تحليل اتجاهات الإعلام المصري 19 فبراير 2016
تمهيد
يتناول هذا التقرير الفترة بين 11 و18 فبراير 2016، ويقوم على مستويين أساسيين، الأول: عرض عناوين أهم القضايا التي تناولتها وسائل الإعلام المصري خلال هذه الفترة، والثاني: عرض لأهم مضامين هذا التناول وذلك على النحو التالي:
المستوي الأول: أهم العناوين في وسائل الإعلام المصرية:
(1) السياسة الخارجية:
- شكري: تدخل السعودية والإمارات في سوريا “قرار سيادي” وليس في إطار التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، ويؤكد أنه لا توجد أزمة بين مصر والسعودية لعدم المشاركة فى الحرب بسوريا.
- شكري يشرح لقيادات الكونجرس حقيقة الأوضاع فى مصر، ويبحث مع مستشارة الأمن القومي الأمريكي جهود مكافحة الإرهاب، ووكيلة الخارجية الأمريكية: واشنطن قلقة من بعض القوانين وتطبيقها في مصر.
- شكري يختتم زيارته لأمريكا بلقاء رايس ويتوجه إلى ميونيخ، ويعقد 20 لقاءً مع المسئولين في مؤتمر ميونخ.
- السيسي يلتقي بوفداً من المجلس الأطلنطي الأمريكي يضم أولبرايت وهادلى، كما يلتقي وفداً من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية.
- فى مباحثات سد النهضة وزراء المياه يواصلون مشاوراتهم لتحديد موعد توقيع العقود مع الاستشاري، وإثيوبيا تؤكد أنها لن تتوقف عن بناء سد النهضة ولو للحظة.
- السيسي عن تركيا: امتنعنا عن التدخل في شؤون غيرنا. ولم نصدر أي تصريحات عدوانية.
- السيسي يكيل المديح لنتنياهو في لقائه بالمنظمات الصهيونية، وإسرائيل تختار سفيرًا جديدًا لها بالقاهرة.
- الملك سلمان يزور مصر أبريل المقبل.
- أستراليا لرعاياها: أعيدوا النظر في السفر لمصر.
- أزمة الطالب الإيطالي: وزير خارجية إيطاليا: لن نقبل تفسيرات سطحية من مصر، و”نيويورك تايمز»: عناصر أمنية مصرية تعترف بالقبض على ريجيني قبل اختفائه”. و”بي بي سي”: مقتل ريجيني يشعل ملف حقوق الإنسان بمصر، ووزير الداخلية يوجه بعدم التعامل مع الأجانب المعتقلين إلا بعد إخباره، و”الداخلية” تنفي ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية حول إلقاء القبض على الشاب الإيطالي قبل وفاته.
(2) الأزمة الليبية:
- وزير الخارجية يشارك فى اجتماع خاص بليبيا لعدد محدود من الدول على هامش مؤتمر ميونخ.
- الخارجية: نتطلع لاستقرار الأوضاع فى ليبيا ورفع الحظر المفروض على استيراد السلاح.
- السيسي: مساعدة الجيش الليبي ضرورة لاستعادة سلطة الدولة.
- رئيس المجلس الرئاسي الليبي يصل القاهرة.
- وزير الخارجية: التدخل العسكري في ليبيا يجب أن يكون بإرادة الحكومة الشرعية.
ثانياً: السياسة الداخلية:
(1) الشؤون الداخلية:
- السيسي يلقى خطابا أمام البرلمان، والاقتصاد والأمن أهم محاور الخطاب.
- السيسي يفوض رئيس الوزراء لمباشرة اختصاصاته في قانون نظم العاملين المدنيين بالدولة.
- طارق عامر: “جنرال موتورز” حصلت على 150 مليون دولار من البنوك العام الماضي. وانسحابها من السوق يثير الدهشة.
- ”البنك المركزي” يرد على “السوداء” برفع سقف الإيداع لمليون دولار.
- وزير التخطيط: الدولة لا تحتاج إلا مليون موظف فقط.
- حسين سالم يرد 5.5 مليار جنيه للدولة من ثروته.
- تفاقم نقص الأدوية في مصر بسبب أزمة الدولار.
- حمدين صباحي: لو قامت ثورة على النظام من أين نأتي بحاكم؟، و”أبو الغار” ل “المسؤولين”: أنتم من تهدمون الدولة، وخالد علي: “ديكتاتورية النظام الحالي لا تقل عن مبارك”، سعد الدين إبراهيم يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة في مصر.
(2) الملف الاقتصادي:
- رئيس “المصرية للاستثمار”: لو تم رفع القيود عن الدولار سيصل لـ 10 جنيهات.
- “المركزي” يطرح أذون وسندات خزانة بـ 21 مليار جنيه.
- البورصة المصرية تخسر 14.7 مليار جنيه خلال تعاملات الأسبوع الماضي.
- 15 % نسبة الإشغالات السياحية بشرم الشيخ.
- الإحصاء: 27.6% معدل البطالة بين الشباب خلال الربع الرابع فى 2015.
- البنك المركزي يحظر استخدام الدولار في بطاقات الدفع الإلكتروني داخل مصر.
(3) الحراك المجتمعي:
- قوى عمالية تدعو للاحتشاد رفضًا لمسودة قانون العمل الجديد، و”الاحتجاجات” العمالية تضرب 5 محافظات، واستمرار إضراب عمال الشركة المالية بكفر الزيات.
- وقفة لأصحاب معاشات “الإنتاج الحربي” للمطالبة بصرف مستحقاتهم.
- إضراب محامي مطروح اعتراضا على معاملة أمناء الشرطة لهم.
(4) الوضع العسكري:
- الفريق حجازي يتفقد العناصر المشاركة بالتدريب المشترك “رعد الشمال”.
- “واشنطن” تدرس توسيع مهام قواتها في سيناء.
- وزير الدفاع يلتقي بمقاتلي الجيش الثالث الميداني.
- السعودية تعلن بدء مناورة “رعد الشمال” بمشاركة 20 دولة بينها مصر.
- وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الجنوبية العسكرية.
(5) الوضع الأمني:
- الداخلية: مقتل أمين شرطة وإصابة اثنين فى هجوم على كمين بالجيزة.
- مصدر أمني ردًا على تصريحات الـ “CIA”: لا وجود لداعش فى سيناء.
- إخلاء سبيل 9 أمناء شرطة في أحداث مستشفى المطرية بضمان الوظيفة.
(6) الوضع في سيناء:
- الجيش الإسرائيلي يكثف من استخدام الغواصات في جمع معلومات استخبارية عن أهداف في لبنان وغزة وسيناء.
- ولاية سيناء تنشر حصاد عملياتها في شهر يناير، وتعلن تدمير حوالي 25 مدرعه وكاسحة الغام وآلية للجيش والشرطة، وقتل وإصابة نحو 150 فرد من قوات الأمن بينهم ضباط، وتدمير ثلاث منازل لأمناء شرطة وضابط بمدينة العريش.
- إضراب قوات الشرطة والعمليات الخاصة عن النزول لشوارع مدينة العريش واجتماع وزير الداخلية والدفاع وقائد الجيش الثاني وقائد الجيش الثالث الميداني ومدير أمن شمال سيناء بهما.
- فتح معبر رفح لثلاث أيام بشكل استثنائي.
- اكتشاف الجيش لنفق خرساني على الحدود مع رفح، واستمرار اكتشاف مخازن للسلاح والمتفجرات بوسط سيناء.
- تدهور الخدمات الصحية في مستشفى رفح، وصعوبة نقل المرضى لمستشفى العريش العام نظراً للتعقيدات الأمنية والعسكرية.
المستوي الثاني: مضامين أهم القضايا
أولاً: الدور المصري في الأزمة الليبية
شارك سامح شكري في اجتماع خاص على هامش قمة ميونخ ضم كلا من وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي لليبيا مارتن كوبلر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وتأتي أهمية هذا الاجتماع في ترتيب المشهد الليبي حيث جاء الإعلان عن الاتفاق على تشكيل حكومة توافق في ليبيا من 13 وزارة، بعد يومين فقط من انعقاد الاجتماع الخاص في ميونخ، وربما كانت الترتيبات النهائية لحكومة التوافق قد حسمت الخلاف حول حقيبة وزارة الدفاع لصالح “المهدي البرغثي”، وهو أحد المقربين من اللواء خليفة حفتر، (المهدي هو قائد الكتيبة 204 دبابات التي تقاتل إلى جانب قوات عملية الكرامة بقيادة حفتر).
وتشير تصريحات النظام المصري إلى استمرار حث القوى الدولية على أن يكون أي تدخل عسكري في الأراضي الليبية تحت مظلة تعزيز القدرات العسكرية للحكومة الجديدة والجيش الوطني الليبي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والمجموعات المسلحة الأخرى، وهو ما أكدته تصريحات السيسي(1) بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن الاتفاق على تشكيل الحكومة الليبية، حيث أكد أن مساعدة الجيش الليبي ضرورة لاستعادة سلطة الدولة، في رده على سؤال عما إذا كانت مصر تطالب بتدخل حلف شمال الأطلنطي «الناتو» ضد تنظيم الدولة فى ليبيا.
ثانياً: أزمة الطالب الإيطالي:
لا يزال حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني(28 عاماً، طالب دكتوراه بجامعة كامبريدج)، يشكل مسار توتر بين الجانبين المصري والإيطالي، حيث سارعت وزارة الداخلية المصرية يوم الاثنين الماضي 15 فبراير إلى نفي تورطها في حادث مقتل الشاب الإيطالي وصرحت في بيان(2) لها إنها ليست متورطة في مقتل “ريجيني”، أو أنها قبضت عليه قبلها، وأنها لم تصل لمعلومات مؤكدة حول أسباب وفاته بعد، وربما دفع وزارة الداخلية المصرية للإعلان في بيان رسمي لها، عن عدم تورطها في مقتل “ريجيني”، يرجع إلى إشارة عدد من التقارير في الصحف الغربية إلى ضلوع الأجهزة الأمنية في مصر في حادث مقتل الشاب الإيطالي، وأن الشرطة احتجزت “ريجيني” قبل العثور عليه مقتولا.
حالة التوتر الواضحة بين الجانبين المصري والإيطالي عبر عنها بوضوح وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني(3)، بأن الحكومة الإيطالية لن تقبل تفسيرات سطحية، بشأن مقتل الطالب الإيطالي “ريجيني” في مصر، وحتى هذه اللحظة لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيق المشترك في مقتل “ريجيني”، ولم يتم الإعلان عن تحديد موعد لنشر نتائج التحقيق، مما يشير إلى استمرار أجواء التوتر بين الجانبين المصري والإيطالي، وإن كان تأثير هذا التوتر قد يظل محدودا في ضوء العلاقات والمصالح الاستراتيجية المشتركة بين الجانبين والتي يعد أهمها الاستثمارات القائمة بين البلدين والملف الليبي المتأزم.
ثالثاً: إضراب الأطباء:
شهد يوم الجمعة الماضي 12 فبراير احتشاد عدد ضخم من الأطباء المصريين أمام مبنى نقابة الأطباء في شارع القصر العيني، استجابة لدعوة النقابة العامة للأطباء لعقد جمعية عمومية طارئة تحت شعار “يوم الكرامة” لمناقشة الاعتداءات المتكررة على الأطقم الطبية على خلفية حادث اعتداء مجموعة من أمناء الشرطة على مجموعة من أطباء مستشفى المطرية التعليمي في 28 يناير 2016.
وربما يشير حجم تفاعل الأطباء في الأزمة الأخيرة إلى عدة دلالات:
1ـ أن حالة الاحتقان بسبب تغول السلطة الأمنية للنظام المصري، خرجت عن نطاق ودائرة مناهضي الانقلاب ومعارضي حكم العسكر وامتدت لتصل إلى قطاعات في المجتمع ربما كانت الأقل في مشاركتها في أي مظاهر احتجاجية سابقة بشكل عام.
2ـ لا يزال النظام المصري يحاول جاهدا استيعاب أية محاولة لحراك حقيقي فعال خارج نموذج حراك مناهضي الانقلاب، وجاء تعامل وتصريحات المسؤولين وإعلامي النظام حول أزمة نقابة الأطباء وقبلها ألتراس النادي الأهلي في إحياء ذكرى مذبحة بورسعيد، دالاً على ذلك.
3ـ استمرار النظام من خلال الآلة الأمنية والإعلامية في وضع حراك مناهضي الانقلاب دائما في خانة منفصلة عن الشارع وطلباته، حيث تعد استراتيجية النظام في التعامل مع كلا من نموذجي الحراك، هي قطع أي قنوات تلاقي قد تكون محتملة في المستقبل عن طريق الاستيعاب والتواصل المباشر مع أحدهم والقمع والإقصاء مع الأخر.
4ـ بالرغم أن احتشاد الأطباء كان السبب الرئيسي له دفاعا عن كرامة زملائهم الأطباء إلا أن الهتافات التي تخللت الحشد كان أغلبها هتافات ذات طابع ثوري تحمل إشارات إلى التململ وعدم الارتياح من منظومة الحكم.
5ـ بالرغم من التعامل الأمني العنيف ضد المظاهرات المناهضة للانقلاب والذي تسبب بشكل عام في حالة من الخوف والقلق لدى كثير من قطاعات الشعب في التعبير عن غضبهم، إلا أن الاحتشاد والتظاهر تحت لافتة بعيدة عن لافتات مناهضة الانقلاب وحكم العسكر لا تزال قادرة على جذب عدد من المواطنين ليس بالقليل.
6ـ احتشاد الأطباء في الجمعية العمومية الطارئة يعطي نموذجا ناجحا عن إمكانية التوحد على مجموعة من المطالب بالرغم من اختلاف التوجهات الفكرية لأصحابها وفي ظل أجواء الاستقطاب الحادة التي تمر بها البلاد، وربما كان خلو حشد الأطباء من أي لافتات لتيارات أو كيانات، خير دليل على القدرة على إمكانية التوحد.
رابعاً: الاحتجاجات العمالية
شهد هذا الأسبوع ازدياداً ملحوظاً في الاحتجاجات العمالية مقارنة بالأسابيع الماضية حيث جاءت أغلب الاحتجاجات العمالية مطالبة بتحسين الأوضاع المادية عن طريق زيادة الرواتب أو رفع العلاوات، وتشير هذه الزيادة الملحوظة إلى استمرار الأوضاع الإقتصادية المتأزمة والتي غالبا ما يكون أول الشرائح المتضررة منها هي شريحة عمال المصانع.
خامساً: أزمة نقص الدواء
أدت زيادة سعر الدولار فضلا عن نقصه في السوق إلى تصاعد أزمة نقص الأدوية في مصر، وكانت بوادر أزمة نقص الأدوية قد ظهرت منذ عدة أشهر، إلا أنها في الأيام القليلة الماضية تصاعدت بشكل قوي مما يشير إلى أزمة حقيقية محتملة في ظل الزيادة المستمرة في سعر الدولار، وكانت وزارة الصحة(4) قد ذكرت في نشرتها أن الأدوية الناقصة التي لها بديل أو مثيل تبلغ 189 صنفا، أما الأدوية الناقصة التي ليس لها أي مثيل فتبلغ 43 صنفا دوائيا، وربما كان السبب الرئيسي لتفاقم أزمة الدواء يرجع إلى اعتماد صناعة الدواء في مصر على استيراد مواد خام تدخل في عملية التصنيع وهو ما يجعل زيادة سعر الدولار ونقصه في الأسواق يؤثر بشكل بالغ على صناعة الدواء في مصر.
الهوامش: