المرصد

تطورات المشهد السعودي 27 يونيو 2016

يتناول هذا التقرير اتجاهات الاعلام السعودي نحو القضايا الداخلية والخارجية للمملكة، وكذلك نحو القضايا المصرية، خلال الفترة من 17 إلى 24 يونيو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: حدث الأسبوع:

شهد هذا الأسبوع حدثان؛ كانا على درجة كبيرة من الأهمية، وهما: زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، حكم القضاء الإداري المصري في موضوع “تيران” و”صنافير”:

الحدث الأول: زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة:

تنوعت زوايا التناول التي قدمتها وسائل الإعلام السعودية لزيارة الأمير محمد التي بدأت يوم الثالث عشر من يونيو الجاري؛ إلا أن أهم هذه الزوايا، هو التأكيد على الطابع الاقتصادي للزيارة، والتسويق لـ “رؤية المملكة 2030″، وحمْلة الأمير محمد بن سلمان، لتحسين صورة المملكة، من خلال لقاءاته مع مراكز التأثير في صناعة القرار الأمريكي، ومسؤولي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى رموز أمريكية ذات قبول شعبي في العالم العربي، والعالم الخارجي، مثل مارك زوكربرج، مؤسسة موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيس بوك”.

الأسبوع الماضي، تركزت فيه لقاءات الأمير محمد بن سلمان على مسؤولي وقادة شركات التقنية في وادي السليكون بكاليفورنيا، والشركات المالية ومديري الصناديق الاستثمارية، واستغرقت منه حوالي أربعة أيام، بعد أسبوع من اللقاءات السياسية المطولة، وشملت مشرِّعين من مجلسَيْ النواب والشيوخ الأمريكيَيْن من الحزبَيْن، الجمهوري والديمقراطي.

في هذا علقَّت صحيفة “الوطن” على هذا الأمر بعنوان مثير للانتباه، وهو: “محمد بن سلمان يواصل رقمنة الاقتصاد السعودي”؛ حيث تناولت زيارته لوادي السليكون، ولقاءاته هذه، وخصوصًا مع زوكربرج. ومن بين ما ذكرته الصحيفة في هذا الصدد، أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، قد سجَّلت أكثر من 30 مبادرة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 المنبثق عن رؤية المملكة 2030، وضمت الشراكة العلمية إنشاء 10 مراكز بحثية في الولايات المتحدة، تنفذ مشروعات بحثية ذات أولويّة للمملكة في “المجالات الحيوية الإستراتيجية”.

وأوضح رئيس المدينة، الأمير تركي بن سعود بن محمد، أن هذه المبادرات “تهدف إلى تعزيز إجراء البحوث ذات المستوى العلمي الرفيع من خلال تطوير مستوى الشراكات البحثية مع الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية الرائدة بما في ذلك الموجودة في أميركا، إلى جانب إعداد القادة التقنيين”(1).

وإنشاء قطاع تكنولوجي متطور ونقل الخبرات الحديثة، تحقيقًا لأهداف تنويع الاقتصاد في إطار “رؤية 2030”.

في الجانب الاقتصادي كذلك، قال إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي، إن شركات أمريكية أبدت رغبتها في التوسع في الاستثمار في السوق السعودية.

في شق آخر للزيارة، التقى ابن سلمان مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأربعاء 22 يونيو، إلا أن الدوائر الدبلوماسية السعودية حرصت على التأكيد على أن اللقاء كان مجدولاً بشكل سابق، وليس له علاقة بتداعيات التقرير الدولي حول اليمن، الذي وضع التحالف العربي الذي تقوده الرياض، في القائمة السوداء لانتهاكات حقوق الطفل، قبل أن يتم رفع التحالف، بضغوط سعودية.

في التعليقات السياسية على الموضوع، نأخذ من الشرق الأوسط مقالاً يتناقش جانبَيْن سياسيَّيْن مهمَّيْن للزيارة؛ الأول يتعلق العلاقات السعودية الأمريكية، والثاني الترويج المتصاعد للأمير محمد بن سلمان.

المقال حمل عنوان: “محمد بن سلمان في أميركا”(2)، للكاتب عبد الله بن بجاد العتيبي، تناول فيه الزيارة ومكاسبها، وأهمية الرياض للولايات المتحدة، وأن واشنطن لا يمكنها الاستغناء عن السعودية في المنطقة والعالم الإسلامي. ومن بين العبارات اللافتة في هذا المقال التي توضح ذلك:

“حركة دبلوماسية واستثمارية وإعلامية نشطةٌ تشهدها واشنطن أثناء زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للعاصمة وبعض المدن الرئيسية في أميركا (..) منذ بزوغ نجم الأمير الشاب كقائدٍ سياسي، وهو يثير كثيرًا من الأسئلة لدى قادة العالم ومستثمريه الكبار ووسائل إعلامه ومراكز دراساته، الكل يريد التعرف عليه وعلى أفكاره ورؤاه، وعلى خططه ومشاريعه، وهو اليوم يصل إلى أميركا بعد أن أعلن رؤية السعودية 2030 ومشروع التحول الوطني 2020 في سلسلة من المشاريع سوف يتوالى الإعلان عنها تباعًا بحسب الرؤية”.

المصادر السعودية الداخلية، اهتمت بما نشرته الصحف الأمريكية عن الزيارة، ومن بينها ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست، والتي قالت إن ولي ولي العهد ذهب إلى الولايات المتحدة “بقدر كبير من الثقة، ووعود بإحداث تغييرات واسعة النطاق في بلاده، أوضحها للمسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى خلال زيارته إلى واشنطن، مؤكدة أن المملكة تتطلع إلى إحداث هذه التغييرات والانتقال نحو الحداثة دون زعزعة استقرارها”(3).

وأضافت الصحيفة أن “رؤية 2030 من شأنها أن تقلل اعتماد المملكة على تذبذب عائدات النفط لصالح إيرادات صندوق الثروة السيادية، المخطط أن تصل قيمته إلى تريليوني دولار، كما تريد التقليل من البيروقراطية وزيادة رؤوس الأموال الأجنبية، وإنشاء المزيد من المصانع، وقبل كل شيء توفير المزيد من العمل الإنتاجي للسعوديين، بما في ذلك المرأة، لافتة إلى أن “الهدف الإستراتيجي هو التقليل من قابلية التأثر بصعود وهبوط أسعار أسواق النفط”.

طلال بن سليمان الحربي، كتب في “الرياض”، تحت عنوان: “الأمير محمد بن سلمان في أميركا والمستقبل المشرق”، حلل فيه ملفات الزيارة، فذكر منها الموضوع الإيراني، والحرب في سوريا واليمن، والخلافات الحاصلة في وجهات النظر بين الرياض وواشنطن إزائها (4).

في مقابل ذلك، كان من اللافت أن صحيفة “الحياة” اللندنية، قد خلت تقريبًا من المقالات التي تتناول الزيارة، والأدوار التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، أو على مستوى السياسة الداخلية، مقارنة مع حملة التسويق التي تقوم بها “الشرق الأوسط”، وصحف الداخل السعودي، واكتفت بالتسويق الإخباري للزيارة، وخصوصًا فيما يتعلق بموضوع الاكتتاب العام لـ”أرامكو”، ولقاءات ابن سلمان مع مديري وقادة شركات التقنية في الولايات المتحدة.

الحدث الثاني: حكم القضاء الإداري المصري في قضية “تيران” و”صنافير”:

التجاهل أو التناول الحَذِر كان هو الملمح الرئيسي لموقف الإعلام السعودي، بما فيه الإعلام اللندني، للحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة المصري، ببطلان اتفاقية “تيران” و”صنافير”، فيما لم تعلق الأوساط الرسمية السعودية على الأمر بأي شكل من الأشكال، باستثناء تصريحات لأوساط مقربين من النظام السعودي. لذلك كان تركيز الصحف السعودية، على النقاط القانونية للأمر، وعلى رأسها أن الحكم إنما هو حكم أول درجة، وأن الحكومة المصرية سوف تطعن على الحكم أمام محكمة القضاء الإداري.

افتتاحيات الصحف السعودية ومقالات الرأي فيها، لم تتجاوز كثيرًا الموقف الرسمي المصري، بينما كانت المواقف التي تخرج عن الإطار الرسمي، عبارة عن تصريحات لأكاديميين سعوديين، لوسائل إعلام غير سعودية.

أهم هذه التصريحات، تصريح لأنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والإستراتيجية بجدة، قال فيه لهيئة الإذاعة البريطانية، إن الحكم داخلي ولا يخص السعودية في شيء، وأنه في حال إقرار القضاء الإداري المصري بشكل باتٍّ بعدم تنفيذ الاتفاقية؛ فإن الرياض سوف تلجأ إلى التحكيم الدولي. كذلك هناك تصريح لعضو لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، عبد الله العسكر، لصحيفة “الوطن” المصرية، قال فيه إن “مسألة حكم المحكمة الإدارية شأن مصرى داخلى، ولا يكتسب قوة سياسية إلا بعد أخذ الحكومة المصرية به”.

الجانب الذي ركزت فيه وسائل الإعلام السعودية كذلك في هذا الصدد، وهو كذلك كان منطلقًا من الموقف الرسمي المصري، هو أن الأمر يدخل في نطاق أعمال السيادة، وأنه بالتالي يخص البرلمان المصري وليس القضاء الإداري. وبدا ذلك في تحقيق أجرته “عكاظ”، بعنوان: “مسؤولون ومشرِّعون لـ«عكاظ»: البرلمان المصري سيد قراره في اتفاقية الحدود مع المملكة”(5)، قالت فيه:

“فيما تستأنف الحكومة المصرية ممثلة في هيئة قضايا الدولة حكما أصدره القضاء الإداري أمس حول التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة، أكد مسؤولون ومشرعون لـ «عكاظ» أن البرلمان سيد قراره في هذه الاتفاقية، وبإمكانه استصدار قانون يعطي الحكومة حق التوقيع على الاتفاقية بعيدا عن الرقابة القضائية”.

وللتأكيد على انضباط الموقف الإعلامي السعودي، بالموقف الرسمي المصري، أن التحقيق ركز على تصريحات ومواقف قانونيين وسياسيين مصريين، دون السعوديين. ومن بينهم رأي رئيس لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب المصري، المستشار بهاء الدين أبو شقة، الذي قال إنه لا يوجد أي تأثير لحكم القضاء الإداري على قرار البرلمان، وأن الأمر يدخل في أعمال السيادة.

وقال كذلك:

“الأمر الوحيد الذي يحكم ويؤثر في قرار البرلمان هو نص المادة 151 من الدستور التي ترحب بعرض الاتفاقيات والمعاهدات على البرلمان لدراسة مدى مطابقتها للدستور». وأشار إلى أن الحكم وأي أمور أخرى سيتم استعراضها خلال دراسة الاتفاقية وما يرتبط بها من وثائق ومستندات، لأن البرلمان سيدرس الموضوع من كل جوانبه، مضيفا: «في النهاية البرلمان سيد قراره، وهو يبحث في أمرين: الاكتفاء بتصديق البرلمان على الاتفاقية لتصبح بمثابة قانون، أو النظر في ما إذا كانت الاتفاقية تتعلق بأعمال السيادة وتحتاج إلى استفتاء شعبي عليها”.

كما نقلت المصادر السعودية تصريحات للدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي العام، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قال فيها إن قرار محكمة القضاء الإداري بشأن اتفاقية ترسيم الحدود “سقطة قانونية غير مسبوقة في مجلس الدولة، مؤكدًا أنه:

“حكم معيب قانونيًّا، لأن الحكومة لم تقم بإحالة الاتفاقية للترخيص بالتصديق عليها، وهو ما يعني أن محكمة القضاء الإداري تعجلت واستبقت كل الأعراف القانونية”.

نفس المنحى كان في تعليق “العربية.نت” على الموضوع؛ حيث نشرت تحقيقًا بعنوان: “قانونيون: تيران وصنافير عمل سيادي لا يخضع لرقابة القضاء”؛ حيث نشرت كذلك آراء قانونيين وأكاديميين مصريين، من بينهم تصريح أيمن سلامة السابق(6).

كما نقلت كذلك رأي “الخبير” القانوني، عبد الرحمن طه، الذي قال فيه إن الحكم في بطلان تيران وصنافير:

“شابه قدر من البطلان وعدم المشروعية؛ فهذه اتفاقية دولية تم التمهيد والإعداد لها منذ سنوات طويلة ووفق وثائق وخرائط دولية، وفي حالة عدم التزام أي دولة من الدولتين الموقعتين عليها يكون من حق الدولة الأخرى اللجوء للتحكيم الدولي وهنا سيكون حكم محكمة العدل الدولية ملزمًا للدولة الأخرى التي خالفت بنود الاتفاقية مهما كان حكم قضائها الذي لن يكون له أثر على حكم محكمة العدل الدولية”.

كما أكد أن الحكم:

“مؤهل لأن يلغى أمام الإدارية العليا لعدة أسباب أهمها أن الاتفاقية من أعمال السيادة التي لا يجوز رقابتها قضائيًّا، وبعد الطعن عليها من الحكومة ستقر الإدارية العليا بعدم ولاية القضاء بأي أشكاله عليها، إضافة إلى أن الاتفاقية لم تعرض حتى اللحظة على البرلمان لإقرارها من عدمه”.

ثانيًا: تطورات السياسة الداخلية:

1- برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة:

بجانب الملفات التالية؛ طغى على الإعلام السعودي هذا الأسبوع، فيما يخص الشأن الداخلي، مجموعة من الأخبار والتقارير التي تتناول سياقات تنفيذ برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030.

وركزت جميع المصادر بلا استثناء على قضايا بعينها في هذا الصدد، وأهمها:

. توطين الوظائف وسعودة المهن الدقيقة التي كانت تتخصص فيها العمالة الماهرة الوافدة من دول عربية وآسيوية، ومن بين ذلك، دعوة هيئة الخدمة المدنية، الخريجين للتقدم على شغل 98 وظيفة هندسية، وجهود الفرق التفتيشية المكلفة بمتابعة قرار توطين قطاع الاتصالات بنسبة 50 في المئة في مرحلته الأولى، والتي بدأت في الأسبوع الأول من يونيو الجاري، والتي شملت نحو 7718 منشأة اتصالات خلال الـ15 يومًا الماضية في كافة المناطق.

. تطوير الأداء الحكومي سواء على المستوى الإداري والأتمتة، أو تحسين الاستجابة لمشكلات المواطنين، ومن بين ذلك، مطالبة مجلس الشورى السعودي للجمارك بقصر المعاينة اليدوية على حالات الشك، لتسهيل الإجراءات على المستوردين الوطنيين.

. تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، ولاسيما الشركات الكبرى التي تملكها الحكومة، مثل “سابك” و”أرامكو”، ومن بين ذلك أن “سابك” تكثف خططها الاستراتيجية لرفع استثماراتها بالصين لتتجاوز 17 مليار ريـال.

ـ كذلك حاز ملف تطبيق رسوم الأراضي البيضاء بالكثير من الاهتمام كما هو الحال منذ فترة، ومن بين المواد اللافتة التي تناولت هذا الملف، مقال بعنوان: “فاعلية الرسوم على الأراضي البيضاء.. بين الواقع والتنظير”، بقلم: سعود بن عبد العزيز المريشد، وأهميته تكمن في أنه تناول صراحة مدى قدرة الحكومة على تطبيق اللائحة التنفيذية التي أقرتها وزارة الإسكان في هذا الصدد قبل أسبوعين(7).

ومن بين الفقرات المهمة في مقاله في هذا الصدد:

“التجارب تؤكد أن تطبيق أي قانون هو المحك الحقيقي لسبر أغوار ما قد تحمله حيثيات مواده من إشكالات في التطبيق ونصوصه من ثغرات في الخطاب، أخذا في الاعتبار أن اللائحة التنفيذية ليست نهاية المطاف في مسألة تطبيق الرسوم، أو حلحلة مشكلة الاسكان، فما زال الأمر بجانب الحاجة لمبادرات وبرامج أخرى، يستلزم سن قواعد وضوابط فنية مكملة للائحة للتعاطي مع حالات مثل الإعفاء من الرسوم ونحو ذلك؛ لكن ومما يؤخذ على اللائحة من ملاحظات هو المبالغة في تحديد «مساحة» الأرض البيضاء كوعاء لتطبيق الرسم، ولا نعلم ما هو الأساس أو المعيار الذي على ضوئه استقر عليه تحديدها عند مساحة (10000م²) وأكثر”.

2- زيارة سلمان للمدينة:

الزيارة التي بدأها الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى المدينة المنورة، يوم 22 يونيو، وزيارته إلى الروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف، وتسلمه هديتَيْن عبارة عن نسخة نادرة من المصحف الشريف، وكتاب عن مكتبة المسجد النبوي الشريف. حيث ركز الإعلام السعودي بكثافة على هذه الزيارة في جانبها الديني، وحفلت المصادر السعودية، حتى الدولية منها، بالحديث عن المناسك التي أداها الملك سلمان في الحرم النبوي الشريف، بجانب موضوع افتتاحه لعدد من المشروعات التنموية في المدينة خلال زيارته التي سبقت أيام الاعتكاف الخاصة بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما هو المعتاد في مثل هذه الحالات.

الإعلام السعودي اهتم كذلك بحجم الأمراء الذين كانوا في استقبال الملك سلمان، وخصوصًا ولي العهد، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف. وكان حجم المبالغة واضحًا تمامًا في هذا الصدد؛ حيث ظلت أخبار “بدء” الزيارة، يومَيْن في العناوين الرئيسية للصحف والمصادر السعودية.

المصادر السعودية عقبت على الزيارة بأنها تجسد اهتمام الملك سلمان بـ”مدينة المصطفى”، وتأمين المزيد من الخدمات والتسهيلات للمواطنين والأهالي وزوار المسجد النبوي، وأنها هي الزيارة الثانية له منذ توليه مقاليد الحكم، دشن خلالها مشاريع تنموية بأكثر من خمسة مليارات ريـال في مختلف مجالات التعليم والخزن الاستراتيجي للمياه والكهرباء والأمانة والصحة.

3ـ تعيين مديرين لسبع جامعات:

كان هناك اهتمام كبير بقرارات الملك سلمان مساء الخميس، 23 يونيو، بتعيين مديرين لسبع جامعات، في مختلف مناطق المملكة، وهم: الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مديرًا لجامعة الملك عبد العزيز بجدة، والدكتور فالح بن رجاء الله السلمي مديرًا لجامعة الملك خالد، والدكتور مرعي بن حسين القحطاني مديرًا لجامعة جازان، والدكتور عبد الفتاح بن سليمان مشاط مديرًا لجامعة جدة، والدكتور حسام بن عبد الوهاب زمان مديرًا لجامعة الطائف، والدكتور أحمد بن حامد نقادي مديرًا لجامعة بيشة، والدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن الصويان مديرًا لجامعة حفر الباطن، وجميعهم بالمرتبة الممتازة.

4- التطرف ومكافحة الإرهاب وملف الإسلام السياسي:

ارتفعت وتيرة تناول هذا الملف هذا الأسبوع، في ظل مجموعة من الأحداث كان من بينها مقتل المطلوب الأمني عبد الرحيم علي عبد الرحيم الفرج، في بلدة العوامية في محافظة القطيف مساء 22 يونيو. بعض المصادر السعودية ربطت بينه وبين رجل الدين والناشط الشيعي نمر باقر النمر، الذي أعدمته الرياض في يناير الماضي. “عكاظ” نشرت في ذلك تقريرًا بتاريخ 24 يونيو، كان مما قالته في هذا الصدد:(8)

“حمل عبد الرحيم علي عبد الرحيم الفرج فكر «النمر» رأس فتنة العوامية الذي يعد المتهم الرئيسي في أحداث الشغب والإرهاب في بلدة العوامية والتحريض وزرع الفتنة الطائفية والتدخل بالتحريض في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ثم الاجتماع بعدد من المطلوبين أمنيا ممن تم الإعلان عنهم بارتكاب جرائم إرهابية، وتحريضهم وتوجيههم على الاستمرار في أنشطتهم التخريبية وتحقيق أهدافهم الإرهابية، ودعوة الناس من خلال الخطب للتستر على الإرهابيين وإخفائهم وإذكاء الفتنة بين أفراد المجتمع من خلال تحريضه على الإخلال بالوحدة الوطنية”.

لم يكن بعيدًا عن ذلك، استمرار بعض وسائل الإعلام السعودية في تناوُل حادثة أورلاندو وتبعاتها على صورة الإسلام والمسلمين، وتفاعلاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

صحيفة “عكاظ” التي باتت أكثر الصحف التي تتناول شؤون الإرهاب والتطرف، وقضايا الإسلام السياسي؛ نشرت تقريرًا عن حادثة أورلاندو في هذا السياق، أشارت فيه إلى أن أكثر من ثُلُث أبناء المجتمعات العربية والإسلامية في الغرب، يؤيدون مثل هذه الحوادث.

ونشرت الصحيفة ما قالت إنه خريطة لانتشار الأفكار المتطرفة، خلطت فيها الأوراق بين تنظيم “داعش”، و”حزب الله” اللبناني. وبدت عدم المنطقية في هذا الأمر، في الحديث عن حادث أورلاندو، ومبايعة منفذه، عمر متين، لتنظيم “داعش”؛ حيث ذكرت كذلك أنه بايع “حزب الله”(9).

أما في الهجوم على الإخوان، فمن بين المواد الأهم في ذلك، حوار نشرته “عكاظ” مع وزير الإعلام الأردني السابق، سميح معايطة، قال فيه جماعة الإخوان المسلمين “تستغل الدين للوصول إلى غايتها”. كما اتهم المعايطة الإخوان بأنهم مستعدون “لاستعمال العنف والإرهاب (كما يحدث في مصر اليوم، وكما فعلت في الأربعينات من القرن الماضي) متى وجدت مصلحة لها في ذلك، منوها أن الوجه المعتدل والوسطي لتلك الجماعة يظهر في مراحل الضعف أو التسلق لكنها تظهر وجوها أخرى إن كانت مصالحها تقتضي ذلك”، عل حسب قوله(10). وزاد المعايطة في هجومه على الإخوان:

“ما سبق يشير إلى تركيبة الجماعة والعقلية البراغماتية التي تحكمها، فقبل أحداث ما يسمى الربيع العربي كانت علاقة جماعة الإخوان المسلمين وأبنائها مثل علاقة حركة حماس بالنظامين السوري والإيراني، قوية جدًّا وكانوا يتحدثون عن النظامين باعتبارهما عنوان المقاومة والدفاع عن حقوق الأمة ونصرة فلسطين، ثم عندما جاءت رياح الجماعة وحققت حضورا في بعض الدول ورأت مصلحتها مع أنظمة أخرى انقلبت على حلفاء الأمس ومن كانت تسوقهم للناس على أنهم رمز الصمود في وجه الصهيونية وذهبت إلى حضن آخر. وعندما حصل الإخوان على حكم مصر انقلبوا على أنفسهم، وكل الشعارات التي كانوا يرفعونها عبر 80 عاما اختفت، فلم يسمع أحد من الرئيس الإخواني ولا من حكومته حديثا عن تطبيق الشريعة وهم من كانوا يقدمون أنفسهم تحت شعار (الإسلام هو الحل) ولم يكن هذا الشعار جزءا من أي برنامج للرئيس او الحكومة حتى من باب الذكر”.

5- مكافحة الفساد:

موضوع الفساد ومكافحته، وما يرتبط به في صدد تعظيم الرقابة على الأجهزة الحكومية، حاز جانبًا كبيرًا من اهتمام الإعلام السعودي، ولاسيما على مستوى المصادر الإعلامية الداخلية. ومن بين الأخبار المتداولة في هذا الصدد، ونقلها أكثر من مصدر سعودي، فَرْض مجلس المنافسة بالتنسيق مع وزارة الصحة غرامات مالية بقيمة 45 مليون ريـال على سبع منشآت تجارية، لتواطئها في مناقصات وزارة الصحة، وذلك عن طريق تثبيت وتحديد أسعار الغازات الطبية الموردة للمستشفيات والمراكز الطبية، وتقاسم الأسواق فيما بينها، وهو ما تسبب في رفع أسعار الغازات الطبية بشكل كبير، متجاوزًا هامش الربح العادل والطبيعي في هذا النوع من التجارة، مما أدى بالتالي إلى زيادة تكاليف قيمة العقود الحكومية.

كذلك أدانت المحكمة الجزائية في جدة شابًّا سعوديًّا يعمل في مهنة التعقيب، بجريمة غسل الأموال وممارسة نشاط غير مشروع أدى لتضخم رصيده إلى مليارَيْ ريـال؛ حيث قضت المحكمة بسجنه ست سنوات مع فرض غرامة عليه بقيمة ثلاثة ملايين ريـال، ومنعه من السفر ست سنوات تعزيرًا عقب انتهاء فترة محكوميته تطبيقًا لنظام مكافحة غسل الأموال.

هاشم عبده هاشم، كتب في ذلك، في “الرياض”، بعنوان: “نعم لإقرار نظام الذمة المالية وغيره”، أشاد فيه باتجاه لجنة حقوق الانسان والهيئات الرقابية في مجلس الشورى، بمقترح إصدار نظام بمنع الكسب غير المشروع “في هذا الوقت بالذات الذي نتحدث فيه عن ادارة جديدة تُعلي صوت الشفافية، وتطالب بوضع حد لمختلف انواع الفساد المالي والإداري”. ومن بين ما جاء في المقال في هذا الصدد، ويلفت النظر فيما يتعلق بواقع النقاشات الداخلية في هذا الصدد، في المملكة:(11)

“.. وإذا كانت لي من ملاحظات صغيرة على هذا المشروع فهي أولاً على الفئات التي يجب الزامها بإقرار الذمة المالية وهي في العادة وحسب المتبع في دول العالم الأخرى التي تطبق هذا النظام تقتصر على وظائف الدولة القيادية الأبرز.. أما الفئات الأخرى فإنها تخضع لأنظمة أخرى تكفل الحفاظ على المال العام وسلامة الإجراءات وعدالة الأحكام (..) أما الأمر الآخر الذي تجب معالجته – بكل واقعية وموضوعية – فهو السماح لموظفي الدولة بالاستثمار لتحقيق مكاسب وأرباح حلال تغنيهم عن القبول بالرشوات.. والهدايا.. وبالعمولات المحرمة.. شريطة أن تكون انشطتهم تلك تحت نظر الدولة.. وتحرم استخدام الوظيفة العامة.. لخدمة مصالحهم الخاصة بأي شكل من الأشكال وفصلهم ومحاكمتهم واتخاذ العقوبات الرادعة في حالة ثبوت استخدامهم لوظيفتهم لتحقيق مكاسب خاصة غير مشروعة”.

6- المؤسسة الدينية الرسمية:

نشر موقع “الإسلام اليوم” تقريرًا(12) حول الضجة التي أثارها برنامج “صحوة” الذي يقدمه الإعلامي السعودي أحمد العرفج على قناة “روتانا” مع الداعية المثير للجدل الدكتور عدنان إبراهيم على مواقع التواصل الاجتماعي لما يتم طرحه من قضايا خلافية في الفقه الإسلامي في حلقات البرنامج، اعتبرها البعض شاذة وغريبة. الجدل المثار على برنامج “صحوة” دفع هيئة كبار العلماء في السعودية إلى بث تغريدة على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قالت فيها ” نحذر من ضلالات عدنان إبراهيم القائمة على: سب رموز من الصحابة، والمليئة بالمتناقضات، والمتضخمة بالأنا، ونطالب المتخصصين بكشف ذلك للجميع”.

الموضوع كان فيه جانبٌ يتعلق بما قاله الداعية عن إيران، سواء على المستوى الخاص بالقضايا الطائفية، فيما يتعلق بموقف الشيعة من الصحابة وأمهات المؤمنين، أو على المستوى السياسي، عندما برَّأ إيران من أزمات المنطقة. فنقل الموقع عن الأكاديمي السعودي، الدكتور خالد آل سعود، قال في تغريدة له “#كبار_العلماء_يحذرون_من_عدنان_إبراهيم، ديننا أعـزُ علينا من عدنان إبراهيم وأمثاله، ومن قنوات روتانا والقائمين عليها ،،،”.

كما نقل عن الناشط السعودي، بخيت الزهراني، مغردًا “البيان ممتاز ولكن نحتاج فرض عقوبة على هذا (..) ومن هم على شاكلته أمثال حسن فرحان المالكي”.

فيما قال الناشط السعودي، عبد العزيز النصيري، مغردُا: “#كشف_اللثام_عن_عدنان_إبراهيم، هذا (..) الذي ينكر بأن الملائكة تؤمن بالله، يخطب على المنابر”. أما إمام وخطيب أحد مساجد الرياض، أحمد موسى، فقد قال في تغريدة له “إيران الظالمة في وجهة نظر عدنان إبراهيم، لم تعتدي على أحد في آخر 150 سنة! #كبار_العلماء_يحذرون_من_عدنان_إبراهيم”.

ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:

1- الأزمة البحرينية والموضوع الإيراني:

اهتم الإعلام ، بقرار الحكومة البحرينية بسحب جنسيتها من رجل الدين الشيعي، عيسى قاسم، ضمن سلسلة أخرى من الإجراءات ضد المعارضة الشيعية التي تقول أنها مدعومة من إيران هناك، مثل بحث حظر جمعية “الوفاق”، أهم هذه الأطر، ورد الفعل الإيراني في هذا الصدد.

فقد انتقدت المصادر السعودية، وكُتَّاب الرأي السعوديين، موقف وزارة الخارجية الإيرانية التي أدانت القرارات البحرينية، وما تبع ذلك من ردود فعل أخرى لدوائر سياسة وحكم إيرانية، مثل موقف علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، الذي قال إن البحرين “وضعت حدًّا لإنهاء نظامها بسحب جنسية قاسم”، واعتبر ذلك “جريمة ضد الإنسانية”.

الهاجس الأكبر، كان من موقف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع الأهم للحرس الثوري الإيراني، الذي هدد صراحة بأنه “ستظهر مقاومة مسلحة في البحرين، بعد تجريد عيسى قاسم من الجنسية”، وأنها ستكون “دامية”، مهددًا بـ”ثورة قادمة”، وأنه “ستكون هناك أعمال عنف”.

سلمان الدوسري، رئيس تحرير “الشرق الأوسط” علق على الأمر في مقال حمل عنوان: “«فوضى إيرانية» في البحرين”، أدان فيه الموقف الإيراني، وأيد فيه موقف الحكومة البحرينية، عازيًا إياه، لممارسات قاسم، والتي قال إنها كانت تهدد السلم الأهلي، وتدعم الفوضى في البحرين(13). وفي هذا نجده يقول:

“على مملكة البحرين ان لاتتراجع عن تنفيذ القرار، لقد اصدر عيسى قاسم اوامر بسحق وسحل رجال الأمن البحريني كما ان التوجيهات التي ينفذها تأتيه من ملالي ايران مباشرة وله وكيل تنفيذي في طهران، على مملكة البحرين سرعة تنفيذ القرار دون تأخير وان يتم طرده لأيران او سوريا او لبنان وحتى الدنمارك ولكن ان يبقى فترة طويله فهذا يجعل القرار ضعيفآ وغير جدير بالتنفيذ”.

في الإطار العام للممارسات الإيرانية في الخليج، نقرأ مقالاً من “الرياض” بعنوان: “ماذا ستخسر إيران لو غيّرت سياساتها؟!”، بقلم: ماضي الخميس، يقول فيه:

“كان يمكن لإيران أن تكون دولة صديقة بدلاً من أن تصبح عدوًّا للخليج ككل، ويمكن لها أن تكون مصدر أمان بدلاً من أن تكون مصدر قلق، وأن تكون جارًا سعيدًا بدلاً من أن تصبح جارًا شقيًّا، وأن تستخدم أسلوب الود بدلا من وسائل الشغب، وأن تفيد وتستفيد من علاقتها الإيجابية مع دول الخليج، بدلا من أن تكسب العداوة والريبة”.

ويضيف في شرح أسباب وضرورة تحسين إيران لعلاقاتها مع دول الخليج، باعتبار المصالح المشتركة في ظل “التوتر الذي يعيشه العالم اليوم من كافة النواحي”، وأنه “لا يحتاج إلى المزيد من الخصومات والعلاقات السلبية بين الدول، ومكاسب إيران الإيجابية مع دول الخليج أكبر كثيرًا من مصالحها السلبية، والأمر لا يحتاج إلى كثير من التعقيد لإزالة كل بوادر التوتر والشروع في خطوة إيجابية للعمل على إزالة كل الشوائب العالقة في العلاقة بين الجانبين”.

2- الحرب في سوريا:

بجانب التطورات الميدانية، ولاسيما مع تراجع قوات النظام إلى خارج الرقة، بعد أن دخلتها قبل حوالي أسبوعين، والمعارك داخل منبج، في حلب، بين قوات سوريا الديمقراطية، وبين تنظيم “داعش”، والجوانب الإنسانية؛ فإنه كان من اللافت وجود أكثر من مقال رأي وتقرير موسع، حول وجود ما وصفته المصادر اللندنية بأزمة بين روسيا ونظام الرئيس السوري، بشار الأسد. كتب حسان حيدر، في “الحياة” اللندنية، يقول عن تباين موقف التحالف السوري – الإيراني، عن موقف الحليف الروسي(14):

“في وقت تسعى روسيا الى امتصاص الضغوط الأميركية المتزايدة عليها، في الملف السوري خصوصاً، جاء قرار دمشق وطهران بتصعيد العمليات العسكرية في حلب وجوارها ليتناقض مع أولويات موسكو، وكان لا بد من تذكير نظام بشار الأسد والميليشيات الإيرانية بضرورة التزام قائمة أولويات موسكو التي عبرت عنها بوضوح في اجتماع طهران الثلاثي، ويتصدرها اتفاقها مع واشنطن على «مرحلة انتقالية» تناقش في جنيف وتشكيل «حكومة مختلطة» بين النظام والمعارضة”.

ومن بين هذه الضغوط التي قال إن واشنطن تمارسها على موسكو، حادثة وقعت قبل أيام، وكادت تؤدي إلى مواجهة بين طائرات أمريكية وروسية في الأجواء السورية، وتسريب رسالة وقعها أكثر من خمسين ديبلوماسيًّا أمريكيًّا تدعو إلى توجيه ضربات جوية وصاروخية لنظام بشار الأسد، بسبب استمرار خرقه وقف إطلاق النار واستبعاده أية تسوية تخرج عن شروطه، وقرار حلف “الناتو” نشر أربع وحدات عسكرية في أوروبا لمواجهة عدوانية موسكو تجاه حلفائها السابقين في حلف وارسو، وقرار الاتحاد الأوروبي تمديد العقوبات المفروضة على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية.

ويشير الكاتب إلى زيارة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، إلى قاعدة حميميم؛ حيث التقى الأسد، وذكره بأنه لا مجال للمناورة عندما يتعلق الأمر بالتزامات موسكو الدولية التي تتخطى بكثير الحسابات المحلية، لاسيما بعد حملة إعلامية متذمرة قادها الإيرانيون عن تخلٍّ روسي متعمد عن حلفائهم في الأزمة السورية.

الجانب الطائفي للأزمة في سوريا، كان حاضرًا في أكثر من مقال رأي، ومن بين أهمها، ويتقاطع مع أكثر من ملف في الحرب في سوريا، ولاسيما التدخل الروسي، مقال بعنوان: “روسيا ولحم العلويين”، للكاتب السوري، علاء رميا، قال فيه إن روسيا لم تكن تجرؤ على التدخل في سوريا لولا وجود حاضنة أهلية تؤمن لها البقاء بأقل الخسائر الممكنة، في إشارة إلى العلويين الذين قال إنهم يخوضون حربًا طائفية ضد السنة في سوريا(15).

وقال أيضًا:

“فموسكو التي تمسك حاليًا بالملف السوري، تدير وتوجه جماعات حليفة لها، من دون أن تفقد سوى عدد قليل من الجنود والأموال، خصوصًا بعد سحب معظم الآلة العسكرية من الساحل والإبقاء على ما يؤمن مواصلة القتال بأجساد الحلفاء المحليين”.

3- الحرب في اليمن:

في الموضوع اليمني، غاب الجديد في ظل ثبات الأوضاع على ما هي عليه؛ تعثر في مفاوضات الكويت، واستمرار التدهور في الأوضاع الأمنية والعسكرية على الأرض، وتبادل الاتهامات بين أطراف الأزمة هناك، بانتهاك الهدنة الإنسانية، التي صارت من الماضي، بالرغم من أنها رسميًّا لم تزل سارية.

في المقابل غاب أي شيء عن تصريحات أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الأسبوع الماضي، بشأن انسحاب الإمارات من الجهد العسكري في اليمن، بعد أن عاد وتراجع عنها، وقال إنه قد تم إساءة تفسيرها.

ومال الإعلام السعودي إلى الحديث عن عمق العلاقات بين الإمارات والسعودية، ونقلت “عكاظ” في ذلك عن رئيسة مركز الإمارات للسياسات، عضو الهيئة الاستشارية بمجلس التعاون الخليجي، ابتسام الكتبي اتهاماتها لجماعة الإخوان المسلمين “ومن يقف خلفهم من أصحاب الأجندات المغرضة” بافتعال هذه الأزمة في العلاقات بين السعودية والإمارات، مؤكدة أن ما وصفته بـ”مساعي التشويش على العلاقات السعودية الإماراتية، قد باءت بالفشل”.

وقالت إن كلمة قرقاش، بعنوان “الإمارات والتحالف وأزمة اليمن”، ضمن المجلس الرمضاني لولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، جرى تحويرها “من أجل النيل من العلاقات السعودية الإماراتية وتشويه هذه العلاقة المتينة”(16).

4- الحرب في الفلوجة:

استمر الإعلام السعودي في تناول الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات الطائفية الشيعية في العراق، في حق أهل السُّنَّة، خلال العملية الحالية في الفلوجة.

ونقلت العديد من الصحف السعودية تصريحات لخبراء ومراقبين سياسيين، سعوديين وخليجيين، حول “جرائم القتل على الهوية والإبادة العرقية التي ترتكبها ميليشيا الحشد الشعبي وتعصف بالوحدة الوطنية في العراق”، و”توقعاتهم” بأن تصبح هذه الميليشيات في المستقبل “أخطر من تنظيم داعش الإرهابي، لافتين إلى أنها ترسخ الطائفية وهيمنة طهران على العراق”.

كما نشرت مصادر سعودية عدة، ما قالته صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، في صدد قيام عناصر ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية، بعملية خداع للالتفاف على قرار حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، بعدم دخولها الفلوجة، وأنها دخلت المدينة مرتدية زي رجال الشرطة.

5- الموضوع التركي:

كان هناك اهتمام عام بتدهور الأوضاع الأمنية في تركيا، بعد سلسلة تفجيرات طالت إسطنبول ومناطق جنوب شرق تركيا ذات الغالبية الكردية، في الأسبوعَيْن الأخيرَيْن؛ حيث صدر موقف جديد للخارجية السعودية، من خلال سفارتها في أنقرة، تطالب فيه المواطنين السعوديين هناك، بالابتعاد عن التجمعات المزدحمة، وهو موقف لم يسبق للحكومة السعودية أخذه.

في القضايا الأخرى، اقتصر التناول على الجانب الإخباري فيما يخص الأوضاع الأمنية، والمفاوضات بين تركيا وإسرائيل حول تطبيع العلاقات، و”مأزق” الأتراك فيما يخص رفض إسرائيل الرفع الكامل للحصار عن غزة، وتصريحات علي بن يلدرِم، رئيس الوزراء التركي عن إمكانية المصالحة مع دول أخرى في الإقليم، من بينها مصر.

كما اهتمت وسائل الإعلام السعودية بأزمة تركيا مع ألمانيا على خلفية قرار البرلمان الألماني بالاعتراف بمذابح الأرمن، بشكل وصل إلى درجة منع نواب وسياسيين ألمان من زيارة قاعدة أنجرليك الجوية التركية التابعة لحلف “الناتو”، وزيارة البابا فرانيسس الثاني، بابا الفاتيكان إلى أرمينيا، والرفض التركي لها.

رابعاً: القضايا المصرية في الاعلام السعودي:

تنوعت القضايا والموضوعات التي تناولتها الصحف والمصادر السعودية عن التطورات المصرية والعلاقات المصرية السعودية، على النحو التالي:

1. العثور على الصندوقَيْن الأسودَيْن للطائرة المصرية المنكوبة: نقلت المصادر السعودية عن محققين مصريين، بعد العثور على الصندوقَيْن بأنهما تعرضا لتلف شديد، مما سوف يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا لإصلاح ما بهما قبل البدء في تفريغ محتوياتهما. وقالت لجنة التحقيق المصرية إنها بدأت في تحليل بيانات الجهازَيْن بحضور ممثلين من فرنسا والولايات المتحدة، لمعرفة سبب تحطم الطائرة في 19 مايو الماضي أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة، قبل أن تعلن أنها سوف ترسل الصندوقَيْن إلى باريس لإصلاحهما. كما أشارت المصادر السعودية إلى صرف 25 ألف دولار كتعويض لأسر ضحايا الطائرة، من جانب شركة “مصر للطيران”.

2. في المجال الاقتصادي، نشرت المصادر السعودية تصريحًا لوزيرة التعاون الدولي المصرية، سحر نصر، في شان أن مصر تتفاوض مع البنك الأفريقي للتنمية للحصول على 500 مليون دولار، بحد أقصى في سبتمبر القادم، تمثل الشريحة الثانية من قرض بقيمة إجمالية 1.5 مليار دولار لدعم برنامج الحكومة.

وكانت مصر حصلت على الشريحة الأولى من القرض بقيمة 500 مليون دولار في ديسمبر 2015م، في إطار برنامج شامل للتنمية ودعم الموازنة؛ حيث تواجه مصر التي تعتمد اعتمادًا كثيفًا على واردات الغذاء والطاقة، نقصًا في الدولار وضغوطًا متزايدة لتخفيض قيمة العملة المحلية.

3. نشرت مصادر سعودية خبرًا عن وكالة “رويترز”، مفاده أن إدارة الحجر الزراعي المصرية رفضت شحنة قمح أمريكي حجمها 33 ألف طن لاحتوائها على فطر الإرجوت الشائع في الحبوب، لأن الشحنة تحتوي على نسبة 0.006% من الإرجوت بما يقل كثيرًا عن المعيار الدولي الشائع البالغ 0.05%.

وتقول الوثائق إن الشحنة واجهت أول رفض في 12 يونيو الجاري، وأن شركة “فينوس” الأمريكية تقدمت بطلب لاستئناف للقرار؛ حيث كانت تأمل بقبول الشحنة بعد إصدار رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، قرارًا بإلغاء قانون قديم للحجر الزراعي ينص على ضرورة خلو القمح تمامًا من الإرجوت. غير أن وزارة الزراعة المصرية قالت، إن قرار مكتب رئيس الوزراء لم يصدر بعد بسبب أمر قضائي أصدرته النيابة العامة قبل أشهر يحظر دخول الشحنات التي تحتوي على أية نسبة من الإرجوت إلى البلاد؛ حيث لابد أن تلغي النيابة قرارها أولاً ثم بعد ذلك يصدر القرار من رئاسة الوزراء”.

4. نشرت بعض المصادر السعودية تصريحات لسامي محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة في مصر، أن الهيئة تعمل حاليًا على إطلاق حملة دعائية مكثفة، خاصة بالسوق العربي ومنطقة الخليج، لتبدأ خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، وتستمر خلال إجازة العيد وإجازة الصيف، والتي تمثل فترة الذروة للسياحة العربية.

وأوضح رئيس هيئة تنشيط السياحة في تصريحات له أن الخمسة أشهر الأولى من عام 2016، شهدت نموًا بالنسبة للسياحة العربية في مصر بلغ 7%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي “نظرًا لتفهم المواطنين العرب للأوضاع في مصر، ورغبتهم في دعم قطاع السياحة، أملا في الخروج من تلك الكبوة خلال عام 2017، وسعي مصر لجلب 10 ملايين سائح، بنهاية العام المقبل”.

5. نقلت مصادر سعودية، من بينها “الرياض”، يوم 22 يونيو، تصريحات لمحمد شعلان، وكيل وزارة السياحة المصرية، ورئيس قطاع الشركات والمرشدين السياحيين، إن إجمالي عدد المعتمرين الذين أدوا مناسك العمرة منذ بداية الموسم، بلغ نحو مليون و300 ألف معتمر، بزيادة 20 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مشيرًا إلى أن أسعار برامج العمرة 5 نجوم، تتراوح ما بين 35 ألف إلى 40 ألف خلال العشر الأواخر من رمضان.

6. فيما يخص أحكام القضية المعروفة إعلاميًّا بالتخابر مع قطر، اكتفت المصادر السعودية بالتغطية الإخبارية، وحذف بعضها كلمة “قطر” من القضية، واكتفت بالقول أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على قضية “التخابر” والمتهم فيها الرئيس المصري “المعزول” محمد مرسي و10 آخرين بينهم أعضاء بجماعة الإخوان، إذ قضت المحكمة بإعدام ستة متهمين فيما عاقبت الرئيس الأسبق مرسي بالسجن المؤبد لمدة 25 عامًا، والسجن المشدد لمدة 15 عامًا، لإدانته وآخرين من كوادر وأعضاء “جماعة الإخوان الإرهابية”، بـ”التخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها” من دون ذكر قطر.

7- تيران وصنافير: عاد الإعلام السعودي للاهتمام بالتدليل على سعودية الجزيرتَيْن. وكان اللافت اعتماد المصادر السعودية في ذلك – كما في موضوع حكم القضاء الإداري – على خبراء مصريين للتدليل على سعودية الجزيرتَيْن.

  • تصريحات مصدر مسؤول في مجلس النواب المصري، لم تٌشِر المصادر السعودية إلى هويته، قال فيها إن المجلس لم يتلق من مجلس الوزراء المصري حتى الآن، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة.
  • الترويج للكتاب الذي أصدره عضو مجلس النواب، مصطفى بكري، بعنوان “تيران وصنافير.. الحقيقة الكاملة”، والذي يحتوي على نحو 60 “وثيقة” و11 محضر اجتماع بين مسؤولين سعوديين ومصريين، لمناقشة نقل تبعية الجزيرتين من مصر إلى المملكة، ويقر فيه بكري بسعودية الجزيرتَيْن.
  • نشرت “عكاظ” حوارًا مع اللواء إبراهيم محمود، أول ضابط مصري يتولى إدارة الجزيرتَيْن، روى فيه تفاصيل ما قال إنها مباحثات دارت بين العاهل السعودي الراحل عبد العزيز آل سعود، والعاهل المصري الراحل، الملك فاروق الأول، والذي جرى خلالها استعارة مصر للجزيرتَيْن، لمواجهة إسرائيل، بعد احتلال الأخيرة لأم الرشراش المصرية، والتي تحولت بعد ذلك إلى “إيلات”(17).

2. لقاء الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ووزير الآثار المصري خالد أحمد العناني عز، بقصر المؤتمرات في جدة؛ حيث تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الآثار والمتاحف والتراث الوطني بين الجانبَيْن. وصرح سلطان بن سلمان خلال اللقاء، بأن التعاون السعودي المصري “على أعلى المستويات، وثمرة لتطابق الرؤى بين القيادتَيْن”، فيما أشاد العناني بـ”مواقف المملكة الدائمة مع مصر”، وبـ”التكامل الذي يميز العلاقات السعودية المصرية”، و”الزيارة الاستثنائية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى مصر، والتي توجت بجملة من الاتفاقيات التي تحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين”.

3. ذكرت مصادر سعودية، أن شركة “كهرباء السعودية” لتطوير المشروعات، بدأت العد التنازلي للانتهاء من إنشاء واحدة من أكبر محطات تحويل الكهرباء بالمملكة، والتي ستعمل على مد الشبكة الكهربائية إلى مشروع “وعد الشمال” للصناعات التعدينية، وهو أحد أهم المشروعات الصناعية بالمملكة، وذكر المهندس خالد الراشد الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء السعودية لتطوير المشاريع، إحدى شركات الشركة السعودية للكهرباء، أنها نواة لربط الشبكة الكهربائية للمملكة مع نظيرتها المصرية ومستقبلاً مع الشبكة الكهربائية في أوروبا.

4ـ قضية الخطاب الديني والفتوى في مصر، كانت بمثابة ملف خاص في الإعلام السعودي هذا الأسبوع، موقع “الإسلام اليوم”(18)، وجه انتقادات إلى خطبة الجمعة الموحدة التي بدأت وزارة الأوقاف المصرية في العمل بها، بعد الانقلاب العسكري قبل قرابة ثلاثة أعوام.

في ذات الأمر، ولكن في مجال آخر، تناولت بعض المصادر السعودية بعض الفتاوى التي شهدتها مصر مؤخرًا، وأثارت أزمة. وقال تقرير لـ”عكاظ” في هذا الصدد()، إن المؤسسة الدينية في مصر، تعيش حالة من الترقب للانتهاء من ترتيب أوراق الفتوى، في ظل جرأة غير المتخصصين والمنتمين إلى تيارات متشددة على الفتوى. وأضاف التقرير أن “الحالة المصرية” متكررة في دول العالم الإسلامي، بيد أنه بدرجات متفاوتة، حتى أن المملكة تنبأت بخطر “فوضى الفتوى” في وقت مبكر من لبعام 2010م؛ عندما أصدر العاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمرًا يقضي بقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء ومن يراهم المفتي أهلاً لذلك.

ونقلت الصحيفة عن مفتي مصر، شوقي علام، قوله إن صناعة الفتوى أشد خطورة من صناعة السلاح “لأنها قد تفتك بالإنسان والحيوان إذا لم يتم ضبطها”، مستشهدًا بـ”متطرفين فتكوا بالشباب واستعمروا أوطانًا وهددوا أسرًا بدعاوى وفتاوى باطلة، ومصطلحات سرقت وسلبت من أغراضها من أجل تحقيق مصالحهم فقط”.

وتوضح الجداول والأشكال التالية الأوزان النسبية لهذه القضايا الداخلية والخارجية وكذلك الشأن المصري في الإعلام السعودي:

الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي

الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي

خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:

1. تركيا: خطاب محايد، مع تراجِع مستوى الاهتمام بخلاف المستوى الإخباري.

2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: خطاب سلبي متصاعد.

3. الولايات المتحدة: خطاب سلبي، ولكن متراجع على خلفية زيارة الأمير محمد بن سلمان الحالية إلى الولايات المتحدة.

4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: خطاب سلبي متصاعد.

5. “الإخوان المسلمون” والإسلام السياسي والربيع العربي: خطاب سلبي متصاعد.

6. مصر والعلاقات المصرية – السعودية: إيجابي، مع تراجع المستوى السلبي في تناول المواقع الصحوية للشأن المصري؛ حيث يستمر موقع “المسلم” على موقفه المتحفظ الذي بدأه قبل فترة، وبدأ موقع “الإسلام اليوم” في التقليل من مستوى انتقاداته للأوضاع في مصر، مع الإبقاء على تناول الحالة الأمنية في شمال سيناء بشكل شبه ثابت.

سادسًا: الاستنتاجات:

1. لم يظهر – إلى الآن – أي أثر “معلن” لحكم القضاء الإداري بشان اتفاقية “تيران” و”صنافير”، سلبي، بالنسبة للعلاقات المصرية السعودية، ويبدو أن هناك تفاهمًا داخليًّا في الكواليس تم في هذا الموضوع.

2. مثلت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، دفعة قوية لداعمي مشروع توريثه للحكم في المملكة؛ حيث تم تصوير الزيارة في غالبية المصادر السعودية، باعتبار أنها “فتح استراتيجي”، سوف يعيد الأمور إلى نصابها للعلاقات السعودية الأمريكية المأزومة، ودعم خطط التنمية في المملكة.

3. من جانب آخر، لا يبدو أن زيارة ابن سلمان للولايات المتحدة، قادرة على القضاء تمامًا على الأزمة التي خرجت إلى العلن بين الدولتَيْن قبل فترة، بسبب السياسات الأمريكية إزاء الملف السوري، وما تقول الرياض إنه دعم أمريكي للإخوان المسلمين، واتهام شخصيات سياسية ودعوية في الرياض بالتورط في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.

4. لا يزال الموقف كما هو من الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي بشكل عام؛ حيث تبدو قطيعة كاملة، غذتها بعض المواقف المستجدة من جانب إخوان السعودية، من بينهم الدكتور علي العمري، والدكتور سلمان بن فهد العودة، ترتبط بشكل أساسي، بالتواصل مع رموز إخوان مصر، ممن يظهرون عداءهم للنظام السعودي، كما في حالة الداعية وجدي غنيم، الذي استضافته قناة “فور شباب” التي يشرف عليها العمري في برنامج خاص بغنيم، خلال شهر رمضان.

5. العلاقات السعودية التركية ليست على ما يُرام، بسبب الموقف التركي من إيران أساسًا، والذي غلَّب الاعتبارات الاقتصادية التركية على المطالب السعودية بحصار إيران، وكذلك رفض أنقرة المصالحة مع النظام المصري. وبالرغم من أن ذلك لا يظهر في الإعلام السعودي بشكل مباشر – لا يهاجم تركيا، ولكنه مثلاً، يتجاهل أخبار وصول قطع عسكرية سعودية إلى تركيا للمشاركة في مناورات جوية وبحرية (20).

——————————-

الهامش

(1) 23 يونيو 2016م، الرابط

(2) الاقتصاد يتصدر أجندة محمد بن سلمان في «قلعة التكنولوجيا» الأميركية، “الشرق الأوسط”، 23 يونيو 2016م، الرابط

(3) واشنطن بوست: المملكة تنتقل إلى الحداثة، “الوطن” السعودية، 23 يونيو 2016م، الرابط

(4) 23 يونيو 2016م، الرابط

(5) 22 يونيو 2016م، الرابط

(6) 21 يونيو 2016م، الرابط

(7) “الرياض”، 23 يونيو 2016م، الرابط

(8) خريج خلية الفتنة.. قتله إرهابيون في تصفية حسابات!، 24 يونيو 2016م، الرابط

(9) 3 «هاشتاقات»عالمية لحادثة «أورلاندو» تكشف نسب التطرف، 21 يونيو 2016م، الرابط

(10) 21 يونيو 2016م، الرابط

(11) 23 يونيو 2016م، الرابط

(12) برنامج “صحوة” لعدنان إبراهيم يثير جدلا في السعودية وهيئة كبار العلماء تحذر، 24 يونيو 2016م، الرابط

(13) 23 يونيو 2016م، الرابط

(14) «شدة أذن» روسية للأسد، 23 يونيو 2016م، الرابط

(15) “الحياة” اللندنية، 23 يونيو 2016م، الرابط

(16) ابتسام الكتبي لـ«عكاظ»: لا أحد يمكنه النيل من العلاقات السعودية الإماراتية، 19 يونيو 2016م، الرابط

(17) أول ضابط يدير الجزيرتين: تيران وصنافير سعوديتان استعارتهما مصر لدواعٍ أمنية، 21 يونيو 2016م، الرابط

(18) انتقادات للخطبة الموحدة بمصر.. والأوقاف: تواكب العصر، 23 يونيو 2016م، الرابط

(19) مصر: فوضى الفتوى تعصف بـ «الخطاب الديني»، 21 يونيو 2016م، الرابط

(20) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

 

أحمد التَّلاوي

باحث سياسي ومحرر إعلامي، بكالوريوس العلوم السياسية، جامعة القاهرة، 1996، من مؤلفاته: إيران وصراع الأصوليات في الشرق الأوسط، دولة على المنحدر، أمتنا بين مرحلتين، الدولة والعمران في الإسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى