قلم وميدانمجتمع

رحلة الموكب الذهبي: خبايا وأسرار 22 ملكا وملكة

يشهد العالم حدثاً تاريخياً فريداً يتمثل في الموكب الملكي المصري الأكبر، الذي يضم 22 ملكا وملكة، رحلة ملكية تستغرق ساعة من الزمن؛ يتحرك فيها الملوك والملكات من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط.

المومياوات الملكية

في الحقيقة تعود المومياوات الملكية للفترة ما بين القرن السادس عشر قبل الميلاد حيث الملك “سقنن رع” وحتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد حيث “رمسيس التاسع” أحد ملوك الأسرة العشرين. وهي مومياوات تضم 18 مومياء لملوك، و4 مومياوات لملكات.

العجيب أنه لم يتم العثور على تلك المومياوات بمقابر ملوكها، بل تم العثور عليها مجمعة مع مومياوات أخرى في عدة خبايا ومقابر؛ أبرزها خبيئة “الدير البحري” بالأقصر في عام 1881م، وخبيئة “مقبرة الملك أمنحتب الثاني” بوادي الملوك بالأقصر أيضا في عام 1898م.

فالمومياوات الـ 22 وجد 10 منها بخبيئة الدير البحري التي أُطلق عليها “مقبرة رقم 320″، منها 9 لملوك، وواحدة لملكة. وعُثر على 9 مومياوات بخبيئة وادي الملوك مقبرة الملك أمنحتب الثاني والتي حملت رقم “مقبرة رقم 35”. أما مومياوات الملكات الثلاث الأخريات فقد عثر عليها متفرقة بعدد من المقابر.

ووجدت تلك المومياوات في خبايا مجمعة؛ لأن المصري القديم كان حريصا علي الحفاظ على مقبرته والإبقاء عليها في حالة جيدة وذلك لإيمانه بالحياة الأبدية الخالدة ما بعد الموت‏، ولذا فقد عمل على تأمينها بكل الطرق التي اعتقد أنها لن تتيح لـ لصوص المقابر الوصول إليها والعبث بها؛ ولكن هيهات فقد استطاع محترفو السرقات الوصول إلى العديد من تلك المقابر ونهبها، وخاصة مع بداية حكم الأسرة العشرين؛ حين تبعثرت ونُهبت مومياوات العديد من الملوك والكهنة في البر الغربي بالأقصر؛ رغم أن هذا المكان كان أكثر أمانا في الحفاظ على مقابرهم التي ظلوا يدفنون فيه موتاهم لمدة 400 عام كاملة.

خبيئة الدير البحري

خبيئة “الدير البحري”، أعدها الكهنة لنقل مومياوات الملوك والأمراء إليها بعد أن أعيتهم الحيل في منع السرقات، وكدسوا فيها المومياوات فوق بعضها البعض؛ حتى إنه عندما تم اكتشافها رسميا عام 1881م تم العثور بها على 50 مومياء.

وتعود قصة اكتشاف هذه الخبيئة؛ حين وصلت أنباء إلى الفرنسي “ماسبيرو” الذي أرسلته باريس إلى مصر خلفا لـ “أوجست مارييت” من أجل مراعاة مصالحها الخاصة بالآثار عام 1881م، فقد وصلته أنباء بوجود تجارة رائجة لقطع آثار ثمينة بالأقصر، ودارات الشكوك حول عائلة عبد الرسول – وهي عائلة اشتهرت فيما بعد بتجارة الآثار وكانت تعيش بقرية القرنة – فبدأ ماسبيرو يبحث حول الأمر واعتقد أن استمرار بيع تلك الآثار دليل على وجود كنز في مكان ما بالأقصر، واستطاع من خلال رؤيته لبعض القطع والشارات الملكية وبعض المومياوات المُباعة التي ترجع لملوك حقيقيين، استطاع من خلال ذلك كله أن يتيقن بأن الكنز يرجع لمقبرة بوادي الملوك بالأقصر، وبعد حيلة ناجعة، استطاع ماسبيرو الإيقاع بعائلة عبد الرسول والوصول للمقبرة.

وكانت عائلة “عبد الرسول” – المكونة من ثلاثة أخوة – قد استطاعت الوصول إلى الخبيئة واكتشاف سرها عام 1871م أي قبل العثور عليها رسميا بعشر سنوات؛ وقد تفاجأ الأشقاء الثلاثة بهذا الكنز الضخم، فتواعدوا أن يظل هذا الأمر سرا بينهم، وترددوا على الخبيئة في فترات متباعدة حتى لا ينكشف أمرهم؛ لدرجة أنهم لم يدخلوا المكان إلا ثلاث مرات خلال العشر سنوات. لكن تم القبض على أحد الأخوة الثلاثة فيما بعد، غير إنه لم يعترف رغم كل التهديدات التي تعرض لها.

ولما استطاع هذا الأخ الخروج من التحقيقات سالما؛ استبد به الطمع فطالب شقيقيه بأن يكون له نصف الخبيئة وحده، وعندما رفض أخواه هذا الرأي دب الشقاق بينهم؛ وحينها ذهب أحدهم المدعو “محمد عبد الرسول” لمقابلة حاكم إقليم “قنا” وأبدى استعداده للإرشاد عن الخبيئة، وبالفعل أخبرهم بالمكان الذي انتقل إليه بعد ذلك رجال الأمن برفقة رجال الآثار وذلك في عام 1881م، ففوجئوا بالخبيئة التي كانت ما تزال تحوي العشرات من التوابيت، والمومياوات، والأثاث الجنائزي الخاص بعدد من الملوك والكهنة.

وقد وصف ماسبيرو منظر المقبرة في أحد كتبه فقال: “ما اكتشفه العربان كان قبوا كاملا للفراعنة. وأي فراعنة!، أعظم الفراعنة في تاريخ مصر؛ تحتمس الثالث، وسيتي الأول، وأحمس المحرر، ورمسيس الثاني الفاتح، … أظن نفسي في حلم وأنا أرى وألمس أجساد هذه الشخصيات الفريدة التي ما كنا نظن أننا سنعرف عنهم سوى أسمائهم”!، بعد ذلك تم نقل محتويات المقبرة إلى القاهرة في رفاص حكومي وسط عويل نساء الأقصر وإطلاق أزواجهن النار على شرف الملوك الراحلين إلى القاهرة.

وموقع خبيئة الدير البحري، هو عبارة عن هوة متصلة بفتحة بئر رأسية تنتهي بحجرتين يربطهما ممر دهليز طوله نحو 40 مترا، طول المقبرة الكلي يصل إلى نحو 70 مترا؛ العشرة أمتار الأولى منها تشكل مع الدهليز الرئيس شكل حرف L، وقد تم تغطية هذه الهوة عام 1881م، ثم فتحت مرة أخرى عام 1882م؛ ونزل إليها كل من ماسبيرو وعالم المصريات الألماني بروجش لدراستها نهائيا، حيث قام ماسبيرو بنقل النقوش الموجودة على الجدران وترجمتها.

خبيئة مقبرة أمنحتب الثاني

أما خبيئة مقبرة أمنحتب الثاني، أو مقبرة 35 في وادي الملوك بالأقصر، فكانت في الأساس المثوى الأخير للملك أمنحتب الثاني سادس ملوك الأسرة الثامنة عشر. والمقبرة تتميز بالعديد من الخصائص المعمارية التي لم يسبق رؤيتها في مقابر تلك الحقبة؛ وقد استخدمت المقبرة في عهد الأسرة الحادية والعشرين من قبل الكهنة كمخبأ لدفن مومياوات عدد من الملوك خوفا من تعرضها للسرقات، ومن هؤلاء الملوك تحتمس الرابع، أمنحتب الثالث، مرنبتاح، سيتي الثاني، سبتاح، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، ومومياء الملكة تي، علاوة على مومياء أخرى يرجح أن تكون للملك ست نخت، كما عثر بها أيضا فيما بعد على مومياوات كل من صاحب المقبرة الملك “أمنحتب الثاني“، وابنه ونسيبو ، ومومياء الملكة حتشبسوت ميريت رع والدة أمنحتب الثاني.

ملوك الموكب الذهبي

يحمل الموكب المرتقب مومياوات 22 ملكا وملكة، منها مومياوات 18 ملكا، هي:

  1. مومياء الملك سقنن رع (1560-1555 ق.م) وهو من أهم ملوك الأسرة الـ 17 وهي الأسرة الطيبية التي كافحت ضد الهكسوس، حتى لقد وافته المنية إثر سقوطه صريعا في إحدى معاركه ضدهم؛ وهناك بردية مصرية قديمة تسمى “بردية سالييه الأولى” صورت لنا جانبا من أحداث هذا الصراع، حيث توفى سقنن رع إثر تلقيه ضربة موجعة في رأسه عبر بلطة أسيوية كانت ضمن أسلحة الهكسوس.
  2. مومياء الملك أمنحتب الأول (1525-1504 ق.م)، وهو ابن الملك أحمس الأول والملكة أحمس نفرتاري، وثاني ملوك الأسرة الـ 18، وله سجل حربي حافل بالجنوب، ويعتقد أنه في عهده بدأ إنشاء قرية العمال بمنطقة دير المدينة بالأقصر، حيث تم تقديسه هناك فيما بعد.
  3. مومياء الملك تحتمس الأول (1504-1492 ق.م) وهو ثالث ملوك الأسرة الـ 18، ويتميز بإنجازاته الحربية؛ فيعزى له توسيع حدود مصر جنوبا وشمالا حتى نهر الفرات، ويعتبر أول ملوك الأسرة الـ 18 الذي استخدم منطقة وادي الملوك بالأقصر كمقابر للأسرة الملكية.
  4. مومياء الملك تحتمس الثاني (1492-1479 ق.م)، وهو ابن الملك تحتمس الأول، وحاول استكمال إنجازات والده العسكرية، وتزوج من الملكة حتشبسوت، ولكنه توفى ولم يستمر حكمه طويلا.
  5. مومياء الملك تحتمس الثالث (1479-1425 ق.م)، وهو أعظم ملوك مصر المحاربين، ابن الملك تحتمس الثاني، وقد خاض العديد من الحملات الحربية دفاعا عن مصر وخاصة في الجهة الشرقية حيث وصلت جيوشه إلى الشام والفرات والأناضول الحالية. ويُحسب له الانتصار الفريد في معركة مجدو الشهيرة نتيجة دهائه.
  6. مومياء الملك أمنحتب الثاني (1427-1400 ق.م)، وهو سابع ملوك الأسرة الـ 18، ويعرف بالملك الرياضي، حيث تعكس النصوص والمناظر الخاصة به اهتمامه بالجانب الرياضي. كما كان له نشاط حربي ملموس سواء في الدفاع عن الحدود الشرقية تجاه سوريا، أو تأمينا للحدود الجنوبية بالنوبة.
  7. مومياء الملك تحتمس الرابع (1400-1390 ق.م)، وهو ابن الملك أمنحتب الثاني، ويرتبط تحتمس الرابع بلوحة (الحلم الشهيرة) التي تقع بين الأقدام الأمامية لتمثال أبو الهول في منطقة أهرامات الجيزة، وتسرد هذه اللوحة قيام تحتمس الرابع بتنظيف وإزالة الرمال الموجودة على جسم أبو الهول وذلك كدعاية سياسية تمكنه من تولي عرش البلاد، وكان عهده يتميز بالسلام مع دول وممالك الشرق الأدنى القديم مثل ميتاني.
  8. مومياء الملك أمنحتب الثالث (1390-1352 ق.م) وهو من أعظم ملوك مصر القديمة، ابن الملك تحتمس الرابع من زوجته “موت إم ويا”، ويعتبر عهده زروة ازدهار ورخاء الدولة الحديثة، بما جعله جديرا بأن يطلق عليه “العظيم” في الدراسات الغربية، كما يعرف بمراسلاته الشهيرة مع ملوك وحكام بلاد الشرق الأدنى القديم مثل بابل وميتاني، وهي الرسائل التي عثر عليها بمنطقة العمارنة بالمنيا.
  9. مومياء الملك سيتي الأول (1294-1279 ق.م)، وهو ثاني ملوك الأسرة الـ 19، ويسجل له العديد من الإنشاءات العظيمة مثل المساهمة في تشييد صالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك، فضلا عن معبده الجنائزي الشهير في أبيدوس بسوهاج، كما أن له سجلا حربيا حافلا، فقد قام بمطاردة كل من البدو الأسيويين وتصدى لهجمات الحيثيين، هذا فضلا عن أنه كان له نشاط تعديني في الصحراء الشرقية والنوبة.
  10. مومياء الملك رمسيس الثاني (1279-1213 ق.م)، ثالث ملوك الأسرة الـ 19، وهو أشهر وأعظم ملوك مصر القديمة. قام بالعديد من الأعمال الجليلة، من أهما؛ إنشاء معبد الرامسيوم الجنائزي بالأقصر، وجزء كبير من صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، هذا فضلا عن معابد النوبة العديدة كمعبد أبوسمبل الكبير ومعبد أبوسمبل الصغير الذي أقامه من أجل زوجته الملكة نفرتاري. كما كان لرمسيس الثاني نشاط حربي ملحوظ خاصة ضد الحيثيين، ومن أشهر المعارك التي خاضها ضدهم كانت في قادش، وهي المعركة التي أعقبها توقيع أول معاهدة سلام عرفها العالم.
  11. مومياء الملك مرنبتاح (1213-1200 ق.م) وهو رابع ملوك الأسرة الـ 19، وهو ابن الملك رمسيس الثاني، يسجل له نشاط عسكري ضد الليبيين، كما يرتبط بما يعرف بـ (لوحة إسرائيل)، والتي ذُكر فيها اسم إسرائيل باعتبارها مجموعة من القبائل التي قضي فيها الملك على بذرتهم، بما شكلوه من تهديد لطرق التجارة آنذاك.
  12. مومياء الملك سيتي الثاني (1200-1194 ق.م) وهو خامس ملوك الأسرة الـ 19، والوريث الشرعي على الأرجح للملك مرنبتاح، وكان له نشاط تعديني في سيناء، ويذكر له بعض الإنشاءات البسيطة بالكرنك.
  13. مومياء الملك سبتاح (1194-1188 ق.م)، وكان الملك قبل الأخير في الأسرة الـ 19، تولى العرش عقب وفاة والده الملك سيتي الثاني على الأرجح في ظل اضطرابات وصعوبات جمة أثناء التصارع على العرش.
  14. مومياء الملك رمسيس الثالث (1184-1153 ق.م)، وهو من أهم وأشهر ملوك الأسرة الـ 20، ينسب له التصدي لخطر شعوب البحر، كما سُجل في عهده أول إضراب في التاريخ، وتعرض لمؤامرة الاغتيال الشهيرة التي أدارتها زوجته، والتي عُرفت بـ “مؤامرة الحريم”.
  15. مومياء الملك رمسيس الرابع (1153-1147 ق.م)، وهو ثالث ملوك الأسرة الـ 20، وكان له نشاط تعديني بالصحراء الشرقية، ومقبرته تقع بوادي الملوك، وعثر بها على التخطيط المصري القديم لها؛ ومحفوظة حاليا بمتحف تورين بإيطاليا.
  16. مومياء الملك رمسيس الخامس (1147-1143 ق.م)، وهو رابع ملوك الأسرة الـ 20، كان له نشاط تعديني بسيناء، ويتميز عهده باثنتين من أشهر وأهم البرديات مثل بردية (ويلبور)، التي تعد وثيقة مهمة في تاريخ التعاملات الضريبية في مصر القديمة وأيضا بردية (تورين) رقم 1887، والتي تسرد لنا ثمة وقائع فساد مالي بالجهاز الإداري للدولة. وقد توفي رمسيس الخامس مبكرا على ما يفترض بمرض الجدري.
  17. مومياء الملك رمسيس السادس (1143-1136 ق.م)، وهو خامس ملوك الأسرة الـ 20، وقد ظل التأثير المصري ممتدا في عهده في أنحاء من الساحل السوري وأيضا في النوبة.
  18. مومياء الملك رمسيس التاسع (1126-1108 ق.م)، وهو ثامن ملوك الأسرة الـ 20، وبدأت الأوضاع تزداد اضطرابا وصعوبة في عهده فقد ازدادت سطوة كهنة آمون ومعها تطلعات المرتزقة الليبيين اللذين استطاعوا الوصول للسلطة فيما بعد.

كما يحمل الموكب المرتقب مومياوات 4 ملكات، هي:

  1. مومياء الملكة أحمس نفرتاري، وهي من أعظم ملكات مصر القديمة ذوات الأثر الخالد، فهي الزوجة الملكية للملك أحمس الأول والأم الملكية للملك أمنحتب الأول، وهي أول الملكات التي حظيت بلقب الزوجة الإلهية لآمون، وظهر ذلك من خلال حجم من الامتيازات التي تم إغداقها عليها كما بينتها لنا (لوحة الإغداقات) المعروفة عنها، وظلت خالدة الذكر من خلال تقديسها بجانب ابنها أمنحتب الأول بمنطقة دير المدينة.
  2. مومياء الملكة الشهيرة حتشبسوت (1473-1458 ق.م)، وهي ابنة الملك تحتمس الأول وزوجة الملك تحتمس الثاني، والوصية على العرش بعد وفاة زوجها، ثم ملكة مصر بشكل منفرد، وأشهر آثارها؛ هو معبد الدير البحري بالأقصر وهو معبد فريد من نوعه منحوت في الصخر. كان من أشهر موظفيها المهندس سننموت، الذي عهدت إليه بتربية بناتها. وكان لها نشاط تجاري معروف؛ تمثل في بعثتها التجارية الشهيرة إلى بلاد بونت. وعثر عليها في المقبرة رقم 60 بوادي الملوك. 
  3. مومياء الملكة ميريت أمون، والتي عثر عليها في خبيئة الدير البحري بالأقصر، وحملت الملكة ألقابا ملكية مثل زوجة الملك، بنت الملك، أخت الملك، والزوجة الإلهية، وربما هي ابنة الملكة أحمس نفرتاري، وقد تزوجت من الملك أمنحتب الأول. 
  4. مومياء الملكة تي، أو تيا، وهي الزوجة الملكية الكبرى للملك أمنحتب الثالث، وهي ابنة “يويا” أحد كبار موظفي البلاط الملكي في عهد الملك أمنحتب الثالث، و”تويا” مغنية الإلهة حتحور، وقد تم العثور على موميائها في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك.

ختاماً

والحقيقة أن مشروع نقل المومياوات الملكية من متحف التحرير إلى متحف الحضارة بالقاهرة، هو جزء من مشروع كبير بدأ عام 2002 من أجل إعادة صياغة المتاحف المصرية وتطوير سناريو العرض بها. وقد بدأه فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، الذي يٌحسب له أنه وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير المرتقب افتتاحه فيما بعد؛ والذي سيتميز باشتماله على قاعة توت عنخ آمون، أما المتحف القومي للحضارة الذي وُضع حجر أساسه أيضا في عام 2002 فميزته الأساسية الآن كونه سيضم قاعة المومياوات الملكية.

وبالرغم من أن مكونات قاعة توت عنخ آمون المنقولة إلى المتحف الكبير، ومحتويات قاعة المومياوات الملكية المنقولة لمتحف الحضارة، مأخوذة جميعها من متحف التحرير؛ إلا أن المتحف المصري بالتحرير بمحتوياته الباقية التي تتجاوز المائة ألف قطعة سيظل جاذبا للسياحة الداخلية والخارجية، هذا فضلا عن أن مبناه الذي أقيم في عام 1902 أصبح هو في حد ذاته أثرا يجب الحفاظ عليه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى