fbpx
ترجماتحقوقي

فايننشال تايمز: الفلسطينيون يواجهون كارثة بسبب أزمة الأونروا

نشرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في 4 مارس 2024 تقريراً بعنوان: “الفلسطينيون في جميع أنحاء الشرق الأوسط يواجهون “كارثة” مع الأزمة النقدية لوكالة الأمم المتحدة”، حيث يتعرض اللاجئون في لبنان للخطر بشكل خاص مع اقتراب إغلاق الخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا.

وقد جاء التقرير على النحو التالي:

حذر مسؤولون لبنانيون وفلسطينيون وأمميون من “كارثة” وشيكة لمئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث قالت وكالة الأمم المتحدة المكلفة برعايتهم إنها لن تتمكن من الاستمرار في أداء دورها إلا لمدة شهر واحد آخر.

وقالت دوروثي كلاوس، مديرة البرنامج الذي تديره في لبنان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والتي تقدم مساعدات شبيهة بمساعدات الدولة لأكثر من 250 ألف شخص: “سنواصل عملياتنا حتى نهاية مارس” فقط.

“وبعد ذلك، إذا لم يتم استئناف التمويل، فلا نعرف ما الذي سيحدث”.

وفي شهر يناير، زعمت إسرائيل أن 12 من موظفي الوكالة في غزة شاركوا في هجوم حماس الذي وقع في السابع من أكتوبر 2023 على المستوطنات في غلاف غزة، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقا للحكومة الإسرائيلية. بينما قتلت إسرائيل أكثر من 30 ألف شخص في الحرب الإسرائيلية الدائرة حالياً على غزة، وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية.

وبحجة المزاعم التي أطلقتها إسرائيل ضد موظفي الأونروا، والتي لا تزال غير مثبتة، قامت الولايات المتحدة و15 دولة أخرى بتعليق تمويل بقيمة 450 مليون دولار في وقت تقدم فيه الوكالة مساعدات حيوية لنحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة المحاصر. وفي عام 2023، ساهمت تلك الدول الستة عشر بنسبة 70% من إجمالي دخل الأونروا.

وقال المدير العام للأونروا فيليب لازاريني الأسبوع الماضي إن الوكالة وصلت إلى “نقطة الانهيار”.

وبحلول نهاية شهر مارس، وما لم تزيد الدول المانحة الأخرى من تبرعاتها، لن تتمكن الأونروا من دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 30 ألف موظف، وسوف تتوقف عن تقديم الخدمات ليس فقط للاجئين في غزة ولكن لحوالي أربعة ملايين آخرين في الضفة الغربية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا.

6 من كبار الدول المانحة للأونروا في لبنان يقومون بتعليق التمويل

م

أكبر 10 جهة مانحة (2023)

مبلغ التبرع ($)

% من إجمالي الميزانية

01

الولايات المتحدة*

32,695,185

29%

02

الاتحاد الأوروبي

14,746,519

13%

03

فرنسا

7,988,593

7%

04

السويد*

6,075,069

5%

05

ألمانيا*

6,045,965

5%

06

هولندا*

6,044,047

5%

07

الأمم المتحدة

5,818,927

5%

08

سويسرا

3,622,313

3%

09

المملكة المتحدة*

3,567,726

3%

10

كندا*

2,997,436

2%

*الدول التي أوقفت تمويلها للأونروا. (المصدر: الأونروا لبنان)

وهذه هي الأزمة الأشد التي تضرب المنظمة في تاريخها الممتد 75 عاما.

 وقالت دوروثي كلاوس “في لبنان، تُعتبر الأونروا هي المكان الذي يحضرون فيه أطفالهم للتطعيم، وهي أيضاً المكان الذي يُحضرون فيه أطفالهم إلى المدرسة. وعندما يعانون من مشاكل نفسية أو اجتماعية، فإنهم يأتون لزيارة الأخصائيين الاجتماعيين لدينا”.

وقالت كلاوس إن كل ذلك يمكن أن يختفي. وأضافت: “لقد وُضعنا في موقف مستحيل”، مؤكدةً أن الأونروا كانت تعمل بالفعل بموارد “محدودة للغاية” لعدة سنوات.

“هل نغلق المدارس؟ هل نغلق المراكز الصحية؟ هل لا نقوم بجمع القمامة؟”

وحذر المسؤولون من أن الحرمان الإضافي، من بين آثار أخرى، قد يدفع المزيد من الشباب للانضمام إلى الجماعات المسلحة في المنطقة.

وبينما قالت كلاوس إن الوكالة لا تزال تأمل في التوصل إلى حل، فإنها شددت على أنها لم تتلق بعد عروضا ملموسة من مانحين آخرين، مثل دول الخليج العربية التي ساعدت في تخفيف الضربة في عام 2018 بعد أن سحبت إدارة ترامب التمويل الأمريكي للوكالة.

وفي الأردن وسوريا ولبنان، وهي بلدان تعاني من ظروف اقتصادية يائسة، فإن التخفيضات في برامج الأونروا ستكون مدمرة بشكل خاص.

وقال إبراهيم سيف، الاقتصادي الأردني والوزير السابق في الحكومة الأردنية: “نحن نتحدث عن دول لديها بالفعل حيز مالي محدود للغاية”، مضيفًا أن الدول الثلاث تعاني من عجز في الميزانية. “ليس لديهم موارد في ميزانيتهم لتخصيصها للاجئين.”

في لبنان، يعتبر وضع اللاجئين الفلسطينيين – ومن بينهم أولئك الذين أُجبروا على الفرار من وطنهم في عام 1948 وعدة أجيال من أحفادهم – مأساويا بشكل فريد: حيث تمنعهم الدولة من العمل في معظم المهن، أو امتلاك العقارات أو الوصول إلى الخدمات العامة، فهم محاصرون في حالة فقر ويعتمدون على الوكالة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

ومنذ عام 2019، تفاقمت هذه المعضلة بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الدولة اللبنانية.

وتخشى الحكومة اللبنانية، التي تتصارع أيضاً مع الحرب الدائرة على حدودها الجنوبية والتي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص، من أن يؤدي تخفيض دعم الأونروا إلى مزيد من الاضطرابات. بينما الدولة اللبنانية مثقلة بالفعل بأكثر من مليون لاجئ سوري وسكان فقراء مؤخراً.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، ساد عدم اليقين بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ولكن مع عدم وجود حل في الأفق، فإن هذا يتحول إلى حالة من الذعر.

يقول جهاد عبد الوهاب، مدرس العلوم في المدرسة الابتدائية في مدرسة نهر الأردن التي تديرها الأونروا في مخيم البداوي شمال لبنان: “لا يوجد بديل للأونروا، لذلك هناك حالة شديدة من القلق والخوف بين الطلاب والعائلات”. يسأله طلابه: “إذا أغلقت المدارس ماذا سيحدث لنا؟”

“إما أن يذهب الأطفال إلى العمل، أو أنهم سوف يتعاطون المخدرات.. . . أو إلى السلاح”، قال عبد الوهاب – وهي مخاوف رددها مسؤولو الأونروا الذين لاحظوا ارتفاعاً مؤخراً في معدل التجنيد في حركات المقاومة.

وقال عمرو الخطيب، أحد سكان مخيم برج البراجنة في جنوب بيروت، إنه والعديد من الأشخاص الآخرين يعتمدون على الرعاية الصحية التي تقدمها الأونروا، بما في ذلك العلاج الشهري والأدوية.  وتساءل “من سيسد الفجوة؟ . . . مضيفاً: “ستكون كارثة بالنسبة للفلسطينيين”.

وفي الأسابيع الأخيرة، التقت الأونروا بالمسؤولين المدنيين في المخيمات الفلسطينية لتحذيرهم حيال التوقعات. ففي غضون أسابيع، “لا يوجد شيء، لا يوجد شيء، لا يوجد شيء”، هذا ما صرح به أحد مسؤولي الأونروا مؤخراً لعضو لجنة مخيم برج البراجنة سامر أبو عمر.

وقالت المفوضية الأوروبية يوم الجمعة إنها ستمضي قُدما في دفع مبلغ 82 مليون يورو على مراحل تم التعهد به سابقا للأونروا، لكن بشروط مرفقة بما في ذلك مراجعة للتأكد من عدم تورط أي موظف في هجوم حماس.

ورحّب المدير العام للأونروا فيليب لازاريني بضخ الأموال لكنه قال للصحفيين إنها أقل من 60 مليون دولار تنفقها الوكالة في المتوسط كل شهر على الرواتب الأساسية، باستثناء “الاحتياجات الإنسانية الحادة”. . . وجميع الخدمات”.

وبالإضافة إلى أهميتها في الحياة اليومية، تحمل الأونروا أيضاً أهمية رمزية بالنسبة للكثيرين الذين يعتبرون الوكالة آخر اعتراف رسمي متبقي بحق الفلسطينيين في العودة إلى أوطانهم.

وقال أبو عمر إن الأونروا كانت “الشاهد الوحيد على النكبة الفلسطينية”، مستخدما المصطلح الذي يشير به الفلسطينيون إلى تهجيرهم مع تأسيس إسرائيل عام 1948.

وأضاف: “إذا ذهبت الأونروا، فأين الشاهد؟ لن يكون هناك شاهد واحد بعد الآن. ونحن، كشعب، سوف نبدأ في الذوبان في المجتمعات من حولنا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close