اتجاهات الاعلام السعودي 26 ديسمبر 2015
تمهيد
برز تراجع مفاجئ لوتيرة المواقف الإعلامية والدبلوماسية المتبادلة بين مصر والسعودية، ولكن لا توجد دلالات لذلك إلى الآن، ولكن ربما تبدو هذه الدلالات في القريب، متى أعلنت الرياض تفاصيل تحالفها الجديد لمكافحة “الإرهاب”، وحقيقة “الحماسة” الأولية للحكومة المصرية منه، وهي سوف تمضي إلى نهايتها أم لا.
ولكن كانت هناك بعض الملفات المتعلقة بشكل الدعم السعودي المُستَجد الذي أعلن عنه الملك سلمان قبل نحو أسبوعين، على خلفية استحقاقات التحالف “الإسلامي” الجديد الذي دشنته لمكافحة الإرهاب؛ حيث عُقدت بعض الجولات التحضرية بالقاهرة، بشأن الجانب المتعلق بالاستثمارات التي تنوي السعودية ضخها في مصر، بقيمة 60 مليار جنيه، أو حوالي 8 مليارات دولار.
وتضمنت هذه الاجتماعات إشارات حول تغيير شكل توظيف هذه المساعدات، من مساعدات تنموية، وخصوصًا في مجال المرافق العامة والبنية الأساسية والمجتمعية، إلى مشروعات استثمارية كبرى بتمويل من الصناديق السيادية والحكومة السعودية، بهدف تحقيق أرباح وعائدات استثمارية للمملكة، مع عدم قدرة الرياض على تمويلات تنموية طويلة الأمد، ضعيفة العائد، بهذا الحجم، فى ظل انخفاض اسعار النفط.
وهو ما أكدته مصادر إعلامية سعودية ومصرية على حد سواء، نقلاً عن مصادر سعودية كانت حاضرة للاجتماعات، وأشارت هذه المصادر أيضًا إلى أنه بالنسبة للدعم المالي المباشر؛ فقد طرحت الحكومة المصرية بعض البدائل، مثل السندات وأذون الخزانة، من أجل تذليل أية صعوبات تتعلق بتوريد المزيد من الودائع الدولارية إلى البنك المركزي المصري.
– يقدم هذا التقرير ذلك، خلال الفترة ما بين السبت، 19 ديسمبر، وحتى 25 ديسمبر 2015م.
القضايا المصرية محل الاهتمام والاتجاهات العامة نحوها
– كانت غالبية المتابعات في الإعلام السعودي، فيما يتعلق بالحالة المصرية، ذو طابع خبري في الغالب، وتناول تطورات الأوضاع الداخلية في مصر، في الإطار الإخباري المعتاد باستثناء المواقع الصحوية التي تناولت عددًا من المشكلات الداخلية، ومن بينها بعض الملفات ذات الصلة بالحراك الثوري، مثل المسيرات اليومية تقريبًا التي تخرج في بعض المحافظات والمدن المصرية، وحال المعتقلين، والحملات التضامنية معهم، مثل حملة “#أدفئوا_المساجين”، و”#البنات_لازم_تخرج” والأوضاع في معتقل العقرب.
– ومن بين الموضوعات المهمة كذلك التي تتناول الشأن المصري، حالة الإعلام المصري ومشكلاته، و”المشاجرات” أو “الردح” الذي بات بشكل يومي بين إعلاميي رجال الأعمال، مثل خالد صلاح وأحمد موسى، و”رموز” المرحلة الحالية، من أمثال مرتضى منصور.
– الحالة الاقتصادية المصرية كانت على قائمة الاهتمامات، وتباينت مواقف المصادر السعودية في هذا الإطار؛ حيث إن المواقع الصحوية ركزت على فشل النظام الانقلابي الحالي في خططه التي أعلنها للإصلاح الاقتصادي، ودخول البلاد مرحلة حرجة من عجز الموازنة وضعف الاحتياطي النقدي، وعدم وجود أي عائد ملموس للمشروعات التي أعلن النظام عنها في العام 2015م، بينما اهتمت المصادر الحكومية السعودية، بدور الاستثمارات السعودية الجديدة في تحسين حالة الاقتصاد المصري المتداعية.
– الحالة الأمنية كانت حاضرة، وخصوصًا في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى مشكلات الأداء الشرطي.
– الاضطرابات العمالية المتتالية، كانت محط اهتمام بعض المصادر الإعلامية السعودية، والتي نظرت إليها على أنها علامة على أن ذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، قد تحمل الجديد مما يؤثر على النظام.
– فيما يخص ملف سد النهضة، تناولت بعض الأوساط الإعلامية السعودية، الصحوية والحكومية، اجتماع الخرطوم الأخير، مع توضيح حجم المشكلة التي يواجهها النظام، مع الانتهاء من خمسين بالمائة من أعمال السد.
وفي هذا نجد أن بعض المصادر السعودية قد اهتمت باتهام الخرطوم لوسائل إعلام مصرية بمحاولة تشويه العلاقات بين البلدين وافتعال الأزمات. وفي هذا انتقد مصدر في وزارة الخارجية السودانية لصحيفة “الوطن” السعودية، ما تردده بعض أجهزة الإعلام المصري عن وقوف السودان إلى جانب إثيوبيا ضد مصر فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، وتقديم تفسيرات تخالف الواقع لما يدور داخل غرف المفاوضات.
اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية
أهم الاستنتاجات