تطورات المشهد السعودي 10 أبريل 2016
يتناول هذا التقرير تطورات المشهد السعودي، خلال الفترة من 2 إلى 7 أبريل 2016م، من خلال ما نشرته وسائل الإعلام السعودية، حول الأوضاع الداخلية والخارجية في المملكة، والقضايا المصرية السعودية.
أولاً: حدث الأسبوع:
شهد هذا الأسبوع، حدثان طغيا أكثر من غيرهما على تغطيات وسائل الإعلام والمصادر السعودية، على اختلاف نوعياتها واتجاهاتها، وعلى اختلاف مجال كلا الحدثَيْن؛ إلا أنهما كانا مرتبطَيْن بنشاط العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
الأول كان داخليًّا، ويتعلق بتصريحات الملك سلمان أن “توفير المسكن الملائم للمواطنين، هو اهتمام شخصي له”. مما استتبعه الكثير من التعليقات والأخبار في هذا الصدد.
الحدث الثاني، خارجي، وهو زيارة الملك سلمان إلى مصر، التي بدأت الخميس، 7 أبريل، وتستمر خمسة أيام، وما طُرح وسيُطرح خلالها في صدد العلاقات الثنائية بين البلدين.
1. ملف الإسكان ولقاء الملك سلمان بالوزير الحقيل:
اجتمع الملك سلمان، مع وزير الإسكان السعودي، ماجد بن عبد الله الحقيل، وعدد من مسؤولي الوزارة، والمهتمين بالإسكان في القطاعَيْن الحكومي والخاص، (5 أبريل 2016)، وخلال اللقاء، قال الملك سلمان: “إن توفير السكن الملائم للمواطنين وأسباب الحياة الكريمة من أولوياتنا، وهو محل اهتمامي الشخصي، وما صدر مؤخرًا من تنظيمات وقرارات يصب – بمشيئة الله – بهذا الاتجاه، فالجميع يدرك ما توليه الدولة من رعاية واهتمام بهذا القطاع، وما اعتمدت له من ميزانيات ضخمة”(1).
ومن بين أهم هذه القرارات كان قرار فرض الرسوم على الأراضي البيضاء (الأراضي التي تم “تسقيعها” للاستفادة من فارق السعر بعد فترة، بالرغم من أنه تم بيعها لأصحابها للبناء عليها)، بهدف تطوير تلك الأراضي واستثمارها بما يحقق التوزان في السوق العقارية بين العرض والطلب، بالرغم من أن هذه الأراضي في غالبيتها، كانت تقع في حوزة أمراء من البيت السعودي.
وأشار مراقبون إلى أن تجديد الثقة في وزير الإسكان يضع عبئًا إضافيًّا لإنجاز ملف الإسكان في مدة زمنية قصيرة، خصوصًا وأن موارد الوزارة محدودة، وضعف التمويل المالي والأراضي السكنية والتشريعات والأنظمة التي صدرت في مدة زمنية قصيرة، فيما المواطنون بحاجة إلى نتائج سريعة لمعالجة مشكلة الإسكان المتفاقمة في المملكة.
ويقول الاقتصادي الدكتور فضل البوعنيين في ذلك(2): “دخول وزارة الإسكان مع المطورين العقاريين وتوفير التمويل المناسب يسهم في معالجة جزء من المشكلة، وفي المقابل نأمل من وزارة الإسكان حل إشكال المطورين العقاريين فيما يخص الحصول على التراخيص المطلوبة لبدء مشاريعهم، كما نأمل بتعجيل مشاريع الإسكان”.
2. زيارة الملك سلمان إلى مصر:
اهتم الإعلام السعودي بشكل عام بالزيارة، قبل أن تبدأ بفترة طويلة، حيث كان هناك تركيز على تناول قضايا العلاقات المصرية – السعودية. وفي ذلك أشارت بعض وسائل الإعلام السعودية، إلى وجود تباينات في وجهات النظر بين الطرفَيْن في بعض القضايا، وصفها البعض بأنها خلافات صريحة.
ولكن الصحف السعودية أبرزت تصريحات لدوائر دبلوماسية مصرية وسعودية كانت حريصة على توضيح أن أي خلاف بين الجانبَيْن، إنما هو في إطار إجرائي، ولكن لا توجد خلافات في المواقف المبدئية، بما في ذلك الموضوع السوري، وأن الزيارة تأتي ردًّا على من يحاولون الإساءة إلى العلاقات بين البلدَيْن. ومن بين ذلك “تصريحات” جدلية لوزير الخارجية المصري، سامح شكري، لصحيفة الوطن السعودية.
الصحيفة عنونت الخبر كالتالي: “شكري: موقف البلدين تجاه سورية واحد“، ولكن في المتن شكري قال إن الزيارة: “تأتي ردًّا على ما أثير من وجود خلافات بين البلدين بشأن الموقف من الأزمة السورية”، نافيًا أي تباين يخص الانتقال السياسي في دمشق، وقال: “إن قادة المملكة ومصر سوف يبحثون مختلف التحديات التي تواجه العالم العربي، من أجل تعزيز الاستقرار في المنطقة العربية، ومواجهة جميع الملفات الساخنة وأبرزها الإرهاب وكيفية مواجهته، وتهديدات الأمن والاستقرار التي تواجه المنطقة، والأزمات السورية واليمنية والليبية، وسيتم تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى“.
وعندما اقترب موعد الزيارة، كانت الصحف السعودية التي تصدر في الداخل، بمثابة “بيانات صحفية رسمية” حول أهمية العلاقات بين البلدَيْن، وضرورتها، وأن كلا البلدَيْن مهمٌّ للآخر، وأن التحالف المصري – السعودي، هو حائط الصد أمام خصوم الأمة، وما إلى ذلك. وركزت وسائل الإعلام السعودية في السابق، على إبراز حجم الدعم السعودي الجديد المقدم إلى مصر.
ولعل أهم ما في مسألة حزمة المساعدات الجديدة التي قدمتها الرياض للقاهرة، وسوف تشهد الزيارة التوقيع عليها، موضوع العشرين مليار دولار المخصصة لتزويد مصر باحتياجاتها من الوقود لمدة خمس سنوات، بجانب مشروعات تنموية، في سيناء أساسًا، بقيمة أربعة مليارات دولار.
فقضية الوقود في مصر، أحد أهم عوامل إسناد النظام؛ لأنها تحسن من قدرته على الاستمرار في توفير احتياجات المواطنين من الطاقة الكهربائية، وووقود السيارات.
كما أن الرقم نفسه، وفق حسابات الاقتصاديين، كأنه قد تم وضعه في الاحتياطي النقدي الأجنبي المصري؛ لأنه – بالحسابات الاكتوارية للموازنة العامة – رفع عن كاهل مصر مليارات الدولارات كانت سوف تنفقها في هذا الجانب، سواء في الشراء أو الدعم. وصحيح أن مصر سوف تقوم بسدادها للرياض، ولكن ذلك سيكون بفوائد 2 بالمائة فقط، ولن يشكل الأمر ذات العبء على النقد الأجنبي.
أما المشروعات؛ فإنها تُعتبر في حقيقة الأمر؛ إسنادًا للنظام في أحد أهم ملفات أمنه القومي، وهو سيناء؛ حيث تم بالفعل وضع حجر الأساس لمشروعات، مثل جامعة الملك سلمان، في جنوب سيناء. ولكن، كان من اللافت أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدَيْن لم يتم التطرق إليه بنفس ذات الكثافة.
وفي إطار الزيارة كذلك، اهتمت وسائل إعلام سعودية، بقرار الحكومة المصرية بوقف قناة “المنار” على القمر الصناعي المصري “النايل سات”، وهو قرار تم الإعلان عنه ليلة زيارة الملك سلمان.
وبعد أن بدأت الزيارة، بدأت الوسائط السعودية الفضائية الإخبارية، وكذلك الإلكترونية التي تقوم بتحديث نفسها على مدار الساعة، بالاهتمام بالحفاوة البالغة التي أولتها الحكومة المصرية بالملك سلمان، وخصوصًا مسألة منحه الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، وخطابه المرتقب، في سابقة هي الأولى من نوعها لقائد عربي، أمام البرلمان المصري، الأحد القادم.
إلا أن المصادر الصحوية السعودية، بالرغم من تماشيها مع السياسات الرسمية السعودية في الغالب؛ لم تحتفي بالزيارة، واكتفت فقط بالإشارة إليها كحدث. ولكن بعض المواقع الصحوية، ومن بينها موقع “الإسلام اليوم”، نشر بيانًا صدر عن تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب في مصر، والداعم للرئيس محمد مرسي، بزيارة الملك سلمان إلى مصر، وقال التحالف فيه أيضًا إنه “يرحب بكل جهود لم الشمل الوطني، ودعم اقتصاد مصر”، معتبرًا أن “رحيل رئيسَيْ النظامَيْن في سوريا ومصر وإعادة الشرعية في اليمن وليبيا هو صمام أمان للمنطقة العربية”.
ثانيًا: أهم تطورات السياسة الداخلية:
– بجانب موضوع الإسكان؛ كان هناك ملف شديد الأهمية في تأثيره على الرأي العام السعودي الداخلي، وتداوله نشطاء ومواطنون ومقيمون عدة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب من تداولته الصحف السعودية في شأنه، وهو ملف رفع فاتورة المياه. بدأت الأزمة مع فاتورة صدرت بالخطأ في القصيم، لمواطن، قيمتها مليونا ريال، فتناولت بعض المصادر السعودية الأمر، وإجراءات الأجهزة المعنية للتعامل مع الخطأ، ولكن بعض هذه المصادر، ومن بينها “عكاظ” وسَّعت في تناولاتها، للتناول قضية ارتفاع فاتورة الدعم، والاستهلاك، وضرورة الترشيد في ظل الزيادة السكانية، فيما يبدو – وهو ما قاله نشطاء سعوديون ومقيمون – أنه يأتي تمهيدًا لرفع فاتورة الدعم على المواطن في المرافق، كما تم في الوقود.
– الملف الأمني، كان حاضرًا، حتى في شقه الجنائي؛ حيث كانت غالبية المصادر الإخبارية السعودية التي تعمل بنظام الأخبار العاجلة والتنويهات، كانت ترسل أخبارًا وتقارير إما عن الأحوال الجوية، أو “الضربات الأمنية” المتعددة الاتجاهات، سواء في المجال الجنائي أو السياسي. وتزايدت الأخبار من هذه النوعية، بعد إعلان وزارة الداخلية السعودية، يوم 5 أبريل، عن مقتل العقيد كتاب الحمادي، أحد ضباط المباحث العامة، إثر تعرضه لإطلاق النار من مجهول، في مركز العرجا بالدوادمي، غرب العاصمة السعودية الرياض، في هجوم تبنته “داعش”.
– فيما يخص شؤون الحرمَيْن، ومع اقتراب مواسم عمرة رجب والنصف من شعبان وشهر رمضان، أبرز الإعلام المحلي السعودي أكثر من خبر عن ذلك الشأن، ومن بين ذلك أنه سوف يتم الانتهاء من إزالة المطاف المؤقت، وذلك إثر اكتمال معظم أجزاء مشروع خادم الحرمين الشريفين لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف.
كذلك تم رصد اجتماع لجنة الحج العليا، في مكتب رئيس اللجنة ووزير الداخلية، ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، في الوزارة، والذي كان أهم ما قاله فيه، تشديده على “على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الحج والحجاج وتجاوز حرمة مكة المكرمة وبيت الله العتيق الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً وتوعد قاصديه بظلم أو إساءة بالعذاب الأليم”. ولم يحدد ولي العهد السعودي على وجه الدقة من الجهة التي يقصدها بالردع حال مساسها أمن الحج والحجاج، إلا أن المملكة اعتادت أن تصدر سنويًّا، تحذيرًا لحجاج إيران من إقامة مراسم يطلقون عليها “البراءة من المشركين”. كما كان هناك خبر يتعلق بوصول وفد إيراني إلى المملكة، من أجل بحث ترتيبات موسم الحج الجديد.
– تقليديًّا، وفي مثل هذه الأحوال التي يغادر فيها الملك البلاد، نشرت المصادر الورقية السعودية، خبرًا يتعلق بإنابة ولي العهد، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، بشؤون إدارة البلاد خلال فترة زيارة الملك سلمان إلى مصر.
ثالثاً: تطورات السياسة الخارجية:
1- الأزمة السورية:
اهتم الإعلام السعودي بتحليل الموقف الروسي المتطور في الأزمة السورية، بعد عودة القتال مجددًا إلى مناطق عدة من سوريا، بشكل تجاوز مناطق سيطرة التنظيمات المصنَّفة إرهابية، مثل “داعش” و”النصرة”؛ حيث عادت الاشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة، في مناطق جنوب وغرب حلب، وبالقرب من العاصمة السورية دمشق نفسها.
كما اهتمت المصادر السعودية بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في البحرين، والتي طالب فيها الدول التي تسيطر على قرار المعارضة السورية، بالضغط عليها للحفاظ على الهدنة من الانهيار.
2- أزمة إقليم ناجورنو قرة باخ:
ليس بعيدًا عن ذلك، اهتمت وسائل الإعلام السعودية بشدة بأزمة الحرب الفجائية الخاطفة التي اندلعت بين أذربيجان وبين إقليم ناجورونو قرة باخ.
ونقلت قناة “العربية” على وجه الخصوص، التقارير التي أشارت إلى أن الأمر تحرك من جانب تركيا من أجل فتح جبهة جديدة لشغل الروس عن الشرق الأوسط، ولكن في المقابل، تناولت المواقع الصحوية الأزمة بشكل دعم الموقف التركي المؤيد لأذربيجان “حتى آخر مدى” بحسب تعبير الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
3- الأوضاع في تركيا:
كان الملف الأهم، هو دخول الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بشأن تبادل المهاجرين غير الشرعيين، وركزت المصادر السعودية على تقارير لمنظمات حقوقية انتقدت تركيا بسبب قيامها بترحيل اللاجئن السوريين إلى بلادهم مرة أخرى، بالرغم من أن ذلك يمثل خطرًا على حياتهم.
الموضوع الأمني، والاشتباكات الحالية بين القوات التركية وبين عناصر حزب العمال الكردستاني، وتصريحات أردوغان في صدد سحب الجنسية التركية من مؤيدي الحزب، ومن بينهم نواب أكراد في البرلمان التركي، كانت كذلك في قلب اهتمامات الصحف ووسائل الإعلام السعودية.
كما تناولت تصريحات السفير الأمريكي في أنقرة، بشأن عدم تقديم الولايات المتحدة لأسلحة أو ذخائر لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وبشكل عام مالت المصادر، اللندنية خصوصًا، إلى انتقاد السلوك السياسي التركي في الإقليم، وفي الملف الحقوقي، وخصوصًا الانتهاكات التي تتم في حق الإعلاميين والصحفيين، وكان التركيز في هذا الصدد على مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولذلك كان الاهتمام الإعلامي السعودي فاترًا بزيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة، وافتتاحه لأكبر مركز إسلامي متعدد الديانات في الولايات المتحدة، في ولاية ميريلاند الأمريكية، باستثناء المواقع الصحوية، التي أبدت الكثير من الاهتمام بهذا الحدث.
وفي شأن تركي منفصل، أبرز الإعلام الصحوي السعودي، في مقابل تجاهل له دلالته من باقي المصادر السعودية بإطلاق المؤتمر العالمي لميثاق الأسرة في جلسته الختامية من إسطنبول، الأربعاء، 6 أبريل، ميثاقًا عالميًّا للأسرة، ليكون بديلاً عن “اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة” (سيداو)، التي تلقى اعتراضات واسعة من دول إسلامية وعالمية.
4- الحرب في اليمن:
اهتمت المصادر الإخبارية السعودية بتطورات المحادثات الجارية حاليًا في السعودية مع وفد من الحوثيين، من دون مشاركة ممثلين عن الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، والتي من المفترض أنها سوف تؤسس لوقفٍ لإطلاق النار في اليمن، بحلول العاشر من أبريل الجاري، قبل مفاوضات أوسع في الكويت بنهاية الشهر. إلا أن المصادر السعودية أشارت إلى أن المفاوضات في الوقت الراهن تتعلق بالأساس، بقضية تبادل الأسرى، من دون أية تفاصيل أخرى، ولذلك كانت المعارك على الأرض، وتغطياتها، في صلب الاهتمامات كذلك.
كما أبرز الإعلام السعودي، التعديلات التي أجراها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي على المناصب العليا لحكومته، ومن بينها تعيين الفريق على محسن الأحمر، أحد مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح، وأحد رموز عهد صالح، نائبًا له، وأحمد بن عبد الله بن دغر، رئيسًا للحكومة، قبل مفاوضات الكويت، وقبل سفر هادي إلى الولايات المتحدة للعلاج.
5- الولايات المتحدة والسياسات الأمريكية في المنطقة:
أهم ما ركز عليه كُتَّاب الرأي السعوديين في هذا الصدد، هو التأكيد على فكرة رعاية الولايات المتحدة للإرهاب والفوضى في المنطقة، بما في ذلك قضية دعم الموقف الإيراني في الشرق الأوسط، وما يتضمنه من إثارة للفوضى والنزاعات الطائفية، وذلك استمرارًا لتداعيات حديث أوباما لمجلة “أتلاتنيك”. كما تم التركيز – في ذات الاتجاه السلبي – على تصريحات المرشحين الأمريكيين للرئاسة الأمريكية، بشأن المسلمين والمهاجرين، من أجل إبراز الوجه العنصري للولايات المتحدة.
6- الملف العراقي:
في الموضوع العراقي، وبجانب استمرار الاهتمام بالأزمة الإنسانية في مدينة الفلوجة ذات الغالبية السُّنِّية، والمعارك الحالية في نينوى وعلى أطراف الموصل، ضد تنظيم “داعش”؛ اهتم الإعلام السعودي بفيديو جديد منسوب لعزة إبراهيم الدوري، نائب الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، حول الدور الأمريكي في دعم النفوذ إيران في العراق، ودعوة الدوري العرب للتوحد خلف السعودية، لمواجهة إيران.
ثالثاً: القضايا المصرية في الاعلام السعودي:
– بجانب زيارة الملك سلمان إلى مصر؛ يمكن رصد أهم الاتجاهات العامة للعلاقات بين البلدين في إطار الاجتماعات التي تمت على هامش الزيارة، للجنة “السعودية – المصرية” بشأن حزمة المساعدات، والتأكيد على أهمية العلاقات بين مصر والسعودية باعتبارهما “ركيزتا الأمة”، وأن القمة “تأتي مرحلة مفصلية”، و”لتحصين المنطقة من الإرهاب والتدخلات”، و”مواجهة طائفية إيران”، والتأكيد – كذلك – على أن هناك إجراءات قائمة بين الطرفَيْن من أجل تحقيق تكاملاً سعوديًّا – مصريًّا.
في القضايا الأخرى، بطبيعة الحال، تقلص الاهتمام بكل الشأن المصري عدا البنود المتعلقة بزيارة الملك سلمان، بما في ذلك انتقادات المواقع الصحوية للسياسات العامة للنظام المصري، ولكن ذلك لم يمنع الإعلام السعودي من تناول بعض القضايا التي تخص الشأن المصري، مثل ما ورد بشأن تسريبات “وثائق بنما” لشركة فونسيكا، بشأن أنشطة فساد ارتبط بها الرئيس المخلوع حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال.
وتباين تناول المصادر الصحوية عن تلك التي تصدر في المملكة، أو في لندن، وتتبنى وجهة النظر الرسمية السعودية في هذا الصدد؛ حيث اكتفت المصادر السعودية العامة بالإشارة إلى الأمر، خصوصًا مع تورط رموز خليجية فيه، بينما تناولت المصادر الصحوية الأمر بشكل أكثر استفاضة.
فقد نشر موقع “الإسلام اليوم”، تقريرًا بعنوان “مصر.. تباطؤ حكومي بملاحقة 21 متهما في “وثائق بنما”“، أبرز فيه الموقع، انتقادات إعلاميين مصريين ما وصفوه بـ”التجاهل الحكومي، والتباطؤ الرسمي”، في ملاحقة الشخصيات المتهمة في تسريبات “وثائق بنما”، بارتكاب مخالفات مالية، والذين قدَّر الصحفي المشارك في توثيق التسريبات، هشام علام، عددهم بواحد وعشرين مسؤولاً حاليًّا وسابقًا، وردت أسماؤهم بتلك التسريبات.
كذلك اهتمت المصادر الإعلامية السعودية، بالذات على المستوى الإخباري، بتطورات قضية الطالب الإيطالي القتيل، جوليو ريجيني، مع بدء وفد أمني وقضائي مصري، زيارة إلى إيطاليا، الخميس، 7 أبريل، ولمدة يومَيْن، لإطلاع المحققين الإيطاليين على نتائج التحقيقات في الجريمة، مع إشارة إلى ما أوردته صحيفة “لاروبابليكا” الإيطالية واسعة الانتشار بشأن تورط الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأجهزة أمنية رسمية، في الأمر.
والجداول والأشكال التالية توضح الأوزان النسبية لهذه القضايا في الإعلام السعودي:
الجدول رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (1) القضايا الخارجية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الشكل رقم (2) القضايا الداخلية في الإعلام السعودي
الجدول رقم (3)
الشكل رقم (3) القضايا المصرية في الإعلام السعودي
رابعاً: اتجاهات المواقف تجاه القضايا الأساسية:
1. تركيا: خطاب سلبي متصاعد، باستثناء المواقع الصحوية.
2. إيران وحلفاؤها في المنطقة: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.
3. الولايات المتحدة: استمرار في تصعيد الخطاب السلبي.
4. روسيا والدور في سوريا والشرق الأوسط: استمرار في التصعيد السلبي.
5. الإخوان المسلمون والإسلام السياسي والربيع العربي: تصعيد في المواقف السلبية، باستثناء المواقع الصحوية.
6. مصر: محايد أو إيجابي بحسب المصدر، باستثناء المواقع الصحوية.
خامساً: الاستنتاجات:
1. لم تبرز زيارة الملك سلمان التطابق الكامل في المواقف بين البلدين في كامل قضايا وأزمات المنطقة، وخصوصًا سوريا، وأبرزت تعليقات الإعلام السعودي، أن العلاقات مع مصر مهمة باعتبار الجوانب المصلحية بين البلدين.
2. بالرغم من ذلك؛ لا يمكن القول إن الحركة الإسلامية قد خسرت الرياض بشكل كامل، حتى في ظل التصعيد الكبير في الخطاب ضد الإخوان والحركة الإسلامية والربيع العربي في الإعلام السعودي، كموقف بات تقليديًّا؛ حيث السياسة لا تعتبر سوى بالمصالح.
3. من خلال تطورات الأوضاع في تركيا، وفيما حولها من جوار حيوي؛ فإن الفترة القادمة من المرشح لها أن تشهد أزمات عدة تواجه الحكومة التركية، مما قد يؤدي إلى “انقلاب عسكري” في المدى الزمني المتوسط، بحسب بعض المؤشرات التي ظهرت في الآونة الأخيرة.
4. الأزمة في سوريا تراجعت في أولويات الرياض لصالح الملف اليمني، وهو ما لا يعني أن الرياض تخلت عن مطلبها الرئيسي برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.
—————————————-