موجز الصحافة – 16 ديسمبر 2025

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
تطورات السياسة الخارجية
الجنائية الدولية ترفض اعتراض إسرائيل على أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت (العربي الجديد)
رفضت دائرة الاستئناف في المحكمة الجنائية الدولية، الاعتراض الإسرائيلي ضدّ أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت. وبحسب بيان المحكمة الجنائية الدولية، فقد رفض قضاة الاستئناف في المحكمة بأغلبية الأصوات، طعناً آخر قدمته إسرائيل لوقف تحقيق المحكمة في طريقة إدارتها الحرب على قطاع غزة.
ويفيد القرار بأنّ التحقيق مستمر وأن مذكرات الاعتقال التي صدرت العام الماضي بحق نتنياهو وغالانت “لا تزال قائمة”. وتتذرع إسرائيل في اعتراضها بأن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تقوم بإخطار جديد (إحالة جديدة) في ما يتعلق بالتحقيق في الجرائم المرتكبة في فلسطين، استناداً إلى أن أحداث 7 أكتوبر 2023 تشكل “وضعاً جديداً”. وفي أكتوبر الماضي، رفضت المحكمة الجنائية الدولية للمرة الثانية استئنافاً تقدمت به إسرائيل ضد مذكّرتَي الاعتقال الصادرتَين بحق نتنياهو وغالانت.
في 5 فبراير 2021، قضت المحكمة الجنائية الدولية بأنّ فلسطين دولة طرف في نظام روما الأساسي، وأن اختصاص المحكمة على الأراضي الفلسطينية يمتد ليشمل غزة والضفة الغربية المحتلتَين منذ عام 1967. وفي 3 مارس 2021 أعلن مكتب المدعي العام عن بدء تحقيق في الوضع الفلسطيني. واعترضت إسرائيل على اختصاص المحكمة في 23 سبتمبر 2024، بموجب المادة 19(2) من نظام روما الأساسي.
وفي 21 نوفمبر 2024، أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكانت فلسطين قد تقدمت بطلب إلى المحكمة الجنائية الدولية عام 2018 تطالب فيه بالتحقيق في “الجرائم المرتكبة والمستمرة في ارتكابها في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة اعتباراً من 13 يونيو 2014”. وفي مارس 2021، أشار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في إخطاره لإسرائيل إلى أن التحقيق الأولي للجرائم المرتكبة في فلسطين يشمل الفترة من 13 يونيو 2014 وما بعدها. وفي 17 نوفمبر 2023، طلبت خمس دول أعضاء في المحكمة (جنوب أفريقيا، بوليفيا، بنغلاديش، جزر القمر، وجيبوتي) فتح تحقيق بشأن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
السيسي والاتحاد الأوروبي: شراكة الخنوع أم صفقة على حساب اللاجئين وحقوق الإنسان؟ (عربي21)
مقدمة
في زمن تتراجع فيه القيم الحقوقية تحت ضغط المصالح والصفقات السياسية، تأتي مبادرات الاتحاد الأوروبي الأخيرة لتصنيف دول مثل مصر كـ”بلدان آمنة” لتكشف القناع عن تسوية قاسية: أمن أوروبا بانتقاء مصلحتها على حساب معاناة البشر وبتسامح مريب مع أنظمة قمعية. هذا التبني لا يحدث في فراغ؛ بل في سياق ضغوط داخلية وأجندات يمينية وأزمات هجرة مُستغلة سياسيا. وفي المقابل، لا يستحق نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي التبرير أو غضّ الطرف عن سجله في قمع المعارضين والصحافة والنشطاء.
لماذا تصنيف مصر “آمنة” صفعة لضحايا القمع؟
التصنيف المقترح من قِبل مؤسسات الاتحاد الأوروبي يجعل من الصعب على طالبي اللجوء من مصر تبرير خوفهم من الاضطهاد، ويضع عبء الإثبات على المنكوبين فرارا من الاعتقال والتعذيب والاضطهاد السياسي. هذا القرار لا يعكس فقط قراءة ميدانية للواقع المصري، بل هو نتاج مساومات سياسية أوروبية تسعى لتقليل أعداد الوافدين بتبريرات إدارية. وقد أيدت لجان برلمانية أوروبية قائمة تضم دولا مثل مصر ضمن “بلدان المنشأ الآمنة”، وهو ما يسرع عمليات الرفض والإعادة.
السيسي: مَن يكافئ من؟
لا يمكن فصل موقف الاتحاد الأوروبي عن واقع الحالة الحقوقية في مصر: عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين، وقيود على حرية التعبير، ومحاكمات جماعية تكررت في السنوات الأخيرة. تقارير من منظمات دولية وثّقت نمطا منظما من القمع والتضييق، ما يجعل توصيف “آمنة” غير مرتبط في أرض الواقع بتدابير حقيقية لإصلاح الحريات أو ضمان عدم الاضطهاد. إذن: هل نصنف مصر آمنة لأن النظام يستجيب لمطالب الخارج، أم لأنّ واقع حقوق الإنسان فيه قد تحسن؟ الأدلة الميدانية تقول العكس.
من المستفيد فعلا؟ الاتفاقات أم الضحايا؟
هناك فائدة عملية فورية للدول الأوروبية: تسهيل إجراءات الرفض، وتقليل أعباء الاستقبال، وطرد أسرع. هناك أيضا زخم سياسي داخلي يميل لليمين في عدد من العواصم الأوروبية دفع باتجاه تشديد السياسات و”قوائم آمنة” لتجفيف تيارات الهجرة. لكن ثمن هذه الكفاءة يدفعه اللاجئون والمطالِبون بالحماية؛ إذ تختصر حالتهم الإنسانية إلى خانة إدارية تُسوق على أنها “ملف للتنظيم” لا “قضية حماية”. النقاش هنا ليس تقنيا فقط؛ إنه أخلاقي.
هل أنقذت أوروبا نفسها أم باعت مبادئها؟
القول بأن أوروبا “تحمي حدودها” صحيح من زاوية اختيار السياسات؛ لكن الدفاع عن القيم الإنسانية كان دائما جزءا من هويتها المعلنة. التحول الحالي إلى سياسات أكثر تشددا -بما في ذلك بناء مراكز لإعادة الترحيل وتعزيز الاعتقالات- يطرح سؤالا صريحا: هل سقطت المبادئ أمام الحسابات السياسية؟ عند سقوط المبادئ تتعرض أوروبا لخطر خسارة مصداقيتها الإنسانية، بينما تستمر الأنظمة القمعية في الحصول على شرعية عملية مقابل تسهيلات سياسية.
خاتمة
التصنيف المقترح لمصر كـ”دولة آمنة” يعكس فشلا مزدوجا: فشل أوروبي في حماية القيم التي يدّعيها، وفشل مصري في إصلاح منظومة استبدادية تمنع المواطنين من التمتع بالحقوق الأساسية. ليس الهدف تعطيل أي نقاش حول إدارة الهجرة أو حماية الحدود، لكن لا يمكن أن تكون الحلول على حساب الحق في الحياة والسلامة والكرامة. إن السماح بصفقات مصلحية مقابل الصمت على الانتهاكات هو تنازل أخلاقي يجب أن نرفضه.
سؤال للقراء: هل يجب على دول الاتحاد الأوروبي أن تفرض شروطا حقوقية صلبة قبل الاعتراف بأي دولة كـ”آمنة” أم أن الأولوية تكون لإدارة الحدود مهما كان الثمن؟ شاركوا رأيكم ووقّعوا على حماية كرامة المدنيين من سياسات تُقدّم الكفاءة على العدالة.
مصر تعزي المغرب في ضحايا فيضانات آسفي (الشروق)
أعربت مصر عن خالص التعازي وصادق المواساة إلى المملكة المغربية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في ضحايا الفيضانات التي اجتاحت مدينة آسفي، وأسفرت عن وقوع عدد من الضحايا والمصابين.
وأكدت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، تضامنها الكامل مع المملكة المغربية في هذا الظرف الدقيق، وعبرت عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، مؤكدةً عن ثقتها في قدرة السلطات والشعب المغربي الشقيق على تجاوز هذه المحنة.
وتعرض المغرب، لفيضانات عارمة ضربت مدينة آسفي، على بُعد نحو 300 كيلومتر جنوب الرباط، وأدت إلى مقتل 37 شخصًا في أحدث حصيلة اليوم الاثنين.
السيسي يهنئ ملك البحرين بذكرى العيد الوطني (الشروق)
بعث السيسي برقية تهنئة إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بمناسبة الاحتفال بذكرى العيد الوطني.
وأوفد السيسي، محمد يحيى، الأمين برئاسة الجمهورية إلى سفارة مملكة البحرين بالقاهرة للتهنئة بهذه المناسبة.
وزير الخارجية يبحث مع مدير “الطاقة الذرية” تطورات الملف النووي الإيراني (بوابة الأخبار)
بحث وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، هاتفيا مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، سبل تعزيز التعاون بين مصر والوكالة، وتطورات الملف النووي الإيراني.
وشدد وزير الخارجية ـ خلال الاتصال ـ الحرص على استمرار التنسيق والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيدا بالدور المحوري الذي تضطلع به الوكالة في إطار نظام التحقق بموجب معاهدة منع الانتشار النووي.
كما تناول الاتصال الملف النووي الايراني، حيث أكد وزير الخارجية أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى بناء الثقة وتهيئة الظروف اللازمة لاستمرار التعاون بين إيران والوكالة؛ بما يتيح فرصة حقيقية للتوصل لحلول دبلوماسية واستئناف الحوار والتوصل إلى اتفاق شامل للملف النووي الإيراني يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وزير الخارجية يؤكد أهمية ضمان استدامة وقف إطلاق النار بغزة (بوابة الأخبار)
أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، أهمية ضمان استدامة وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ بما يسهم في تثبيت التهدئة ومنع تجدد العنف.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية وبيتر سيارتو وزير الخارجية والتجارة المجري، في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الصديقين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
الزعاترة: استبعاد تركيا من مؤتمر بشأن غزة!! (الرابط)
قال الصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة في حسابه على منصة إكس إنه قد تم استبعاد تركيا من مؤتمر بشأن غزة تنظمه القيادة المركزية الأمريكية، بهدف النقاش حول ملف “قوة الاستقرار الدولية”. حيث كتب الزعاترة: “المؤتمر، بحسب “هآرتس” يلتئم غدا في الدوحة، بتنظيم القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، والهدف هو نقاش ملف ما يُسمّى “قوة الاستقرار الدولية”. تمّت دعوة ممثلين من أكثر من 45 دولة للمشاركة، فيما استُبعدت تركيا، بسبب “فيتو” من “الكيان”.
ونقلت الصحيفة عن “مصدر عربي” قوله إن “الدوحة وأنقرة تمارسان حاليا ضغوطا على واشنطن لدعوة تركيا إلى المؤتمر”. إذا كان تركيا، وهي من الضامنين الثلاثة ستُستبعد حقّا بـ”فيتو” من “الكيان”، فلا معنى لذلك غير تراجع ترامب أمام نتنياهو، بدل أن يتقدّم إلى الأمام، وهو دليل آخر على أن نوايا فصل القطاع عن الضفة، وتكريس السيطرة الأمنية الصهيونية عليه ما تزال فاعلة، ما يعني أن القصة ستطول كثيرا قبل أن يتم التوصّل إلى صيغة مقبولة. وضع عربي وإسلامي رسمي بائس، لا يرى الأبعاد الكاملة للمخطّط الصهيوني، ولا الأمريكي، فكيف إذا التقيا معا عند نقطة واحدة بدفع من صهاينة ترامب؟! مواجهة هذه الأمّة للمخطّط (جوهره التركيع الكامل) ستكون صعبة ومريرة، لكن لن يمرّ، بإذن الله. وقد قلنا وشرحنا ذلك مرارا من قبل.”
مشعل: على ترامب الاستجابة لدعوات “ماجا” ورفض أجندة إسرائيل (الرابط)
نقل موقع” دروب سايت” الإخباري في مقابلة مع زعيم حماس في الخارج، خالد مشعل، قوله إن على ترامب الاستجابة للدعوات المتزايدة داخل حركة “ماجا” (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً) ورفض أجندة إسرائيل. حيث يؤكد مشعل في مقابلة حصرية له مع الموقع الإخباري على ضرورة أن ينهي ترامب بشكل نهائي حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ عقود، وأن يفتح عهداً جديداً في العلاقات الأمريكية الفلسطينية.
حيث قال القيادي البارز في حركة حماس، خالد مشعل، في المقابلة التي أجراها معه موقع “دروب سايت”، إنه إذا كان الرئيس دونالد ترامب يرغب في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، فعليه وضع حد للتدخل الإسرائيلي في السياسة الأمريكية تجاه فلسطين. وأضاف مشعل أن على الولايات المتحدة بدلاً من ذلك الدخول في عملية مفاوضات مباشرة حقيقية مع حماس والفصائل السياسية الفلسطينية الأخرى، بهدف إقامة علاقات ثنائية ودية.
وتابع مشعل: “للأسف، تكمن إحدى مشكلات الإدارة الأمريكية في أنها تُعطي الأولوية لمصالح إسرائيل على مصالح الولايات المتحدة نفسها. حتى أنصار ترامب – المعروفون بشعار “ماجا” (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً) ــ أدركوا أن إسرائيل تُشكل عبئاً عليهم، إذ تُقيد مصالح الولايات المتحدة وتُلحق الضرر بها. أنا ببساطة أدعو الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية إلى الحكم بناءً على مصالح أمريكا، لا مصالح إسرائيل.
وأضاف: “لو نظروا إلينا ولو للحظة واحدة بإنصاف وموضوعية، لرأوا أن الشعب الفلسطيني مضطهد تحت الاحتلال، وأن له الحق في المقاومة، إلا إذا تدخلت أمريكا وأجبرت إسرائيل على الانسحاب، وفي هذه الحالة سنشكر أمريكا”. وأضاف: “عندما يتخلى العالم عنك، لا خيار أمامك سوى مقاومة المحتل حتى تجبره على الانسحاب…”
تطورات السياسة الداخلية
الأمن المصري يحاصر “جيل زد” ويخترق “ديسكورد” ويعتقل عشرات الشباب (عربي21)
كشفت منظمة حقوقية مصرية، عن اعتقال الأمن المصري للعشرات ورصد واختراق الأجهزة الأمنية بعض المواقع والمجموعات الشبابية الغاضبة عبر منصات تواصل إلكترونية، بينها تطبيق “ديسكور”، وإحباط أي محاولة لظهور “جيل زد”.
وأشارت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، إلى أن المعلومات التي حصلت عليها تظهر أن بعض المحتجزين وأغلبهم من فئة الشباب صغار السن، جرى عرضهم على جهات التحقيق، فيما لا يزال آخرون رهن الإخفاء القسري دون إعلان رسمي عن أوضاعهم القانونية حتى اللحظة.
وطالبت الشبكة الحقوقية بضرورة الشفافية، واحترام سيادة القانون، وضمان حقوق المحتجزين، خاصة الشباب وصغار السن.
ويقول الحقوقي أحمد العطار، لـ”عربي21″: “ليس لدينا معلومات جديدة عن المعتقلين، غير أن هناك بعض التفاصيل المهمة التي يصعب تناولها، حفاظا على المصادر والمعتقلين”.
ويؤكد أن “هذا التوجه الأمني باعتقال نشطاء الإنترنت مستمر منذ سنوات”، مبينا أنه “يجري اختراق بعض المجموعات عبر إنشاء جروبات مشابهة للجروبات الأصلية بنفس البوستات والتصميمات تقريبا، ومن خلاها يتم اعتقال مواطنين جددا”.
صداع برأس الدكتاتوريات
وتسبب “جيل زد” (Gen Z)، في صداع لبعض الأنظمة الدكتاتورية مع استخدامهم ببراعة منصات التواصل الاجتماعي لتنظيم احتجاجات شعبية تصديا للفساد الحكومي، وللمطالبة بمساءلة المسؤولين، ومعالجة أسباب الفقر، والبطالة، واليأس، بمقابل فئة اجتماعية قليلة تُظهر حياة البذخ بمواقع التواصل الاجتماعي.
والعام الماضي، خرجت احتجاجات (جيل زد) مواليد (1997- 2012) في كينيا، وبنغلاديش، وإندونيسيا، في حراك شبابي وصل دولة نيبال، سبتمبر الماضي، وانتقل في أكتوبر الماضي للمغرب عبر “جيل Z 212″، ما قابلته حكومات تلك الدولة ومؤسساتها الأمنية بـرد “وحشي”، وإطلاق الذخيرة الحية، والرصاص المطاطي وفق وصف “منظمة العفو الدولية”.
و”جيل Z”، هم أبناء “جيل X” (مواليد 1965– 1980)، وخلفاء “جيل الألفية” (1981- 1996)، وأسلاف جيل ألفا (2012– 2024)، وتتراوح أعمارهم بين (13-26 عاما)، ويبلغ عددهم نحو 1.861.6 مليار نسمة؛ بنسبة 23.64 بالمئة من سكان العالم، البالغين 7.875 مليارات نسمة عام 2021، منهم 428.514.686 نسمة بأفريقيا، وبنحو 40 مليون نسمة في مصر، وفقا لتقدير الأمم المتحدة عام 2022.
“جيل زد” وخصوصية “ديسكورد”
وعلى الأغلب يلجأ الغاضبون من (جيل زد) إلى الحديث عبر تطبيق، “ديسكورد”، كمنصة تواصل رقمي يتيح للمستخدمين إنشاء مجموعات خاصة وعامة للتواصل، ما جعله مرتبطا بأذهان أنظمة ديكتاتورية وسلطاتها الأمنية بالحركات الشبابية الغاضبة الداعية للثورة والتغيير، ما أثار مخاوف نظام القاهرة من حركة شبابية مماثلة.
وتبقى التجربة المغربية حاضرة أمام أعين السلطات المصرية، خاصة وأن “جيل Z”، المغربي، انطلق من “ديسكورد” إلى الشارع، وأطلق موجة احتجاجات واسعة من الدار البيضاء رفضا لتردي الخدمات الصحية، والتعليمية، وتفاوت العدالة الاجتماعية.
وتداولت أنباء حول حظر السلطات المصرية لتطبيق “ديسكورد”، جرى نفيها لاحقا، وسط تقارير أمنية تشير إلى أن حكومة القاهرة تراقب مستخدمي التطبيق خاصة مع دعوات لاستخدامه في مصر لتنسيق الاحتجاجات ما تعتبره تهديدا للأمن القومي.
ووفق شكاوى مصريون، يواجه مستخدمو “ديسكورد” في مصر صعوبة في الوصول إلى المنصة، رغم أنها تعمل على أنظمة “مايكروسوفت”، و”ويندوز”، و”وماك”، أو “إس واندرويد”، و”لينكس”، و”آيفون”، وفي متصفحات الويب، منذ آيار/ مايو 2018.
هذا ما يقلق النظام؟
وتتوالى الدعوات عبر الإنترنت لانضمام الشباب إلى حركات ثورية سلمية التغيير، وتحت عنوان “ثورة المفاصل”، دعا القائمون على فكرة “الثورة الشعبية السلمية في مصر”، الشباب المصري للانضمام إليها عبر تطبيق “ديسكورد”، بهدف إنهاء الحكم العسكري، وبناء نظام يقوم على احترام إرادة الشعب في اختيار من يحكمه، وسيادة القانون.
وتعرف حركة “GenZ002 Of Egypt”، نفسها عبر الإنترنت بأنها “ليست حزبا سياسيا ولا جماعة دينية، بل حركة جديدة، مرجعيتنا وهدفنا خلق مقدرات وهوية مجتمعية وسياسية جديدة في عقول أهلنا الكبار والأجيال التي تأتي بعدنا، ومبنية على حرية الرأي والتعبير وتداول السلطة السلمي من غير قمع وظلم وافتراء”.
وأثارت مجموعات “GenZ002 Of Egypt”، ضجة واسعة عبر الإنترنت حيث تستخدم تطبيق “ديسكورد”، في نقاشات أسبوعية بموضوعات الأمن والاقتصاد والسياسة والتغيير، ما دفع نشطاء عرب للإشادة بهم وبما يقدمونه من نقاشات.
وكتب الصحفي الفلسطيني نظام المهداوي، يقول إنهم يتناقشون عبر منصّاتهم في “ديسكورد”، “بوعي راق حول الأراضي التي تُباع، والديون التي تخنق الدولة، والسجون والمعتقلات، والتآمر على غزة، والتفريط في مياه النيل، ويتكلمون بجرأة لم تكن تُسمع منذ سنين”، مؤكدا أنه “على نظام السيسي، أن يتحسس رأسه”.
صُدمتُ مرّات لا تُحصى وأنا أتابع جيل Z المصري عبر منصّاتهم في «ديسكورد». وصُدمت أكثر حين طلبوني للحديث في مساحات صوتية؛ فإذا بي أمام جيل كنت أظنّ أن آلة التجهيل التي يديرها إعلام النظام وذبابه قد سحقت وعيه تمامًا.
ومؤخرا ظهرت شخصيات عسكرية معارضة بحسابات تحت اسمي: “Al Malik”، و”Ayman ElKashif”، تذيع تسريبات جنسية ومخالفات مالية لشخصيات إعلامية وسياسية وعسكرية وجهات موالية للنظام، عبر الإنترنت وتدعو الشباب للتواصل معها عبر ذات التطبيق، وعبر: “تليغرام”، و”تيك توك”، و”فيسبوك”، و”إكس”، ما أثار حفيظة السلطات المصرية، بشدة.
وبعد اعتقالات شباب وصغار سن مصريين من مجموعات “ديسكورد”، يثار التساؤل، عن دلالات هذا التحرك الأمني؟، وكيف يكشف عن حجم مخاوف النظام المصري من “جيل زد” ومجموعات الانترنت؟، وأيضا؛ مدى نجاح الأمن المصري في تكبيل “جيل زد”، ووأد ثورتهم السلمية المحتملة، قبل أن تبدأ؟.
“جيل زد”.. ودرس “25 يناير”
وفي تعليقه، يقول نائب رئيس حزب “تكنوقراط مصر”، محمد حمدي، إن “النظام المصري لا يحاصر (جيل زد)، فقط؛ بل يحاصر كل المصريين ظنا منه أن القبضة الأمنية الحل والضمانة لبقائه، ولكنه يبدو أنه تجاهل دروس التاريخ، ولم يتعلم من درس (25 يناير 2011)، الذي يراه كابوسه الأوحد”.
ويضيف لـ”عربي21″: “إن صح خبر اختراق تطبيق (ديسكورد) أو أيا من وسائل التواصل الاجتماعي فهذا يدل على مدى هشاشة هذا النظام؛ حيث يبدو كنظام لا يحتمل أو يتقبل صوت شباب في مقتبل العمر، وبدلا من الاحتواء والاستماع إلى مطالب هذا الجيل كانت القبضة الأمنية كالعادة هي الحل”.
ويلفت إلى أنه “حتى الآن، وحسب علمي، لم يتم التأكد من اعتقال أي مشارك على (ديسكورد)، من شباب (جيل زد)”، مستدركا: “وكم عهدنا من كذب هذا النظام، وتلفيق أذرعه الأمنية قضايا لشباب ليس لهم أدنى علاقة بأي نشاط”.
ويشير إلى احتمال “استغلال النظام عدم تفعيل بعض الشباب معامل الحماية، أو أنه مارس اعتقالات عشوائية، ووجد بعض الشباب قد حمل التطبيق على هواتفهم المحمولة فوجه لهم التهم لنشر الخوف والفزع بأوساط الشاب”.
ويؤكد أنه “مهما كانت الطرق التي يتبعها النظام فإنه يوما بعد يوم يكتسب شريحة جديدة من المصريين ضمن خصومه؛ والقاعدة تقول إن من يعادى الجميع مصيره الخسارة والسقوط؛ والنظام يعادى أعلى شريحة شعبية بمصر وهم الشباب”.
وختم يقول: “حتى لو اخترق وسيلة تجمعهم اليوم، سيجدون غيرها لأنهم آمنوا بفكرة الوحدة بينهم، وجمعهم هدف واحد، وهو إسقاط النظام وحماية مستقبل البلد”.
جيل بلا مرض الخوف
من جانبه، يرى الناشط والصحفي المصري أدهم حسانين، أنه “جيل من الشباب يتوقون إلى الحرية، وحرية العمل السياسي، وحرية الوطن، ولم تتلوث أفكارهم وأرواحهم بأمراض الجيل الشاب الذي عاصر الانقلاب العسكري منتصف 2013، وخاصة أفكار الخوف، من الإقدام على الحراك، والنزول للشارع، والمطاردة الأمنية”.
وفي حديثه لـ”عربي21″، يؤكد أن “هؤلاء الشباب لم يروا عقبات وأحداث 2013، لصغر سنهم حينها، وهذا في حد ذاته يمثل بيئة خصبة للتحرك ويصنع لديهم حماسا كبيرا للتغيير، خاصة وأنه جيل يرى الواقع المؤلم لشعبه والأليم لبلاده”.
ويعتقد حسانين، أن “عدم وجود الخوف لديهم، مع ما عندهم من حماس يمثل مكسبا لـ(جيل زد)، على (ديسكورد)، ويعطينا أملا بخروج هذا الجيل للشارع”، مشيرا إلى توقع للأكاديمي الدكتور سامي العريان، عبر (بودكاست) بأن (الموجة الأولى من الربيع العربي لم تكتمل وأن هناك موجة أخرى ستكون أكثر واقعية من الأولى)، التي كان فيها جزء من الحلم الأفلاطوني غير المكتمل”.
اعتقال فتيات “جيل زد”
ويعاني المصريون منذ الانقلاب العسكري الذي ضرب البلاد 3 يوليو 2013، من فقدان الأمل في تغيير النظام العسكري الذي يحكم البلاد منذ العام 1952، خاصة مع نسخته الجديدة على يد السيسي، الذي يفرض قيودا على الحريات، واتخذ قرارات وأصدر قوانين أغلقت المجال العام، وقاد حملة أمنية أسفرت عن اعتقال مئات الآلاف من المصريين.
وفي آخر، الأنباء عن الانتهاكات الأمنية بحق المصريين، يؤكد الحقوقي عبدالرحمن البدراوي، الأحد، أنه “يجري اعتقال فتاة مصرية كل عدة أيام”، مبينا أنه “خلال العام 2025 تضاعف تقريبا عدد النساء المعتقلات حتى قارب 1000 معتقلة”، مشيرا إلى أن “أوضاع حبسهم أسوء من المعتقلين الرجال، حيث يتم توزيعهم على زنازين الجنائيات”.
ويلمح إلى أن أسباب اعتقال البنات تأتي “بدعوى كتابة بوست عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو وضع لايك على صفحة شخصية مصرية معارضة”، محذرا من أن نتائج “زيادة الاجرام والفُجر، والخصومة”، انفجار البركان في كل من انتهك حرمة منزل، ومن تعدى على امرأة، ومن اعتقل بنتا”، موضحا أن “المتتبع لأخبار السجون والمعتقلين الفترة الأخيرة يدرك أنهم شريحة مختلفة عن معتقلي 2013 و 2014”.
جثامين مصرية للبيع… استنزاف عائلات ضحايا الهجرة غير الشرعية (العربي الجديد)
تساوم شبكات الاتجار بالبشر الليبية عائلات ضحايا الهجرة غير الشرعية المصريين على إعادة جثامين أحبائهم، في ظاهرة تنمو حتى أضحى لدى بعضهم ثلاجات خاصة للموتى.
– فقد المحامي المصري مسعد البنا صديقه الذي سافر بطريقة غير شرعية إلى ليبيا بحثاً عن فرصة للوصول إلى أوروبا عبر البحر، وبعد وصوله انقطع أثره تماماً، فبدأت أسرته المقيمة في مدينة دمياط شمال مصر رحلة بحث مضنية عبر الإنترنت، حتى أنها لجأت، بمساعدة البنا، إلى المكتب الدولي للمحاماة – فرع ليبيا، والذي يفوضه ذوو المفقودين بالبحث عنهم لكن دون جدوى، ليقرر البنا إطلاق مجموعة على “فيسبوك” في 27 إبريل 2024 بعنوان “مفقودين مهاجرين إلى إيطاليا”، سرعان ما ارتفع عدد أعضائها إلى 19 ألفاً، معظمهم يبحثون عن أقارب اختفوا في ظروف مشابهة.
وبعد أسابيع من البحث، تلقى البنا اتصالاً من شخص في ليبيا قدم نفسه بوصفه (مخبراً) قبل أن يتضح لاحقاً أنه جزء من عصابة متخصصة في احتجاز جثامين المهاجرين والاتجار بها، وطلب الرجل بيانات المفقود ثم عينة DNA من أحد أشقائه لمقارنتها مع جثة مشوهة قال إنها محفوظة في ثلاجة “خاصة”، غير قانونية تدار كمنشأة سرية لحجز الجثث وبيعها بواسطة شبكة اتجار بالبشر، وبعد مطابقة العينة، أبلغهم أن الجثمان موجود في الثلاجة، “والاستلام مقابل الدفع”، فسافر البنا وثلاثة من أقارب المفقود إلى ليبيا، هناك انتظرتهم سيارة معتمة النوافذ سارت بهم ثلاث ساعات قبل أن تصادر هواتفهم، وقادهم شخصان إلى الثلاجة المكتظة بالجثث، وكشفوا عن الجثمان: جرح غائر في الرقبة، وثلاثة جروح متصلة في الصدر، وإصبع يد مبتور!
ووسط ذهولهم، دوّى صوت أحد عناصر العصابة مطالباً بالدفع، وبعد مفاوضات، منحوه 20 ألف جنيه (400 دولار)، ثم نقل الجثمان إلى سيارة بلا لوحات سارت في طريق صحراوي، وداخل المركبة هُددت العائلة بالقتل ما لم تدفع خمسة آلاف دولار إضافية قبل تسليمه إلى مستشفى حكومي لتغسيله وإكمال الإجراءات. يقول البنا: “عندما دخلنا المستشفى لم يتفاجأ الطاقم، ولم يسألوا عن ملابسات الوفاة، واكتفى فريق الاستقبال بطلب مبالغ غير رسمية لتسريع استخراج محضر الوفاة وإجراءات الدفن”. لاحقاً علمت العائلة أن الجثمان ظل محتجزاً لدى العصابة في ثلاجتهم لمدة ثلاثة أسابيع.
هكذا تحولت المجموعة التي أنشأها البنا إلى بوابة لاستعادة سلسلة من جثامين مهاجرين مصريين بطرق مشابهة وصل عددها إلى 20 جسداً، جرى التواصل مع وسطاء يعملون لصالح عصابات كانت تحتجزها، لكن الأفضل من هذا هو نجاحه في العثور على 30 مفقوداً على قيد الحياة.
كيف يجري استرجاع الجثامين؟
لاحظ مالك “مكتب الشيخ لسيارات نقل الموتى”، الشيخ طارق، زيادة واضحة في عدد حالات الوفيات لمهاجرين مصريين غير شرعيين، فعلى مدار 20 عاماً من عمله “كانت الحالات نادرة، لكن خلال عامي 2023 و2024 كان ينقل شهرياً جثماناً أو اثنين لمهاجرين، عبر منفذ السلوم الحدودي”.
وجثث المهاجرين هذه لم تظهر فجأة على الشواطئ الليبية أو أمام المستشفيات قبل أن تنقل لذويها، بل سبقتها دائماً رحلة موت غير مرئية، هذا ما يؤكده الشاب المصري، أحمد محمد عبد الله، الذي عاد إلى قريته في مركز بنها بمحافظة القليوبية شمال مصر، لكن ذاكرته لم تبارح المخزن الذي احتجزته فيه عصابة مكوّنة من مصرييْن وليبي، مع 16 شاباً آخرين لم يبلغوا الثامنة عشرة من العمر، بعد أن نُقلوا من مدينة السلوم الحدودية بين البلدين إلى مطروح، ثم إلى طرابلس، التي كان من المفترض أن تكون بداية الطريق إلى إيطاليا، لكن عشرين يوماً قاسى فيها عبد الله ومن معه صنوف العذاب، جعلتهم يوقنون بضياع حلم الهجرة، خاصة بعد أن اتصل المهربون بوالده وطالبوه بمبلغ 140 ألف جنيه (ما يعادل 2900 دولار أميركي) مقابل إعادة ابنه إلى مصر. وبالفعل دفع الأب 90 ألف جنيه (1890 دولاراً) لمكتب “سهيل لإلحاق العمالة المصرية بالخارج” في 10 سبتمبر/أيلول 2023، بينما حوّل الباقي، عبر خدمة “فودافون كاش”، إلى رقم هاتف محمول أرسله أحد المهربين.
ومن هنا أدرك عبد الله أن السمسار المصري الذي نظم الرحلة، استدرجهم ليتاجر بهم، باتفاق مسبق مع العصابة في طرابلس، لكن المأساة لم تقتصر على الأحياء، بل طاولت الجثث أيضاً، يقول، مضيفاً أنه شهد قتل أحد المهاجرين بضربه على رأسه بأنبوب معدني، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعرضت عائلة القتيل للابتزاز لتسلّم جثمانه، مع تهديدهم بإلقائه في الصحراء إذا لم يصل المال.
وتستطيع العصابات الليبية التحفّظ على جثمان المهاجر المتوفى ليومين على الأكثر إذا لم يكن لديها ثلاجة حفظ للجثث، وإلا فعليها أن تتخلص منه جراء ظهور أعراض تحلل الجثة. ولن يجري تسليم الجثمان إلا في حال تلقت العصابة المبلغ المطلوب من أسرة الضحية، ويتم الأمر عبر وسيط مصري لينقله إلى مستشفى حكومي، بادعاء أنه قريب المتوفى، لتتم عملية تغسيله وتكفينه وإنهاء الإجراءات، تمهيداً لتسليمه إلى الأسرة، وفي حال لم يتوفر الوسيط المصري يضعونه في مكان بعيد عن عيون الأمن ويبلغون الأهل بموقعه، خلاف ذلك يقومون بإلقاء الجثة على أي شاطئ، إن لم يحصل المهرب على المال، كما يقول السمسار المصري حسن السيد، من قرية الحامدية، في محافظة سوهاج، الذي يعمل في استقطاب الشبان الراغبين في الهجرة.
ما سبق، يتطابق مع إفادة موسى أبو محمود، متطوع مصري لدفن ضحايا الهجرة غير الشرعية في المنطقة الشرقية بليبيا، موضحاً أن الجثث التي يُعثر عليها أمام المشافي أو في مناطق معينة من الصحراء، أو الشاطئ في حال كانت هويتها معلومة تتواصل الجهات الرسمية مع الأهل ويتفقون على طريقة التسليم، إن كان الجسد بحالة قابلة للنقل، مشيراً إلى أن المهربين كثيراً ما يرفقون أوراق الهوية مع الجثة، ليتولى الأمن نقلها إلى المستشفيات، أما الجثث المتعفنة فتدفن داخل ليبيا، والجثث مجهولة الهوية أيضاً توارى الثرى بترخيص من النيابة العامة الليبية.

وفي رده على ما يوثقه التحقيق، قال رئيس فرع جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في طبرق (يتبع مليشيا الجنرال المتقاعد خليفة حفتر) إبراهيم الأربد، إنه “لم يطلع على أي حالات مساومة بشأن تسليم جثث المهاجرين، لكنه لا يستبعد حدوثها في المناطق الخارجة عن قبضة الدولة والخاضعة لتشكيلات مسلحة”، معتبراً أن بيئة النزاع وانتشار السلاح قد تتيح مثل هذه الانتهاكات. ويضيف أن ملف الاتجار بالمهاجرين أحياء أو أمواتاً يتجاوز قدرات وزارة الداخلية، كونه قضية دولية متشابكة تتداخل فيها مصالح اقتصادية وسياسية لجهات عدة، بخاصة أن شبكات التهريب تقوم على “تواطؤ بين المهاجر والمهرب” لتجاوز نقاط الأمن، مشيراً إلى أن السلطات تواصل عمليات الضبط والترحيل، رغم تكرار محاولات العبور إلى ليبيا بسبب الظروف الاقتصادية في مصر.
مهاجمة المراكب
“تتعرض الزوارق والمراكب التي تقل المهاجرين دائماً للهجوم، ويجري ذلك بتنسيق مسبق بين المهربين واللصوص، وبعد إغراقها ومن عليها يبدأ مسار آخر من التفاوض مع ذوي الغرقى بشأن الجثث”، وفق تأكيد المهرب الليبي علي أبو ذيب، كما عرّف عن نفسه عندما تواصلت به معدة التحقيق عبر مجموعة على فيسبوك للهجرة غير الشرعية.
تتطابق الإفادة السابقة مع ما يؤكده صياد ليبي أطلق على نفسه “أبو الفوارس” للموافقة على الحديث خوفا من تلك العصابات، مشيرا إلى تعمدها إغراق المهاجرين، ويقع هذا مثلا لخلافات بين العصابة وأخرى تقوم بالتهريب من مناطقها أو لسرقة مراكبهم أو سرقة المهاجرين أنفسهم.
«الإدارية العليا» ترفض 16 طعنًا وتحيل اثنين لـ«النقض» في انتخابات «النواب» بـ19 دائرة ملغاة (المصري اليوم)
قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، برفص 26 طعنا و3 عدم اختصاص وإحالة لمحكمة النقض، بالإضافة لبطلان عريضة دعوى للطعن وطعن ترك خصومة بالإضافة إلى طعن آخر أُحيل للنقض وطعن آخر قضى بعدم قبوله.
أقيمت الطعون من المرشحين على نتيجة انتخابات الجولة الأولى من المرحلة الأولى، الخاصة بـ19 دائرة انتخابية تم إلغاؤها.
واستمعت المحكمة لمرافعات الطاعنين خلال جلستها، إلى جانب فحص المستندات والأوراق المقدمة، للفصل في مدى سلامة الإجراءات الانتخابية التي جرت داخل الدوائر محل الطعن.
ومن المقرر تلقي تظلمات الحصر العددي للأصوات والفصل فيها من قبل الهيئة في الفترة من 29 ديسمبر حتى 3 يناير 2026، على أن تعلن النتيجة النهائية لجولة الإعادة يوم 4 يناير 2026.
وأعلن القاضي حازم بدوي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، نتائج الإعادة بدائرة إطسا بمحافظة الفيوم، إلى جانب نتائج الدوائر الـ19 الملغاة، يوم الخميس الماضي، التي تنافس فيها 455 مرشحًا على 43 مقعدًا.
وزير الكهرباء: توجيهات بوقف تخفيف الأحمال نهائيًا (القاهرة 24)
أكد محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مختلف قطاعات الدولة شهدت خلال العقد الأخير إنجازات ملموسة في إطار جهود إعادة البناء والتنمية، مشيرًا إلى أن الكثير من هذه النجاحات لا يزال في طور التنفيذ ولم يحن الوقت بعد للكشف عن تفاصيله، بينما يظهر جزء منها بوضوح في قطاعات البنية الأساسية والخدمات والاقتصاد.
وأضاف الوزير في تصريحات صحفية اليوم، أن خطة التطوير شملت توحيد نماذج التعامل مع المشتركين عبر جميع الشركات التابعة، ووقف تخفيف الأحمال بشكل نهائي، مع مواجهة أسباب انقطاع التيار الكهربائي وتحليلها ومعالجتها على الفور، إضافة إلى تطبيق معايير الجودة في كل ما يخص الخدمات المقدمة للمواطنين، تنفيذًا لتكليفات السيسي الرامية إلى تحسين جودة الخدمات الكهربائية وضمان رضا المواطنين.
كما أكد عصمت أهمية التواصل المباشر مع المواطنين، وتنفيذ زيارات ميدانية منتظمة لمواقع العمل لمتابعة سير التنفيذ على أرض الواقع والتأكد من تحقيق المستهدفات المعلنة.
وأوضح الوزير أن قطاع الكهرباء يعد من أبرز هذه القطاعات، حيث خضع لعملية تطوير شاملة شملت كل مراحل توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها، مشيرا إلى أن الجهود ركزت على رفع مستوى الخدمات بما يتوافق مع حجم الاستثمارات التي ضخت خلال السنوات الماضية، من خلال تعزيز التواصل مع المشتركين والاستماع لمقترحاتهم، والتعامل بمرونة مع بعض الملفات مثل العدادات الكودية، والتخفيف عن تطبيق العقوبات المشددة لأولئك الذين يعتادون سرقة التيار الكهربائي للمرة الأولى.
وفاة وفقدان 27 مصريًا في غرق مركب هجرة غير شرعية في كريت باليونان (القاهرة 24)
قال عمر عامر، سفير جمهورية مصر العربية لدى اليونان، إن السفارة تتابع مع السلطات اليونانية، وعلى مدار الساعة، تداعيات الحادث الأليم لغرق مركب الهجرة غير الشرعية جنوب جزيرة كريت، والذي أدى إلى وفاة وفقدان 27 من المصريين من الشباب وصغار السن، بالإضافة إلى 5 من الجنسيات الأخرى.
وأضاف السفير عمر عامر في بيان، الذي أعرب عن خالص العزاء والمواساة لأسر وعائلات ضحايا الحادث، أن السفارة على تواصل مستمر مع أسر وعائلات الضحايا والمفقودين، وأنه تم تحديد هوية 14 مواطنًا مصريًا، وجار إعادة الجثامين إلى مصر على نفقة الدولة، في حين لا يزال هناك 13 في عداد المفقودين.
وتابع البيان: وإذ تعرب سفارة جمهورية مصر العربية عن خالص المواساة لأسر الضحايا فإنها تحذر مجددًا من أن الهجرة غير الشرعية أصبحت تمثل تهديدًا خطيرًا على حياة المواطنين، حيث ينتهي الأمر إلى غرق المراكب التي تحملهم وفقدان أرواحهم.
وأكدت السفارة: أهمية الالتزام التام والكامل فقط بالقنوات والوسائل والطرق الشرعية للسفر والهجرة، وتوخي الحذر وأقصى درجات الحيطة بالابتعاد تمامًا عن السفر عبر الطرق غير الشرعية مهما كانت الأسباب والدوافع، وذلك حماية لأبناء مصر الكرام والحفاظ على سلامة أرواحهم التي نعتبرها مسئولية وطنية لا تهاون فيها.
تطورات المشهد الاقتصادي
وزير البترول: طرح 5 مبادرات جديدة لتعزيز التعاون العربي في تأمين الطاقة (بوابة الأخبار)
ترأس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وفد مصر في الاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، الذي عُقد اليوم بدولة الكويت، برئاسة معالي الدكتور طارق سليمان الرومي، وزير النفط الكويتي، وبحضور المهندس جمال عيسى اللوغاني، الأمين العام للمنظمة، ومشاركة أصحاب السمو والمعالي وزراء الدول الأعضاء.
وطرح وزير البترول والثروة المعدنية، خلال كلمته، خمس مبادرات مصرية لتعزيز أمن الطاقة العربي، في مقدمتها إعداد خريطة للربط العربي للطاقة 2030، بهدف تحديد مشروعات الأولوية في مجالات خطوط الأنابيب، ومحطات الاستقبال، ونقل الخام والغاز الطبيعي المسال، إلى جانب وضع آلية عربية لتنسيق المشتريات الطارئة للزيت الخام والغاز الطبيعي المسال، وتبادل الشحنات عند الحاجة.
بدء التشغيل التجريبي لمحطة حاويات البحر الأحمر «1» واستقبال أول سفينة عالمية (بوابة الأخبار)
شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، بدء التشغيل التجريبي لمحطة البحر الأحمر لتداول الحاويات رقم (1) بميناء السخنة، والتي يديرها تحالف عالمي يضم «هاتشيسون CMA CGM – COSCO»، تزامنًا مع وصول أول سفينة حاويات إلى أرصفة المحطة، وذلك في يوم مهم لقطاع النقل البحري المصري.
ويأتي تشغيل المحطة في إطار تنفيذ توجيهات السيسي بتطوير الموانئ المصرية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، وضمن مشروع تطوير واستكمال ميناء السخنة، أحد المكونات الرئيسية للممر اللوجستي المتكامل «السخنة / الإسكندرية» للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
ووصلت إلى أرصفة المحطة السفينة CMA CGM HELIUM التابعة للخط الملاحي العالمي CMA CGM، والقادمة من سنغافورة، لتكون أول سفينة يتم استقبالها ضمن التشغيل التجريبي للمحطة.
ساويرس يضيف 3.5 مليار دولار إلى صافي ثروته (الرابط)
قال حساب “إيكونومي بلس” على منصة إكس إن الملياردير نجيب ساويرس أضاف نحو 3.5 مليار دولار إلى صافي ثروته منذ بداية العام الجاري لتسجل حاليا قرابة 10.5 مليار دولار. حيث كتب: “أضاف الملياردير نجيب ساويرس منذ بداية العام الجاري نحو 3.5 مليار دولار إلى صافي ثروته لتسجل حاليا قرابة 10.5 مليار دولار، للمرة الأولى على الإطلاق، وفقا لمؤشر بلومبرج للمليارديرات. تعود هذه القفزة في ثروة ساويرس إلى رهانه القوي على الذهب الذي ارتفع منذ بداية العام الجاري بأكثر من 62%. يعد ساويرس أحد أكبر المستثمرين العالميين في مناجم الذهب عبر شركته “لامانشا” القابضة التي تمتلك حصصا في شركات تعدين عالمية. لا يزال نجيب ساويرس أغنى رجل في مصر منذ أن انتزع اللقب من شقيقه الأصغر ناصف خلال أغسطس الماضي”.
ارتفاع صافي الأصول الأجنبية للبنك المركزي إلى 11.884مليار دولار بنهاية نوفمبر (الشروق)
كشف البنك المركزي المصري عن ارتفاع صافي الأصول الأجنبية لديه إلى 11.884 مليار دولار (بما يعادل 566.094 مليار جنيه) بنهاية نوفمبر 2025، مقابل 11.748 مليار دولار (بما يعادل 555.373 مليار جنيه) بنهاية أكتوبر السابق عليه.
ويعد صافي الأصول الأجنبية لدى البنك المركزي أحد أهم مقاييس الاستقرار والصلابة المصرفية، حيث يُظهر الفرق بين أصول البنك المركزي والتزاماته من العملات الأجنبية.
وكان المركزي قد كشف في مايو 2024 عن تحول صافي الأصول الأجنبية لديه من العجز لتحقيق فائض لأول مرة منذ مارس 2022.
وحقق صافي الأصول الأجنبية وقتها فائضا بقيمة تعادل 458.630 مليار جنيه، مقابل عجز وصل لما يعادل 36.070 مليار جنيه بنهاية أبريل 2024.
مصر وقطر تبحثان فرص التعاون المستقبلي في الإسكان (الوطن)
أجرى المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بجولة ميدانية في كل من مشروع «شيرب» قلب الدوحة ومنطقة «سوق واقف»، واللذين يُعدان من أبرز النماذج في مجال تطوير المناطق الحضرية ذات الطابع التاريخي والتراثي، معرباً عن تقديره للتجربتين القطريتين في إحياء المناطق ذات القيمة العمرانية والثقافية، لما تميزتا به من دمج بين الحفاظ على الهوية التراثية واستخدام أساليب التنمية المستدامة والمعاصرة.
الدمج بين الحفاظ على الهوية التراثية واستخدام أساليب التنمية المستدامة
وبحث وزير الإسكان خلال لقاءه مع بثينة بنت علي الجبر النعيمي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، أوجه التعاون المشترك وجهود مصر وقطر في إحداث تنمية عمرانية وتوفير السكن الملائم للجميع، على هامش فعاليات المنتدي الوزاري العربي السادس للإسكان والتنمية الحضرية المقام على هامش الدورة الـ42 لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب والمنعقد بالدوحة بدولة قطر الشقيقة، بحضور مجموعة من مسئولي وزارتي الإسكان والتنمية الاجتماعية بمصر وقطر.
العمل على إحداث تنمية عمرانية وتوفير السكن الملائم للجميع
وأشار وزير الإسكان إلى وجود أوجه تشابه كبيرة بين تلك المشروعات وتجربة مصر في تطوير المناطق التاريخية ذات الأهمية التراثية، مثل مشروع تطوير حدائق تلال الفسطاط ومحيط المتحف القومي للحضارة المصرية، والتي تهدف إلى إعادة توظيف المناطق القديمة بشكل يحقق التوازن بين حماية التراث ودعم النشاط الاقتصادي والسياحي، وهو ما يعكس التوجه المشترك لدى الدولتين في تطوير المدن بروح عصرية تحفظ الذاكرة الحضارية، مرحباً بالتعاون المثمر بين البلدين الشقيقين.
ثم تناول اللقاء جهود جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقة في إحداث تنمية عمرانية وتوفير السكن الملائم للجميع، كما استعرض الوزيران التجارب العمرانية والمشروعات المختلفة وفرص التعاون المستقبلي.
المشاط: لدينا 9.5 مليار دولار دعم للموازنة العامة من المؤسسات الدولية خلال 3 سنوات (الشروق)
قالت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتعاون الدولي، إن الحكومة تعمل جاهدة على تحسين مؤشرات الدين، مشيرة إلى أن هناك حلول أخرى مبتكرة للتمويل.
وأضافت المشاط خلال كلمتها في مؤتمر حابي السنوي، اليوم، أن هناك نحو ٩.٥ مليار دولار دعم للموازنة العامة من المؤسسات الدولية خلال الفترة من ٢٠٢٣ إلى نهاية ٢٠٢٦، مشيرة إلى أن هذا الدعم بعيدا عن برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي.
وأشارت إلى أن هناك منصات لتمويلات الاستدامة ساهمت في دعم الموازنة العامة، لافتة إلى أن التمويلات الممنوحة من المؤسسات والبرامج الدولية لا تقتصر على الحكومة فقط، بينما يذهب جزء كبير منها للقطاع الخاص.
تطورات المحور المجتمعي
الإعلام
المؤقتون بالصحف القومية لرئيس الوزراء: قضيتنا أهم مشكلات المؤسسات الصحفية (درب)
أعلن الصحفيون المؤقتون العاملون بالمؤسسات الصحفية القومية، شكرهم للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ولمجلس الوزراء بكامل هيئته، وكافة المسئولين الذين شاركوا في الاجتماع الذي عُقد يوم الأحد الماضي لبحث حلول جذرية للمشكلات المالية في «ماسبيرو» والصحف القومية.
وأكدوا في بيان لهم: إننا نرى في عقد هذا الاجتماع، والتأكيد على السعي نحو «حل جذري» و«إصلاح حقيقي» بارقة أمل حقيقية نحو إنقاذ مؤسساتنا الصحفية الوطنية العريقة، وضمان مستقبلها، واستعادة دورها الرائد. ونؤكد دعمنا الكامل لأي خطة إصلاحية شاملة وجادة تعيد لهذه المؤسسات ريادتها واستقرارها المالي والإداري.
وأضافوا: في هذا الإطار، نود أن نلفت انتباه رئيس الوزراء والمسئولين إلى أن أحد أهم الملفات الملحة والأكثر إلحاحاً ضمن أزمة هذه المؤسسات، هو ملف «المؤقتين» الذين يمثلون عصب العمل اليومي في كثير من إصداراتها وأقسامها، ويعيشون أوضاعاً إنسانية ومهنية بالغة الصعوبة منذ سنوات طويلة.
وذكر البيان: نعمل نحن، الصحفيون المؤقتون، في المؤسسات القومية منذ سنوات عجاف تجاوزت الـ15 عاماً، بلا تثبيت، وبلا حقوق وظيفية أو مالية تكفل لنا حياة كريمة، أو حتى تلبي الحد الأدنى من متطلبات العيش، ونسير في درب “الأشغال الشاقة” – دون تقدير – رغم إخلاصنا وتفانينا في العمل.
وقال البيان: “يعمل أكثر من 300 صحفي وصحفية مؤقت، بالإضافة إلى نحو 450 من الإداريين والعمال المؤقتين، في ظروف غير إنسانية، لا تتجاوز رواتب معظمنا 3000 جنيه شهرياً (أقل من نصف الحد الأدنى للأجور)، ويصل راتب البعض إلى 500 جنيه فقط، في وقت غلاء المعيشة”.
وتابع: “نتقاضى هذه الرواتب الهزيلة بشكل متقطع، حيث تتأخر لـ3 أشهر أو أكثر في بعض الإصدارات، نعيش بلا تأمين صحي، واجه العديد منا أمراضاً خطيرة (كالسرطان والجلطات) دون وجود غطاء علاجي لائق، وتوفي بعض الزملاء تاركين أسراً بدون معاش أو عائل”.
وأضاف: نتحمل العبء الأكبر من العمل اليومي، خاصة مع خروج عدد كبير من الزملاء المعينين على المعاش، فنعمل في عدة إصدارات وأقسام دون مقابل عادل.
وقال البيان: مطالبنا ليست منّة أو هبة، بل هي حق دستوري وقانوني تكفله القوانين والمواثيق. وقد نص قانون تنظيم الصحافة رقم 180 لسنة 2018 (المادة 43) على ضرورة تثبيت العاملين الذين أمضوا عامين في الاختبار، وبعضنا يعمل منذ 15 عاماً!.
وتابع: لقد سبق أن تم توقيع بروتوكول بين نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة لبدء تعيين المؤقتين، وتمت الاختبارات اللازمة، ولكن مر عام وثلاثة أشهر دون أن نرى أي تنفيذ على أرض الواقع.
وأضاف: لذا، ونحن نتابع بارتفاع الأمل الاجتماع الأخير للحكومة، نؤكد ما يلي:
1. ندعم كامل خطة الحكومة للإصلاح المالي والإداري لمؤسسات الصحافة القومية، على أن يكون حلاً جذرياً يمنع العودة للمشكلات مرة أخرى.
2. نطالب بإدراج ملف تثبيتنا وحل أوضاعنا كأولوية قصوى وشرط أساسي ضمن أي خطة إصلاح، لأنه يمثل قضية عدالة اجتماعية وإنسانية قبل أن تكون مهنية.
3. نطالب بسرعة تنفيذ البروتوكول الموقع واختتام إجراءات التعيين فوراً، مع منح تعويض عادل عن سنوات الانتظار والتضييق التي عشناها.
4. نؤكد أن استقرارنا المالي والمعنوي هو جزء لا يتجزأ من استقرار المؤسسة وتطوير أدائها الصحفي.
وقال البيان: نحن على ثقة بأن رئيس الوزراء، الذي يتابع بنفسه ملف إصلاح هذه المؤسسات الوطنية، سيكون له الفضل في إنهاء معاناة مئات الأسر المصرية المخلصة، والتي ظلت سنوات تقدم العطاء دون أن تنال أبسط حقوقها.
وتابع: إنصافنا هو خطوة جوهرية نحو «تطوير الأداء الصحفي» و«تعزيز الدور» الذي تتحدث عنه الحكومة، فصحفي مستقر نفسياً ومادياً هو صحفي قادر على الإبداع والمنافسة وخدمة الوطن بكل طاقته.
إحنا شايفين المسافة صفر.. أحمد موسى: لن نتهاون في أمننا القومي بما فيه سد الخراب الإثيوبي (الشروق)
أشاد الإعلامي أحمد موسى، بالجهود «المتميزة» التي تبذلها قوات حرس الحدود المصرية في تأمين كل الاتجاهات الاستراتيجية.
وأضاف خلال برنامج «على مسئوليتي» المذاع عبر «صدى البلد» مساء الإثنين، أن القوات المسلحة ترصد أي تهديد قادم من بعيد وتدمره قبل أن يصل إلى الحدود، قائلا: «قبل ما يدخل بندمره، ولو عدى بندمره، واللي يحاول يعدي حدودنا تتقطع رجله، يدفن مش تتقطع رجله».
وأكد أن مصر ترى أي تهديدات محتملة عن قرب، مستشهدًا بتصريحات لأحد قادة القوات المسلحة: «إحنا شايفين المسافة صفر».
وشدد على أن مصر لن تسمح لأي ميليشيات أو إرهابيين أو مهربين بتهديد أمنها القومي، معقبا: «إحنا عندنا ذراع طولى، عندنا سلاح الجو المصري».
وأكد أن الأمن القومي المصري لا تهاون فيه على الإطلاق، قائلا: «أمننا القومي لن تهاون فيه، لا يمكن، بما فيه السد الإثيوبي، سد الخراب».
وأشاد بوصف بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، الذي رفض تسمية السد الإثيوبي بـ «سد النهضة».
واختتم «موسى» مشددا على أن حقوق مصر المائية هي جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، قائلا: «المياه حياتنا، وأمننا القومي، سندافع عنها طبعًا، هو فيه كلام تاني؟ حد عنده شك!»، مشيرا إلى أن هذه الرسالة قيلت «مليون مرة» في لقاءات واجتماعات معلنة وغير معلنة.
الصحة
أطباء الأسنان تحذر من البطالة بسبب قرار التكليف حسب الاحتياج (درب)
قال الدكتور حسين عبد الهادي، الأمين العام للنقابة العامة لأطباء الأسنان، إن أطباء الأسنان حديثي التخرج يواجهون أزمة، بسبب صدور قرار التكليف حسب الاحتياج، مشيرا إلى تضرر حوالي 3 أو 4 دفعات في السنوات النهائية من الدراسة جراء القرار.
وتابع خلال مقابلة تلفزيونية عبر فضائية «الشمس» أن الأزمة الحالية تفاقمت بسبب تأخر وزارة الصحة في إعلان قرار التكليف، والذي كان من المفترض أن يصدر خلال عام من انتهاء سنة التدريب (الامتياز)، والتي انتهت في 1 نوفمبر 2024.
وأضاف: هذا التأخير قد يصنع أزمة كبرى جًدا ونحن في الاتجاه إلى البطالة، إذا لم يتم اتخاذ قرار حاسم، والوزارة تخطت الفترة القانونية للإعلان عن التكليف، وحتى الآن هناك 12 ألف أسرة منتظرة إصدار القرار على الأقل ليحددوا مصيرهم، والجميع يعلق الآمال أن يصيبه الدور في التكليف.
وأوضح حجم الزيادة الهائلة في فتح كليات طب الأسنان، مشيرا إلى ارتفاع عدد الكليات من 42 كلية حكومية وخاصة في 2015 إلى 88 كلية اليوم، كما زادت أعداد الخريجين من 2000 لـ3000 طبيب سنويًا قبل عشر سنوات إلى 12 ألف طبيب، وبلغ عدد الطلاب المسجلين في كليات طب الأسنان حاليًا حوالي 75 ألف طالب.
السياحة
وزير السياحة: نتوقع تحقيق إيرادات 17.8 مليار دولار بنهاية 2025 (الشروق)
قال الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، إن مصر استقبلت خلال عام 2025 ما بين 18.5 إلى 19 مليون سائح، متوقعًا تحقيق إيرادات سياحية قدرها 17.8 مليار دولار.
وتوقع خلال تصريحات لقناة «CNBC عربية»، صباح الثلاثاء، تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة تتراوح ما بين 5% إلى 7% في العام الجديد، خاصة أن أسعار المنشآت السياحية ارتفعت جدًا.
وأكد أن المتداول بشأن انخفاض متوسط إنفاق السائح في مصر غير صحيح، مضيفًا: «بإجراء مقارنات وجدنا أن إنفاق السائح في مصر مقارنة بالدول المجاورة منضبط، والمتوسط ازداد بمعدل يتراوح ما بين 30% إلى 40%».
وفي سياق آخر، تحدث الوزير عن ملف الآثار المصرية المهربة، موضحًا أن السلطات نجحت في استعادة حوالي 30 ألف قطعة خلال السنوات العشر الماضية.
وأشار إلى أن تلك الآثار تنقسم إلى: مسروقة مهربة، وأخرى خرجت بطريقة مشكوك في صحتها، مؤكدًا أن الوزارة بها إدارة تتابع المزادات العالمية والأسواق السوداء لتتبع القطع المصرية المختلفة.
الطرق والمواصلات
اصطدام قطار بسيارة نقل محملة بأعمدة كهرباء بمطروح (الشروق)
قالت الهيئة القومية لسكك حديد مصر إنه في إطار المتابعة المستمرة لإجراءات التشغيل على شبكة السكك الحديدية، وفي تمام الساعة 17:55 مساءا، ورد بلاغ من سائق القطار رقم 299 / 3971 إكسبريس (مرسى مطروح – محرم بك)، يفيد بوقوع حادث أثناء مسير القطار عند الكيلو 175/00 ما بين منطقتي جلال والضبعة.
وأضافت الهيئة، في بيان لها اليوم، أن الحادث وقع نتيجة اصطدام القطار بسيارة نقل رقم 2861 ب د هـ، محملة بأعمدة كهرباء، أثناء قيامها بعبور شريط السكة الحديد من مكان غير معد لعبور المركبات، ما أسفر عن دفع العربة المخالفة خارج نطاق السكة، كما تسبب الحادث في سقوط البوجي الأمامي للعربة رقم 115445/1 خلف السفري.
السكة الحديد: سقوط حاويات بين محطتي طوخ وسندنهور (الوطن)
كشفت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، عن تفاصيل سقوط بعض من الحاويات أثناء سير قطار بضائع محمل بحاويات فارغة بين محطتي طوخ وسندنهور بمحافظة القليوبية، نتيجة لسقوط السبنسة الخاصة بالقطار، ولم يسفر الحادث عن وقوع أي إصابات أو أضرار فنية لعربات القطار أو الخروج عن القضبان.
رفع الحاويات واستعادة حركة التشغيل
أكدت في بيان، أنه على الفور جرى الدفع بمعدات الرفع والأطقم الفنية والهندسية التابعة للهيئة إلى موقع الحادث، وجار العمل على رفع الحاويات واستعادة حركة التشغيل على الخط.
أوضحت هيئة السكة الحديد، أنها تتابع الموقف ومراجعة إجراءات السلامة والتشغيل بمنطقة الحدث، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان انتظام الحركة، كما قامت الهيئة بتشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب الحادث واتخاذ الإجراءات القانونية.
تطورات المشهد العسكري
لماذا تساعد الصين مصر في بناء أسطول جديد من الطائرات المسيّرة؟ (عربي21)
نشرت مجلة “ناشونال إنترست” تقريرًا قالت فيه إن مصر تتجه إلى تعزيز قدراتها العسكرية، خصوصًا في مجال الطائرات المسيّرة، ردًا على ما تعتبره سلوكًا عدائيًا متصاعدًا من إسرائيل، وفي ظل تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط.
وأفادت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، أن مصر تعمل على بناء أسطول من الطائرات المسيّرة ردًّا على ما تعتبره أعمالًا عدائية من جانب إسرائيل المجاورة، وقد لجأت إلى الصين للحصول على المساعدة في ذلك، وأوضحت المجلة أن الشرق الأوسط أفلت تمامًا من قبضة الولايات المتحدة، ليقع في أيدي خصومها، في وقت تبدو فيه واشنطن غافلة عن هذه التطورات، وكذلك إسرائيل التي اعتادت أن تكون يقظة تجاه أي تحولات جيوسياسية في محيطها.
الرياح تتحول ضد إسرائيل
وذكرت المجلة أنه منذ الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف يُشتبه بانتمائها إلى حركة حماس في الدوحة بقطر، أصبح العالم العربي في حالة استنفار. وفي سعيه لإعادة تشكيل المشهد الأمني بما يتوافق مع مصالحهم، ومع إدراكهم أن الأمريكيين لن يكونوا سندًا استراتيجيًا لهم، يسعى العرب بهدوء إلى ترتيبات جديدة.
وبينت المجلة أن الأتراك يتحركون ببطء ولكن بثبات داخل المنطقة، فيما بدأ السعوديون، كرد فعل على سلوك الحكومة الإسرائيلية الحالية غير المستقر، في فتح قنوات دبلوماسية مع خصومهم الإقليميين في إيران. أما المصريون فقد دعوا إلى إنشاء قوة تدخل سريع عربية، ليس لاحتواء إيران كما كان يأمل صناع القرار الأمريكيون لسنوات، بل لردع إسرائيل.
في الوقت الحالي، تم تعليق هذه الخطة بسبب الخلاف بين القاهرة والرياض حول من سيكون الشريك العسكري الأبرز في أي تحالف عربي مشترك.
وبحسب المجلة؛ فقد توجهت مصر إلى الصين وروسيا. ففي الأشهر الأخيرة، قامت مصر بدعوة المصالح العسكرية الصينية إلى أراضيها بهدوء. وقد أجرت القوات المسلحة للبلدين تدريبات عسكرية مشتركة في وقت سابق من هذا العام في مصر.
وتكشف المجلة عن أن شركة “نورينكو” الصينية المملوكة للدولة بدأت بإنشاء منشآت إنتاج مشتركة في مصر للطائرات المسيّرة المسلحة. وتعمل مصر مع الصين على توطين إنتاج الطائرة المسيّرة الصينية إيه إس إن-209 تحت اسم “حمزة-2″، بحيث يتم تنفيذ نحو 85 بالمئة من الإنتاج محليًا عبر الهيئة العربية للتصنيع، مما يتيح لمصر إتقان صناعة هذه الطائرات بدعم صيني، ويفتح في الوقت نفسه سوقًا جديدة للصين في الشرق الأوسط.
مصر تبني طائرات مسيرة متطورة لردع إسرائيل
على الرغم من أن المواصفات الدقيقة لطائرة حمزة-2 المسيرة غير معروفة تمامًا، ولكن يُعتقد أنها طائرة مسيرة متوسطة الارتفاع مخصصة للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة. وتتمتع بتصميم مزدوج الذيل ومحرك بسيط يعمل بالمكبس، مما يمنحها مدى يصل إلى حوالي 1,500 كيلو متر وقدرة على التحمل. ويُقدر أن السرعة القصوى للطائرة تبلغ 200 كيلومتر في الساعة.
وأشارت المجلة إلى أن قرار مصر التعاون مع الصين في تطوير طائرات مسيّرة مسلّحة يأتي ضمن عملية بناء عسكري أوسع، موجّهة بوضوح نحو إسرائيل، التي ترى القاهرة أنها تجاوزت الحدود سواء في حربها ضد حماس في غزة أو في تعاملها مع جيرانها العرب. فمنذ اجتياح إسرائيل لغزة عقب هجمات 7 أكتوبر، سعت إسرائيل إلى دفع غالبية سكان غزة نحو النزوح إلى صحراء سيناء جنوبًا.
واختتمت المجلة بإشارة إلى أن الهدف المصري أصبح واضحًا، ويتمثل في إحداث ثورة في الشؤون العسكرية تمكّن القاهرة من ردع ما تعتبره عدوانًا إسرائيليًا غير مرغوب فيه. وبغض النظر عن الجدل حول من هو على صواب أو خطأ، فإن الحقيقة تبقى أن مصر تتطلع إلى الصين لتكون شريكها في هذه الثورة العسكرية، التي تستهدف ردع دولة واحدة فقط، هي إسرائيل.
برّاك يحاول إقناع نتنياهو بقبول تركيا في غزة (الشرق الأوسط)
تطابقت التقارير العبرية، حول لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمبعوث الأميركي الخاص لسوريا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، توم برّاك، الاثنين، في القدس، على تلقّي الأول «رسائل حادة وخاصة» من إدارة الرئيس دونالد ترمب، قبل قمة أميركية – إسرائيلية مرتقبة، نهاية الشهر، في فلوريدا. وتركز الاجتماع بين برّاك ونتنياهو على 3 محاور هي: غزة، وسوريا، واللقاء مع ترمب.
تصريحات غير مقبولة في غزة
وفي ملف غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أفادت بأن «برّاك حاول تبديد مخاوف نتنياهو من الدور التركي وإقناعه بمشاركتها في القوات الدولية في قطاع غزة، موضحاً أن تركيا هي الدولة الأكثر تأثيراً على (حماس)، والأكثر قدرة على إقناعها بنزع سلاحها».
وأفادت الصحيفة بأن براك ذكّر نتنياهو بأن تركيا «وقّعت على خطة ترمب (بشأن وقف إطلاق النار في غزة)، وتعهدت باسم (حماس) ببند تسليم الأسلحة، وستؤدي مشاركتها إلى تحفيز العديد من الدول المترددة حالياً بالمشاركة في القوة الدولية».
وحسبما نقلت الصحيفة، فإن برّاك قال «إن عدم مشاركة تركيا يجعل تلك الدول تتراجع عن المشاركة، والرئيس ترمب لن يسمح بفشل هذه الفكرة، موضحاً أن تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه لا يثق بأن (حماس) ستتخلى عن أسلحتها، وتهديده بأن إسرائيل هي التي ستستطيع ذلك، هي تصريحات غير مقبولة، وتشكل تهديداً للخطة».
وتوافقت الإفادات السابقة، مع ما نقلته «القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي»، الاثنين، أن «البيت الأبيض نقل رسالة (خاصة وحادة) إلى نتنياهو، شددت على أن اغتيال القيادي العسكري البارز في حركة (حماس)، رائد سعد، يشكّل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة ترمب».
كما أكدت القناة وجود «توتر متصاعد بين إدارة ترمب وحكومة نتنياهو، على خلفية الخلاف حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لإنهاء الحرب على غزة، إضافة إلى السياسات الإسرائيلية الأوسع في المنطقة».
موسكو قد تنقل تكنولوجيا “سوخوي-35” إلى القاهرة بإشراف بوتين والسيسي (الدفاع العربي)
في عالم تحكمه لغة القوة، وتُرسم فيه خرائط النفوذ بحبر المصالح الاستراتيجية المتشابكة، لم تعد صفقات التسليح مجرد أخبار عابرة تتداولها وكالات الأنباء، بل تحولت إلى مؤشر أساسي لفهم التحولات الجيوسياسية العميقة التي تعصف بالشرق الأوسط. وفي قلب هذا المشهد المتغير، برزت القاهرة بوصفها فاعلًا يسعى إلى إعادة تعريف موقعه، بعدما قررت خوض لعبة الأمم بجرأة غير مسبوقة، كاسرةً قيود الاحتكار، ومتجاوزةً تابوهات التبعية العسكرية التي كبلت حركتها لعقود طويلة.
في هذا السياق الدراماتيكي، جاء شهر نوفمبر من عام 2025 ليحمل حدثًا مفصليًا داخل قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، أحد أبرز مهندسي الاستراتيجية العسكرية الروسية. زيارة أحاطها قدر كبير من السرية والغموض؛ ففي الوقت الذي اكتفت فيه البيانات الرسمية والعدسات الإعلامية بالحديث عن تعزيز التعاون في المشروعات المدنية، ومحطة الضبعة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية، كانت الكواليس تعج بنقاشات من طبيعة مختلفة تمامًا، نقاشات تتعلق بإعادة صياغة موازين القوى الجوية في المنطقة عبر بوابة المقاتلات الروسية المتقدمة.
ما دار خلف الأبواب المغلقة لم يكن مجرد مفاوضات تقليدية لشراء سرب من الطائرات، بل كان، وفق تسريبات استخباراتية، وعلى رأسها ما أورده موقع «تاكتيكال ريبورت»، تدشينًا لمرحلة جديدة من السيادة الصناعية. فقد توصلت القاهرة وموسكو إلى اللمسات النهائية لاتفاق تاريخي لا يقتصر على توريد مقاتلات السيادة الجوية «سوخوي سو-35»، بل يتجاوز ذلك إلى توطين صناعتها بالكامل داخل الأراضي المصرية، في خطوة تمثل كابوسًا حقيقيًا للدوائر الغربية. فهذا التحول يعني انتقال مصر من موقع المستهلك الذي ينتظر الإذن باستخدام سلاحه، إلى موقع المصنع الذي يمتلك شفرة التكنولوجيا وأسرار الصناعة العسكرية، متحررًا من قيود الموردين وتقلبات القرار السياسي في واشنطن أو العواصم الأوروبية.
لفهم أبعاد هذه الخطوة، لا بد من النظر إلى التوقيت الذي اختارته القاهرة بعناية شديدة. فموسكو، التي ترزح تحت وطأة عقوبات غربية خانقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، باتت في أمسّ الحاجة إلى شريك استراتيجي يمتلك بنية تحتية صناعية، وقدرة تمويلية، وإرادة سياسية لفتح نافذة تنفس جديدة لصناعاتها العسكرية الثقيلة. في المقابل، كانت القاهرة تراقب المشهد وتدرك أن اللحظة مواتية لاقتناص تكنولوجيا حُرمت منها طويلًا، خاصة بعد التجربة المريرة عام 2018، حين وقّعت مصر عقدًا بقيمة ملياري دولار لشراء مقاتلات «سوخوي»، قبل أن يتدخل قانون «كاتسا» الأمريكي ملوّحًا بالعقوبات وبتعطيل الدعم الفني لأسطول «إف-16»، ما أدى إلى تجميد الصفقة وتحويل الطائرات إلى وجهات أخرى، قيل إنها إيران أو الجزائر.
منذ ذلك الحين، ظلت القاهرة تبحث عن ثغرة في جدار الحظر التقني، حتى جاءت زيارة شويغو لتفتح الباب على مصراعيه، ليس للشراء فحسب، بل للشراكة والتصنيع، مستفيدة من الغطاء القانوني واللوجستي الذي توفره المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، والتي يُنظر إليها بوصفها حصنًا آمنًا لتمرير التكنولوجيا وتجاوز تعقيدات العقوبات الدولية.
ولا تتوقف أهمية هذا الاتفاق عند أبعاده السياسية، بل تمتد إلى الرعب التقني الذي تمثله مقاتلة «سوخوي سو-35» نفسها. فهذه الطائرة، المصنفة ضمن الجيل «4++»، تُعد في الواقع وحشًا جويًا يمتلك قدرات تقترب من الجيل الخامس. صُممت لتكون سيدة السماء، مستندة إلى تصميم ديناميكي متقدم يمنحها قدرة خارقة على المناورة بفضل محركات «AL-41F1S» ذات الدفع الموجه، ما يتيح تنفيذ حركات بهلوانية معقدة تجعل الاشتباك القريب معها مهمة شبه مستحيلة. كما يتميز مداها العملياتي بقدرة على التحليق لمسافات شاسعة دون الحاجة إلى خزانات وقود خارجية أو طائرات تزويد، ما يمنح القيادة المصرية ذراعًا جوية طويلة قادرة على تأمين المصالح الحيوية في البحرين الأحمر والمتوسط، أو توجيه ضربات دقيقة في عمق مسارح العمليات بطلعة واحدة.
أما العنصر الأكثر إثارة للقلق لدى إسرائيل والغرب، فيكمن في العيون الإلكترونية لهذه المقاتلة، المتمثلة في رادار «إيربيس-إي»، أحد أقوى رادارات المصفوفة الهوائية السلبية في العالم، بقدرته على كشف الأهداف من مسافات تتجاوز 400 كيلومتر، إضافة إلى قدرته، في ظروف معينة، على رصد وتتبع الطائرات الشبحية، ما يهدد بكسر أسطورة التفوق التخفي التي تقوم عليها مقاتلات «إف-35». وعند إضافة ترسانة التسليح الثقيلة التي يمكن أن تحملها الطائرة، بما في ذلك صواريخ «R-77-1» و«R-37M» المخصصة للقتال خلف مدى الرؤية، تتشكل معادلة ردع جديدة كليًا، تتيح إسقاط الأهداف المعادية قبل أن يراها الطيار بالعين المجردة، وقبل أن تدرك تلك الطائرات أنها دخلت بالفعل دائرة الخطر.
إن هذا التحول الجذري في العقيدة التسليحية المصرية، من الاكتفاء بشراء المنتج النهائي إلى امتلاك خطوط الإنتاج، يعكس نضجًا استراتيجيًا ورغبة حقيقية في الاستقلال. فالبنية التحتية التي طورتها مصر عبر الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي، والمدعومة بخبرات تراكمت من مشاريع تجميع سابقة، باتت مهيأة لاستيعاب تكنولوجيا الرادارات والمحركات المعقدة. وهو ما يعني أن القاهرة لن تكون في المستقبل رهينة لقرارات سياسية تحجب عنها قطع الغيار أو التحديثات البرمجية بذريعة التفوق النوعي، بل مرشحة للتحول إلى مركز إقليمي لصيانة وتطوير وتصدير السلاح الشرقي، معززة نفوذها في أفريقيا والمنطقة العربية، وراسخةً كلمتها في معادلات الأمن الإقليمي.
وهكذا، تبدو زيارة وفد شويغو إلى القاهرة أكثر من مجرد محطة في مسار العلاقات الثنائية، بل إعلانًا صامتًا عن ميلاد واقع عسكري جديد. واقع تدرك فيه القاهرة أن القوة الحقيقية لا تُشترى بالمال وحده، بل تُنتزع بامتلاك المعرفة والقدرة على التصنيع. ورغم ما يحيط بهذه الخطوة من ضغوط أمريكية متوقعة وتحديات تقنية جسيمة، فإن القيادة المصرية تبدو مصممة على المضي في هذا الطريق الوعر، إيمانًا بأن ثمن الاستقلال باهظ، لكن ثمن التبعية أشد فداحة، وأن سماء الشرق الأوسط لم تعد تحتمل وصاية أحد، بل ستكون لمن يملك أجنحة قوية صنعتها يداه، وعيونًا يقظة لا تغفل عن حماية التراب الوطني مهما عظمت التحديات.
تطورات المشهد السيناوي
قافلة المساعدات الـ95 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة (بوابة الأخبار)
شرعت قافلة شاحنات المساعدات الإنسانية الـ95 في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، اليوم الثلاثاء، عبر البوابة الفرعية لميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء باتجاه معبر كرم أبو سالم تمهيدا لإدخالها إلى القطاع.
وصرح مصدر مسئول في ميناء رفح البري اليوم، بأن الشاحنات ضمن قافلة “زاد العزة من مصر إلى غزة ” الـ95 تحمل مساعدات إنسانية متنوعة ومُستلزمات طبية وإيوائية إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث تضم ملابس شتوية وأغطية وخيم إيوائية، بالإضافة إلى عدد من المستلزمات الطبية التي يحتاجها الهلال الأحمر الفلسطيني داخل القطاع.. مشيرا إلى أن الشاحنات تخضع للتفتيش من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تدخل إلى القطاع.
تطورات المشهد الأمني
نيابة أمن الدولة العليا تخلي سبيل عمار على حسن بكفالة 20 ألف جنيه (الرابط)
بعد تحقيق مطول استمر نحو 5 ساعات قررت نيابة أمن الدولة العليا إخلاء سبيل الأديب والمفكر عمار علي حسن بكفالة قدرها عشرون ألف جنيه على ذمة قضية تحمل رقم 10204 لسنة 2025
وأنهت نيابة أمن الدولة التحقيق مع الدكتور عمار على حسن بعد اتهامه بنشر أخبار وبيانات كاذبة، وقررت إخلاء سبيله بكفالة، وحضر التحقيق الأستاذة ايمان عوف رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، ومحامي اتحاد الكتاب ومحامي نقابة الصحفيين وتكون فريق الدفاع الحاضر من الأساتذة ناصر أمين وإبراهيم العزب وخالد على.
وكان د. عمار قد تلقى أول من أمس السبت استدعاء من نيابة أمن الدولة العليا بغرض “استجوابه” في تحقيقات جارية خاصة بالقضية حيث جاء محضر إلى بيته وسلمه ورقة “ممهورة بإمضاء السيد المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا، لكن ليس موضحًا فيها سبب الاستدعاء، ولا مضمون القضية، وما إذا كان الاستجواب هذا تحقيقًا أم شهادة”.
وقال الدكتور عمار في حوار للمشهد عقب استدعائه أنه صاحب قلم حر مستقل يكتب للصالح العام والسلطة تعلم ذلك، وأضاف قائلا: نحن نختلف في مصر، ولا نختلف عليها. هذا ما ينبغي له أن يكون، وما أومن به. والسلطة السياسية بمختلف مؤسساتها وأجهزتها تعرف الحقيقة، أو يفترض هذا، ومن ثم تدرك وتفرق بين من يتحدث أو يكتب ابتغاء وجه الله والناس والوطن، ويخلص للحق والحقيقة، ومن ليس كذلك. ومن يتابعني يعرف أنني أقدح من رأسي، وليس من رأس أحد، لأني من المؤمنين بضرورة أن يكون الكاتب حرا ومستقلا، وأتمنى أن يدرك أهل القرار في البلاد هذه المعادلة جيدا، وإن كانوا يدركونها فعليهم العمل بها.
وأضاف عمار أنه أستدعي من قبل للمثول أمام النيابة العامة في مارس 2010 على خلفية مقال بصحيفة “المصري اليوم” عن “صفقة بين الحزب الوطني والوفد”، أثارت صخبا شديدا، وخرج صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وقتها والرجل النافذ في نظام مبارك بالرد عليه، دون ذكر اسمه، وقال “الحزب الوطني لا يبرم صفقات إلا مع المواطنين”، كما عقد د. علي الدين هلال مؤتمرا صحفيا للرد، لكن الحزب الوطني لم يرفع دعوى ضده، إنما رفعها د. محمود أباظة رئيس حزب الوفد، طالبا يومها تعويضا قدره عشرين مليون جنيه، وهي تساوي 250 مليون الآن، بتقويم سعر الجنيه مقابل الدولار. وتصادف أن مصر لم تكن بها أحداث سياسية لافتة، وكان الإعلام حرا إلى حد معقول، فظلت المسألة محل تداول على مدار أسبوعين على الأقل. وعقد مناظرات في برامج “التوك شو” وأعدت تقارير وتحليلات في الصحف المصرية والعربية، وامتد الأمر إلى مختلف القنوات الإخبارية العربية. وكتب مقالات، وقادت صحيفة “الوفد” حملة ضدي كانت عنيفة، وقمت بالرد في مقالات مضادة.
وأردف قائلا: لم يتم يومها الاستدعاء بالطريقة التي أنا بصددها الآن، إنما “هاتفني وكيل النائب العام لمحكمة شرق القاهرة، وقال لي بطريقة غاية في التهذيب: ما اليوم الذي يناسبك للحضور؟ فقلت له: حدد الموعد الذي تراه وأنا سآتي إليك. وذهبت مع عدد كبير من المحامين المتطوعين. وطلب المحامون من النيابة الإطلاع على أقوال الخصم فوافقت، وأمهلت التحقيق أسبوعا للإطلاع. مثلت أمام وكيل النيابة، وكان رجلا مقتدرا في القانون والأخلاق، واستمر التحقيق زهاء الست ساعات، وانتهى بإخلاء سبيلي بضمان بطاقتي الصحفية، وحفظت القضية بعد ثمانية شهور تقريبا، ولفت انتباهي أن حيثيات الحفظ أخذت نصا من أقوالي”.
وسألته المشهد هل سبق أن تواصلت معكم أي جهة بسبب مقالات أو منشورات بعينها؟ فقال: على مدار ربع قرن من مقالاتي، ورغم ما تنطوي عليه من نقد، يعلم الله أنه يروم الصالح العام، لم يتصل بي أحد، ليطلب مني استفسارا، أو يطلب حذف تغريدة على إكس أو مكتوب على فيسبوك أو يعرب عن امتعاضه من مقال أو لقاء متلفز، باستناء مرة واحدة، عام 2019، استدعاني الأمن الوطني ليسألني عمن قصدت بتغريدة كانت تنال من شخص مُمَكّن في السلطة، وقلت لهم من أقصد دون مواربة، وانتهى الأمر بسلام.وعمار علي حسن أديب ومفكر مصري، تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ـ جامعة القاهرة، ويحمل الدكتوراه في العلوم السياسية. له أكثر من ستين كتابًا، نصفها في الاجتماع السياسي، وله ثلاثون كتابًا أدبيًا عبارة عن روايات ومجموعات قصصية ودواوين شعر ومسرحية ودراسات في النقد الأدبي والثقافي. أُعدت عن أعماله عشرون أطروحة جامعية، وتُرجم بعضها إلى لغات عدة، وحازت جوائز مرموقة.
لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.



