تحليل اتجاهات الاعلام السعودي 30 يناير 2016
تمهيد:
يغطي هذا التقرير الفترة بين 23 و 29 يناير 2016، وخلاله برزت بعض الإشارات في الاعلام السعودي التي تناولت قضية المشاركة المصرية في حرب اليمن 2015، ومقارنتها مع أزمة اليمن في الستينيات، مع بعض الانتقادات غير الظاهرة بشكل صريح، للموقف المصري من المشاركة العسكرية في اليمن؛ حيث لا تزال القاهرة مترددة في المشاركة البرية، والتي تطلبها السعودية بشدة.
كما كان هناك بعض الاهتمام بالأوضاع السياسية والأمنية في مصر، على خلفية الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وتفاوتت المواقف والتقديرات، بتفاوت وتباين نوعية المصدر، بين ما هو مُوجَّه من جانب الحكومة السعودية، وبين ما هو تابع للتيار الصحوي ورموزه، وخصوصًا فيما يتعلق بتقييم الموقف من القوى الثورية والأعمال الاحتجاجية في مصر، بين إيجابي وسلبي، وكذلك تعضيد احتمال اندلاع ثورة جديدة في مصر.
كذلك التوترات الأمنية في شمال سيناء، والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة، كانت محل اهتمام بجانب أزمات أخرى يواجهها النظام المصري الحالي، مثل أزمة سد النهضة، وكذلك الأوضاع الاقتصادية، على مستوى المواقع الصحوية السعودية.
الخلاصة:
- استمرت الاتجاهات العامة للأحداث خلال الأسبوع المنصرم في نفس دائرتها، ولم تتغير خريطة التحالفات، وإن بدا من الواضح تعمُّق دائرة الصراع في الشرق الأوسطـ، مع وصولها إلى نقطة اللا عودة، كما أوضحت العراقيل الموضوعة أمام مؤتمر “جنيف 3” بشأن الأزمة السورية، والذي كان آخر ما تم فيه، تأجُّل وصول وفد “مصغَّر” عن المعارضة السورية، حتى السبت 30 يناير، مع إعلان المعارضة السورية أن الوفد لا يملك صلاحية اتخاذ قرار.
- العلاقات المصرية السعودية مستمرة في نفس الاتجاهات القائمة عليها، في مقابل إقصاء شبه كامل للإخوان من الصورة، ولكن السعودية – كما يبدو – لم تفقد الأمل في أن تتمكن من تذليل عقبات المصالحة المصرية التركية، بالشكل الذي يمكِّن الرياض من تشكيل التحالف السُّنِّي الذي تريده في المنطقة، في مواجهة إيران، ولكن حتى ولو تحقق ذلك؛ فإن السلوك السعودي يشير إلى الإخوان في ذلك الوقت سوف يكونون خارج حسابات هذه المعادلة.
- أبرزت الذكرى الخامسة للثورة – من خلال تقارير الاعلام السعودي – أن النظام الانقلابي في مصر، قد حقق نجاحًا وقتيًّا، وبات أقرب إلى الاستقرار في الوقت الراهن، مع كون ما يواجهه حاليًا، هو عنف صرف، يتصل بملف الإرهاب، وهو ما يضمن تأييدًا داخليًّا وخارجيًّا له.