الدعم العسكري الغربي لإسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة – حقائق صادمة
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
لا تزال الأسئلة المشروعة حول الدعم الغربي لإسرائيل خلال حربها على قطاع غزة مستمراً، ومعززاً بالأدلة والبراهين، حيث أظهر موقع رادار بوكس، تسجيل ما يزيد عن 6 آلاف رحلة عسكرية غربية في المنطقة، منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى إقامة جسر جوي دائم لتقديم الدعم والإسناد لإسرائيل في حربها على غزة.
ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم الغربي تسارع بتقديم الدعم الاستخباري واللوجستي، فضلا عن إرسال شحنات المساعدات العسكرية لمساندة إسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة بالإضافة لهجماتها الأخيرة على لبنان.
تدل هذه البيانات الهامة أن ما تقدمه الدول الغربية الرئيسية، أمريكا وبريطانيا وألمانيا، لإسرائيل في حربها على غزة ليس مجرد دعماً وإسناداً، وإنما مشاركة حقيقية ضخمة في العمل العسكري، حيث يبدو أن إسرائيل بمفردها، واعتماداً على إمكانياتها الذاتية، لم يكن ممكناً لها مواصلة العدوان بهذه الكثافة طوال عام كامل، وتدل أيضا على أثر هذه المشاركة على مستقبل الصراع في المنطقة وتطوره.
ورصدت وكالة “سند للرصد والتحقق” -التابعة لشبكة الجزيرة- نشاط الرحلات الجوية العسكرية، وحللت بياناتها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى مطلع نفس الشهر من العام الجاري، باستخدام أدوات المراقبة الملاحية والتحليل الجغرافي.
ورصدت “سند” -من خلال تحليل البيانات الملاحية- نحو 1900 رحلة نقل عسكري، توجهت أكثر من 70% منها إلى القواعد العسكرية في قبرص واليونان وإيطاليا، والتي استخدمت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قواعد دعم متقدم لإسرائيل، بينما توجهت البقية إلى إسرائيل مباشرة.
كما تتبعت “سند” أكثر من 1600 رحلة استطلاع جوي نفذت منها إسرائيل نحو 20% فقط، بالإضافة لتوثيق 1800 رحلة لتزويد الطائرات بالوقود في سماء المنطقة.
وتظهر البيانات تقدم بريطانيا على جميع الدول بأكثر من 47% من رحلات الاستطلاع. وكشفت البيانات أن القوات الجوية البريطانية استعانت بطائرة من طراز “شادو آر1” في غالبية الرحلات.
وتتميز تلك الطائرات التي طورتها شركة “ريثيون” الأميركية بمجموعة متقدمة من أجهزة المراقبة والاستشعار تمكنها من تنفيذ المهام الاستخباراتية وفرض مراقبة مستمرة للتحركات على الأرض وتتبع المركبات وتنفيذ مهام تحديد الأهداف.
ورُصد لهذا النوع من الطائرات نحو 645 رحلة خلال تلك الفترة، بينما استعانت بطائرة “بي-8” في 6 رحلات استطلاع على الأقل، وانطلقت جميع تلك الرحلات بشكل أساسي من قبرص وإسرائيل واليونان.
كما استخدمت بريطانيا أيضا طائراتها الحربية المقاتلة من نوع “تايفون” في أكثر من 135 رحلة على الأقل في سماء إسرائيل، وقد تمكنت من اعتراض عدة مسيرات هجومية إيرانية.
وتصنف “تايفون” بأنها طائرات قتالية متعددة الأدوار وعالية الكفاءة تسمح للطيار بالقيام بأدوار ووظائف متعددة وهي متخصصة في مهمات الرد الجوي السريع.
وبالنسبة للولايات المتحدة فقد استخدمت بشكل مكثف طائرتها الضخمة المخصصة للاستطلاع البحري من طرازي “بوسيدن بي-8أي” و”ماريتايم باترول إيركرافت” في أكثر من 167 رحلة استطلاع. كما استخدمت طائرات “بوينغ آر سي-135″ و”لوكهيد إي بي-3” في أكثر من 90 رحلة استطلاع، في حين ظهرت المسيرة من طراز “إم كيو-4سي ترايتون” -التي يديرها سلاح البحرية- في أكثر من 73 رحلة، وفقاً للبيانات الملاحية المرصودة.
كما استعانت الولايات المتحدة بطائرة الإنذار المبكر من طراز “بوينغ إي-3 سينتري” المزودة بمنصة متكاملة لإدارة المعركة والتحكم فيها، في 16 رحلة.
وإلى جانب طائرات الاستطلاع رصدت “سند” قرابة 1800 رحلة تزود بالوقود في سماء المنطقة، وتوضح البيانات التحليلية قيام إسرائيل بما يصل إلى 950 رحلة تليها القوات الجوية البريطانية بما يزيد على 560 رحلة إمداد جوي بالوقود.
ويكشف تحليل البيانات الذي تم رصده أن قرابة 365 رحلة نقل عسكري توجهت إلى إسرائيل بشكل مباشر، بالإضافة إلى 840 رحلة إلى القواعد العسكرية في قبرص واليونان وإيطاليا، والتي تُستخدم بشكل مكثف لدعم الاحتلال، بإجمالي يتجاوز 1200 رحلة شحن عسكري.
وساهمت القوات الجوية الألمانية بما يفوق 80 رحلة نقل عسكري، انطلق معظمها من قاعدة “ونزتروف” الجوية، بينما انطلق نحو 25% من رحلات النقل العسكري الأميركية من قاعدة رامشتاين التابعة، والموجودة جنوب غرب ألمانيا. ويظهر أيضا أن 11 رحلة نقل عسكري إسرائيلية على الأقل أقلعت من ألمانيا إلى إسرائيل.
بينما اعتمدت القوات الجوية البريطانية في رحلاتها للنقل العسكري، التي تجاوزت 350 رحلة، على قاعدة “برايز نورتون” في أوكسفورد شاير (شمال غرب لندن) بينما اعتمدت في رحلاتها للاستطلاع والتزود بالوقود بشكل رئيسي على قاعدة “أكروتيري” البريطانية في قبرص.
واعتمدت الولايات المتحدة بشكل رئيسي في رحلاتها على قاعدة “سودا” بجزيرة كريت اليونانية، كما استخدمت أيضا قاعدة “بافوس” الجوية في قبرص، وقاعدة “سيجونيلا” الإيطالية التي تحوي محطة تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية وتقع شرق صقلية بإيطاليا.
وتستخدم إسرائيل والدول الغربية -بالإضافة لتلك الطائرات- أسطولا ضخما متنوعا من المسيرات التي تنفذ رحلات مختلفة المهام لا تغادر سماء غزة ولبنان، ولا يمكن رصدها من أدوات التتبع الملاحي مفتوحة المصدر.
التفاصيل المذكورة في هذا التقرير نقله أيضا تقرير مصور على قناة الجزيرة الإنجليزية.
أما الإعلام البريطاني فقد رد على هذه المعلومات، بأن طائرات التجسس البريطانية العاملة فوق غزة تقوم بجمع الأدلة وتسليمها للمحكمة الجنائية الدولية.
صحيفة أندبندنت البريطانية قالت إن طائرات المراقبة البريطانية نفذت مهام شبه يومية فوق قطاع غزة الذي يبلغ طوله 25 ميلا لمحاولة مساعدة الإسرائيليين في العثور على الرهائن الذين أسرتهم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ولكن أي فيديو أو صور تحصل عليها الطائرات لجرائم الحرب المشتبه بها التي ارتكبتها إسرائيل أو حماس يمكن تسليمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت الصحيفة “لم يتضح بعد ما هي الطائرات التي تحلق فوق غزة أو عددها، لكن طائرة شادو أر 1، المجهزة بأجهزة استشعار إلكترونية وبصرية كهربائية عالية الدقة لجمع البيانات، تعمل حاليا في المنطقة”.
وتتولى قيادة الطائرة شادو السرب الرابع عشر المتمركز في قاعدة سلاح الجو الملكي في وادينجتون، وشعارها مكتوب باللغة العربية. وهو مقتبس من القرآن الكريم، يقول: “أبسط جناحي وأفي بوعدي”.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.