آثار مصر تصل ايطاليا في حاوية دبلوماسية!
وبعد شهرين من تهريب غطاء التابوت الفرعوني إلى الكويت في مارس الماضي، تلاحقنا الأخبار عن تهريب عشرات القطع الأثرية عبر ميناء الاسكندرية إلى ايطاليا، ولكن الوضع هنا مختلف فبعد أن أظهرت كاميرات مطار القاهرة في مارس الماضي بأن أمين الشرطة المسئول على جهاز التفتيش بالمطار تشاغل بحديث وهمي في التليفون لحظة مرور الكنبة التي تحوي بداخلها غطاء التابوت، نجد هذه المرة القطع الأثرية وقد خرجت ضمن حاويات دبلوماسية مصرية!
فقد أعلنت الصحف والقنوات التلفزيونية الإيطالية مساء الثلاثاء 22-5-2018، عن قيام سلطات الجمارك بميناء ساليرنو بضبط حاوية دبلوماسية مصرية قادمة من ميناء الإسكندرية؛ تحتوي على كمية كبيرة وثمينة لقطع آثار مصرية تعود للعصر الفرعوني، ومن أهم هذه القطع كما ذكرت صحيفة “La Citta” الإيطالية، قناع مصرى مُغطى بالذهب، وقارب أثري له 40 مجدفًا، وتابوت حجري منقوش.
في حين قالت صحيفة “ايمو لا اوجى” الإيطالية إنه تم ضبط عشرات القطع الأثرية الأخرى خلال تلك العملية التي نُفذت من قبل شرطة حماية التراث الفنى من نابولى وروما، ولذا فإن ما تم ضبطه هو كنز حقيقي – كما قالت وسائل الإعلام الإيطالية – فهو يحوي اكتشافات أثرية نادرة.
الغريب أن السلطات المصرية لم تدلي بأي تعليق مرتبط بكون التهريب تم ضمن حاوية دبلوماسية، فها هو السفير هشام بدر سفير مصر بروما؛ يخرج علينا يوم الأربعاء 23-5-2018، بتصريحٍ عجيب معلناً أن ما تناولته الصحف الإيطالية عن الكشف عن آثار فرعونية بميناء ساليرنو في إيطاليا بعد تهريبها من مصر كان قد تم قبل شهر، وأوضح بأن مصر كان لديها علم بذلك، وأن السفارة المصرية بروما تتابع مع السلطات الإيطالية تلك الواقعة، ثم سار بنا بعيداً عن خطورة الأمر حين قال إن الإجراءات المتبعة في استرداد هذه القطع سيستغرق وقتاً طويلاً حتى يتبين ما إذا كانت تلك الآثار حقيقية أم مزيفة، وكيف تم تهريبها، فضلًا عن التحقيقات التي تستلزمها تلك القضية، والتي تنتهي بأحكام قضائية يتم بعدها حسم قضية عودة تلك الآثار من عدمه، مؤكدًا أن العملية ليست بسيطة .
وهكذا بهذا التصريح الغريب أخذنا السفير المصري بعيداً عن لُب القضية، فلم يبين لنا سيادته كيف خرجت هذه القطع الأثرية في حاوية دبلوماسية، ومن هو الدبلوماسي صاحب الحاوية، وهل هو دبلوماسي مصري يعمل بالسفارة الايطالية أم ماذا ؟! كل هذه التساؤلات لم يُجب عنها السفير ولم تجب – ولن تجب – عليها السلطات المصرية.
حتى أن وزارة الآثار المعنية أساساً بهذا الأمر نحت بنا أيضاً منحى بعيداً، حين صرح شعبان عبد الجواد، رئيس إدارة الآثار المستردة بالوزارة ، يوم الأربعاء 23-5-2018 معلناً أن وزارة الخارجية المصرية ممثلة فى سفارتنا فى روما بإيطاليا أخطرت وزارة الآثار المصرية عن عملية ضبط هذه الحاويات، وعلى الفور تم تشكيل لجنة متخصصة لفحص صور القطع المضبوطة، والتأكد من أثريتها وانتمائها للحضارة المصرية القديمة، وذلك لموافاة السلطات الإيطالية المختصة بها كخطوة أولى فى إجراءات عملية استرداد هذه القطع، بل ومن أجل التقليل من قيمة تلك الآثار قال رئيس ادارة الآثار المستردة إن القطع الأثرية المضبوطة تتكون من مجموعة من الأوانى الفخارية من حقبات زمنية مختلفة وأجزاء من توابيت وعملات، وقطع قليلة تنتمى للحضارة الإسلامية، هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الصحف الايطالية عن القيمة الكبرى لتلك القطع الأثرية النادرة.
كما أعلنت الصحف الايطالية أنه تم نقل جميع المواد إلى ثكنات بوربون المكلفة منذ فترة طويلة من قبل هيئة الإشراف على أن تصبح مستودعًا يضم أهم المواد الأثرية الشبيهة بتلك القطع المصرية المهربة.
وفي الوقت الذي تُجري فيه تحقيقات ايطالية بقيادة المدعى العام فى ساليرن لتحديد أصل هذه القطع القيمة وغيرها من القطع الأخرى ذات القيمة الكبيرة الموجودة بالحاوية، يُخبرنا رئيس ادارة الآثار المستردة بوزارة الآثار المصرية أن تلك القطع الأثرية نتجت من الحفر خلسة والتنقيب غير الشرعى نظراً لكونها ليست من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار!!
واليكم رابط القناة الأولى الإيطالية، وروابط بعض الصحف الايطالية التي تحدثت عن الواقعة في الوقت الذي لا يزال الاعلام المصري يتنكر لها
رابط للخبر بالقناة الأولي الإيطالية وهي بتقول الخبر في نشرة الاخبار، عند الدقيقة 33 الرابط
وهذه روابط لبعض الصحف الايطالية التي تناولت الخبر أيضاَ؟ 1، 2، 3.