fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 2 يوليو 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول هذا التقرير عرضاً لأهم التحولات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة بين 21-28يونيو 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد الفلسطيني:

أنقرة وتل أبيب تعلنان تطبيع العلاقات رسميا بينهما. ( روسيا اليوم )، وتركيا تطوي خلافاتها مع إسرائيل وروسيا. ( الجزيرة)، حماس تشكر تركيا على جهودها لرفع الحصار عن غزة. ( الأناضول)، بينت ينضم لليبرمان في معارضة المصالحة مع تركيا. ( وكالة معا )

أعادت تركيا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم الذي أبدت فيه عزمها على استئناف علاقتها “التقليدية” مع روسيا، في مؤشر على سعي أنقرة إلى تصفية خلافات كانت تعكّر صفو سياستها الخارجية. وبموجب تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية سيتم تبادل السفراء بين البلدين وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر وكانت البداية بدخول قافلة مساعدات تركية إلى قطاع غزة يوم الجمعة، بحمولة 10 آلاف طن. وستصبح تركيا بوابة الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا. إلى جانب حصول تركيا على مبلغ 20 مليون دولار لذوي قتلي سفينة مرمرة. مع استمرار الحصار البحري على غزة، وعدم ملاحقة الجنود الإسرائيليين قضائيا.

ومن المبكر الحكم على الاتفاقية التركية الإسرائيلية، إلا أن هذا الاتفاق قد تتفهمه النخب في الشارع الفلسطيني بينما العامة قد تعتبره تنازلاً تركياً عن دورها في غزة بعد أن علق المواطن الفلسطيني في غزة أمالاً عريضة في تحقيق حلم (الميناء والمطار).

ومن هنا فإن انتظار نتائج الاتفاق هي التي ستحكم عن الموقف التركي تجاه قطاع غزة. خاصة فيما يتعلق بأزمة الكهرباء. ففي حال نجحت تركيا بإقامة محطة كهرباء في غزة لتخفف الأعباء عن المواطن الغزى فإنها ستعود إلى صدارة المشهد في غزة من جديد، فنجاح البنود المتعلقة بقطاع غزة من المرجح أن يجعل من تركيا تقوم بدور الوسيط ما بين حركة حماس وإسرائيل من أجل تحقيق صفقة تبادل بينهما.

خالد مشعل يتنحى من منصبه كقائد لحركة حماس. ( تايمز أوف إسرائيل)

لن يكون رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الحالي السيد خالد مشعل، مرشحا في الانتخابات المقبلة لرئاسة الحركة والمتوقعة في نهاية العام الجاري. وذلك وفقا للوائح القانونية الخاصة بحركة حماس. علما ان السيد مشعل قد استمر في المنصب بشكل استثنائي في عام 2013م. علما أن الانتخابات تتم من خلال مجلس الشورى التابع للحركة المؤلف من 60 عضوا.

ومن بين الأسماء المتوقعة لخلافة السيد خالد مشعل؛ كلا من إسماعيل هنية، رئيس الوزراء السابق لحركة حماس؛ محمود الزهار، أحد مؤسسي الحركة والمقرب من الجناح العسكري “القسام”؛ وموسى أبو مرزوق، نائب خالد مشعل الذي كان يتولى هذا المنصب قبل عام 1996. إضافة إلى يحيي السنوار ابن الجناح العسكري للحركة. وقد جرت العادة أن يتولى رئاسة حماس شخصية ذات نفوذ سياسي عالي ويسكن خارج قطاع غزة. ومن هنا فإن الدكتور موسي أبو مرزوق، الذي يقيم حاليا في القاهرة، له أفضل فرصة لنيل المنصب.

1ـ في حال حصول موسي أبو مرزوق على رئاسة حركة حماس فانه سوف يحرص على تحسين العلاقات الخارجية للحركة مع كافة الأصعدة لما يمتلكه الرجل من برجماتية سياسية وخبرة في إدارة الأمور. ومن بين هذه العلاقات من المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية مع حركة حماس انفراجه حقيقية.

2ـ إذا تم اختيار القيادي محمود الزهار سيكون بدعم من الجناح العسكري للحركة، خاصة أن نفوذ العسكر في مجلس الشورى قد ازداد مؤخرا. وعند قدوم الزهار لمنصب رئيس الحركة ستتوتر العلاقات المصرية مع حماس بدرجة كبيرة خاصة وأن الزهار تغيب عنه الدبلوماسية في الكثير من المواقف، إضافة إلى ميوله نحو التصادم في غالب الأحيان.

3ـ القيادي إسماعيل هنية يعد الشخصية الوسيطة ما بين أبو مرزوق والزهار في التعامل، وهذا في الغالب يؤدي إلى بقاء الوضع القائم في غزة والعلاقات الخارجية على ما هي عليه الآن.

4ـ العسكري يحيي السنوار في حال توليه منصب رئيس الحركة وإن كان أضعف الاحتمالات إلا أنه يبقي قائما، فان السنوار لا يؤمن سوى بالمقاومة كطريق وحيد دون الالتفات كثيرا للجوانب السياسية إضافة إلى أن العلاقات الخارجية مع كافة الدول ومن بينها مصر ستكون متوترة بشكل ملفت ولم يسبق له مثيل من قبل.

موغيريني تدعو إسرائيل لـ”استغلال التغيرات في المنطقة العربية لتحقيق السلام”. ( وكالة الأناضول)

دعت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إسرائيل إلى “استغلال” المرحلة الجديدة التي يمر بها الشرق الأوسط، والتي “تضع أمامه فرص سلام جديدة لم تكن موجودة من قبل”، على حد تعبيرها. وقالت موغريني، عقب لقائها الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في بروكسل، “إنها المرة الأولى التي يكون لدينا تعاون وثيق مع بعض الدول العربية الرئيسية في مجال الأمن في المنطقة، معتبرةً أن “ذلك (التعاون) يصب في مصلحة إسرائيل وشعبها، وعلينا جميعا استغلاله قبل فوات الأوان، ليس لضمان أمن إسرائيل وحسب، وإنما أمن المنطقة، وكذلك جزء من منطقة البحر الأبيض المتوسط التي نتشارك فيها”.

تصريح الممثلة العليا للأمن والسياسة والخارجية للاتحاد الأوروبي يأتي بعد وقت قريب من المبادرة التي أطلقها عبد الفتاح السيسي، ولهذا قد تفهم بأنها دعم لما أتت به هذه المبادرة بل وتعمل على تعزيزها؛ وهذا يعني تناغما مع السياسة الخارجية المصرية في المنطقة.

ثانياً: تطورات المشهد اليمني:

اليمن: من غير المعقول مكافأة الانقلاب بالشراكة. (العربية ) زعيم الحوثيين يهاجم السعودية ويحذرها من عواقب سيئة. (عربي 21) تراجع الإمارات عن كلام قرقاش بطلب سعودي. ( عربي 21)

أكد نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية وعضو الوفد الحكومي في مشاورات السلام اليمنية في الكويت الدكتور عبد الله العليمي أن الحل لن يكون عبر تسويات هشة تعيد إنتاج الأزمات. وإنه من غير المعقول مكافأة الانقلاب بالشراكة، وإن تشكيل حكومة وفاق وطني في مشاورات الكويت هو موضوع خارج المرجعيات المتوافق عليها. وأضاف إن أي تسوية سياسية يجب أن تكون محكومة بالمرجعيات، ومنها المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وأكد أن الانقلابين يسعون فقط لشرعنه وجودهم، والالتفاف على القرارات الدولية، وبالأخص القرار 2216 والقرار 2140.

في حين جاء رد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أن وفد جماعته قدم تنازلات مجحفة؛ لإسقاط الحجة على ما أسماه “العدوان”، الذي عاد يطالبهم بالاستسلام والخضوع. وخاطب عبد الملك الحوثي دول التحالف العربي بقيادة السعودية، قائلا: “خير لكم وقف العدوان، فنحن مظلومون”، مؤكدا أن “الاستمرار في الجرائم له عاقبة سيئة”. في حين أكد صالح الصماد زعيم جماعة أنصار الله (الحوثي) بأن السعودية تعد لشن حملة عسكرية واسعة، دون أي اعتبار لما يجري في الكويت أو للتفاهمات والتنازلات التي قدموها في هذه المشاورات.

وما يؤكد عودة الاشتباكات في اليمن بشكل عنيف هو تراجع وزير الشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش عن تصريحاته التي أطلقها قبل أيام في أبو ظبي بحضور ولي العهد محمد بن زايد حول نهاية الحرب في اليمن وسحب جنود الإمارات منها.

وفي ذلك المعطيات السابقة فان الأمور في اليمن سوف تذهب إلى ما يلي: إعلان فشل التفاوض بين الحوثيين والتحالف العربي في اليمن، وتكثيف التحالف العربي من غاراته في اليمن وتصعيد عسكري عنيف، وتنامي الخلافات السعودية الإماراتية، خاصة وأن الإمارات تتحمل العبء الأكبر من المهام العسكرية، وتعد تصريحات قرقاش جزءاً من الرفض الإماراتي لتكبدها الخسائر في اليمن خاصة أنها جاءت بعد يومين على سقوط مروحيتين عسكريتين إماراتيتين ضمن القوات المشاركة في قوات التحالف العربي، وهو ما أدى إلى مصرع طيارين اثنين ومساعديهما. إلى جانب استمرار سقوط العديد من القتلى الإماراتيين.

وفي حال اشتدت الحرب في اليمن فانه من المتوقع ان تطلب السعودية رسميا من السيسي التدخل في الحرب مع الحوثين، خاصة وأن المملكة العربية لها دورا مهما في تقديم الدعم الاقتصادي والعسكري لنظام السيسي لا تستطيع مصر تجاوزه، ومن هنا ففي حال إذا رفضت مصر المشاركة فان ذلك سيشكل عليها سلبا في علاقاتها مع السعودية قد يذهب إلى إيجاد رغبة سعودية في إيجاد قيادي بديل عن السيسي.

أما في حال قررت مصر المشاركة في الحرب فسيرتب عليه العديد من الأمور أولا توتر العلاقات المصرية الإيرانية، ثانيا في حال استمرت الحرب لفترة طويلة ولم تحسم فان ذلك سوف يؤدي إلى استنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية لمصر. وثالثا في حال شاركت مصر وانتصر التحالف العربي فان ذلك سيؤدي إلى رفع أسهم مصر وتعزيز دورها الإقليمي. ولكن في الغالب في حال طلبت السعودية من مصر تدخلا في اليمن فان الدور المصري سيتمثل فقط في دور محدود للغاية خشية من السيناريوهات سابقة الذكر وهذا أيضا لن يرضى الطموح السعودي.

ثالثاً: تطورات المشهد السوري:

الأسد يحاكم أردوغان بتهمة “السرقة وإتلاف المال العام (عربي21)

رفعت وزارة العدل السورية دعوي قضائية ضد تركيا أمام قاضي التحقيق المالي الأول في دمشق. بتهمة “سرقة 37 منشأة صناعية ومعملا في حلب، بلغت قيمة الأضرار الناجمة عنها خمسة مليارات دولار”.

وقالت وزارة العدل السورية إنها قدمت وثائق وأدلة ومستندات وشهود. وأضافت أن “إدارة قضايا الدولة تقدمت بادعاء شخصي تبعا للدعوى الجزائية في مواجهة رجب طيب أردوغان بصفته الشخصية، إضافة لمنصبه رئيسا للجمهورية التركية، وفي مواجهة رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية في تركيا، بصفتيهما المسؤولين ماليا”.

تأت هذه الاتهامات م نتيجة طبيعية للتقارب التركي الروسي، وتتوقع سوريا تحسن في علاقاتها مع تركيا في الأيام القادمة لذا فان نظام بشار الأسد يقوم بوضع عراقيل ضد تركيا يستطيع من خلاله النظام السوري تخفيف من أعباء الشروط التركية في سوريا أو وكذلك وقف أي تدخل تركي في الشأن الداخلي لسوريا من خلال ان تتنازل تركيا عن مواقفها مقابل تنازل سوريا عن التعويضات المالية.

خامساً: تطورات المشهد الليبي:

حكومة الوفاق الوطني الليبية تعقد أول اجتماع موسع في طرابلس (روسيا اليوم) قتلى وجرحى من “البنيان المرصوص” في معارك سرت (روسيا اليوم)

عقدت حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس أول اجتماع تشاوري موسع منذ دخولها العاصمة في آذار/ مارس 2016 في مدينة طرابلس” برئاسة فايز السراج. جاء الاجتماع لشرعنه الحكومة وإثبات نفسها كممثل وحيد في ليبيا ومتزامنا مع عده عمليات عسكرية تقوم بها الحكومة في العديد من المدن الليبية لمواجهة التنظيمات المسلحة ومن بينها داعش.

فميدانيا، تمكن الجيش الليبي من استعادة السيطرة على مناطق جنوب مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، كان يسيطر عليها مسلحون من تنظيمي “القاعدة” و”داعش”، إلى جانب نجاح تحركات الجيش الليبي تحت غطاء جوي وقصف مدفعي عنيف، إلى سيطرة القوات المسلحة على مواقع في محور القوارشة، منها العمارات الجديدة وحي الجوازي، وأجزاء كبيرة من منطقة قاريونس في بنغازي المجاورة.

في حين استقبل مستشفى مصراتة المركزي 18 جريحا وجثث 4 قتلى من قوات “البنيان المرصوص” سقطوا في الاشتباكات العنيفة مع مسلحي تنظيم “داعش” في مدينة سرت. وقال عضو المركز الإعلامي لعملية “البنيان المرصوص” رضا عيسى إن قواتهم حققت تقدما على المحور الجنوبي حيث توجد منطقة “الشعبية العسكرية”، وهي منطقة سكنية كبيرة، بها مقر كلية التربية العسكرية، المجاورة لمجمع قاعات وأوغدوغو الإداري وسط مدينة سرت.

على نفس الصعيد شن سلاح الجو الليبي غارات استهدفت مواقع تنظيم “داعش” والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه في محور غرب بنغازي، تمهيدا لتقدم بري لقوات الجيش.

سادساً: تطورات المشهد العراقي:

الحشد الشعبي ينشر صورا من داخل الفلوجة بعد استعادتها من داعش (CNN العربية)

نشرت قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش والشرطة العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ “داعش،” صورا قالت بانها من داخل مدينة الفالوجة بعد استعادتها.

ويشار إلى أن رئيس الوزراء حيد العبادي زار مدينة الفلوجة، الأحد (19 يونيو 2016)، وقال في كلمة له من هناك: “كما وعدناكم… هذا هو العلم العراقي مرفوع عاليا في الفلوجة… فعلناها سابقا في تكريت والرمادي وجرف الصخر وسنرفعه أيضا في الموصل والحويجة.” وأضاف: “هناك من دواعش السياسة ودواعش الإعلام من حاولوا عرقلة العمليات في الفلوجة ولكن أبطالنا استمروا ببطولاتهم وحرروا الفلوجة”.

في حال صحت الصور التي نشرها (الحشد الشعبي) إلا أنه يبقي من المبكر الحكم عن انتهاء العمليات في الفلوجة، لوجود العديد من الجيوب التي ستبقي تقاتل لفترات زمنية ليست بقصيرة.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close