fbpx
ترجمات

هل تتخلى إدارة ترامب عن السعودية؟

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

كورت ميلز، عنوان المقال الأصلي
Curt Mills, «Is the Trump Administration Backing Away from Saudi Arabia? » ,The National Interest , October 31, 2018 .

وضع وزير الدفاع جيمس ماتيس James Mattis خطًا واضحًا بخصوص اليمن يوم الثلاثاء الماضي بقوله: ” نريد أن نرى الجميع بعد ثلاثين يومًا من الآن جالسين ضمن مائدة سلام تسعى لوقف إطلاق النار”. وفي حديثه لمعهد الولايات المتحدة للسلام، قال ستكون هذه الخطوة “مبنية على التوقف عن إلقاء القنابل التي ستسمح للمبعوث الخاص مارتن غريفيث Martin Griffiths بجمع [الأطراف المتحاربة] معًا في السويد لإنهاء هذه الحرب “. وهو ما ردده وزير الخارجية مايك بومبيو Mike Pompeo .
“تدعو الولايات المتحدة جميع الأطراف إلى دعم المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث إلى إيجاد حل سلمي للصراع في اليمن”. كما صرح أيضا: “لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع.”
من جانبها، تنكر الإدارة الأمريكية أن اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي قد أرغمها على ذلك فالتحالف الذي تقوده السعودية هو الفاعل الرئيسي المدعوم من الولايات المتحدة في الصراع.
وفيما يخص اغتيال خاشقجي صرح ماتيس لمستشار الأمن القومي السابق لجورج دبليو بوش، ستيفن هادلي Stephen Hadley ، الذي كلف بالمهام الإدارية، في حدث واشنطن يوم الثلاثاء الماضي بقوله: “سأفصل حادثة خاشقجي عن الوضع في اليمن.”
ومع ذلك، فإن التأرجح السياسي بشأن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية واضح وجلي: من الصقور التقليديين والمدافعين عن السعودية أمثال ليندساي غراهام Lindsey Graham وماركو روبيو Marco Rubio إلى التيار المقيد للسياسة الخارجية أمثال راند بول Rand Paul ومايك لي Mike Lee ، فهناك إجماع بينهم حول بداية الانسحاب الأمريكي من العلاقة.
أصبح البيت الأبيض، الذي جعل من الرياض حجر الزاوية في سياسته تجاه الشرق الأوسط، في موقف الدفاع الآن. فالتيار الموالي للسعودية يمتلك مدافعين من أبرزهم، خبراء وسائل التواصل الاجتماعي التابعين لمجموعة الدراسات الاستراتيجية SSG ، التي قدمت دعما لترامب في البيت الأبيض. في اليمن أيضا، تحافظ مجموعة الدراسات الاستراتيجية على معاملاتها هناك: “فلدى أمريكا وحلفائها في جميع أنحاء العالم مصلحة لا غنى عنها في إبقاء مضيق باب المندب مفتوحاً لتدفق شحنات الطاقة”، كما صرح براد بيتي Brad Petty ، نائب رئيس المجموعة يوم الأربعاء الماضي “فإن وقف إطلاق النار في اليمن أمر جيد إن تحقق ذلك الهدف فقط”. فيما حذر من الخطر المستمر “للقوات الإيرانية التي تشكل جانباً من هذه الحرب الأهلية”.
بشكل أكثر وضوحا، مع الآثار المحتملة لإعلان ماتيس-بومبيو، فإن المدافعين عن المسار الحالي للعلاقات يسارعون للدفاع عنه انطلاقا من الضربة الأخيرة، ففي الرياض تأمل الفواعل في السلطة التي تحالفت مع ولي عهد المملكة في الانتظار بعيدا عن الضجة الحالية.
لكن التحالف الاستراتيجي بين واشنطن والرياض يتراجع بشكل واضح. وإعلان اليمن ليس سوى الضربة الأخيرة لسياسة الإدارة الأمريكية.
“إن ماتيس وبومبيو يعترفان في النهاية أنه: لا يوجد حل عسكري للحرب الأهلية في اليمن ولا يوجد مبرر استراتيجي للتدخل الأمريكي”. فقد صرح داني ديفيز Danny Davisالمتقاعد من أولويات الدفاع:”إذا كانت إدارة ترامب جادة بالفعل بشأن الموعد النهائي الذي يبلغ ثلاثين يومًا، يجب أن تدعو إلى إنهاء الدعم الأمريكي للحملة العسكرية السعودية. وأي شيء أقل من ذلك سيؤدي فقط إلى إطالة أمد تدخل الولايات المتحدة وتوسيع الحرب الأهلية الوحشية “.
كما مثل عام 2018 تراجعاً عن الخط المتشدد الذي اتبعته الإدارة الأمريكية في سنتها الأولى في السلطة، عندما دعمت بفعالية بدء الحصار السعودي-الإماراتي لقطر الذي بدأ في صيف عام 2017. وامتدت إلى دعم الحرب السعودية في اليمن التي بدأت في عهد الرئيس باراك أوباما.
إن سعي إدارة ترامب لإنهاء الحرب في اليمن – الذي يعتبر في الأصل مشروعا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي بدأ أثناء توليه منصب وزير الدفاع – سيمثل عرقلة كبيرة للمخططات الكبرى للمملكة، التي تسرعت بالعمل بها بعد الفوز المفاجئ لدونالد ترامب في عام 2016. فقد أقنع ماتيس المشرعين الرئيسيين بعدم المضي نحو تصويت حاسم لليمن في الربيع الماضي، ما عرض الإدارة الأمريكية لتوبيخ محرج من قبل الكونجرس.
تبقى المياه عكرة بالنسبة للبيت الأبيض، بشأن قضية جمال خاشقجي، الذي قُتل في القنصلية السعودية في إسطنبول، باعتبار أنه يُمكن أن يتم التحقيق مع الإدارة الأمريكية، خاصة إذا فاز الديمقراطيون في مجلس النواب الأسبوع المقبل. فقد دعا أكثر من خمسين عضواً في الكونغرس الإدارة الأمريكية إلى الإفراج عن أي دليل يؤكد الإدراك الأمريكي المسبق بالجهود السعودية لقتل خاشقجي.
“وبخصوص تقدير مزايا التعاون العسكري الأمريكي السعودي”. قال العديد من المشرعين، بمن فيهم النائب والتر جونز Walter Jones ، كما جاء في رسالة إلى مدير المخابرات الوطنية دان كوتس Dan Coats والجناح اليميني المتقاطع الذي يشمل معهد تشارلز كوتش Charles Koch Institute بحيث تسترسل الرسالة كما يلي : “من الضروري أن يمتلك أعضاء الكونغرس فهمًا كاملًا ومفصلًا لمعرفة مجتمع المخابرات الخاص بالأعمال السعودية وأثرها المحتمل على رفاهية المواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة، إضافة إلى معرفة أي إخفاقات من جانب الاستخبارات الأمريكية تتعلق بالأنشطة السعودية التي ربما تكون قد ساهمت في إحداث وفايات دون داع”.
قد يفتح هذا الجهد بعض الغرف المظلمة — ليس فقط بالنسبة لإدارة ترامب. فهناك نداءات أوسع يمكن أن تضع الشراكة الأمريكية مع المملكة العربية السعودية في العقدين الماضيين تحت مجهر دقيق: فبعض النقاد من جميع التيارات السياسية لا يزالون يشككون في مستوى تواطؤ الحكومة السعودية في هجمات 11 سبتمبر 2001. غير أنه في الوقت الحالي، دوافع إخراج الولايات المتحدة من سفك الدماء في اليمن تحظى باهتمام متزايد.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close