اتجاهات الإعلام السعودي 20 مارس 2016
يتناول التقرير عرضاً لأهم تطورات المشهد السعودي، كما تناولتها وسائل الإعلام السعودية، خلال الفترة بين 12 و18 مارس 2016، وذلك على النحو التالي:
أولاً: حدث الأسبوع: الانسحاب الروسي:
شغل الانسحاب الروسي “المفاجئ” من سوريا؛ اهتمام كُتَّاب الرأي والتقارير الإخبارية والتحليلات، بنفس نسبة شغله لتصريحات وزير الخارجية، عادل الجبير، والدوائر السياسية والدبلوماسية السعودية. وتباينت الرؤى المطروحة في الإعلام السعودي حول هذا الحدث، ولكن غلب عليها – بطبيعة الحال – الموقف الرسمي، والذي رحب بالخطوة، وأكد على أنه من شأنها تحسين الموقف التفاوضي في جنيف، وأن الخطوة الروسية سوف تقود النظام السوري إلى تقديم بعض التنازلات للمعارضة خلال المفاوضات.
ولكن بعض التحليلات التي وردت في التقارير المطولة والمقالات في المصادر اللندنية، ركزت على جوانب أخرى للموضوع، ومن بينها:
1-أثر العامل الاقتصادي على القرار الروسي؛ حيث أنفقت روسيا حوالي 450 مليون دولار خلال الأشهر الخمسة على العمليات في سوريا، وفي ظل تراجع أسعار النفط، والعقوبات الغربية على موسكو في الملف الأوكراني؛ فإن موسكو فضلت عدم الاستمرار في استنزاف قدراتها الاقتصادية والعسكرية.
2-البعض نوَّه إلى أن روسيا فشلت في تحقيق أهدافها في سوريا، وأن ذلك يعود إلى خلافات مع حليفَيْها الرئيسيَّيْن في الأزمة، طهران ودمشق، بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، وشكل الدولة الروسية، وأشاروا إلى أن موسكو ترى أن تمسك طهران ودمشق بمسألة بقاء الأسد، أطال الأزمة، وبالتالي؛ فهو يحملها أعباء سياسية واقتصادية، فرأت الضغط على الأسد لتقديم تنازلات في المفاوضات الحالية في جنيف، بهذه الخطوة.
3ـ ذهبت بعض الآراء الأخرى، إلى أن روسيا حققت الكثير من أهدافها من العملية العسكرية في سوريا، وأن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء بهدف الضغط على الأسد لتليين موقف الحكومة السورية في جنيف، وهو ما جرى فعلاً، ولكن بشكل جزئي.
ولم يكن الملف التركي غائبًا، بل وكان أساسيًّا؛ حيث إن إضعاف موقف الأسد – للمفارقة – يعني متاعب بالنسبة لتركيا، وهو ما حدث بالفعل؛ حيث إن تركيا تتمسك بوحدة الدولة السورية، لأن البديل الفيدرالي، يعني دولة كردية ملاصقة لأكثر من 75 بالمائة من حدودها، وهو أمر خطر للأمن القومي التركي.
كما أن طبيعة أكراد تركيا مختلفة عن أكراد العراق؛ حيث إن الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، أقوى التيارات السياسية بين الأكراد السوريين؛ هو امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، وتلاصق مناطق سيطرة ونفوذ عبر الحدود؛ يعني تقسيمًا فعليًّا لتركيا.
كما كانت الآفاق المستقبلية للأزمة السورية حاضرة لدى المحللين السعوديين، والكُتَّاب الأكراد والشوام في المصادر السعودية اللندنية، وبالرغم من التباين الحاصل في هذا الإطار؛ إلا أنه كان هناك شبه إجماع على أن الأزمة السورية لن تُحل في القريب العاجل، في ظل إصرار الأسد على البقاء في الحكم، وعدم التنحي بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي وفق مقررات “جنيف-1”.
في الإطار السابق، وعلى وجود الحدث في الإطار الزمني الأخير لإعداد التقرير؛ اهتمت المصادر السعودية، وخصوصًا الفضائية ومواقع الصحف التي يتم تحديثها على مدار الساعة، بإعلان جماعات كردية سورية نظامًا فيدراليًّا في المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا، وذلك خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة، شمال شرق البلاد. كما كان هناك اهتمام بإبراز ردود الفعل التركية والأمريكية التي رفضت بالكامل هذا الإعلان (1).
ثانياً: تطورات السياسة الداخلية السعودية:
1-العمالة الوافدة: شهد هذا الأسبوع اهتماماً كبيراً بملف اجتماعي ذي طبيعة أمنية، وهو ضبط مخالفي أنظمة العمل والإقامة في المملكة، ولئن كان الأمر مرتبط في ظاهره بسوق العمل وضبط المخالفين؛ إلا أن تقارير عدة، خارج الإعلام السعودي، ذكرت أن هناك العديد من المهددات الأمنية التي تم الكشف عنها في المملكة في الفترة الأخيرة، وأدت إلى إجراءات أمنية استثنائية، ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي. وشمل الاهتمام بالوضع الأمني، حتى متابعات عمليات مكافحة تهريب المخدرات إلى المملكة، وكذلك القبض على عناصر إجرامية على درجة من الخطورة، ونفذت جرائم قتل، كما تم الإعلان عن تنفيذ أحكام إعدام عدة في هذا السياق، بما يؤشر إلى أن المملكة تحيا حالة من الاستنفار الأمني غير المعلن.
2-ملف الإرهاب: كان ملف الإرهاب والتطرف هو أهم مظاهر الاهتمام المشار إليه في صدد الحالة الأمنية، وشمل ذلك الواقعَيْن الداخلي والخارجي، بحيث يمكن القول إنه كان أحد أهم مجالات اهتمام وسائل الإعلام السعودية.
3-اختُتِم الأسبوع بإعلان الديوان الملكي السعودي، عن وفاة الأمير بندر بن سعود بن عبد العزيز آل سعود آل سعود، وهو الابن الثامن للملك سعود، ثاني ملوك آل سعود، وقد توفي خارج المملكة عن عمر يناهز الـ 88 عامًا.
ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:
1-إيران و”حزب الله” اللبناني:
بجانب الاتجاهات المعتادة المتعلقة بالملف السوري وتطوراته، والانتقادات التي تلاحق موسكو، بالرغم من انسحابها؛ كانت أهم القضايا والتطورات التي اهتم بها الإعلام السعودي، فيما يخص سوريا، تتعلق بـ “حزب الله” اللبناني وإيران، ومستقبل سياسات كليهما في سوريا، بعد قرار الانسحاب الروسي.
الاتجاه العام للحديث في المصادر السعودية، بلا استثناء؛ حتى المصادر الصحوية، كانت تشير إلى أن المشروع الإقليمي الإيراني إلى تراجُع، مستندين إلى الموقف الروسي الذي يشير إلى أزمة حقيقية في العلاقات بين الحليفَيْن. ولكن المصادر السعودية اهتمت كذلك بإبراز دور الإجراءات التي تبنتها الرياض على المستويَيْن الإقليمي والدولي في صدد محاصرة إيران وأدواتها في الإقليم. وفي ذلك الإطار، اهتمت قناة “العربية” وصحيفة “الشرق الأوسط” على وجه الخصوص، بأمرَيْن:
– ما وُصف بأدلة أمريكية على تورط إيران و”حزب الله” في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وفق وثائق قضائية أمريكية، بعد إصدار محكمة أمريكية في نيويورك، قرارًا بتغريم إيران 10.5 مليار دولار لعلاقتها بهجمات 11 سبتمبر 2001م، وذكرت ما وُصف بأنه أدلة على تورُّط “حزب الله” اللبناني في تقديم مساعدات وتوجيهات لعدد من منفذي تلك الاعتداءات. وأوضحت الوثائق التي استند إليها القاضي جورج دانيال للبت في القضية التي رفعت عام 2011م، بحسب “الشرق الأوسط”، أن بعض من نفذوا الهجمات، زاروا إيران خلال الفترة القصيرة التي سبقت الاعتداءات، وأن جوازات سفرهم لم تحمل ختم العبور إلى الأراضي الإيرانية (2).
– الإجراءات القانونية المتعلقة بأية شخوص أو مؤسسات تتعامل مع “حزب الله”، في السعودية والخليج، باعتبار القرارات الأخيرة للرياض ومجلس التعاون الخليجي، باعتبار “حزب الله”، جماعة إرهابية.
– الملف اليمني:
كان الملف اليمني حاضرًا في ظل تصريحات عدة للعميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، ومستشار وزير الدفاع السعودي، حول سير العمليات في اليمن، بعد الاختراق اللافت الذي تحقق في تعز، وقابله تدهور أمني في عدن، بعد عودة التفجيرات وأنشطة تنظيم “القاعدة”.
كما اهتمت المصادر السعودية كذلك بالرد على تقارير إعلامية بشأن “جريمة حرب” جديدة ارتكبتها قوات التحالف في محافظة “حَجَّة” اليمنية، عندما قُتل “المئات” في غارة جوية على سوق شعبية، وهو ربما – بحسب وسائل إعلام دولية – الرقم الأكبر لضحايا سقطوا في يوم واحد، منذ بدء الحرب في اليمن، قبل عام.
اللافت أن الغارة جاءت بعد اتفاق لم يحظَ بالاهتمام الإعلامي الكافي، بين الرياض والحوثيين، من أجل تهدئة الموقف على الحدود الجنوبية للسعودية، مع شمال اليمن.
– الملف الليبي:
أهم التطورات التي اهتمت بها المصادر السعودية، هو إعلان فايز السراج، رئيس حكومة الوحدة التي شكلتها الأمم المتحدة، أنها في صدد الانتقال إلى طرابلس “في غضون أيام”، بحسب السراج الذي لم يعلن بدقة متى، ولكن لم ترشح أية ردود أفعال على هذا التصريح، لا من الرياض، ولا من أطراف الأزمة في ليبيا نفسها.
الاهتمام كان بارزًا كذلك بالعمليات الجوية التي تتم في بنغازي ضد معاقل المسلحين، وخصوصًا “مجلس شورى ثوار بنغازي”، وكذلك الأنشطة التي تقوم بها عناصر تنظيم “داعش” في المناطق الساحلية وسط وغرب البلاد، ولاسيما بعد الزخم الذي اكتسبه وجود التنظيم في ليبيا، بعد عملية بنقردان في تونس.
– العلاقات مع الولايات المتحدة:
من الملاحظ هذا الأسبوع ازدياد وتيرة الانتقادات الموجهة إلى الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ حيث كان هناك عدد من مقالات الرأي التي كانت كلمة “أوباما” مكوِّنًا من عناوينها، بشكل حوى اتجاهًا سلبيًّا في الغالب، على خلفية اتجاهات السياسة الأمريكية العامة في المنطقة، والاتهامات التي تم توجيهها من جانب الإدارة الأمريكية، إلى المملكة العربية السعودية والخليج، بسبب سياساتها في اليمن، وإزاء إيران، وفي المنطقة بشكل عام (3).
ومن ضمن الاهتمام بالملف الأمريكي، كان هناك كذلك تركيزًا على الحملات الانتخابية التمهيدية داخل الحزبَيْن الكبيرَيْن، الديمقراطي والجمهوري، لاختيار مرشحَيْ الحزبَيْن في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في نوفمبر 2016م، وكان التركيز على المواقف المتطرفة التي استمر المرشح الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، في التصريح بها، ضد المهاجرين، والمسلمين على وجه الخصوص.
أما في المعسكر الديمقراطي؛ فقد كان هناك اهتمام بـ “تطمينات ووعود” من المرشحة الأوفر حظًّا في الحزب الديمقراطي، وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، لإسرائيل؛ بأنها في حالة فازت بانتخابات الرئاسة الأمريكية فإنها ستسمح للكيان الصهيوني بضم كافة المستوطنات والبؤر الاستيطانية داخل الضفة الغربية والقدس المحتلتَيْن إلى “حدود الدولة العبرية”.
– المشهد التركي:
لم تعد صورة تركيا على ما يُرام في الإعلام السعودي بشكل عام، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو إلى إيران؛ حيث استمرت تداعيات الزيارة بالرغم من مبادرة الملك سلمان بتعزية الحكومة التركية في ضحايا تفجير أنقرة الأخير الذي أعلنت جماعة “صقور كردستان” المحسوبة على حزب العمال الكردستاني التركي، عن مسؤوليتها عنه.
وفي الإطار ذكرت الصحف والمصادر السعودية أن هناك انتهاكات حقوق إنسان تقوم بها الحكومة التركية في المناطق الكردية، وتحدثت بعض الأقلام صراحة عن “خطأ الحسابات التركية” في الأزمة السورية، وفي الزيارة التي قام بها أوغلو إلى إيران.
الأمر الآخر الذي ارتبط بتركيا، كان ذلك المتعلق بتطورات الشق الكردي في الأزمة السورية، بعد إعلان أكراد سوريا عن مناطق حكم ذاتي فعلية في شمال البلاد، و”عاصمتها” الحسكة؛ حيث جرت مناقشة كل هذه التطورات، مع ارتفاع وتيرة العنف الداخلي في تركيا، على وحدة واستقرار البلاد.
– الإسلام السياسي والربيع العربي:
استمر الهجوم على جماعات الإسلام السياسي، وعلى الربيع العربي، وكان ذلك في الغالب في إطار الحديث عن قضية الفوضى الإقليمية، والإرهاب والتطرف. إلا أنه ثمَّة خبر اهتمت به مختلف المصادر السعودية، في إطار اهتمامها بأخبار الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وهو استقباله لرئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أحد قيادات الإخوان المسلمين في العراق، ولكن لم تذكر أية تفاصيل عن موضوع اللقاء، واكتفت بالإشارة إلى أن الاجتماع ناقش “تطورات المنطقة والقضايا التي تهم البلدَيْن”(4).
في إطار قضية مكافحة “الإرهاب والتطرف” كذلك، كان هناك اهتمام بإعلان وزارة الشؤون الدينية التونسية إطلاق “حملة لمقاومة الفكر الديني المتطرف الذي غزا” شباب البلاد، وسط تقديرات تشير إلى التحاق أكثر من خمسة آلاف تونسي في جماعات “إرهابية””(5).
وتبدأ الحملة التي تحمل شعار “غدوة خير” (أو غدًا أفضل باللهجة التونسية)، الجمعة 18 مارس، وتستمر لمدة عام كامل.
– وفي ملف آخر، هاجم نشطاء التواصل الاجتماعي السعوديين، قناة “الإخبارية” الرسمية، بسبب استضافتها الباحث الأردني، نصير العمري، الذي عرف عنه انتقاداته للمملكة العربية السعودية؛ حيث دشنوا “هاشتاج” أو وسم: “#الاخباريه_تستضيف_نصير_العمري”، وشبَّهوا الأمر بقيام “العربية” قبل ذلك، بعرض فيلم وثائقي بعنوان “حكاية حسن”، كان يتناول بصورة إيجابية، الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله.
رابعاً: القضايا المصرية:
– كان الملمح الأبرز، المقال الذي نشره الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للاستخبارات السعودية، في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية بعنوان “لا. يا سيد أوباما“، وتم تعميمه على الصحف السعودية، وفي المقال، وبعد أن عدد الفيصل “أفضال” المملكة على الولايات المتحدة، أتى على بعض الأمور التي تبرز حقيقة وجهة النظر بعض الدوائر الرسمية السعودية إزاء الأوضاع في مصر، والإخوان المسلمين.
فقال الفيصل: “الآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق. وتزيد الطين بلة بدعوتنا إلى أن نتشارك مع إيران في منطقتنا. إيران التي تصفها أنت بأنها راعية للإرهاب، والتي وعدت (بمناهضة نشاطاتها التخريبية). هل هذا نابع من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هب ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت؟ أم هو نابع من ضربة مليكنا الراحل عبد الله، رحمه الله، على الطاولة في لقائكما الأخير، حيث قال لك: (لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس)”.
– الموضوع الثاني في العلاقات السعودية – المصرية هذا الأسبوع، هو الإعلان عن وصول خالد بن صالح العباد، رئيس المراسم الملكية السعودية، إلى مصر للإعداد لزيارة الملك سلمان، المقررة إلى مصر يوم 4 أبريل المقبل.
– كما تناولت بعض وسائل الإعلام السعودية، تصريح للمستشار محمد ياسر أبو الفتوح، أمين عام لجنة التحفظ وإدارة أموال الإخوان المسلمين في مصر، التي أنشئت بعد الانقلاب، بشأن التحفظ على أموال ومنقولات هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، باستثناء مكتب السعودية في مصر.
– اهتمت بعض وسائل الإعلام الصحوية، مثل الإسلام اليوم، بالجدل الراهن في مصر حول مصير حكومة رئيس الوزراء شريف إسماعيل؛ حيث تتصاعد المطالب الداعية إلى إقالتها بالكامل، وتشكيل حكومة جديدة، لامتصاص الغضب الشعبي منها، في ظل الإخفاقات الكبيرة لها، فيما تدعم بعض الكتل البرلمانية، مثل كتلة “دعم مصر”، الداعم الرئيسي لقائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، وحزب النور، لتغيير فقط لبعض الوزراء ذوي الأداء الضعيف (6).
– ارتباطًا بما سبق، كان هناك اهتمام بالإجراءات الأخيرة للبنك المركزي المصري، للسيطرة على أزمة الدولار الأمريكي، والتي كان من بين مظاهرها، ارتفاع سعره بشكل جنوني في السوق السوداء، من خلال رفع الحد الأقصى بالنسبة للشركات التي تستورد السلع الأساسية، ورفع سعر الصرف الرسمي، لمستويات قريبة من السوق السوداء، وطرح عطاءات جديدة زادت عن المليارَيْ دولار في يومَيْن فقط.
وأشارت مصادر سعودية متخصصة، كما في “العربية” و”الحياة” اللندنية، إلى أن هذه الإجراءات بمثابة مسكنات، ولا تعالج أصل المشكلة، وهو تراجع الاستثمارات والعائدات السيادية للدولة.
– في إطار الاهتمام بالإعلام المصري، كان من بين أهم المتابعات التي رصدها الإعلام السعودي، ولاسيما الصحوي، دعة حقوقيين ونشطاء في مصر لمعاقبة “شاهد الزور” في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، الذي أطلقت النيابة سراحه، والإعلامي أحمد موسى، الذي استضافه ببرنامجه “على مسؤوليتي” على قناة “صدى البلد”، وتسويق شهادته الكاذبة، وهو ما اعتُبر “إساءة جديدة إلى سمعة مصر”.
ونقل موقع “الإسلام اليوم”، تصريحات لرئيس ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، في مصر، سعيد عبد الحافظ، قال فيها إن واقعة شاهد الزور في قضية مقتل جوليو ريجيني “ستعطي انطباعًا سلبيًّا عن أداء المؤسسات في مصر”(7).
– من بين أهم التطورات كذلك التي حازت على اهتمام الصحف والمصادر السعودية، موضوع إقالة وزير العدل أحمد الزند، بعد تطاوله على الرسول الكريم “صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”، بضغوط من شبكات التواصل الاجتماعي، وسفره إلى الإمارات بعد يومين فقط من إقالته.
– كان هناك ملفٌّ تناوله الإعلام السعودي بحذر بالغ، وهو الزيارة التي قام بها وفدٌ قيادي من حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، برئاسة موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي للحركة، إلى القاهرة قبل أيام، بدعوة من جهاز المخابرات العامة المصرية، بعد أيام قليلة من مؤتمر صحفي لوزير الداخلية المصري، مجدي عبد الغفار، اتهم فيها حركة “حماس” بالتورط في اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات، وطلب القاهرة من الوفد المشاركة في تأمين شمال سيناء، في ظل انفلات حقيقي للوضع الأمني هناك.
– في الإطار، كان ملف الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء، كان ضمن الملفات التقليدية التي اهتمت بها المصادر السعودية، سواء على مستوى الحدث بالنسبة للمصادر العامة، أو في خصوص دلالاتها في صدد الفشل المستمر للنظام.
والجداول والأشكال التالية توضح الأوزان النسبية لهذه القضايا في الإعلام السعودي:
الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
خامساً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:
1. تركيا: خطاب سلبي متصاعد، باستثناء المواقع الصحوية.
2. إيران وحلفاؤها في المنطقة، حزب الله والنظام السوري: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.
3. الولايات المتحدة: استمرار في التصعيد في الخطاب السلبي.
4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: استمرار في التصعيد السلبي.
5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: تصعيد في المواقف السلبية، باستثناء المواقع الصحوية.
6. مصر: محايد أو إيجابي بحسب المصدر، باستثناء المواقع الصحوية.
سادساً: الاستنتاجات:
1. من الواضح وجود مشكلات أمنية حقيقية داخل المملكة العربية السعودية، بالشكل الذي يتجاوز المخاطر التقليدية، في ظل وجود تخوفات من تصعيد إيراني غير محسوب في داخل المملكة، أو على الحدود الجنوبية مع اليمن، وهو ما يشير إلى فترة حالية ومقبلة من عدم الاستقرار داخل البلاد.
2. دخلت العلاقات السعودية – الأمريكية، أزمة مفتوحة على خلفية التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، وهي أزمة كانت تنتظر تصريحات مثل هذه لأجل أن تنفجر صراحة، على هذا النحو، بسبب تباين المواقف إزاء أزمات المنطقة، والاتهامات السعودية المتكررة لواشنطن، بأنها تتحمل مسؤولية جزء من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
3. شهد هذا الأسبوع، على خلفية الأزمة الراهنة في العلاقات الأمريكية – السعودية، تزايد في تكرار الاتهامات الموجهة للإخوان المسلمين، والربيع العربي، في الفوضى الراهنة في الإقليم، وتفشي ظاهرة الإرهاب، والمساعدة على تقسيم المنطقة، مع الإشارة إلى “الدعم” الذي حصل عليه الإخوان في مصر، وفي غيرها من بلدان الربيع العربي، من الولايات المتحدة.
– تتحسن وتيرة العلاقات المصرية – السعودية في الوقت الراهن، وهو تحسن ظاهر، وبدا أكثر ما بدا في المشاركة المصرية الفعالة في مناورات “رعد الشمال” التي اختُتمت في المملكة في مطلع الأسبوع الماضي، فيما كان الغياب الرسمي التركي عن المناورات الختامية لها، محل تساؤل أو انتقادات صريحة من جانب الإعلام السعودي.
– لا يبدو من الواضح موقف المملكة الرسمي من بدء مشروع تقسيم سوريا فعليًّا على يد الأكراد، إلا أن الموقف من تركيا، جعل هناك إشارات معينة في مقالات الرأي في المصادر اللندنية، خصوصًا “إيلاف”، بأن السياسة التركية في ظل تصعيد الحكومة للعنف ضد الأكراد، تتحمل جزءًا من المسؤولية
———————————
الهامش
(1) أكراد يعلنون نظامهم الفيدرالي بسوريا. وأميركا لا نعترف، “العربية. نت”، 18 مارس 2016م، الرابط. وطالع: الخارجية الأميركية تقول إنها لا تعترف بمناطق حكم ذاتي داخل سورية، “الحياة” اللندنية، 17 مارس 2016م، الرابط
(2) وثائق قضائية أميركية: «حزب الله» متورط في 11 سبتمبر، “الشرق الأوسط” اللندنية، 15 مارس 2016م، الرابط
(3) سمير عطا الله، “مبادئ” أوباما، “الشرق الأوسط” اللندنية، 17 مارس 2016م، الرابط
(4). الملك سلمان يبحث مع رئيس برلمان العراق تطورات المنطقة، “العربية. نت”، 15 مارس 2016م، الرابط
(5). تونس تبني قلعة «افتراضية» لحماية شبابها من التطرف، “الحياة” اللندنية، 17 مارس 2016م، الرابط
(6) مصر. الحكومة تتجاوز الغضب الشعبي بتعديل محدود، “الإسلام اليوم”، 17 مارس 2016م، الرابط
(7) مصر. حملة لمعاقبة “شاهد الزور” بمقتل ريجيني وإعلامي استضافه، “الإسلام اليوم”، 17 مارس 2016م، الرابط