fbpx
سياسةترجمات

التلجراف: هل هناك مشكلة تتعلق بالسلامة في مصر؟

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.

نشرت صحيفة التلجراف البريطانية في 12 يونيو 2023 مقالاً لـ “إيما بومونت”، الكاتبة المتخصصة في شؤون السفر والسياحة بالصحيفة، بعنوان: “هل هناك مشكلة تتعلق بالسلامة في مصر؟”، قالت فيه إنه “بعد أن أمضت السلطات سنوات في طمأنة الزوار حول المخاوف من الهجمات الإرهابية، ظهرت مخاوف جديدة بشأن سلامة السياح في مصر”. وجاء المقال على النحو التالي:

لطالما كانت مصر قبلة السياح البريطانيين، من الرحلات النيلية، إلى الغوص في البحر الأحمر، إلى أهرامات الجيزة. وقبل بضع سنوات، أدى التهديدات المتعلقة بالإرهاب إلى توخي الكثيرين من المسافرين البريطانيين الحذر لشديد من قضاء العطلات في مصر، أو تجنبوا السفر لهذا البلد تماماً. وبينما زار حوالي 900,000 سائح بريطاني مصر في عام 2014، فقد انخفض هذا الرقم إلى ما يزيد قليلاً عن 200,000 في عام 2016، في أعقاب تفجير طائرة متروجيت (روسية) بعد وقت قصير من إقلاعها من شرم الشيخ، حيث اتفقت العديد من الشركات السياحية البريطانية على التوقف عن تنظيم رحلات سياحية للبريطانيين لقضاء العطلات في مصر.

تحسن الوضع الأمني بشكل كبير، بعد جائحة كورونا، مع إعادة إطلاق رحلات قضاء العطلات مع “إيزي جيت” – وهي شركة طيران بريطانية خاصة تعمل بنظام الطيران منخفض التكلفة – والإعلان عن مبيعات قوية بشكل خاص لهذا الصيف. واقترح  يوهان لوندجرين، المدير التنفيذي لشركة طيران “إيزي جيت”، في وقت سابق من هذا العام أن الطلب كان بسبب الوجهة التي تقدم “قيمة كبيرة مقابل إنفاق المال” في سياق أزمة تكلفة المعيشة (في مصر). حيث يعد الانتعاش الاقتصادي أمراً حاسماً بالنسبة للاقتصاد المصري، بالنظر إلى أن السياحة تمثل 12% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، خصوصاً أن البلاد تكافح حالياً في مواجهة معدل تضخم مرتفع يصل إلى 40%.

ولسوء الطالع، تحولت تلك المخاوف الآن إلى قصور عام في معايير السلامة فيما يخص صناعة السياحة، بعد سلسلة من الحوادث الكبيرة. وكان قد أُعلن عن فَقد ثلاثة سائحين بريطانيين يوم الأحد (١١ يونيو)، ويُعتقد أنهم لقوا حتفهم، بعد أن اندلعت النيران في يخت سياحي أثناء رحلة غوص تحت الماء في البحر الأحمر. وتم إنقاذ 24 شخصاً من القارب الذي كان في طريق العودة إلى ميناء مرسى علم بعد رحلة استمرت أسبوعاً. وقالت السلطات المحلية هناك إن تحقيقا أوليا أشار إلى أن حدوث ماس كهربائي في غرفة المحرك كان وراء اندلاع الحريق في اليخت.

وكانت هذه ثاني مأساة تضرب السياحة في مصر في غضون أيام قليلة. ففي 8 يونيو، قُتل شاب روسي يبلغ من العمر 24 عاماً بعد أن هاجمته سمكة قرش النمر قبالة سواحل الغردقة، البحر الأحمر. وهو ثالث هجوم لأسماك القرش في المنطقة في غضون عام. وعلى إثر ذلك، تم إغلاق 46 ميلاً من الشاطئ وتم تعليق جميع الأنشطة المائية في المنطقة لمدة 48 ساعة.

فهل هذه الحوادث مجرد مصادفات مأساوية أم أن السائحين أصبحوا عُرضة لأخطار متزايدة عند قضاء إجازتهم في مصر؟ وفي هذا المقال هنا سنتغاضى عن بغض النظر عن تناول المخاوف الرئيسية، وسنقوم بتقديم التوصيات حول كيفية ضمان معايير أمان عالية عند السفر إلى ذلك البلد:

هل كانت الحوادث الأخيرة ناتجة عن إخفاقات في الصحة والسلامة؟

فيما يخص حالة حادث الحريق المأساوي لليخت السياحي بمصر، فإنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات مهمة في هذا الصدد.

ولكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس حادث اليخت هذا هو الحادث الوحيد في البحر الأحمر هذا العام. فقد انقلب يخت آخر، وهو “كارلتون كوين”، وغرق بالقرب من الغردقة في  شهر إبريل. ولحسن الحظ لم تقع إصابات جرّاء الحادث، لكن الركاب يخططون لمقاضاة أصحاب اليخت لتشغيل قارب يزعمون أنه غير صالحة للإبحار من الأساس.

ونظراً لأن البحر الأحمر هو أحد أكثر وجهات الغوص شعبية في العالم، فمن المنطقي أن الشركات السياحية تسعى لتحقيق أقصى استفادة من هذا الطلب المتزايد، وأن البعض قد يكون لديه معايير أمان يشوبها التساهل. ولكن في الواقع، فإن نصائح السفر الصادرة عن وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث بالمملكة المتحدة تحذر من أن “مشغلي الغوص الذين يتقاضون تكاليف شديدة الانخفاض من السائحين قد لا يوفرون معايير سلامة وتأمين كافية”.

أما بالنسبة لهجمات أسماك القرش، فالوضع يبدو أوضح من ذلك. فقد ظهرت تقارير تفيد بأن إلقاء جيف الحيوانات النافقة واللحوم النيئة بشكل غير قانوني في مياه البحر الأحمر هو المسؤول عن اقتراب أسماك القرش من الشاطئ في الغردقة. وقد تضيف حقيقة أن هذه المنطقة قد شهدت ثلاث هجمات لأسماك القرش هذا العام وزناً لهذا الادعاء.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هجمات أسماك القرش في مصر (كما في جميع أنحاء العالم) لا تزال نادرة. حيث قالت جوليا لو بوي-سعيد، الرئيس التنفيذي لشركة أدفانتيج ترافيل بارتنرشيب، وهي أكبر مجموعة مستقلة لوكالات السفر في المملكة المتحدة، إنه بينما كان هذا الهجوم “محزناً”، فإن السلطات تصرفت بسرعة و “وضعت الآن تدابير ومستويات للسلامة في جميع منتجعات البحر الأحمر”.

ومن الواضح أن هذا الحادث هو وضع غير عادي للغاية يقع في مصر، ولحسن الحظ فإن هذه الهجمات نادرة جداً. ومع ذلك، فإنها يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، ومن المهم أن يتخذ جميع المسافرين والمصطافين احتياطات إضافية عندما يكونون في عطلة هناك للتأكد من أنهم يسبحون في مياه آمنة “.

وقد يكون المصطافون أيضاً على دراية تامة بعدد من حوادث منطاد الهواء الساخن في السنوات الأخيرة. ففي عام 2013، اشتعلت النيران في منطاد أثناء الطيران فوق الأقصر، مما أسفر عن مقتل 19 سائحاً. وبعد خمس سنوات، قُتل سائح من جنوب إفريقيا (وأصيب عدة أشخاص آخرين) في نفس المنطقة بسبب الهبوط الاضطراري. كما تم الإبلاغ أيضاً عن عدد قليل من الحوادث الأصغر الأخرى التي حدثت في ربوع البلاد.

وتقدم وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية النصيحة التالية لأولئك الذين يرغبون في حجز رحلة بالمنطاد: “لم يتمكن بعض منظمي الرحلات السياحية في المملكة المتحدة من التحقق بشكل مستقل من إجراءات السلامة لرحلات المنطاد ولا يبيعون الرحلات الجوية لعملائهم لهذا السبب. ولذا، عليك بالتحدث إلى شركة الرحلات الخاصة بك قبل حجز رحلة طيران بالمنطاد “.

كيف يمكنني البقاء بأمان خلال عطلتي في مصر؟

قبل الحجز لقضاء عطلة في مصر، تأكد من قراءة أحدث نصائح السفر، الصادرة عن وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية، بدقة، حيث تحتوي على بيانات تفصيلية عن اعتبارات السلامة في أجزاء مختلفة من البلاد وكذلك معلومات عن بعض الأنشطة المحددة.

وفيما يتعلق بالغوص والغطس في البحر الأحمر، ينصح موقع الوزارة المصطافين بأن يكونوا “على دراية بأن معايير السلامة يتبعها مشغلو أنشطة الغوص يمكن أن تختلف بشكل كبير”.

ويتابع القول: “وحيثما أمكن، عليك القيام بإجراء الحجوزات الخاصة بذلك من خلال ممثل الرحلة الخاص بك. فقد لا يوفر المشغلون الذين يتقاضون تكاليف شديدة الانخفاض معايير السلامة والتأمين المناسبة. ولا تنس أن الغوص إلى ما هو أبعد من الحد الأقصى لعمق بوليصة التأمين الخاصة بك سوف يبطل التغطية التأمينية الخاصة بك “.

وتسلط وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث البريطانية الضوء أيضاً على وجود العديد من الحوادث الخطيرة للدراجات الرباعية، والتي وقع فيها مواطنون بريطانيون في مناطق معينة بالمنتجع. وتضيف: “عليك اتخاذ نفس الاحتياطات التي تتخذها في المملكة المتحدة ولاحظ أن معايير السلامة يمكن أن تختلف بشكل كبير. كما أن عليك دائماً ارتداء الخوذة الواقية من التصادم “.

وبشكل عام، فإن الحجز مع شركة سياحية ذات سمعة طيبة يُعد أمراً ضرورياً؛ وتأكد من التحقق من أن الشركة التي تحجز معها محمية بترخيص منظمي السفر الجوي. وكما هو الحال دائماً، فإن ضمان حصولك على تأمين سفر قوي أمر لا بد منه.

وإذا كنت تخطط لرحلة غوص، على وجه الخصوص، فمن المهم التأكد من أن التأمين الخاص بك أو منظم الرحلة يوفر تغطية لتكلفة أي إنقاذ جوي أو بحري. حيث تزيد الرسوم الحالية عن 4,000 دولار للساعة، وستقوم السلطات بإجراء عملية إنقاذ فقط عند استلام الدفع.

يُذكر أن لوائح الصحة والسلامة في مصر، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، ليست صارمة كما هي عليه في المملكة المتحدة. ومن المحتمل أن يكون هذا قد تفاقم بسبب اليأس من الاستفادة من النهضة السياحية بعد سنوات عديدة من المعاناة، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة المستمرة في مصر.

ومع ذلك، فعلى عكس الوجهات ذات البنية التحتية الأقل، فإن هناك الكثير من شركات السفر ذات السمعة الطيبة العاملة في مصر. ولكن، يظل إجراء الكثير من البحث قبل الحجز ومواكبة أحدث نصائح السفر الحكومية (الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية) هو أفضل مسار للتصرف بهذا الخصوص.

وبغض النظر عن الحوادث الأخرى، فإنه فيما يخص حادث الحريق المأساوي لليخت السياحي بمصر الذي وقع مؤخراً، فإنه من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات مهمة في هذا الصدد.

لقراءة النص بصيغة PDF إضغط هنا.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Close