تقرير تحليل الإتجاهات الأسبوعي للإعلام السعودي – 16/10/2015
موجز تمهيدي:
اهتمت المصادر السعودية، وفي الإطار الإخباري، بإعلان موسكو إقامة “خط ساخن مباشر” بين إسرائيل والقاعدة العسكرية الروسية في مطار اللاذقية بالتزامن مع بدء القوات النظامية السورية مدعومة بغطاء جوي روسي بعملية في ريف حمص وسط البلاد وتكثيف الغارات على شرق دمشق.
واحتلت تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره التركي، ريدون سينيرلي أوغلو الخميس، 15 أكتوبر، صدارة المصادر الإخبارية واللندنية السعودية، وخصوصًا فيما يتعلق بإعلان الجبير وأوغلو، التزامهما بدعم المعارضة الروسية، والتحذير من مخاطر التدخل الروسي في سوريا وما ينتج من ذلك في زيادة التطرف والعنف وتدفق المقاتلين مما سيؤثر في المنطقة بأكملها والعالم، مع تأكيد الجبير على أن الحل، يجب أن يطون سياسيًّا مبنيًّا على مبادئ إعلان جنيف الذي يؤدي إلى سلطة انتقالية لا يكون فيها لبشار الأسد أي دور في مستقبل سوريا.
وسبق هذه الزيارة، زيارة أخرى قام بها وزير الدفاع السعودي، ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى روسيا، من أجل بحث الموقف الروسي المستجد في سوريا، وأثره على الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة ككل. ويبدو أن الزيارة كانت فاشلة، مما دفع إلى زيارة الجبير إلى تركيا، بشكل غير مرتب مسبقًا.
ويرى مراقبون أن الخطوة السعودية المباشرة مع تركيا؛ تستهدف إيصال رسالة إلى النظام المصري، بأن التقارب مع روسيا ونظام الأسد، سيكون له ردود فعل عكسية لدى الرياض مع خصوم القاهرة، وأهمهم أنقرة التي تستضيف رموز وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، أكبر الأطراف المعارضة للنظام الانتقلابي في مصر.
وصاحب ذلك انخفاض كبير في نغمة الانتقادات التي كانت متصاعدة في الفترة الماضية، ضد أردوغان والسياسات التركية، في الإعلام السعودي، خصوصًا اللندني منه، ولكن بعض هذه المصادر، وخصوصًا “إيلاف” و”العرب”، استمرت في توجيه هذه الانتقادات برغم هذا الموقف المستجد من تركيا.
صحيفة “الوطن” اهتمت بزاوية خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا وأثرها الإقليمي، وهي كيف أن هذه التطورات سوف تؤثر على حلف شمال الأطلنطي “الناتو” في ظل الخلاف في وجهات النظر حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، كذلك فيما يتعلق بالخلافات حول المهاجرين غير الشرعيين، ما بين قبولهم ورفضهم، والأزمة الأوكرانية وكيفية التعامل معها.
ولا تنفصل هذه التطورات عن الأوضاع في اليمن؛ حيث اهتمت بعض المصادر السعودية الإلكترونية خصوصًا، بالتطورات الميدانية الواقعة على الأرض، ولاسيما عرقلة العمليات البرية على الأرض، فطالت معركة تعز على سبيل المثال، بما عزته بعض المصادر إلى مواقف إماراتية ومصرية متغيرة من الأزمة في اليمن؛ حيث صار لمعركة تعز نحو أربعة أسابيع أو أكثر من دون حسم، بالرغم من أن مركز المدينة يسيطر عليه مقاتلون يقودهم حمود المخلافي، زعيم إحدى القبائل المرتبطة بالتجمع اليمني للإصلاح، الموالي للحكومة الشرعية.
كما اهتمت المصادر السعودية بما نشرته الفورين أفيرز الأمريكية مؤخرًا في صدد السبب في استمرار الأزمة في تعز، وفي ملف العملية البرية في اليمن بشكل عام، من أنه يعود إلى الانقسام داخل التحالف السعودي حول الإخوان المسلمين؛ حيث ترفض كلُّ من مصر والإمارات تسليح التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمين في اليمن. ولذلك تواترت تقارير عن أن السعودية التي ظلت لفترة طويلة تدعم “الإصلاح”، قد غيرت تحالفها، ووجهت معظم تمويلها المالي للسلفيين في اليمن.