المشهد المصري

مصر: تطورات المشهد السياسي 18 مارس 2016

تمهيد

يتناول هذا التقرير الفترة من 11 الى 17 مارس 2016، ويرصد أهم القضايا السياسية الداخلية في مصر التي تناولتها وسائل الإعلام، وذلك على النحو التالي:

المستوي الأول: أهم العناوين في وسائل الإعلام المصرية:

السياسة الخارجية:

1ـ العلاقات الروسية: وزير الخارجية يبحث فى موسكو عودة السياحة الروسية والمحطة النووية (اليوم السابع)، ولافروف: لا رحلات جوية روسية لمصر قبل التأكد من سلامة مواطنينا (عربى21)

2ـ العلاقات الايطالية: البرلمان الأوروبي يدعو لوقف المساعدات لمصر على خلفية مقتل الطالب الإيطالي (بوابة الأهرام)، والمتحدث باسم وزارة الخارجية: نأسف لصدور قرار البرلمان الاوروبى بشأن اوضاع حقوق الانسان فى مصر بهذا الشكل غير المنصف (موقع وزارة الخارجية)، والقاهرة تطالب إيطاليا بمعرفة أسباب اختفاء مصري (الأهرام)

3ـ زيارة وفد حماس: وفد قيادي من “حماس” يغادر إلى القاهرة للقاء مسؤولين (عربى21)، وحماس عن اللقاءات مع المخابرات المصرية: تمت بمسؤولية وشفافية (العربي الجديد)

4ـ قضايا سياسية: السيسى وسلمان يؤكدان عمق العلاقات المصرية ـ السعودية (الأهرام)، والسيسي يلتقي الرئيس المقدوني (الأهرام)، أبوالغيط أمينًا عامًا للجامعة العربية.. والمجلس يرفض اقتراح قطر بالتأجيل (بوابة الأهرام)، ومصر تشارك بأعمال الدورة الـ 31 بالأمم المتحدة (الأهرام)، ومصر تمتنع عن التصويت لقرار ضد الاعتداءات الجنسية لجنود الأمم المتحدة (الوطن)، وفد فرنسي يصل القاهرة للترتيب لزيارة الرئيس فرانسوا أولاند (بوابة الأخبار). إثيوبيا تبدأ قريبا «بناء سد جديد» لتصدير الكهرباء لإفريقيا (الشروق). مصادر : إلغاء زيارة وفد البرلمان المصري إلى نظيره الأوروبي المقررة (بوابة الأخبار). رئيس سنغافورة يزور مصر قبل نهاية العام الجاري (بوابة الأهرام). شيخ الأزهر لأول مرة أمام «البوندستاج» الألمانى (الأهرام)

السياسة الداخلية:

1ـ الحكومة: رئيس الوزراء يقيل الزند من منصبه (الأهرام)، توقعات بتعديل وزارى محدود خلال أيام قبل عرض برنامج الحكومة على البرلمان (اليوم السابع)، زعزوع: خسرنا 4 ملايين ليلة سياحة منذ سقوط الطائرة الروسية (بوابة الاخبار)، “غرفة السياحة”: تراجع الطلب الألماني لزيارة مصر 50% مقارنة بالعام الماضي (الوطن)، وزير المالية: خفض سعر الجنيه سيؤثر على 10% من فاتورة الدعم (الشروق)، تجار مصر: تهاوي الجنيه أمام الدولار يرفع الأسعار 40% (العربي الجديد)، نقيب صيادلة الفيوم: نقص 500 نوع دواء من الأسواق بسبب ارتفاع سعر الدولار (اليوم السابع)، «الصناعات الدوائية»: نحن الخاسرون من ارتفاع سعر الدولار (المصري اليوم)، مصر تشتري 240 ألف طن من القمح من فرنسا ورومانيا وأوكرانيا (بوابة الاخبار)

2ـ البرلمان: مجلس النواب يتلقى كشفا من محكمة النقض بـ 109 أسماء مطعون على صحة عضويتهم (الأهرام)، وكيل “النواب”: تنفيذ حكم إسقاط عضوية أحمد مرتضى منصور حال صدوره من المحكمة (بوابة الأهرام)، فشل لجنة برلمانية مصرية في زيارة سيناء “لدواع أمنية” (العربى الجديد)

3ـ الاحزاب والقوى السياسية: لجان مبادرة “نصنع البديل” تبدأ فى البحث عن السياسات البديلة (اليوم السابع) “، المصرى الديمقراطى” يؤجل اختيار رئيسه ونائبه إلى مطلع أبريل (اليوم السابع)

4ـ الحراك المجتمعي: عمال النظافة بطنطا يضربون عن العمل للمطالبة بالتثبيت (بوابة الاخبار)، موظفو الأوقاف بمصر يواصلون اعتصامهم لليوم العاشر (العربي الجديد)، عمال أوراسكوم للكهرباء يقطعون الطريق الدولي بكفر الشيخ (رصد)، وقفة احتجاجية لعمال “حليج الأقطان” أمام مجلس الوزراء (رصد)

المستوي الثاني: مضامين أهم القضايا

القضية الأولي: زيارة وفد حماس للقاهرة

جاءت زيارة وفد رسمي من حماس للقاهرة في 12 مارس 2016، لتحمل اشارات عديدة منها:

1ـ استمرار حرص النظام المصري على التواصل مع الاطراف الفاعلة في القضية الفلسطينية، ومحاولة ايجاد دور في أي تنسيق بين الفصائل الفلسطينية او لعب دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني، لاسيما وأن أطرافاً إقليمية أصبحت حاضرة بشكل مؤثر فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بدا ذلك واضحا في الشهور القليلة الماضية حيث لعبت قطر دور وساطة لاتمام الصلح بين حركتي حماس وفتح، وقامت تركيا بفتح ملف فك الحصار عن قطاع غزة في إطار مباحثات عودة العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني، وهو ما يراه النظام المصري تحجيماً لدوره الاقليمي في المنطقة.

2ـ تخوفات النظام المصري من عودة العلاقات التركية مع الكيان الصهيوني والتي تبدو أنها تسير في خطواتها الاخيرة، حيث أن فك الحصار عن قطاع غزة عن طريق ميناء بحري عائم، يعد من أهم بنود عودة العلاقات بين الطرفين وهو ما يمثل فقد الجانب المصري لمعبر رفح كورقة استرتيجية يستطيع من خلالها أن يكون حاضراً ومؤثراً في المشهد الفلسطيني مع الاطراف الاقليمية.

3ـ لا تتوقف تخوفات الجانب المصري فقط على ملف فك الحصار عن قطاع غزة، حيث أن ميناء عائم يكون لتركيا الدور الاكير في انشائه، سوف يمثل منفذاً تجارياً متواصلاً بين تركيا وقطاع غزة، مما يثير تخوفات الجانب المصري من تمدد تركي محتمل في قطاع غزة يؤدي الى امتداد للنفوذ التركي في المنطقة والاقتراب من الحدود الشرقية لمصر، وهو ما يراه النظام المصري الحالي انتقاصاً لدوره وتهديداً لوجوده.

4ـ حالة التخبط التي شهدها النظام المصري بعد إعلان وزير الداخلية المصري في 6 مارس 2016، عن ضلوع حركة حماس في عملية تنفيذ اغتيال النائب العام “هشام بركات”، ثم استقبال رسمي من المخابرات المصرية لوفد حماس في 12 مارس 2016 بالقاهرة ، وربما تعزز هذه الحالة من فرضية وجود صراع داخلي بين مراكز القوى داخل النظام الحالي، فاتهام النظام المصري لحماس باغتيال “بركات” ثم قيامه باستقبال وفد حمساوي بشكل رسمي، بعد مرور 6 أيام فقط من الاتهام الموجه إلى حركة حماس، لا يمكن اعتباره في إطار الضغط على حماس من أجل تمرير بعض مطالب النظام المصري، بقدر اعتباره غياباً للتنسيق بين أجهزة الدولة السيادية بشكل متعمد، في إطار الصراع الدائر بينها.

القضية الثانية: ترشيح “أبو الغيط” لجامعة الدول العربية

أثار ترشيح مصر أحمد أبو الغيط لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهو آخر وزير خارجية لمصر أثناء حكم مبارك، جدلا واسعا في الأوساط العربية، فمن ناحية يعد أحمد أبو الغيط أحد الوجوه التي ترتبط بعلاقات قوية وعميقة مع الكيان الصهيوني، ومن الشخصيات الرافضة للمقاومة الفلسطينية وكذلك الشخصيات شديدة العداء لثورات الربيع العربي، ومن ناحية أخرى، جاء الترشيح ليعكس إصرار مصر على احتكار منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدم تدوير المنصب بين مرشحين من الاقطار العربية الاخرى.

وربما كانت هذه الاسباب هي إحدى الدوافع الرئيسة وراء تحفظ قطر والسودان على ترشيح أحمد ابو الغيط أثناء اجتماع وزراء خارجية العرب في 10 مارس 2016، لاختيار أمين عام لجامعة الدول العلربية خلفا لنبيل العربي الذي تنتهي ولايته في نهاية يونيو 2016، إلا أن اجتماع وزراء خارجية الدول العربية انتهى إلى اختيار أبو الغيط لمنصب أمين عام جامعة الدولة العربية بشكل رسمي.

وربما عكس اختيار أبو الغيط عمق الحالة المتردية التي وصلت اليها جامعة الدول العربية، وغياب اي دور مأمول لها في الازمات المشتعلة في المنطقة، لكن ترشيح أبو الغيط لا يخلو من مجموعة دلالات:

1ـ ربما كان التراجع الكبير للدور المصري على الساحة الاقليمية، هو الدافع وراء اصرار النظام المصري على الاحتفاظ بأمانة جامعة الدول العربية، حيث ان انتقال الامانة العامة إلى دولة عربية اخرى، سيعد سابقة لم تحدث منذ تولي التونسي “الشاذلي القليبي” منصب الأمين العام للجامعة خلال فترة نقل المقر إلى تونس بعد توقيع مصر معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني، وهو ما يمكن أن يثير مخاوف النظام المصري من ترسيخ لضعف تأثيره في القضايا الاقليمية، واستمرار اخفاقه في الاحتفاظ لمصر بمكانتها الاقليمية المعتادة، وما يتبعه ذلك من تأكل لجزء من شرعيته بشكل غير مباشر.

2ـ استمرار تقديم النظام المصري ما يبرهن به للكيان الصهيوني على أهمية وجوده ووجوب دعمه، لا سيما، أن العلاقات بين النظام المصري والكيان الصهيوني تشهد تعاون وتنسيق ملحوظ بشكل كبير، ودفع النظام المصري بأبو الغيط يصب بشكل مباشر في مصلحة الكيان الصهيوني، في ظل علاقاته الجيدة بالعديد من المسؤولين بالكيان الصهيوني ومواقفه العدائية من حماس إبان الحرب على غزة 2008-2009، ومن حزب الله ابان حرب لبنان 2006.

3ـ مغازلة النظام المصري للسعودية، التي ربما ترى وجود “أبو الغيط” على رأس جامعة الدول العربية، مناسبا لما يحمله من مواقف تبدو سلبية تجاه إيران، وهو ما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للسعودية التي ترى تهديدا إيرانيا واضحا في المنطقة العربية، يستلزم مجهودا عربيا مشتركا لتقويض التمدد الايراني.

القضية الثالثة: مشاركة السيسي في ختام مناورات رعد الشمال

يعكس اهتمام السيسي بالحضور في ختام مناورات “رعد الشمال” بالمنطقة الشمالية بالسعودية (10 مارس 2016) مدى حرصه على اظهار الاهتمام بدعم وتعزيز أمن دول منطقة الخليج العربي، وهو ما حرص السيسي على تأكيده أكثر من مرة من خلال تصريحات سابقة بالدفاع عن الخليج في حال التعرض لتهديد مباشر، وربما تأتي الزيارة في إطار العمل على إذابة الجليد وكسر جمود العلاقات بين الجانبين المصري والسعودي، بعد ما أثير عن خلافات على خلفية الحديث عن تقارب بين النظام المصري مع حزب الله بعد زيارة وفد رسمي من حزب الله للقاهرة، لتقديم العزاء في وفاة الكاتب محمد حسنين هيكل، كما أن النظام المصري لم يُعلن بوضوح موقفه من اعتبار حزب الله اللبناني منظمة ارهابية على غرار ما قام به مجلس تعاون دول الخليج.

خالد فؤاد

باحث بالمعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، متخصص في العلاقات الدولية، وقضايا الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى