تقديرات

سوريا: مسارات المباحثات الأمريكية الروسية

 

في 9 سبتمبر الماضي، اتفق الجانبان الأمريكي والروسي على وقف لإطلاق النار في سوريا يبدأ في 12 سبتمبر، تضمن: تثبيت هدنة عسكرية في مختلف المناطق السورية لمدة سبعة أيام، باستثناء تلك التي تشهد معارك مع تنظيم الدولة “داعش” وجبهة فتح الشام “جبهة النصرة سابقاً، وإدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة، وسحب المقاتلين من محيط طريق الكاستيلو في حلب؛ لتمرير المساعدات إلى الأحياء الشرقية، يلي ذلك تأسيس شراكة أمريكية روسية تتمثل، بعد مرور سبعة أيام على تطبيق الاتفاق، في تنسيق عسكري واستخباراتي بين الجانبين لمواجهة تنظيم داعش وجبهة فتح الشام(1).

وفي 17 سبتمبر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلات أمريكية قصفت مواقع للجيش السوري في دير الزور، أسفر عن مقتل 62 جندياً وإصابة أكثر من 100؛ مما مكن “داعش” من السيطرة على جبل ثردة بمحيط مطار المدينة، ورأت الوزارة أنه إذا كانت هذه الضربات نتيجة الخطأ، فهو نتيجة لتصلب واشنطن في رفضها تنسيق عملياتها العسكرية في سوريا مع روسيا(2). كما دعت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن لإدانة العدوان الأميركي، وطالبت باحترام سيادة سوريا، وقد أعلن الجيش الأميركي تعليق عمليات التحالف الدولي في دير الزور، وأشار إلى أن هذه الضربات قد تكون تمت عن طريق الخطأ(3).

وفي 19 سبتمبر، أعربت كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا، عن غضبهم من القصف الروسي السوري الذي استهدف قافلة مساعدات إنسانية كانت متجهة إلى حلب، وأدى إلى مقتل 16 عامل إغاثة من الهلال الأحمر السوري(4). وقد حملت الإدارة الأمريكية روسيا المسؤولية عن قصف القافلة، وقد نفت الخارجية الروسية هذه الاتهامات، وارتأت فيها محاولة أمريكية لصرف الانتباه عن خطأهم المتعلق بقصف الجيش السوري بدير الزور(5).

 

فشل الاتفاق

لقد أدى عدم دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، وخروقات النظام السوري والروسي المتكررة للهدنة، وحادثة دير الزور ومن بعدها قافلة المساعدات الإنسانية إلى: فشل الاتفاق سواء فيما يتعلق بوقف اطلاق النار أو إدخال المساعدات، وعدم تمديد الاتفاق من أى من الجانبين، بما ينهيه عملياً في 19 سبتمبر؛ وبالتالي عدم تحقق المرحلة الثانية منه المتعلقة بالتنسيق الأمريكي الروسي العسكري في مواجهة داعش وفتح الشام، مع موجة شديدة غير مسبوقة من الضربات الجوية الروسية على حلب منذ 22 سبتمبر، وإعلان الخارجية الأمريكية في 3 أكتوبر تعليق مباحثاتها مع روسيا بشأن سوريا.

وقد أُثير جدل كبير حول من المتسبب في إفشال هذا الاتفاق، وتبادل الطرفان الاتهامات، وللإجابة على هذا السؤال ينبغي الإشارة لثلاثة أمور:

الأمر الأول: يتعلق بمضمون الاتفاق، حيث تضمن استثناء ليس تنظيم داعش فقط من وقف إطلاق النار والضربات الجوية، وإنما جبهة فتح الشام أيضاً، والتي، بعد أن غيرت مسمى جبهة النصرة معلنةً انفكاكها عن “تنظيم القاعدة”، أصبحت أكثر قبولاً داخل بعض صفوف المعارضة المسلحة المعتدلة، ودخلت في تحالفات مع قوى ثورية أخرى كأحرار الشام؛ وبالتالي فإن وضع الاتفاق الأمريكي السوري “فتح الشام” في خندق واحد مع داعش؛ يربك المعارضة المسلحة، ويحدث انقساماً كبيراً داخلها بما يصب في صالح النظام السوري وحلفائه. كذلك ركز الاتفاق على أولوية مواجهة داعش على حساب الحديث عن مستقبل بشار الأسد، ويتضح ذلك في المرحلة الثانية من الاتفاق، والمتعلقة بالتنسيق العسكري الأمريكي الروسي، الذي كان له أن يتم إذا نجحت المرحلة الأولى.

 

الأمر الثاني: يتعلق بالأزمة الأوكرانية، ودورها كمحدد للموقف الروسي من الأزمة السورية وتدخله فيها عسكرياً، حيث شعرت روسيا بعزلة دولية؛ جراء العقوبات الغربية المفروضة عليها؛ نتيجة تدخلها عسكرياً في الأزمة الأوكرانية وضمها لشبه جزيرة القرم، فارتأت في دور قوي في الأزمة السورية، مدخلاً لإجبار الغرب على الجلوس معها على طاولة المفاوضات وكسر العزلة الدولية عليها، وقد تم ذلك بحيث بات التفاوض حول الأزمة السورية مسألة دولية لا إقليمية يتم بين قوتين دوليتين: الولايات المتحدة وروسيا، هذا من الجانب السياسي، بينما هذا الاتفاق يعطي فرصة لروسيا لكسر العزلة من الناحية العسكرية، بحيث سيكون هناك توحيداً وتنسيقاً للعمليات العسكرية والاستخباراتية الموجهة لداعش وفتح الشام.

 

الأمر الثالث: يتعلق برفض البنتاجون للاتفاق؛ مما أحدث شرخاً كبيراً بينه وبين إدارة أوباما، وذلك؛ لعدم رغبة البنتاجون في مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع روسيا، والقلق الأكبر هنا هو الخوف من انكشاف طريقة استخدام أميركا للمعلومات الاستخباراتية في إجراء القصف الجوي، إن هي شاركت معلومات الأهداف مع روسيا، ليس فقط في سوريا بل في غيرها من الأماكن، كذلك الخوف من أن تستخدم موسكو هذه المعلومات لاحقاً لمنفعتها الذاتية وسط توتر أجواء البحار والمجالات الجوية حول البلطيق وأوروبا(6). هذا بالإضافة لحالة الشك والريبة التاريخية التي يكنها البنتاجون لروسيا؛ تجعل إمكانية تعاون الجيش الأمريكي مع الجيش الروسي أمراً صعباً للغاية.

انطلاقاً من هذه الاعتبارات الثلاثة، يستبعد البعض تسبب روسيا في إفشال الاتفاق؛ نظراً لكونه يصب في صالح الاستراتيجية الروسية في سوريا من ناحية، ويعطي لها فرصة تاريخية لتعاون عسكري واستخباراتي مع أمريكا من ناحية أخرى، وبالتالي تكون أمريكا الأقرب وراء فشله؛ خاصة مع الخلاف المحتدم بين الإدارة الأمريكية والبنتاجون جراء هذا الاتفاق، ومن ثم يذهب هذا التحليل للتعامل مع الضربات الجوية الأمريكية لقوات نظام بشار في دير الزور، باعتبارها متعمدة ومقصودة وليست على سبيل الخطأ كما ذكرت الخارجية الأمريكية؛ للتنصل من اتفاق أحدث شرخاً كبيراً بين أكبر مؤسستين في الولايات المتحدة، ولتكون هذه الضربات بمثابة استفزاز لروسيا، لترد بضربات تخرق بها الهدنة فعلياً وقد كان.

 

مستقبل التعاطي الأمريكي مع الأزمة السورية

تتعدد المسارات التي يمكن أن يكون عليه التعاطي الأمريكي مع الأزمة السورية، في القلب منها ملف المعارضة المسلحة، خاصة بعد تعليق مباحثاتها مع روسيا بشأن الملف السوري، والتصعيد المتبادل الأخير:

 

المسار الأول، التدخل الأمريكي:

حيث تتدخل عسكرياً، ليس ضد داعش فقط بل ونظام بشار أيضاً؛ لتدعيم موقف المعارضة على الأرض، خاصة بعد فشل الاتفاق الأخير، وإقدام روسيا على تعليق الاتفاقية الموقعة في 2010 بين روسيا وأمريكا للتخلص من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في أغراض عسكرية(7).

وما نشر عن أن مجلس الدوما سيصوت على اتفاقية نشر قوات روسية في سوريا على أساس دائم، رداً على وقف التعاونالروسي الأمريكي بشأن سوريا(8). كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية نشر نظام صواريخ إس 300 في قاعدتها البحرية في طرطوس(9). أما على الجانب الآخر، فقد تداولت بعض التقارير خبراً يفيد ترك أوباما الملف السوري للبنتاجون، والتي مارست ضغوطاً عليه من أجل تغيير استراتيجيته تجاه سوريا، والتي امتنع فيها عن القيام بتدخل عسكري ضد نظام بشار(10). ولقاء أوباما بمجلس الأمن القومي لبحث الأزمة السورية، وبحث معهم خيار استخدام القوة في هذا الملف(11).

 

المسار الثاني، تقديم الدعم للمعارضة:

من خلال حلفائها الإقليمين (تركيا والسعودية)، والمقصود دعماً عسكرياً يحدث تغييراً في موازين القوى العسكرية على الأرض، في مقدمته تقديم صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف. فقد صرح مسؤولون أمريكيون أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، زاد احتمالية قيام دول الخليج العربية بتسليح المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف؛ للدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات السورية والروسية(12).

 

المسار الثالث، بقاء الوضع كما هو عليه:

بحيث لا تؤثر هذه المستجدات في تعاطي أمريكا مع الملف السوري بصفة عامة، والمعارضة المسلحة بصفة خاصة، سواء بعدم التدخل الأمريكي المباشر لدعم المعارضة، أو حتى عدم تقديم دعم عسكري لهم من خلال تركيا أو السعودية يغير موازين القوى على الأرض؛ بما يؤدي لمزيد من تقهقر وتراجع المعارضة، ومزيد من التقدم البطيء للنظام وحلفائه ومزيد من قضمهم للأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، والتغيير الوحيد في تلك الحالة سيكون في صورة تصعيد أمريكي ضد روسيا ونظام بشار على مستوى التصريحات العلنية فقط.

 

ويبقى المسار الثالث هو الأكثر ترجيحاً يليه المسار الثاني وأخيراً المسار الأول الأقل ترجيحاً، وذلك استناداً إلى:

1ـ لا يوجد صراع دولي حول الملف السوري، بل هناك شبه اتفاق أمريكي روسي حول إعطاء أولوية مواجهة داعش على رحيل بشار الأسد، وتسليم أمريكي منذ البداية بالنفوذ الروسي في سوريا، وبالتموضع الجديد منذ تدخلها عسكرياً في الأزمة، هذا التوافق منع أمريكا من التدخل عسكرياً ضد بشار، بل ودفعها لعدم السماح لتركيا والسعودية بتقديم صواريخ مضادة للطائرات للمعارضة، وهو ما سيمنعها كذلك الآن في ظل التطورات الأخير، فلا توجد ضرورة ولا مصلحة استراتيجية تجبر أمريكا على إسقاط بشار.

2ـ أنه برغم وضع أمريكا استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد المعارضة كخط أحمر، سيؤدي انتهاكه لتدخلها عسكرياً ضده، إلا أن أمريكا لم تلتزم بذلك، فبعد أن استخدم النظام السلاح الكيماوي، عقدت أمريكا اتفاقاً مع روسيا يقضي بالتخلص من هذا السلاح مقابل غض الطرف عن التدخل عسكرياً.

3ـ عدم وجود موقف أمريكي جاد من التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية منذ 30 سبتمبر 2015.

4ـ بيان وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أشار إلى تعليق أمريكا مباحثاتها مع روسيا بشأن سوريا، فقد أشار أيضاً إلى “أنها ستواصل استخدام قنوات الاتصال التي تشكلت مع روسيا؛ لتفادي أي حوادث في العمليات ضد مكافحة الإرهاب؛ لضمان سلامة الموظفين العسكريين الأميركيين”(13). وهو بهذه الإشارة يترك (شعرة معاوية) مع روسيا؛ تحسباً لإمكانية عودة المفاوضات بين الجانبين مرة أخرى.

5ـ ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من خلال تسجيل صوتي “لجون كيري”، عن لقائه وفداً من المعارضة السورية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اقترح فيه على المعارضة المشاركة في انتخابات تشمل بشار الأسد، وقال إن بلاده لا تملك حجة قانونية للتدخل عسكرياً في سوريا(14).

وبالتالي في ظل المسارين الأول والثاني، سيظل هناك تعليقاً للمباحثات الأمريكية الروسية بشأن الملف السوري، بينما في ظل المسار الثالث، قد يكون هناك عودة للمباحثات بين الجانبين وهو الأكثر ترجيحاً.

 

خلاصة:

لقد طال أمد الثورة السورية، بحيث تحولت من ثورة داخلية لقضية إقليمية ثم قضية دولية، تعقدت معها إمكانية حدوث أى انفراجه لصالح الثورة، أو حتى أي حل يرضي الطرفين، وفي هذا الإطار، تبرز توصيات تنفيذية:

1ـ بالنسبة للمعارضة السورية: توحيد الجبهات العسكرية المعارضة المعتدلة في جبهة واحدة، تعبر عنها جبهة سياسية موحدة، بحيث يصعب التلاعب بهم من القوى الحليفة قبل المضادة، ثم يتم فرض هذه الجهود وهذه الجبهة الموحدة على القوى الإقليمية والدولية الداعمة للمعارضة وليس العكس، فمن الخطأ ترك هذا الأمر للقوى الخارجية؛ لأنه سيترتب عليه تعدد الجبهات وفقاً لتعدد مصالح كل قوة داعمة للثورة، وسيكون الدعم محدود بمتطلبات المصالح القومية لهذه القوى.

2ـ بالنسبة للقوى الإقليمية الداعمة للثورة: التخلص من حالة الاعتماد الكامل على دور أمريكا في تحقيق تقدم للثورة، والتعامل معها وفقاً للمقايضة المحسوبة؛ بما يفضي لتقديم دعم عسكري للمعارضة، حتى ولو لم توافق أمريكا على ذلك، وخاصة فيما يتعلق بمنظومة صواريخ أرض جو المضادة للطائرات، والتي يمكن أن تحدث تغييراً كبيراً في موازين القوى لصالح الثورة، وعدم انتظار سماح أمريكا لهم بذللك.

إن السوابق التاريخية تعطي درساً أن أمريكا دائماً ما تبيع حلفائها، ومن ثم فمن الخطأ استراتيجياً التعويل على أمريكا بشكل مطلق دون اتباع سياسة تعدد محاور معها، بما يضع الدولة الحليفة لها في حالة انكشاف استراتيجي في أوقات تخليها عنها. وأكبر شاهد على ذلك، التخلي الأمريكي عن تركيا إبان الأزمة القبرصية 1974، واعتماد الكونجرس الأمريكي مؤخراً قانون “تطبيق العدالة على رعاة الإرهاب” المعروف باسم “جاستا”، والذي يستهدف عدة دول على رأسهم الحليفة الأكبر لها (السعودية)(15).

—————————-

الهوامش:

(1) انسداد دبلوماسي: آفاق انهيار الهدنة في سوريا، مركز الجزيرة للدراسات، 2102016، (تاريخ الدخول: 4102016)، الرابط.

(2) مقتل العشرات من الجيش السوري بغارات للتحالف في دير الزور، موقع روسيا اليوم، 1792016 (تاريخ الدخول: 4102016)، الرابط

(3) روسيا: مقتل عشرات الجنود السوريين بغارات للتحالف، موقع الجزيرة نت، 1892016، (تاريخ الدخول: 4102016)، الرابط

(4) غضب دولي من قصف قافلة المساعدات السورية، موقع سكاي نيوز عربية، 2092016 (تاريخ الدخول: 4102016)، الرابط

(5) لافروف: طيران سوريا لم يقصف القافلة الإنسانية، موقع روسيا اليوم، 2192016، (تاريخ الدخول:4102016)، الرابط.

(6) اتفاق الهدنة في سوريا يعمق الشرخ بين كيري والبنتاغون، موقع هافنجتون بوست عربي، 1492016 (تاريخ الدخول:4102016)، الرابط

(7) كشف الأسباب وراء تعليق اتفاقية البلوتونيوم بين روسيا وأمريكا، موقع سبوتنك عربي، 4102016 (تاريخ الدخول:4102016)، الرابط

(8) واشنطن تعلق محادثاتها بشأن سوريا مع موسكو، موقع الجزيرة نت، 3102016 (تاريخ الدخول:4102016)، الرابط.

(9) روسيا تنشر صواريخ إس 300 في سوريا، موقع العربية، 4102016 (تاريخ الدخول:5102016)، الرابط

(10) أوباما يترك الملف السوري في عُهدة البنتاغون والاستخبارات، موقع المركز الصحفي السوري، 5102016 (تاريخ الدخول:5102016)، الرابط

(11) أوباما يبحث مع مساعديه خيار القوة في سوريا، موقع الجزيرة نت، 5102016، (تاريخ الدخول: 5102016)، الرابط.

(12) جونثان لانداي، مسؤولون أمريكيون: دول الخليج قد تسلح المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات،

2792016، (تاريخ الدخول:4102016)، الرابط

(13)مصدر سابق، واشنطن تعلق محادثاتها بشأن سوريا مع موسكو

(14) كيري يدعو المعارضة للمشاركة بانتخابات تشمل الأسد، موقع الجزيرة نت، 1102016، (تاريخ الدخول:5102016)، الرابط

(15) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

طارق دياب

باحث سياسي مصري، متخصص في العلاقات الدولية وشؤون الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى