fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 12 يوليو 2017

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية التي شهدها شهر يونيو 2017م، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد التركي:

1ـ صواريخ إس-400 الروسية إلى تركيا. ( الجزيرة )

يبدو أن تركيا تعلم بأن المتغيرات الاقليمية والدولية، في غاية الخطورة، وأنها ليست في مأمن من الخطر (خاصة بعد الازمة القطرية الاخيرة، والمواقف الامريكية وسياساتها الاقليمية، وعلاقة تركيا مع حلفائها في شمال الاطلسي) وهذا ما يجعلها تتبع سياسات تأمينية أهمها موافقة روسيا على بيع منظومة صواريخ s 400 الى تركيا؛ والتى تستطيع توجيه 72 صاروخا وتدمير 36 هدفا في آن واحد.

يُشار إلى أن منظومة الصواريخ “أس 400” المضادة للطائرات صُممت بالأساس من أجل حماية المرافق السياسية والإدارية والاقتصادية والعسكرية المهمة من الغارات الجوية، حسب مصادر روسية. وتعدّ هذه الصواريخ من أحدث المنظومات في العالم للدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ، فهي قادرة على تدمير الطائرات والصواريخ المجنحة على مسافة أربعمئة كيلومتر. كما أنها قادرة على اعتراض الصواريخ البالستية التي تصل سرعتها إلى 4800 متر في الثانية، على ارتفاع ثلاثين كيلومترا.

2-تركيا ترسل جنود الى قطر . ( milliyet)

تبنى البرلمان التركي في السابع من يونيو 2017 م، اتفاقيتين تسمحان بنشر قوات عسكرية في قاعدة تركية داخل الاراضي القطرية؛ تطبيقاً لإتفاقية الدفاع المشترك التي وقعها البلدان عام 2014م. وجاءت مصادقة البرلمان التركي بناء على دعوة عاجلة من رئيس الدولة “رجب طيب أردوغان”، تحسباً لأي تطورات في المنطقة في ضوء الأزمة الخليجية الراهنة.

 

ثانياً- تطورات المشهد العراقي:

العبادي يتوقع تصعيدا أمنيا مع انحسار تنظيم الدولة ( الجزيرة )

بعد نجاح القوات العراقية والقوى المساعدة له في القضاء على الشكل التنظيمي لتنظيم داعش في العراق عموما ومحافظة الموصل على وجه الخصوص، صرح رئيس الوزراء العراقي العبادي أن القضاء على داعش لا يعني الهدوء الامني، بل ربما تشهد الاوضاع تصعيدا امنيا في الاراضي العراقية تستهدف المناطق الحيوية داخل العراق، حيث لا يوجد في العلوم العسكرية أن القوى المهزومة مصيرها الفناء، بل إن الجيوب هي إحدى اهم اشكال وجود القوى المهزومة. وهذا هو المتوقع في العراق.

 

ثالثاً: تطورات المشهد السعودي:

محمد بن سلمان وليا للعهد: مبايعة الرياض لها ما بعدها. (مركز الامن القومي الصهيوني)

في دراسة أكاديمية للكاتب “يوئيل جوزانسكي” بتاريخ 29-6-2017م، لمركز دراسات الامن القومي الصهيوني، أهم ما جاء فيها، أن قدوم محمد بن سلمان إما سيدخل المملكة في نفق مظلم لصغر سنه ونقص خبراته، أو جعل المملكة أكثر حيوية ونشاط، وأن سياسة محمد بن سلمان سوف تنعكس على الدول العربية، وأن طبيعة البيعة التى تمت لمحمد بن سلمان، تزيد من احتمالية وضع محمد بن نايف في الاقامة الجبرية، وبالتالي هناك احتمالات لزيادة التوتر داخل البيت الملكي السعودي. في القدوم الصاروخي لمحمد بن سلمان لسده الحكم.

وأضافت الدراسة أن أكبر الازمات في وجه السياسة الخارجية للسعودية التى تواجه محمد بن سلمان هو التدخل العسكري في اليمن، وأن إيران تُخطط لتوجيه ضربات مؤلمة للمملكة في ظل وجود محمد بن سلمان، والذى تراه السعودية ” بقليل الخبرة”. وقد جاء محمد بن سلمان للحكم وأحلافه في تفكك بعد أزمته مع قطر فالخليج لم يعد موجهاً بالانصياع للسياسة السعودية وباكستان تغرد خارج الرؤية السعودية، وأن محمد بن سلمان سيزيد من توتر العلاقات السعودية الايرانية، في المقابل تقارب علاقات وتطبيع صهيوني سعودي.

وانتهت الدراسة إلى أن المؤسسات السعودية ستعاني بعد أسلوبين متناقضين محمد بن نايف الهادئ، ومحمد بن سلمان المتشدد مما قد يخلق حالة من اللاستقرار المؤسسي في المملكة، وأن نجاح الخطة الاقتصادية 2030م، سيحدد مصير السعودية، خصوصا وأن تعيين محمد بن سلمان كلف الخزينة المالية السعودية 500 مليار دولار.

 

رابعاً: تطورات المشهد في الكيان الصهيوني.

1ـ تمارين للجيش الصهيوني في قبرص وكريت. (مركز الامن القومي الصهيوني)

أكملت القوات الصهيونية مؤخرا مناورات عسكرية كبيرة في جزيرة قبرص، وعقدت تدريبات أصغر في كريت قبل عدة أشهر. على الرغم من أن قادة العملية لم ينشرون هدف التدريب على وجه التحديد، إلا أن المخطط الطبوغرافي في قبرص يشبه بوضوح جبال لبنان، وتركيا.

وهنا يمكن القول أن التدريبات العسكرية الصهيونية، والتى أصبحت شبه شهرية، ويشارك فيها عدد من الدول كان آخرها الامارات، وهذه التدريبات تشير إلى احتمالات مواجهات عسكرية قادمة وهي في الغالب ( لبنان، سوريا، غزة، سيناء، وربما من بعيد تركيا) .

2ـ محلل صهيوني: يجب ألا نغلق مكاتب «الجزيرة» لهذه الأسباب. ( مصر العربية)

دعا “يوني بن مناحيم” المحلل الصهيوني للشئون العربية الحكومة الصهيونية بعدم اغلاق قناة الجزيرة الاعلامية . وذلك للأسباب الآتية: أن شبكات التواصل الاجتماعية قادرة على نقل الأخبار بين جيل الشباب في العالم العربي وبالتالي إغلاق الجزيرة لا يؤثر في نقل الأخبار، وأنه ليس من الحكمة إغلاق قناة الجزيرة في هذا التوقيت والذي فقدت فيه القناة الكثير من مصداقيتها في العالم العربي، كما أن اغلاق الجزيرة في هذا التوقيت سيؤدي إلى تزايد احتمالية شعبية الجزيرة في العالم العربي على اعتبار أنها “مستضعفة”، وأنه يجب أن استغلال الفرصة وأن يقدم الكيان نفسه بأنه كيان ديمقراطي ويؤمن بحرية الصحافة، على عكس الدول العربية وتركيا، وأن تضغط قيادة دولة الكيان على قطر دبلوماسيا لكي يخرج دولة الكيان مستفيدا في توجيه سياسة قطر تجاهها بدلا من اغلاقها.

3ـ حزب العمل يبحث عن قائد جديد مع بدء الجولة الأولى من التصويت (تايمز أوف اسرائيل) (هارتس)

يتنافس سبعة مرشحين صهاينة على منصب رئيس حزب العمل كخطوة استعدادية للانتخابات الصهيونية المنوى عقدها في العام 2018م، ومن بين المرشحين:

  • هرتسوغ : من المعسكر الصهيوني اليساري ومختلف مع رؤى نتياهو في إدارة الصراع مع الفلسطينين، واهتماماته تدور حول مسالة تحقيق حياة افضل للصهاينة المواطنين.
  • عمير بيرتس: تولى حقيبة وزارة الدفاع سابقا، وهو من القيادة المخضرمة في حزب العمل.
  • آفي غاباي: وزير سابق في حزب كولانو.
  • اريل مرغاليت: عضو كنيست.
  • عومر بارليف: رجل اعمال و جنرال سابق.
  • افنز بين زاكن؛ هود كروفي : وجوه جديدة غير معروفة.

وهناك حوالي 53,000 عضو مؤهل للتصويت، وفقا لناطق باسم أمين عام الحزب. وتأتي الانتخابات التمهيدية بعد تراجع حزب العمل خلال العام الأخير في استطلاعات الرأي، ويتوقع حصوله على 10-12 مقعدا (بالشراكة مع حزب هاتنوعا، اللذان يؤلفان قائمة المعسكر الصهيوني)، مقارنة ب24 مقاعده الحالية. وتتوقع مراكز الابحاث الصهونية فوز عمير بيرتس في منصب رئيس حزب العمل. إلا أن هذا لا يعنيأان يكون لحزب العمل تواجد قوى في انتخابات الكنيست القادمة عام 2018م، وذلك نظرا لوجود “حزب يش عتيد” والذي نجح في جذب أكبر عدد من ناخبي حزب العمل، وقد تقدم في استطلاعات الرأي، ويتوقع في الوقت الحالي ان يكون اكبر منافس لحزب الليكود، بحسب الاستطلاعات الاخيرة.

 

خامسًا: تطورات الاوضاع الفلسطينية:

زعماء مصر وإسرائيل والأردن التقوا سرا في العقبة قبل عام. (BBC العربية ) واتصالات بين حماس ودحلان لتشكيل حكومة وحدة بديلاً عن رام الله. ( فلسطين اليوم) ووفد من “حماس” يزور القاهرة. ( روسيا اليوم) مصر تدخل الوقود إلى غزة، لتخفيف أزمة الكهرباء. (تايمز اوف اسرائيل) دحلان رئيسا لحكومة غزة؟ ( روسيا اليوم) عباس يختتم زيارة لمصر ضمن جولة خارجية. (الجزيرة) “حماس”: صفقة القرن لن تمر. (روسيا اليوم)

عناوين وتحليلات ودراسات كثيرة تزامنت مع تحركات سياسية وعلى مستويات عالية من أطراف فلسطينية ومصرية وإماراتية وأمريكية وعربية، بدأت تظهر بعد انتهاء زيارة ترامب للسعودية مباشرة. وقد تبع هذه التحركات اجراءات على الأرض، فقد ازداد الحديث عن تقارب بين حماس ومصر وهناك مؤشرات على ذلك، إلا أن أهل غزة لم يلمسوا أي تحسن. في المقابل هناك تقارب بين حماس وتيار ودحلان بشكل يبدو غريبا وغير مفهوم لدي البعض إلا أنه منطقي في أبجديات السياسة لدى البعض الآخر. وتزامن هذا مع حالات من القلق من كافة الجوانب العربية والمصرية والصهيونية والفلسطينية خصوصا بعد رفض حماس ما يُسمى “صفقة القرن”.

 

صفقة القرن:

المتابع للوسائل الاعلامية الصهيونية والاجنبية والعربية، يخلص إلى شبه تصور على صفقة القرن الجارى تنفيذها وهي كالتالي:

1ـ على مستوى الضفة الغربية: تشكيل كيان فلسطيني مهمته الشئون الخدماتية الداخلية “نظام بلديات” تقريبا، يقوده الفلسطينيون أو خلفاء الرئيس الفلسطيني الحالى محمود عباس إن صح التعبير، على أن يتكون هذا الكيان من الضفة الغربية “دون القدس”، مع احتفاظ الكيان الصهيوني بالمستوطنات. وأن يرتبط الكيان الفلسطيني مع دولة الأردن عبر اتحاد كونفدرالي تتولى فيه المملكة الجانب الأمني والعسكري في الضفة الغربية، وتوفير الحماية للكيان الصهيوني، وتأسيس مطار دولى في الضفة الغربية تحت إشراف دولى وأردني مع خدماتي إدراي فلسطيني، على ألا يتم المساس بالمضخات الصهيونية المائية والتى تستفيد من مياه الضفة الغربية.

2ـ على مستوى قطاع غزة: تشكيل كيان فلسطيني مهمته الشئون الخدماتية الداخلية “نظام بلديات” تقريبا، يراسه محمد دحلان بالتوافق مع حماس، وباقي أعضاء إدارة القطاع من شخصيات يتم التوافق حولها ما بين دحلان وحماس، ويحق لحماس الاحتفاظ بقدراتها العسكرية ويحق لدحلان تشكيل قوة خاصة لحمايته. على أن يرتبط الكيان الفلسطيني في غزة مع دولة مصر عبر النظام الفيدرالي . ونظرا للكثافة السكانية في غزة فمن المتوقع أن يتم تأجير جزء من سيناء الى قطاع غزة، يوفر مساحة أكبر لأهل غزة . وعائد مادي للحكومة المصرية نظير التأجير، وسيتم بناء ميناء ومطار لفلطسيني غزة، على أن يكون تحت اشراف وحماية دولية مصرية، ويتولى الفلسطينين إدارته الشكلية فقط.

3ـ على مستوى القدس: القدس لن تكون في محل حوار أو نقاش في الفترة الحالية، وسيتم تأجليها لفترة زمنية بعيدة، هذا إن لم يُعلن الكيان الصهيوني أن القدس عاصمته الابدية، و يحق للفلسطينين زيارة الاماكن الاسلامية المقدسة فيه.

4ـ على مستوى اللاجئين: من المتوقع أن تكون سيناء مسرحا رئيسيا لاستقبال عدد كبير من اللاجئين الفلسطينين، وتعويض جزء كبير من الفلسطينين المقيمين في الشتات عبر منحهم أموال أو فتح باب التجنيس لهم.

5ـ على مستوى ملف الأسرى: من المتوقع أن تقوم دول الاحتلال باطلاق سراح الاسرى الفلسطينين غير المدانيين في “قتل”، وهو ما يقارب بـ 4000 فلسطيني على الأقل. وربما نفي بعض الأسرى للخارج وتحديدا المسجلين “خطر”.

وهذه الصفقة، حال القيام بها، وفق المسارات السابقة، من شأنها انهاء القضية الفلسطينينة تماماً، وتطبيع علني ورسمي من كافة الانظمة العربية مع دولة الكيان الصهيوني، وستكون سيناء نفسها محطة رئيسية للاجئين الفلسطينين وبالتالي لا خروج منها، وارجاع الوصاية على الفلسطينيين مرة أخرى كما كانت عليه الأوضاع قبل حرب حزيران 1967م. بعد ربط الضفة الغربية باتحاد كونفدرالي مع الاردن، وربط غزة باتحاد كونفدرالي مع مصر.

 

سادساً: تطورات المشهد اللبناني:

تهديدات صهيونية: لا فرق بين لبنان وحزب الله بحرب مقبلة. (عربي 48)

ليبرمان: اسرائيل ’لن تتجاهل’ مصانع حزب الله الجديدة للأسلحة. ( تايمز اوف اسرائيل)

تصاعدت حدة التصريحات الصهيونية ضد لبنان وحزب الله، مؤخرا. جاءت هذه التصريحات في إطار تصريحات أطلقها الرئيس اللبناني، ميشيل عون، قال فيها إنه طالما أن الكيان الصهيوني يحتل أراض لبنانية وتطمع بثروات طبيعية لبنانية وطالما أن الجيش اللبناني لا يملك القوة الكافية للوقوف أمام هذا الكيان، فإن سلاح حزب الله مهم ودوره يكمل عمل الجيش ولا يناقضه ‘وهو جزء أساسي بالدفاع عن لبنان’.

وفى هذا السياق يمكن القول أن التهديدات الصهيونية للبنان، هى نتيجة طبيعة لزيارة ترامب للرياض مؤخرا، وتحريضة ضد الحركات والفصائل العربية ووضعها في خانة الارهاب الواجب قتاله، مما يتيح الفرصة للكيان الصهيوني لتدمير دول عربية، إلى جانب استغلال أزمة حزب الله في سوريا (1).

————————————-

الهامش

(1) الآراء الواردة تعبر عن آراء كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن “المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية”.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close