المشهد العسكريعسكري

المرصد العسكري مايو 2025

افتتاحية العدد

شهد شهر مايو  من عام 2025م، عدة تفاعلات مهمة في ملفات عديدة منها على المستوى المصري والإقليمي، على محور صلاح الدين الحدودي مع قطاع غزة في الاتجاه الإستراتيجي الشرقي لمصر  مع استئناف جيش الاحتلال الاسرائيلي لحربه على قطاع غزة بدعم أمريكي، وعلى مستوى  التفاعلات الداخلية للمؤسسة العسكرية المصرية وكذلك على مستوى العلاقات الخارجية للمؤسسة العسكرية المصرية،  وكذلك في التسليح العسكري والتدريبات العسكرية، وكذلك في موضوعات أخرى عديدة يغطيها التقرير بشكل مفصل.

ونتناول العدد الجديد من المرصد العسكري بالوصف والتحليل على النحو التالي:  

أولاً: التفاعلات الداخلية للجيش المصري

1-حركة تنقلات يونيو 2025:

حركة تنقلات يونيو 2025 التي سيعتمدها السيسي خلال أيام التي تتم بشكل اعتيادي كل 6 أشهر على مستوى قادة الجيش المصري قد تشمل تغيير قائد القوات البحرية الفريق أشرف عطوة الذي عُين في منصبه في ديسمبر 2021 لبقائه ثلاث سنوات في منصبه وقد تشمل أيضاً تغيير قائد القوات الجوية الفريق محمود فؤاد الذي عُين في منصبه في شهر أغسطس 2022، وهناك تقارير  بالفعل تشير إلى أن السيسي عين بدلاً من الفريق محمود فؤاد عبد الجواد  ل.أ.ح طيار عمرو عبد الرحمن صقر رئيس أركان القوات الجوية “الحالي إلى صدور النشرة بشكل رسمي داخلياً” وفي حالة قيام السيسي بتغيير عطوة ولم يمدد له بقرار جمهوري قد يُعين بدلاً منه ل.أ.ح بحري محمود عادل فوزي رئيس أركان القوات البحرية الحالي.

بالذكر جدير أن القانون الذي صدق عليه السيسي في شهر يوليو 2021 قد قلص مدة بقاء قادة الأفرع الرئيسية ومساعدي وزير الدفاع في مناصبهم من 4 سنوات إلى سنتين إلا في حالة مد السيسي خدمتهم بقرار جمهوري.

بشكل عام فإستراتيجية السيسي تعتمد بالأساس على سرعة التغيير والتدوير للقيادات بخلاف نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك لإغلاق الطرق على أي مراكز قوى قد تتشكل داخل الجيش المصري، لذلك في كل حركة تنقلات يتم تغيير بعض أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقانون 2021 أعطى للسيسي الحق وبشكل قانوني في سرعة تغيير  وتنقلات القيادات. في مقابل هذا يعطي السيسي كبار قادة الجيش بعد خروجهم مناصبهم امتيازات كبرى كما ضمن قانون معاملة كبار القادة العسكريين الذي أقره برلمان السيسي في 03 يوليو 2018م، وقام بإعطاء امتيازات غير مسبوقة لجميع كبار قادة الجيش المصري وتحصينهم من أي مسائلة قانونية سواء كانوا في الخدمة أو خارجها وذلك لكسب رضاء جميع القيادات سواء كانوا في الخدمة أو خارجها(سياسة العصا والجزرة). وفي مقابل هذه الامتيازات جاءت التعديلات على بعض القوانين العسكرية التي أقرها البرلمان في 06 يوليو 2020م، لتكبيل جميع قيادات الجيش المصري، بل وعُممت على كافة الضباط حتى لا يستطيعوا أن يأخذوا قرارات منفردة وينتهجوا نهج الفريق عنان والفريق شفيق والعقيد قنصوه، حيث أقرت تلك التعديلات عدم جواز ترشح جميع قيادات الجيش وجميع الضباط بمختلف مستوياتهم سواء كانوا بالخدمة أو المعاش للانتخابات “الرئاسية أو البرلمانية أو المحليات…الخ” إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.

للاطلاع على تشكيل المجلس الاعلى للفوات المسلحة الحالي المُشكل قبل حركة يونيو 2025 كنت قد ذكرته في عدد شهر أبريل 2025، على هذا الرابط.

2-مشاركة الجيش المصري في تدريبات الأسد الأفريقي نسخة 2025:

نفذت فعاليات المناورات العسكرية السنوية الأسد الأفريقي خلال شهر مايو 2025 ، مناورات الأسد الأفريقي نسخة 2025 جرت بدولة المغرب كمضيف رئيس وتنظيم من الولايات المتحدة الأمريكية، التدريبات شملت أيضاً مواقع في غانا والسنغال وتونس، شارك ميدانياً في تدريبات الأسد الأفريقي نسخة 2025 جيوش عدة دول، منها الجيش الأمريكي والجيش الفرنسي والجيش البريطاني والجيش المغربي والجيش المصري والجيش التونسي والجيش الصهيوني والجيش الغاني والجيش النيجيري والجيش السنغالي وعدة جيوش أخرى كما شارك حلف شمال الأطلسي (الناتو) بصفة مراقب أو مشارك في بعض الأنشطة. الجيش الإسرائيلي شارك بقوات ميدانية منفذة  في تدريبات الأسد الأفريقي بالمغرب بوحدات تابعة للواء جولاني، وبناء على تصريحات للمقدم صاعقة أ.ح محمد حلمي البعليمي شاركت مصر بالفعل ميدانياً في المناورات بالمغرب ، طبقاً لوزارة الدفاع التونسية شارك الجيش المصري بملاحظين عسكريين فقط في فعاليات التدريب بتونس ولم يشارك ميدانياً في أي تدريب بدولة تونس.

تعليق:

إقامة تدريبات مشتركة بين جيوش الدول تُعد من أبرز الدلائل على عمق العلاقات السياسية والعسكرية بينها، وتظهر مستويات متقدمة من الثقة المتبادلة فلا يتم إشراك قوات دولة أجنبية في تدريبات إلا عندما تكون هناك ثقة في نواياها نظراً لحساسية العمل العسكري. التدريبات العسكرية المشتركة تشير إلى رغبة في تعزيز التنسيق العملياتي بين الجيوش، خصوصاً إذا كانت الدول تواجه تهديدات أو تحديات أمنية مشتركة (مثل الإرهاب، القرصنة البحرية، الهجرة غير الشرعية….)التدريبات تسمح بتبادل تكتيكات القتال وتوحيد أساليب التشغيل وهي تمهيد أساسي لأي عمل عسكري مشترك محتمل مستقبلاً. كثير من التدريبات العسكرية المشتركة تُنظَّم لأغراض سياسية منها إرسال رسالة إلى خصوم أو شركاء بأن هناك تحالفاً أو محوراً يتشكل.

3- سقوط طائرات التدريب بشكل متكرر:

أعلن المتحدث العسكري للجيش المصري، يوم الاثنين 19 مايو 2025، سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية ومصرع طاقمها، وذكر المتحدث في بيان أن الطائرة سقطت نتيجة “عطل فني”.  وقال المتحدث في بيان على مواقع التواصل “في إطار تنفيذ النشاط التدريبي للقوات الجوية اليوم الاثنين الموافق 19/ 5 / 2025 سقطت طائرة تدريب بإحدى مناطق التدريب نتيجة عطل فني واستشهاد طاقمها، وجارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة بمعرفة الجهات المختصة”.

تعليق:

تكرار حوادث سقوط الطائرات أثناء الطلعات التدريبية بشكل مستمر (خاصة في وقت السلم) يدل على خلل بنيوي في منظومة التدريب أو الصيانة أو كفاءة المُعِدَّات، ويجب ألا يُمر مرور الكرام، وكل خلل في تدريب الطيارين المقاتلين قد يُترجم لاحقاً إلى خسارة فادحة في المعارك الحقيقية.

ثانياً: تطورات الأوضاع على الاتجاه الإستراتيجي الشرقي لمصر 

زعم جيش الاحتلال، إحباطه عملية تهريب أسلحة من الأراضي المصرية، إلى الأراضي المحتلة عام 1948، عبر طائرة مسيرة. وأشار بيان لجيش الاحتلال الثلاثاء 29 أبريل 2025 ، إلى أن نقطة مراقبة، رصدت طائرة مسيرة كبيرة الحجم، كانت تحمل شحنة، قادمة من مصر، وقام باستهدافها وإسقاطها. وبعد السيطرة على الطائرة، زعم أنها كانت تحمل 10 بنادق رشاشة من طراز M16، وذخيرة. وكان الناطق باسم جيش الاحتلال، زعم قبل نحو أسبوعين أن الجيش رصد طائرة مسيّرة حاولت تهريب أسلحة من الأراضي المصرية إلى داخل الأراضي المحتلة في منطقة عمل لواء فاران، وهو وحدة إقليمية مسؤولة عن مراقبة الحدود المصرية، مع فلسطين المحتلة. ويمتد نطاق عمله من منطقة نيتسانا حتى مدينة إيلات، ويغطي نحو 170 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية المصرية، بالإضافة إلى أجزاء من صحراء النقب. وأضاف الناطق في بيان، أنه “تم إسقاط الطائرة المسيّرة من قبل قوات الجيش. وعند وصول قوات الأمن إلى الموقع، عثر على الطائرة وأربعة أسلحة وذخيرة”.

ويوم الجمعة الموافق 02 مايو 2025 أيضاً زعم جيش الاحتلال في بيان أخر له، إسقاطه مسيرة، قادمة من الأراضي المصرية، تحمل معها عددا من البنادق الرشاشة، في واقعة تكررت بكثرة خلال الآونة الأخيرة. وأوضح بيان لجيش الاحتلال: “تم إسقاط درون أخرى من قبل الجيش، الذي هرع إلى المكان الذي سقطت فيه  حيث تبين أنها كانت يحمل عشر قطع أسلحة من نوع M16”.

وفي 20 مايو 2025 أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له إحباط محاولة تهريب أسلحة من مصر عبر طائرة مسيّرة، حيث رصدت وحداته في لواء باران الطائرة أثناء اختراقها الحدود وأسقطتها. وعُثر بحسب البيان بداخلها على 19 مسدساً وثلاثة رشاشات مع بعض الذخيرة.

شوهدت عدة دبابات إسرائيلية من طراز “ميركافا” متمركزة فوق تلال على الحدود بين مصر وقطاع غزة، في ظل تبادل الاتهامات بين القاهرة وتل أبيب بخرق معاهدة السلام الموقعة عام 1979، وأفادت مصادر قبلية لصحيفة العربي الجديد بأن الدبابات الإسرائيلية ظهرت في مناطق مقابلة لقرى جنوب مدينة رفح، مشيرة إلى أنه تم إنشاء تلال ومرتفعات اصطناعية لتتمركز عليها الدبابات، وأنها تتحرك بشكل مستمر على امتداد الحدود طوال اليوم.

وأضافت المصادر أن قوات حرس الحدود المصرية لا تملك أي آليات ثقيلة في تلك المناطق، وتعتمد فقط على عربات دفع رباعي، وتأتي هذه التطورات في خضم الحرب المتواصلة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وسط تبادل الاتهامات بين القاهرة وتل أبيب بشأن انتهاك اتفاقية السلام الموقعة عام 1979.

كشفت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إن “إسرائيل تعزز وجودها العسكري على الحدود المصرية بتحصينات رملية ودبابات قتالية بدلا من عربات الجيب الخفيفة بالإضافة إلى مناطيد استطلاع ثابتة مخصصة بشكل أساسي لمهام الإنذار المبكر والرصد الجوي قرب الحدود المصرية”..

وقالت المؤسسة في تقرير منشور على موقعها إن الحدود المصرية – مع الاحتلال خلال الشهور الأخيرة تحولات ملحوظة في طبيعة الانتشار العسكري الإسرائيلي، تم رصدها وتوثيقها بصرياً من قبل مصادر خاصه لمؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، وتشمل هذه التحركات زيادة استخدام الوسائل التكنولوجية الجوية للمراقبة، وتعزيز المواقع الدفاعية بدبابات قتالية بدلاً من العربات الخفيفة التي كانت مستخدمة سابقاً.

تأتي هذه التحركات في ظل قيام الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء منطقة خيام كبيرة في رفح الفلسطينية، تقع بين محوري فيلادلفيا وموراج، وعلى بعد مئات الأمتار فقط من الحدود المصرية. ووفقاً لتصريحات رسمية إسرائيلية، فإن المنطقة يتم تسويقها كـ “منطقة إنسانية مؤقتة” مخصصة لاستقبال نازحين من مناطق القتال في قطاع غزة.

في المقابل، صدرت خلال الشهور الماضية عدة تصريحات من مسؤولين عسكريين وسياسيين بالاحتلال تزعم أن مصر قامت بنشر قوات وأسلحة “أكثر من المتفق عليه” في بعض مناطق سيناء، دون الرجوع الكامل للآليات المشتركة في الاتفاقية. هذه التصريحات تلمّح أحياناً إلى أن مصر استغلت الظروف الأمنية في شمال سيناء لمحاربة الإرهاب كغطاء لتوسيع انتشارها العسكري بما يتجاوز التنسيق مع إسرائيل،  تم رصد منطاد استطلاع ثابت (Aerostat Surveillance Balloon) بالقرب من منطقة القصيمة بوسط سيناء، مقابل موقع حدودي إسرائيلي. ويُلاحظ في الصور الجوية أنه ثابت الارتفاع ويُربط بكابل أرضي ويُحلق على ارتفاع يتراوح بين 300 إلى 1000 متر.

يُشبه نظام Sky Dew، الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي: هذا النوع من المناطيد مخصص بشكل أساسي لمهام الإنذار المبكر والرصد الجوي، حيث يُزود برادارات متقدمة قادرة على اكتشاف وتتبع التهديدات الجوية مثل الطائرات المسيّرة أو الصواريخ منخفضة التحليق. (التقرير كامل على هذا الرابط).

إسرائيل تُشيّد خط برليف جديد علي الحدود المصرية وتستدعي الاحتياط: نشر الصحفي الإسرائيلي “بن تسيون ماكاليس” تقريراً مدعوماً بمجموعة من الصور الجوية يُظهر فيها أنشطة هندسية غير مسبوقة تقوم بها إسرائيل داخل رفح الفلسطينية، بمحاذاة الحدود المصرية. وعلى الرغم من أن بعض التحليلات الأولية افترضت أن هذه الأنشطة مرتبطة بالانسحاب، فإن الحقيقة التي تظهر من الصور – بحسب ماكاليس – هي أن إسرائيل لا تنسحب، بل تبني طريقاً يمر وسط رفح ويربط بين الحدود المصرية ومنطقة تُعرف بـ ”القرية السويدية”.

الأخطر في الموضوع، حسب تقرير صحيفة “إسرائيل هيوم”، أن إسرائيل بدأت بتهيئة الأرض وبناء منشآت غامضة قرب الحدود المصرية، وسط تكتم رسمي. الصحيفة الإسرائيلية فسّرت هذه المنشآت بأنها “مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية”، لكن صور الأقمار الصناعية تظهر أنها تحصينات عسكرية خرسانية محصّنة، وليس لها أي طابع مدني.

وألمح مراسلون إسرائيليون آخرون مثل باراك رافيد، وكذلك عموس هرئيل – الصحفي المقرب من دوائر صنع القرار في تل أبيب – إلى أن ما يجري ليس مجرد توزيع مساعدات، بل جزء من خطة أكبر لتثبيت وجود عسكري إسرائيلي دائم على طول الحدود مع مصر، ضمن سياق استراتيجي أوسع يستهدف غزة، وربما سوريا لاحقاً، وأشار عموس هرئيل إلى أن نتنياهو يشعر بـ ”قوة مفرطة” بعد تجاوز المظاهرات والضغوط الدولية، خاصة مع عودة دونالد ترامب، ما شجعه على توسيع العملية العسكرية في غزة وإعادة هيكلة الجيش الإسرائيلي. ولاحظ أن إسرائيل استدعت عشرات آلاف من جنود الاحتياط، في مؤشر على استعدادها لمرحلة قادمة أكثر دموية وأوسع نطاقاً في غزة وربما سوريا.

مغزى ما يجري على الحدود المصرية

تحمل التحركات الإسرائيلية رسائل عسكرية مباشرة إلى مصر، حتى وإن لم تُصرّح بها تل أبيب. بناء تحصينات خرسانية، استعراض دبابات، ورفع ساتر ترابي على الحدود معناه أن إسرائيل لا تكتفي بملاحقة “التهديدات من غزة”، بل تعيد هندسة حدودها الجنوبية استراتيجياً، وربما تعبّر عن رغبة في اختبار مدى جاهزية الرد المصري، وهنا تبرز الحاجة إلى تحركات مصرية محسوبة، تحمل رسائل ردع واضحة.

وعلى الصعيد العسكري أيضاً أقام الجيش الإسرائيلي مؤخراً معسكر عسكري لقواته  مواجه لمصر  في “المنطقة د”  يبعد حوالي 360 متراً فقط عن الحدود المصرية.

وعلى جانب تحركات الإسرائيلي داخل قطاع غزة قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش أدخل كل ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة، ضمن حربه المستمرة على القطاع. يأتي ذلك بعد ساعات من كشف الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن استعداد الجيش لتعزيز قواته في القطاع من خلال خطة تقضي بإدخال 5 فرق عسكرية للسيطرة الكاملة على القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي، عودة الفرقة 162 إلى الحرب في شمال قطاع غزة.

في سياق متصل زعمت تقارير صحفية أن المناطق الجبلية في مصر تشهد تحركات غير معتادة أثارت قلقاً متزايداً في الأوساط الأمنية الإسرائيلية. تلك التقارير  رجّحت أن هذه التحركات ترتبط بأنشطة سرية لتطوير أو اختبار صواريخ باليستية متقدمة، ما أثار تساؤلات حقيقية حول مدى تطور البرنامج الصاروخي المصري، وما إذا كانت القاهرة قد باتت تمتلك بالفعل قدرات تمكنها من الوصول إلى أهداف بعيدة، وربما تغيير ميزان القوى في المنطقة.

وفي سياق متصل عاد الحديث مجدداً عن تطور الترسانة العسكرية المصرية، مع تقارير إسرائيلية تتحدث عن إدخال مدافع ليزر صينية متطورة إلى الخدمة التشغيلية داخل بعض القواعد العسكرية المصرية. وكشفت مواقع إسرائيلية مؤخراً عن صفقة عسكرية غير معلنة بين القاهرة وبكين، تتضمن أنظمة دفاع جوي صينية من بينها مدافع ليزر حديثة، وُصفت بأنها جزء من توجه مصري واضح نحو تنويع مصادر التسليح وتعزيز منظومة الدفاع الجوي الوطني. تأتي هذه الأنباء بعد مقال نشر في موقع الدفاع العربي حول رصد إقلاع طائرة شحن استراتيجية صينية من القاهرة يحتمل أنها كانت تحمل هذه الأنظمة، وتوجهت إلى الصين مروراً بباكستان، قبل أن تعود مجدداً إلى مصر في رحلة وصفت بالغامضة. هذه التحركات، التي التُقطت عبر الأقمار الصناعية، فسّرها مراقبون بأنها تعكس اهتماماً مصرياً متزايداً بتأمين الجبهة الاستراتيجية للدولة، والبحث عن حلول دفاعية مرنة وفعّالة في مواجهة التهديدات المتصاعدة.

وعلى جانب اتفاقية كامب ديفيد أطلقت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تحذيراً لافتاً بشأن ما وصفته بـ ”تدهور غير معلن” في العلاقات المصرية الإسرائيلية، في أعقاب حرب “سيوف الحديد”، معتبرة أن مصر بدأت فعلياً تتراجع عن التزاماتها التاريخية بموجب اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل، دون إعلان رسمي. وبحسب التقرير، امتنعت القاهرة عن تعيين سفير جديد لها لدى تل أبيب، وهو ما قابله الجانب الإسرائيلي بعدم إرسال سفير جديد إلى العاصمة المصرية. إلا أن الصحيفة رأت أن المسألة لا تقتصر على خلاف دبلوماسي، بل تعكس تحوّلاً أعمق في التوجهات المصرية، مشيرة إلى أن مصر باتت تعزز تعاونها العسكري مع دول تعتبرها إسرائيل خصوماً مباشرين، من خلال مناورات مشتركة وصفقات تسليح استراتيجية. وتذهب معاريف إلى حد التحذير من التفاوت المتزايد في موازين القوى، حيث تصف الجيش المصري بأنه “الأكبر والأقوى في الشرق الأوسط”، في مقابل تراجع القدرات العسكرية الإسرائيلية نتيجة تخفيضات هيكلية كبيرة على مدى العقدين الماضيين. وتشمل هذه التخفيضات، بحسب التقرير، حل فرق قتالية، سحب آلاف الدبابات من الخدمة، تقليص وحدات المدفعية والمشاة والاستخبارات والهندسة، وتسريح أعداد ضخمة من الجنود النظاميين، فضلاً عن تقليص مدة الخدمة العسكرية الإجبارية، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في عدد المقاتلين المؤهلين.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الحكومة الإسرائيلية تتعامل مع هذا “التحول الإقليمي” وكأنه غير موجود، بينما تتزايد التهديدات من جميع الاتجاهات، ما يثير تساؤلات حقيقية حول مدى جاهزية إسرائيل لمواجهة السيناريوهات المستقبلية المحتملة في المنطقة.

تلقت إسرائيل خلال شهر مايو 2025  شحنة ضخمة من القنابل الأمريكية المتطورة، ضمن صفقة بلغت قيمتها أكثر من 1.8 مليار دولار، وتُعد الأضخم منذ أكثر من عشر سنوات. الصفقة التي كانت معلّقة بقرار أمريكي لسنوات تضمنت أكثر من 76 ألف طن من الذخائر، شملت قنابل خارقة للتحصينات وأخرى فراغية تُصنف ضمن أقوى الأسلحة غير النووية في العالم.

من أبرز ما تضمنته الشحنة قنابل MK-84، التي تتمتع بقوة تفجيرية تقارب 950 كلغ من مادة TNT. استخدمت هذه القنابل لأول مرة في حرب فيتنام، ثم جرى تطويرها لتصبح أكثر دقة، وجرى استخدامها بكثافة في حرب الخليج وأفغانستان، وتُعد اليوم من الذخائر الأساسية في تسليح القوات الجوية الأمريكية وحلف شمال الأطلسي.

لكن السلاح الأخطر هو القنبلة الفراغية GBU-43/B المعروفة باسم “أم القنابل”، وهي أقوى قنبلة غير نووية في الترسانة الأمريكية، إذ يصل مدى تأثيرها إلى أكثر من كيلومتر ونصف، وتُستخدم في تدمير المواقع شديدة التحصين. الهدف الأساسي من هذا النوع من القنابل هو محو المواقع بالكامل، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في بعض الأوساط حول احتمالية استخدامها في سياقات إقليمية حساسة.

على جانب المقاومة نقلت صحيفة “هارتس” العبرية عن قادة في الجيش الإسرائيلي قولهم إن قدرة حركة “حماس” لم تتراجع. مؤكدين أن التقييمات العسكرية تفيد بأن الجناح المسلح للحركة لا يزال يضم نحو 40 ألف مقاتل.

وقالت المصادر للصحيفة، إنه رغم العمليات العسكرية المكثفة التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، تفيد التقييمات العسكرية بأن الجناح المسلح لحركة “حماس” لا يزال يضم نحو 40 ألف عنصر، وهو نفس العدد الذي كان عليه قبل الحرب. كما يُعتقد أن الحركة لا تزال تحتفظ بعدد من الصواريخ طويلة المدى، إلى جانب مئات، وربما آلاف، من القذائف قصيرة المدى وقذائف الهاون.

وأشارت المصادر إلى أن العمليات المقبلة ستُنفذ في مناطق يُرجّح وجود أسرى فيها. وستدار هذه العمليات بتنسيق مباشر مع إدارة الأسرى والمفقودين، لضمان تقليل المخاطر. في الوقت ذاته، يتم التخطيط لإجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مناطق تجمع محددة سلفا، أبرزها المواصي التي تضم حاليا نحو 700 ألف نازح.

وحتى تولي رئيس الأركان إيال زامير منصبه في مارس، كان الجيش يعتقد أن “حماس” لم تعد تمتلك بنية عسكرية منظمة. لكن التقييم الجديد يشير إلى أن الحركة لا تزال تحتفظ بقدرات عملياتية فاعلة، رغم تعرضها لضربات شديدة. 

شهد شهر مايو 2025 عدة عمليات نوعية للمقاومة ، كبدت فيها الإسرائيلي خسائر  في الأرواح والمعدات. وأعلنت كتائب القسام عن شنها لعمليات أبواب الجحيم والتي تشير أن  المقاومة وضعت خُطَّة محكمة لتنفيذ كمائن مركبة في اتجاهات مختلفة لتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر  متلاحقة، وتؤكد للجانب الإسرائيلي أنه دخل في حرب استنزاف ستكلفه خسائر متصاعدة، المقاومة تثبت أنها ما زالت قادرة من حيث الأفراد والعُدة على الاستمرار في القتال، ولدى المقاومة رصد ميداني محكم.

كان من التطورات الذي شهدها شهر مايو 2025، بدأ مؤسسة “إغاثة غزة” المدعومة من “إسرائيل” والولايات المتحدة عملياتها في قطاع غزة في توزيع المساعدات الغذائية ضمن مراكز اقتصرت على أقصى جنوب القطاع فقط وفي التحليل سأحلل هذا الأمر.

تحليل وقراءات عسكرية لتطورات الحرب على غزة والتحركات الإسرائيلية على حدود مصر :

الإسرائيلي ما زال يستخدم المنطق العسكري “بدعم أمريكي مطلق” بكل القوة الغاشمة وينتهج إستراتيجية “الضغط الأقصى” على أهل قطاع غزة لكي يُهاجروا من القطاع إلى مصر وإلى دول أخرى، واستمرار تلك الحرب سيكون لها تهديد مباشر على الأمن القومي المصري كما أُشير  باستمرار، الإسرائيلي والأمريكي يتحركون بخطط مدروسة، الأمريكي والإسرائيلي تكتيكاتهم العملياتية مقروءة من بدايتها لتحقيق هدف التهجير في النهاية، وضع نقاط توزيع المساعدات بجنوب غزة يعني نزوح الفلسطينيين وتجميعهم على حدود مصر كخطوة قبل نهائية لتهجير الفلسطينيين إلى مصر ودول أخرى عبر  مصر.

 الجيش المصري إذا استمرت تلك الحرب سيكون أمام أمران، أما الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي لإيقاف مخطط التهجير وتصفية القضية المصرية على حساب الأراضي المصرية، أو الرضوخ للجانب الإسرائيلي ويقبل مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية ويستقبل أهالي قطاع غزة داخل سيناء المصرية.

تنتشر قوات الجيش الإسرائيلي (الدبابات والمدرعات) على الحدود المصرية بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، هذه التحركات قد ينظر إليها من منظورين:

1-أن الجيش الإسرائيلي قد ينتشر بذلك الشكل لشن عمليات أوسع داخل قطاع غزة لكي يصل في النهاية لاحتلال القطاع بالكامل، ولتنفيذ مخطط التهجير (الطوعي أو القصري) وتصريحات المسئولين الإسرائيليين تشير إلى أن احتلال غزة بات أمر يتداول ويُناقش داخل أروقة الحكومة الإسرائيلية بعد الرفض المصري والعربي (المعلن) لمخطط التهجير.

ما كشفت عنه هيئة البث الإسرائيلية  بإدخال جيش الاحتلال الإسرائيلي كل ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة، ضمن حربه المستمرة على القطاع يشير إلى هذا الأمر، جاء ذلك بعد ما كشفته الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن استعداد الجيش لتعزيز قواته في القطاع من خلال خُطَّة تقضي بإدخال 5 فرق عسكرية للسيطرة الكاملة على القطاع. من وجهة نظري فإن هذه الممارسات تشير إلى أن خُطَّة الإسرائيلي الآن هي العمل على تنفيذ المخطط البديل الذي كنت تحدثت عنه منذ مدة؛ ذلك المخطط هو احتلال قطاع غزة.

 يبدو أن مخطط الإسرائيلي الآن بناء على إدخاله لكافة ألوية المشاة والمدرعات لغزة ينقسم إلى مرحلتين:

المرحلة الأولى: احتلال قطاع غزة بشكل كامل.

المرحلة الثانية: إن استطاع الإسرائيلي تحقيق المرحلة الأولى سينتقل إلى تنفيذ المرحلة الثانية بتهجير الفلسطينيون بشكل قسري إلى مصر ودول أخرى. ويبدو أن الجانب المصري يرى ذلك الأمر وتخويفات وتحذيرات الإعلاميين المصريين المتكررة ربما تشير إليه.

2-أن هذه التحركات الإسرائيلية على الحدود المصرية جاءت رداً على انتشار الجيش المصري المكثف في سيناء في مناطق (ب، ج) الذي عمل عليه الجيش المصري نتيجة اختراق الجيش الإسرائيلي لبنود اتفاقية كامب ديفيد والملاحق الامنية المنبثقة عنها، وهذا قد يشير إلى أن التوتر بين مصر وإسرائيل يزداد. بناء على التقارير المعلنة ما زال الجيش المصري ينتشر بشكل مكثف في سيناء في مناطق (ب، ج) دون النظر إلى مقتضيات معاهدة كامب ديفيد، وذلك رداً على خروقات إسرائيل لاتفاقية كامب ديفيد واحتلاله لمعبر رفح ومحور صلاح الدين الذي يقع بالكامل في المنطقة (د) طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد واتفاقية المعابر في 2005. انتشار الجيش المصري في سيناء يمكن النظر إليه بأنه يأتي لمواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

إعلان الجيش الإسرائيلي توسعة التوغلات البرية في جنوب وشمال قطاع غزة، مباشرة بعد رد حماس على ويتكوف يشير إلى أنه ليس هناك أفق في المدى القريب المنظور للوصول إلى اتفاق سياسي بين حماس وإسرائيل تقف على أثره الحرب.

على الجانب العسكري أيضاً، بالرغم من التقارير التي تشير إلى وجود خلافات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية بخصوص استمرار الحرب على غزة، من وجهة نظري وبقراءة الممارسات الفعلية على الأرض لا يبدو أن هذا الخلاف حقيقي أو عميق. ممارسات إسرائيل تُشير إلى أن استمرارها في حربها مدعوم بشكل مطلق من جانب الإدارة الأمريكية. وقدمت الإدارة الأمريكية مؤخراً للجيش الإسرائيلي دعم عسكري بأسلحة وذخائر متقدمة ومتطورة لاستخدامها في حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب تؤكد استمراره فيمَا اعلنه أكثر من مرة بشأن السيطرة المطلقة على قطاع غزة، ذلك الأمر الذي أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي يردده بشكل معلن ويؤكد إلى أن هدف إسرائيل الآن هو احتلال قطاع غزة بالكامل. وبناء عليه يتضح التوافق بين إسرائيل والإدارة الأمريكية في الهدف النهائي للحرب، بما في ذلك القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية.

طور الجيش الإسرائيلي عملياته البرية داخل قطاع غزة وأعاد فرق للعمل داخل قطاع غزة وهذا يؤكد أن الجيش الإسرائيلي مستمر في استخدام المنطق العسكري لتنفيذ أهداف حربه.

ومن اللافت خلال الشهر المنصرم تكرار  بيانات الجيش الإسرائيلي التي يزعم فيها إحباط محاولات تهريب أسلحة من مصر متكررة ومتسارعة. وانطلاقاً من قراءتي لممارسات الجيش الإسرائيلي فكل ما يقوله مشكوك في صحته، فإستراتيجية إسرائيل طوال تاريخها تعمل على صنع المبررات قبل اتخاذها لخطوات طبقاً لمخططاتها التوسعية المُعدة مسبقاً، وأفعال الجيش الإسرائيلي في سوريَا ولبنان دليل على ذلك. إسرائيل تهدف بتلك المزاعم أن تقول أن حدودها مع مصر باتت غير آمنة وبناء عليه قد تتحرك إسرائيل لأخذ خطوات لاحقة زاعمةً أنها تأتي حفاظاً على أمنها القومي.

على جانب المقاومة فمن منظور عسكري لعمليات المقاومة (أبواب الجحيم) وكمين جباليا الذي نفذته المقاومة في بداية شهر يونيو 2025  وللكمائن المختلفة التي نفذتها المقاومة في رفح وخان يونس، فتلك الكمائن والعمليات النوعية المحكمة المركبة تشير  إلى أن المقاومة في غزة أتبعت تكتيك حرب العصابات بشكل كامل لإطالة مدة الحرب واستنزاف الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر، تكتيك المقاومة تحول من غرفة عمليات واحدة إلى غرف عمليات متفرقة  (منظومة لا مركزية)  وكل غرفة لها قيادة عملياتها الخاصة. 

يبدوا ان محمد الضيف وضع استراتيجية للمقاومة لاستمرار عملها الحربي بغض النظر عن القائم على القيادة، تحول المقاومة من غرفة سيطرة وتحكم (منظومة مركزية) لمجموعة غرف عمليات (منظومة لا مركزية) يضمن استمرارية عمليات المقاومة ، فقد استشهد الضيف وظلت عمليات المقاومة مستمرة ،غياب أي قائد لكتائب المقاومة وفق هذه الإستراتيجية لن يؤثر  في الاغلب على استمرار عمليات المقاومة.

من قراءة كمين جباليا الذي نفذته المقاومة ، فالفِرْقَة 162 هي إحدى أبرز فرق جيش الاحتلال الإسرائيلي التي عادت للقتال من جديد في غزة مؤخراً، وتُعد من تشكيلات القيادة الجنوبية وتضم ضمن قوامها نخبة ألوية من سلاح المدرعات وسلاح المشاة وسلاح الهندسة، تعرض هذه الفِرْقَة لكمين جباليا بهذا الحجم الكبير من الخسائر سواء قتلى أو إصابات وتعطيل الإخلاء الجوي يشير للتالي:

1-عجز استخباراتي للجيش الإسرائيلي في ميدان القتال.

2- قدرات المقاومة على الرصد الميداني الدقيق لتشكيلات الجيش الإسرائيلي في ميادين القتال.

3- قدرة المقاومة على استدراج وتطويق تشكيلات نخبوية للجيش الإسرائيلي وإدخالها في كمائن محكمة.

4- عجز القيادة الميدانية للجيش الإسرائيلي في التعامل مع بيئة غير مسيطر عليها على عكس ما كان يدعيه الجانب الإسرائيلي بالسيطرة عليها مسبقاً، فقد زعم الجيش الإسرائيلي أن شمال القطاع  ومعسكر جباليا تحت سيطرته بالكامل ولكن كمين جباليا كشف عدم صحة ما يزعمه الجانب الإسرائيلي.

5-2-المقاومة توظف عامل التضاريس (الجغرافيا العسكرية) لمصلحتها بشكل جيد، وتستخدم وحدات مصغرة لتنفيذ هجمات مباغتة من مواقع غير متوقعة للجيش الإسرائيلي. ولا يزال سلاح المقاومة الإستراتيجي هو سلاح الأنفاق الذي عن طريقه تصنع المقاومة أسلحتها وتباغت المقاومة من خلاله الجيش الإسرائيلي.

في سياق متصل بالجانب العسكري، فكان أبرز ما شهده الشهر المنصرم الاتفاق بين الحوثي وأمريكا برعاية عمانية، الذي أفضى لتوقف الاستهدافات الأمريكية لليمن يقابله توقف استهدافات الحوثي للسفن الأمريكية في البحر الأحمر، إلا أنه من وجهة نظري فأن الولايات المتحدة الأمريكية علاقتها بإسرائيل عِلاقة استراتيجية، يغير الأمريكي تكتيكاته أحياناً ولكن تبقى استراتيجيته ثابتة، الأمريكي من منظور مصالحه الاقتصادية أبرم هدنة مع الحوثي، الأمريكي أخذ فقط خطوة للوراء وفي نفس الوقت سيُقدم كل الدعم للجانب الإسرائيلي لكي يتقدم هو ويواجه الحوثي الداعم الوحيد لغزة. تصريحات الرئيس مهدي المشاط بعد إبرام (الهدنة) تؤكد أن الحوثي سيستمر في استهداف إسرائيل جواً ومصالحها بحراً، تصريحات المشاط تؤكد أن الهدنة فقط جاءت ثنائية بين الأمريكي والحوثي ولم تتعلق بقرار الحوثي بالحظر البحري والجوي على إسرائيل وما زال الحوثي يقصف الأراضي المحتلة بشكل متكرر وتحديداً المطارات ويركز  رشقاته على مطار بن غوريون ومطار اللد.   الحوثي من جبهة اليمن بالرغم من الضربات المتتالية ما زال متواجد في قلب المعركة وبقدرات حربية متقدمة ما زال يقصف باستمرار الأراضي المحتلة ويربك الملاحة الجوية للصهيوني، تركيز الرشقات على المطارات تحقق من خلاله جبهة اليمن أهداف التشتيت والإرباك للعدو بالرغم من صد بعض الصواريخ.

استهداف مطار بن غوريون الذي قام به الحوثي في بداية شهر مايو 2025 وأصابه إصابة مباشرة ، يدل على تطور نوعي في العمليات من جبهة اليمن المتقدمة، هذا الهجوم النوعي أثبت إخفاق منظومة ثاد الأمريكية ومنظومات القبة الحديدية في صد الصواريخ، الهجوم يشير إلى تطور كبير ونوعي في قدرات الصواريخ الباليستية اليمنية التي يمتلكها الحوثي بمديات مختلفة وبمنصات إطلاق محمية (ثابتة أو متحركة). إعلان الحوثي فرض حظر جوي على إسرائيل من منظور عسكري جاء في توقيت دقيق أو ما يطلق عليه العسكريون (إثبات القدرة) حيث جاء بعد ساعات من استهدافه لمطار بن غوريون، الحوثي قبل إعلانه القرار أثبت أن لديه قدرات حربية تمكنه من استهداف مطار بن غوريون بشكل متكرر بخلاف المطارات الأخرى داخل الأراضي المحتلة. 

ثالثاً: العلاقات الخارجية للمؤسسة العسكرية:

1-السعودية تعرض على الولايات المتحدة  الأمريكية إقامة قاعدة عسكرية على جزيرتي تيران وصنافير (قراءة للأهمية الإستراتيجية لتيران وصنافير):

كشف موقع “مدى مصر” أن السعودية عرضت السماح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية على جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين عند مدخل خليج العقبة. وأدى العرض السعودية إلى انقسام داخل دوائر صنع القرار في القاهرة، بحسب الموقع، إذ عبّر بعض المسؤولين عن رفضهم التام، في حين أشار آخرون إلى أن مصر ليست في موقع يمكّنها من رفض الطلب السعودي بشكل قاطع، وأنها قد تضطر في نهاية المطاف إلى البحث عن سبل تضمن تحقيق بعض التنازلات لصالحها. ونقل الموقع عن مسؤولين أوروبيين ومصريين وإقليميين قولهم إن ما تريده الولايات المتحدة وتناقشه مع حلفائها الإقليميين هو تغيير جذري في منظومة الأمن بالبحر الأحمر، بما يضعها في طليعة القوى المراقبة لهذا الممر البحري. إلا أن مصر، بحسب المصادر، ما زالت تقاوم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين للاستجابة لمطالب قد تتسبب في المزيد من التهميش لمكانتها بالمنطقة.

وبحسب أحد المسؤولين فإن الهدف من القاعدة هو أن يتولى الجيش الأمريكي تأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن “مشبوهة” يُحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضي اللبنانية، خاصة تلك القادمة من إيران. وتبقى المسألة الأكثر إلحاحاً على أجندة الولايات المتحدة هي التهديد الذي تشكله جماعة أنصار الله اليمنية “. فمنذ نوفمبر 2023 استهدفت الجماعة على الأقل 100 سفينة تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والزوارق.

وفي تصريح لدبلوماسي أوروبي يعمل في المنطقة خلال مقابلة مع “مدى مصر”، قال إن “ترامب يريد انخراطاً عسكرياً ومالياً أكبر من مصر” في المعركة ضد الحوثيين. ووفقاً له، فإن أي دعم لوجيستي يمكن أن تقدمه مصر للهجمات الأمريكية في اليمن ليس كافياً لواشنطن. من جانبها، رفضت مصر المشاركة عسكرياً، وأوضحت أنها لا تملك الموارد المالية اللازمة لتقديم دعم مادي.

مصدران مصريان أكدا أن الولايات المتحدة طلبت من القاهرة تعاوناً عسكرياً ومالياً في البحر الأحمر. وبحسب المصدر الأول، عندما رفضت مصر تقديم دعم مالي للمهمة في مارس الماضي، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية السفارة المصرية في واشنطن أنها ستعيد النظر فيما ستطلبه من القاهرة في المقابل.

وبحسب المصدر، فإن الفهم السائد في القاهرة هو أن تصريح ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن على مصر السماح بمرور السفن الأمريكية في قناة السويس “مجاناً”، هو نتيجة مباشرة لهذا الطلب السابق. 

ونقلت عن مسؤول مصري ثانٍ وجود ضغوط مستمرة سواء من الولايات المتحدة أو من حلفائها الخليجيين، وخاصة السعودية والإمارات، لدفع مصر للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين. وتابع المسؤول بأن مصر “عرضت تقديم المشورة بشأن المخاطر الأمنية المتصاعدة في البحر الأحمر، لكنها لا تعتزم أن تكون طرفاً في صراع تتجاوز تكاليفه المكاسب المحتملة”.

يقول مصدران حكوميان إن الخلاف بين مصر والسعودية بشأن تيران وصنافير يتعلق بكاميرات المراقبة التي تريد السعودية وضعها على الجزيرتين بالتنسيق مع إسرائيل، حيث تُظهر بيانات الأمن القومي المصري أن مدى تغطية هذه الكاميرات يتجاوز النطاق الذي تسمح به مصر، ويكشف كامل شبه جزيرة سيناء، بحسب المصدرين.

تعليق :الأهمية الإستراتيجية لتيران وصنافير:

جزيرتي تيران وصنافير تتمتعان بأهمية استراتيجية كبيرة نظراً لموقعهما عند مدخل خليج العقبة، مما يجعلهما نقطة تحكم حيوية في الملاحة البحرية نحو موانئ الأردن والكيان الصهيوني. تفريط مصر في جزيرتي تيران وصنافير المصريتان بالتاريخ والجغرافيا وبحكم المحاكم المصرية له تداعيات خطيرة على الأمن القومي المصري. الأهمية الاستراتيجية لجزيرتي تيران وصنافير تنبع من موقعهما الجغرافي الفريد والسيطرة على أحد أهم الممرات البحرية في المنطقة:

1. التحكم في مضيق تيران:

الجزيرتان تقعان عند مدخل خليج العقبة، وبالتالي تتحكمان بشكل مباشر في حركة الملاحة من وإلى موانئ:

إيلات (إسرائيل)

العقبة (الأردن)

ينبع (السعودية)

أي إغلاق لمضيق تيران يعني فعلياً خنقاً اقتصادياً للكيان الصهيوني من جهة البحر الأحمر، وهو ما حصل خلال أزمة 1967 وكان من أسباب اندلاع حرب يونيو. ومصر بتفريطها في السيادة على تيران وصنافير فقدت ورقة الضغط تلك.

2. عمق دفاعي لمصر :

من منظور عسكري، توفر الجزيرتان نقاط مراقبة بحرية متقدمة لأي تهديد محتمل في البحر الأحمر.

تيران وصنافير تشكلان خط دفاع أولي في حال حدوث نزاع بحري أو عمليات تهريب.

3. أهمية في التوازن الأمني الإقليمي:

بحكم قربهما من الكيان الصهيوني، الأردن، ومصر، فإن من يفرض سيادته على تيران وصنافير عسكرياً  سيكون له تأثير على ميزان القوى في المنطقة.

2-رئيس الأركان المصري يزور تركيا:

استقبل رئيس الأركان التركي متين غوراك، الخميس 08 مايو 2025، نظيره المصري أحمد فتحي إبراهيم خليفة، في العاصمة أنقرة. وبحسب مراسل الأناضول، زار خليفة تركيا تلبية لدعوة نظيره غوراك. واستقبل غوراك نظيره المصري بمراسم عسكرية في مقر رئاسة الأركان بأنقرة. وعقب عزف نشيدي البلدين، ألقى خليفة التحية على فرقة مراسم الشرف. وبعد مراسم الاستقبال العسكرية، عقد الجانبان مباحثات مغلقة بعيدا عن وسائل الإعلام. وشهدت أنقرة انعقاد أول اجتماع للحوار العسكري رفيع المستوى بين تركيا ومصر.

خلال الزيارة، التقى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية بنظيره التركي الفريق أول متين غوراك، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية، وذلك في إطار فعاليات الاجتماع الرابع للجنة العسكرية المصرية التركية. وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون العسكري في مجالات التدريب وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين.

وقد تم التوقيع على محضر الجلسة الختامية للجنة، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما إلى توسيع آفاق الشراكة العسكرية خلال المرحلة القادمة، بما يعزز من قدرات القوات المسلحة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

لقاء مع وزير الدفاع التركي

كما التقى الفريق أحمد خليفة بالسيد يشار غولر، وزير الدفاع التركي، حيث نقل إليه تحيات وتقدير الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع. وأكد على اعتزاز مصر بالعلاقات العسكرية الممتدة مع تركيا.

من جهته، أشاد وزير الدفاع التركي بالدور المحوري لمصر في محيطها الإقليمي والدولي، مؤكداً على أهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وتحقيق الاستقرار.

نشاطات ميدانية وزيارات صناعية

وفي إطار زيارته، قام الفريق أحمد خليفة بزيارة ضريح الرئيس التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، حيث وضع إكليلاً من الزهور تكريماً لذكراه.

كما التقى رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، حيث تم بحث آفاق التعاون في مجال التصنيع العسكري. وشملت الزيارة جولات ميدانية لعدد من الشركات المتخصصة في الصناعات الدفاعية، استمع خلالها إلى عروض تقديمية حول القدرات التصنيعية والتكنولوجية المتطورة، مما يسهم في تعزيز تبادل الخبرات بين الجانبين في مجال التصنيع العسكري.

واختُتمت الزيارة بجولة تفقدية لمقر قيادة القوات الخاصة التركية، حيث شهد الفريق أحمد خليفة عرضاً لعدد من البيانات العملية والأنشطة التدريبية التي أظهرت الكفاءة العالية لتلك القوات.

تعليق:

التقارب العسكري بين الجيش المصري والجيش التركي يمكن اعتباره ضرورة استراتيجية في الظروف الإقليمية الحالية، تركيا متقدمة في الصناعات الدفاعية (طائرات مسيرة، أنظمة دفاع، صواريخ)، والجيش المصري يبحث عن تنويع مصادر التسليح ويمكنه الاستفادة من تركيا وإبرام صفقات عسكرية مع تركيا. 

رابعاً: التسليح:  

  •  كشفت تقارير استخباراتية صادرة عن موقع Tactical Report، المعروف بإصداره لمعلومات غير متاحة للعامة ولا تتداولها وسائل الإعلام التقليدية، عن تفاصيل حساسة تتعلق بمستقبل مقاتلات الرافال لدى القوات الجوية المصرية. التقرير أشار إلى أن مصر، رغم نتائج الحرب الأخيرة بين الهند وباكستان، لم تتراجع عن خططها لتعزيز أسطولها من طائرات رافال، بل إنها دخلت في مفاوضات موسعة مع الجانب الفرنسي لتوقيع صفقة جديدة قبل نهاية العام الجاري.

ما يميز التقرير هو تحديده لأول مرة إطاراً زمنياً لتوقيع الصفقة، بالإضافة إلى مفاجأة أخرى أكثر أهمية: مصر لا تسعى فقط إلى شراء مقاتلات إضافية، بل تطلب أيضاً نقل تكنولوجيا بعض مكونات الطائرة لتصنيعها محلياً. وتُعد هذه سابقة في العلاقات التسليحية بين القاهرة وباريس، حيث أن فرنسا لم تُعرف بانفتاحها على مشاركة التكنولوجيا العسكرية الحساسة، خصوصاً فيما يتعلق بمقاتلة الرافال، فخر صناعة شركة Dassault Aviation.

وفي سياق متصل أفاد موقع “تاكتيكال ريبورت” (Tactical Report) الاستخباراتي المتخصص في الشؤون الدفاعية بأن مصر تجري محادثات رفيعة المستوى مع فرنسا لشراء دفعة جديدة من مقاتلات رافال من إنتاج شركة داسو للطيران، في خطوة قد تعزز قدرات سلاح الجو المصري بشكل كبير. ووفقاً للتقرير، فإن المفاوضات – التي لم تؤكدها بعد مصادر رسمية من القاهرة أو باريس – تتضمن أيضاً اتفاقاً غير مسبوق لنقل التكنولوجيا، ما قد يتيح لمصر تصنيع بعض مكونات الطائرة محلياً.

  • في تطور بارز على صعيد المشهد الدفاعي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أعرب قائد سلاح الجو المصري علناً عن اهتمامه بالمقاتلة الشبحية الصينية المتطورة J-35A. وجاءت هذه التصريحات خلال مناورات “نسر الحضارة 2025” الجوية المشتركة الأولى بين الصين ومصر، ما يُشير إلى احتمال حدوث تحول في استراتيجية القاهرة الجوية ورغبتها المتزايدة في امتلاك قدرات الجيل الخامس من المقاتلات.

الفريق طيار محمود فؤاد عبد الجواد، قائد القوات الجوية المصرية، عبّر بحسب تقارير إعلامية دفاعية، عن إعجابه الكبير بمقاتلة J-35A خلال المناورات التي أُجريت في قاعدة وادي أبو ريش الجوية في أبريل. وتشير المصادر إلى أن الفريق عبد الجواد أبدى رغبة قوية في تقييم الطائرة شخصياً داخل الصين، في دلالة واضحة على أن مصر تدرس بجدية إدماج المقاتلة J-35A ضمن تشكيلتها المستقبلية، ورغم عدم صدور أي إعلان رسمي من القاهرة أو بكين بشأن صفقة الشراء، إلا أن تصريحات الفريق عبد الجواد تُفهم على نطاق واسع كإشارة إلى نية مصر تنويع شركائها العسكريين وتحديث أسطولها الجوي بعيداً عن الموردين الغربيين التقليديين،

  • أثار تعزيز مصر لقدراتها العسكرية بمدفع الهاوتزر الكوري الجنوبي المتطور K9A3 حالة من القلق داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، بحسب ما أوردته مجلة “إسرائيل ديفينس”، وهي مجلة عسكرية تصدر عن الجيش الإسرائيلي. التقرير اعتبر أن حصول الجيش المصري على هذا السلاح يشكل تطوراً مقلقاً في ميزان القوى الإقليمي، خاصة أن المدفع يتمتع بقدرات دقيقة على إصابة أهدافه على بعد 100 كيلومتر.

المجلة وصفت K9A3 بأنه “واحد من أخطر المدافع ذاتية الحركة في سوق الأسلحة العالمي”، مشيرة إلى أن إدراجه ضمن ترسانة الجيش المصري يمثل تحدياً جديداً لإسرائيل. ولفتت المجلة إلى أن مصر باتت واحدة من عشر دول فقط في العالم تمكنت من الحصول على هذا النظام المدفعي المتقدم، في خطوة تعكس عمق التعاون العسكري بين القاهرة وسيول.

  • تواصل مصر منذ نحو عقد من الزمن تعزيز قدراتها العسكرية في مجالات متعددة، شملت تطوير أسطول المقاتلات الحربية، اقتناء الصواريخ بعيدة المدى، وتعزيز قواتها البحرية. وفي أحدث هذه الخطوات، وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على بيع نظام الرادار بعيد المدى “أي إن تي بي إس 78” (AN/TPS-78) لمصر، ضمن صفقة تبلغ قيمتها 304 ملايين دولار، وتهدف إلى دعم قدرات الدفاع الجوي المصري، وفقاً لما أورده موقع “ميليتاري أفريكا”.

وقد نُفذت الصفقة عبر شركة “نورثروب جرومان” الأمريكية، وتشمل بالإضافة إلى الرادار أجهزة تشفير، أنظمة GPS مؤمنة، وقطع غيار، وبرمجيات، فضلاً عن توفير تدريب شامل للعسكريين المصريين. يُعد رادار AN/TPS-78 نظاماً متنقلاً ثلاثي الأبعاد، مصمماً خصيصاً لمهام المراقبة الجوية في بيئات تشغيلية معقدة، وقادراً على رصد التهديدات الجوية على مسافات تصل إلى نحو 444 كيلومتراً. ويمتاز النظام بمرونة كبيرة في النقل، إذ يمكن شحنه عبر طائرات C-130 أو بواسطة المروحيات، مع إمكانية نشره وتشغيله خلال 30 دقيقة فقط بواسطة فريق من أربعة أفراد. ومن المتوقع أن تسهم هذه الصفقة في تعزيز قدرة مصر على مواجهة التهديدات الجوية الحالية والمستقبلية، دون أن تخل بالتوازن العسكري في منطقة الشرق الأوسط، بحسب المصدر ذاته.

  • إذا مضت مصر قدماً في شراء غواصات “تايب 039A” (فئة يوان)، فسيُمثل ذلك إعادة ضبط استراتيجية كبرى في نهجها المتبع لاقتناء المعدات الدفاعية، مما يعزز في الوقت ذاته من النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويشير إلى اتجاه مصري واضح نحو تنويع مصادر التسليح بعيداً عن الموردين التقليديين الغربيين. تشير التقارير إلى أن مصر باتت في المراحل النهائية من مفاوضات الاستحواذ على غواصات “تايب 039A” الصينية، وهي منصة تحظى بتقدير كبير بين المحللين العسكريين نظراً لقدراتها الشبحية العالية ومداها العملياتي الممتد تحت الماء.

تُعرف غواصات “تايب 039A” على نطاق واسع بتوقيعها الصوتي المنخفض للغاية، كما أنها مزودة بأنظمة دفع مستقل عن الهواء (AIP)، مما يتيح لها البقاء في الأعماق لفترات طويلة دون الحاجة للظهور إلى السطح، وهي قدرة حاسمة للردع الاستراتيجي وتنفيذ هجمات مفاجئة في البيئات البحرية المزدحمة.

  • في إطار تعزيز استراتيجياتها الدفاعية وتطوير قدراتها التسلحية، أبرمت مصر اتفاقية مع روسيا في عام 2021 للحصول على مجموعة متنوعة من الأسلحة المتقدمة والصواريخ. وبعد نحو ثلاث سنوات، وخلال مناورة “ردع 2024″، كشفت القاهرة عن أحد أبرز الصواريخ التي تم الحصول عليها بموجب هذه الاتفاقية، وهو صاروخ “كي اتش 31” (Kh-31) عالي السرعة ومتعدد الاستخدامات. تم تصميم هذا الصاروخ لاستهداف وتدمير مجموعة من الأهداف، بما في ذلك الرادارات، وأنظمة الدفاع الجوي، والسفن البحرية، بفضل نظام التوجيه بالرادار النشط، بالإضافة إلى أنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء. يمكن إطلاقه من عدة منصات قتالية، مثل مقاتلات ميغ-29، وسوخوي سو-27، وسوخوي سو-30. يصل مدى الصاروخ إلى 100 كيلومتر، وهو قابل للتكيف ويأتي في نسختين رئيسيتين: الأولى مخصصة لاستهداف الرادارات، والثانية للعمليات المضادة للسفن. وبحسب تحليلات نشرتها مواقع مثل “بلغاريان ميليتري”، يعكس حصول مصر على هذا الصاروخ الروسي جهداً استراتيجياً لتحديث قوتها الجوية وتعزيز مكانتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وكانت مصر قد حصلت سابقاً على مجموعة متنوعة من الأسلحة الروسية، مثل مقاتلات ميغ-29، مروحيات “كا-52” الملقبة بالتمساح، ومنظومات الدفاع الجوي “تور إم-2” و”بوك إم-2″، إضافة إلى مروحيات “مي-24” وزوارق صواريخ من طراز “آر-32”.
  • تقترب غواصات “يوان” الصينية من الانضمام إلى ترسانة القوات المسلحة المصرية، في صفقة نوعية بين القاهرة وبكين من شأنها أن تعزز النفوذ البحري المصري في منطقتي البحرين المتوسط والأحمر، وسط بيئة إقليمية تتسم بالاضطراب وعدم الاستقرار، بحسب مصادر متخصصة، فإن المفاوضات بين الجانبين المصري والصيني بشأن اقتناء غواصات من طراز “تايب 039A” (المعروفة أيضاً باسم “يوان”) دخلت مراحلها النهائية. وتشير التقارير إلى أن الصفقة تتضمن شقاً تقنياً بالغ الأهمية يتعلق بنقل التكنولوجيا، مع إمكانية دمج أنظمة مصرية داخل هذه الغواصات، ما يمثل دفعة قوية للصناعات الدفاعية المحلية في مصر.
  • تتنافس كل من الصين وكوريا الجنوبية بشكل محتدم لنيل رضا القوات الجوية المصرية، حيث تواجه المقاتلة الصينية “جي-10 سي” منافسة شرسة من نظيرتها الكورية الجنوبية “FA-50”. ووفقاً لتقارير حديثة، تميل القاهرة إلى الخيار الكوري، في ظل مساعٍ لشراء نحو 100 طائرة “FA-50” في صفقة تشمل نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي، ما يُضعف من حظوظ المقاتلة الصينية “جي-10 سي”. وتشير نفس التقارير إلى أن التصنيع المحلي للطائرة في مصر ممكن، خصوصاً في ظل الشراكة الممتدة مع كوريا الجنوبية التي شملت سابقاً التعاون في إنتاج مدافع هاوتزر ذاتية الحركة. ووفقاً لشركة الصناعات الجوية الكورية، تتميز “FA-50” برادار بعيد المدى ورابط بيانات تكتيكي، كما تعمل سيول على تطوير نسخة محسنة منها، لم يتضح بعد ما إذا كانت ضمن الصفقة المصرية.
  • قالت مؤسسة “تشوسون بيز” الإعلامية والإخبارية الكورية إن “مصر تدرس استيراد مقاتلة “جيه-10 سي” الصينية في ظل محادثات تصدير “إف إيه-50″ مع كوريا”. وقد أجرت مصر مؤخراً أول مناورة جوية مشتركة مع الصين، مما أثار تكهنات حول إمكانية استيراد المقاتلة الصينية J-10C. وقد لفتت هذه المقاتلة الصينية الأنظار مؤخراً بعد أن أسقطت باكستان أحدث مقاتلة فرنسية هندية خلال الصراع العسكري الأخير. 

وفي حال قدمت مصر عرض شراء المقاتلة الصينية J-10C، فسيُلفت تأثير ذلك الأنظار إلى مصير مفاوضات تصدير المقاتلة الخفيفة FA-50 التي تُجريها شركة كوريا للصناعات الفضائية (KAI) مع مصر. وبحسب التقارير الصادرة عن صناعة الدفاع المصرية ووزارة الدفاع الوطني الصينية في الثاني عشر من الشهر الجاري، فقد أجرت القوات الجوية المصرية والقوات الجوية لجيش التحرير الشعبي أول مناورات جوية مشتركة، “نسور الحضارة 2025″، في القاهرة، مصر، في الفترة من 17 أبريل إلى 4 مايو. وشاركت الصين في هذه المناورات المشتركة بطائرات مقاتلة من طراز J-10C، بالإضافة إلى طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً من طراز KJ-500، وطائرات التزود بالوقود جواً من طراز YU-20، وطائرة الهليكوبتر الهجومية من طراز Z-20.

  •  تلوح في الأفق فرصة استراتيجية لمصر لتعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى، من خلال السعي للحصول على تكنولوجيا صاروخ كروز الصيني الأسرع من الصوت HD-1A، الذي يُعد بديلاً متقدماً عن صاروخ “براهموس” الهندي الروسي المشترك. ويتميز هذا الصاروخ بمدى أطول وسرعة أكبر، إلى جانب مرونة تشغيلية تسمح بدمجه على مختلف المقاتلات العاملة لدى القوات الجوية المصرية، مثل J-10C وربما ميغ-29، فضلاً عن الرافال، حيث عُرض نموذج لهذه الطائرة محملة بالصاروخ خلال أحد المعارض العسكرية في الصين.

تعليق بشكل عام على ملف التسليح:

شهدت العلاقات المصرية الصينية تطوراً ملحوظاً في عام 2025، خاصةً على الصعيد العسكري، حيث نظمت الدولتان أول تدريب جوي مشترك تحت اسم “نسور الحضارة 2025”. فضلاً عن سعي مصر لإبرام العديد من صفقات السلاح المتطورة مع الصين.

قد يُنظر إلى محاولات تقارب النظام المصري إلى الصين على أنها محاولات جادة يسعى من خلالها لتقليل الاعتماد على الغرب (خاصة الولايات المتحدة والأوربيون الذي يعملون على ضمانة التفوق العسكري والتقني لصالح إسرائيل) بتنويع أسلحة الجيش المصري العسكرية، والصين أحد أبرز البدائل. ولكن هذا التقارب قد يُحدث خلافات بين مصر الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحتفظ مصر بعلاقات وثيقة بالولايات المتحدة ودول الخليج، التي قد تتحسس من النفوذ الصيني. 

حاولت مصر في السابق إبرام اتفاقات عسكرية متطورة مع روسيا وتحصلت مصر بالفعل على بعض صفقات السلاح من الجانب الروسي، ولكن بعد الرفض الأمريكي لصفقات أسلحة متطورة ومتقدمة  كمنظومة ال أس 400 وطائرات سوخوي -35 تراجعت مصر عن إبرام تلك الصفقات مع الجانب الروسي نتيجة الضغوط الأمريكية، فهل ستكون محاولات مصر مع الصين نهايتها الفشل كمحاولاتها مع روسيا؟ الأيام القادمة ستكشف عن هذا.

السلاح الصيني أصبح منافس للسلاح الأمريكي والأوربي والروسي بل أصبح يتفوق في بعض الأسلحة، الصين تطور أسلحتها باستمرار وتصدر نسخات متطورة، المناوشات بين باكستان والهند أكدت قوة السلاح الصيني فالاختبار الحقيقي للأسلحة يكون في المعارك، امتلاك أسلحة صينية للجيوش العربية التي لديها حرية الاختيار وتمتلك قرارها المستقل بات أمراً ملحاً للجيوش العربية. وفي سياق متصل بالمناوشات الباكستانية الهندية الاخيرة فإعلان باكستان تدمير نظام الدفاع الجوي الهندي المتقدم S-400  في المناوشات الأخيرة أمر لافت، ووفقاً لتقارير فقد استُخدم في الهجوم صاروخ جو-أرض متطور صيني الصنع من طراز CM-400AKG، أُطلق من مقاتلة JF-17 Thunder، الصواريخ الفرط-صوتية الصينية أصبحت تمثل تهديد لمنظومة الـ S-400 الروسية.

بخصوص الطائرة رافال فالمناوشات الجوية الأخيرة بين باكستان والهند كشفت بعض عيوب للمقاتلة الرافال بحسب المتخصصون، منها أنها تفتقر لتقنيات التخفي الكاملة(stealth) أمام الرادارات الحديثة، تتمتع بقدرات تخفيض بصمتها الرادارية لكنها ليست بمستوى طائرات الشبح الأخرى، مما يجعلها أكثر عرضة للرصد من مسافات أطول.

في سياق أخر تسعى كافة الجيوش لامتلاك القوة الشاملة المتعددة بكافة الأشكال (تصنيع محلي وصفقات سلاح خارجية مع دول متعددة) وهذا أمر ضروري وواجب، يجب أن تسعى إليه الجيوش للحفاظ على الأمن القومي لبلاها، لكن السؤال المشروع لماذا لا يستخدم جيش أسلحته عند الضرورة الملحة وعند التهديدات الإستراتيجية التي تهدد بلاده، كانت مصر قادرة على ردع سد النهضة ولم يتخذ القرار السياسي هذا الخِيار مع القدرة، العقيدة الدفاعية التي يذهب البعض ويرسخ أنها عقيدة الجيش المصري تعني استخدام القوة الشاملة والقيام بأعمال استباقية وهجومية (التحول من الدفاع إلى الهجوم) إذا لزم الأمر لإحباط التهديدات الإستراتيجية، العقيدة الدفاعية لا تعني أبداً الانتظار حتى يصبح التهديد أمر واقع ولا تعني عدم مهاجمة أي دولة تقوم بأفعال عدائية تهدد الأمن القومي بمنظوره الصحيح بدعوى أن مصر لا تُهاجم أو تعتدي على دولة أخري، حماية الأمن القومي يكون انطلاقاً من أول نقطة لكافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة والحدود إلى أبعد نقطة في العمق الإستراتيجي (خارج الحدود) إذا كان هناك تهديد إستراتيجي للدولة يلزم تحرك القوات لإحباطه.

عقيدة الجيوش الأساسية تبنى على سلامة وأمن البلاد من التهديدات الخارجية ليس هناك ما يسمى بعقيدة دفاعية لجيش ما بالمطلق أو عقيدة هجومية لجيش ما بالمطلق، الدفاع أو الهجوم يكونا طبقاً للتقييمات الأمنية والعسكرية التي تعدها باستمرار المخابرات العسكرية للدول والأجهزة الأمنية. العقيدة الدفاعية لا تُعني انتظار وقوع تهديد وتكن في حالة رد فعل، الدفاع يعني استمرارية الإعداد وقت السلم، والعقيدة الهجومية لا تعني الاعتداء بغرض احتلال دولة أخرى ولكن الهجوم يكون وقت الحروب ويكون حالة استباقية عند الضرورة لإحباط أعمال عدائية ضد الوطن(داخلياً أو خارجياً). وصف جيش دولة بأن عقيدته دفاعية بالمطلق أو عقيدته هجومية بالمطلق منافي لمبادئ التعليم العسكري. أخيراً العقيدة الدفاعية التي يرسخ البعض بأنها عقيدة الجيش المصري تعني استخدام القوة الشاملة وشن أعمال استباقية هجومية (التحول من الدفاع إلى الهجوم) عند الضرورة لإحباط التهديدات.

خامساً: التدريبات العسكرية:

  • اختتم سلاحا الجو الصيني والمصري خلال شهر مايو أول تدريب جوي مشترك بينهما، وشمل التدريب تمارين على القتال من أجل التفوق الجوي وقمع أنظمة الدفاع الجوي، إضافة إلى طلعات جوية على ارتفاع منخفض فوق الأهرامات. وصرّح خبير عسكري يوم الاثنين 05 مايو  2025  بأن البرامج التدريبية عكست مستوى عالياً من التنسيق بين الطائرات المقاتلة في البلدين في بيئة قريبة من ظروف القتال الفعلي. أبرز ما جاء في التدريبات قيادة مقاتلين مصريين للمقاتلات الصينية وهو أمر جيد شديد الأهمية وله عدة دلالات هامة في ذلك التوقيت الدقيق، شهد التدريب كما كشفت تقارير قيادة طيار مصري لمقاتلة صينية متطورة من طراز جي-10 إي إس(J-10ES).

تدريب “نسور الحضارة 2025” المشترك بين الصين ومصر اختُتم في قاعدة تابعة للقوات الجوية المصرية يوم الأحد 04 مايو 2025، وفق ما علمت به صحيفة Global Times من سلاح الجو التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLA).

ويُعد هذا التدريب الأول من نوعه الذي ينشر فيه سلاح الجو الصيني قوة نظامية إلى القارة الإفريقية للمشاركة في تدريبات من هذا النوع، حسبما أفاد به بيان رسمي للجيش الصيني.

وأوضح البيان أن القوات الصينية، فور وصولها، أنجزت سريعاً الاستعدادات الضرورية مثل تركيب المعدات، وإعطاء الدروس النظرية، وتخطيط المهام، والتنسيق القيادي، ونفذت أول طلعة جوية بنجاح، ما أظهر قدرات سلاح الجو الصيني في النشر بعيد المدى، والعمليات المرنة، وتكامل الأنظمة القتالية.

  • أعلنت وزارة الدفاع التركية أن القوات الخاصة التركية والمصرية نفذت تدريبات مشتركة في العاصمة أنقرة بين 21 و29 أبريل 2025، وشملت التدريبات القتال في المناطق المأهولة، عمليات القنص، الإسعاف الميداني، القفز المظلي، الهجمات والإخلاء بواسطة المروحيات، والمهام الاستطلاعية الخاصة. تأتي التدريبات في وقت يكثف فيه الجيش المصري من تدريباته المشتركة مع جيوش متعددة لأفرعه المختلفة، فقام الجيش المصري خلال المدّة الأخيرة بتدريبات مع الجيش الروسي والجيش الصيني ثم مع الجيش التركي في ظل الوضع الإقليمي المضطرب منذ حرب طوفان الأقصى 2023 وسعي العدو الصهيوني لتنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين لمصر ودول أخرى وتصفية القضية الفلسطينية.
  • شهدت المناورة العسكرية التي نظمت من قبل “لجنة دفاع منطقة شمال إفريقيا” (NARC)  في الجزائر خلال الفترة من 21 إلى 27 مايو، بمشاركة جبهة البوليساريو تطوراً لافتاً. وكشفت مصادر يوم الأحد 4 مايو، أن “جمهورية مصر العربية رفضت دعوة الجزائر للمشاركة في نشاط عسكري إلى جانب جبهة البوليساريو الإرهابية”. وقد أكد مصدر أمني مغربي هذه المعلومات لموقع  Yabiladi، مشيراً إلى وجود “تقارب في وجهات النظر” بين الرباط والقاهرة حول عدد من القضايا العربية والأفريقية.

ويأتي هذا الرفض المصري في سياق توتر متجدد بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة — الحليف الرئيسي للسيسي،  ومن الجدير بالذكر أن مصر كانت قد شاركت في اجتماعات سابقة للجنة NARC انعقدت في الجزائر، بما في ذلك في مايو ونوفمبر من عام 2023، رغم حضور جبهة البوليساريو.

  • شهد الفريق أول عبد المجيد صقر  وزير الدفاع تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوي للمنطقة الغربية العسكرية (بالقرب من الحدود الليبية)، والذى استمر لعدة أيام في إطار خطة التدريب القتالي لتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

تعليق: 

انتهت التدريبات الجوية المصرية الصينية (نسر الحضارة 2025) ولعل أبرز ما جاء فيها قيادة مقاتلين مصريين للمقاتلات الصينية وهو أمر جيد شديد الأهمية وله عدة دلالات هامة في ذلك التوقيت الدقيق، شهد التدريب كما كشفت تقارير قيادة طيار مصري لمقاتلة صينية متطورة من طراز جي-10 إي إس(J-10ES). قد تكون هناك مساعي مصرية جادة للحصول على مقاتلات من الجانب الصيني.

بشكل عام كثف الجيش المصري من تدريباته المشتركة في الفترة الاخيرة، فقام الجيش المصري خلال المدّة الأخيرة بتدريبات مع روسيا والصين ثم مع الجيش التركي ثم شارك بقوات ميدانية في مناورات الأسد الأفريقي نسخة 2025 بالمغرب وملاحظين عسكريين في فعاليات المناورات بتونس في ظل الوضع الإقليمي المضطرب وسعي الجانب الإسرائيلي لتنفيذ مخططات تهجير الفلسطينيين لمصر ودول أخرى وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر ودول أخرى.

سادساً: اقتصاد المؤسسة العسكرية :

  • افتتحت إدارة نوادي وفنادق القوات المسلحة فندق ” جويل بلازا ” بنادي زهراء مدينة نصر  وبناء على بيان القوات المسلحة “يأتي ذلك استمراراً لجهود التطوير والتحديث التي تتبعها القوات المسلحة بكافة منشآتها الخدمية لتقديم أفضل مستويات الخدمة الاجتماعية والرياضية والترفيهية للعسكريين والمدنيين على حد سواء بمختلف محافظات الجمهورية”.

كما تم افتتاح نادى وفندق ” جويل فايد ” بالإسماعيلية بعد الانتهاء من تطويره وتحديثه وفقاً لأرقى مستويات الخدمة الفندقية وتجهيزه بكافة الخدمات المتطورة .

وخلال مراسم الافتتاح ألقى اللواء أ ح أمجد محمـد عبد ربه مدير إدارة نوادي وفنادق القوات المسلحة كلمة  أكد خلالها حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الارتقاء بالخدمات المقدمة للزائرين من العسكريين والمدنيين بكافة المنشآت الخدمية التابعة للقوات المسلحة مما يعزز من دورها في خدمة المجتمع . حضر مراسم الافتتاح اللواء أ ح إيهاب لطفى مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة. كما افتتحت القوات المسلحة، نادي وفندق “6 أكتوبر الحلمية” التابعين للقوات المسلحة المصرية  بعد الانتهاء من أعمال التطوير الشامل التي شملت تحديث المنتزهات، والمساحات الخضراء، والحدائق، وجميع المنشآت الخدمية.

  •  صرّح رجل الأعمال ياسين منصور أن الدولة المصرية، ممثلة في “جهاز مستقبل مصر” الذراع الاقتصادي للقوات الجوية ستتحمل نفقات إنشاء مشروع “جريان” العقاري الفاخر بمدينة الشيخ زايد، والتي تتجاوز تريليون جنيه. وفقاً لتصريحاته، ستحصل شركات القطاع الخاص المشاركة في المشروع على 10% من حصيلة المبيعات مقابل الإشراف على التنفيذ.
  • كشف المهندس خالد صلاح المتحدث باسم  جهاز مستقبل مصر الذراع الاقتصادي للقوات الجوية ، تفاصيل جديدة عن اجتماعاتهم مع القطاع الخاص لإنشاء مصانع ألبان للأطفال لسد العجز، مشيرا إلى أن هذا الأمر جاء فور توجيهات السيسي، خلال افتتاحه موسم حصاد القمح بضرورة إنشاء مصانع ألبان للأطفال. قال المهندس خالد صلاح المتحدث باسم  جهاز مستقبل مصر، أنه قريباً سيتم افتتاح مصنع ألبان الأطفال” تابع لجهاز مستقبل مصر الذراع الاقتصادي للقوات الجوية المصرية، وذلك للسعي الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من ألبان الأطفال.
  • شهد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء أ.ح مختار عبد اللطيف رئيس الهيئة العربية للتصنيع توقيع عقد اتفاق لإنتاج السماد العضوي من المخلفات النباتية والحيوانية, بين الشركة العربية البريطانية للصناعات الديناميكية إحدى شركات الهيئة ومركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة.
  •  رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس انتقد استمرار مزاحمة الجيش للقطاع الخاص في الاقتصاد المصري. وفي مقابلة لساويرس خلال زيارة لجامعة هارفارد وصف ذلك التدخل بالخطأ الاستراتيجي لأنه لا يشجع المستثمر الأجنبي على الدخول في منافسة غير متكافئة مع الجيش الذي يجب ان يركز على دوره الرئيسي،” وهو الدفاع عن البلاد بدل الانشغال ببيع الجمبري والبسكويت والمياه المعدنية  وغيره” على حد قول ساويرس. كما أعطى مثالاً بالجيش التركي الذي يركز استثماراته في تطوير صناعة السلاح مثل الطائرات المُسيّرة التي قال إن أي شاب مصري يمكنه ان يتفوق فيها بسهولة.”

تعليق:

  • ما زال يتوسع الجيش المصري في الملف الاقتصادي داخل الدولة المصرية بشكل متزايد، كان من أبرز التطورات أيضاً الذي شهدها المِلَفّ الاقتصادي خلال شهر مايو 2025، بيان صندوق النقد الدُّوَليّ الأخير حول مصر ، والخاص بالمراجعة الخامسة لبرنامج التمويل المدد، وكانت أهم فَقَرة جاءت في ذلك البيان، رغم الإشارات الإيجابية التي شملها، التأكيد على أهمية تخارج وتقليص دور القطاع العام في الاقتصاد بشكل حاسم، وتوفير فرص متكافئة لجميع الأطراف الاقتصادية، من وجهة نظري يبدو أن البيان يربط بين استكمال المراجعة الخامسة و تقليص دور الجيش في الاقتصاد وهو ما لم تسطع الحكومة المصرية إلى الآن. قد يبدوا أن السيسي يراوغ لكي لا ينفذ هذا الشرط، ويكتفى ببعض تصريحات من الحكومة المصرية تشير إلى قرب طرح شركات الجيش لا يبنى عليها أي أجراء فعلي، وهذا لكسب الوقت فقط لاستمرارية الصندوق في صرف الدفعات. أعلنت الحكومة المصرية مرات عدة عن قرب طرح بعض شركات الجيش ولكن لم يتم أي أجراء حقيقي لتحقيق ذلك الأمر.

السيسي، يعلم أن إرضاء الجيش هو العامل الأساسي لبقائه في الحكم، وهو حريص على توسيع امتيازات الجيش لكسب ولائه أكبر مدّة ممكنة، والجيش من زاوية أخرى لم يتنازل أو يتراجع عن امتيازاته التي توسعت بشكل كبير بعد 2013، المؤسسة العسكرية تحولت من وضعية لاعب كبير في المِلَفّ الاقتصادي إلى وضعية الفاعل المهين والمسيطر على الحياة الاقتصادية كلياً، هناك ضغط من المؤسسة العسكرية لعدم المس بأي شكل من الأشكال لامتيازات القوات المسلحة، أو “عرق الجيش” كما قال المرحوم اللواء محمود نصر.

الشركات المدنية لا تستطع منافسة اقتصاد الجيش (الاقتصاد المدني والاستثماري) لأسباب عدة منها:

1- المجندين الذين يلتحقون كل عام لقضاء الخدمة العسكرية الإلزامية جزء منهم يتم توزيعه في نشرة الإرجاء والتوزيع على الجيوش والمناطق والأفرع المختلفة وجزء أخر يتم توزيعه للعمل بمؤسسات وشركات الجيش الاقتصادية، هؤلاء المجندون يتحصلون على مقابل رمزي بسيط على عكس العاملين بالشركات المدنية، أجور هؤلاء المجندون يتم صرفها بشكل مباشر من ميزانية القوات المسلحة التي تؤخذ من ميزانية الدولة، فتكلفة تشغيلهم على القوات المسلحة تساوي صفراً، ويصبح هؤلاء الجنود عماد النشاط الاقتصادي للجيش.

2- إعفاء أنشطة الشركات والمؤسسات العسكرية الاقتصادية في المعظم من الضرائب وفي المعظم يتم الإعفاء من فواتير الخِدْمَات (غاز+كهرباء+مياه) كونها نِقَاط عسكرية.

3- تخصيص أماكن الأنشطة الاقتصادية العسكرية المختلفة بالأمر المباشر فلا توجد تكلفة الإيجارات أو شراء أراضي الخ، بعكس المدنيون المستثمرون الذين يتحملون نفقات تخصيص الأماكن والإيجارات والفواتير (الكهرباء والماء) وشراء الأراضي وهذا يجعل منتجاتهم أغلى من ثمن منتجات الجيش لكي يستطيعوا تغطية تلك النفقات بخلاف رواتب العاملين.

4- احتكار المؤسسة العسكرية جزء من أنشطة قطاعات اقتصادية بعينها وحصرها على مؤسسات الجيش الاقتصادية فقط، مما يُصعب من دخول مستثمرون مدنيون في تلك القطاعات.

سابعاً: التصريحات والبيانات والتقارير:

  • أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، عن إحباط مخطط كبير يستهدف مصر، ويتضمن تهريب أسلحة وذخائر ومواد مخدرة، وقال المتحدث العسكري في بيان: “تنفيذا لتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، بتكثيف أعمال التأمين في كافة الاتجاهات الاستراتيجية، واصلت قوات حرس الحدود جهودها في تنفيذ الضربات الناجحة، وإحباط المحاولات التي تستهدف الإضرار بالأمن القومي المصري”.

وأشار إلى أن القوات المسلحة تمكنت من ضبط عدد من الأفراد وبحوزتهم كميات من الأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة، إضافة إلى ضبط كميات من المواد المخدرة (الحشيش والهيدرو والأفيون)، والأقراص المخدرة أثناء أعمال التأمين والتفتيش على المعديات والأنفاق والطرق والمحاور المختلفة.

ثامناً: اللقاءات والزيارات:

  • التقى الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع  السيناتور تيم شيهى عضو لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي والوفد المرافق له الذى يزور مصر حالياً وذلك بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع.  

تناول اللقاء تطورات الأوضاع والمستجدات على الصعيدين الدولي والإقليمي في الفترة الراهنة والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة كذلك أوجه تعزيز التعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية .

حضر اللقاء الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة والسفيرة الأمريكية بالقاهرة.

  • كرّم الفريق جورج م. ويكوف قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية المصرية، بمنحه وساماً عسكرياً من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، وذلك خلال زيارة قطعة بحرية أمريكية للإسكندرية. وأكد الفريق جورج م. ويكوف أن تكريم الفريق أشرف عطوة يأتي تقديراً لقيادته ومساهماته في تعزيز الأمن البحري، مشيراً إلى أن البحرية المصرية تُعد قوة إقليمية رائدة.

وأشار “ويكوف” إلى أن مصر أثبتت قدرتها على تحقيق الاستقرار البحري، وليس فقط المشاركة في عمليات الأمن البحري، بل تقديم حلول عملية وفعالة لضمان حرية الملاحة، مشدداً على أهمية العمل المشترك بين القوات البحرية المصرية والأمريكية لضمان حماية الممرات البحرية الحيوية.

وفي كلمته، رحب الفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية، بطاقم السفينة وقائدها في الإسكندرية، مشيراً إلى أن استقبالها يؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البحرية المصرية والبحرية الأمريكية.

  • قام الفريق أحمد فتحي خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة  بزيارة رسمية لدولة فرنسا. والتقى الفريق أحمد خليفة بالفريق أول تييرى بوركار رئيس أركان الجيوش الفرنسية ، تناول اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء علاقات التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة المصرية والفرنسية.

وأكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة على عمق العلاقات الراسخة بين البلدين معرباً عن تطلعه إلى زيادة أوجه التعاون والشراكة بين القوات المسلحة المصرية والفرنسية في مختلف المجالات العسكرية.

من جانبه أشاد رئيس أركان الجيوش الفرنسية بدور مصر المحوري في دعم ركائز الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز أواصر العلاقات العسكرية الثنائية بما يلبى المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

كما تفقد الفريق أحمد خليفة والفريق أول تييرى بوركار مركز العمليات المشتركة ومركز قيادة الفضاء واستمعا لعرض تقديمي تناول أسلوب العمل داخل المركزين بما يحقق السيطرة والتنسيق المستمر بين مختلف الأسلحة والتخصصات بالقوات المسلحة الفرنسية.

وقام رئيس أركان الجيوش الفرنسية يرافقه الفريق أحمد خليفة بزيارة إحدى القواعد العسكرية الفرنسية ، كما شاهدا تنفيذ عدداً من الأنشطة التدريبية لأحدث الدبابات الفرنسية ومركبات القتال المدرعة والطائرات الموجهة بدون طيار باستخدام أحدث النظم التكنولوجية في مجال التسليح.

  • التقى الفريق أول عبد المجيد صقر وزير الدفاع بـ فاسيليس بالماس وزير الدفاع بجمهورية قبرص والوفد المرافق له الذي زار مصر خلال الأسبوع المنصرم. تناول اللقاء عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء المستجدات الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية وسبل دعم علاقات التعاون العسكري. وأكد صقر ، على اعتزازه بالعلاقات التاريخية الراسخة التي تربط البلدين، والتي تمتد عبر عقود طويلة من العمل المشترك من أجل إرساء دعائم الأمن والسلام بالمنطقة، كما أشار إلى أهمية استمرار تنسيق الجهود والتعاون العسكري بين القوات المسلحة لكلا البلدين . من جانبه أشار وزير الدفاع القبرصي، إلى حرص بلاده على دعم آفاق التعاون العسكري مع مصر خلال المرحلة المقبلة وتقديره العميق لجهود القوات المسلحة المصرية في كافة المجالات حضر اللقاء الفريق أحمد فتحي خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة المصرية والقبرصية وسفير جمهورية قبرص بالقاهرة.
  • استقبل الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع ، الفريق لالامونجا ديلفين ساهيفيلو، وزير الدفاع بدولة مدغشقر. وشهد اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري بين القوات المسلحة في البلدين، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة ودعم جهود الأمن والاستقرار في مواجهة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية.

وأكد الفريق أول عبد المجيد صقر على عمق ومتانة العلاقات المصرية مع دول القارة، مشيداً بما يربط مصر وأشقائها الأفارقة من روابط استراتيجية ممتدة وتاريخ مشترك من التعاون والشراكة. كما أعرب عن ترحيبه بتعزيز التعاون العسكري مع مدغشقر خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، أعرب وزير الدفاع بدولة مدغشقر عن تقديره للدور المصري الداعم لقضايا القارة الإفريقية، مشيداً بجهود مصر في تعزيز الأمن والاستقرار، ومؤكداً تطلعه إلى توسيع آفاق التعاون العسكري مع مصر.

حضر اللقاء الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من قادة القوات المسلحة من الجانبين.

تاسعاً: الفاعليات العسكرية:

  •  شاركت لأول مرة في التاريخ تشكيلات من الشرطة العسكرية المصرية في العرض العسكري في موسكو  بمناسبة احتفال روسيا بالذكرى الـ80 للنصر على النازية الذي حضره السيسي. وظهر جنود من قوات الشرطة العسكرية المصرية وهي إحدى إدارات وزارة الدفاع المصرية وتمثل كيان الشرطة العسكرية داخل القوات المسلحة المصرية. إدارة الشرطة العسكرية هي المسؤولة عن الحفاظ على الانضباط العسكري والسيطرة على جميع التحركات سلماً وحرباً، وتحقيق الأمن الجنائي داخل القوات المسلحة والمشاركة في تأمين المجتمع، ومعاونة أجهزة الدولة وتختص بعمليات التأمين والسيطرة على تحركات القوات وتأمين دفعها على جميع المحاور.
  • نظمت القوات المسلحة حفلاً موسعاً للملحقين العسكريين والتجاريين المعتمدين في مصر، للتعريف بالتحضيرات الجارية لتنظيم فعاليات النسخة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية “إيديكس 2025″، والذي يقام تحت رعاية السيسي.
  • شهد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع البحث الرئيسي لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة بعنوان “السياسات الخارجية للدول الكبرى وتأثيرها على الأمن القومي المصري“. وذلك بحضور الفريق أحمد فتحي خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة  القوات المسلحة والخبراء الإستراتيجيين والشخصيات العامة والإعلاميين.
  • شهد الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع البحث الرئيسي لهيئة البحوث العسكرية بعنوان “الإستراتيجية القومية لمواجهة تأثير الصراعات الدولية والإقليمية على المصالح المصرية في أفريقيا” وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة .
  •  نفذت قوات الدفاع الشعبي والعسكري مشروعا للتدريب العملي المشترك لإدارة الأزمات والكوارث بمحافظتي البحيرة والمنيا، بمشاركة الأجهزة التنفيذية لكل محافظة من خلال تنفيذ سيناريوهات تتضمن اصطفاف المعدات والمركبات والتأكد من كفاءتها وتفهم أطقم التشغيل لمهامهم، وتفقد معسكرات الإيواء العاجل والتأكد من جاهزيتها، وذلك في إطار حرص القوات المسلحة على التعاون مع المجتمع المدني والتنسيق مع كافة أجهزة ومؤسسات الدولة.
  •  شهد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، فعاليات افتتاح المؤتمر الدولي العلمي للكلية الفنية العسكرية لعام 2025، وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية، والملحقين العسكريين.
  • نعت القوات المسلحة اللواء أ ح / محمد على مصيلحي رئيس هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة (عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة على قائمة الاستدعاء) ووزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق والذى وافته المنية خلال شهر مايو 2025.
  • استكملت المنطقة الشمالية العسكرية تنفيذ حملة “بلدك معاك” بالتعاون مع صندوق “تحيا مصر” وبمشاركة عدد من مؤسسات المجتمع المدني، لتقديم الدعم والمساندة للأسر الأولى بالرعاية من أبناء المحافظات التي تقع بنطاق المسئولية.

نظمت القوات المسلحة، زيارة لوفد من شباب المصريين المقيمين بالخارج، وطلبة الجامعات المصرية، لقيادتي قوات الصاعقة والمظلات، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، حسب بيان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة. وزار الوفد قيادة قوات الصاعقة، وتابع خلال الزيارة عدد من الأنشطة التدريبية التي ينفذها رجال الصاعقة المصرية، تلاها المرور على عدد من ميادين التدريب التخصصية، ومشاهدة تنفيذ عدد من الرمايات من أوضاع الرمي المختلفة،

محمود جمال

باحث متخصص في العلاقات المدنية العسكرية والدراسات الاستراتيجية والأمنية ومدير وحدة الرصد والتوثيق بالمعهد المصري للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى