نحن والعالم عدد 18 سبتمبر 2024
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
يقوم هذا التقرير، الصادر عن المعهد المصري للدراسات، على رصد وتحليل عدد من أبرز التطورات التي شهدتها الساحة الإقليمية والدولية، والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات مهمة على المشهد المصري والعربي والإقليمي، وذلك في الفترة من 11 سبتمبر 2024 إلى 18 سبتمبر 2024.
يهتم التقرير بشكل خاص بالتطورات الخاصة على الساحتين الإيرانية والتركية، وكذلك على الساحة الإفريقية، خاصة منطقة القرن الإفريقي، بالإضافة إلى بعض التطورات الدولية الأكثر أهمية بالنسبة لمنطقتنا.
إيران
أزمة ممر “زنغزور” هل ستؤثر على العلاقات الإيرانية – الروسية؟
هاجمت الصحف الإيرانية خلال الأسبوع الفائت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب موقفه الداعم لفتح ممر زنغزور عبر الأراضي الأرمينية، بحسب التقارير الإعلامية التي ترددت حول هذا الموضوع.
وركزت عناوين الصحف الإيرانية ذات التوجه الإصلاحي على عدم إمكانية الوثوق بموسكو؛ بسبب تغليبها مصلحتها على حساب مصلحة حلفائها المفترضين. وأكدت على أن الرئيس الروسي الداعم لفتح الممر، الذي سيقطع حدود إيران مع إحدى دول الجوار، ليس صديقاً لها على الإطلاق.
وحول السبب الذي يجعل إيران تعارض وبشدة فتح هذا الممر وربط الأراضي الأذربيجانية بإقليم نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، ذكرت صحيفة “خراسان” المحافظة أن هذا الممر يؤدي إلى قطع الحدود بين إيران وأرمينيا، وعملياً يؤدي إلى قطع الطرق الترانزيت بين محافظة أذربيجان الشرقية في إيران مع تركيا وجمهورية أذربيجان، وعلى هذا الأساس فإن السبب الرئيس وراء معارضة إيران لهذا المشروع هو أنه يسلبها ميزة اتصالية بدول أخرى. كما لفتت صحيفة خراسان الأصولية إلى أن فتح هذا الممر سيضعف من أهمية إيران الجيوسياسية في المنطقة، ويضع أمامها تحديات كثيرة، وفي المقابل يعطي ميزات اتصالية كثيرة لتركيا ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية.
وأضافت أن الممر هذا قد يمهد الأرضية المناسبة لحضور قوات حلف الشمال الأطلسي في تلك المناطق ويعرقل فتح ممر الشرق- الغرب، الذي يفترض أن يوصل الصين بالدول الأوروبية.
كما شدّدت صحيفة جمهوري إسلامي على ضرورة أن تعود إيران إلى سياسة الحياد أو ما يعرف في إيران بسياسة “لا شرقية ولا غربية”، وأن تتوقف عن الثقة المفرطة في روسيا لكي يتم إبطال أثر الخنجر الروسي، حسب تعبيرها. (إيران إنترناشونال)
وتؤشر هذه الكتابات الصحفية، التي نشر معظمها في صحف محسوبة على التيار الإصلاحي، إلى محاولة الإصلاحيين من التقليل من العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين إيران وروسيا حتى لا يؤثر ذلك على محاولات التقارب مع الغرب والعودة للاتفاق النووي الذي ألغاه الرئيس ترامب.
و”زنغزور” هو شريط بري يبلغ طوله 40 كيلومترا، يمر عبر منطقة “زنغزور” الأرمنية، ويربط أذربيجان بإقليم نخجوان المتمتع بالحكم الذاتي التابع لأذربيجان إداريا، والمنفصل عنها جغرافيا.
وتحوَّل ممر زنغزور إلى واحد من أكثر القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان منذ حربهما عام 2020، حيث تتهم أذربيجان أرمينيا بالتنصُّل من التزاماتها وفق الاتفاق المبرم بينهما، وتهدد بفتح الممر بالقوة. وامتد الصراع ليشمل دولا إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران وروسيا.
ويلعب ممر زنغزور دوراً حاسماً في زيادة الاتصال الإقليمي، ويتسع تأثيره بحيث يربط أوروبا بآسيا، ويساهم في توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول، كما يعزز مكانة جنوب القوقاز في نظام العلاقات الاقتصادية الدولية.
وفي نهاية حرب ناغورني قره باغ عام 2020 التي استمرت 44 يوماً، وانتهت لصالح أذربيجان، وقع البلدان يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني اتفاقاً ثلاثياً لوقف إطلاق النار إلى جانب روسيا، وضم بنوداً تتعلق بفتح طرق النقل. (الجزيرة نت)
وعلى جانب أخر، يخدم هذا الممر تركيا بتوفير طريقا برياً مباشراً يمكن أن يربطها بالدول الأخرى ذات الأصول التركية في أسيا الوسطى، تركمانستان وأوزبكستان وكازخستان وطاجيكستان وقرغيزستان، عن طريق أذربيجان، مما يجعلها داعمة لفتح هذا الممر بشكل كبير.
الرئيس الإيراني يختار العراق كأول وجهة خارجية له
توجه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العاصمة العراقية بغداد على رأس وفد رفيع المستوى في زيارته الخارجية الأولى بعد توليه منصبه، بدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وشملت الزيارة 6 محافظات عراقية وهي بغداد وأربيل والسليمانية، وكربلاء، والنجف، والبصرة. وفور وصوله إلى بغداد، زار بزشكيان موقع اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
وحسب بيان مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، فإن “السوداني وبزشكيان رعيا توقيع 14 مذكرة تفاهم في عدة مجالات بينها التعاون التدريبي والشباب والرياضة والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية والإعلام والاتصالات وتفويج المجاميع السياحية الديني المناطق الحرة والزراعة والموارد الطبيعية”. (الجزيرة نت)
ويمكن أن تُقرأ زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد في سياق التوترات الإقليمية، والحرب على قطاع غزة، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، بالإضافة إلى سعي طهران لتخفيف العقوبات المفروضة عليها من خلال المفاوضات مع الدول الغربية، في ظل تحول السلطة من المحافظين إلى الإصلاحيين (الأكثر ميلاً نحو إحياء مفاوضات طهران مع الغرب).
ويعتبر العراق بوابة العبور الإيرانية إلى دول الشرق الأوسط، التي تنشط فيها إيران استراتيجياً وعسكرياً، من خلال دعم فصائل مسلحة تابعة لها في سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان.
طهران تدعو لإنشاء نظام أمني جديد لأعضاء البريكس
دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان إلى إنشاء هيكل أمني محدد لمجموعة البريكس للتعامل مع التهديدات المشتركة.
وقال أحمديان خلال كلمته أمام مسؤولي مجالس أمن الدول الأعضاء في البريكس إن طهران اقترحت إنشاء هيكل أمني جديد للتعامل مع التهديدات المشتركة لدول البريكس مثل الإرهاب والتطرف والمخدرات وإساءة استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية. (جادة إيران)
الخارجية الإيرانية تؤكد.. علاقتنا مع السعودية تسير على مسار جيد
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في حوار مع قناة الشرق “السعودية” على أن علاقات طهران والرياض تسير بمسار جيد منذ عدة سنوات.
ولفت الوزير الإيراني إلى أن السعودية شأنها شأن العراق بالنسبة لإيران من ناحية المكانة المرموقة التي تحتلها في سياسة الجوار الإيراني.
وأضاف إلى أن العلاقات بين طهران والرياض استؤنفت بمساعدة العراق والصين وتتوسع بشكل جيد منذ عدة سنوات. مؤكدا على ضرورة ذلك للسلام والاستقرار في المنطقة.
ويبدو أن تصريحات الوزير الإيراني، تأتي ضمن مساعي طهران إلى كسر عزلتها الإقليمية والدولية، وإعادة إحياء ملف المفاوضات مع الدول الغربية، خاصة في محيط تتأزم فيه المشكلات الإقليمية، والوضع الاقتصادي المتأزم في الداخل الإيراني.
وزير الاقتصاد الإيراني: إيران وروسيا عازمتان على تنفيذ ممر الشمال جنوب بأسرع وقت
قال وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي بعد لقائه بالمساعد الخاص للرئيس الروسي ايغور ليفيتين في طهران، إن إيران وروسيا عازمتان على تنفيذ ممر الشمال – جنوب بأسرع ما يمكن. (جادة إيران)
وهذا الممر الحيوي، الذي تم توقيع وثيقته الأولى عام 2000 بين روسيا وإيران والهند، يفترض أن يربط بين الصين والهند وروسيا وكذلك أوروبا، ليتحوّل عنصراً أساسيّاً في إطار النقل ضمن القارة الأوراسية.
وممر شمال جنوب هو طريق متعدّد الوسائط، يبلغ طوله أكثر من 7 آلاف كيلومتر، ومن المفترض أن يربط مدينة سانت بطرسبرغ الروسية بموانئ إيران ثم الهند، وينافس بذلك قناة السويس المصرية في نقل البضائع، وسوف يتضمّن 3 مسارات:
– المسار الأوسط عبر بحر قزوين: يبدأ براً من مدينة سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا، إلى منطقة أستراخان الروسية المطلة على بحر قزوين، ثم يتم شحن البضائع بحراً بواسطة السفن إلى ميناء بندر أنزالي الإيراني على ساحل بحر قزوين، ثم نقلها براً إلى ميناء تشابهار الإيراني المطل على المحيط الهندي، بعد ذلك شحنها بحراً إلى مدينة بومباي في الهند.
– المسار الشرقي: وهو مسار بري ينطلق من روسيا إلى إيران مروراً بدول آسيا الوسطى، أي كازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان.
– المسار الغربي: ينطلق من روسيا إلى إيران براً عبر أذربيجان، حيث يُنتظر إكمال بناء خط سكة حديد رشت – استارا داخل إيران بطول 160 كلم، لربط ميناء بندر أنزالي الإيراني مع شبكة السكك الحديدية الروسية عبر أذربيجان، ما يوفر طريقاً مباشراً لنقل البضائع.
ويبدو أن روسيا وإيران تسعيان من خلال تفعيل ممر شمال-جنوب إلى تعزيز تواجدهما في أسواق بديلة والتغلب على العقوبات الغربية، بالإضافة إلى تخفيف تكلفة التجارة من خلال نقل البضائع بينهما عبر خط مباشر. حيث يلبي المشروع حاجة روسيا الاستراتيجية في الوصول إلى المياه الدافئة وتعزيز أهدافها التجارية والاقتصادية والجيواستراتيجية مع دول آسيا.
كما يمكن للمشروع أن يصبح بديلاً لحركة النقل عبر قناة السويس أو البحر الأبيض المتوسط، حيث يختصر المسافات مقارنة مع قناة السويس، إذ تصل المسافة التي تقطعها البضائع عبر الممر إلى النصف، أي 7200 كيلومتر، بدلاً من 16000 كيلومتر عبر السويس.
هل تتعاون موسكو وطهران نووياً؟
قال موقع بلومبرغ أن قلق الغرب يتزايد نتيجة تقاسم روسيا وإيران معلومات وتكنولوجيا سرية يمكن أن تقربهما من القدرة على بناء أسلحة نووية، في مقابل تزويد طهران صواريخ باليستية لموسكو في حربها بأوكرانيا.
وبحسب “بلومبرغ”، فإن مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قالوا إن الكرملين زاد من تعاونه مع إيران بشأن طموحاتها للحصول على أسلحة نووية في الأشهر الأخيرة. (بلومبيرغ)
هل باعت إيران صواريخ بالستية لروسيا؟
أدان وزراء خارجية دول مجموعة السبع بشدة “تصدير إيران صواريخ باليستية إلى روسيا”.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن الاتحاد الأوروبي، ودول المجموعة التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، بعد اجتماع في العاصمة الإيطالية روما.
وأضاف البيان: “أدلة استمرار إيران في شحن الأسلحة رغم مطالبات المجتمع الدولي بوقفه، تظهر أن إيران تزيد من دعمها العسكري لروسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا”.
وذكر أن “روسيا استخدمت الطائرات الإيرانية بدون طيار لقتل المدنيين الأوكرانيين ومهاجمة نقاط البنية التحتية الحيوية”.
من جهته نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ادعاءات غربية بتسليم إيران صواريخ باليستية لروسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، أفاد عراقجي، أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تصرفت بناء على “معلومات استخباراتية خاطئة ومنطق معيب”. وأوضح أن “إيران لم تسلم صواريخ باليستية إلى روسيا.. نقطة”. (الأناضول)
ومن غير الواضح إذا ما كانت الاتهامات الغربية لإيران صحيحة، في ظل رفض إيران لهذه الادعاءات، التي يرى خبراء إيرانيون أنها ذريعة لفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على طهران.
ملاحظات عامة على تطورات العلاقات الإيرانية – الروسية
يبدو من النظرة الأولية من متابعة التطورات المذكورة في هذا التقرير، وكذلك وسائل الإعلام الإيرانية، أن هناك اتجاهين في إيران تجاه العلاقة مع روسيا، الأول يتبناه بشكل عام التيار الأصولي الذي يسعى لتمتين العلاقة وتطويرها لما في ذلك من مصالح استراتيجية متحققة لإيران من هذه العلاقة، وهذا كان الاتجاه السائد حتى الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة.
إلا أن التيار الإصلاحي، الذي قدم الرئيس الجديد للحكم، يحاول التقليل من هذه العلاقة، ويهاجم روسيا كلما ظهر ما يستدعي من تطورات (مثل قضية ممر زنغزور)، وذلك حتى لا تتأثر المساعي، التي ينظر إليها هذا التيار بشكل استراتيجي، والساعية للتفاهم مع أمريكا والغرب واستعادة الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، والتي يمكن أن تؤثر العلاقة الإستراتيجية مع روسيا سلباً عليها.
إلا أن الممارسات من كلا الطرفين قد تأتي في إطار تبادل الأدوار، واللعب على التناقضات بين المعسكرين الروسي والأمريكي لتحقيق أكبر قدر من المصالح الإيرانية. قد يفسر ذلك الهجوم الإعلامي على روسيا مؤخرا، مما دفع روسيا للإسراع بخطوات في طريق التعاون الإستراتيجي كما أظهرت التطورات الأخيرة خوفا من تقارب إيراني غربي. في نفس الوقت، إجراءات التقارب مع روسيا قد تدفع الغرب لاتخاذ خطوات جادة للتفاهم مع إيران، وذلك لقطع الطريق على تفاهم استراتيجي إيراني – روسي.
شؤون إفريقية
تنامي نفوذ الصين في أفريقيا.. مكاسب صينية وهواجس غربية
عقد في العاصمة الصينية بكين، المنتدى التاسع للتعاون الصيني الأفريقي بحضور نحو 50 دولة إفريقية. في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر/أيلول.
وتعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيادة دعم الصين للقارة الأفريقية الأسرع نموا في العالم بتمويل يبلغ نحو 51 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، ودعم المزيد من مبادرات البنية الأساسية، وتعهد بخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل. وقال إن الصين ستنفذ 30 مشروعا للبنية التحتية الأساسية في أنحاء القارة الغنية بالموارد، وستقدم مساعدات مالية بقيمة 360 مليار يوان (50.70 مليار دولار).
وأضاف أن بكين “مستعدة لتعزيز التعاون مع أفريقيا في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار”.
ودعا إلى “شبكة بين الصين وأفريقيا تتضمن روابط برية وبحرية وتطويراً منسقاً”، وطلب من الشركات الصينية العودة إلى القارة بعد رفع قيود كوفيد-19 التي عطلت خططها. (الجزيرة نت)
وتعتبر القمة او المنتدى الصيني الإفريقي FOCAC أهم منصة للتعاون بين الصين والدول الإفريقية التي تجمعها علاقات ديبلوماسية مع بكين، ويقوم هذا المنتدى لتعزيز العلاقات بين الصين وأفريقيا في عديد المجالات وأبرزها المجال الاقتصادي. وكانت بدايات هذا المنتدى في أكتوبر سنة 2000 في العاصمة بكين، ولكن الانطلاقة الفعلية والملموسة للتعاون في المشاريع بدأت في قمة سنة 2006. وقد زاد حجم التعهدات المالية بشكل كبير، من 5 مليارات دولار في عام 2006 إلى 60 مليار دولار في عامي 2015 و2018، قبل أن يتراجع إلى 50 مليار دولار في عام 2024. (أفروبوليسي)
وضمن سياسة مختلفة للتنمية، وعد شي بخلق مليون فرصة عمل في القارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتكثيف ما سماه “المشاريع الصغيرة والجميلة” من بينها 30 مشروع بنية تحتية، وألف مشروع أصغر، تركز على تحسين سبل العيش، وفق تعبيره.
كما أكد الرئيس الصيني أن بلاده ستلغي الرسوم الجمركية على منتجات 33 دولة أفريقية، ومنح 140 مليون دولار من المساعدات العسكرية، وتدريب 6 آلاف عسكري وألف ضابط شرطة، ودعوة ألف سياسي أفريقي إلى الصين لمناقشة أساليب الحكم في إطار ما سمّاها “إجراءات الشراكة العشرة”. (الجزيرة نت)
وتأتي التعهدات الصينية في ظل طموحات بكين الاستراتيجية في أفريقيا، والإحباطات الإفريقية من النفوذ الغربي في أراضيها الذي ساهم في انتشار الفقر والفساد رغم غناها بالثروات الضخمة. وتعمل الصين على تعزيز نفوذها الاستراتيجي انطلاقاً من إيمانها بالأهمية الجيوسياسية للدول الإفريقية بالنسبة لبكين، وذلك لتعزيز قوتها كقطب صاعد ضمن المعادلات الدولية، إذ تسعى لبسط قدرتها على أفريقيا من خلال عدة ملفات سياسية واقتصادية وتعليمية (دعم القطاع التعليمي وتقديم منح جامعية). يظهر ذلك جلياً في تسخير كل امكانياتها لتكسب صراع أفريقيا مع الدول الغربية، وإحلال نموذجها السياسي والتنموي، معززة قدراتها بمشاريع جاذبة لكسب الأفارقة.
سلطات عسكرية في أفريقيا تعزز تحالفها بجوازات سفر جديدة
قال رئيس مالي إن بلاده وبوركينا فاسو والنيجر ستطرح جوازات سفر بيومترية جديدة في إطار انسحابها من كتلة غرب أفريقيا لصالح تحالف جديد لمنطقة الساحل بعد أن استولى القادة العسكريون على السلطة في الدول الثلاث.
وأعلنت هذه الدول -التي يقودها المجلس العسكري بشكل مشترك في يناير/كانون الثاني- أنها ستنسحب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) المؤلفة من 15 عضوا، والتي سعت إلى إقناعها بإعادة النظر في قرارها.
وحذرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا من أن انسحاب الدول الثلاث من شأنه أن يقوض حرية الحركة والسوق المشتركة لـ 400 مليون شخص يعيشون في الكتلة التي يبلغ عمرها 49 عاماً. (الجزيرة نت)
الصومال تصبح مركزاً مالياً لتنظيم الدولة الإسلامية
قالت مجموعة الأزمات الدولية إن تنظيم الدولة الإسلامية في الصومال أصبح نفوذا مالياً مهما للإرهاب.
وذكرت أن التنظيم قادر على تمويل العمليات الإرهابية في دول إفريقية أخرى غير الصومال.
ويعود ذلك إلى أن الحكومة المركزية في البلاد ضعيفة مما مكن الصومال من أن يصبح المركز المالي لتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن تنظيم الدولة الإسلامية أعاد هيكلة عملياته الأفريقية في عام 2020، ووضع الشركات التابعة له من جمهورية الكونغو الديمقراطية وموزمبيق تحت مراقبة مقر تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة بونتلاند الصومالية. (أفروبوليسي)
الدول الإفريقية تتجه إلى حماية اقتصادها بتعزيز احتياطي الذهب
تتجه البنوك المركزية في أفريقيا إلى شراء الذهب لحماية نفسها من عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي وتنويع محافظها المالية.
ووفقا لمجلس الذهب العالمي، تشتري غانا وأوغندا الذهب من عمال المناجم الحرفيين لتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي المتقلصة.
وتخطط غانا، أكبر منتج للذهب في أفريقيا، لشراء النفط من دول أخرى ودفع ثمنها بالذهب لتخفيف الضغط على العملة المحلية وخفض أسعار الوقود المرتفعة. (أفروبوليسي)
معركة أسلحة عالمية على أرض السودان
ذكر تقرير لفايننشال تايمز، أن ساحة المعركة على أرض السودان، تحولت إلى صراع أسلحة دولي.
ووجدت تقارير حديثة لمنظمة العفو الدولية و هيومن رايتس ووتش أن الأسلحة التي تنتجها دول متنوعة مثل الصين وإيران وتركيا وروسيا والإمارات العربية المتحدة كانت تتكاثر في السودان، وسط دعوات متزايدة لتوسيع حظر الأسلحة.
يؤكد المسؤولون في بورتسودان أن القوات المسلحة السودانية يتم تمويلها جزئياً من صادرات الذهب، بالإضافة إلى ما تبقى من تكتل الأعمال الضخم للجيش، وكلها مدعومة بإمدادات من النفط الروسي.
يعتقد خبراء الأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع تتلقى الدعم من شركة حميدتي للذهب والإمارات العربية المتحدة. وقد قدمت لجنة تابعة للأمم المتحدة ما وصفته بأنه أدلة “موثوقة” تفيد بأن أبو ظبي كانت تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة. (فايننشال تايمز)
تركيا
خطوات تركية جديدة على طريق تحولها لمركز عالمي للطاقة
توجه وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتوقيع اتفاقية جديدة طويلة الأمد للغاز الطبيعي المسال. وسيحضر الوزير بيرقدار، معرض ومؤتمر غازتك 2024 المنعقد في هيوستن الأمريكية.
ومن المنتظر أن يعقد الوزير التركي اجتماعات ثنائية مع وزراء الدول المشاركة في مؤتمر غازتك، وعلى رأسها مصر وليبيا والنيجر والهند والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المتوقع أن يأتي لقاء الوزير التركي بنظيره المصري، كبادرة تعاون مصرية تركية في مجال الطاقة بعد توقيع كل من أنقرة والقاهرة مذكرة تفاهم في هذا النطاق، بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة.
وبينما يبدي الجانب التركي اهتماماً بالغاز الطبيعي في البحر المتوسط، يبدو أن مصر مستعدة لنقل الغاز الطبيعي الخاص بها من خلال سفن FSRU التركية. (A Haber)
متابعات دولية
ترامب يتعرض لمحاولة اغتيال ثانية
للمرة الثانية خلال شهرين، تعرض الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، مع دخول السباق إلى البيت الأبيض مراحله النهائية.
وعقب المحاولة مباشرة، بعثت حملة ترامب رسائل بريد إلكتروني إلى مؤيديه، تطالبهم فيها بجمع مزيد من المال والتبرعات، إلا أن احتمالية تأثير هذه الحادثة الأخيرة على الانتخابات المقبلة لا تزال موضع شك، وفق ما أكدته صحيفة «التايمز» البريطانية.
ترى مجلّة «ذي إيكونوميست» أن محاولة الاغتيال الأخرى سوف تؤثر بالإيجاب على حملة ترامب الرئاسية التي تحملت في الأشهر الأخيرة صدمة تلو الأخرى.
وأشارت المجلة إلى أن التركيز الإعلامي الذي تمتعت به هاريس في أعقاب مناظرتها القوية ضد ترامب قبل أيام سوف يتراجع صداه الآن مع تركيز وسائل الإعلام على محاولة الاغتيال.
ومن ناحيتها، ترى شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أن فريق حملة ترامب يدرك الفرصة السياسية التي تقدمها محاولة اغتياله الأخيرة له، خاصة مع اقتراب استطلاعات الرأي بينه وبين كامالا هاريس. (الشرق الأوسط)
إلا أن وقوع محاولتي اغتيال لرئيس أمريكي سابق، ومرشح رئاسي حالي، في خلال شهرين فقط، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الأمريكية، يلفت الانتباه إلى المخاطر الأمنية المتصاعدة التي تتعرض لها الولايات المتحدة في ظل حالة الاستقطاب الحادة بين أطياف المجتمع الأمريكي، مما قد يكون له بالغ الأثر على تهديد حالة الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد في المرحلة المقبلة.
التوتر في مضيق تايوان يتصاعد بين الغرب والصين
اتهمت الصين ألمانيا بتصعيد المخاطر الأمنية في مضيق تايوان غداة إبحار سفينتين تابعتين للبحرية الألمانية عبر الممر المائي الحساس لأول مرة منذ 20 عاماً.
وقال المتحدث باسم الجيش الصيني لي شي إن “سلوك الجانب الألماني يزيد من المخاطر الأمنية ويبعث بإشارات خطأ”، وأكد أن القوات الصينية في المنطقة “ستتصدى بحزم لجميع التهديدات والاستفزازات”.
ومرت سفن حربية أميركية وكندية مرات عدة الأشهر الأخيرة عبر مضيق تايوان ذي الأهمية الجيوسياسية الكبيرة، وهو ما دفع الجيش الصيني إلى “حالة تأهب”. (إرم نيوز)
متابعات عربية
عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر لفترة ثانية
أعلنت المحكمة الدستورية بالجزائر فوز الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد المجيد تبون بولاية رئاسية ثانية، في الانتخابات التي أُجريت في السابع من سبتمبر/أيلول 2024.
وحصل تبون على نسبة 84,30 بالمائة من مجمل الأصوات بحسب النتائج النهائية التي أعلنتها المحكمة الدستورية. وأضاف أن تبون حصل على عدد أصوات بلغ 7 ملايين و976 ألفاً و291 صوتاً بعد فصل الطعون.
وتنافس تبون مع كل من حساني شريف عبدالعالي، الذي حصل على نسبة 9.56%، والمرشح أوشيش يوسف الذي حصل على نسبة 6.14%. (العين الإخبارية)
وكانت وقد اعتمدت المحكمة الدستورية الجزائرية في 31 يوليو/تموز أوراق ثلاثة مرشحين في القائمة النهائية للانتخابات الرئاسية وهم: يوسف أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية، وعبد المجيد تبون (الرئيس الحالي) مرشحاً مستقلاً، وحساني شريف عبد العالي، عن حركة مجتمع السلم ذات التوجه الإسلامي.
وقالت المحكمة الدستورية في إعلان نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إنها توصلت للنتائج النهائية التالية:
- العدد الإجمالي للناخبين المسجلين داخل الوطن وخارجه: 24.351.551
- العدد الإجمالي للناخبين المصوتين: 11.226.065
- نسبة المشاركة العامة: 46.10 %
- الأصوات الملغاة: 1.764.637
- الأصوات المعبر عنها: 9.461.428
- الأغلبية المطلقة: 4.730.715
الأصوات التي تحصل عليها كل مترشح، مرتبة ترتيباً تنازلياً:
- تبون عبد المجيد تحصل على عدد أصوات 7.976.291ما يمثل نسبة 84.30%.
- حساني شريف عبد العالي تحصل على عدد أصوات 904.642 ما يمثل نسبة 9.56%.
- أوشيش يوسف تحصل على عدد أصوات 580.495 ما يمثل نسبة 6.14%.
وأضافت المحكمة في إعلانها إنه وفقا للمادة 85 (الفقرة 2) من الدستور، يتم الفوز في الانتخاب بالحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المعبر عنها. (وكالة الأنباء الجزائرية)
ومن الجدير بالانتباه أن النتائج الأولية كانت قد أظهرت فوز تبون بما يزيد عن 94% من الأصوات، وهذا التضارب في النتائج يثير الكثير من التساؤلات حول نزاهة العملية الانتخابية.
وكان تبون قد وعد الجزائريين بزيادة الأجور ومعاشات التقاعد وتعويضات عن البطالة وبناء ميلوني وحدة سكنية، فضلا عن زيادة الاستثمارات لإيجاد 450 ألف فرصة عمل وجعل الجزائر “ثاني اقتصاد في أفريقيا”، إضافة إلى إعطاء الشباب “المكانة التي يستحقونها”، كذلك تعهد تبون باستكمال تنفيذ مشروع “الجزائر الجديدة” في ولايته الثانية. (BBC Arabic)
وعلى الرغم من فوزه بنسبة كبيرة، إلا أن فترة الولاية الثانية لتبون يمكن أن تواجه انتقادات بسبب ما تقول عنه منظمة العفو الدولية إنه قمع السلطات للمعارضين وتقييد الحريات.
الإسلاميون يتقدمون في الانتخابات البرلمانية الأردنية
كشفت نتائج انتخابات مجلس النواب العشرين في الأردن، والتي عقدت في العاشر من سبتمبر/أيلول، عن تقدم لافت لحزب “جبهة العمل الإسلامي”. هذا التقدم جاء بعد حصول مرشحي الحزب على 31 مقعداً من أصل 138، أي بنسبة 22% من أعضاء المجلس النيابي.
وفي وقت لاحق أعلن الديوان الملكي الأردني في بيان أن الملك عبد الله الثاني قبل استقالة حكومة بشر الخصاونة. وعين العاهل الأردني جعفر حسان مدير مكتبه ووزير التخطيط الأسبق رئيساً جديداً للوزراء.
وشهدت الانتخابات السابقة نسبة مشاركة متدنية بلغت حوالي 20%. إلا أن مشاركة الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة رفعت هذه النسبة إلى 32.5%، مما أضفى شرعية على الانتخابات كانت الحكومة بأمس الحاجة إليها بحسب مراقبين.
ويرى محللون سياسيون أردنيون أن النظام الأردني لعب دوراً في دعم تقدم الإسلاميين لأسباب داخلية. لتحقيق توازن سياسي وسط التوترات الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإسرائيل. حيث يسعى النظام إلى تقديم بديل يميني ديني يواجه الصوت اليميني الإسرائيلي. (DW)
ويرى مراقبون آخرون أن الملك قد يكون سمح بهذه النتيجة لتوجيه رسالة للغرب وإسرائيل لتخفيف ضغوطهم الشديدة على نظامه، وإظهار المزاج الشعبي العام في الشارع الأردني.
وبحسب الدستور الأردني يعين الملك الحكومات ويمكنه حل البرلمان. ويستطيع البرلمان إجبار الحكومة على الاستقالة من خلال التصويت بحجب الثقة.
ورغم حصول الإسلاميين في الأردن على عدد غير مسبوق من المقاعد في تاريخهم السياسي، إلا أن هذه النسبة لا تؤهلهم لسن تغييرات جذرية في المشهد السياسي الأردني أو سن القوانين وتشريعها، لكن يمكن أن نرى تحركات ملحوظة في قابل الأيام على الساحة السياسية الأردنية.
تونس.. الاحتجاجات الشعبية تعود إلى الواجهة
تظاهر الآلاف في العاصمة تونس في مسيرة شعبية الجمعة 13 سبتمبر/أيلول، تحت شعار “لن نصمت” تنديدا بقمع الحقوق والحريات.
وأتت هذه التظاهرة بدعوة من الشبكة التونسية للحقوق والحريات والتي أُعلن عنها مؤخراً للدفاع عن الحقوق وتضم طيفاً واسعاً من المنظمات والجمعيات والأحزاب السياسية.
وترى الشبكة أن وضع الحقوق والحريات في تدهور خطير بسبب القمع والاعتقالات الواسعة لعشرات السياسيين والحقوقيين والصحفيين من مختلف التوجهات الفكرية. (عربي21)
في سياق متصل، انطلقت الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية التي من المزمع عقدها في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد اقصت عدداً من المرشحين قالت إنهم لو يستوفوا شروط الترشح، كما رفضت تنفيذ قرار المحكمة الإدارية القاضي بإعادة ثلاثة من المرشحين إلى السباق فأصبح العدد النهائي ثلاثة مرشحين، أحدهم في السجن وهو السياسي ورجل الأعمال العياشي زمّال.
الاسم الأبرز في القائمة هو الرئيس التونسي، قيس سعيد، الذي يتهمه معارضون ومنظمات حقوقية بالتضييق على المرشحين المنافسين له.
وقالت هيومن رايتس ووتش في شهر أغسطس/آب إن “السلطات التونسية أبعدت من السباق جميع المنافسين الجديين تقريبا من السباق، ما سيجعل هذا التصويت مجرد إجراء شكلي”.
ويقود سعيد ما يعرف بـ”مسار 25 جويليه (يوليو/تموز) الذي بدأ بإقالة الحكومة وتجميد البرلمان في 25 يوليو/تموز 2021 قبل حله نهائياً، بعدها عرض سعيد على الشعب دستوراً جديداً للاستفتاء، مر بأغلبية تجاوزت 94% من ناخبين لم تتجاوز نسبتهم 30.5%.
وقوبل الدستور الذي ما يزال ساري المفعول بانتقادات من رأوا فيه منحا لـ “سلطات مطلقة” للرئيس ووضعه “فوق المحاسبة” مقابل تقليص سلطة البرلمان. (BBC)
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.