ورش ومحاضرات

المعهد_يشارك_في_ورشة_مجموعة_التفكير_ومؤسسة_سيتا

 

شارك المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية في فعاليات ورشة عمل بعنوان (الأزمة بين السعودية وإيران: مألات وسيناريوهات)، والتي نظمتها مجموعة التفكير الاستراتيجي بالتعاون مع مؤسسة الابحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية(SETA) وذلك يوم الأحد 18 يناير 2016 بمدينة إسطنبول التركية، وشارك فيها ممثلي العديد من مراكز البحوث والدراسات ومصانع التفكير الاستراتيجي، ولفيف من الباحثين والمفكرين والأكاديميين والسياسيين.

شارك في أعمال الورشة من المعهد المصري الأستاذ الدكتور عمرو دراج رئيس المعهد، والذي ترأس الجلسة الثانية من أعمال الورشة، والدكتور عصام عبد الشافي، مدير المعهد، والذي قدم مداخلة حول تداعيات الأزمة السعودية ـ الإيرانية على القضية المصرية.

وتناولت الورشة خلال أربع جلسات حقيقة الصراع وتداعيات المشهد الحالي على الحالة الجيواستراتيجية بالمنطقة وكذلك الموقف التركي من الحدث وأثر تطور العلاقات الاستراتيجية وتموضعها في الموقف الجديد وأيضا تأثير الأزمة على المشهد المصري والسوري والعراقي واليمني، وعلى الوضع الاقتصادي بالدولتين وكذلك الموقف الدولي من الحدث والسيناريوهات المتوقعة لتطور الصراع بين الدولتين.

وخلصت أعمال الورشة فيا يتعلق بأبعاد وتطوارت وتداعيات الأزمة إلى عدد من السيناريوهات والتوصيات:

أولاً: السيناريوهات:

1- سيناريو التصدي غير المباشر: هدفه منع إيران من النفوذ المشُرْعَن في الخليج، وتقويض نفوذها في اليمن، وتحجيمه في سوريا ولبنان، وإرباكه في العراق، ومشاغلته في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، باستخدام سلَّة مؤثرات سياسية وعسكرية واقتصادية وإعلامية ودينية (الاقتصاد مقابل الدعم السياسي، تنشيط الدبلوماسية الشعبية، إعادة تنظيم الإعلام الخارجي، العلاقة مع مراكز دينية وإسلامية في العالم).

2. سيناريو الإبطاء من الداخل: هدفه إبطاء الاندفاع الإيراني وزيادة خسائره، وصولاً إلى دفعه لإجراء مراجعات داخلية، والتمييز بين تيارين داخل إيران تتناقض مصالحهما بشكل متزايد بعد الاتفاق النووي، وحصر المواجهة مع تيار المحافظين والحرس الثوري، مع فتح قنوات مع التيار الإصلاحي الذي يمثله روحاني وظريف، واختبار محاولات التوصل إلى تفاهمات في ساحات محددة، مثل اليمن ولبنان، بينما تصرُّ إيران على مفهوم الصفقة الشاملة، يضمن نفوذها في شرق الخليج.

3. سيناريو الحوار والتفاهم: تتبناه واشنطن “ظاهريا” وتدعو إليه، وهدفه دفع الطرفين السعودي والإيراني إلى التعامل الدبلوماسي مع الأزمة، والتوصل إلى صفقة “لا غالب ولا مغلوب”، ولكن معوقاته كبيرة، ولا يبدو أنهما جاهزان لحوار يمكنه إنجاز اتفاق مقنع لكليهما، خاصة في ظل تصعيد تيار المحافظين في إيران للأزمات الخارجية، ومنها اليمن وسوريا والعراق وشرق الخليج، سعياً لإبقاء تأثيره في الداخل.

4. سيناريو المواجهة المباشرة: دخول الطرفين في مواجهة مباشرة؛ جزئية أو شاملة؛ ومن غير المستبعد أن تدفع نحوها قوى كبرى لها مصلحة في إنهاك الطرفين، واستنزافهما عسكرياً واقتصادياً، كما حصل في حرب العراق وإيران (1980 – 1988)، وهذا السيناريو لا يمكن استبعاده إذا استمرت المواجهة بين الطرفين على مستوى صراع الطاقة، واتهامات طهران للرياض بتحمل المسؤولية الأهم عن انخفاض أسعار النفط، حيث يتوقع أن يتواصل انخفاض سعر برميل النفط إلى ما دون 20 دولاراً العام الجاي 2016، وتحت 10 دولارات عام 2017، مما يعني إصابة اقتصاد إيران بنكسة قد تدفع قيادتها إلى مغامرة عسكرية في الخارج.

يمكن من خلال استقراء السيناريوهات الأربع، اعتبار السيناريو رقم 4 امتداداً للسيناريو رقم 1، حيث يمكن أن تقود عملية التصدي غير المباشرة إلى مواجهة شاملة، مما يعني حاجة المملكة العربية السعودية، لعلاقات واضحة وذات فاعلية مع القوى السياسية العربية والإسلامية المناوئة للتوجه الإيراني، وتحالفات مع دول عربية وإسلامية تستند إلى أرضية صُلبة، وشبكة علاقات سياسية ذات بنية اقتصادية متماسكة مع دول أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية، تشكل قاعدة إسناد لنجاح السعودية في أي مواجهة شاملة مع إيران.

التوصيات:

1- أكد الحضور أهمية أن تقوم المملكة العربية السعودية بإعادة ترتيب تحالفاتها الخارجية مع الدول والشعوب والحركات بالمنطقة، خاصة في الدول التي تشهد حالة من الصراع.

2- أكد الحضور أهمية أن تقوم المملكة العربية السعودية وتركيا بتعميق التحالف الاستراتيجي بينهما من أجل التصدي للمشاريع المناوئة بالمنطقة، وتحقيق أكبر قدر ممكن من المصالح للمنطقة.

3 – يعتقد الحضور بأهمية التواصل المباشر وفتح قنوات للحوار والتعارف بين حكومة المملكة العربية السعودية والحركات الإصلاحية والإسلامية والوطنية فى العالمين العربي والإسلامي، وتقديم تفاهمات إيجابية لحركات التغيير الوطنية والإسلامية الشعبية بدول المنطقة، خاصة أن السعودية في حاجة إلى وقوف تلك الحركات بجوارها في مواجهة التحديات بالمنطقة ومواجهة المشروع الإيراني.

4- كما أكد الحضور أهمية التواصل والحوار مع المراكز والجمعيات الخاصة بالأقليات المسلمة خارج العالم الإسلامي في أوروبا وأمريكا وغيرها، واستثمار ذلك التواجد العربي والإسلامي في العالم الغربي لتشكيل جماعات ضغط ( لوبيات) للتأثير على صناع ومتخذي القرار في تلك الدول.

5- توصل الحاضرون إلى أهمية التعامل بفاعلية وتوازن في التعاطي مع ميادين الصراع الحالية في المنطقة العربية وعدم تهميش ملفات على حساب ملفات أخرى في الصراع، مع الحفاظ على المرونة في التنقل بين الملفات حسب الأولوية والحاجة.

6- يوصي الحاضرون جميع الأطراف بتجنب الدخول في حرب وصراعات مفتوحة غير معروفة النتائج.

7- اعتبر الحضور أن الخطاب الديني ذو أهمية بالغة في هذه المرحلة، ما يؤكد على دور المملكة العربية السعودية في ضرورة تجديد الخطاب الديني الداخلي بما يناسب المرحلة وطبيعة الإسلام المعتدل والمنفتح.

8- نوه الحاضرون إلى ضرورة إعادة تأهيل الإعلام العربي من خلال التعرض للمشاكل والأزمات الحالية، ووضع حلول جذرية لها، ومحاولة تجنب لغة المذهبية والطائفية والاستهلاكية في مواجهة التحديات الكبرى، والتأكيد على الدفاع عن الحقوق، ورفض التدخل الإيراني، وتدخل الدول الكبرى في شئون المنطقة.

9- دعوة دول الخليج للاستفادة من نماذج التنمية الناجحة في العالم، مع ضرورة إحياء مشروع التكامل الاقتصادي العربي للقيام بدوره في تغطية العجز الاقتصادي لمواجهة التحديات بالمنطقة.

10- ضرورة إيجاد حل للأزمة السياسية في مصر، ومواجهة الانقلاب العسكري واستعادة الشرعية، واستعادة مصر لدورها الإقليمي والاستراتيجي في المنطقة.

11- البدء بمشروع احتضان الشيعة العرب في المنطقة، ودعم تيار شيعي عربي معتدل يكون مناوئا للتيار الشيعي المتطرف في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى