كتب إلكترونية

النيل وسد النهضة العلاقات المصرية الآثيوبية

 

نجد من الضروري عرض تاريخ العلاقات والحروب التي قامت بين مصر والحبشة، وأسبابها والدول التي تشانها وتحرضها على معادة مصر ولعل أبرز ما يؤيد ذلك هو اتصال ملكة الحبشة بالبرتغال لمساعدتها في طرد العرب، وهناك أمثلة عدوانية أخري قائمة على أسباب عرقية ودينية متعصبة. ولعل هناك دلالة واضحة علي العداء التاريخي مع مصر أن وسام گوندت هو أعلى وسام عسكري في إثيوبيا المعاصرة ويخلد انتصار إثيوبيا على الجيش المصري عام 1875.

ونعود للتعريف الموجز لجمهورية أثيوبيا الفدرالية الديمقراطية (بالأمهرية: ኢትዮጵያ)، وعرفت باسم الحبشة في الأدبيات العربية القديمة، هي دولة غير ساحلية تقع فوق الهضاب في القرن الأفريقي، وتعد ثاني أكثر الدول من حيث عدد السكان في أفريقيا وعاشر أكبر دولة في أفريقيا عاصمتها هي أديس أبابا، تجاورها كل من جيبوتي والصومال من جهة الشرق أريتريا من الشمال والسودان من شمال غربي وجنوب السودان من غرب وكينيا من جنوب غربي.

ولعل الحبشة من أقدم الدول في العالم وكانت لها حضارة ملكية منذ عدة قرون قبل الميلاد، ووجد العلماء أنها من أقدم الحضارات البشرية وكان لها تاريخ طويل من الاستقلال حيث اجتاح الجيش الإيطالي إثيوبيا في الفترة 1936 – 1941 ومن ثم هزمت القوات الإثيوبية والبريطانية القوات الإيطالية واستعادت أثيوبيا السيادة الكاملة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو إثيوبي في ديسمبر 1944.

تاريخ الأحباش:

الأحباش كونوا لهم في القرن الأول قبل الميلاد مملكة أكسوم وعاصمتها مدينة أكسوم. وكانت مملكة أكسوم قد قامت في الشمال الشرقي من إثيوبيا الحالية. وفي منتصف القرن الرابع تحول الملك عيزانا Ezana للمسيحية وارتبط بالكنيسة القبطية المصرية. وفي القرن السابع م. أصبح البحر الحمر تحت سيطرة المسلمين وفقدت أكسوم تجارتها واتصالها بالمحيط الهندي. وتلاشت المملكة في القرن العاشر.

وفي إثيوبيا (حبشة) قامت في الهضبة الإثيوبية مملكة إثيوبيا سنة 800 م. ومن أكبر قبائل الحبشة شعب اورومو من سكان مناطق اوروميا في الوسط والشرق والغرب والجنوب الشرقي]. ولقد أطلق عليها في التوراة حبشت. وقد أرسلت الملكة ” هيلانة ” ملكة الحبشة في عام 1510 رسولاً إلى الملك ” عمانويل” ملك البرتغال بهدف الاتفاق على عمل مشترك ضد القوى الإسلامية، ويقال أيضاً أنها كانت تنوي مهاجمة مكة وهي في هذا بحاجة لمساعدة الأسطول البرتغالي الذي أحرز انتصارات حاسمة على الأساطيل الإسلامية في المحيط الهندي.

وقد استجابت البرتغال لهذا الطلب الحبشي وأرسلت قوة على رأسها أحد أبناء فاسكو دا جاما، وقد منيت القوات البرتغالية بخسائر فادحة وقتل قائدها – لكن لم تستطع القوارب الإسلامية أن تحقق نصراً على الحبشة والقوات المؤازرة لها.

العلاقات المصرية الأثيوبية

فى الستينيات من القرن العشرين، كانت تجمع الزعيم جمال عبدالناصر والإمبراطور هيلا سلاسي علاقات قوية إضافة إلى الجانب الديني حيث خضعت الكنيسة الأثيوبية لكنيسة الأرثوذكسية الأم فى مصر، وفى نفس السياق أرسلت الكنيسة المصرية القساوسة إلى إثيوبيا لتعليم الدين المسيحي ولكن حدث بعض التوتر فى العلاقات خاصة بعد وفاة عبدالناصر والإطاحة بهيلا سلاسي واستدراج السادات فى تحالف سفاري المضاد 1975 والذى أعتبره منجستو مريام مؤامرة مصرية ضد أثيوبيا واستمرت بعد ذلك العلاقات المصرية الأثيوبية شكلية فقط حتى حدوث التوترات الأخيرة فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك

وكان أسبابه هو إعلان أثيوبيا إنشاء بعض السدود التي تؤثر على حصة مصر من مياه النيل وتعرضها إلى مخاطر كبيرة وأيضاً قيام رئيس الحكومة الراحل ميليس زيناوى بعقد اتفاق مع دول المصب لإعادة توزيع حصص المياه بالرغم من اعتراض كلاً من مصر وأثيوبيا واتهم زيناوى مصر أنها وراء بعض حركات التمرد فى بلاده وإنها تقوم بتدعيمها من أجل قلب نظام الحكم مما أثار حفيظة مصر.

وفي 1991 حدث انقلاب في إثيوبيا أطاح بالحكم الماركسي وفصم إرتريا (النافذة البحرية لإثيوبيا) وجلب متمردَين من التيجراي، أفورقي، ليحكم إرتريا، وملس زناوي ليكون أول حاكم غير أمهري لإثيوبيا. ويتهم الأمهرة “الفاتح عروة” بأنه المخطط للانقلاب. أحاط زناوي نفسه بأبناء عشيرته التيجراي. فانتفض الأمهرة في الوسط والمسلمون في الشرق، أما الجنوب في الآوجادين الصومال فلم يخضع لأثيوبيا قط.

وحاول زناوي توحيد الأعراق بخطة وطنية شاملة للنهضة، تقوم على استغلال ما أسماه “الذهب الأبيض” وهو تصدير الكهرباء المولدة من مساقط المياه. فطوّر خطة طموحة، غير مسبوقة، لبناء السدود، وهي ليست لاحتجاز المياه ولكنها تحتاج لملء خزاناتها لأول مرة، وهو ما يحرم مصر من مليارات الأمتار المكعبة من المياه….”

وتاريخياً ثم كان الصدام الأكبر في حملة الخديوي إسماعيل علي الحبشة (1874-1877) التي دفعتنا إليها فرنسا لمجابهة احتلال بريطانيا لجزيرة بريم اليمنية في باب المندب، لذا ساندت المدفعية البريطانية يوحنا الرابع في دحر المصريين، وإن كنا قد عمّرنا مدن هرر وزيلع وغيرهم. ثم في 1979 ، يكسر الزعيم الماركسي منجستو هايله مريم زجاجات مملوءة دماً علي اسم مصر والسعودية. وفي التسعينات، نجد أن الرواية المقررة بالمرحلة الثانوية، “تفري سلاسي”، هي عن ملك خيالي يكافح ضد قس مصري ماكر، وشيخ أزهري هرري. وحتى الآن فإن أرفع وسام عسكري يحمل اسم “جوندت”، المعركة التي أبادوا فيها جيش الخديوي إسماعيل. تعليقات القراء في المواقع الشهيرة مثل “نظرت” تسب الرئيس الإرتري، أفوِرقي، بأن “وجهه عربي قذر”.

خلاصة القول هنا هو وجود شعور بخلو العلاقات الثنائية من الود، مع اتجاه بعض الأطراف لترسيخ صورة أن شعب إثيوبيا يقارب شعب مصر في عدد السكان ولكنه لم يلق نصيبه من التنمية كما أنه منغلق علي نفسه لطبيعة البلاد الجبلية ولم يحقق حضارة تغزو العالم مثل مصر رغم أن خير مصر ونيلها يأتي من نيلهم الأزرق.

من جانب آخر لم تهتم مصر بتنمية علاقاتها مع أثيوبيا بل شنت عليها حروبا وأغلقت منافذها علي البحر الأحمر، ولعل ازهي عصور التعاون الحذر جاء بفضل علاقات شخصية بين عبد الناصر وهيلاسلاسي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى