بحوث

كورونا: شبكة المفاهيم وخرائط الانتشار

مقدمة:

في السابع من يناير 2020 تم الإعلان عن حدوث أول إصابة بشرية بمرض فيروس كورونا الناتج عن فيروس كورونا المستجد بالصين، وفي الحادي عشر من مارس أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المرض تحول إلى وباء عالمي (Pandemic)، بعد أن تضاعفت أعداد الإصابات بالفيروس خلال أسبوعين خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء 3 مرات[1].

وقد صاحب وباء مرض فيروس كورونا تداعيات كبيرة وانعكاسات متنوعة على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات حتى أصبح يطلق على المجتمع الدولي مجتمع المخاطر، وفيما يخص القطاع الصحي فحتى الثاني عشر من يوليو 2020، أي بعد ستة أشهر من اكتشاف أول حالة بشرية مصابة بفيروس كورونا بالصين، قد بلغ عدد الإصابات المعلنة على مستوى العالم (12.972.746) وبلغ عدد الوفيات المعلنة (569.712)، وعدد الحالات التي تعافت من الفيروس (7.556.171)[2]، وأصبحت النظم الصحية التقليدية عرضة للانهيار في العديد من دول العالم، وهناك حالة من حالات الاستنفار في جميع المراكز البحثية الدوائية من أجل حسم سباق الحصول على لقاح للفيروس.

المشكلة البحثية:

أثارت حالة الغموض وعدم القدرة على التوقع التي حدثت بعد ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين جدلا واسعا، وساهمت بشكل أو بآخر في تكوين صورة غير محددة عن الفيروس والمرض المترتب عليه، وقد ساهم في احتدام الجدل التراشق السياسي بين العديد من الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة، كذلك توجيه الاتهام من قبل الولايات المتحدة بعدم الحيادية والتهوين من أهمية المرض، وازداد المشهد تعقيدا لعدم وجود لقاحات أو علاجات محددة لـ COVID-19. ومع ذلك، هناك العديد من التجارب السريرية الجارية لتقييم العلاجات المحتملة.

وفي ظل حالة الغموض والتداخل، كذلك اتساع مساحة البحث في العلوم الاجتماعية حول أزمة كورونا، فقد وجد الباحث أن هناك ضرورة علمية للتعريف بمرض فيروس كورونا، كذلك توضيح شبكة المفاهيم المرتبطة به.

كما ستلقي الدراسة الضوء على التطور التاريخي للفيروس من حيث النشأة وتاريخ الظهور بين الحالات البشرية، وتطوره والمحطات الرئيسة التي مر بها قبل أن يصل إلى شكله الحالي، وسوف تستعرض الدراسة أهم الخصائص التي يتميز بها الجيل الحالي من فيروس كورونا، كذلك الإشكاليات المرتبطة به، وأخيرا مساحات وطبيعة الانتشار.

السؤال البحثي الرئيس:

ما هو مرض فيروس كورونا؟ وما هي خصائصه؟ وما هي الإشكاليات المرتبطة بظهوره؟

المنهج الوصفي التحليلي:

هو المنهج الذي يتضمن دراسة الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة ظاهرة أو موقف أو مجموعة بشرية أو مجموعة من الأحداث، ولا تقتصر الدراسة الوصفية على معرفة الخصائص الظاهرة بل تتجاوز ذلك إلى معرفة المتغيرات والعوامل المرتبطة بوجود الظاهرة.

أولا: التعريفات وشبكة المفاهيم (الإطار المفاهيمي)

وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن مرض فيروس كورونا هو أحد الأمراض المعدية والناجة عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد:

Corona virus disease (COVID-19) is an infectious disease caused by a newly discovered corona virus[3].

في الحادي عشر من مارس الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا تحول إلى وباء عالمي (pandemic)[4] .

وانطلاقا من هذا التعريف نكون أمام خريطة من المفاهيم المتداخلة التي يجب توضيحها وتحديدها عند البحث في أزمة كورونا، يمكن تصنيفها إلى حزمتين من المصطلحات إحداهما مرتبط بالتعريف الخاص بفيروس كورونا، والآخر مرتبط بدورة الانتشار.

1- مصطلحات التعريف:

(الأمراض المعدية- فيروسات كورونا- فيروس كورونا المستجد- مرض فيروس كورونا):

ما هي الأمراض المعدية:

الأمراض المعدية هي اضطرابات تسببها الكائنات الحية دقيقة (البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات). تعيش العديد من الكائنات الحية داخل أجسامنا وعليها.

يمكن أن تنتقل بعض الأمراض المعدية من شخص لآخر، كما ينتقل البعض عن طريق الحشرات أو الحيوانات الأخرى. وقد تنتقل إلى الآخرين من خلال استهلاك الطعام أو الماء الملوث أو التعرض للكائنات الحية في البيئة.

تختلف العلامات والأعراض اعتمادًا على الكائن الحي المسبب للعدوى، ولكنها غالبًا ما تشمل الحمى والتعب. قد تستجيب العدوى الخفيفة للراحة والعلاجات المنزلية، بينما قد تحتاج بعض العدوى التي تهدد الحياة إلى دخول المستشفى، يمكن منع العديد من الأمراض المعدية، مثل الحصبة وجدري الماء عن طريق اللقاحات[5].

فيروسات كورونا: Corona viruses

هي مجموعة كبيرة من الفيروسات المعروفة بأنها تسبب أمراض تتراوح ما بين نزلات البرد إلى الأمراض الأكثر خطورة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (SARS)، تم تحديد فيروس تاجي جديد (COVID-19) في عام 2019 في ووهان، الصين. كما أن فيروس كورونا جديد لم يتم تحديده مسبقًا لدى البشر[6].

لماذا أطلق العلماء عليها اسم فيروسات كورونا؟

الإكليل الشمسي (solar corona)

عندما تم اكتشاف فيروس كورونا عام 1968 من قلب علماء الفيروسات، وتم نشر هذا الاكتشاف بمجلة Nature، ذكرت المجلة أن هذه الفيروسات هي أعضاء في مجموعة لم يتم التعرف عليها سابقًا، وأطلق عليها علماء الفيروسات اسم فيروسات كورونا، وذلك وفقا للشكل المميز الذي يتم من خلاله التعرف على هذه الفيروسات في المجهر الإلكتروني”.

كلمة “كورونا” لها معاني مختلفة، فهناك تصور أن كورونا يرمز لها بالشمس وبالتحديد الإكليل الشمسي، كما كان يفكر فيها علماء الفيروسات عندما اختاروا اسم فيروس كورونا، وأن الفيروس يشبه الهالة الشمسية في الإسقاط المميز على الجزء الخارجي للفيروس، وهناك بعض الأقاويل الشائعة خصوصا في الترجمات العربية بأن التسمية ترجع لوجود الفيروس على شكل تاج وأن هناك نقاط محيطة به.

لكن التسمية الدقيقة ترجع إلى أن فيروس كورونا مشتق من الإكليل الشمسي (solar corona) [7].

فيروس كورونا المستجد: (SARS-CoV-2) يعرف الفيروس الجديد باسم متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة، فيروس كورونا2 (SARS-CoV-2)، (وكان يُعرف سابقا باسم فيروس كورونا المستجد 2019)،

مرض كورونا: (COVID-19) يعرف المرض الناجم عن فيروس كورونا باسم (COVID-19).

لماذا يختلف اسم الفيروس عن اسم المرض؟

تختلف أسماء الفيروسات عادة عن أسماء الأمراض التي تسببها. ومن الأمثلة على ذلك فيروس العوز المناعي البشري المسبب لمرض الإيدز، والأشخاص عادة يعرفون اسم المرض، مثل الحصبة، دون معرفة اسم الفيروس الذي يسبب المرض.، وتتفاوت إجراءات تسمية الفيروسات والأمراض وأغراضها.

وتستند تسمية الفيروسات إلى تركيبتها الجينية لتسهيل تطوير الاختبارات التشخيصية واللقاحات والأدوية. وهو العمل الذي يضطلع به أخصائيو الفيروسات والمجتمع العلمي الأوسع نطاقاً، حيث تحدد أسماء الفيروسات اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات (ICTV).

وتهدف تسمية الأمراض إلى تيسير النقاش بشأن الوقاية من المرض ومدى انتشاره وسهولة انتقاله وحدّته وعلاجه. ويتمثل دور منظمة الصحة العالمية في التأهب للأمراض البشرية والاستجابة لها، لذلك فهي من تحدد رسمياً أسماء هذه الأمراض في مرجع “التصنيف الدولي للأمراض” (ICD).

وقد أعلنت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسات تسمية “فيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم” (SARS-CoV-2) اسماً رسمياً للفيروس الجديد في 11 شباط/فبراير 2020. واختير هذا الاسم لارتباط الفيروس جينياً بفيروس كورونا الذي سبب فاشية متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس) في عام 2003. غير أن الفيروسين مختلفان رغم ارتباطهما الجيني.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية بدورها أن “كوفيد-19” هو الاسم الرسمي لهذا المرض الجديد في 11 شباط/فبراير 2020، عملاً بالإرشادات التي وضعتها سابقاً المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)[8].

2- مصطلحات الانتشار الوبائي:

يعد معيار التفشي الوبائي الجغرافي هو الأساس الذي تقيم على أساسه منظمة الصحة العالمية درجة التفشي الوبائي، وهناك أربع تعريفات مرتبطة بحالة التفشي أو الانتشار الوبائي وهي: (التفشي الوبائي – الأمراض المتوطنة- التفشي الوبائي الإقليمي- الانتشار الوبائي العالمي) .

ما هي الأمراض المتوطنة: endemic diseases

مرض أو فيروس أو مشكلة صحية أخرى موجودة باستمرار في مكان معين أو سكان معينين، وتتميز بأن معدل الإصابات يكون مستقر ولا يحدث له زيادة أو نقصان ولا يمثل خطورة على الحياة مثل الإنفلونزا الموسمية العادية والملاريا في أفريقيا، وبالتالي فإن أهم ما يميز الأمراض المتوطنة أنها يسهل التنبؤ بمواعيد حدوثها وأعدادها[9] .

ما هو التفشي الوبائي: outbreak

هناك خطأ متداول بشأن مفهوم التفشي الوبائي (outbreak)، فهناك من يعتقد أنه مرحلة أو درجة من درجات الانتشار مثل التفشي الوبائي الإقليمي والانتشار الوبائي العالمي، وبالتالي يوجد من يصنفه على أنه مرحلة سابقة على التفشي الوبائي الإقليمي، وآخرون يتقدون أنه مرحلة وسط بين الانتشار الإقليمي والانتشار العالمي.

وقبل التعرض للتعريف الذي وضعته منظمة الصحة العالمية للتفشي الوبائي، وجب التنويه إلى أن كلمة (outbreak) تصف حالة الفيروس من حيث معدل الانتشار، فهو يحدد حالة الانتشار ابتداء من الظهور مرورا بالتفشي الإقليمي انتهاء بالتفشي الوبائي العالمي.

تعريف التفشي الوبائي:

تفشي المرض هو حدوث حالات مرض تزيد عن المعدلات الطبيعية وبطريقة غير متوقعة، وذلك عكس للأمراض المتوطنة التي يسهل التنبؤ بمعدل انتشارها، ويختلف عدد الحالات بحسب العامل المسبب للمرض وحجمه، وطبيعة التعرض السابقة الحالية للمرض .

وتحدث حالات تفشي المرض عادة عن طريق العدوى التي تنتقل عن طريق الاتصال من شخص لآخر أو الاتصال من حيوان إلى شخص، أو من البيئة أو عن طريق التعرض للمواد الكيميائية أو المواد المشعة، في بعض الأحيان يكون سبب تفشي المرض غير معروف، حتى بعد إجراء تحقيق شامل[10]، ويكون التفشي الوبائي على نطاق جغرافي محدود.

ما هو التفشي الوبائي الإقليمي: Epidemic

التفشي الوبائي الإقليمي هو حدوث تفشي لوباء معين سواء كان وباء معروفا أو غير معروف بشكل مفاجئ وغير متوقع، ويواكبه زيادة كبيرة في عدد الإصابات داخل نطاق جغرافي واسع، كما هو الحال مع فيروس كورونا عندما تفشى بشكل كبير في مقاطعة ووهان الصينية.

ما هو التفشي الوبائي العالمي : Pandemic

Pandemic is a global Epidemic))

التفشي الوبائي العالمي انتشار التفشي الوبائي الإقليمي داخل عدة دول ثم ينتشر بجميع قرات العالم[11]، وبالتالي فإن الـ pandemic يتم تعريفها في أبسط صورها بأنها global epidemic ، وهناك عدة أمثلة مهمة لتفشيات وبائية عالمية مثل الحمى الصفراء هام 1793 والتي قتلت 5000 إنسانا، الكوليرا، كذلك فيروس سي يعتبر جائحة لأنه قتل 36 مليون مواطن على مستوى العالم منذ 1981 وحتى الآن، بالإضافة إلى الإنفلونزا الإسبانية التي ظهرت عام 1818 وأصابت أكثر من 500 مليون شخص حول العالم.

وبالتالي فإنه وفقا لمعيار الانتشار الجغرافي فإن هناك أربعة تعريفات مهمة بخصوص الفيروسات المعدية وهي الأمراض المتوطنة التي تتسم بالاستقرار وسهولة التنبؤ بموعد حدوثها ومعدل الإصابات، والتفشي الوبائي والذي يصف حالة ظهور فيروسي بشكل غير متوقع في منطقة جغرافية صغيرة، ثم لتفشي الوبائي الإقليمي والذي يصف حالة الانتشار الواسع على نطاق إقليمي كبير، ثم الانتشار الوبائي العالمي الذي يشمل توغل الفيروس بمعظم دول العالم.

ملاحظة: لم يستخدم الباحث مفردة الجائحة كترجمة لمفهوم التفشي الوبائي العالمي وذلك لأن مقولة جائحة تستخدم في اللغة العربية بمعاني متعددة فهي تأتي بمعنى مصيبة تصيب الفرد أو تشير إلى التهلكة والبلاء والفقر، أو نضوب المحاصيل، وتستخدم في حالة النباتات عندما يقضي عليها الجراد، وكل تللك التعريفات ليست تعريفات طبية.

أما كلمة وباء فهي في اللغة العربية مفردة طبية معناها الوَبَأُ ؛ وهو كُلُّ مرضٍ شديد العدوى، سريع الانتشار من مكان إلى مكان، يصيب الإنسان والحيوان والنَّبات، وعادةً ما يكون قاتلاً كالطّاعون ووَباءُ الكوليرا.

وفي اللغة الإنجليزية فإن أصل كلمة وباء هي (Epidemic ) ومشتق منها (epidemiology علم الأوبئة) و (Epidemiology علماء الأوبئة) أما الـ ( Pandemic تفشي وبائي عالمي ) فهي تصف حالة انتشار وبائي ولا تضيف فرقا جوهريا أو جديدا عن مفردة الوباء .

ثانيا: الإطار التاريخي

تم التعرف على فيروسات كورونا لأول مرة من قبل مجموعة من علماء الفيروسات (JD Almeida، DM Berry، CH Cunningham، D Hamre، MS Hofstad، L Mallucci، K McIntosh، و DAJ Tyrrell)، الذين نقلوا نتائجهم في عام 1968 إلى مجلة Nature .

أول فيروسات كورونا تم اكتشافها لإصابة البشر كانت تسمى 229E وOC43، لكنها تسببت في عدوى خفيفة جدًا، تشبه نزلات البرد، ولم يكن حتى تفشي السارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) ثم متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (متلازمة الجهاز التنفسي في الشرق الأوسط أو أنفلونزا الإبل) يُقدر أن فيروسات كورونا يمكن أن تسبب عدوى بشرية خطيرة، ويعتقد أن مصدر العدوى بفيروس كورونا يأتي من الخفافيش أو عن طريق قطط الزباد والإبل[12] .

وقد مر الفيروس بتطورين كبيرين عام 2003 وعام 2012 وهما:

المتلازمةُ التنفُّسية الحادَّة الشَّديدة (السارس SARS)

المتلازمةُ التنفُّسية الحادَّة الشَّديدة severe acute respiratory syndrome

وهو مرض تنفسي فيروسي يسببه فيروس كورونا يسمى فيروس كورونا المرتبط بالسارس (سارس – CoV)، تم الإبلاغ عن السارس لأول مرة في آسيا في فبراير 2003. وانتشر المرض إلى أكثر من عشرين دولة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا قبل احتواء المرض في عام 2003، وقد أدى سارس إلى وفاة 8 آلاف شخص حول العالم، منذ عام 2004، لم يتم الإبلاغ عن أي حالات معروفة لمرض السارس في أي مكان في العالم[13].

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)

متلازمة الشرق الأوسط Middle East respiratory syndrome )) هي مرض تنفسي فيروسي يتسبب فيه فيروس كورونا مستجد (فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، اكتُشف لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2012، كما حدث أكبر تفشٍ معروف لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خارج المملكة العربية السعودية في جمهورية كوريا الجنوبية في عام 2015، وارتبط التفشي بمسافر عائد من المملكة العربية السعودية[14].

وخلال الفترة من عام 2012 وحتى 31 يناير 2019، بلغ إجمالي عدد الحالات المؤكّدة مختبرياً للإصابة بفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي أُبلِغت عالمياً إلى منظمة الصحة العالمية بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) 298 2 حالة ارتبطت بها 811 وفاة[15].

ثالثا: الخصائص والأعراض

خصائص التفشي الوبائي العالمي

  • يؤثر على منطقة جغرافية أوسع، غالبًا ما تشمل جميع أنحاء العالم.
  • يصاب عدد كبير من الناس يقدر بالملايين جراء الوباء.
  • غالبًا ما يكون الوباء ناتجًا عن فيروس جديد أو سلالة من الفيروس لم يتم تداولها بين الأشخاص لفترة طويلة، أو سلالة جديدة لم يتم التداول عليها سابقا.
  • عادة ما يكون لدى البشر حصانة ضعيفة أو معدومة ضدها.
  • ينتشر الفيروس بسرعة من شخص لآخر في جميع أنحاء العالم.
  • تسبب أعدادًا أكبر بكثير من الوفيات من الأوبئة المعتادة سواء كانت محدودة أو إقليمية.
  • غالبًا ما يخلق اضطرابًا اجتماعيًا وخسارة اقتصادية ومصاعب عامة[16] .

أعراض COVID-19:symptoms

تتراوح الأعرض لدى الأشخاص المصابين بـ COVID-19 بداية من الأعراض الخفيفة إلى المرض الشديد، وقد تظهر هذه الأعراض بعد يومين إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس، وفيما يلي أهم الأعراض الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا:

( ارتفاع في درجة الحرارة – سعال – ضيق في أو صعوبة في التنفس- قشعريرة-اهتزاز متكرر مع قشعريرة- ألم عضلي – صداع الراب – التهاب الحلق- فقدان للطعم أو الرائحة[17] .

وهناك ظاهرة خطرة خاصة بأعراض فيروس كورونا وهي أن هناك من يكون حاملا للفيروس ولا تظهر عليه أعراض وبالتالي يقوم بممارسة حياته بشكل طبيعي مما يتسبب في نقل العدوى لأشخاص متعددين.

رابعا الإشكاليات

حتى كتابة هذا التقرير لا توجد لقاحات أو علاجات محددة لـ COVID-19. ومع ذلك، هناك العديد من التجارب السريرية الجارية لتقييم العلاجات المحتملة.

إشكالية المنشأ

تم تداول الاتهامات بين الولايات المتحدة والصين حول نشأة الفيروس وهل هي نشأة طبيعية بانتقال الفيروس منم حيوان إلى إنسان أم أنه فيروسا مصنعا، كما أن الاتهامات امتدت لتشمل إيران التي اعتبرت أن الولايات المتحدة أعلنت عليها حربا بيولوجية.

فقد جاءت أولى الاتهامات على لسان دبلوماسي صيني، ليجان زاو، والذي وجه الاتهامات للولايات المتحدة بأن الجيش الأمريكي من المحتمل أن يكون هو من أتي بفيروس كورونا إلى الصين، حيث نشر الدبلوماسي الصيني مقطع فيديو، قال فيه روبرت ريدفيلد، مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، في جلسة استماع في الكونجرس أنه تم اكتشاف بعض الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وذلك قبل أن تعلن الولايات المتحدة رسميا جهور حالات ووفيات جراء فيروس كورونا بها، وهو ما دفع زاو لتوجيه عدة تساؤلات لروبرت ريدفيلد متمثلة في السؤال عن متى وقعت أول حالة إصابة بالفيروس بالولايات المتحدة؟، كم عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى؟، ما أسماء المستشفيات التي استقبلت المصابين بفيروس كورونا؟[18].

كان رد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على عرض وزير خارجية الولايات المتحدة ميشيل بومبيو بإرسال مساعدات لإيران، هو أن الولايات المتحدة متهمة بإنتاج فيروس كورونا لشن حرب بيولوجية على خصومها[19].

وبعد أن انتشر الفيروس بالصين تعددت الاتهامات الأمريكية بأن لديه أدلة تثبت أن فيروس كورونا الجديد تم تصنيعه بمختبر ووهان بالصين[20] .

وقد جاء رد منظمة الصحة العالمية في الثاني من مايو على لسان ميشيل ريان مسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، والذي أكد أن فيروس كورونا الجديد طبيعي المنشأ، وقال: “نحن متأكدون من أن هذا الفيروس طبيعي المنشأ”، “استمعت مرارا وتكرارا إلى العديد من العلماء الذين نظروا في تسلسل جينوم” الفيروس”، ” ويعتقد العلماء أن الفيروس القاتل انتقل من حيوان إلى البشر، عندما ظهر في الصين أواخر العام الماضي، وربما من سوق في ووهان يبيع الحيوانات البرية الغريبة” [21].

اتهامات بإخفاء أعداد إصابات الحقيقية

طالت الاتهامات عدة دول بأنها تخفي الأعداد الحقيقية للمصابين بفيروس كورونا، وقد شددت الولايات المتحدة مرارا على أن الصين لم تعلن الأعداد الحقيقية للمصابين والمتوفين جراء فيروس كورونا الجديد، وقد طالت الاتهامات النظام المصري حتى إن عبد الفتاح السيسي خرج في أحد المؤتمرات ليؤكد أن مصر ليس لديها ما تخفيه[22].

فيما أكدت صحيفة بلومبرج أن تقرير للاستخبارات المركزية الأمريكية الذي تم رفعه للبيت الأبيض بخصوص أزمة كورونا أشار إلى أن دولا عديدة بخلاف الصين تخفي الأرقام الحقيقية للفيروس مثل إيران وروسيا وإندونيسيا، وخاصة كوريا الشمالية تخفي الحقيقة، وأن دولا أخرى في الشرق الأوسط مثل السعودية ومصر يخفون أعداد الإصابات الحقيقية[23].

وقد طالت الاتهامات منظمة الصحة العالمية بشكل مباشر، فهناك علامات استفهام كبيرة تدور بشأن صحة تقارير صادرة عن مكتب منظمة الصحة العالمية في القاهرة، ترسم صورة مثالية، عن طريقة أداء القطاع الصحي في مصر مع وباء كورونا، وكذبتها بالأدلة حكومات في بلدان مثل فرنسا وكندا والولايات المتحدة، كشفت عن حالات مصابة بالفيروس قدمت إليهم من مصر في وقت كانت القاهرة تنفي ظهور كورونا بها[24].

فيما قامت الولايات المتحدة بإيقاف حصتها في تمويل منظمة الصحة العالمية، وقال ترامب: “إنني اليوم آمر بتعليق تمويل منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي يتم فيه إجراء مراجعة لتقييم دور منظمة الصحة العالمية في سوء الإدارة الشديد والتستر على تفشي فيروس كورونا في الصين[25]

الحق في الصحة

الحق في الصحة هو أحد الحقوق الأساسية للإنسان، وبالتالي فهو مسؤولية إنسانية بالأساس، ومن الالتزامات الأساسية للدول تجاه الشعوب، لكن بعد تفشي وباء كورونا بشكل عالمي وتأثير انتقال الفيروس على جميع دول العالم واشتمال التأثيرات على جميع مجالات الحياة وعلى اقتصاديات الدول، أصبح موضوع الحق في الصحة موضعا لإعادة النظر، ولم تعد الإجراءات الصحية التي تتخذها دولة ما تخص مواطنيها أو المقيمين على أرضها فقط بل أضحت من الممكن أن تنتشر تأثيراتها وتصيب العالم بأسره، وبالتالي فإن مفهوم الحق في الصحة سينتقل من مجرد حق أساسي من حقوق الإنسان إلى آلية من آليات الحفاظ على الأمن القومي، إلى مفهوم عالمي للحفظ على الأمن العالمي على اعتبار أن المجتمع الدولي أصبح مجتمعا يحتمل المخاطر في أي وقت ودون سابق إنذار.

طبيعة النظم الصحية

هناك درجة كبيرة من الفشل لازمت النظم الصحية العالمية خصوصا في قدرتها على منع انتشار الفيروس، ومواجهته، فعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يمتلكون أكبر مستشفيات على مستوى العالم من حيث الجودة والإمكانات، وبالرغم من ذلك فشلت كل تلك الدول في التصدي لفيروس كورونا، وهناك اتهام آخر يلاحق بعض الدول التي تحرم بعض مواطنيها من خدمات التأمين الصحي الشامل مثل الولايات المتحدة الأمريكية والتي بها ما يقرب من 10% من السكان لا يخضعون لمظلة تأمينية، وبالتالي يتأخر ذهابهم للمستشفيات في حال ظهور أعراض المرض عليهم نظرا للتكلفة المرتفعة للخدمة الطبية، مما تسبب في تفشي الفيروس بالولايات المتحدة.

ضرورات الصحة وضرورات الاقتصاد

أثارت النتائج السلبية على اقتصاديات العالم جراء عمليات الغلق الاحترازي لمعظم الأنشطة تساؤلا مهما بشأن الموائمة بين ضرورات الصحة وضرورات الاقتصاد، وبين احتمالات الموت جوعا أو الموت من المرض.

وفي الآونة الأخيرة تزايدت رغبة العديد من الدول في تقليل الإجراءات الاحترازية وتخفيف القيود المفروضة على الحركة والتنقل من أجل دعم الاقتصاد، فيما اعتبرها البعض مخاطرة خصوصا في ظل عدم وجود أي لقاح أو علاج لفيروس كورونا، وبالتالي فإن هاجس انتشار العدوى سيظل قائما.

العلاقة بين العولمة وانتشار الأوبئة

من الإشكاليات التي ظهرت جراء سرعة تفشي فيروس كورونا ارتباط الانتشار السريع بحركة السفر والطيران وسرعة التنقل من بلد لأخرى، وأن الحركة السياحية الكبيرة الناجمة عن العولمة ساهمت بشكل كبير في تفشي الفيروس.

خامسا: الموقف الوبائي (خريطة المرض)

بالرغم من التفشي العالمي الكبير لفيروس كورونا، والذي وصل لجميع قارات ودول العالم تقريبا، فقد انتشر حتى الأول من مايو في 212 دولة وإقليم حول العالم، إلا أن هناك مناطق أو بؤر مركزية للمرض، ومناطق أخرى حدث بها انتشار محدود، ونحن في هذا الجزء سنحاول قراءة خريطة انتشار فيروس كورونا بشكل تحليلي، آخذين في الاعتبار مؤشرين مهمين، وهما أن هناك دولا استطاعت بسياساتها الاحترازية تحجيم انتشار الفيروس مثل الصين وكوريا الجنوبية، وأن هناك دولا تعاني من نقص في الشفافية في الإعلان عن الأعداد الحقيقية للفيروس، ودولا أخرى أنظمتها الصحية ضعيفة وغير قادرة على تحقيق التقصي الحقيقي لمعدل الإصابة بالفيروس بها، وفيما يلي أهم الملاحظات على خريطة انتشار فيروس كورونا العالمية.

الموقف العالمي

حتى الثاني من مايو 2020، أي بعد أربعة أشهر من اكتشاف أول حالة بشرية مصابة بفيروس كورونا بالصين، فقد بلغ عدد الإصابات المعلنة على مستوى العالم (3,443,708) وبلغ عدد الوفيات المعلنة (242,262)، عدد الحالات التي تعافت من الفيروس (1,102,103)، عدد المرضى المصابون الذين يتلقون الرعية الصحية حاليا (2,099,343 ) منهم (2,048,325) حالتهم مستقرة ويمثلون 98% من جملة الحالات المصابة التي تخضع للعلاج، و (51,018 ) في حالة حرجة بنسبة 2% من إجمالي الحالات المصابة التي تخضع للعلاج[26].

ومن العرض السابق لمعدل الحالات يتبين أن نسبة التعافي من الفيروس قد بلغت 32%، فيما بلغ معدل الوفيات 7%، ويظل من يخضعون للعلاج والملاحظة هم النسبة الأكبر ويمثلون 61% من إجمالي الحالات وهو ما يمثل ضغطا كبيرا على البنية التحتية للمستشفيات.

الانتشار حسب دول العالم

من المهم عند تحليل حالة الانتشار العالمي للفيروس تحديد الموقف الوبائي لكل قارة على مستوى العالم مشفوعا بعدد الشكان والمساحة، وقد جاء الانتشار الوبائي وفق إحصاءات (12 يوليو 2020) وحتى الساعة 22.50 مساءً كالتالي:

جدول 1: أكبر 12 دولة من حيث أعداد الإصابات:

ومن الجدول يتضح أن هناك عدة بؤر أساسية، الأولى في أميركا الشمالية وتبرز الولايات المتحدة والمكسيك، ثم أميركا اللاتينية وتبرز البرازيل تليها بيرو ثم تشيلي، الثالثة آسيا، وفيها تبرز الهند تليها روسيا ثم باكستان، وفي أوربا تأتي في المقدمة إسبانيا ثم بريطانيا وإيطاليا، وفي الشرق الأوسط تأتي إيران في المقدمة بأكثر من ربع مليون حالة إصابة وأكثر من 12 ألف حالة وفاة.

جدول 2: أكبر 12 دولة من حيث عدد الوفيات:

ومن الجدولين تبرز عدة ملاحظات يمكن رصدها بخصوص الانتشار الجغرافي لفيروس كورونا وهي:

  • أن الصين يصعب التعامل معها على أنها بؤرة مركزية لانتشار كورونا، وذلك لأن حجم الإصابة بالصين كان محدودا ومحصورا بشكل كبير في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية، والتي يمثل سكانها 10 مليون مواطن فقط أقل من 1% من عدد سكان الصين، كما أنه لم يمتد لباقي أقاليم الصين ولم يضرب العاصمة بكين، وبالتالي يمكن القول أن الفيروس انتشر في الصين انتشارا جزئيا، وتم تحجيمه والسيطرة عليه.
  • أن المناخ يمثل عاملا محتملا لمعدل انتشار المرض، وهو ما يتضح في أفريقيا والدول العربية حيث إن معدل الإصابة والوفيات منخفض للغاية، هذا مع الأخذ في الاعتبار معياري الشفافية وضعف النظم الصحية، لكن حتى الآن كل تحذيرات منظمة الصحة العالمية بأن أفريقيا ستصبح البؤرة القادمة للمرض لم تحدث، ولم يتم رصد تطورات كبيرة داخل البلدان العربية والأفريقية حتى الآن تقول بأن الفيروس انتشر بشكل وبائي خطير.
  • الدول الأكثر تضررا في العالم هي الدول ذات النظم الديمقراطية العريقة، وهذا يعد مؤشرا على أنه كلما كان النظام ديمقراطيا كلما ارتفعت جودة النظام الصحي وقدرته على التقصي الوبائي عن الحالات المصابة بالفيروس، وارتفع مؤشر الشفافية في الإعلان عن الحالات المصابة بالفيروس.
  • ما يعزز نظرية احتمال تأثير عامل المناخ هو أن الأقاليم الآسيوية التي تم ضربها بالفيروس بخلاف الصين تمثلت في تركيا بوصفها دولة أسيوية أوروبية، وإيران على اعتبار أنها مجاورة بشكل كبير للقارة الأوروبية، كذلك ارتفاع الإصابات بجمهورية روسيا الاتحادية وهي دولة أوروبية بها أقاليم آسيوية.

خاتمة:

يعتبر هذا المدخل مدخلا استهلاليا للتعرف على الظاهرة وتعريفها، كما قمنا برصد التعريفات والمفاهيم المرتبطة بفيروس كورونا، كذلك التعريفات المرتبطة بحالة الانتشار الوبائي، كما تعرفنا من خلال العامل التاريخي على أول ظهور للمرض وسبب تسميته باسم كورونا والمراحل المهمة التي مر بها (سارس- ميرس) قبل أن يظهر الجيل الحالي الذي تحول إلى وباء عالمي، ثم قمنا بعرض لخصائص المرض وأعراضه، والإشكاليات التي صاحبت ظهوره، مرورا برسم خريطة توضيحية لمراكز الانتشار العالمي.


الهامش

[1] – Coronavirus outbreak: WHO declares COVID-19 a global pandemic, link

[2] – Worldometer, link

[3] – World Health Organization, link

[4] – راجع اليوتيوب، الرابط

[5] – Mayo clinic, Infectious diseases, link

[6] – World Health Organization, link

[7] – Jeffrey K Aronson, from CEBM,link، March 25, 2020 , Corona viruses a general introduction,

[8] – منظمة الصحة العالمية، الرابط

[9] – Elizabeth Boskey, What It Means When a Disease Is Endemic, from very well health, link

[10] – World Health Organization, link

[11] – Elaine Hinzey,13 April 2020, Difference Between an Epidemic and a Pandemic, Very Well Health, link

[12] – Jeffrey K Aronson, from CEBM,link Corona viruses a general introduction

[13] – Centers For Disease Control and Prevention, link

[14] – Centers For Disease Control and Prevention, link

[15] – منظمة الصحة العالمية، الرابط

[16] – Association for professionals in infection control and epidemiology, link

[17] – Centers For Disease Control and Prevention, link

[18] -Joyce Huang, March 13, 2020, Chinese Diplomat Accuses US of Spreading Coronavirus, from voanews, link

[19] -Liz Sly, March 23, 2020, Fresh barbs fly between Tehran and Washington over who’s to blame for coronavirus’s spread in Iran, from The Washington Post, link

[20] -Maanvi Singh , Helen Davidson and Julian Borger, Fri 1 May 2020, Trump claims to have evidence coronavirus started in Chinese lab but offers no details, from The Guardian, link

[21] – , May 2, 2020, from YouTube, link ‘Michael Ryan we are assured that this virus is natural in origin’:

[22] – راجع اليوتيوب، الرابط

[23] – Nick Wadhams and Jennifer Jacobs, April 1, 2020, China Concealed Extent of Virus Outbreak, U.S. Intelligence Says, from Bloomberg, link

[24] – أحمد إبراهيم، 26 أبريل 2020، كورونا في ظل الاستبدادية.. لماذا تخشى مصر والسعودية الكشف عن الأرقام الحقيقة؟، من الشرق القطرية، الرابط

[25] – Trump suspends World Health Organization funding over Chinese coronavirus ‘cover-up, from YouTube , link

[26] – Worldometer, link

تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد المصري

تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد المصري

أمجد حمدي

باحث مصري متخصص في السياسات العامة

اعمال اخرى للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى