دراساتسيناء

سيناء ـ قراءة في المكان والمكانة

تشكل شبه جزيرة سيناء أهمية خاصة للأمن القومي المصري, إذْ تمثل بموقعها الاستراتيجي البوابةَ الشرقية لمصر, وحاجزاً طبيعياً وخطاً دفاعياً رئيسياً للوادي والدلتا أمام أيِّ عدو قادم من الشرق، وهو ما أكدته الشواهد التاريخية, ولسيناءَ أهمية اقتصادية كبيرة؛ إذْ تضم في باطنها ثرواتٍ كثيرةً أثارت رغبة أعداء مصر في السيطرة عليها, هذا إلى جانب أهميتها الدينية للديانات السماوية الثلاث, إضافة إلى أهميتها السياحية التي برزت بقوة في الثلاثين عاماً الأخيرة.[1]

أولاً: أهمية سيناء الدينية والتاريخية.

اختصت شبة جزيرة سيناء بالخلود في سجل الآثار المكتوبة، كما ظفرت بالتقديس والإجلال في الكتب السماوية كلها، حيث ورد ذكرها في سفر خروج اليهود. وفي كتابات المسيحيين الأوائل. كما ورد ذكرها مرتين في القرآن الكريم في قوله تعالى: ]وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ.[2] وقوله تعالى: ]والتِّينِ وَالزَّيْتُونٍ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ.[3]

أما جبل الطور, ذلك المكان المقدس الطاهر، فقد ذكره المولى سبحانه وتعالى عشر مرات في كتابه الكريم، وهو تكريم وتعظيم لهذه البقعة الصغيرة من أرض سيناء.

فالطور هو الجبل الذي حدثت به معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى، حين رفعه الله فوق اليهود عندما جادلوا نبي الله موسى عليه السلام وعاندوه. وظل الجبل فوقهم كأنه سحابة تنتظر أوامر المولى جلت قدرته ليسقط على رؤوسهم.

قال تعالى: ]وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.[4]

والواقع أن سيناء تحمل في أسماء أماكنها كل آثار قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون واليهود، من البعث حتى الخروج، ابتداء من عيون موسى قرب رأس خليج السويس، إلى جبل حمام فرعون وجبل موسى على الساحل الغربي لسيناء، إلى هضبة التيه في الداخل، إلى جبل المناجاة في عمق الجنوب أي الطور، بما في ذلك, الوادي المقدس طوى.[5]

وتزخر أرض سيناء بآثار تاريخ الإنسانية عبر القرون المختلفة بدءاً من العصر الحجري إلى العصر الفرعوني وحتى العصر الإسلامي مروراً بالعصور الرومانية والبيزنطية والقبطية.

ثانياً: أهمية سيناء السياحية.

تعد سيناء كنزاً طبيعياً ومناطق جذب للسياح عبر العالم, ولدى سيناء مقومات وسمات تجعلها من أفضل المناطق السياحية في العالم، لما تحويه من أثار فرعونية ودينية إلى جانب الطبيعة الرائعة؛ فقد وهب الله سبحانه وتعالى سيناء طبيعية ساحرة، تتمثل في الجبال الشاهقة والوديان السحيقة والسهول والسواحل الرملية؛ حيث المياه الصافية الهادئة، والجزر ذات الشعاب المرجانية والأسماك النادرة.[6] ويمكن تقسيم السياحة في سيناء على مجالين أساسيين:

1- السياحة الدينية:

تحوي سيناء مجموعة كبيرة من الآثار التاريخية ذات العلاقة بالأديان السماوية الثلاث, إضافة إلى الآثار الفرعونية الكثيرة, التي تؤكد على مصريتها, ومن أهم هذه الآثار:

يعد من أشهر المعالم الأثرية في سيناء ويضم هذا الدير:

  • كنيسة البازيليكا (العذراء): بُنيت في عهد الإمبراطور “جوستنيان” البيزنطي في القرن السادس الميلادي، وهي من التحف الفنية الرائعة لما تحويه جدرانها من فسيفساء قديمة. وللكنيسة قدسية خاصة؛ حيث بُنيت في المكان الذي تقوم فيه الشجرة المقدسةـ “شجرة العليقة المباركة”. التي رآها سيدنا موسى عليه السلام مضيئة في الليل كالنار، فتوجه صوبها حيث ناداه ربه.
  • المسجد: بُني في عهد الخليفية الفاطمي “الآمر”، تنفيذاً لرغبة وزيره “أبو النصر أنوشطاقين” عام 1106م, وهو المسجد الوحيد في العالم الذي يقع داخل ديرٍ للنصارى.
  • المكتبة: تحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات النادرة بمختلف اللغات, وقد حظيت منذ وقت طويل باهتمام العلماء ولكن لم يعمل لها إحصاء كامل أو تدقيق إلا في السنوات الأخيرة عندما اهتمت مكتبة الكونجرس بواشنطن بتصوير تلك المخطوطات، وقد ساعدها في ذلك كلاً من جامعة الإسكندرية والمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان. وحسب آخر إحصاء يوجد بها (2319) من المخطوطات اليونانية، و (284) من المخطوطات اللاتينية و (86) من المخطوطات الجورجانية، وإلى جانب ذلك يوجد أيضاً نحو (600) مخطوط عربي وبعض المخطوطات السريانية والقبطية والأثيوبية والسلافية, وليست كل كتبها دينية؛ بل يوجد من بينها مخطوطات تاريخية وجغرافية وفلسفية.[7]
  • الوادي المقدس: يوجد خلف منطقة الكنيسة الرئيسية إلى الجنوب بجوار منطقة شجرة العليقة المشتعلة ولكن مكانه غير معروف.
  • بئر شعيب: على بعد خطوات قليلة من الوادي المقدس، مياهه عذبة وغزيرة.
  • عيون موسى:

توجد على بعد (15) كم شرق خليج السويس.

  • جبل موسى:

هو الجبل الذي مكث فيه موسى عليه السلام أربعين يوماً يناجي ربه، حتى تسلم الوصايا العشر وعاد بها إلى قومه.

  • مقام النبي هارون:

يقع في مواجهة دير سانت كاترين في سهل الراحة بوادي فيران، ويقال إنه يحوي رفات النبي هارون شقيق النبي موسى عليهما السلام.

  • أثر النبي صالح:

يقع عند نقطة اتصال وادي مرة مع وادي الشيخ، وعلى بعد (2) كم يوجد قبر النبي صالح.

  • معبد سرابيط الخادم:

يقع على سطح جبل صغير مستطيل الشكل إلى الشرق من مدينة أبو زنيمة بحوالي (35) كم جنوب سيناء, وهو عبارة عن هيكل يحتوي على عدد من الكهوف.

  • طريق الخروج:

هو الطريق الذي سلكه نبي الله موسى وأتباعه من بني (إسرائيل).

  • طريق العائلة المقدسة:

هي الطريق التي سلكتها مريم العذراء برفقة وليِدها المسيح عيسى عليه السلام هاربة به إلى مصر عبر سيناء، وتم تحديد هذا الطريق بين رفح في الشرق وتل أبو وصيفة الواقع إلى الشرق من القنطرة بمسافة (3) كم تقريباً في الغرب ماراً بالعريش، الشيخ زويد، بير العبد، بير رمانة، تل الجير.[8]

  • طريق الحج القديم:

يمتد بين غربي السويس والعقبة عبر سيناء ماراً بعدة محلات أهمها نخل، وادي القريص، ويوجد على طول امتداد الطريق عدة مواقع أثرية أهمها قلعة نخل.

  • جزيرة فرعون وقلعة صلاح الدين:

على خليج العقبة جنوب طابا، تحتل القلعة موقعاً استراتيجياً فريداً، وقد بناها صلاح الدين منذ ثمانية قرون. وهي من أهم المعالم التاريخية جذباً للسياح.[9]

2- السياحة الترفيهية:

تتميز شواطئ سيناء بنقاء المياه وصفائها، والرمال الناعمة، والجو المعتدل، والمناظر الجميلة، فضلاً عن الشعاب المرجانية ذات الألوان المتعددة، والأسماك الملونة النادرة.

لذلك تعتبر سيناء منطقة سياحية من الدرجة الأولى, وهذا ما يميز أغلب مدنها التي تتوزع على محافظتين هما: (انظر خريطة رقم “3”)

أ- محافظة شمال سيناء:

تقع على ساحل البحر المتوسط، ويفصلها عن جنوب سيناء خط طابا/ رأس مسلة. ومن أهم مدنها:

  1. العريش: العاصمة وتتميز بالهدوء وجمال الطبيعة، حيث تكثر بها أشجار النخيل.
  2. رفح: ثاني مدن المحافظة وتقع على خط حدود مصر الشرقية الدولية مع فلسطين.
  3. الشيخ زويد: تقع بين العريش ورفح، على ساحل البحر المتوسط.
  4. بئر العبد: تقع في منتصف المسافة بن القنطرة شرق والعريش.
  5. نخل: بها قلعة شهيرة بناها السلطان قنصوا الغوري عام 1516م لتأمين طريق الحج.[10]

ب- محافظة جنوب سيناء:

تمتد من طابا شمالاً على خليج العقبة، مروراً بالسفوح الشمالية لهضبة التيه حتى رأس مسلة على خليج السويس غرباً، ورأس محمد جنوباً. وهي صالحة بحكم موقعها وخصائصها البيئية الفريدة لأن تكون منتجعات صيفية وشتوية. ومن أهم مدنها على خليج السويس:

  1. الطور: عاصمة المحافظة, وتقع على بعد حوالي (170) كم جنوب مدينة السويس، وبها مطار وميناء، وتمتاز بمناخها المعتدل صيفاً وشتاءً, وتنتشر بها حدائق الفاكهة.
  2. رأس سدر: تقع على بعد (191) كم عن القاهرة، وتمتاز بمناخها المعتدل طوال العام.
  3. أبو رديس: مركز لاستخراج البترول، وبها مطار لاستقبال الطائرات الصغيرة والمتوسطة.

أما أهم المدن على خليج العقبة:

  1. شرم الشيخ: تقع على خليج العقبة, وتبعد عن رأس محمد حوالي (53) كم, ويرتادها السياح صيفاً وشتاءاً لجوها المعتدل وشمسها الدافئة.
  2. دهب: تبعد حوالي (81) كم من شرم الشيخ، شواطئها من أجمل شواطئ سيناء الجنوبية، وتمتاز برمالها البراقة الشبيهة بالذهب، ومياهها الصافية، وأسماكها الملونة.
  3. نويبع: تبعد حوالي (87) كم من دهب، تمتاز بساحلها الرملي الجميل.
  4. طابا: تبعد حوالي (75) كم عن نويبع, ولها ميزة استراتيجية كبيرة سيرد شرحها لاحقاً.

ثالثاً: الموقع والسكان.

تتميز سيناء بموقعها الاستراتيجي والشكل المثلث الذي يشرف على البحرين الأحمر والمتوسط, وبرغم مساحتها الكبيرة إلا أن تخلخلها السكاني يعتبر من أهم المشاكل التي تواجهها وفيما يلي التفصيل:

1- الموقع والشكل:

تقع شبه جزيرة سيناء في الشمال الشرقي لمصر, وهو ممرٌّ بريٌّ استراتيجيٌّ بين قارتي آسيا وأفريقيا, وهو الجزء الوحيد من الأرض المصرية الذي يقع في قارة آسيا, مما جعل التوجهات المصرية آسيويةً نحو الشرق، برغم أنها دولة أفريقية. تبلغ مساحتها (61) ألف كم2, أي ما يوازي ثلاثة أمثال مساحة الدلتا, وتشكل ما نسبته 6% من مساحة القطر المصري البالغة حوالي (مليون كم2).[11] (انظر خريطة رقم “3”)

تتخذ شبه جزيرة سيناء شكل المثلث؛ حيث تتفق قاعدته مع سـاحل البحر المتوسط، ودائرة العرض 30 31 ْ شمالاً، بينما يقع رأسه عند الْتقاء خليج العقبة بالسويس في رأس محمد جنوب دائرة العرض 28 ْ شمالاً، وهي بذلك تمتد عبر 3.5 درجة عرضية, تمثل ثُلث امتداد مصر من الشمال إلى الجنوب. إذْ يبلغ أقصى طول لشبه جزيرة سيناء من الشمال إلى الجنوب نحو (390) كم تقريباً, يبدأ من رأس محمد جنوباً حتى أقصى بروز في البحر المتوسط شمالاً، أما أقصى عرض فيقع بين مدينتي العقبة شرقاً والسويس غرباً بطول (210) كم تقريباً.[12]

2- الحدود:

تتميز حدود سيناء بتوزيع يكاد يكون مختلفاً عن الحدود المصرية الأخرى, حيث تحيط بها المياه من كل الجهات باستثناء خط الحدود مع فلسطين التاريخية، وتتميز حدودها بكثرة تفاصيلها, التي يمكن توضيحها على النحو التالي:

أ- الحدود الشرقية:

تنقسم إلى قسمين؛ بري شمالاً وبحري جنوباً.

الحدود البرية:

هي حدود سياسية مع فلسطين التاريخية بطول 240كم, يبدأ خط الحدود من رفح المصرية شمالاً على البحر المتوسط, وينتهي جنوباً عند رأس خليج العقبة على البحر الأحمر, وقد انقسم هذا الخط بعد قيام (إسرائيل) عام 1948م إلى قسمين, الأول: خط حدود مع قطاع غزة بطول )14( كم، يفصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية, يبدأ من البحر المتوسط شمالاً وينتهي عند منطقة كرم أبو سالم جنوباً, والثاني: خط حدود مع (إسرائيل) بطول )226( كم, يبدأ من مثلث الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية في المنطقة المسمّاه (كرم أبو سالم) شمالاً حتى يصل إلى خليج العقبة جنوباً, يذكر أن خط ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين التاريخية جرى وفق اتفاقية الحدود الموقعة عام 1906م بين بريطانيا، بصفتها الدولة المحتلة لمصر، والدولة العثمانية التي تسيطر على فلسطين في تلك الفترة.[13]

أما الحدود البحرية:

فهي خط ساحلي على خليج العقبة بطول)250( كم تقريباً, يبدأ من طابا شمالاً، ويتجه جنوباً بخط مائل نحو الجنوب الغربي ليصل إلى أقصى نقطة في جنوب سيناء عندما يلتقي بخليج السويس عند رأس محمد, وبذلك تشترك مصر في هذا الخليج بحدود بحرية مع ثلاث دول هي: (إسرائيل) والأردن والسعودية.[14]

ب- الحدود الغربية:

تنقسم إلى قسمين: حاجز مائي اصطناعي ثابت شمالاً وبحري جنوباً.

القسم الشمالي: هو خط داخلي مع الدولة الأم, ويعد الخطَّ الفاصلَ بين قارتي آسيا وأفريقيا, وهو عبارة عن خط حدود كان برياً حتى عام 1856م, عندما تَمَّ افتتاح قناة السويس بطول (156) كم, لتربط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر, ولتصبح أهم ممرٍّ مائيٍّ استراتيجيٍّ في العالم، يبدأ خط القناة من بور سعيد شمالاً على البحر المتوسط مروراً بالبحيرات المُرَّةِ في الوسط, وانتهاءً بخليج السويس.

أما القسم الجنوبي: فهو عبارة عن خط ساحلي على خليج السويس يمتد بطول (350) كم تقريباً, يبدأ من مدينة السويس شمالاً، ويتجه جنوباً بخط مائل نحو الجنوب الشرقي ليصل إلى أقصى نقطة في جنوب سيناء، عندما يلتقي بخليج العقبة عند رأس محمد مكوناً رأس مثلث سيناء.[15]

ج- الحدود الشمالية:

يحدها من الشمال البحر المتوسط بخط ساحلي يبلغ طوله (190) كم تقريباً, تتخلله مجموعة من البحيرات، أهمها بحيرة البردويل إلى الشمال من العريش.[16]

د- الحدود الجنوبية:

هي نقطة الْتقاء خَلِيجَيْ العقبة والسويس عند رأس محمد؛ لتشكل رأس مثلث سيناء على البحر الأحمر جنوباً. (انظر خريطة رقم “3”)

3- السكان.

تعاني سيناء من خلل سكاني خطير؛ إذ لا يزيد عدد سكانها – حسب تقديرات عام 2008م – عن (400) ألف نسمة, وهم بذلك لا يمثلون أكثر من (0,5%) من إجمالي سكان مصر, بينما تشكل مساحة سيناء (6%) من مساحة القطر المصري، مما يوضح حجم هذا الخلل، حيث تبلغ نسبة السكان إلى المساحة (1:11), وهو خلل خطير كان له أكبر الأثر في الحروب الإسرائيلية على مصر. يتوزع السكان فيها تماشياً مع طبيعتها الجغرافية؛ فسيناء منطقة صحراوية قاحلة، تعمها السهول والكثبان الرملية في الشمال, بينما ترتفع جبالها إلى أكثر من ألفي متر في الجنوب. يتركز السكان في بعض تجمعات سكانية على الساحل الشمالي في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد, ويقدر عددهم بحوالي (300) ألف نسمة؛ أما قلب سيناء فيكاد يكون فارغاً إلا من بعض البدو الرُّحَّل, وقبائلهم المتناثرة في وسط الصحراء, بينما يتواجد ما يقرب (60) ألف نسمة في الجنوب، وعلى طول سواحل خليجي العقبة والسويس؛ حيث يوجد عدد من التجمعات السكانية, مثل طابا ونويبع وشرم الشيخ ورأس محمد وذهب والطور وسانت كاترين, وحوالي (40) ألف نسمة في منطقة القنطرة شرق السويس.[17]

يشكل البدو الجزءَ الأكبرَ من سكان سيناء, إذْ يقيم بها نحو (26) قبيلة موزعة على شمال سيناء ووسطها وجنوبها. تتركز القبائل الأكثر عدداً في المناطق الساحلية من محافظة شمال سيناء، وفي المناطق الواقعة شرق قناة السويس، وخليج السويس, أما باقي السكان فهم مختلطون, فمنهم الفلسطينيون الذين يكثرون في رفح المصرية، وبعض مناطق العريش, إضافةً إلى المصريين الذين وَطَّنتهم الحكومة المصرية في تجمعات سكانية بمدينة العريش، وسيناء مقسمة إدارياً إلى محافظتين: محافظة شمال سيناء وعاصمتها العريش, ومحافظة جنوب سيناء وعاصمتها الطور.[18]

يشار أيضاً إلى أن جزءاً من سكان العريش هم من أصل بُوسنيّ· من المسلمين الذين قدموا مع محمد علي في بداية القرن التاسع عشر, أي أن أصولهم أوروبية, وبالتالي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تثير هذه القضية للتدخل في شئون مصر الداخلية من أجل اقتطاع سيناء من مصر, وإقامة دولة عازلة جديدة تكون حاجزاً بين (إسرائيل) ومصر.[19]

خريطة رقم “3” الحدود السياسية والمدن الرئيسية في سيناء.[20]

رابعاً: الأقاليم التضاريسية.

يتميز سطح شبه جزيرة سيناء بوضوح وحداتها التضاريسية التي تمثل انعكاساً للتركيب الجيولوجي؛ إذْ يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقاليم تضاريسية.(انظر خريطة رقم “4”)

1- الإقليم السهلي في الشمال:

يمتد هذا الإقليم من خط ساحل البحر المتوسط شمالاً حتى مقدمات هضبة التّيه جنوباً، على شكل مستطيل يمتد عرضياً من الحدود السياسية الشرقية لمصر حتى قناة السويس غرباً، بمساحة تُقدر بنحو (21) ألف كم2؛ وبمتوسط ارتفاع يصل إلى (500) متر أي ما يعادل ثلث مساحة سيناء، وتتنوع طبوغرافية هذا الإقليم في مستوياتها؛ حيث تتدرج مناسيب سطح الأرض فيه من منسوب سطح البحر إلى (500) متر عند مقدمات الإقليم الهضبي، تتخلل هذا الإقليم بعض الظواهر الجيومورفولوجية· التي تختلف في توزيعها من شمال الإقليم إلى جنوبه، التي تقسم الإقليم إلى ثلاثة قطاعات، هي:[21]

القطاع السهلي الساحلي:

يشغل هذا القطاع الشريط الساحلي من البحر المتوسط شمالاً حتى أراضي التلال جنوباً، ويتميز هذا القطاع بطبيعته الرملية، وانتشار السبخات· في المناطق التي تنخفض عن سطح البحر خلف خطِّ الشاطئ, ووجود بحيرة البردويل ثاني أكبر بحيرة في مصر بمساحة تصل إلى 38كم2. يشار إلى أن أكثر من 70% من إجمالي سكان سيناء يتركزون في هذا القطاع الضيق.

القطاع الأوسط:

تنتشر فيه التلال الرملية المتوسطة التي يتراوح ارتفاعها عند (200) متر, وهي تختلف عن القطاع السابق باختفاء الظواهر المائية.[22]

القطاع الداخلي:

قطاع سهلي تنتشر فيه بعض الصخور التي تغطيها الكثبان الرملية بأحجام وأشكال مختلفة، ويبلغ متوسط ارتفاعه حوالي(300) متر فوق مستوى سطح البحر, بينما يبلغ أقصى ارتفاع حوالي (500) متر.[23]

2- الإقليم الهضبي الأوسط:

يمتد هذا الإقليم من هضبة التيه شمالاً حتى إقليم الجبال جنوباً, ويتميز هذا الإقليم باستواء سطحه إلى حدٍّ ما, وارتفاعه ما بين (500- 1000) متر عن سطح البحر. تبلغ مساحته حوالي (21) ألف كيلومتر مربع؛ بما يعادل نحو ثُلث مساحة سيناء, وهو بمثابة إقليم انتقالي بين السهول في الشمال والجبال في الجنوب, وتشمل تضاريسه هضبتي التيه في الشمال والعجمة في الجنوب.[24]

هضبة التيه:

تتخذ هضبة التيه شكلاً مستطيلاً، يمتد بين الساحل الغربي لخليج العقبة شرقاً حتى الساحل الشرقي لخليج السويس غرباً؛ لذا فهي تشغل ثلثي الإقليم الهضبي، ويتراوح ارتفاعها بين (500ـ 1000) متر، وتتسم باستواء سطحها نسبياً، خاصة في قسميها الشمالي والأوسط, أما القسم الجنوبي فيتسم بوجود عدد من القمم الجبلية المنفردة التي يزيد ارتفاع بعضها على الألف متر، وتقطع سطح الهضبة مجموعة من الأودية التي تنحدر من الجنوب صوب الشمال كروافد لوادي العريش, وتشرف الهضبة على خليجي العقبة والسويس, وفي خليج العقبة ينحدر سطحها تجاهه بشكلٍ متوسط, وتطل عليه بسلسلة جبال متقطعة ومنفردة، تتوزع على شكل كتل بارتفاع (950) متراً في المتوسط, ومن أهمِّ جبالها: شعيرةَ وحمرةَ وخشمْ الطارقْ وعريف الناقةَ, أما عند خليج السويس فينحدر سطحها بشدة, وتطل عليه بسهل ساحلي متسع يتميز بوجود عدد من الكثبان الرملية، إضافة إلى العديد من العيون المائية أهمها عيون موسى, وتتميز الحافة الغربية للهضبة بتقطعها بفعل الأودية التي تنحدر صوب خليج السويس، وجبالها أقل ارتفاعاً من الجبال التي تطل على خليج العقبة؛ إذْ يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي (750) متراً, ومن أهمها جبل الراحة وحيطان والجدي وزرافة.[25]

هضبة العجمة:

تمثل القسم الجنوبي من الإقليم الهضبي, وهي أكثر ارتفاعاً من هضبة التيه, وتتميز بعدم استواء سطحها نسبياً. تشرف الهضبة من الشرق على خليج العقبة بارتفاعٍ متوسطٍ نسبياً، لا يتجاوز الألف متر، وتشرف غرباً على خليج السويس بحافة شديدة الانحدار، تنتهي بسهل ساحلي ضيق الاتساع. ومن أهم جبالها: حمام فرعون وأم مغرب وغرابي والمغارة.[26]

3- الإقليم الجبلي في الجنوب.

هو الجزء الجنوبي الأقصى من سيناء الواقع بين الخليجين، وهو مثلث قاعدته دائرة العرض 29 ْ شمالاً، وضلعاه ساحلا الخليجين، وقمته عند رأس محمد، تبلغ مساحته حوالي (19) ألف كم مربع، وتشرف هذه المرتفعات مباشرة على ساحل خليج العقبة، على حين تترك فيما بينها وبين ساحل خليج السويس سهلاً ساحلياً يمتد على هيئة شريطٍ موازٍ لخط الساحل، لا يتجاوز أقصى عرض له (35) كم، وتتميز مرتفعات جنوب سيناء بالارتفاع وبالقمم الحادة والمدببة، ويبلغ متوسط ارتفاع هذا الإقليم الجبلي نحو (2000) متر فوق سطح البحر، وتعد قمة جبل سانت كاترين أعلى قمم هذا الإقليم؛ إذْ يصل منسوبها إلى (2641) متراً فوق مستوى سطح البحر، وتنحدر المرتفعات انحداراً شديداً نحو الشرق باتجاه خليج العقبة، في حين تنحدر تدريجياً جهة الغرب تجاه خليج السويس؛ إذ يتدرج الارتفاع نحو سلاسل من التلال التي تنتهي بالسهل الساحلي الضيق الذي يفصل إقليم الجبال عن ساحل خليج السويس، ويتميز إقليم الجبال بالتضرس ووعورة السطح الذي تقطعه الأودية، خاصة حوافه الشمالية والشرقية والغربية، ومن أهم هذه الأودية: وادي نَصَبَ الذي يقطع الحافة الشرقية، ووادي فيران الذي يقطع الحافة الغربية.[27]

خريطة رقم “4”: أقاليم سيناء التضاريسية.[28]

خامساً: الموارد الطبيعية.

تزخر سيناء بالموارد والثروات الطبيعية؛ بما تحتويه أرضها من بترول وغاز ومعادن, ومن أهمها:

1- البترول:

أهم موارد الثروة المعدنية الموجودة في سيناء, حيث يستخرج الزيت الخام من حقول سدر, وعسل، ومطارمة، وبلاعيم بحري, وجميعها تقع في جنوب سيناء. يقدر احتياطي البترول فيها بحوالي (237) مليون برميل من الزيت الخام والغازات، وقد أقامت الحكومة المصرية مصفاة لتكرير البترول في منطقة وادي فيران, أما باقي إنتاج الحقول فكان يوجه للتصدير.[29]

2- الفحم:

يستخرج من جنوب سيناء في المناطق المحاذية لخليج السويس, حيث تشير التقديرات إلى وجود كميات احتياطية كبيرة تقدر بحوالي (200) مليون طن.[30]

3- الرمال البيضاء:

تقدر الاحتياطات منها بملياراتِ الأطنان، ويتميز خامها بنسبة نقاوة عالية؛ حيث تصل نسبة السيليكا فيه إلى نحو (99%)، وتدخل في صناعة الزجاج والكريستال.

4- المعادن الأخرى:

توجد معادن عدة بكميات كبيرة, مثل الكبريت الذي يقدر احتياطيُّه بحوالي (30) مليون طن والمنجنيز والنحاس والكاولين· وكلوريد الصوديوم (ملح الطعام) والجبس وأحجار الزينة والطفلة الكربونية· والألبيتيت· ومواد أخرى كثيرة.[31]

سادساً: سيناء واتفاقية كامب ديفيد.

أرادت مصر أن تسترجع سيناء بأي ثمن بعد أن فشلت في ذلك عقب حرب أكتوبر 1973م, وكان تأكيد الرئيس السادات لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر عام 1974م أنه لا حرب بعد اليوم مع (إسرائيل), المقدمة الحقيقية لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد, وبحسب تصريح السادات فقد كان الهدف الأساسي من الحرب كسر الغطرسة الإسرائيلية، وقد حدث.

وبالتالي أبدى السادات استعداده للذهاب بعيداً مع (إسرائيل) في المفاوضات، وهو ما تكلل بتوقيع الاتفاقية في مارس 1978م, ثم معاهدة الصلح عام 1979م.[32]

كانت سيناء لُبَّ هذه الاتفاقية, حيث عادت إلى السيادة المصرية, ولكن وفق ترتيبات أمنية خاصة قيدت من قدرة مصر في الدفاع عن نفسها في حال وقوع أي مواجهة, وأنقصت من سيادتها على أرضها, ويمكن إجمال تلك الترتيبات بما يلي:

  1. التدابير الأمنية. (انظر خريطة رقم “5”)

وردت التدابير الأمنية في ملحق خاص بالاتفاقية (الملحق الأول)؛ حيث تمَ ولأول مرةٍ تحديد خطين حدوديين دوليين بين مصر وفلسطين الانتداب، الأول: يمثل الحدود السياسية الدولية المعروفة, وهو الخط الواصل بين مدينتي رفح وطابا، أما خط الحدود الدولي الثاني فهو الخط العسكري أو الأمني، وهو الخط الواقع على بعد 58كم شرق قناة السويس، والمسمى بالخط (A).[33]

وفقاً للملحق المذكور فقد تمَّ تقسيم سيناء من الناحية الأمنية إلى ثلاث شرائح طُولية، سميت من الغرب إلى الشرق بالمناطق: (A) و (B) و (C), إضافة إلى المنطقة (D) التي توجد داخل حدود (إسرائيل), كما تم تحديد أعداد القوات، وحجم التسليح في كل منطقة.[34]

المنطقة ( A ):

تنحصر هذه المنطقة بين قناة السويس وخليج السويس غرباً وخط خط الدفاع الاستراتيجي الرئيسي المعروف بالخط الأوسط·؛ بعرض (58) كم.

يمتد هذا الخط من شرق قاطين إلى جبل قديرة إلى الجفجافة, صدر الحيطان, جبل بوضيع, جبل كيد, إلى شرم الشيخ؛ وهذا الخط يعتبر خط المضايق بما في ذلك مخارجها الشرقية، وقد سُمِحَ للجيش المصري بإدخال فرقة مشاة ميكانيكية واحدة، تتكون من (22) ألف جندي مع تسليح يقتصر على (230) دبابة، و(126) مدفع ميداني، و(126) مدفع مضاد للطائرات عيار 37مم، و(480) مركبة.

المنطقة (B):

تقع شرق المنطقة (A) بعرض (109) كم، وتمتد من الشيخ زويد شرق العريش تقريباً إلى أبو عويقيلة, جبل الحلال, طلعة البدن, التميد, ليلاقي عند جبل كيد، ثم ينطبق عليه حتى مدينة شرم الشيخ، ويقتصر التسليح فيها على (4000) جندي من سلاح حرس الحدود المصري، مع أسلحة خفيفة فقط.

المنطقة (C):

تنحصر بين الحدود الدولية مع (إسرائيل) من الغرب، والمنطقة (B) من الشرق بعرض (33) كم، وتمتد من (من رفح إلي طابا) والشاطئ الغربي لخليج العقبة حتى شرم الشيخ, ولا يسمح فيها بأي تواجد للقوات المسلحة المصرية، ويقتصر التواجد الأمني على (750) جندي من قوات حرس الحدود مع بنادق خفيفة.

المنطقة (D):

تقع في (إسرائيل) غرب الحدود الدولية بعرض (4) كم فقط، وتنحصر ما بين خط الحدود المصرية ـ الإسرائيلية والخط (D) الذي وتمتد من شرق رفح إلى إيلات بعرض حوالي (2.5) كم، وتتمركز فيها قوة إسرائيلية لا تزيد على 4 كتائب مشاه. بعدد أفراد لا يزيد على أربعة آلاف جندي ليس معهم دبابات ولا مدفعية ولا صواريخ, عدا الصواريخ الفردية أرض/ جو.

وقد نصت المادة الثالثة من نظام الطيران الحربي على أن تكون طلعات طائرات القتال والاستطلاع لمصر وإسرائيل فوق المنطقتين (A) و (D) فقط كل في منطقته.

كما حددت المادة الرابعة من النظام البحري العسكري أنه يمكن للقطع البحرية التابعة لمصر وإسرائيل التمركز على سواحل المنطقتين (A) و (D) كل في منطقته.

خريطة رقم “5”: التدابير الأمنية لسيناء وفق اتفاقية كامب ديفيد.[35]

2. القوات متعددة الجنسية والمراقبون ” MFO.

لضمان الالتزام بالتدابير الأمنية المذكورة آنفاً من قبل الطرفين, تَمَّ الاتفاق على إرسال قوات أجنبية عرفت بقوات MFO، أو ذات (القبعات البرتقالية)، كما يطلق عليها، تمييزاً لها عن قوات الأمم المتحدة، ذوات القبعات الزرقاء, وحُدِّدت مهامها وقيادتها وترتيباتها على النحو التالي:[36]

مهام القوات:

تقوم القوات بمراقبة مصر بقوات عسكرية، أما (إسرائيل) فتتم مراقبتها بعناصر مدنية, وقد تَمَّ تحديد مهامها بالآتي:

  • تشغيل نقاط التفتيش، ودوريات الاستطلاع، ومراكز المراقبة، على امتداد الحدود الدولية وعلى الخط (B)، وداخل المنطقة (C).
  • التحقق الدوري من تنفيذ أحكام الملحق الأمني مرتين في الشهر على الأقل، ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك.
  • إجراء تحقيق إضافي خلال48 ساعة بناء على طلب أحد الأطراف.
  • ضمان حرية الملاحة في مضيق تيران.
  • المهمة الخامسة التي أضيفت في سبتمبر2005 هي مراقبة مدى الْتزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصري الإسرائيلي الموقَّع في أول سبتمبر 2005، والمعدل في 11/7/ 2007م.[37]

تشكيل القوات وأماكن تواجدها:

تتكون القوات من قيادة، وثلاث كتائب مشاة، لا يزيد عدد عناصرها عن 2000 جندي ودورية سواحل، ووحدة مراقبة، ووحدة طيران حربية، ووحدات دعم وإشارة.

تشترك في القوة (11) دولة من غير الدول العربية والإسلامية. تتوزع على النحو التالي:

  • كتيبة أمريكية تتمركز في قاعدة شرم الشيخ التي تقع بين مدينة شرم الشيخ وخليج نعمة جنوب سيناء.
  • كتيبة كولومبية تتمركز في منطقة الجورة شمال سيناء.
  • كتيبة من فيجي تتمركز في منطقة الجورة شمال سيناء.
  • وحدات للملاحة البحرية والطيران والإسناد والإشارة والتدريب والنقل والهندسة من دول عدة.
  • إضافة إلى تواجدها في القاعدتين تشرف هذه الكتائب على ثلاثين موقعاً للمراقبة تنتشر في سيناء.
  • يوضع مركز للمراقبة في جزيرة تيران السعودية؛ لمراقبة حركة الملاحة, مع العلم أن السعودية لا تعترف لـ(إسرائيل)، فكيف تكون طرفاً في الترتيبات الأمنية لكامب ديفيد.[38]

قيادة القوات:

تتولى الولايات المتحدة قيادة القوات بمشاركة حلف النيتو، ويوجد للقيادة ثلاثة مقرات: مقر قيادة القوة، ويوجد في العاصمة الإيطالية روما, أما المقرّان الآخران فهما مقران إقليميان، يوجد أحدهما في القاهرة، والآخر في تل أبيب.

الْتزامات مصر و(إسرائيل) تجاه القوات الأجنبية:

  • لا يجوز لمصر، بنصَّ المعاهدة، أن تطالب بانسحاب هذه القوات من أراضيها إلا بعد الموافقة الجماعية للأعضاء الدائمين بمجلس الأمن.
  • تتقاسم مصر و(إسرائيل) ميزانية تمويل تلك القوات، بالإضافة للمساعدات من اليابان وسويسرا وألمانيا.
  • في المنطقة (D) الإسرائيلية يوجد خمسون مراقباً فقط، كلهم مدنيون, ثلثاهم من الأمريكيين, بينما توجد قوات عسكرية في سيناء.[39]

3. تحقيق المطالبات الإسرائيلية بِحُرِّيةِ الملاحة في خليجي العقبة والسويس.

شنت (إسرائيل) عدوانها على مصر في الخامس من يونيو عام 1967م، بحجة أن الرئيس جمال عبد الناصر قام بإغلاق مضائق تيران في خليج العقبة أمام السفن الإسرائيلية، على اعتبار أن هذه المضائق خاضعة للسيادة المصرية·, وهو ما كانت ترفضه (إسرائيل)، وتسعى إلى فرض الوقائع على الأرض دائماً, حيث طالبت بتدويل تلك المضايق, وإعطائها الحق في الملاحة والرقابة مثل مصر, وهو ما استطاعت تحقيقه من خلال اتفاقية السلام مع مصر التي نصت في مادتها الخامسة على ما يلي:[40]

  • تتمتع السفن الإسرائيلية، والشحنات المتجهة من (إسرائيل) وإليها، بحق المرور الحُرِّ في قناة السويس ومداخلها، في كل من خليج السويس والبحر الأبيض المتوسط، وفقاً لأحكام اتفاقية القسطنطينية لعام (1888م)، المنطبقة على جميع الدول، كما يعامل رعايا (إسرائيل) وسفنها وشحناتها، وكذلك الأشخاص والسفن والشحنات المتجهة من (إسرائيل) وإليها، معاملة لا تتسم بالتمييز في كافة الشئون المتعلقة باستخدام القناة.
  • يَعْتَبِرُ الطرفان أن مضائق تيران وخليج العقبة من الممرات المائية الدولية المفتوحة لكافة الدول دون عائق، أو إيقاف لحرية الملاحة أو العبور الجوي, كما يحترم الطرفان حَقَّ كل منهما في الملاحة والعبور الجوي من وإلى أراضيه عبر تلك المضائق.

اعتمدت النظرية الأمنية الإسرائيلية، قبل توقيع اتفاقية السلام مع مصر، على مبدأ الحدود الآمنة التي توفر العمق الاستراتيجي للدولة العبرية, وهو ما استطاعت تحقيقه في حرب حزيران/ يونيو 1967م على الجبهات العربية الثلاث في سيناء والجولان والضفة الغربية، وبعد دخول متغير عملية السلام على تلك النظرية كان لا بد من إيجاد بديل أمني يحافظ على مبدأ الحدود الآمنة, ويمنح الوقتَ الكافيَ للجيش الإسرائيلي للتحرك ضد الجيش المصري؛ ليفقده عنصر المفاجأة والمباغتة؛ لضمان عدم تكرار ما حدث في حرب 1973م، فقد استطاعت (إسرائيل) تحقيق ذلك العمق من خلال نزع سلاح سيناء، وجعلها منطقةً عازلةً, وهذا ما تظهره بنود الاتفاقية التي شكلت انتهاكاً واضحاً للسيادة المصرية, وتهديداً خطيراً للأمن القومي المصري.[41]

ويري الباحث، أن ما عرض من تدابير أمنية, ووجود للقوات الأجنبية, ومنح حقوق ملاحية جديدة لـ(إسرائيل) في مضائق تيران، قد أضرَّ بمصرَ عسكرياً, وحظر عليها إنشاء أيِّ مطارات، أو موانئَ عسكريةٍ, بينما لم تقيد (إسرائيل) إلا في المنطقة (D) بعرض 4كم على خط الحدود السياسية, كما أن هذه الترتيبات قَيَّدتها سياسياً، ووضعتها تحت الضغط والابتزاز المستمرين.

ومن خلال تحليل سريع لما سبق عرضه يمكن إجمال التأثيرات السياسية والعسكرية الخطيرة لتلك الاتفاقية على مصر في النقاط التالية:

  1. المنطقة المسلحة الوحيدة في سيناء، وهي المنطقة (A)، تنتهي قبل ممرات الجفجافة، ومتلا، والخاتمية التي تمثل خط الدفاع الرئيسي عن سيناء, بمعنى أنه يسهل على الجيش الإسرائيلي اختراق تلك الممرات ومواجهة الجيش المصري على القناة.[42]
  2. بلغ حجم القوات المصرية، التي كانت موجودة شرق القناة على أرض سيناء في يوم 28 أكتوبر1973 بعد التوقف الفعلي لإطلاق النار، حوالي (80) ألف جندي، وأكثر من ألف دبابة, فكيف يمكن للعدد المحدد بفرقة واحدة أن يصمد أمام الجيش “الإسرائيلي”؟!. يذكر أن الرئيس السادات كان قد وافق في اتفاق فَضِّ الاشتباك الأول الموقع، في 18 يناير 1974م، على سحب قواته جميعاً، وإعادتها إلى غرب القناة، ما عدا (7000) جندي، وثلاثين دبابة فقط.[43]

ويرى الباحث أن قبول السادات باتفاق فض الاشتباك وسحب قواته كان نتيجةً للمتغيرات العسكرية السلبية في أرض المعركة, خصوصاً بعد نجاح الجيش الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون في اجتياز قناة السويس عبر منطقة البحيرات المرة, ودخول مدنها الرئيسية, حيث وقع الجيش الثالث المصري تحت حصار الجيش الإسرائيلي, وبالتالي لم يكن من مفر أمام السادات إلا القبول بتوقيع الاتفاق.

  1. نجحت أمريكا و(إسرائيل) في استبدال الدور الرقابي للأمم المتحدة، المنصوص عليه في المعاهدة ، بقوات متعددة الجنسية، وُقِّعَ بشأنها بروتوكول بين مصر و(إسرائيل) في 3 أغسطس 1981م, وليس من المستبعد أن يكون جزءٌ من القوات الأمريكية في سيناء عناصرَ إسرائيلية بهويات أمريكية وهمية.[44]
  2. برغم أن الولايات المتحدة لا تقف على الحياد بين مصر و(إسرائيل)، إلا أنها اضطلعت بمسؤولية القيادة الدائمة للقوات، كما أنها تشارك بنسبة 40% من عدد القوات, وقد اختارت التمركز في القاعدة الجنوبية في شرم الشيخ؛ للأهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضائق بالنسبة لـ(إسرائيل).
  3. برغم أن إجمالي عدد القوات متعددة الجنسيات لا يتجاوز 2000 عنصر، إلا أنها كافية للاحتفاظ بالمواقع الاستراتيجية لصالح (إسرائيل) في حال وقوع أيِّ عدوان مستقبلي، خاصة أنها ستواجه قوات من الشرطة المصرية فقط في المنطقة(C).
  4. إن استبعاد كل الدول العربية والإسلامية، من المشاركة في هذه القوات، يوضح مدى تخوف (إسرائيل) والولايات المتحدة من تعاطف تلك القوات مع مصر، والوقوف إلى جانبها ضدَّ أيِّ عدوان إسرائيلي؛ لأن تلك الدول كانت رافضة لمبدأ السلام مع (إسرائيل), بل وعمدت إلى مقاطعة مصر سياسياً بعد توقيع تلك الاتفاقية, أما اليوم فالوضع مختلف.

ويرى الباحث أن جزءاً كبيراً من الدول العربية لو أُتيحت له المشاركة الآن في تلك القوات فلن يترد, فنحن نرى اليوم قوات أندونيسية وتركية تشارك في قوات اليونيفيل التي تراقب وقف إطلاق النار بين المقاومة اللبنانية و(إسرائيل).

  1. يرى بعض السياسيين من أمثال محمد حسنين هيكل وعبد الله الأشعل ومحمد عصمت سيف الدولة، أن للاتفاقية بنوداً سرية لم يُكْشَفِ النقاب عنها, مثل منع البناء لمسافة 5كم من خط الحدود السياسية بين البلدين, ووجود بعض المعلومات التي تتحدث عن مشروع لتوطين الفلسطينيين في سيناء.[45]
  2. يقول محمد حسنين هيكل: إن خطة (إسرائيل) للسيطرة على المنطقة العربية، كانت عبر البوابة المصرية، من خلال مشروع تحويل القدس إلى عاصمة مالية عالمية، لجعل الشرق الأوسط أكثرَ انسجاماً مع السياسة الأمريكية، ولمحاصرة الاتحاد السوفيتي، وقد بدأ تنفيذ هذه الخطة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و(إسرائيل).[46]
  3. إن اتفاقية كامب ديفيد كانت مقدمة خطيرة لسلسلة الاتفاقيات العربية والفلسطينية التي تلتها مع (إسرائيل), كما أنها انتقصت من السيادة المصرية في سيناء إلى حدٍّ كبير، وأخرجت مصر من الصراع العربي الإسرائيلي تماماً.[47]
  4. إن اتفاقية كامب ديفيد أجبرت مصر على توقيع اتفاقيات حكومية في مجال الاقتصاد والسياحة والطيران المدني.[48]
  5. الاتفاقية كبلت مصر, وجعلت لبنودها حق الأسبقية على التزامات مصر القومية.[49]

يرى الباحث أن اتفاقية كامب ديفيد لو أريد لها أن تحافظ على الأمن القومي المصري لما كان هناك حاجة لتقسيمها إلى ثلاث مناطق, بل كان يتوجب أن لا تقسم, والمنطقة العازلة تكون بعرض 4 كم في كلا الجانبين, فهكذا يتوجب أن تكون سيناء في كامب ديفيد. (انظر خريطة رقم “6”)

خريطة رقم “6” سيناء كما يجب أن تكون.[50]

سابعاً: طابا وقضية الحدود.

تعود الخلفية التاريخية لمشكلة طابا إلى عام 1892م عندما حاولت الدولة العثمانية بعد وفاة الخديوي توفيق، الاستيلاء عليها, وحرمان مصر من أي وجود على خليج العقبة، مما أثار القضية المشهورة في التاريخ المصري التي عرفت باسم “قضية الفرمان” والتي انتهت بتراجع الباب العالي وبالاتفاق على تعيين حدود مصر الشرقية من نقطة تقع شرق العريش، “رفح” إلى نقطة تقع على رأس خليج العقبة “طابا”.[51]

وفي عام 1906م، وقعت أزمة أخرى اشتهرت في التاريخ المصري الحديث باسم (حادثة طابا) وانتهت باستجابة الدولة العثمانية لتشكيل لجنة مشتركة لرسم الحدود المصرية مع الدولة العثمانية التي أقرت بتبعية شبه جزيرة سيناء التي يحدها في الشرق خط رفح- طابا لمصر، وكان هذا العام هو عام تعليم الحدود. وفي ما بين عامي 1906م و1922م، حدثت اضطرابات سياسية واشتباكات عسكرية في المنطقة مما أحدث كثيراً من التضارب في التقارير والخرائط بين إنجلترا وتركيا وألمانيا خاصة مع قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م.[52]

وقعت طابا تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م, واستمرت السيطرة الإسرائيلية عليها حتى عام 1989م عندما انسحب آخر جندي إسرائيلي منها بعد قرار لجنة التحكيم الدولية.

نشأ الخلاف المصري الإسرائيلي أثناء تحديد مواقع علامات الحدود بين مصر وفلسطين وفق اتفاقية الحدود الموقعة بين الدولة العثمانية والحكومة البريطانية عام 1906م, التي تم اعتمادها لترسيم الحدود في اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الطرفان عام 1978م.

في عام 1981م وبعد تحديد العلامات رقم (88) و (89) و (90) بدأت الادعاءات الإسرائيلية خلال تحديد آخر علامة وهي العلامة رقم (91)؛ فقد أرادت (إسرائيل) تحريك موقع العلامة إلى بطن وادي طابا بدلاً من سلسلة الجبال المطلة عليه.

ومنذ عام 1982م وعلى مدى سبع سنوات خاضت مصر مفاوضات مضنية مع (إسرائيل) وتم الاتفاق بينهما على مبدأ التحكيم.[53]

شُكلت المحكمة في جنيف من خمسة أعضاء، وفي يوم 30 سبتمبر1988م صدر قرار التحكيم لصالح مصر بأغلبية أربعة أصوات مقابل صوت واحد هو صوت القاضية الإسرائيلية، وبذلك صدر الحكم بالإجماع, وفي 19 مارس1989م انسحب آخر جندي إسرائيلي من طابا.[54]

يشير علماء الجغرافيا الطبيعية إلى الأهمية الاستراتيجية لطابا من وجهة النظر الإسرائيلية؛ لأن مينائها الوحيد على خليج العقبة (ايلات) يعد من أكثر المناطق صعوبة في الملاحة أو لإقامة مشاريع سياحية؛ بسبب وجود حيوان المرجان الذي يكون الشعاب المعروفة باسمه, في حين تتميز طابا بسهولة الملاحة، وصلاحيتها لإقامة المشاريع السياحية فيها؛ لأنها دلتا غرينية للوادي المعروف بنفس الاسم والذي كونته مياه الأمطار المحملة بالغرين في جريانها من قمم الجبال المحيطة نزولاً إلى وادي طابا ومن ثم إلى مياه خليج العقبة، مما يترتب عليه تعكر هذه المياه، الأمر الذي لا يوفر البيئة المناسبة لحياة حيوان المرجان, ومن ثم فإن اختيار جانب من هذا الشاطئ لإقامة فندق أو قرية سياحية علية لم يأت من فراغ، وهو ما فعلته (إسرائيل) ببناء الفندق الشهير (آفيا سونيستا) في هذه المنطقة والذي قامت مصر بشرائه في ما بعد.[55]

أضف إلى ذلك أن وجود طابا بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة, ومياه خليج العقبة من جهة أخرى, وفر لها الحماية الطبيعية من الرياح، فضلاً عن توافر مياه الآبار والمياه الصافية التي تجذب هواة التزحلق على الماء والغطس[56].


الهامش

[1] الخشاب؛ ألفت أحمد (2008): تاريخ تطور حدود مصر الشرقية وتأثيره على الأمن القومي المصري 1892م- 1988م, دار الشروق, القاهرة, ص53.

[2] القرآن الكريم, المؤمنون, آية: 20.

[3] القرآن الكريم, التين, آية: 1-3.

[4] القرآن الكريم, الأعراف, آية: 171.

[5] ابن عبد العزيز؛ خالد بن سلطان (2009): سيناء, موسوعة مقاتل من الصحراء, النسخة العاشرة, الرياض السعودية.

[6] المرجع نفسه.

[7] شقير؛ نعوم (1991): تاريخ سيناء القديم والحديث جغرافياً, دار الجليل, بيروت؛ منقول عن ابن عبد العزيز, سيناء, مرجع سبق ذكره.

[8] ابن عبد العزيز, سيناء, مرجع سبق ذكره.

[9] المرجع نفسه.

[10] ابن عبد العزيز, سيناء, مرجع سبق ذكره.

[11] محسوب؛ محمد صبري (2005): جغرافية مصر, الإسراء للطباعة, القاهرة, ص181.

[12] حمدان, سيناء في السياسة والاستراتيجية والجغرافيا, مرجع سبق ذكره, ص61-63.

[13] القدس المفتوحة؛ جامعة (1996): جغرافية فلسطين, عمان, الأردن, ص11-12.

[14] عبد الحكيم؛ محمد صبحي (1982): موسوعة سيناء, الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة؛ منقول عن: ابن عبد العزيز؛ سيناء, مرجع سبق ذكره.

[15] فكري؛ محمد أمين (1996): جغرافية مصر, موسوعة المعرفة, ص1.

[16] المرجع نفسه, ص2.

[17] شوشة؛ فاروق (2/2009): برنامج 90 دقيقة, يبث على الهواء مباشرة الساعة التاسعة مساءً, مقدم البرنامج الإعلامي نور الدمرداش, حوار مباشر مع محافظ شمال سيناء فاروق شوشة حول أوضاع سيناء, قناة المحور الفضائية, القاهرة.

[18] حسين؛ فؤاد (1996): شعبنا المجهول في سيناء، مطابع الأخبار، القاهرة؛ منقول عن: ابن عبد العزيز, شبه جزيرة سيناء, مرجع سبق ذكره.

[·] البوسنة والهرسك: إحدى الجمهوريات اليوغسلافية السابقة, التي كانت تحت الحكم العثماني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر, ضمن منطقة البلقان, وهي الآن دولة مستقلة وعاصمتها سرايفو.

[19] أتلانتك؛ صحيفة (8/2008): الشرق الأوسط الجديد, الولايات المتحدة الأمريكية, متوفر على الإنترنت. الرابط

[20] عمل الباحث, إبراهيم حبيب, منقول عن دائرة المعارف المصرية, خرائط مصر, متوفر على الانترنت, الرابط

[·] الظاهرات الجيومورفولوجية: هي أشكال سطح الأرض التي لعبت الطبيعة الدور الرئيسي في تشكلها, ومن أدوات الطبيعة التي تشكل الظاهرات الجيومورفولوجية؛ الرياح, الأمطار, البحار, الأنهار, الثلوج, الزلازل, والبراكين.

[21] حمدان, سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا, مرجع سبق ذكره, ص110.

[·] السبخات: هي عبارة عن رسوبيات كيميائية تشكل قشرة أرضية لزجة تعلو سطح الرمال أو الطين, وهي عادة ما تتكون في المناطق المنخفضة عن سطح البحر قليلاً بالقرب من الشاطئ, وتنتشر هذه السبخات بكثرة على شواطئ مصر, وتكثر على شواطئ سيناء (محسوب؛ صبري (1998): جيومورفولوجية الأشكال الأرضية, دار الفكر العربي, القاهرة, ص370.)

[22] حمدان, سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا, مرجع سباق, ص166.

[23] محسوب, جغرافية مصر, مرجع سبق ذكره, ص181.

[24] شقير؛ نعوم (1991): تاريخ سيناء القديم والحديث جغرافياً, دار الجليل, بيروت, ص15-18.

[25] أبو العز؛ صفي الدين (1976): شبه جزيرة سيناء والصراع العربي الإسرائيلي, الندوة الدولية لحرب أكتوبر, المجلد الرابع, مطبوعات القوات المسلحة المصرية, القاهرة, ص154.

[26] حمدان, سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا, مرجع سبق ذكره, ص169-170.

[27] المرجع نفسه, ص199-202.

[28] عمل الباحث, إبراهيم حبيب, منقول عن دائرة المعارف المصرية, خرائط مصر, متوفر على الانترنت, الرابط

[29] عبد الحكيم؛ محمد صبحي (1982): موسوعة سيناء، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، منقول عن: ابن عبد العزيز, شبه جزيرة سيناء, مرجع سبق ذكره.

[30] حمدان, سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا, مرجع سبق ذكره, ص101.

[·] الكاولين: نوع من الطفلة من معدن “الكاولينيت” لونه أبيض، يستخدم في صناعة الخزف والصيني والطوب الطفلي والأسمنت الأبيض, ويدخل في كثير من الصناعات الأخرى، ويقدر احتياطيه بنحو 100 مليون طن.

[·] الطفلة الكربونية: رواسب طبيعية تحتوي على مواد كربونية فحمية، توجد في”الطيبة” شرق أبو زنيمة، وتستخدم كوقود في محطات توليد الكهرباء وتصنيع الأسمنت. يبلغ احتياطيها نحو 75 مليون طن في الكيلومتر المربع.

[·] الألبيتيت: وهو صخر ناري يستخدم في صناعة الخزف والصيني والحراريات والأدوية، ويوجد في”وادي الطر” شمال شرم الشيخ. ويقدر احتياطيه بنحو 26 مليون طن.

[31] عبد الحكيم, موسوعة سيناء, مرجع سابق.

[32] هيكل, برنامج مع هيكل، قناة الجزيرة الفضائية28/1/2010م ، مرجع سبق ذكره.

[33] وثائق؛ كامب ديفيد (1979): معاهدات السلام بين مصر و(إسرائيل) وملحقاتها والاتفاق التكميلي الخاص بإقامة الحكم الذاتي الكامل في الضفة الغربية وقطاع غزة الموقعات في واشنطن بتاريخ 26/3/1979م, وزارة الخارجية المصرية, الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية, القاهرة.

[34] المرجع نفسه.

[·] خط الدفاع الأوسط: هو خط دفاعي طبيعي, يعد أهمَّ خطوط دفاع سيناء الاستراتيجية, ويسير موازياً لقناة السويس من الشمال إلى الجنوب، ويبعد عنها مسافة 58كم.

[35] منقول عن عصمت سيف الدولة, وأعاد الباحث رسمها على برنامج CorelDraw.

[36] وثائق؛ معاهدات السلام بين مصر و(إسرائيل) وملحقاتها والاتفاق التكميلي الخاص بإقامة الحكم الذاتي الكامل في الضفة الغربية وقطاع غزة الموقعات في واشنطن بتاريخ 26/3/1979م, مرجع سبق ذكره.

[37] سيف الدولة؛ محمد عصمت (23/2/2008): انتهاك السيادة الوطنية المصرية في سيناء بناء على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979م, دراسة, مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية, سوريا, متوفر على الإنترنت, http://www.dctcrs.org/s3556.htm

[38] سيف الدولة, انتهاك السيادة الوطنية المصرية في سيناء بناء على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979م, دراسة, مرجع سبق ذكره.

[39] المرجع نفسه.

[·] مضايق تيران: أراضٍ سعودية, استأجرتها مصر في خمسينيات القرن الماضي, ولكن هذا الاستئجار لم يلغى أحقية السعودية فيها, وعندما احتلتها (إسرائيل) عام 1967م, ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978م, لم يطالب بها السادات على اعتبار أنها أراض سعودية, كما لم تطالب بها السعودية أصلاً, والمضائق الآن خاضعة لسيطرة القوات متعددة الجنسيات.

[40] سيف الدولة, انتهاك السيادة الوطنية المصرية في سيناء بناء على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979م, دراسة, مرجع سباق.

[41] الأشعل, محادثة عبر الهاتف, مرجع سبق ذكره.

[42] وثائق؛ معاهدات السلام بين مصر و(إسرائيل) وملحقاتها والاتفاق التكميلي الخاص بإقامة الحكم الذاتي الكامل في الضفة الغربية وقطاع غزة الموقعات في واشنطن بتاريخ 26/3/1979م, مرجع سبق ذكره.

[43] الشاذلي؛ سعد الدين (1991): مشكلات العبور وكيف تم التغلب عليها, الفصل السابع, نسخة إلكترونية.

[44] سيف الدولة, انتهاك السيادة الوطنية المصرية في سيناء بناء على اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979م, دراسة, مرجع سبق ذكره.

[45] نافعة, سياسة مصر الإقليمية بين الاستراتيجية والأهواء السياسية, دراسة, مرجع سبق ذكره.

[46] هيكل؛ محمد حسنين (1996): عواصف الحرب وعواصف السلام- المفاوضات السرية بين العرب و(إسرائيل), ط2, ج2, دار الشروق, القاهرة, ص483

[47] علي؛ كمال حسن (1976): محاربون ومفاوضون, مركز الأهرام للترجمة والنشر, ط1, مكتبة مدبولي, القاهرة, ص355.

[48] الخشاب, تاريخ تطور حدود مصر الشرقية وتأثيره على الأمن القومي المصري 1892م- 1988م, مرجع سبق ذكره, ص498-499.

[49] خلة؛ محمد (2006): مصر والصراع العربي الإسرائيلي 1967م- 199-1979م, رسالة دكتوراة غير منشورة, معهد البحوث والدراسات العربية, القاهرة, ص235.

[50] منقول عن عصمت سيف الدولة, وقام الباحث بإعادة رسمها من جديد على برنامج CorelDraw.

[51] رزق؛ يونان لبيب (1983): الأصول التاريخية لمسالة طابا, مركز وثائق تاريخ مصر المعاصر, القاهرة, وثائق رقم 6+7+8.

[52] المرجع نفسه.

[53] الخشاب, تاريخ تطور حدود مصر الشرقية وتأثيره على الأمن القومي المصري 1892م- 1988م, مرجع سبق ذكره, ص240-241.

[54] ابن عبد العزيز, سيناء, مرجع سبق ذكره.

[55] المرجع نفسه.

[56] الآراء الواردة تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن المعهد المصري للدراسات.

الوسوم

د. إبراهيم فرج حبيب

أكاديمي فلسطيني، دكتوراه في الدراسات الاستراتيجية، جامعة الزعيم الأزهري، السودان، 2010

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى