدي فرحي في ذلك الوقت. وقد تم تسليم طائرات ياك-130، وفقاً لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أي من الطائرات الأخرى قد سلمت أيضاً. وكان المسؤولون الإيرانيون قد نفوا تقارير في أبريل/نيسان زعمت التسليم الوشيك لطائرات سوخوي سو-35 الروسية المقاتلة الجديدة.
وفي أغسطس/آب، ظهرت تقارير عن شحنات أسلحة روسية مزعومة إلى إيران. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين في ذلك الوقت قولهم إن روسيا بدأت في نقل أجهزة رادار متقدمة ومعدات دفاع جوي إلى طهران بناء على طلب قدم إلى الكرملين.
ولم تعلق حكومتا طهران وموسكو على التقرير في ذلك الوقت.
كما تعمقت العلاقات بين إيران وروسيا على المستوى السياسي. فقد تبادل المسؤولون الإيرانيون والروس عدة زيارات في السنوات الأخيرة. وكان أبرزها زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى طهران في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أسبوعين من شن حماس هجومها على إسرائيل. ووفقاً لبيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية، التقى لافروف بالرئيس الإيراني آنذاك إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية آنذاك حسين أمير عبد اللهيان وأكد على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة. كما رفضوا “العقوبات الأحادية الجانب غير المشروعة التي فرضها الغرب”، والتي قالت وزارة الخارجية إنها تقوض الاقتصاد العالمي.
ومؤخرا، في 30 سبتمبر/أيلول، وصل رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى العاصمة الإيرانية في زيارة رسمية، أجرى خلالها محادثات مع بيزيشكيان حول سبل تعزيز التعاون الثنائي.
كما زار طهران في السابع عشر من سبتمبر/أيلول مسؤولان روسيان رفيعا المستوى يعملان أيضا كمساعدين للرئيس بوتن لمناقشة التعاون الثنائي. وكان ممر النقل الدولي من الشمال إلى الجنوب، وهو مشروع رئيسي للبنية الأساسية عبر الإقليمية يهدف إلى تسهيل الاتصال التجاري بين الهند وإيران وأذربيجان وروسيا وآسيا الوسطى وأوروبا، محور المناقشات.
وفي يوليو/تموز 2022، زار بوتن إيران في أول رحلة له إلى الخارج بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. (المونيتور)
متابعات عربية
الصومال ترحب برغبة مصر نشر قوات سلام على أراضيها
أكدت الصومال أن مصر عرضت نشر قوات حفظ سلام في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الإفريقي، وذلك في إطار شراكة أمنية تأتي مع انتهاء تفويض قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي المنتشرة هناك منذ فترة طويلة.
وحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، قمة في العاصمة الإريترية أسمرة، حيث تعهد مع رئيسي الصومال وإريتريا بالتعاون القوي لتحقيق الأمن الإقليمي.
وقالت السلطات الصومالية في بيان في ختام القمة إنها ترحب بعرض مصر نشر قوات حفظ سلام في إطار قوة لتحقيق الاستقرار عندما يتم حل قوة الاتحاد الإفريقي الحالية في ديسمبر المقبل.
وقال البيان إن القادة رحبوا بقرار مجلس السلم والأمن الإفريقي لإطلاق “بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال”، والتي سيتم بموجب تفويضها نشر القوات المصرية أو غيرها من القوات.
وأكد بيان منفصل في أعقاب القمة ووقعه ممثلو الصومال ومصر وإريتريا على حق الصومال السيادي في تحديد تشكيل ومهام والجدول الزمني لنشر قوات بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال. (سكاي نيوز)
اتفاقية عنتيبي تدخل حيز التنفيذ وسط رفض مصري سوداني
أعلنت مبادرة حوض النيل دخول الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل (عنتيبي)، حيز التنفيذ بشكل رسمي الأحد، وفي حين رحبت إثيوبيا بدخول الاتفاقية حيز التنفيذ، أكدت مصر والسودان أن الاتفاقية غير ملزمة لأي منهما لمخالفتها مبادئ القانون الدولي، بينما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد إن الحفاظ على نهر النيل مسألة وجود.
ووصف وزير المياه والطاقة الإثيوبي هبتامو إتافا، هذا اليوم بأنه نجاح تاريخي لدول وشعوب حوض النيل للتوصل إلى اتفاق لتعزيز التعاون بين دول حوض النيل.
وقال إتافا إن دخول الاتفاقية حيز التنفيذ سيؤدي لإنشاء مفوضية حوض نهر النيل التي ستتولى إدارة موارد نهر النيل بشكل مستدام واستخدامها بشكل عادل بين جميع الدول.
في المقابل، شددت مصر والسودان في بيان نشرته وزارة الموارد المائية والري المصرية على “أن مفوضية الـ6 دول الناشئة عن الاتفاق الإطاري غير المكتمل لا تمثل حوض النيل في أي حال من الأحوال”.
وجددت الدولتان التزامهما الكامل بالتعاون مع دول حوض النيل في إطار المبادئ المتعارف عليها دوليا بما يحقق المنفعة للجميع دون إحداث ضرر لأي من الدول.
ودعت الدولتان وفق البيان “دول الحوض إلى إعادة اللُّحمة إلى مبادرة حوض النيل وعدم اتخاذ إجراءات أحادية تسهم في الانقسام بين دول المنابع ودول المصب بحوض نهر النيل، وذلك اقتناعا من الدولتين بأن استعادة مبادرة حوض النيل لشموليتها هو الطريق الأمثل للتوافق على إطار وآلية تعاون دائمين لحوض النيل”.
يأتي ذلك بعدما عقدت الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل بين مصر والسودان اجتماعا، يومي 11 و 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تباحث فيه الجانبان المصري والسوداني في عدد من القضايا ذات الصلة بمياه حوض النيل في إطار اختصاصهما بموجب اتفاقية الانتفاع الكامل بمياه نهر النيل الموقعة بين مصر والسودان، في نوفمبر/تشرين الثاني 1959، بما في ذلك مستجدات موقف تصديقات بعض دول الحوض على مشروع الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل.
وفي الثامن من يوليو/تموز الماضي، صادقت دولة جنوب السودان على اتفاقية عنتيبي لتدخل حيز التنفيذ بعد توقيع 6 دول هي إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا وكينيا وجنوب السودان، في حين لم تصادق عليها مصر والسودان وبوروندي والكونغو الديمقراطية وإريتريا. (الجزيرة نت)
وتتخوف كل من مصر والسودان من إقامة دول المنبع مشروعات تستهلك كميات كبيرة من المياه بما يؤثر على حصصهما التاريخية، حيث تغلق اتفاقية عنتيبي الباب أمام أي مفاوضات ممكنة حيال هذه الحصص، لذلك جددتا موقفهما المعارض للمعاهدة بعد اجتماعات عقدتها الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل يومي 11 و12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
متابعات إفريقية
قمة في أسمرة تجمع رؤساء مصر وإريتريا والصومال
اجتمع رؤساء مصر و إريتريا و الصومال في قمة ثلاثية في أسمرة الخميس على خلفية التوترات المتزايدة في منطقة القرن الأفريقي.
ويأتي هذا اللقاء في ظل تزايد المخاوف بشأن الأمن والاستقرار في المنطقة منذ أن وقعت إثيوبيا في كانون الثاني/يناير اتفاقا مع جمهورية أرض الصومال الانفصالية يمنح الدولة المغلقة منفذا بحريا.
وأثار الاتفاق البحري غضب مقديشو وسلط الضوء على الخصومات الإقليمية مع توتر العلاقات بين إثيوبيا والصومال المجاورة وكذلك مصر.
وتضمن منشور للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على منصة اكس أنه عقد مع نظيريه الاريتري أسياس أفورقي والمصري عبد الفتاح السيسي قمة في أسمرة، وأرفقه بصورة تجمع القادة الثلاثة.
وأعلنت وزارة الإعلام الإريترية في بيان أن القمة ستركز على “تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث بالإضافة إلى مسائل الأمن والاستقرار الإقليمي”.
ولفتت الى أن الرئيس الصومالي الذي زار اريتريا عدة مرات، أجرى محادثات منفصلة مع أسياس بعد وقت قصير من وصوله في وقت متأخر الأربعاء.
وتحدثا عن الحاجة إلى تعزيز التعاون “في المهام الشاقة المتمثلة في الحفاظ على سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله ووحدته؛ وهو ما يظل شرطا أساسيا لتنميته على خلفية التحديات الهائلة التي واجهتها البلاد خلال العقدين الماضيين”.
وشددت وزارة الإعلام الإريترية على أن الرئيس المصري الذي تدعم حكومته الصومال ضد إثيوبيا، وصل إلى البلاد الخميس وسيلتقي أيضا بأسياس قبل القمة الثلاثية.
وهذه هي الزيارة الأولى للسيسي الى أسمرة على الرغم من أن أسياس زار مصر في مناسبات عدة.
“اعتداء” على السيادة
ويذكر أن العلاقات المتوترة تاريخيا بين الصومال وإثيوبيا تدهورت منذ الإعلان في الأول من كانون الثاني/يناير عن توقيع مذكرة تفاهم بين أديس أبابا وأرض الصومال الانفصالية، نددت بها مقديشو ووصفتها بأنها “اعتداء” على سيادتها.
وتنص المذكرة على تأجير 20 كيلومترا من ساحل أرض الصومال لإثيوبيا غير الساحلية لمدة 50 عاما. وكان إقليم أرض الصومال أعلن استقلاله من جانب واحد عام 1991.
وردت الصومال بتعزيز علاقاتها مع مصر.
منذ كانون الثاني/يناير، عزّزت مقديشو علاقاتها مع القاهرة، منافسة إثيوبيا التي تعارض خصوصا سد النهضة الكهرومائي الضخم الذي بنته أديس أبابا على نهر النيل.
واتخذ التعاون منحى عسكريا مع توقيع في 14 آب/أغسطس اتفاق دفاع، لم يتم الكشف عن محتواه.
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي سيتوجه إلى إريتريا للمساعدة في “ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الافريقي والبحر الأحمر”.
وتدهورت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، رغم دعم أسمرة لقوات الحكومة الإثيوبية في النزاع مع متمردي تيغراي بين عامي 2020 و2022.
ويقول محللون إن إريتريا لم تكن راضية عن اتفاق السلام بين أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيغراي، العدو القديم لأسمرة، ولا تزال لديها قوات في أجزاء من تيغراي.
وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية الشهر الماضي تعليق رحلاتها إلى أسمرة بسبب ظروف تشغيل “صعبة”.
يحكم أسياس أفورقي إريتريا، التي تعتبر بمثابة كوريا الشمالية في القارة الأفريقية، بقبضة من حديد منذ إعلان استقلال البلاد عن إثيوبيا عام 1993، بعد ثلاثة عقود من الحرب. (فرانس24)
الكونغو ترغب في الابتعاد عن هيمنة الصين على التعدين
قال مسؤول التعدين الأعلى في جمهورية الكونغو الديمقراطية إن البلاد تسعى إلى جذب مستثمرين جدد لرواسبها ذات المستوى العالمي من المعادن الرئيسية، حيث تتطلع إلى تنويع الملكية في صناعتها التي تهيمن عليها الصين حالياً.
وقال وزير المناجم كيزيتو باكابومبا في مقابلة إن الخطة تشمل تبسيط العمليات لدفع الجمارك والضرائب، إلى جانب شراكة مع الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن الدولة تخطط أيضاً لتجديد خط سكة حديد يمكن استخدامه لنقل المعادن حتى يمكن تصدير البضائع بسهولة أكبر من ميناء على المحيط الأطلسي، في موقع أقرب إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية.
ولفت باكا بومبا إلى أن الحكومة تقيم كيفية تحسين خط سكة حديد من مركز التعدين في كولويزي إلى حدود الكونغو مع أنجولا، والذي سيتصل بعد ذلك بخط ينتهي في ميناء لوبيتو على المحيط الأطلسي.
وقد تعهدت الولايات المتحدة بالفعل بمبلغ 553 مليون دولار لتجديد القسم الأنجولي من خط السكة الحديد. (أفروبوليسي)
إعادة تصور الوكالة الأفريقية في العلاقات بين أفريقيا والصين – الدروس المستفادة من منتدى التعاون الصيني الأفريقي 2024
مع تحول الاهتمام إلى تنفيذ قرارات المنتدى التاسع للتعاون الصيني الأفريقي، تُطرح أسئلة حول ما إذا كانت الدول الأفريقية تمتلك الوكالة لتشكيل العلاقة في المستقبل.
لا يزال العديد من المراقبين الأفارقة يشعرون بالقلق من أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي لا يزال غير متكافئ إلى حد كبير، حيث يمارس الجانب الصيني المزيد من السيطرة وبالتالي يملي الأجندة.
و تتضمن خطة عمل منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين (2025-2027) أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 (الخطة الرئيسية للتنمية في أفريقيا)، وبرنامج البنك الأفريقي للتنمية لتنمية البنية الأساسية في أفريقيا، ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCTA) في منتدى التعاون الصيني الأفريقي.
ومع ذلك، فهي راسخة بقوة على مفاهيم الأمن القومي الصيني مثل مبادرة الأمن العالمي التي تعزز المعايير والممارسات الأمنية الصينية المتميزة التي تعزز الجهود الأكبر التي تبذلها الصين لتشكيل النظام العالمي لاستيعاب صعودها.
إن المضي قدماً في مثل هذه المفاهيم قد يؤدي عن غير قصد إلى جذب الدول الأفريقية إلى المجال الجيوستراتيجي للصين، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تقويض الموقف الاستراتيجي لأفريقيا فيما يتصل بالتنافسات الجيوستراتيجية. (أفروبوليسي)
وفي هذا السياق، وفي وقت سابق مطلع الشهر الحالي، نظم المركز الإفريقي للأبحاث ودراسة السياسات (أفرو بوليسي) ندوة سياسية تحت عنوان “العلاقات الصينية الإفريقية في ظل التغيرات الجيوسياسية الدولية ”.
تضمنت الندوة عدة محاور حول تاريخ العلاقات الإفريقية – الصينية، ومجالات التعاون والشراكة بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية وتأثير ذلك على النمو في إفريقيا في القطاعين العام والخاص. لمزيد من التفاصيل انظر هنا
متابعات دولية
أسطول مشبوه من الطائرات ينتهك المجال الجوي الأمريكي
حلق أسطول مشبوه من الطائرات بدون طيار مجهولة الهوية فوق قاعدة لانجلي الجوية على ساحل فرجينيا.
ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال (WSJ)، أفاد أفراد عسكريون أنه تم انتهاك المجال الجوي المحظور على قطعة أرض تتمركز فيها أكبر مرافق الأمن القومي في الولايات المتحدة.
لم يكن الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية مارك كيلي يعرف كيفية الرد على التقارير التي تفيد بأن سرباً مشبوهاً من الطائرات المجهولة كان يحلق فوق قاعدة لانجلي الجوية قبالة ساحل فرجينيا. وقدر كيلي، الذي خرج إلى الشرفة مع كبار الضباط الآخرين لمشاهدة الطائرات بدون طيار، أن طول الطائرة بدون طيار كان حوالي 20 قدماً وكانت تحلق بسرعة تزيد عن 100 ميل في الساعة على ارتفاع حوالي 3000 إلى 4000 قدم. وتبعتها طائرات بدون طيار أخرى، واحدة تلو الأخرى.
ووفقا للتقرير، اتجهت المركبات الجوية بدون طيار جنوبا عبر خليج تشيسابيك باتجاه نورفولك بولاية فيرجينيا، ومرت فوق المنطقة التي تضم القاعدة الرئيسية لفريق SEAL Team Six التابع للبحرية وقاعدة نورفولك البحرية، أكبر ميناء بحري في العالم.
روسيا والصين هما المشتبه بهما الرئيسيان
وبحسب تقرير وول ستريت جورنال، فإن السلطات لا تعرف ما إذا كان أسطول الطائرات بدون طيار، الذي بلغ عدده عشرة في الليالي التالية، ينتمي إلى مدنيين أم إلى قوات معادية. ويشتبه بعض المسؤولين في أن روسيا أو الصين نشرتهم لاختبار رد فعل القوات الأمريكية.
القانون الاتحادي يمنع التدخل
ووصل ملف الطائرات بدون طيار المشبوهة والمستمر منذ ديسمبر الماضي إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن وبدأ الملف اجتماعات أمنية استمرت أسبوعين في البيت الأبيض. لا يسمح القانون الفيدرالي الأمريكي بالتدخل، على الرغم من أن مسؤولين من وكالات مثل وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب الأجسام الطائرة المجهولة التابع للبنتاغون طرحوا تفسيرات محتملة بالإضافة إلى أفكار حول كيفية الرد.
ويحظر القانون الفيدرالي إسقاط الطائرات بدون طيار بالقرب من القواعد العسكرية الأمريكية ما لم تشكل تهديداً وشيكاً. ويستثني هذا المراقبة الجوية، لكن بعض المشرعين يقولون إنه ينبغي منح الجيش مزيداً من الحرية.
هذا الشهر، تم رصد أسراب من الطائرات بدون طيار مجهولة الهوية بالقرب من قاعدة إدواردز الجوية شمال لوس أنجلوس، حسبما أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال. (A Haber)
كيف سيقنع المرشحون للرئاسة الأمريكية الجالية المسلمة في البلاد؟
قبل أيام من الانتخابات الأمريكية، يواصل المرشحون التركيز على المجموعات العرقية المختلفة في الولايات المتحدة. وكتبت الصحافة الأميركية أن الاختبار الصعب الذي يجب على المرشحين الرئاسيين اجتيازه هو إقناع الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان، التي أولوياتها فلسطين.
التقت نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الرئاسية، كامالا هاريس، مؤخرا مع زعماء عرب ومسلمين، خاصة أولئك الذين يعيشون في ميشيغان، في إطار حملاتها الانتخابية.
وطلب العديد من القادة، بما في ذلك أولئك الذين دعموا حملة هاريس الانتخابية، من هاريس الابتعاد عن موقف الرئيس بايدن بشأن الحرب الإسرائيلية القاتلة في الشرق الأوسط والأزمة الإنسانية في غزة.
أخبر المسلمون الذين يعيشون في مدينة ميشيغان ذات الأغلبية العربية هاريس كيف كانوا يحاولون إنقاذ أقاربهم في منطقة الإبادة الجماعية.
عدد السكان المسلمين مرتفع في ولاية البحيرات الكبرى
وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال (WSJ)، تستضيف مدينة ديربورن بولاية ميشيغان أكبر عدد من السكان المسلمين للفرد في البلاد. ويُعتقد أنه في هذه المنطقة، وفي ولاية البحيرات الكبرى عموماً، سيكون للحرب التي تنشرها إسرائيل القاتلة في الشرق الأوسط الأثر الأكبر على صناديق الاقتراع.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مقابلات مع أمريكيين عرب في ميشيغان أظهرت أن هاريس تواجه معركة شاقة لمعالجة المخاوف في الولاية بشأن سياستها في الشرق الأوسط.
كشف نفاق هاريس عن رد الفعل
طوال الحملة الانتخابية، رفضت هاريس رفضاً قاطعاً دعوات المناصرين المؤيدين للفلسطينيين لتبني حظر الأسلحة ضد إسرائيل المحتلة. واجهت هاريس وديمقراطيون آخرون انتقادات بسبب منعهم متحدثاً فلسطينياً في المؤتمر الوطني الديمقراطي بينما سمحوا لعائلة من الرهائن الإسرائيليين بالتحدث على المسرح.
وقال عبد الله حمود، أول عمدة أميركي لبناني ومسلم لمدينة ديربورن يُنتخب عام 2022، إن “كل من يعيش هنا لديه شخص يعرفه قُتل أو جُرح أو شرد. نشعر أكثر بخيانة أولئك الذين طلبوا أصواتنا”.
ووفقاً لمسؤولين محليين، كثفت هاريس تواصلها مع الناخبين والناشطين العرب والمسلمين للحفاظ على دعم هؤلاء الناخبين. وعلى الرغم من جهود هاريس، تقول مجموعة من المسلمين إنها لا تقدم نوع التغيير الذي من شأنه أن يفوز بأصوات المسلمين.
ودعت هاريس إلى وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان وأعربت عن قلقها بشأن البعد الإنساني للحرب. لكن في الأسابيع الأخيرة، انتقد معارضو الإبادة الجماعية الإسرائيلية هاريس لكونها غير صادقة في انتقاد إسرائيل بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين والنزوح الجماعي.
وقال مفوض مقاطعة واين، سام بيضون، الذي هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة أثناء الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978: “لقد بذلت إدارة بايدن كل ما في وسعها لتسهيل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. لو جرت الانتخابات وقال نائب الرئيس هاريس ديربورن اليوم “إنه لن يحصل حتى على خمسة أصوات من الأمريكيين العرب”.
سيكون هناك سباق متقارب في الولاية
تظهر استطلاعات الرأي التي شاركتها وول ستريت جورنال سباقاً متقارباً في ميشيغان، وهي الولاية التي فاز بها بايدن بما يزيد قليلاً عن 154 ألف صوت في عام 2020. وفي علامة على تأثير الحرب على معنويات الناخبين، صوت أكثر من 100 ألف شخص “لم يحسموا أمرهم” في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ميشيغان في وقت سابق من هذا العام قبل انسحاب بايدن من السباق . واعتبر هذا إلى حد كبير احتجاجاً على دعم بايدن القوي للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وكان مواطن أمريكي يعيش في ديربورن من بين أولئك الذين فقدوا حياتهم في الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان.
فرص ترامب أقل بكثير
وفي خبر وول ستريت جورنال، بينما حاول المرشح الجمهوري دونالد ترامب استمالة الناخبين في المنطقة بالقول إنه لم تكن هناك مثل هذه الحرب في المنطقة خلال رئاسته السابقة، فإنه أبعد ما يكون عن أن يكون بديلا في المنطقة مع عدم إدانته مطلقا. وجرى تقييم الضحايا المدنيين في فلسطين ولبنان ودعمه الكامل لإسرائيل المحتلة في كل مرة. (A Haber)
فيما قالت صحيفة الغارديان البريطانية إنه وفي الأسبوع الماضي، وبينما كانت إسرائيل توسع نطاق حربها في لبنان وتواصل قصفها اليومي لغزة، اصطف العشرات من السكان المحليين ــ العديد من المهاجرين من بنغلاديش واليمن ودول أخرى ذات أغلبية عربية ومسلمة ــ في شارع جوزيف كامباو لحضور الافتتاح الرسمي لمكتب ترامب في هامترامك، وهي مدينة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 28 ألف نسمة شمال وسط مدينة ديترويت.
كما أعلن عامر غالب، عمدة هامترامك الديمقراطي، تأييده لدونالد ترامب بعد لقائه بالرئيس السابق في تجمع حاشد في فلينت بولاية ميشيغان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الانتخابات السابقة، كان الأميركيون العرب يشكلون كتلة تصويتية ديمقراطية قوية، وخاصة في السنوات التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، ونظراً لخطاب ترامب المناهض للمسلمين بشكل صريح.
ولكن مع تراجع شعبية كامالا هاريس في ميشيغان – حيث أصبحت الآن متأخرة بثلاث نقاط عن ترامب بين الناخبين المحتملين، بعد أن تقدمت على الرئيس السابق بخمس نقاط في الشهر الماضي، وفقاً لاستطلاع رأي حديث – فإن المجتمعات المسلمة والعربية الأميركية في جميع أنحاء ميشيغان يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. (الجارديان)
جدير بالذكر، أن اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي أعلنت في بيان، أنها لن تؤيد كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة أو منافسها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية القادمة، وعزت ذلك إلى “دعمهما الأعمى” لإسرائيل في حربي غزة ولبنان.
وقالت اللجنة في بيانها “لا يمكننا ببساطة منح أصواتنا لأي من الديمقراطية كاملا هاريس أو الجمهوري دونالد ترامب، اللذين يدعمان الحكومة الإسرائيلية الإجرامية بشكل أعمى”.
وقال محللون إن فرص هاريس في الانتخابات قد تتضرر إذا لم يصوت لها الأميركيون العرب والمسلمون أو صوتوا لمرشح ثالث.
وفقد كثيرون من أعضاء هذه المجتمعات أقارب في غزة ولبنان وحثوا على عدم التصويت لترامب أو هاريس. ودعم البعض، مثل منظمة (إمجيدج أكشن) المدافعة عن حقوق المسلمين الأميركيين، هاريس وعزوا ذلك إلى اعتبارهم ترامب تهديدا أكبر. (الجزيرة نت)
تقييم جديد لمجلس النواب الأمريكي حول التهديدات الإرهابية التي تهدد البلاد
أصدرت لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأمريكي تقييماً جديداً بعنوان ” صورة سريعة للتهديد الإرهابي “، يسلط الضوء على التهديد الإرهابي المستمر لأمريكا والغرب والعالم من قبل من وصفهم التقرير بـ”الجهاديين الأجانب مثل داعش”.
وسلط التقرير الضوء على التهديدات الأمنية من قبل هؤلاء الجهاديين والتي تفاقمت بعد “الانسحاب الأمريكي الكارثي لإدارة بايدن من أفغانستان، والهجمات على إسرائيل من قبل جماعة حماس المدعومة من إيران” بحسب وصف التقرير.
ولفت التقرير إلى أن فشل الإدارة الأمريكية الحالية وضعف سياستها هي من فاقمت خطر الإرهاب على أمريكا والعالم.
وفي هذا الصدد، قال رئيس اللجنة مارك إي. جرين، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية تينيسي:
“من الانسحاب الفوضوي لإدارة بايدن-هاريس من أفغانستان والآثار الجانبية لهجمات حماس الإرهابية في السابع من أكتوبر ضد حليفتنا إسرائيل إلى نقاط الضعف الناجمة عن حدودنا المفتوحة على مصراعيها، تواجه الولايات المتحدة مشهداً ديناميكياً ومتفاقماً للتهديد الإرهابي”. وأضاف: “تشكل شبكات الجهاديين الأجانب مثل داعش وحزب الله، فضلاً عن المتطرفين العنيفين المحليين الذين تحركهم هذه الجماعات الإرهابية أيديولوجياً، تهديدات أمنية للوطن. تتمثل مهمة وزارة الأمن الداخلي في حماية الشعب الأمريكي من كل تهديد على عتبة دارنا”.
ولفت قائلا: “وعلى الرغم من التهديدات المتزايدة من الإرهابيين، تواصل إدارة بايدن-هاريس إظهار ضعف القيادة على الساحة العالمية وتفشل في الاعتراف بفشل سياستها التي أوصلتنا إلى هنا. يجب علينا تغيير المسار واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الوطن”. ( (Homeland Security
وفيما يبدو، فإن نشر مثل هذه التقارير قد يأتي في إطار نشر الخوف في المجتمع الأمريكي من تهديدات “الارهاب” لحشد الدعم حول كل ما تقوم وستقوم به الولايات المتحدة من خطوات وإجراءات في منطقة الشرق الأوسط.
قمة البريكس في روسيا.. تحديات روسية ومخاوف غربية
تنطلق في 22 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان أعمال قمة مجموعة دول تجمع بريكس والتي تستمر يومين.
وأرسلت روسيا دعوات لحضور القمة إلى 38 دولة، سواء أعضاء في التجمع أو من الدول الراغبة في التعاون معه، وفق قول سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي أكد حضور ممثلي 32 دولة؛ من بينها 24 ستشارك على مستوى القادة، بما في ذلك أقرب جيران روسيا في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ورابطة الدول المستقلة.
واعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني من العام الجاري، انتقلت مهام رئاسة مجموعة بريكس إلى روسيا بعد أن وافق الرئيس فلاديمير بوتين في نوفمبر/تشرين 2023، على مفهوم الرئاسة الروسية للمجموعة الذي يتضمن قائمة الأولويات ويحدد اتجاهات العمل للعام المقبل، والتي نصت بما في ذلك على إنشاء لجنة تنظيمية للتحضير وضمان رئاسة روسيا لبريكس، بقيادة يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي.
وبريكس هي رابطة حكومية دولية لدول تصنف بأنها ذات إمكانات عالية للنمو الاقتصادي والتنمية، وتم تشكيلها في عام 2006 واسمها اختصار مكون من الحروف الأولى لأسماء الدول المؤسسة لها، وهي روسيا، البرازيل، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، وهو المصطلح الذي اقترحه الاقتصادي جيم أونيل في عام 2001 للإشارة إلى الدول ذات الاقتصادات الأكثر ديناميكية.
وتأسست المجموعة كجزء من منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي بهدف أساسي وهو التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والسياسة والأمن، فضلا عن التنمية الإنسانية وغالبا ما تسمى من قبل الدول الأعضاء بالتحالف.
تتشكل المجموعة حالياً من كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وانضمت لها مؤخرا مصر وإيران والإمارات والسعودية وإثيوبيا.
وكانت الأرجنتين مرشحة للانضمام إلى المجموعة، لكن وصول خافيير مايلي إلى السلطة في الدولة الواقعة بأميركا الجنوبية في عام 2023 أنهى هذه الرغبة.
ونظرا للنمو المستمر لتأثير البريكس على المسرح العالمي، أعرب عدد من الدول عن رغبته في الانضمام إلى الرابطة وهي تركيا، والجزائر وأذربيجان وبوليفيا وبنغلاديش وبيلاروسيا والبحرين وفيتنام وهندوراس وفنزويلا وزيمبابوي وإندونيسيا، وكذلك كوبا والكويت وكازاخستان والمغرب ونيكاراغوا ونيجيريا وباكستان وغينيا الاستوائية، وأيضا السنغال وسوريا وأوغندا وتشاد وسريلانكا وإريتريا وجنوب السودان. (الجزيرة نت)
وكانت روسيا في وقت سابق اقترحت إجراء تعديلات على أنظمة الدفع عبر الحدود بين دول مجموعة البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا) بهدف تجاوز النظام المالي العالمي المهيمن عليه أميركيا بالأساس وأوروبيا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي روسيا لحماية اقتصادها من العقوبات التي تواجهها نتيجة للحرب في أوكرانيا.
وفي سياق هذه المبادرات، تسعى روسيا لتقليل اعتمادها على الدولار بعد أن فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات صارمة على البلاد عقب غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وتضمنت العقوبات تجميد الأصول الروسية وطرد البنوك الروسية الكبرى من نظام الرسائل المالية “سويفت”.
وفي سياق التحضير للقمة، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين دميتري بيسكوف، أن مجموعة “بريكس” تعتبر مجموعة جذابة للعديد من الدول، فهي تقدم التعاون على أساس الاحترام المتبادل.
وقال بيسكوف – في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” ردا على سؤال من الصحفيين حول سبب خوف الغرب من مجموعة “بريكس” – “الأمر لا يعني أنهم خائفون من بريكس، ولكن ببساطة بريكس هي رابطة أكثر جاذبية لعدد من الدول”.
وقال بيسكوف: “مجموعة بريكس هي رابطة أكثر ديمقراطية، توفر تفاعلاً وتعاوناً متساوياً تماماً ويحظى بالاحترام المتبادل، وهذا يجعلها أكثر جاذبية، خاصة في الوضع الحالي، حيث تتجه المزيد من الدول إلى ضرورة بناء العلاقات بطريقة جديدة ولم تعد تقبل العلاقات القائمة على إملاءات دولة على أخرى”
وتواجه قمة البريكس المرتقبة تحديات عديدة من بينها إصدار عملة موحدة للدول الأعضاء فيها، والقدرة على التنسيق وتوحيد السياسات فيما بينها، وتحسين الاقتصاديات في الدول النامية فيها. حيث يضم تجمّع بريكس خليطا من الاقتصاديات ذات المستويات المختلفة، فالصين تتقدم كافة اقتصاديات الدول الأعضاء بفارق كبير وتشكل قمة أداء هذه الدول، فضلا عن وجود أعضاء الدول الصاعدة مثل الهند والبرازيل وروسيا.
بالمقابل، ثمة دول أخرى اقتصادياتها متواضعة مقارنة بالصين أو الدول المتقدمة، مثل مصر وإثيوبيا وإيران، كما يضم التجمع من الدول النفطية السعودية والإمارات، وتتلخص مصادر القوة الاقتصادية لهما فقط في الموارد النفطية. (الجزيرة نت)
لا يزال من المبكر الحكم على مدى فاعلية هذا التجمع بعد توسيعه وتطوير أجندته، فبينما يرى البعض أن قمة قازان ستكون قمة تاريخية يترتب عليها تحولات كبرى في النظام العالمي نحو المزيد من التوازن مع الدور المهيمن للولايات المتحدة ومجموعة السبع الكبرى، إلا أن أخرين يرون أن هذه الآمال مبالغ فيها، وأن المنظمة تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، وكذلك تحديات سياسية وأمنية وتباينات فيما بين أعضائها مما سيقلل من فعاليتها على الساحة الدولية. ولذلك من المهم متابعة أعمال ونتائج هذه القمة المرتقبة حتى يتم الحكم عن الاتجاهات المستقبلية للأدوار التي يمكن أن تقوم بها.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.