fbpx
المشهد الإقليمي

تطورات المشهد الإقليمي 10 مارس 2016

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

 

يتناول التقرير عرضاً أهم التحولات الإقليمية التي شهدتها الفترة بين 2 و9 مارس 2016، وذلك على النحو التالي:

أولاً: تطورات المشهد السعودي:

  • الصراع السعودي الإيراني: وزراء الداخلية العرب يعتبرون حزب الله منظمة إرهابية “الجزيرة نت” وإيران تفرج عن غالبية المتهمين باقتحام السفارة السعودية “هافبوست عربي”. والجبير بعد لقائه وزير البيئة: سلاح الهبة باقٍ في عهدة الجيش السّعودي “صحيفة السفير اللبنانية”، والسعودية ترفض فكرة قرار جديد لمجلس الأمن حول اليمن “عربي 21”.
  • السعودية والوضع في سوريا: الجبير: لا مستقبل للأسد في سوريا. ويجب وقف إطلاق النار قبل استئناف العملية السياسية ” سي إن إن عربي”.
  • انعكاسات انخفاض أسعار النفط، والسعودية تطلب من بنوك دراسة إمداد الحكومة بقرض كبير  “رويترز”.
  • فرنسا تبرر منحها ولي العهد السعودي (محمد بن نايف) وساماً رفيعاً بـ”احترام التقليد الدبلوماسي  “مونت كارلو الدولية”

دلالات التطورات السعودية:

(أ) لا زال الملف اللبناني يشهد تطورات جديدة في الصراع الدائر بين الرياض وطهران، فخلال الأسبوع المنصرم قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن بلاده ستستلم السلاح الهبة التي كانت تقدمه للجيش اللبناني، كما أنها لم تلغ عقود التسلح المبرمة مع الشركات، وهذه التصريحات تؤكد على زيادة ممارسة الضغط السعودي على حزب الله وفي نفس الوقت عدم ترك الساحة للإيرانيين خاصة بعدما صرح الجبير لوزير البيئة اللبناني محمد المشنوق بأن السلاح سيبقي في عهدة السعودية، فيما يعتبر إشارة لعودة العلاقات مع بيروت إذا ما قبلت أن تعود إلى سابق عهدها والانضواء تحت جناح الرياض.

(ب) أفرجت طهران عن كل المعتقلين الذين تم القبض عليهم في حادث اقتحام مقار السعودية الدبلوماسية في طهران ومشهد، في إشارة تحدي إيرانية جديدة بعدما صعدت السعودية من لهجاتها في هذه القضية، واستمرت في التصعيد الأمر الذي أزعج إيران ودفعها للإفراج عن المتهمين في إشارة إلى دعم القيادة السياسية الإيرانية لما قامت به الجماهير الغاضبة من إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر في مطلع العام ال جاري2016.

(ج) نجحت السعودية في مجلس الأمن من منع إصدار قرار أممي جديد حول الشأن اليمني في الوقت الذي تسعى فيه إيران وحلفاءها في إصدار قرار يتهم السعودية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن نتيجة استهداف المدنيين جراء القصف الجوي في اليمن، وقد تعرضت السعودية للعديد من الانتقادات الدولية والإقليمية بسب سقوط عدد كبير من المدانيين في الغارات التي تشنها طائرات التحالف العربي في اليمن.

(د) استمراراً للموقف السعودي الداعم للمعارضة السورية ورفض وجود بشار الأسد في أي تسوية سياسية مقبلة، قال الجبير إنه لا وجود لبشار الأسد في عملية سياسية مقبلة ويجب عليه أن يرحل في بداية العملية السياسية وليس نهايتها، هذا الخبر يأتي في إطار الرفض الكامل من السعودية لتواجد بشار الأسد في العملية السياسية المقبلة في سوريا، بعدما زاد الحديث عن قرب بدء العملية السياسية وضمان وجود مكان لبشار الأسد في سوريا الجديدة وهو الأمر الذي ترفضه السعودية بشكل قاطع، ولكن يبدو مؤشراً كبيراً لوجود اتفاق أميركي روسي على تسوية سياسية، سيكون  لبشار الأسد مكاناً فيها.

(هـ) ثمة تطور جديد تشهده دول الخليج الفترة القادمة بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط وهو زيادة التقشف بشكل كبير والتوجه إلى ترشيد النفقات لسد العجز في الموازنات، وقد كشفت رغبة السعودية في الحصول على قرض من البنوك الدولية عن مدى تؤثر دول الخليج بتدهور أسعار النفط، وهذا الإجراء يعد الأول من نوعه من أكثر من 10 سنوات، وبلا شك هذا القرار يعد مؤشراً مهماً على عجز الموازنة السعودية التي تحملت كثيرا هذا العام بسب العملية العسكرية التي تقوم بها في اليمن وسوريا.

(و) شهد هذا الأسبوع قيام ولي العهد السعودي محمد بن نايف بأول زيارة له لفرنسا منذ تقلده المنصب الجديد، وهذه الزيارة أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط الفرنسية، بعدما قلد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الأمير بن نايف وسام جوقة الشرف الأمر الذي رفضته مؤسسات حقوقية وإنسانية فرنسية واتهمت هولاند بغض الطرف عن الانتهاكات التي تمارسها السعودية بحق شعبها، الأمر الذي دافع عنه وزير الداخلية الفرنسي باعتبار أن ما قام به الرئيس الفرنسي يندرج تحت برتوكولات الزيارات لمسؤولي الدول.

 

ثانياً: تطورات المشهد اليمني:

  • على عبد الله صالح يوسط الإمارات لإخراجه من اليمن مقابل سلامته “عربي 21”.
  • مسؤولون حوثيون في الرياض لإجراء مباحثات “عربي21”.
  • تدهور حالة صالح الصحية والاستعانة بطاقم طبي يمني بديل للإيراني موقع عاجل السعوي.

دلالات التطور اليمنية:

شهد هذا الأسبوع عدة تطورات في الملف اليمني، أهمها ما تداولته وسائل إعلام عدة عن لقاءات بين السعودية ومسؤولين حوثيين بشكل مباشر من أجل التوصل إلى حل سياسي للازمة اليمينة، وهذا يعد مؤشراً كبيراً على تغيير الموقف السعودي من الأزمة اليمينة، والتي كانت ترفض دوماً الاعتراف بالحوثيين والجلوس معهم باعتبارهم لا يمثلون الشعب اليمني ولا يتمتعون بأي شرعية، لكن مع وجود هذه الأخبار يبدو أن هناك تسوية سياسية معينة تحاول السعودية التوصل لها مع الحوثيين بسبب إطالة مدة الحرب وعدم تحقق أهدافها حتى الآن رغم مرور قرابة العام على انطلاقها، وما يدعم هذه الأخبار إفراج الحوثيين عن أول جندي سعودي من 5 أخرين لازالوا في قبضتهم.

وثمة تطور أخر شهدته الساحة اليمينة خلال الأسبوع المنصرم وهو رغبة الرئيس المخلوع على عبد الله صالح في الخروج من اليمن وعدم ملاحقته وطلبه توسط الإمارات في هذه المطالب الأمر الذي تحفظت عليه الرياض ولم تبدي أي مرونة حيال رغبة على صالح والذي تدهورت حالته الصحية بشكل كبير وإصابته بأمراض غامضة لم تعرف حتى الآن.

هذه الأخبار تعطي مؤشرا مهماً على مدى قرب نظام الإمارات مع الرئيس اليمني المخلوع على صالح والتي تدعي أنها تحاربه على الأرض وتصنفه في خانة الخصوم لكنها في نفس الوقت تضمن لصالح فرصة اللجوء وتوسطها في تأمين خروجه من اليمن، مما يثير الشكوك بشكل كبير من موقف الإمارات في اليمن وما تعلنه دوماً دعمهاً للسعودية التي تعد على صالح من ألد الخصوم لها.

 

ثالثاً: تطورات المشهد اللبناني:

  • وزراء الداخلية العرب يصفون حزب الله بـ “الإرهابي” .(Cnn العربية)
  • نصر الله” يهاجم السعودية ويقول إن حزبه لا ينوي الاستقالة من الحكومة.(وكالة الأناضول)
  • الجزائر ترفض تصنيف حزب الله “منظمة إرهابية” وتعتبره “مُساهمًا في التوازنات (Cnn العربية)
  • كارتر: السعودية لم تسلم لبنان لحزب الله (الجزيرة نت)
  • فورين بوليسي: حزب الله يستعد لما يقول عنها “حربه الأكبر على الإطلاق.( الميادين)
  • أحزاب ومنظمات ونقابات تونسية تدين قرار تصنيف حزب الله بالإرهابي ) وكالة الأناضول)

دلالات التطورات اللبنانية:

عند القراءة المعمقة للقرارات السعودية والخليجية تجاه لبنان وحزب الله، فإننا نجد الموقف السعودي ومن ورائه الخليجي والعربي أقرب إلى التململ والتذمر تجاه لبنان عن الإحراج والضغط السياسي. فالموقف الخليجي بمنع المساعدات وتصنيف الحزب ليس موجها إلى حليف إيران فحسب، بل هي عقوبة جماعية لكل لبنان بما في ذلك تيار المستقبل الذي اشتكى أعضاؤه بعدم تسلم رواتبهم بصورة منتظمة كما أنها عقوبات ستشمل أكثر من نصف مليون لبناني يعملون في الخليج.

كما أن بعض المواقف العربية الرافضة لتصنيف حزب الله بانه حركة إرهابية، يسبب حرجا كبيرا للساسة السعوديين، وكذلك يشكل ضغطا على مصر يجعلها تتراجع عن محاولة اتهام حركة حماس بأنها حركة إرهابية، والأهم ماذا سيكون موقف السعودية ودو الخليج لو قامت حرب بين إسرائيل وحزب الله، هل ستُبقي دول الخليج حزب الله على قائمة الإرهاب؟

 

رابعاً: تطورات المشهد الفلسطيني:

  • وزير الداخلية المصري: الإخوان وحماس نفذوا اغتيال النائب العام هشام بركات ضمن “مؤامرة كبرى.( Cnn العربية)
  • “مستشار هنية”: مستعدون لتشكيل لجنة للتنسيق مع مصر وتصريحات الداخلية صدمتنا. ( فلسطين اليوم )
  • فتح تعلن: نساند مصر فى أي إجراء ضد حماس بعد ضلوعها باغتيال النائب العام .( دنيا الوطن)
  • “حماس” تنفي تورطها في اغتيال النائب العام المصري السابق.( الخليج أون لاين)

دلالات التطورات الفلسطينية:

القرار المصري باتهام حركة حماس والإخوان المسلمين بقتل، القاضي العام، مؤخرا يحمل في طياته العديد من الاحتمالات أهمها:

الأول: رغبة أطراف داخلية في النظام السياسي المصري التهرب؛ من أي محاولة تهدف إلى كسر الهوة ما بين مصر وحماس. بعد الحديث عن قرب موعد زيارة وفد من حركة حماس إلى مصر.

الثاني: رغبة مصر في وضع عراقيل وشروط أمام التفاوض مع حماس، وذلك بالطلب من حماس صراحة تخليها عن حركة الإخوان المسلمين المصريين.

الثالث: رغبة النظام السياسي المصري، في تصدير أزمتة الداخلية التي تعاني منها مصر في كافة المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية.

الرابع: في ظل الحديث عن تقارب ما بين إيران وحماس، فمن الممكن أن يحاول النظام السياسي المصري المأزوم اقتصاديا إبتزاز المملكة العربية السعودية مالياً، وذلك من خلال الضغط على حماس وتشديد الحصار على غزة .

الخامس: الرغبة المصرية في إفشال أي جهود تهدف لرفع الحصار عن غزة، وذلك من خلال الضغط على الدور التركي المبذول، والهادف لإنشاء ميناء في غزة، قد يؤدي إلى إفشال جهود تركيا من أجل تحقيق ذلك. إضافة إلى إفشال أي جهود للمصالحة الفلسطينية ما بين فتح وحماس والتى ترعاها قطر وبمباركة تركية، الهدف المصري من ذلك، هو محاولة الحفاظ على مكانه لها داخل القضية الفلسطينية.

السادس: الإحتمال الأخطر الاستعداد لجولة جديدة من الحرب على غزة بتنسيق مصري مع الكيان الصهيوني، وفي هذا السياق فمن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة عدواناً إسرائيلياً جديداً على غزة، وذلك بعد قيام المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية بنشر العديد من التقارير حول الأنفاق القادمة من غزة، وقدرات حماس الصاروخية، ومما قد يدفع إلى هذا السيناريو هو حالة السخط وسط النخب الإسرائيلية من أداء نتنياهو على الساحة الخارجية.

وهذا الاحتمال تسانده قيادات السلطة الفلسطينية في رام الله والطامعة في منصب الرئاسة خاصة وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تجاوز 82 عاما. وهذه القيادة تعلم أن مكانتها لدي الجماهير سيئة للغاية، فهي تحاول أن تقدم نفسها كبطل قادم يحرر غزة من أزماته الاقتصادية، إضافة إلى تقديم نفسها كقوة أمنية قادرة على الحفاظ على أمن إسرائيل. خاصة وأن هذه القيادة تعلم تماما أن البديل عن عباس حتى هذه اللحظة هو إما دحلان أو حماس؛ إن لم يطلق سراح القيادي مروان البرغوثي، وهذا يعني في حال وصول دحلان أو حماس للحكومة والرئاسة، فإن القيادة الفلسطينية الحالية في رام الله هي أول وأكبر الخاسرين.

لذا من المتوقع أن تشن إسرائيل عدوانا شرسا على قطاع غزة، ومن المتوقع أن يكون أكثر عنفاً من العدوان السابق عام 2014 م، ولفترة زمنية أطول، ينتهي بسيطرة إسرائيل على بعض المناطق الحدودية مع إمكانية تقطيع أوصال غزة جغرافيا إلى ثلاث مناطق جنوب ووسط شمال.

ولأن الكيان الصهيوني لا يرغب في البقاء داخل غزة، ولأنه أيضا سيكون عرضه وصيد سهل للمقاومة الفلسطينية، لذا من المتوقع أن تقوم مصر والسلطة الفلسطينية بالتحرك من أجل إنقاذ جنود جيش الاحتلال، من خلال الطلب من القوات الإسرائيلية الإنسحاب من غزة على أن تستلم القوات المصرية والفلسطينية قطاع غزة، وسيكون دورها تكميلياً لدور إسرائيل، يٌرجح هذا السيناريو هو تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري بالقول: “إننا سنخفف الحصار عن أهلنا في غزة رغم الإرهاب في سيناء”، وهذا قد يفهم برغبة وقوف الشعب الفلسطيني في غزة  إلى جانب مصر والسلطة الفلسطينية في حال اتخذ القرار النهائي بضرب حماس في غزة.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close