دراساتسيناء

آثار سيناء ـ عراقة التاريخ وآفاق الاستثمار

تمهيد:

تمثل الآثار جزءاً رئيسياً من المكونات الثقافية لأي شعب؛ فهي تحكي عن التاريخ الذي يُشكل هوية المواطنين ويزيد من انتمائهم لوطنهم والاعتزاز به، كما أنها تعمل على جذب النشاط التثقيفي والسياحي نحوها، هذا فضلًا عن أنها تُعتبر – وخاصة في دولة كمصر – مقوم من أهم مقومات الاقتصاد ودعامة من دعائمه الأساسية.
وتعتبر سيناء بمحافظتيها الشمالية والجنوبية؛ من أهم المناطق الأثرية بمصر؛ والتي لو تم استغلالها استغلالًا أمثل؛ لتغير وضعها عما هي عليه الآن، بل ولتغير وضع مصر كله؛ فسيناء غنية بآثارها العديدة والفريدة؛ وهي آثار تشهد على مختلف الحضارات المصرية منذ الحضارة الفرعونية مرورًا بالحضارة اليونانية والرومانية وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، ورغم ذلك لم تلق سيناء أي اهتمام من الحكومات المتعاقبة؛ يليق بمكانتها وتاريخها.
والغريب أنه في الوقت الذي عانت فيه سيناء – ولا تزال – من عدم اهتمام الدولة بآثارها، رأينا الكيان الاسرائيلي استطاع الاستفادة من ذلك التراث أثناء احتلاله لسيناء، فقد كانت آثار سيناء من ضمن برامجه السياحية أثناء احتلاله لها منذ عام 1967 حتى وخروجه منها نهائيًا عام 1882، كما قام خلال تلك الفترة بإجراء العديد من الدراسات والخرائط العلمية والمسح الأثري، هذا فضلاً عن سرقة الكثير من آثارها وعرضها فى معارضه بالقدس وتل أبيب وبئر السبع1 .
ومن أجل ذلك قمنا بوضع هذه الدراسة، علّها تكون سببًا في إعادة النظر نحو آثار سيناء والعمل على الاستفادة منها، وخاصة أنها تمتلك من الآثار والتاريخ ما نستطيع من خلاله العمل على تنميتها بل وتنمية مصر كلها، وتشتمل الدراسة على؛ التعرف على سيناء تاريخًا وآثارًا عبر العصور المختلفة، مع ذكر لأهم أو معظم المناطق الأثرية الموجودة بها، مع وصف حالها الآن، ثم وضع مقترحات للاستفادة من تلك الآثار.

المحور الأول: سيناء.. الجغرافيا:

تقع سيناء في الجزء الشمالي الشرقي من مصر؛ وتبلغ مساحتها حوالي 60.000 كيلو متر، يحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الجنوب البحر الأحمر ومن الشرق خليج العقبة، ومن الغرب خليج السويس، وتنقسم سيناء إلى قسمين؛ القسم الشمالي ويتكون من سهول وكثبان رملية وهضاب، والقسم الجنوبي ويتكون من جبال وعرة وصخور نارية.
وتعددت أسماء سيناء في النصوص المصرية القديمة؛ فمنها: (تا مفكات أي: أرض الفيروز، و(خيتو مفكات أي: مدرجات الفيروز، و(جو مفكات أي: جبل الفيروز، و(حاست مفكات أي: صحراء الفيروز، و(تا شسمت أي: أرض المعدن الأخضر.
أما اسم (سيناء فهو مشتق من اسم رب القمر لدى الساميين والذي عرف باسم (سين على اعتبار ما كان للقمر من أهمية أثناء السير بالليل في سيناء2 .
وقد أُشير إلى (سيناء في القرآن باسم (سينين حيث ورد قول الله سبحانه وتعالى في سورة التين “والتين والزيتون، وطور سينين” اشارة إلى جبل الطور بسيناء.

المحور الثاني: سيناء .. التاريخ:

لأن سيناء جزء لا ينفصم من حضارة وادي النيل، فإن كل العصور التي مرت بها مصر من؛ فرعونية، ويونانية ورومانية، وغيرها من عصور التاريخ المصري العريق، تركت لنا في سيناء وديعة وهدية تمثلت في تلك الشواهد الأثرية التي لا تزال تُخبرنا عن الكثير من تاريخ تلك العصور؛ وهو ما يمكن تناوله عبر المراحل التالية:
أولاً: عصر الفراعنة:
الذين شيدوا معبد حتحور على جبل (سرابيط الخادم في وسط سيناء، إلى العصر الروماني الذي ترك العديد من الآثار عند (الفرصا في سهل الطينة وعلى شواطئ البحر المتوسط كالخوينات والفلوسيات في البردويل، ثم العصر المسيحي الذي شيد درة معمارية وأثرية هائلة في (دير سانت كاترين والعديد من الأديرة والكنائس، إلى العصر الإسلامي الذي ترك عشرات الآثار والتي من أبرزها القلاع العظيمة فى (جزيرة فرعون عند طابا وغيرها، شواهد أثرية تاريخية عديدة تحكي لنا عن عصور من الإبداع والعمران والحضارة، شيدها الإنسان المصري على أرض سيناء، لتبقى شاهداً على قدرته ورغبته في البناء وحافزاً على إنتاج المزيد من أركان الحضارة والعمران 3 .
وبالإضافة إلي ذلك؛ تتميز سيناء من الناحية التاريخية؛ بأن بها: الطريق الحربي الكبير (طريق حورس الحربي الذي يمر بها ولا تزال آثاره باقية، ثم المناجم الأثرية التي تشمل مناجم الفيروز والنحاس والتي تعد من أقدم المناجم في العالم4 .
ولذا قد نالت سيناء اهتمامًا واضحًا من كل الحضارات القديمة التي مرت بها، وهناك شواهد على ذلك، وسنحاول هنا أن نبين مدى هذا الاهتمام بطريقة تاريخية متسلسلة:
فسيناء؛ استوطنها انسان العصر الحجري والعصر النحاسي والعصر البرونزي؛ وخاصة في جبل (المجاهرة ومنطقة (الروافعة وشمال (بئر حسنة وقاع (وادي العريش ومنطقة (القصيمة و(الحسنة، بل وأشارت بعض الأدوات المكتشفة من العصر النحاسي إلى أن المصري القديم كان له نشاط مبكر في استخراج النحاس من سيناء5 .
واستمر النشاط المكثف للمصريين القدماء في البحث عن معادن الفيروز والنحاس خلال عصر الأسرات، وتشير الشواهد الأثرية إلى نشاط الملك “عنجي اب” (2925-2935ق.م من ملوك الأسرة الأولى الذي قام بحملة نحو سيناء.
كما شهدت سيناء اهتمامًا كبيرًا من حكام الأسرة الثالثة، فقد عُثر فيها على نقشين أثريين للملك “سا نخت” (2686-2668ق.م أحدهما في أحد المناجم، والآخر وهو يؤدب الأعداء، كما عُثر بها أيضاً على نقش من عهد الملك “زوسر” (2668-2649ق.م يظهر فيه الملك وهو يضرب العدو، وعُثر على نقش مشابه من عهد الملك “سخم خت” (2649-2643ق.م بوادي المغارة بسيناء6 .
أما الأسرة الرابعة؛ فقد اهتم ملوكها أيضًا بمناجم سيناء ومحاجرها، فاهتم الملك “سنفرو” (2575-2551ق.م بتأمينها وأقام الحاميات وحفَر الآبار في الطرق المؤدية لتلك المحاجر والمناجم، وقد وُجدت نقوش للملك “سنفرو” في سرابيط الخادم والمجاهرة وهو يقضي على المجرمين المعتدين على هذه المناجم، ثم جاء الملك “خوفو” (2551- 2528ق.م واستمر على نهج أبيه في تأمين سيناء ومحاجرها7 .
وسار على نفس النهج أيضاً باستثمار سيناء ومناجمها والحفاظ عليها وتأمينها؛ ملوك الأسرة الخامسة فقد وجدت نقوش في منطقة “وادي المغارة” تدل على ذلك وتحمل أسماء ملوكها مثل “ساحو رع” (2458-2446ق.م، “ني أوسر رع” (2416-2392ق.م، “جد كا رع” (2388-2356ق.م8 .
ومن الأسرة السادسة نجد ما يدل على اهتمام ملوكها ايضاً بسيناء، فهناك نقش يعود للعام السابع والثلاثين من حكم الملك “بيبي الأول” (2289-2255ق.م، كما أن هناك ما يدل على أن من ملوك هذه الأسرة من تعدى سيناء حتى دخل فلسطين9 .
وفي عصر الانتقال الأول (2180-2060ق.م تأثرت سيناء بالوضع السيء الذي عاشته مصر بشكل عام، فتعرضت للإهمال والتدهور وأثر ذلك على مناجمها ومحاجرها.
ومع بداية عصر الأسرة الحادية عشرة وإعادة الاستقرار إلى مصر، عاد الاهتمام بسيناء مرة أخرى؛ حيث عمل الملك “منتوحتب الثاني – نب حتب رع” (2055-2004ق.م على إعادة هيبة مصر من خلال الاهتمام بسيناء فقد أرسل حملة إلى هناك بقيادة “خيتي” الذي عمل على استتباب الأمن واعادة الاستقرار والقضاء على الخارجين على القانون الذين هددوا التجارة بين مصر وجيرانها الأسيويين10 .
أما ملوك الأسرة الثانية عشر؛ فقد ازداد اهتمامهم بسيناء بشكل ملفت؛ فقد أقاموا الحصون والقلاع ونقاط المراقبة؛ فأنشأ الملك “أمنمحات الأول” (1991-1962ق.م هناك تحصينات عرفت باسم (حائط الأمير أو (أسوار الحاكم، وسار على نهجه أيضاً ابنه “سنوسرت الأول” (1956-1911ق.م الذي أخضع الأسيويين على الحدود الشرقية11 .
ولكن لم يستمر هذا الاهتمام بسيناء طويلًا؛ فقد حل على مصر عصر الانتقال الثاني (1875-1580ق.م واحتلال الهكسوس لمصر (1674-1558ق.م فكادت سيناء أن تنفصل عن مصر حيث لم يُذكر هناك أي نشاط للحكام المصريين خلال تلك الفترة12 .
أما في عصر الدولة الحديثة (1570-1070ق.م وخاصة خلال عصر الحكام العظام؛ ملوك الأسرة الثامنة عشر (1550-1292ق.م فقد تغير الحال كثيرًا، حيث اهتم هؤلاء الملوك بسيناء أيّما اهتمام بل وتجاوزوها حتى وصلوا إلى دول آسيا؛ وتوسعت الدولة المصرية في عهدهم، وأنشأوا أهم طريق في سيناء المسمي بـ (طريق حورس الحربي الواصل بين القنطرة وغزة، والذي سهّل من تحركات الجيش المصري نحو اسيا، وهناك العديد من الوثائق التي تثبت ذلك الجهد الذي بذله ملوك تلك الأسرة في تأمين حركة التجارة عبر سيناء، وتأمين الجيش الذي كان يعبر نحو الشرق من خلالها حيث عُثر هناك على العديد من الحصون والقلاع ومراكز التموين والإمداد وكذلك الآبار13 .

  • وفي فترة الاحتلال الفارسي لمصر، عندما قرر “قمبيز بن قورش” (530-523 ق.م احتلال مصر عام 525 ق.م، قاد قواته نحو مصر وكانت أولى مواجهته مع المصريين عند الفرما بشمال سيناء حيث دارت فيها معركة رهيبة استبسل فيها المصريون حتى خارت قواهم ودخل الفرس مصر14 .
  • وجاء العصر البطلمي، وبدأ الاهتمام بسيناء يزداد منذ عصر “بطلميوس الأول سوتير” (367-283ق.م؛ حتى أنه عندما سعى ملك سوريا “انتيجونوس” عام 306 ق.م للإستيلاء على مصر عبر سيناء، فشل في الاستيلاء على الفرما فارتد من حيث أتى، كما حاول “أنطيوخوس الرابع” غزو مصر من خلال سيناء أيضاً في عهد “بطلميوس السادس” (186-145ق.م عام 170ق.م واستطاع حينها الإستيلاء على (الفرما والتقدم نحو منف، كما شهدت سيناء أيضاً مرور الملكة “كليوباترا” (69-30ق.م من خلالها أثناء هروبها إلى سوريا15 .
  • وفي العصر الروماني (ابتداءً من 30 ق.م كان لـ (الفرما مكانة كبيرة؛ حيث رابطت به حامية عسكرية، كما جرى تشييد قلاع على امتداد الطريق الساحلي المؤدي إلى سوريا16 .
  • وكانت سيناء أيضاً معبراً للعائلة المقدسة التي تحركت من بيت لحم إلى الخليل ثم بئر سبع حتى الوصول لسيناء عبر الطريق الساحلي بشمال سيناء، كما أن حركة الرهبنة في القرن الثالث الميلادي بدأت من سيناء، ونشأت عدة مجتمعات رهبانية في منطقة الجبل المقدس جبل سيناء (منطقة سانت كاترين حالياً17 .
  • وعند دخول الإسلام مصر كان لسيناء دورًا كبيرًا أيضًا؛ فقد دخل “عمرو بن العاص” (585-664 م مصر عن طريق سيناء في عام 640 ميلادية، وفي عام 750م هرب “مروان بن محمد” (688- 750م آخر الخلفاء الأمويين إلى مصر عبر سيناء، وفي عصر الدولة الطولونية (868-904م التي ضمت الشام إلى مصر أصبحت سيناء رابطة الإتصال بين مصر والشام، وفي عهد “خمارويه” (884-896 م عبرت سيناء قافلة تحمل ابنته “قطر الندى” التي جهزها لتُزف إلى زوجها الخليفة العباسي “المعتضد” (857-902م بجهاز ظل حديث الناس لعصور طويلة؛ حيث أقام “خمارويه” لابنته على الطريق عبر سيناء قصراً على رأس كل مرحلة؛ أثثه بكل ما تحتاجه في حال اقامتها، وفي العصر الفاطمي (973-1171م عبرت الجيوش سيناء لضم الشام والحجاز واليمن للدولة الفاطمية، مما دفع بزعيم القرامطة للهجوم على مصر عبر سيناء أيضاً حتى وصلوا القلزم (السويس حالياً، وفي عصر السلاجقة حاولوا أيضاً احتلال مصر عبر سيناء؛ إلا أن أمير الجيوش “بدرالجمالي” (1014- 1094م ردهم على أعقابهم مدحورين من خلال سيناء أيضاً18 .
  • كما تعرضت مصر للخطر الصليبي عبر سيناء عندما تقدم “بلدوين الأول” عام 1118م بجيش وصل إلى سيناء ولكنه عجز عن استكمال مسيرته فمات في سيناء ثم نقل جثمانه إلى القدس19 ، وفي العصر الأيوبي خرج “صلاح الدين” سنة 1170م إلى (آيلة فاتحاً إياها عبر سيناء بمراكب مفككة حملها على الإبل وأنزلها البحر هناك، كما أقام هناك قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون، وقلعة الجندي برأس سدر، بل وكان له طريق خاص بوسط سيناء يسمى درب الشعوي20 ، وفي عهد المماليك الجراكسة؛ بنى السلطان “قنصوة الغوري” (1441-1516م القلاع على هذا الطريق ومنها قلعة نخل وقلعة العقبة21 ، وفي العصر العثماني( 1213- 1798م؛ بنى السلطان “سليم الأول” (1470 –1520م قلعة الطود المندثرة، وبنى “السلطان سليمان” (1494-1566م قلعة العريش، ورمم السلطان “مراد الثالث” (1546-1595م قلعة نخل، كما رممها أيضا السلطان “أحمد الثالث” (1673-1736م بن السلطان “محمد الرابع” (1642-1693م22 .
  • والفرنسيون أنفسهم عرفوا قيمة سيناء فاهتموا بها عند احتلالهم لمصر عام 1798م، حيث قام نابليون بمحاصرة قلعة العريش في فبراير من عام 1799 لمدة أربعة عشر يوماً حتى استسلمت؛ ولكن سرعان ما أستردها العثمانيون مرة أخرى في ديسمبر من العام نفسه، ومع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805م؛ بدأ الإهتمام بسيناء يزداد وخاصة أنها كانت طريقًا لحملات محمد علي وأسرته نحو الشرق؛ فقد قام “إبراهيم باشا” (1789-1848م بترميم بئر قاطبة وبئر العبد وبئر الشيخ زويد بشمال سيناء أثناء المرور بحملته نحو سوريا عام 1931م، كما اهتم محمد علي نفسه بالكشف عن معادن سيناء ووُضعت في عهده أول خريطة لسيناء في العصر الحديث، وفي عهد عباس الأول بن طوسون بن محمد علي (1848–1854م زار سيناء وبنى حمامًا فوق النبع الكبريتي بمدينة الطور، كما مهد طريقًا من دير سانت كاترين حتى قمة جبل موسى، وأسس سعيد باشا (1854- 1863م محجر الحجاج بطور سيناء، وفي عهد اسماعيل بن ابراهيم باشا (1863- 1879 م أرسل الإنجليز بعثة علمية إلى الطور فأقامت هناك ستة أشهر ورسمت عدة خرائط للمنطقة ونشرت أعمالها عام 1872م، وفي عهد عباس حلمي الثاني بن توفيق (1892- 1914م قام بزيارة الطور ومحجرها وحمامها، كما زار العريش ورفح23 .

أهم المواقع الأثرية بسيناء:

وترتب على هذا الاهتمام الكبير الذي نالته سيناء من ملوكها عبر العصور المختلفة؛ أن ظلت آثارها شاهدة عليهم وعلى اهتمامهم، وسنذكر هنا أهم أو معظم تلك الشواهد الأثرية، بداية من شمال سيناء ثم جنوبها، إضافة إلى بعض المناطق التي تقع في وسط سيناء:

أولاً: المواقع الأثرية بشمال سيناء:

تشمل محافظة شمال سيناء العديد من المناطق والشواهد الأثرية؛ التي تركتها الحضارات السابقة، ومنها:

  • آثار العريش: ومنطقة العريش بشكل عام لها همية كبرى منذ القدم، فقد كان بها ميناء هام على البحر المتوسط، كما كانت من أهم المناطق الإستراتيجية الواقعة على الطريق الأثري القديم (طريق حورس الحربي، وكانت تضم العديد من القلاع والحصون والمستوطنات التي ضاع معظمها مع مرور الزمن؛ من أهمها قلعة العريش؛ التي لا يزال يتبقى منها سور مربع يبلغ ارتفاعه نحو 8 أمتار وطول ضلعيه الشمالي والجنوبي 85 متراً والشرقي والغربي 75 متراً، وفي أعلى السور توجد ستة مزاغل لضرب النار؛ وفي كل برج قبو لخزن القنابل، وقد اعتمد العثمانيون كثيرًا على هذه القلعة في صراعاتهم حتى الحرب العالمية الأولى24 .
  • تل الشيخ زويد: ويقع شمال مدينة الشيخ زويد، وكان أحد المناطق الإستراتيجية الهامة في طريق حورس الحربي أيضًا، وقد وُجدت به العديد من الآثار الفرعونية التي تعود لعصر الدولة الحديثة، وبقايا كنيسة من العصر المسيحي، وما زال التل يُخبىء في باطنه الكثير25 .
  • تل الفــرما؛ ويقع شمال قرية بالوظة على طريق القنطرة – العريش عند مكان مصب الفرع البيلوزي القديم لنهر النيل، وكانت أهم حصون الدفاع عن الدلتا من ناحية الشرق، وقد وقعت عندها معارك عديدة من أهمها المعركة التي وقعت بين جيوش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وجيش الرومان في عام 640م.
  • تل الخروبة: ويقع شمال (قرية الخروبة على طريق العريش – رفح، وعُثر فيه على العديد من الآثار التي تعود لعصر الدولة الحديثة، مثل: الأطلال المتبقية من قلعة كانت مشيدة بالطوب اللبن، كانت إحدى القلاع الحصينة التي تمد الجيش بالمؤن على طريق حورس الحربي26 .
  • منطقة عين القديرات: وتقع في واد خصيب يروى بواسطة (عين القديرات وتعكس الآثار المكتشفة فيها أهمية هذه المنطقة ودورها المركزي في العصور الفرعونية المبكرة وقد عثر فيها أيضاً على بواقي حصون دفاعية كانت مستخدمة خلال عصر الدولة الحديثة؛ منها؛ القلعة الوسطى؛ وهي ذات حوائط قوية وأبراج وخنادق، وهي مستطيلة الشكل 60 مترا× 40 مترا وجدران خارجية بسمك 4 أمتار وحولها 8 أبراج، ثم الحصن الأخير؛ الذي لا تزال آثاره ظاهرة، كما عٌثر به أيضاً علي أعمدة من الجرانيت الأسود، وكسر الزجاج والفسيفساء وقطع النقود من عصر الرومان والبيزنطيين والدولة الإسلامية الأولى 27.
  • تل الفلوسيات: ويقع شمال (قرية مزار على ساحل بحيرة البردويل، ويحتل التل موقعاً استراتيجيًا متميزًا؛ فهو يقع عند نقطة إلتقاء الشاطىء بمنطقة الفرما، والطريق الحربي الذي يخرج من القنطرة ويمر في سيناء، ويضم الموقع آثارًا يونانية ورومانية وأطلال مجموعة من الكنائس ترجع إلى القرن الخامس الميلادي، كما لا يزال يوجد بها بقايا لحصن الإمبراطور جستنيان الذي أقيم في القرن السادس الميلادي؛ وقد أطلق عليها البدو اسمها الحالي لكثرة ما عثروا فيها على نقود رومانية28 .
  • بئر العبد: ويقع في منطقة الدراويش على بعد 30 كم شرق تل الفرما على طريق القنطرة العريش، وقد عثر فيه على مجموعة من الآثار من أهمها صوامع غلال مشيدة بالطوب اللبن تعود لعصر الأسرة الثامنة عشر29 .
  • تل المخزن: ويقع إلى الشرق من (تل الفرما، وقد عُثر فيه على آثار ونقوش هيروغليفية ترجع لعصر الملك رمسيس الثاني، كما عثر به على كنيسة تعود للعصر الخامس الميلادي.
  • تل حبوة: ويقع شمال شرق مدينة القنطرة شرق، وعُثر فيه على بعض القلاع التي يعود بعضها لفترة إحتلال الهكسوس لمصر، كما ترجع إحدى القلاع المشيدة بالطوب اللبن إلى عصر الملك “سيتي الأول” وتبلغ مساحتها 800×400 متر، وهي تظم عددًا من الأبراج بها مجموعة من المخازن والحجرات، وصوامع الغلال واصطبلات للخيول، كما عُثر في هذه القلعة على أختام ترجع لعصر كلًا من الملك “تحتمس الثالث” (1481-1425ق.م والملك “رمسيس الثاني” (1279-1213ق.م30 .
  • القنطرة شرق: وبها مدينة قديمة – كما تذكر النصوص المصرية القديمة – أسفل المدينة الحالية عُرفت باسم (ثارو، ولا تزال أطلالها باقية حتى الآن، وكانت تحتوي على حصن “ثارو” الذي اعتُبر من أقوى الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية، وكان يعلو هذه المدينة قنطرة يلزم على كل قادم إلى سيناء أن يمر عليها، كما عُثر بها على جبانة أثرية تعود للعصرين البطلمي والروماني31 .
  • رفح: وتقع مدينة رفح على شاطىء البحر المتوسط بين مصر وفلسطين، وقد ذُكر اسمها في النصوص التي ترجع لعصر الدولة الحديثة حيث كانت تُسمى بـ”ربح”، ثم تطورت إلى رفح، ولم يبق من آثارها إلا بقايا من أحجار كنيسة مسيحية من القرن السابع الميلادي.
  • طريق حورس الحربي: وقد كان هذا الطريق من أهم الطرق العسكرية في تاريخ مصر القديم، وقد ورد ذكره في العديد من النصوص والوثائق الأثرية؛ أهمها ما جاء على الجدار الشمالي لصالة الأعمدة بمعبد الكرنك بالأقصر، حيث يذكر أخبار حملة “سيني الأول” إلى فلسطين في العام الأول من حكمه، كما تذكر هذه الوثائق أيضاً عددًا من المناطق التي مرت بها الحملة في هذا الطريق بالصورة والاسم، كما ورد ذكر هذا الطريق أيضاً في (بردية انستاسي- رقم 1 والتي يسخر فيها أحد الكتبة من زميل له لا يعرف المعلومات الدقيقة عن هذه البلاد الواقعة على حدود مصر الشرقية ويقدم له المعلومات الصحيحة التي تساعده في ذلك، ويبدأ هذا الطريق من ثارو (القنطرة شرق ويمر بالقرب من تل الحير ثم بئر رمان ومنه إلى قاطية ثم العريش جنوب سبخة البردويل مارًا بمنطقة بئر مزار ثم إلى العريش والشيخ زويد وينتهي عند رفح32 .
  • كثيب القلس؛ وهو موقع قديم على شاطيء البحر المتوسط شمال بحيرة البردويل وقد ذكرها بطلميوس تحت اسم كاسيوم، وعثر بها على عدد من الأحجار عليها نقوش يونانية وشواهد لمبان أثرية من العصر الروماني33 .
  • تل قـاطية؛ ويقع عند قرية قاطية بشمال سيناء وينتشر على سطحه بقايا المباني الأثرية من العصرين البطلمي والروماني والعصر الإسلامي، وقاطية بلدة معروفة كثيرة النخل ذُكرت في كتابات الرحالة المسلمين كثيرًا وبها بئر ماء رممه إبراهيم باشا ابن محمد علي في بداية القرن التاسع عشر، ثم رممه الخديوي عباس عند زيارته للعريش، وتضم آثار قاطية مسجدًا من العصر العثماني ومنطقة صناعية وسوق المدينة .
  • تل المحمديات؛ ويقع شمال شرق قرية رمانة على طريق القنطرة – العريش، وتوجد به بقايا مبان أثرية ترجع إلى العصرين البطلمي والروماني؛ حيث كان اسمها في ذلك العصر (جرها؛ وفيها حصن كبير من ذلك العصر يقع على ربوة عالية قريبة من الشاطىء؛ وهو عبارة عن قلعة أسوارها من الأحجار الكلسية البحرية وذات أبراج مستطيلة ومربعة وبها بعض المساكن من الطوب اللبن34 .
  • تل أبو صيفي؛ ويقع جنوب مدينة القنطرة شرق، ويُشار إلى أنه كان موقع الحصن الروماني (سيلا وعثر به على قلعة بطلمية وأخرى رومانية بها؛ وسميت هذه المنطقة باسم التل الأحمر؛ نظرًا للون القرميد الأحمر الذي يميز بقايا مباينها وأحجارها الأثرية، وتوجد بها بقايا هيكل من عهد سيتي الأول ورمسيس الثاني للمعبود حورس وبقايا معسكر روماني وجدت به كتابات باللاتينية للإمبراطورين دوميتيان (51-96م ومكسيميان (286-305م، وفي عام 1907 عُثر فيه على حجر عليه نص هيروغليفي وحجر طحن كبير؛ كما عثر قرب القنطرة شرق على حجر من الصوان الأحمر مليء بالكتابة الهيروغليفية، كما عثر في عام 1911 على بقايا جبانة قديمة بداخلها توابيت من الحجر عليها كتابات هيروغليفية أيضاً35 .

وفضلاً عن هذه الأماكن الأثرية المذكورة بشمال سيناء؛ فإنه توجد هناك بعض المواقع الأخرى التي تعود للعصرين البطلمي والروماني، ومناطق أخرى تحوي آثارًا إسلامية وقبطية، وكلها أو معظمها يقع في تلال أثرية؛ مثل: تل المطبعة، وتل السويدات، وتل الست، وتل قبر عمير، وتل الخوينات، وتل أبوشنار، وتل الطينة، وتل الكنائس، وتل اللولي، وتل الفضة، وتل الحير، وتل مسلم، وتل الكدوة.

ثانياً: المواقع الأثرية بجنوب سيناء:

  • سرابيط الخادم: وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة أبو زنيمة، وتضم المعبد الذي كُرس للمعبودة “حتحور” ربة الفيروز بداية من عصر الدولة الوسطى وحتى نهاية عصر الدولة الحديثة، كما يضم المعبد أيضاً قاعة لعبادة “سوبد”، وقد قام بتشييد هذا المعبد الملك “أمنمحات الأول” حيث عُثر له فيه على تمثال يحمل اسمه كما عثر له أيضاً على نقوش تحمل اسم الملك “سنوسرت الأول” كما تحمل أسماء إحدى زوجاته وإحدى بناته، وقد أضاف أجزاءً أخرى للمعبد كلًا من الملك “أمنمحات الثاني” و”سنوسرت الثاني” و “سنوسرت الثالث”، كما أضاف أيضاً كلًا من “أمنمحات الثالث” و”أمنمحات الرابع” الهيكل الذي يعرف بــ”هيكل الملوك” والذي خُصص لعبادة “حتحور” و”سوبد”36 .

وفي عصر الدولة الحديثة اهتم ملوكها اهتماماً كبير بهذا المعبد، حيث قام الملك “أمنحتب الأول” بترميم هيكل “حتحور وسوبد”، كما شيد هيكلًا آخر تُقام فيه عملية التطهير يعرف باسم “حنفية حتحور”، كما أظافت كلًا من حتشبسوت، وتحتمس الثالث، وأمنحتب الثاني، وتحتمس الرابع؛ مجموعة أخرى من الحجرات إلى المعبد، أما الملك “أمنحتب الثالث” فقد أقام مسلتين على جانبي مدخل المعبد، كما ترك ملوك الأسرة التاسعة عشر نقوشاً عديدة تحمل أسمائهم بالمعبد، وآخر ملك ذُكر اسمه بنقوش المعبد هو الملك “رمسيس السادس” من الأسرة العشرين.
ويقع المعبد فوق أعلى هضبة هناك، حيث ترتفع حوالي 1200متر عن مستوى سطح البحر، ويبلغ طول المعبد حوالي 80 متر وعرضه حوالي 35 متر، ويشتمل على ثلاثة مداخل؛ المدخل الأول، وهو المدخل الرئيسي من “روض العير”، والمدخل الثاني؛ من “وادي الخصيف”، والمدخل الثاث من “وادي الطليحة”، والمدخل الرئيسي به لوحتان؛ إحداهما من عهد الملك “رمسيس الثاني” والأخرى من عهد الملك “ست نخت” أول ملوك الأسرة العشرين، ويلي المدخل صرح أقامه الملك “تحتمس الثالث” يؤدي إلى مجموعة من الأفنية تشتمل على مجموعة أخرى من الحجرات تحمل أسماء العديد من الملوك وقادة الحملات العسكرية.
واستمر المعبد على هيئته إلى فترة زمنية طويلة، ولكنه تعرض للتدمير شبه الكامل أثناء الإحتلال الإسرائيلي لمصر بعد 1967م، بل ونتم نقل العديد من محتوياته من لوحات وتماثيل وغيرها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال تلك الفترة37 .
وبجوار المعبد تقع مغارات الفيروز التي تحتوي على نقوش أثرية هامة، وهي المغارات التي اكتشفها عالم الآثار “بتري” عام 1905 ، كما وجد بهذه المغارات ايضاً بعض النقوش التي لم تكن معروفة من قبل والتي وصل عددها إلى 25 نقشاً، والتي اصطلح العلماء مؤخراً على تسميتها (الأبجدية السينائية لأنه ثبت أنها علامات متأثرة بالعلامات الهيروغليفية وفي نفس الوقت متأثرة بعلامات الكتابة السامية حيث ثبت أن بعض العمال الأسيويين كان يفدون إلى هذه المنطقة من فلسطين للعمل أو التجارة، كما توجد أيضاً إلى الغرب من المعبد منازل العمال التي تقع في أشكال دائرية وقد عُثر بها على شواهد توثق للحياة اليومية38 .

  • نقوش مناجم وادي المغارة: حيث عُثر في هذه المناجم على ما يقرب من 45 نقشًا، مكتوبًا بالخط الهيروغليفي، ويعود أغلبها لعصر الدولتين القديمة والوسطى، وقليل منها يعود لعصر الدولة الحديثة، ومن أهم نقوشها تلك النقوش التي تحمل أسماء الملوك: زوسر، وسخم خت، وسنفرو، وساحورع، وببي الأول، وأمنمحات الثالث، وامنمحات الرابع، وتحتمس الثالث، وحتشبسوت39 .
  • دير سانت كاترين: وهو الدير الذى تم بنائه ليكون معقلًا لرهبان سيناء وقد سُمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين، ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادى عندما أمرت الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين فى عام 342 م ببناء دير يحوي كنيسة عرفت باسم كنيسة العذراء عند موقع الشجرة المقدسة أو العليقة الملتهبة40 ؛ ومن أهم معالم الدير؛ الكنيسة الرئيسية بالدير وهي أقدم الآثار المسيحية في سيناء وإحدى أهم الكنائس في العالم وذلك لما تحويه جدرانها من فسيفساء تعتبر من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله – حيث لا يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء أياصوفيا في اسطنبول، وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد؛ والمنظر الرئيسى فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى، بينما بطرس مستلقيًا عند قدميه وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وقد راكع أمام الشجرة، وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه – وتقع هذه الكنيسة على اثني عشر عموداً يرمز كلًا منها إلى شهر من شهور السنة وإلى الإثني عشر رسولاً، كما يوجد أيضا داخل الدير(شجرة العائلة المقدسة وهي المكان الذى كلم الله عز وجل فيه موسى عليه السلام بوادي طوى، ويوجد أمام الكنيسة الكبرى مسجد الحاكم بأمر الله الذى تم بنائه بالحجر الجرانيت خلال العصر الفاطمي في القرن الحادى عشر الميلادى41 ، كما توجد بالدير مكتبة، يُرجع كثير من الباحثين شهرة الدير إليها؛ فهي مكتبة غنية بالمخطوطات النادرة، كما تضم عددًا من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير؛ أشهرها ما يقال بأنه وثيقة من الرسول صلى الله عليه وسلم يعطي فيها الأمان للدير والرهبان؛ ويُعتقد أن من كتبها هو سيدنا عمر بن الخطاب 42 .
  • آثار الطور؛ حيث توجد أكثر من منطقة أثرية بمدينة الطور أبرزها منطقة الكيلاني والميناء التجاري القديم الذي تم الكشف عنه ويرجع إلى العصر المملوكي، كما عثرت البعثة اليابانية التي تنقب هناك على العديد من الآثار الهامة من الأدوات والعملات وغيرها من القطع الأثرية التي تعود إلى عدة قرون مضت43 .
  • وادي غرندل؛ ويقع على طريق السويس – الطور الرئيسى، وعثر به على آثار من العصر الروماني لمباني من الطوب اللبن، وأفران ومخازن وعدد كبير من القطع الفخارية والعملات البرونزية والقطع الزجاجية، والمنطقة بها أيضًا بئر يرجع إلى العصر الروماني44 .
  • منطقة عيون موسى، وتقع على بعد 15 كم من نفق الشهيد أحمد حمدي، وعلى بعد 20 كم من رأس سدر وتضم 11 بئرًا45 .
  • وتتميز جنوب سيناء بشكل عام بالمناطق الجبلية مثل جبل موسى وجبل عباس بمنطقة سانت كاترين ودير الوادى بطور سيناء الذى بنى فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادي، وكشفت عنه حفائر منطقة جنوب سيناء منذ عام 1985 حتى 1993 وظل عامرًا حتى العصر الفاطمى، ثم تحول بعد ذلك إلى مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة، أيضا هناك جبل الناقوس الذى يقع على بعد 13كم شمال غرب مدينة طور سيناء و10كم شمال جبل حمام موسى ويشرف على خليج السويس ويفصل بينه وبين الخليج مدق صغير ويتراوح ارتفاعه ما بين 224 و302م فوق مستوى سطح البحر وعليه نقوش صخرية باللغة العربية تعود للفترة من القرن الأول حتى الرابع الهجرى علاوة على كتابات المسيحيين أثناء رحلتهم المقدسة للقدس عبر سيناء ومرورهم بهذا الجبل فى فترات تاريخية مختلفة وكذلك كاتدرائية وادي فيران 46 .

كما توجد بجنوب سيناء مناطق أثرية أخرى؛ مثل: منطقة وادي فيرون، ومنطقة عيون موسى، وجزيرة طابا أو جزيرة فرعون والتي بها قلعة لصلاح الدين الأيوبي، ومنطقة تل الصابحة في وسط سيناء وبها بقايا مدينة أثرية أو محطة مرورية في طريق القوافل الذي كان يربط جنوب فلسطين ببلاد النبطين في البتراء47 .

ثالثًا: المناطق الأثرية وسط سيناء:

يوجد وإلى جانب الطريق الرئيسي الموازي للساحل الشمالي بسيناء؛ طريقًا آخر يبدأ من رأس خليج السويس مباشرة إلى رأس خليج العقبة؛ ماراً بوسط سيناء؛ وهو المعروف باسم (درب الحج حيث كان طريق الحجاج من مصر وشمال أفريقيا إلى مكة والمدينة المنورة؛ ولكن آثار هذا الطريق تدل على أنه أيضاً كان ذا أهمية عسكرية بالنظر إلى عدد من القلاع الكبرى التي تقع عليه أو بالقرب منه وأهمها:

  • قلعة الجندي؛ وتقع على تل رأس الجندي الذي يصل ارتفاعه إلي 2150 قدماً فوق سطح البحر، ويرتفع 500 قدم فوق السهل المنبسط المتسع حوله من كل الجهات، والتل له شكل فريد، وموقع حاكم يجعلانه هيئة طبيعية ظاهرة بالعين المجردة من على بعد عدة كيلو مترات ومن يقف فوقه يكشف المكان لمسافة بعيدة، وقد قام بإنشاء هذه القلعة صلاح الدين الأيوبي عام 1183 م وأتم البناء عام 118748
  • قلعة نخل؛ وتقع على هضبة عالية بمدينة نخل قرب الطريق الدولي بوسط سيناء، وقام ببنائها السلطان المملوكي قنصوة الغوري عام 1516م قبل هزيمته على يد العثمانيين ببضعة شهور، والقلعة عبارة عن بناء مربع الشكل وبها خمسة أبراج وبنيت من الحجر المنحوت، وقام السلطان مراد الثالث العثماني بترميمها عام 1594م، وتتميز قلعة نخل بموقعها الاستراتيجي على المناطق المحيطة من كل الاتجاهات49
  • قلعة صلاح الدين؛ وتمثل قلعة صلاح الدين الايوبي على جزيرة فرعون في سيناء قيمة تاريخية وأثرية كبيرة؛ حيث لعبت هذه القلعة الشامخة دور الحارس الأمين للشواطيء العربية في مصر والحجاز والأردن وفلسطين على حد سواء، وأسهمت في درء الأخطار العسكرية أثناء الصراع الصليبي – العربي، وقد بنيت هذه القلعة على بعد نحو 60 كيلو متراً من مدينة نوبيع، وعلى بعد نحو 8 كيلو مترات جنوب طابا لتكون قاعدة متقدمة لتأمين خليج العقبة من أية غزوة صليبية50 .
  • قلعة نوبيع؛ وتعرف بطابية نوبيع، وهي عبارة عن طابية صغيرة قامت ببنائها السردارية المصرية في عام 1893م وجعلتها مركزًا للشرطة من الهجانة لحفظ الأمن في تلك المنطقة، وللقلعة سور ومزاغل وباب كبير، وداخل السور بئر ماء، وتقع على بعد ميلين من معبد وادي العين شمالاً وهي المنطقة التي تسمى حالياً نوبيع الترابين51 .

اسرائيل وكيف استفادت من آثار سيناء:

وفي الوقت الذي نرى فيه آثار سيناء تعاني من الإهمال وضعف الإهتمام من قبل الحكومات المصرية المتعاقبة، نتذكر مدى اهتمام اسرائيل بآثار سيناء خلال فترة احتلالها؛ فقد تم الإهتمام بسيناء وآثارها أيمّا إهتمام، واستغلت اسرائيل فترة احتلالها في الكشف عن الكثير من خباياها؛ فقد بلغت الحفريات الإسرائيلية بسيناء أكثر من 35 موقعًا في الفترة بين 1967 وحتى عام 1982 وهي حفريات علمية ضخمة قامت بها المتاحف والمعاهد والجامعات ومراكز الأبحاث، فلم تنتظر إسرائيل بعد احتلالها سيناء في يونيو 1967 كثيرًا بل قامت وعلى الفور في أغسطس من نفس العام – أي بعد شهرين فقط – بإرسال بعثات علمية قامت بالمسح الأثري وأعمال الحفائر في بعض المواقع بسيناء شمالًا وجنوبًا، وأسفرت تلك الحفريات عن الكشف واستخراج العديد من الآثار المصرية المختلفة، وكانت تلك الآثار معروضة في متاحف مثل جامعة “بن جوريون” ومتحف إسرائيل القومي وجامعة تل ابيب، بالإضافة إلى وجود آثار كثيرة في المخازن الإسرائيلية، ومن أبرز هذه الآثار؛ المجموعة الأثرية التي سُميت باسم مجموعة “موشي دايان” واشتملت على شواهد قبور من العصر البيزنطي بالإضافة الى العديد من الأقنعة الجصية الملونة والحلي والعقود والأساور، ومخطوطات عربية من قلعة صلاح الدين بطابا، بالإضافة إلى العديد من أواني الفخار 52 .
وحسبما أفاد تقرير المجلس الأعلى للآثار بعنوان “آثار سيناء العائدة من إسرائيل” بأن وزير الثقافة الأسبق الدكتور فاروق حسني أصدر قرارًا بتاريخ 3 يناير1993 بتشكيل لجنة من المجلس الأعلى للآثار بخصوص المفاوضات بشأن استرداد آثار سيناء المكتشفة منذ 1967 وحتى 1982، جاء فيها أن جولة المفاوضات قد توصل فيها الوفد إلى جدول زمني لاسترداد آثار سيناء على دفعات تنتهي في نهاية ديسمبر 1994 حسبما تم الإتفاق عليه مع الجانب الإسرائيلي، وبدأ تسليم آثار سيناء لمصر لإثبات حسن النوايا، بتسليم الوفد المفاوض المخطوطات التي عثر عليها في حفريات جزيرة فرعون، إضافة إلى تقديم كشف بأسماء المواقع التي أجريت فيها حفريات أو مسح أثري في الجزء الشمالي والغربي، حيث بلغ عدد المواقع 59 موقعًا وخرائط مساحية بالمواقع الأثرية المكتشفة في سيناء، وتم تسليم الآثار على أربع دفعات وضمت الدفعة الأولى 28 صندوقًا و10 لوحات يونانية وضمت الدفعة الثانية 103 صندوق، كما ضمت الثالثة 415 صندوقًا أما الدفعة الرابعة والأخيرة ضمت 838 صندوقًا بأحجام كبيرة ومتوسطة تحتوي على؛ آثار فرعونية ويونانية وإسلامية، وبعض اللوحات الفرعونية كبيرة الحجم والأقنعة التي ترجع إلى العصر الفارسي، والحُلي والعملات الذهبية والبرونزية .53
ورغم الإعلان عن استرداد هذه الآثار إلا أن الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق نفى ذلك قائلًا: إن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان قام بسرقة أثار كثيرة من سيناء، والبعثة التي ذهبت إلى إسرائيل لإعادة الأثار لم تأتِ بأشياء ثمينة .54
أما أول بعثة علمية مصرية للآثار بسيناء فقد بدأت عملها عام 1983 على أيدي متخصصين وباحثين مصريين، بعد انهاء الإحتلال الاسرائيلي.

كيف ننشط سيناء سياحياً وأثرياً:

بعد أن استعرضنا التاريخ الأثري لسيناء، وظهر لنا من خلاله مدى ما تكتنزه من آثار فريدة لو أحسنّا استغلالها بصورة جيدة لأصبحنا في مصاف الدول السياحية عالمياً؛ هذا رغم أن الواقع يُخبرنا بأن سيناء لا يتم الإهتمام بها ولا تظهر إلا فى الأعياد والمناسبات الوطنية، كما أنها مرتبطة في ذهن الكثير بالمنتجعات السياحية فقط، رغم أن سيناء تتمتع بموقع مناخي متميز، يجب علينا استغلاله مع ما تحمله من كنوز، وهنا تبرز بعض المقترحات التي بامكانها المساعدة في تحقيق هذا الهدف، ومنها:

  • أن تهتم وزارة الآثار بسيناء اهتماماً خاصاً؛ فتعمل على ضم كل المواقع الأثرية الواقعة بسيناء إليها، وأن تحرص على زيادة عدد وكفاءة العاملين بالمناطق الأثرية هناك، وأن تعمل على تحفيز المتخصصين نحو العمل بآثار سيناء والإنتقال إليها، كما يجب على وزارة الآثار أيضاً أن تفتح المجال – بصورة حقيقية – للقيام بعمل حفريات أثرية بسيناء من خلال البعثات المصرية المتخصصة مع امكانية مشاركة البعثات الأجنبية أيضاً؛ ولكن يجب أن يكون الإشراف مصري، ومن الممكن أن تقوم وزارة الآثار أيضًا بالتالي:
  • القيام بتسجيل وتوثيق، الآثار الموجودة بسيناء بطريقة صحيحة وشاملة.
  • العمل على الحفاظ المبدئي على جميع الآثار الموجودة بسيناء، ويشمل هذا الحفاظ؛ التنظيف اليدوي أو الكيميائي، وإعادة تجميع الأجزاء المكسورة أو المنفصلة
  • الحفاظ الشامل على الآثر؛ ويشمل الإجراءات السابقة، مع إعادة بناء لبعض أجزاء الأثر المهدمة، واستكمال لبعض الأجزاء المفقودة على أن يكون هذا التدخل مشروطاً ومحسوباً، إضافة إلى تحقيق التوازن البيئي المباشر، أو تطبيق أغطية عازلة وواقية من التأثيرات المتلفة للبيئة المحيطة.
  • إعادة النظر في جميع المناطق الأثرية والسياحية الموجودة في سيناء، فهي عبارة عن مًجمع لتنوع أثري رائع من كل العصور والأديان السماوية، فسيناء تحتوي علي العديد من الآثار الفرعونية والآثار البطلمية والرومانية والآثار القبطية والإسلامية والتي تم ذكرها آنفًا، فيجب أن يتم ستغلالها ثقافيا وسياحيا وخاصة تلك الآثار الفريدة من نوعها.
  • الإهتمام بوضع المواقع الأثرية بسيناء على الخريطة السياحية، والعمل على جذب وتنشيط السياحة نحو تلك المواقع، فسيناء لا تمتلك منتجعات سياحية فقط، بل تشمل أيضاً مناطق أثرية فريدة تتميز بها على مستوى العالم فيجب على وزارة السياحة أن تعمل على جذب السياحة نحوها كما تقوم بالعمل على جذب السياحة نحو المنتجعات السياحية، فهناك أماكن سياحية أثرية في سيناء لا يوجد لها أى أثر على الخريطة السياحية؛ مثل شجرة مريم بمدينة يميت، وهي شجرة نصفها أخضر والنصف الآخر جاف، والعجيب أنه لا يوجد أي تنويه عن تلك الشجرة المقدسة التى يفتخر بها أهل سيناء، كما يجب على وزارة السياحة معاونة وزارة الآثار في الحفاظ على شكل الأثر من أجل العمل على زيادة أعداد الأفواج السياحية لتلك المناطق؛ وهذا يتطلب معالجة تجميلية وتهيئة البيئة المحيطة بالأثر .
  • ضرورة الاهتمام بالأماكن الدينية، بصفة خاصة؛ فعلى الرغم من أن سيناء تُعد من الأماكن المقدسة التى مر عليها الكثير من الأنبياء، إلا أننا لم نستغل مثل هذه السياحة الدينية بشكل جيد؛ ومنها:
  • الاهتمام بمنطقة عيون موسى، فهي واحة مهمة للسياحة الدينية بمصر، كونها تضم جميع الأديان السماوية.
  • الاهتمام بطريق الرحلة المقدسة التي يمكن أن تصبح مزارًا سياحيًا عالميًا حيث يجب أن يتم الاحتفال بذكرى دخول العائلة المقدسة سيناء، وأن تقام احتفالات ومهرجانات تناسب الحدث عالمياً.
  • استغلال طريق الموكب المحمل الذي كان يُنقل من خلاله كسوة الكعبة من سيناء إلى السعودية حتى عام 551962.
  • إعادة احياء طريق حورس الحربى، مع تمثيل لتاريخه العريق، واستغلاله في جذب وتنشيط السياحة .
  • الاهتمام بصورة كبيرة بقلعة العريش؛ التي ظلت لقرون طويلة واحدة من أهم قلاع مصر على بوابتها الشرقية، ومنذ أن بناها الفراعنة قبل الميلاد، حتى عودة سيناء إلى السيادة المصرية، شهدت أسوارها العديد من الحروب، التى تركت آثارها عليها، وسطرتها كتب التاريخ على مدار العصور المختلفة، وقد دمرها الفرنسيون خلال الحرب العالمية الأولى واحتلها الإسرائيليون مرتين وأهملتها الحكومة لسنوات56 .
  • الإستفادة بالزخم الحضارى لمنطقة سيناء حتى تصبح منتجعا سياحيًا متكاملًا يوفر الكثير من فرص العمل والاستثمار لهذه المنطقة الحيوية، ولذلك من الممكن عمل أنشطة استثمارية عديدة بالقرب من المناطق الأثرية بسيناء مما يساعد على جذب السياحة، وايجاد فرص عمل للمواطنين أيضًا.
  • الإهتمام بسيناء وآثارها في مناهج التعليم المختلفة بصورة تتناسب مع ما تحمله من أهمية وتاريخ، وعلى وزارة التربية والتعليم وعلى الجامعات أن تقوم بعمل رحلات علمية نحوها، كما تقوم برحلات إلى الأقصر وأسوان، وأن يتم دعم هذه الرحلات حتى يُقبل عليها الطلاب والشباب.
  • أن يهتم الاعلام المصري بالحديث عن آثار سيناء، ومن الممكن أن تكون لها برامج خاصة على شاشات التلفاز والإذاعات المتنوعة، بشكل يومي كغيرها من المناطق الأثرية والسياحية، وأن يتم عمل لقاءات تثقيفية واستضافة الباحثين والمتخصصين الأثريين الذين يعوا أهمية هذا الأمر (57 .

الهامش

1 اليوم السابع، آثار سيناء شاهد على الحضارات المصرية القديمة والحديثة، في 26 أغسطس 2011

2 عبدالحليم نور الدين، تاريخ وآثار سيناء، الموسم الثقافي الأثري الأول بمكتبة الاسكندرية، 2008

3 عبدالحليم نورالدين، مواقع الآثار اليونانية والرومانية في مصر، الطبعة الثالثة، القاهرة 2003، سيناء ص ص 81-92

4 الهيئة العامة للاستعلامات، آثار سيناء، في 30 سبتمبر 2009

5 عبده مباشر، إسلام توفيق، سيناء الموقع والتاريخ، القاهرة 1978

6 سيد توفيق، مصر في العصور الفرعونية، جامعة القاهرة، 1980

7 علاء الدين عبدالمحسن شاهين، شبه جزيرة سيناء، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 1981

8 سيد توفيق، مرجع سابق

9 أحمد فخري، تاريخ شبه جزيرة سيناء منذ أقدم العصور حتى ظهور الإسلام، في موسوعة سيناء، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة 1982

10 علاء الدين عبدالمحسن شاهين، مرجع سابق

11 سهير عبدالعليم الديب، المدن الأثرية الواقعة على الطريق الحربي القديم بين القنطرة ورفح في العصرين اليوناني والروماني ن رسالة ماجستير، جامعة طنطا 2006

12 سيد توفيق، معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية، دار النهضة العربية، القاهرة 1990.

13 ابراهيم محمد كامل، اقليم شرق الدلتا في عصوره التاريخية القديمة، هيئة الآثار المصرية، الجزء الثاني، الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، القاهرة 1985

14 عبدالرحيم ريحان، سيناء عبر العصور، في: مجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب، العدد الخامس، يناير 2004، ص ص 65-81

15 سيد أحمد علي الناصري، مصر تحت حكم الإغريق والرومان، جامعة القاهرة، 1980

16 عبده مباشر، إسلام توفيق، مرجع سابق

17 مصطفى عبدالله شيحة، دراسات في العمارة والفنون القبطية، القاهرة 1988

18 حسن الباشا، موسوعة العمارة والآثار والفنون الاسلامية، المجلد الأول، القاهرة 1999

19 أحمد رمضان احمد، شبه جزيرة سيناء في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة 1974.

20 سعيد عبدالفتاح عاشور، الناصر صلاح الدين (يوسف بن أيوب، القاهرة 1965.

21 نعوم بك شقير، تاريخ سيناء القديم والحديث وجغرافيتها، دير سانت كاترين، 1995، ص 569

22 المرجع السايق

23 عبدالرحيم ريحان، مرجع سابق.

24 سهير عبدالعليم الديب، مرجع سابق.

25 عبدالحليم نور الدين، مواقع ومتاحف الآثار المصرية، مرجع سابق.

26 أحمد فخري، مرجع سابق.

27 يسرية عبدالعزيز رجب، المدخل الشرقي لمصر من الدولة الحديثة وحتى العصر القبطي، دراسة حضارية أثرية سياحية من خلال أهم المكتشفات الحديثة لشمال سيناء وشرق الدلتا، رسالة ماجستير، كلية السياحة، جامعة الاسكندرية، نُشرت كتابا، القاهرة 2007

28 عبدالحليم نورالدين، مواقع الآثار اليونانية والرومانية في مصر، مرجع سابق.

29 سيد توفيق، مصر في العصور الفرعونية، مرجع سابق.

30 أحمد فخري، مرجع سابق.

31 عبدالحليم نورالدين، مواقع الآثار اليونانية والرومانية في مصر، مرجع سابق.

32 علاء الدين عبدالمحسن شاهين، مرجع سابق.

33 موقع اليوم السابع، آثار سيناء شاهد على الحضارات المصرية القديمة والحديثة، مصدر سابق.

34 سهير عبدالعليم الديب، مرجع سابق.

35 عبدالحليم نورالدين، مواقع الآثار اليونانية والرومانية في مصر، مرجع سابق.

36 المرجع السابق.

37 عبده مباشر، إسلام توفيق، مرجع سابق.

38 علاء الدين عبدالمحسن شاهين، مرجع سابق.

39 يسرية عبدالعزيز رجب، مرجع سابق.

40 أثاناسيوس باليوراس ، دير سيناء المقدس، دير سانت كاترين، 1986

41 موقع اليوم السابع، آثار سيناء شاهد على الحضارات المصرية القديمة والحديثة، مصدر سابق.

42 الهيئة العامة للاستعلامات، آثار سيناء، في 30 سبتمبر 2009

43 يسرية عبدالعزيز رجب، المدخل الشرقي لمصر من الدولة الحديثة وحتى العصر القبطي ، دراسة حضارية أثرية سياحية من خلال أهم المكتشفات الحديثة لشمال سيناء وشرق الدلتا، رسالة ماجستير ، كلية السياحة ، جامعة الاسكندرية، نشرت كتابا، القاهرة 2007

44 الهيئة العامة للاستعلامات ، آثار سيناء، في 30 سبتمبر 2009 ، مصدر سابق

45 موقع مصراوي، مدير آثار سيناء: “عيون موسى” واحة مهمة للسياحة الدينية والثقافية، 12 فبراير 2018

46 يسرية عبدالعزيز رجب، مرجع سابق.

47 المرجع السابق.

48 المرجع السابق.

49 محمد عبدالسميع، التقرير العلمي عن حفائر تل الصابحة بمنطقة آثار وسط سيناء خلال الفترة من سبتمبر – اكتوبر2001، حوليات المجلس الأعلى للآثار، المجلد الأول 2004، ص ص 167 -177.

50 محمد عبدالسميع، المرجع السابق.

51 أحمد فخري، مرجع سابق.

52 صدى البلد، مدير آثار القنطرة شرق يكشف جرائم إسرائيل في حق آثار سيناء أثناء الاحتلال، 8 أغسطس 2017

53 الوطن، بالصور آثار سيناء.. نهبها الإحتلال وأعادتها الإرادة المصرية، 25 أبريل 2015

54 زاهي حواس في حوار، ببرنامج “الجمعة في مصر”على فضائية “mbc مصر، 9 فبراير 2018

55 سهير عبدالعليم الديب، مرجع سابق

56 بوابة الوطن، قلعة العريش.. آخر ما تبقى من الآثار الفرعونية بسيناء «فريسة» للإهمال، في 31 أغسطس 2016

57 الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

الوسوم

د. حسين دقيل

أكاديمي مصري،باحث ومتخصص في الآثار حاصل على الدكتوراه في الآثار اليونانية والرومانية من جامعة الإسكندرية حاصل على الدراسات العليا في التربية قسم اللغة العربية من جامعة جنوب الوادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى