fbpx
المشهد السيناوي

المشهد السيناوي ديسمبر 2018

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

انتهى شهر ديسمبر لينتهي عام 2018 مخلفاً وراءه في سيناء أكبر مأساة إنسانية تتعرض لها بعد الانسحاب الصهيوني منها، حيث شهد هذا العام بداية العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 والتي لم تنته خلال ثلاث شهور كما قيل، بل امتدت حتى تاريخ هذا التقرير، لتخلف وراءها آلاف النازحين وآلاف الحالات من الاحتجاز التعسفي والاعتقال، ومئات الحالات من التصفية الجسدية شملت اطفال.

واستمرت العمليات العسكرية في شهر ديسمبر وكان أبرز أحداثه تعرض رتل عسكري لقوات الجيش المصري لكمين بمنطقة المغارة بوسط سيناء، وقد نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر (محسوبة على المؤسسة العسكرية) أن الهجوم قد فشل، وتم قتل الكثير من المهاجمين بينما لم يُعلق المتحدث العسكري، ولكن وبعد الحادث بأيام قام تنظيم ولاية سيناء بنشر صور لمقاتليه في منطقة الكمين وهم يعتلون أحد المدرعات العسكرية المدمرة، ويحتفلون بنجاحهم في مواجهة النظام.

ويتضمن الجزء الأول من التقرير استعراض خسائر طرفي الصراع من قوات الأمن ومسلحي التنظيم، بينما يتناول الجزء الثاني تأثير العمليات العسكرية والأمنية الجارية على الوضع الإنساني للمواطنين وما يتبعه من انتهاكات حقوقية تطالهم، حيث تستمر الأزمة الإنسانية في محافظة شمال سيناء مع استمرار العملية العسكرية لشهرها الحادي عشر دون أفق معلن لانتهائها، لتستمر المعاناة ومعدلات البطالة والفقر المرتفعة، وهو الأمر الذي ساهم في تشكيل بيئة محلية ناقمة على السلطة المركزية في الوادي، مع انخفاض شديد بالتوازي لشعبية تنظيم الدولة في سيناء، ونهدف في هذا التقرير الشهري إلى تقديم توثيق وقراءة للأحداث الجارية في شبه جزيرة سيناء التي تعاني من حصار وتعتيم اعلامي من قبل النظام العسكري الحاكم في مصر، وحظر التجوال الذي يتم تجديده كل ثلاثة أشهر، وينقسم التقرير إلى ثلاثة أقسام رئيسية على النحو التالي:

أولاً: التطورات العسكرية والأمنية

شكل 1: المقارنة بين الخسائر العسكرية لطرفي الصراع (يوليو/ ديسمبر 2018) وفق ما نشرته مصادر الطرفين:

1- الخسائر المعلنة وفق بيانات المتحدث العسكري:

أصدر المتحدث العسكري لقوات الجيش بيان عسكري واحد خلال هذا الشهر حول العمليات العسكرية، بينما اصدرت وزارة الداخلية المصرية عدد (2) بيان نشر الأول على صفحتهم الرسمية بينما تم إرسال الثاني للصحف الرسمية المصرية، وكانت خسائر المسلحين وفق بيانات وزارة الدفاع والداخلية المصرية كالتالي: (قتل 48 مسلحاً، توقيف واعتقال 403 شخصاً، بدعاوى متعددة منها الاشتباه، واكتشاف وتدمير عدد (342) وكر ومنزل وعشة ومخزن، وضبط وتدمير والتحفظ على عدد (27) سيارة، وعدد (83) دراجة نارية، وتدمير عدد  (344) عبوة ناسفة، وتدمير عدد (4) فتحات أنفاق، إلى جانب العثور على العديد من المهمات العسكرية والأسلحة والذخائر)، وقد أعلن المتحدث العسكري عن مقتل جندي واحد فقط خلال العمليات العسكرية خلال تلك الفترة.

2- الخسائر المعلنة في العمليات العسكرية:

وفق ما تم رصده من قبل المعهد المصري للدراسات في شهر ديسمبر، كانت خسائر قوات الجيش والشرطة كالتالي: (مقتل ما لا يقل عن عدد (20) فرد عسكري بينهم عدد (3) ضباط، بالإضافة لقتل ثلاثة من الميلشيات المحلية المتعاونة مع قوات الجيش وإعدام 3 واغتيال مواطن واحد، بدعوى تعاونه مع الأجهزة الأمنية المصرية، وإصابة عدد (15) عسكرياً على الأقل، وهذا الرقم لا يعكس حجم خسائر قوات الجيش عند مقارنته بحجم الآليات التي تم استهدافها على سبيل المثال فقط.

حيث يتم التكتم من قبل النظام المصري على حجم الخسائر المنشورة، وعلى مستوى العمليات فلقد خاض التنظيم أكثر من (8) اشتباك مسلح ضد قوات الجيش، وتم تسجيل عدد (6) حالات استهداف بسلاح القنص، واستخدام (25) عبوة ناسفة مضادة للمدرعات والأفراد، وقد أسفرت العمليات عن تدمير/ إعطاب (22) آلية عسكرية).

صورة 1 من تقرير مصور نشره تنظيم الدولة عن كمين استهدف رتل عسكري لقوات الجيش بمنطقة المغارة بوسط سيناء

3- العملية الشاملة سيناء 2018:

استمرت العملية الشاملة سيناء 2018 للشهر الحادي عشر على التوالي بعد أن تم البدء فيها بتاريخ 9 فبراير، وكان تقييمنا وملاحظاتنا على العملية في شهر ديسمبر كالتالي:

(أ) شهد منتصف هذا الشهر قيام مقاتلي تنظيم الدولة بنصب كمين لقوة عسكرية تابعة للجيش المصري بمنطقة المغارة بوسط سيناء، القوة كانت مكونة من أكثر من 10 آليات عسكرية تم استهدافها بداية بالعبوات الناسفة، ثم تم الاشتباك معها بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، وقد حاولت القوة الانسحاب بعد أن فقدت حوالي ثلاث آليات، وقد دفعت هيئة عمليات الجيش بطائرتين أباتشي وطائرة بدون طيار لنجدة القوة، ووفق ما استطعنا توثيقه فقد قُتل ما لا يقل عن اثنين من مقاتلي التنظيم، بينما قتل من الجيش ما لا يقل عن ضابط و3 من العسكريين، وقد شهدت مناطق المغارة ونقع جلدية واللصافه عمليات قصف جوي بعد الكمين، وقد أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أن الهجوم أسفر عن قتل وإصابة ما يقارب 20 عسكرياً من قوات الجيش.

(ب) لاحظنا في الفيديو الذي نشرته وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة بتاريخ 14 ديسمبر 2018، تصفية شخصين من الميلشيات القبلية المحلية المتعاونة مع قوات الجيش وهم (محمد سمير عمرو أبو سعد، 29 عاماً، من دير البلح بقطاع غزة، وعبدالله سلمان 30 عاما من سكان العجراء برفح المصرية)، وأن عملية الإعدام جرت قرب “قصر راشد” في منطقة البرث جنوب مدينة رفح، وهو الموقع الذي وقع فيه الهجوم على الكتيبة 103 سابقاً وإبادتها، ومن المفترض أن تلك المنطقة مُسيطر عليها عسكرياً من قبل قوات الجيش والميلشيات القبلية التابعة لها.

(ج) استمر مقاتلو التنظيم في خوض اشتباكات مع قوات الجيش في المناطق المهجرة في منطقة جنوب وغرب رفح المصرية، وخاضوا اشتباكات متعددة مع الميلشيات القبلية المحلية، وقتلوا عدداً من أفرادها، وكان من أبرز الاشتباكات ما حدث بمنطقة دكمة كليح شرق قرية المهدية بمنطقة رفح.

(د) نجحت مجموعة تابعة للميلشيات القبلية من الإيقاع بخلية مسلحة تابعة لتنظيم الدولة داخل مدينة الشيخ زويد، وقُتل منها ثلاثة أشخاص، وكان أحد الحسابات على “تويتر” قد نشر أن تلك المجموعة كانت تريد استهداف أحد الأشخاص المتعاونين مع الاجهزة الامنية.

(هـ) ‏تسربت أنباء عن قيام أحد مقاتلي التنظيم واسمه “سليم عوض سليم السواركة” بقتل “محمد سعد الصعيدي” وهو من كبار الشرعيين في ولاية سيناء، وهو صاحب التوجيه الذي تسبب في مجزرة مسجد الروضة، وأن سبب عملية الاغتيال هو القصاص لدماء الضحايا الذين تم قتلهم داخل المسجد، الجدير بالذكر أن المجزرة أدت إلى انقسامات بين أعضاء التنظيم وحالة من الرفض العام وهو ما دفع إلى عدم تبنيها ومحاولة استيعاب غضب المقاتلين وفق مصادر قبلية.

(و) استمرار سياسة التصفية الجسدية لبعض المختفين قسرياً، حيث ارتكب جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية جريمتي تصفية جسدية خلال هذا الشهر، قُتل في الأولى 14 مواطناً، وفي الثانية 10 مواطنين، بدعوى أنهم مسلحين قتلوا في اشتباكات أثناء مداهمات لقوات الأمن بمدينة العريش ونطاقها.

(ز) استمرار تضييق وزارة الداخلية المصرية على حرية تنقل المواطنين بمدن العريش والشيخ زويد وما تبقى من رفح، مع استمرار حملات المداهمات الأمنية لقري منطقة بئر العبد، وهذه السياسة لم تنجح في بناء قواعد اتصال ناجحة ومتعاطفة مع المواطنين، بل زادت من مشاعر الكراهية والغضب ضد قوات الأمن.

(ح) استمرار النشاط المكثف للطائرات بدون طيار الصهيونية من ناحيتي الاستطلاع والاستهداف الموجه عالي القيمة، لأعضاء تنظيم الدولة في سيناء.

4- انتهاك السيادة “هجمات الطائرات بدون طيار الصهيونية”:

رصدنا هذا الشهر نشاطاً متوسطاً للطائرات بدون طيار الصهيونية، حيث سجلنا خمس اختراقات لتلك الطائرات داخل مناطق العمليات في شمال شرق سيناء المصرية، وفي أوقات متفرقة شملت مناطق الشيخ زويد ورفح، وشملت عمليات الاختراق المسح الجوي والاستهداف، وكان ما استطعنا رصده خلال ديسمبر 2018، هو:

  • في 3 ديسمبر، عمليات إغارة لعدة طائرات بدون طيار صهيونية تستهدف عدة منازل بقرية بلعا وما حولها بمنطقة غرب مدينة رفح المصرية.
  • في 9 ديسمبر، مجموعتين لطائرات بدون طيار صهيونية، قامت الأولى بتنفيذ عمليات استطلاع فوق قريتي المقاطعة ورفيعة جنوب مدينة رفح المصرية ثم استهدفت هدف أرضي مجهول، بينما قامت المجموعة الثانية بتنفيذ عمليات استطلاع فوق قرى الماسورة والحلوة والطايره والمهدية.
  • في 16 ديسمبر، عملية إغارة عبر إطلاق صاروخ واحد عبر طائرة بدون طيار صهيونية استهدف منطقة الميدان غرب مدينة العريش.
  • في 24 ديسمبر، عمليات استطلاع ومسح جوي لثلاث طائرات بدون طيار صهيونية فوق قرى (الطايرة، والنقيزات، والبرث، وشبانة) جنوب مدينة رفح المصرية.
  • في 26 ديسمبر، وفي الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً اخترقت 4 طائرات بدون طيار صهيونية المجال الجوي المصري، من جنوب مدينة رفح المصرية وتحديدا من اتجاه قرية الطايرة، حيث قامت الطائرات بتنفيذ عمليات قصف جوي ضد أهداف بقرية شبانة جنوب مدينة رفح المصرية، وأهداف بقريتي المقاطعة واللفيتات جنوب مدينة الشيخ زويد.

5- البيئة المحلية وتنظيم الدولة:

شهد شعر ديسمبر 2018، استمرار اختفاء المقاول “محمود القلعجي”، والذي قام التنظيم باختطافه من منطقة جعل بوسط سيناء، واحتجازه منذ شهر نوفمبر بسبب مشاركته في أعمال مقاولات تابعة لقوات الجيش المصري.

على الجانب الآخر شهد هذا الشهر مواجهات وعمليات اغتيال وإعدام متعددة بين مسلحي تنظيم الدولة والميلشيات المسلحة التابعة لاتحاد قبائل سيناء الموالي لقوات الجيش المصري، ويمكن حصر تلك المواجهات في النقاط التالية:

  • بتاريخ 2 ديسمبر، نشر اتحاد قبائل سيناء صور مقتل ثلاثة أشخاص، قال إنهم من أعضاء تنظيم ولاية سيناء ومن بينهم “سليمان النشمي العزامي”.
  • بتاريخ 7 ديسمبر، شيعت جنازة عسكرية لاثنين من قتلى اتحاد قبائل سيناء وهم (محيسن أبو ادريس، وسليمان بن خضر التيهي) بمنطقة نخل بوسط سيناء، وهذا بعد مقتلهم في اشتباكات مع تنظيم الدولة.
  • بتاريخ 8 ديسمبر، نشر اتحاد قبائل سيناء فيديو يظهرهم أثناء قيامهم بتعذيب شخص يقولون إنه أحد عناصر تنظيم ولاية سيناء، وبنفس التاريخ نشر الاتحاد صور مقتل اثنين ممن أسماهم مسؤولي خلايا ولاية سيناء المتخصصة في عمليات الإمداد في عملية للقوات المسلحة واتحاد قبائل سيناء في منطقة العريش.
  • بتاريخ 10 ديسمبر، اشتبك مسلحون تابعون لتنظيم الدولة في سيناء مع الميلشيات المسلحة التابعة لاتحاد قبائل سيناء، بمنطقة دكمة كليح شرق قرية المهدية بزمام مدينة رفح، وبنفس التاريخ أعلن التنظيم عن قيامه بإعدام المواطن/ إبراهيم منيزل التيهي، بدعوى عمله لصالح المخابرات المصرية.
  • بتاريخ 11 ديسمبر، نشر اتحاد قبائل سيناء صورة لشخص مقتول زعم أنه أحد عناصر تنظيم ولاية سيناء.
  • بتاريخ 12 ديسمبر، قام تنظيم الدولة بقتل أحد أعضاء ميلشيات اتحاد قبائل سيناء وهو “رائد حمدان الجرابعه (أبو قصي)” من منطقة رفح (اتحاد قبائل سيناء)
  • بتاريخ 14 ديسمبر، أعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة عن قيام التنظيم بتصفية عنصرين من ميليشيات اتحاد قبائل سيناء الموالية للجيش المصري قرب “قصر راشد” في منطقة البرث جنوب مدينة رفح، أحدهم من قطاع غزة واسمه (محمد سمير عمرو ابو سعد 29 عاما) من دير البلح بقطاع غزة، وعبد الله سلمان 30 عاما، من سكان العجراء بمنطقة رفح، وجرت عملية الاعدام بالقرب من موقع قصر راشد الذي جرى فيه الهجوم على الكتيبة 103.
  • بتاريخ 20 ديسمبر، أعلن اتحاد قبائل سيناء عن قيامه باستدراج وقتل أربعة مسلحين عبر كمين بقيادة أحد مقاتلي الاتحاد واسمه “سليمان”، وذلك رداً على مقتل اثنين من مقاتلي الاتحاد قبل أيام.

6- المشهد السياسي والمشهد السيناوي:

استمرار الهدوء النسبي للأوضاع الأمنية والعسكرية بين حدود قطاع غزة ومصر، مع استمرار وتيرة عمل الجرافات المصرية على تسوية المباني  المتبقية بالأرض داخل وخارج المنطقة العازلة، وفي المقابل ورغم الإنكار الإعلامي المصري لحالة التعاون القائمة بين النظام الصهيوني والنظام العسكري في مصر، إلا أن موقع “Israel Defense ” الصهيوني، قام بنشر ما كشفه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر للسفراء الصهاينة في دول أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، حيث أشار رئيس الوزراء الصهيوني عن الجهود وأنشطة التي بذلتها اسرائيل في المساعدة لمنع تنظيم الدولة من ترسيخ أقدامه في شبه جزيرة سيناء، وهو ما يعتبر دليلاً على الاختراق الجوي الصهيوني للأراضي المصرية.

ثانياً: التطورات الحقوقية

انتهى عام 2018، ولم تنتهي العملية الشاملة سيناء 2018، ليغلق العام أبوابه مع عدد نازحين يقارب الـ 100 ألف من مواطني محافظة شمال سيناء، نزوح يكشف واقع التنمية المزعوم، وتردي الأوضاع الميدانية الذي يعيشه سكان محافظة شمال سيناء، ورغم انخفاض وتيرة الانتهاكات مقارنة ببداية العملية الشاملة سيناء 2018، إلا أنها استمرت وشملت عدة أنواع ومنها:

1ـ إطلاق الرصاص العشوائي:

تعرضت الطفلة/ سجود إبراهيم محمد 10 أعوام، للإصابة بطلق ناري عشوائي بالفخذ الأيسر، بمدينة الشيخ زويد.

2ـ المحاكمات غير العادلة:

  • استمرار تجديد حبس الطفل/عبد الله أبو مدين نصر الدين، الطالب بالصف الأول الإعدادي بالأزهر، وهذا بعد استئناف النيابة على قرار اخلاء سبيله، وكان الطفل قد تعرض للإخفاء القسري بعد القبض عليه من منزله بمدينة العريش في شهر ديسمبر 2017، حيث تعرض الطفل للتعذيب بالكهرباء والضرب والحرق أثناء فترة اخفائه قسرياً، والطفل يقضى الآن فترة احتجازه في زنزانة انفرادية.
  • استمرار الحبس الجماعي لكل المتهمين في القضية 148 عسكرية، دون النظر والتحقيق في الوقائع المقدمة بخصوص تعذيب المتهمين ونزع الاعترافات منهم بشكل غير قانوني.

3ـ الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي:

  • للشهر الخامس استمر الإخفاء القسري للطفل/ ابراهيم محمد ابراهيم شاهين، منذ قيام قوة تابعة لجهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية باعتقاله من منزله بمدينة العريش بتاريخ 25 يوليو، وكان والده معتقلاً معه قبل أن تعلن قوات الأمن تصفيته بتاريخ 10 سبتمبر.
  • اعتقال ثلاثة نساء من قبل كمين المستشفى بمدينة الشيخ زويد التابع لقوات الجيش المصري، والمعتقلات هن (وفاء سليمان سلامه 40 عاما، أحلام ابراهيم 33 عاما، هدي سلامه عوابده 35 عاما).

4ـ التصفية الجسدية:

  • أعلن البيان رقم (30) للقيادة العامة للقوات المسلحة والخاص بالعملية الشاملة سيناء 2018، عن القضاء على عدد (24) فرد بدعوى أنهم تكفيريين مسلحين شديدي الخطورة خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات، وبالنظر لبعض الصور المنشورة وجدنا أنها لا تدل على اشتباك مسلح بل تدل على تصفية جسدية لأشخاص تم اعتقالهم مسبقاً قبل اصطحابهم إلى أماكن اشتباكات وقتلهم.
  • استمرت عمليات القتل خارج إطار القانون من قبل قوات انفاذ القانون، حيث قام جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية بتصفية 24 مواطناً بدعوى أنهم مسلحين قتلوا في اشتباكات أثناء مداهمات لقوات الأمن، وقد تم نشر بيانات التصفية بتاريخ 23 و 29 ديسمبر 2018.
  • قام تنظيم الدولة بقتل كل من (إبراهيم منيزل التيهي، محمد سمير عمرو ابو سعد، عبد الله سلمان، علاء ذكرى)، وذلك بأسباب تنوعت ما بين الاشتراك مع الميلشيات التابعة لاتحاد قبائل سيناء الموالي لقوات الجيش، وبدعوى التجسس عليهم لصالح الأجهزة الأمنية المصرية.
صورة 2 تظهر أحد ضحايا التصفية الجسدية التي قالت وزارة الداخلية المصرية أنه قتل في اشتباك مسلح، ويمكن ملاحظة كيف تم وضع السلاح بجوار الذراع الأيسر للضحية.

5ـ الاعتقالات:

رغم ما يعانيه المدنيون من ويلات الحصار والاستهداف، فقد استمرت الأجهزة الأمنية في شمال سيناء في شن حملات اعتقالات ممنهجة ضد سكان مدينة الشيخ زويد والعريش ومدينة بئر العبد مع استهداف المهجرين من مناطق العمليات العسكرية بشمال شرق سيناء، حيث تم اعتقال واحتجاز تعسفي لما لا يقل عن عدد (599) مواطن منهم عدد (6) سيدات في حملات المداهمات المتفرقة.

6ـ الأوضاع الاجتماعية:

أما بالنسبة لآثار العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، فلقد استمرت معدلات البطالة والفقر المرتفعة نتيجة آثار العملية وما ترافق معها من تجريف للمزارع وهدم للمنازل ووقف للحركة التجارية والصيد، مع تدهور الخدمات الأساسية بمحافظة شمال سيناء، مثل تسجيل انقطاع متكرر للتيار الكهربائي عن مدن الشيخ زويد ورفح، مع تسجيل انقطاع الكهرباء لمدة أسبوع عن منطقة السبيل 2 بمدينة العريش، مما أدى لحالة من المعاناة بين السكان، هذا مع استمرار حصار قوات الأمن لحي الكرامة بمدينة العريش لمدة 325 يوماً، دون مبرر واضح مع عدم السماح بدخول وخروج السيارات للحي، واستمرار إغلاق عدة طرق مهمة شرق مدينة العريش (غرب القصيمة والقريعي، والطايرة)، مما خلق أزمة وصعوبة في التنقل على سكان منطقة شرق العريش، أيضاً استمر حصار الجيش المصري لقرى جنوب الشيخ زويد مع فصل تلك القرى عن مركز مدينة الشيخ زويد، وهذا منذ عدة شهور، وهو ما أدى إلى مأساة حقيقية في تلك المنطقة.

أيضاً تم تسجيل حالات متعددة لسوء استغلال السلطة من قبل ضباط تابعين للقوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية، ضد المواطنين في مناطق مدينة العريش، حيث يتم تعمد إهانة المواطنين اثناء انتظارهم لتعبئة سياراتهم بالوقود، مثلما حدث بتاريخ 6 ديسمبر عندما قام ضابط المرور في بنزينة غازتك الشهيرة بزعرب لتعبئة السيارات غاز، بأمر بعض أصحاب السيارات بعد انتظارهم في الطابور لساعات طويلة، بالخروج بسيارتهم لغسلها والرجوع للوقوف في آخر طابور السيارات من جديد، أيضاً في حالة أخرى لاحظنا قيام ضابط برتبة ملازم على كمين المثلث عند منطقة المساعيد بمدينة العريش يتعمد توقيف الطلاب واحتجازهم لمدد زمنية دون توضيح.

كما استمرت أزمة الوقود في مدينة العريش والشيخ زويد وما تبقى من مناطق رفح، حيث مازالت قوات الأمن بمحافظة شمال سيناء تفرض داخل مدينة العريش كمية 15 لتر بنزين للسيارة الواحدة كل أسبوعين، وهذا لعدد ١٦٩٣ سيارة ملاكي وعدد ٣٢٩٠ سيارة أجرة داخل مدينة العريش فقط، لتستمر مشاهدة طوابير من السيارات تمتد على مدار اليوم من أمام محطة زعرب بشارع أسيوط حتى شارع القاهرة، مما يضطر السائقين للانتظار لأكثر من ١٢ ساعة من أجل تعبئه سياراتهم.

صورة 3 تظهر طوابير الإنتظار لسيارات الأجرة الممتدة أمام محطات الوقود المصرح بالتموين منها داخل مدينة العريش في شهر ديسمبر

ثالثاً: التطورات الاقتصادية والتنموية:

1– تطورات المشاريع الاقتصادية:

(أ) استمرار العمل في أنفاق قناة السويس، والتي كان من المفترض أن يتم افتتاحها في احتفالات 30 يونيو 2018.

(ب) وقعت مصر والصندوق الكويتي للتنمية، اتفاقية لتمويل مشروع إنشاء أربع محطات تحلية مياه البحر في محافظة جنوب سيناء بقيمة 880.5 مليون جنيه في إطار برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، حيث سيتم إنشاء أربع محطات لتحلية مياه البحر بطاقة إنتاجية اجمالية 56 ألف م3/يوم تتضمن:

  • محطة تحلية بمدينة شرم الشيخ بطاقة إنتاجية 30 ألف م3/يوم.
  • محطة تحلية بمدينة أبو رديس بطاقة إنتاجية 15 ألف م3/يوم.
  • توسعة محطة تحلية منطقة نبق بإضافة طاقة إنتاجية 6 آلاف م3/يوم لتصبح طاقتها 12 ألف م3/يوم.
  • محطة تحلية بمدينة طابا بطاقة إنتاجية 5 آلاف م3/يوم.

وكان قد تم توفير تمويلات من الصناديق العربية لمشاريع محطات التحلية والمعالجة في مصر بحوالي 1،289 مليار دولار منها مبلغ 327 مليون دولار لمشروعات محطات التحلية و692 مليون دولار لمشروعات محطات المعالجة.

(ج) قيام شركتي بي بي جليزية ومبادلة الإماراتية، بشراء حصص في نصيب شركة إينى الإيطالية بمنطقة امتياز نور بشمال سيناء البحرية بالبحر المتوسط والتي تتشارك فيها إينى الإيطالية بنسبة ٨٥% وشركة ثروة للبترول المصرية بنسبة ١٥%، حيث استحوذت شركة بي بي على نسبة ٢٥%، وشركة مبادلة على نسبة ٢٠% من حصة إينى وبذلك تصبح حصص الشركاء في منطقة الامتياز ٤٠% لشركة إينى و٢٥% لشركة بي بي و٢٠% لشركة مبادلة و١٥ % لشركة ثروة للبترول.

وكان هذا الشهر قد شهد إعلان مصدر مسئول بقطاع البترول، بأنه من المتوقع أن تنتهى شركة إينى الإيطالية وثروة المصرية من حفر أول آبارها الاستكشافية في منطقة امتياز حقل نور بشمال سيناء بالبحر المتوسط قبل نهاية شهر يناير 2019، ليتم تقييم المخزون والاحتياطيات بناء على نتائج الحفر.

(د) افتتاح عبدالفتاح السيسي، عبر شبكة الفيديو كونفرانس “ثانٍ أكبر” محطة تحلية مياه في مصر، بمدينة الطور، وتقع على مساحة 4800 متر مكعب بتكلفة تصل إلى نصف مليار جنيه، وتبلغ طاقتها تاجية 30 ألف متر مكعب في اليوم بهدف تقوية منظومة المياه بمدينة الطور، وتغذية الإسكان الاجتماعي الجديد وجامعة الملك سلمان، بالإضافة إلى دعم مدينة شرم الشيخ عن طريق الخط الناقل للمياه من الطور إلى شرم الشيخ عن طريق خط المياه، الذي يربط مدينة الطور بشرم الشيخ بطول 109 كيلو متر.

2– حقيقة الواقع الميداني في التنمية على المواطن:

رغم الأموال الهائلة المعلن عنها لدعم سيناء، إلا أن سيناء لا تمثل للنظام المصري سوى مصدر فقط للحصول على قروض بجوار عقد صفقات سياسية واقتصادية على حساب المواطنين بتلك الأرض، وقد استمر تدهور الأوضاع الميدانية في محافظة شمال سيناء لتشهد المحافظة أكبر هجرة داخلية بها بشكل إجباري نتيجة استهدافات قوات الجيش والشرطة المصرية والطيران الصهيوني للسكان المدنيين، ليبلغ عدد النازحين ما يقارب المائة ألف مواطن يأتي هذا في ظل خبر نشرته الحكومة المصرية عن بحث رئيس الوزراء ومجموعة من الوزراء والمسئولين عن سبل لتشجيع المواطنين على الإقامة في شمال سيناء.

وأشار الخبر إلا أن الحكومة تهدف إلى إعطاء ميزات تفضيلية حقيقية لشمال سيناء على وجه الخصوص وسيناء بوجه عام للإسراع بتنميتها، حيث سيتم الاتفاق على حزم تفضيلية وتشجيعية للمواطنين على السكن والإقامة، وكذا للمستثمرين للإسراع بضخ استثماراتهم، وتنفيذ مشروعاتهم هناك، مع وجود مقترحات بإعطاء إعفاءات جمركية وضريبية وحوافز للمستثمرين لفترات محدودة، وكذا إتاحة الأراضي في شمال سيناء بحق تفاع، وتوفير وحدات الإسكان الاجتماعي في شمال سيناء بأسعار أقل من مثيلاتها في بقية المحافظات وكذا تخفيض المصروفات بنسب كبيرة في المدارس المتميزة التي تنفذها الدولة، مثل مدارس النيل، أو اليابانية، وغيرها.

يأتي هذا الخبر في ظل قيام مركز بئر العبد وبالتنسيق مع قوات الجيش والشرطة، بالاعتداء على مساحة 560 فدانًا وطرد من بها من المواطنين لصالح بيع تلك الأراضي لبعض المستثمرين، أيضاً يأتي هذا الخبر في ظل فصل عدد من موظفي شمال سيناء عن العمل فصلاً نهائي بسبب تغيبهم عن العمل 15 يوماً، رغم أن سبب تغيبهم هو قيام قوات الأمن بمحاصرة الأحياء السكنية لأسابيع، ومنع مغادرة أحد منها تحت مزاعم تفتيشها للتأكد من عدم وجود مسلحين  بها.

يُضاف إلى هذا تعمد ضباط الجيش المسئولين عن محطات تموين الوقود إذلال المواطنين في حوادث متعددة، ولا يقتصر الحال على سكان الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء بل تمتد المعاناة وصولاً إلى معديات قناة السويس، حيث تمتد طوابير السيارات لمسافات بعيدة، نتيجة تعنت قوات الأمن وبشكل خاص ضد سكان المحافظة، مع تفتيش سيارات النقل بشكل يؤدي إلى تعرض بضاعتها للتلف، ثم بعد هذا لا يتم تحميل المعدية بشكل كامل بل بشكل جزئي ضعيف بحد أقصى أربع سيارات(* ).


(*) الآراء الواردة تعبر عن كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المعهد المصري للدراسات

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
Close
زر الذهاب إلى الأعلى
Close